فضائل الامام(ع)
المقدمةمناقبه و فضائله(نظرة اجمالية فيها و في احواله) نبغ في الازمان على تعاقبها نوابغ يمتازون عن سائر اهل زمانهم و هؤلاء النوابغ يتفاوتون في نبوغهم و صفاتهم التي ميزتهم عمن سواهم سنة الله في خلقه و مهما تكثر النابغون في الازمنة المتطاولة فنابغة الاسلام بل نابغة الكون المتفرد في صفاته الفاضلة و مزاياه الكاملة و اجتماع محاسن الاضداد فيه هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ربيب رسول الله (ص) اكمل الخلائق و خريجه. ذات علي ذات فذة يعسر او يمتنع على الانسان مهما اطال و مهما دقق ان يحيط بجميع ما فيها من سمو و تميز على سائر الخلق و مهما حاول الانسان ان يحيط بجميع صفاته قعد به العجز و استولى عليه البهر كما قال المؤلف من قصيدة علوية تزيد على ثلثمائة بيت وزعناها في هذا الجزء مطلعها:
صفات علي لا يحيط بها الحصر و لكن (لا يترك الميسور بالمعسور) و عن المناقب قال النظام:علي بن ابي طالب محنة على المتكلم ان وفاه حقه غلا و ان بخسه حقه اساء و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن صعبة المرتقى الا على الحاذق الدين«ا ه». في رحاب ائمة اهلالبيت(ع) ج 1 ص 21 السيد محسن الامين الحسيني العاملي (تعداد مناقبه و فضائله على التفصيل) و هي كثيرة ينبو عنها الحصر و عظيمة يضيق بها الوصف و يقصر دونها الفكر.كما قالالسيد الحميري:
و له مناقب لا ترام و ان يرد و قد الفت في فضائله و مناقبه التي اختص بها و امتاز بها عن سائر الصحابة مؤلفات كثيرة عدى ما اودع في مضامين الكتب التي لا تحصى (منها) كتاب خصائصه للنسائي طبع مرارا.و كتاب خصائصه للحافظ ابي نعيم الاصفهاني.و كتاب خصائصه لأبي عبد الرحمن السكري.و كتاب ما نزل فيه من القرآن للحافظ ابي نعيم الاصفهاني و لسنا نحتاج في اثبات عظمته و علو مقامه و امتيازه عن الخلق عدى رسول الله (ص) و مشاركته له في كثير من صفاته و احواله الى روايات الراوين و مؤلفات المؤلفين.بل يكفينا لذلك القاء نظرة واحدة على احواله المسلمة المتواترة من انه كيف وتر العرب في حروبه مع النبي (ص) و قتل صناديدها و رؤساءها فاورث ذلك الاضغان و الاحقاد عليه في قلوبها و كان آباء من قتلهم و ابناؤهم و اخوانهم و عشائرهم لا يزالون موجودين و احقادهم لا تزال كامنة و نيرانها في صدورهم مشتعلة و ان دخلوا في الاسلام فجملة منهم دخلوا فيه كرها و خوفا من السيف و من دخل عن عقيدة لم تكن عقيدته لتغير ما في نفسه و طبعه من الغيظ على قاتل ابيه و اخيه و ابنه و قريبه الا ترى الى سيد ولد آدم كيف لم يستطع ان ينظر الى قاتل عمه حمزة فقال له غيب وجهك عني و هو اكمل الخلق و لما رأى أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و هو مسلم اباه عتبة يجر الى القليب تغير وجهه و لما نهى رسول الله (ص) عن قتل احد من بني هاشم و عن قتل العباس عمه قال أبو حذيفة أ نقتل ابناءنا و اخواننا و عشائرنا و نترك العباس و الله لئن لقيته لالجمنه السيف ثم ما كان من تنويه النبي (ص) بشأنه في مواضع عديدة و اختصاصه به ما زرع بذر الحسد له و غرس العداوة له في قلوب الناس الرجال منهم و النساء سنة الله في خلقه و لن تجد لسنة الله تبديلا حتى قالت اخت علي بن عدي من بني عبد شمس لما سار علي (ع) الى البصرة:
لا هم فاعقر بعلي جمله و قد اوضحنا ذلك في الجزء الاول في المقدمات و يدل عليه ايضا ما رواه الكليني في الكافي بسنده عن الباقر (ع) قال لما قبض رسول الله (ص) بات آل محمد باطول ليلة حتى ظنوا ان لا سماء تظلهم و لا ارض تقلهم لان رسول الله (ص) وتر الاقربين و الابعدين في اللهو تلا ذلك ما كان في دولة بني امية نحوا من ثمانين سنة او اكثر من اظهار بغضه و عداوته و لعنه على المنابر و الاجتهاد في كتمان فضائله و منع احد ان يسمى باسمه او يكنى بكنيته .روى ابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء بسنده قال كان علي بن عبد الله بن العباس يكنى ابا الحسن فلما قدم على عبد الملك قال له غير اسمك و كنيتك فلا صبر لي على اسمك و كنيتك فقال اما الاسم فلا و اما الكنية فاكتني بابي محمد فغير كنيته و منعوا احدا ان يحدث عنه حتى كان من يحدث عنه لا يذكره باسمه قال المفيد في الارشاد و فيما انتهى اليه الامر من دفن فضائل امير المؤمنين عليه السلام و الحيلولة بين العلماء و نشرها ما لا شبهة فيه على عاقل حتى كان الرجل اذا اراد ان يروي عن امير المؤمنين (ع) رواية لم يستطع ان يصفها بذكر اسمه و نسبه و تدعوه الضرورة الى ان يقول حدثني رجل من اصحاب رسول الله«ص»او يقول حدثني رجل من قريش و منهم من يقول حدثني ابو زينب«ا ه». فتقرب اليهم الناس ببغضه و رووا لهم الاحاديث في ذمه و غمط فضله.و ما كان في دولة بني العباس من قصد اخمال ذكره و اخفاء فضله و اخماد نوره خوفا من ذريته على الملك.و اخافة كل من ينتسب اليه كما وقع في عهد المنصور و الرشيد و المتوكل و غيرهم الا شاذا كالمأمون و غيره و الناس الا ما ندر اتباع السلطة و السلطان و عبيد الدنيا و الدينار و استمر ذلك في الدول الاسلامية و في المسلمين الى يومنا هذا بما أسسه المؤسسون في غابر الازمان و سطره علماء السوء في كتبهم و توالت عليه القرون و الاحقاب فنرى كثيرا من الناس لا يستطيع ان يسمع له فضيلة او منقبة و نرى جملة من المسلمين عمدوا الى خير كتاب جمع كلامه (نهج البلاغة) و أعظم مفخرة للاسلام فأنكروه و ادعوا انه من وضع الرضي حتى نسب الحافظ الذهبي كلامه الى الركة و مع كل هذا و ذاك و جميع ما هناك فقد انتشر من مناقبه و فضائله و مآثره و جليل صفاته و افعاله ما تواتر نقله و استفاض و ملأ الدفاتر و الاسفار و انتشر في جميع الاقطار و الاعصار و لم يجد محاول انكاره سبيلا الى الانكار حتى قال الامام احمد بن حنبل كما سيأتي ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله«ص»من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و هذا يكاد يلحق بالمعجزات و الآيات الباهرات و العادة جارية بأن من كانت هذه حاله يخمل ذكره و يخفى امره و لا يذكره ذاكر بخير.قال المفيد في الارشاد:و من آياته و بيناته التي انفرد بها ظهور مناقبه في الخاصة و العامة و تسخير الجمهور لنقل فضائله و ما خصه الله به و تسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة هذا مع كثرة المنحرفينعنه و الاعداء له و توفير اسباب دواعيهم الى كتمان فضله و جحد حقه و كون الدنيا في يد خصومه و انحرافها عن اوليائه و ما اتفق لاضداده من سلطان الدنيا و حمل الجمهور على اطفاء نوره و دحض امره فخرق الله العادة بنشر فضائله و ظهور مناقبه و تسخير الكل للاعتراف بذلك و الاقرار بصحته و اندحاض ما احتال به اعداؤه في كتمان مناقبه و جحد حقوقه حتى تمت الحجة له و ظهر البرهان بحقه و لما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من اسباب خمول امره ما اتفق لامير المؤمنين«ع»فانخرقت العادة فيه دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه قال و قد شاع الخبر و استفاض عن الشعبي انه كان يقول لقد كنت اسمع خطباء بني امية يسبون امير المؤمنين علي بن ابي طالب على منابرهم و كأنما يشال بضبعه الى السماء و كنت أسمعهم يمدحون اسلافهم على منابرهم و كأنهم يكشفون عن جيفة و قال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما يا بني عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا و رأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين ما زلت اسمع اصحابنا و اهلنا يسبون علي بن ابي طالب و يدفنون فضائله و يحملون الناس على شنآنه فلا يزيده ذلك من القلوب الا قربا و يجهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب الا بعدا قال:و كانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير بل تضرب الرقاب على ذلك و تعرض للناس بالبراءة منه و العادة جارية فيمن اتفق له ذلك ان لا يذكر على وجه الارض بخير فضلا عن ان تذكر له فضائل او تروى له مناقب او تثبت له حجة بحق«ا ه».و قال المفيد في الارشاد:فاما مناقبه الغنية لشهرتها و تواتر النقل بها و اجماع العلماء عليها عن ايراد اسانيد الاخبار بها فهي كثيرة يطول بشرحها الكتاب و في رسمنا منها طرفا فيه كفاية عن ايراد جميعها في الغرض الذي وضعنا له هذا الكتاب«انش». و في اسد الغابة:روى يزيد بن هرون عن فطر عن ابي الطفيل قال بعض اصحاب النبي«ص»لقد كان لعلي من السوابق ما لو ان سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا.و فيه بسنده عن المدائني :لما دخل علي بن ابي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال و الله يا امير المؤمنين لقد زنت الخلافة و ما زانتك و رفعتها و ما رفعتك و هي كانت أحوج اليك منك اليها.قال ابن ابي الحديد في شرح النهج اما فضائله عليه السلام فانها قد بلغت من العظم و الجلال و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال ابو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكلو المعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت اني حيث انتهى بي القول منسوب الى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك و وكلت الاخبار عنك الى علم الناس بك.و ما اقول في رجل أقر له اعداؤه و خصومه بالفضل و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله فقد علمت انه استولى بنو امية على سلطان الاسلام في شرق الارض و غربها و اجتهدوا بكل حيلة في اطفاء ذكره و التجديف عليه و وضع المعائب و المثالب له و لعنوه على جميع المنابر و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة او يرفع له ذكرا حتى حظروا ان يسمى احد باسمه فما زاده ذلك الا رفعه و سموا و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه و كلما كتم تضوع نشره و كالشمس لا تستر بالراح و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة ادركته عيون كثيرة اخرى .و ما اقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة و تنتهي اليه كل فرقة و تتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و ابو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه اخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى«ا ه»ثم قال و ما اقول في رجل تحبه اهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لاهل الملة و ما اقول في رجل احب كل احد ان يتكثر به و ود كل احد ان يتجمل به و يتحسن بالانتساب اليه حتى الفتوة التي احسن ما قيل في حدها ان لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان اربابها نسبوا انفسهم اليه و صنفوا في ذلك كتاب و جعلوا لذلك اسنادا انهوه اليه و قصروه عليه و سموه سيد الفتيان و عضدوا مذهبهم بالبيت المروي انه سمع من السماء يوم أحد
لا سيف الا ذو الفقار «ا ه»و تتبع الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 خصائصه و جمعها في كتاب.و قال ابو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين:فضائله عليه السلام اكثر من ان تحصى فأمير المؤمنين عليه السلام باجماع المخالف و الممالي و المضاد و الموالي على ما لا يمكن غمطه و لا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة المكتوبة عند الخاصة تغني عن تفصيله بقول و الاستشهاد عليه برواية.و قال ابن عبد البر المالكي عالم الاندلس و محدثها في الاستيعاب:فضائله لا يحيط بها كتاب و قد اكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها و تدل على ما سواها من اخلاقه و احواله و سيرته و قالايضا قد كان بنو امية ينالون منه و ينتقصونه فما زاده الله بذلك الا سموا و علوا و محبة عند العلماء الى ان قال:قال احمد بن حنبل و اسماعيل بن اسحاق القاضي:لم يرو في فضائل احد من الصحابة بالاحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن ابي طالب و كذلك احمد بن شعيب ابن علي النسائي«ا ه»و روى الحاكم في المستدرك قال سمعت القاضي ابا الحسن علي بن الحسن الجراحي و ابا الحسن محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا ابا حامد محمد بن هرون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت احمد بن حنبل يقول ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله«ص»من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و لم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بشيء و في الكامل لابن الاثير:قال احمد بن حنبل ما جاء لاحد من اصحاب النبي«ص»ما جاء لعلي.و في الاصابة مناقبه كثيرة حتى قال الامام احمد لم ينقل لاحد من الصحابة ما نقل لعلي قال و قال غيره:كان سبب ذلك بغض بني امية له فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته و كلما ارادوا اخماده و هددوا من حدث بمناقبه لا تزداد الا انتشارا ثم قال و تتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد اكثرها جياد«ا ه» (اقول) بل السبب في ذلك كثرة مناقبه التي لم يستطع اعداؤه اخفاءها و كرامة من الله تعالى خصه بها و لله تعالى فيه من خوارق العادات شيء كثير هذا احدها و الى ذلك اشار من قال:ما اقول في رجل اخفى اولياؤه فضائله خوفا و اعداؤه حسدا و ظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين و روى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن عامر بن عبد الله بن الزبير انه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال يا بني اياك و العودة الى ذلك فان بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك الا رفعة و ان الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا و ان الدنيا لم تبن شيئا الا عادت على ما بنته فهدمته«ا ه»و حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي.ما يدل على ان اشتهار فضائله و انتشارها كان قبل ظهور دولة بني امية و ان في زمان بني امية لم يجسر احد على رواية خبر عنه فضلا عن ان يروي له فضيلة و هذا مما يبطل ما زعمه هذا البعض في سبب انتشار فضائله قال ابو جعفر:قد صح ان بني امية منعوا من اظهار فضائل علي و عاقبوا ذاكر ذلك و الراوي له حتى ان الرجل اذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه فيقول عن ابي زينب قال فالاحاديث الواردة في فضله لو لم تكنفي الشهرة و الاستفاضة و كثرة النقلة الى غاية بعيدة لانقطع نقلها للخوف و التقية من بني مروان مع طول المدة و شدة العداوة و لو لا ان لله تعالى في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث و لا عرفت له منقبة«ا ه»فهذا هو السبب في انتشار فضائله لا ما ذكره هذا البعض.كيف و كثير من الصحابة كانوا منحرفين عنه فسعد و ابن عمر لم يبايعاه بعد قتل عثمان و بايع الثاني يزيد بن معاوية بعد ذلك و غيرهما من الصحابة لم يبايعه كمحمد ابن مسلمة و اسامة بن زيد و غيرهما فلم يجبرهم و اعتزلوا فقال هؤلاء قوم خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل و اهل الجمل نكثوا بيعته و هم من الصحابة و عداوة ابن الزبير له معلومة و لما روت ام المؤمنين حديث خروج النبي«ص»في مرضه قالت متوكأ على الفضل و رجل آخر و كان الآخر عليا فلم يسعها التصريح باسمه و قولها و سجودها لما جاءها نعيه مشهور و في كشف الغمة عن يونس بن جيب النحوي قال قلت للخليل بن احمد اريد ان اسألك عن مسألة فتكتمها علي فقال قولك يدل على ان الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه انت ايضا قلت نعم ايام حياتك قال سل:قلت ما بال اصحاب رسول الله«ص»و رحمهم كأنهم كلهم بنو أم واحدة و علي بن ابي طالب من بينهم كأنه ابن علة (1) فقال ان عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما و بذهم شرفا و رجحهم زهدا و طالهم جهادا و الناس الى اشكالهم و اشباههم أميل منهم الى من بان منهم«ا ه»و روى الصدوق في الامالي و علل الشرائع بسنده عن ابن دريد عن الرياشي عن ابي زيد النحوي سعيد بن اوس الانصاري قال سألت الخليل بن احمد العروضي لم هجر الناس عليا و قرباه من رسول الله«ص»قرباه و موضعه من المسلمين موضعه و غناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر و الله نوره انوارهم و غلبهم على صفو كل منهم و الناس الى اشكالهم اميل أ ما سمعت الاول حيث يقول:
كل شكل لشكله الف قال و انشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الاحنف:
و قائل كيف تهاجرتما و قال ابن شهر شوب في المناقب:قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي رفضه العامة و له في كل خير ضرس قاطع فقال لان ضوء عيونهم قصير عن نوره و الناس الى اشكالهم اميل.و قال الشعبي ما ندري ما نصنع بعلي بن ابي طالب ان احببناه افتقرنا (اي لمعاداة الناس لنا) و ان ابغضناه كفرنا و روي ان عليا (ع) ناشد الناس في الرحبة ايكم سمع رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا و انس بن مالك حاضر لم يقم فقال له ما يمنعك ان تقوم فقال كبرت و نسيت فقال اللهم ان كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة فبرص قال طلحة بن عمير فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك ابيض بين عينيه و كان يقول هذا من دعوة العبد الصالح قال ابن ابي الحديد و روى ابو اسرائيل عن الحكم عن ابي سليمان المؤذن ان عليا نشد الناس من سمع رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم و امسك زيد بن ارقم فلم يشهد و كان يعلمها فدعا عليه بذهاب بصره فعمي فكان يحدث الناس بهذا الحديث بعد ما كف بصره.و حال حسان ابن ثابت معه واضحة حتى رماه بقتل عثمان في ابياته المشهورة.و حال ابي موسى الاشعري و تخذيله عنه الناس بالكوفة يوم الجمل و هو عامله و خلعه له من الخلافة يوم الحكمين غير خفية.و أمر معاوية و عمرو بن العاص معه و هما من الصحابة معلوم و جملة من الصحابة كانوا منحازين الى بني امية يمالؤنهم و يداهنونهم و ينالون من دنياهم و يلون لهم الاعمال كالنعمان بن بشير و ابي هريرة و المغيرة بن شعبة و امثالهم و جملة منهم اخذوا الاموال الطائلة و ولوا الولايات الجليلة ليرووا لبني امية في ذمه ما شاؤوا مثل ان آية (و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو الد الخصام و اذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد) نزلت في علي بن ابي طالب.حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي انه قال ان معاوية بذل لسمرة بن جندب (و هو صحابي) مائة الف درهم حتى يروي ان هذه الآية نزلت في علي و ان الآية الثانية نزلت في ابن ملجم (و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) فلم يقبل فبذل له اربعمائة الف درهم فقبل و روى ذلك و ليرووا لهم انه غلظ رسول الله (ص) بخطبته بنت ابي جهل حتى قام في ذلك خطيبا و حتى نظم ذلك مروان بن ابي حفصة في قصيدته اللامية متقربا به الى العباسيين فقال:
و غاظ رسول الله اذ غاظ بنته و حكى ابن ابي الحديد في شرح النهج عن شيخه ابي جعفر الاسكافي ان ابا هريرة روى ذلك و ان الحديث مشهور من رواية الكرابيسي ثم قال ابن ابي الحديد ان الحديث مخرج ايضا من صحيحي مسلم و البخاري عن المسور بن مخرمة الزهري«ا ه»و لم يتفطن من افتعل هذا الحديث الى انه يؤول الى القدح في الرسول (ص) و العياذ بالله فانه ليس له ان يغضب مما احله الله و اباحه.قال ابو جعفر الاسكافي:و كان ابو مسعود الانصاري منحرفا عن علي و استشهد لذلك بعدة روايات و استقصاء ذلك يطول به الكلام و لم يكن لكثير منهم الحرص على اثبات مناقبه و اظهارها الا نفر يسير استولى عليهم الخوف و الاضطهاد و في اي زمان كان يجسر احد على ذكر فضائله أ في زمن بني امية الذين منعوا ان يسمى احد باسمه او يكنى بكنيته و منعوا من ذكره و الرواية عنه و جعلوا سبه على المنابر في الاعياد و الجمعات كفرض الصلاة ثمانين سنة او اكثر و كان الناس يتقربون اليهم بذمه و اخفي قبره بعد موته خوفا منهم ام في زمان بني العباس و حالهم مع ذريته و شيعته معلومة حتى بنوا عليهم الحيطان و قتلوهم و شردوهم عن الاوطان و القوهم في المطامير و كانت الناس تتقرب اليهم بتقديم غيره بل بذمه و حال المتوكل في ذلك و قصته مع ابنه المستنصر مشهورة و قصيدة مروان ابن ابي حفصة اللامية التي يذمه و ينتقصه فيها تقربا الى بني العباس اشهر من قفا نبك و قصة النسائي المحدث المشهور مع اهل الشام حين سألوه ايهما افضل معوية ام علي فقال اما يرضى معاوية رأسا برأس و حين سألوه ما تروي في فضل معاوية فاجابهم بما أجابهم فرضوا خصيتيه حتى مات مشهورة و لم يزل هذا الداء المزمن ساريا الى يومنا هذا حتى ان الباعث لهذا البعض الذي ذكره ابن حجر على ذكر هذا السبب هو من هذا البحر و على هذه القافية فانه عظم عليه ان يكون علي بن ابي طالب ورد في فضله ما لم يرد لاحد من الصحابة فاراد مسخ هذه المنقبة و توهينها بان ذلك ليس لزيادة فضله عليهم كيف و هو متأخر بزعمه في الفضل عن جملة منهم بل لما ذكره من العلة و هذه عادتهم و شنشنتهم الا خزمية في كل منقبة تنسب الى علي و اهل بيته لا من عصمة الله و نحن نذكر طرفا مقنعا من فضائله و مناقبه من دون استقصاء فان ذلك يحتاج الى عدة مجلدات و هي على انواع. تعليقة: (1) ابن العلة بفتح العين و تشديد اللام هو الاخ لام وحدها اي الاخ من الاب دون الام و ابناء العلات الاخوة لامهات شتى و ابوهم واحد و العلة مأخوذة من العل و هو الشرب الثاني و الشرب الاول يسمى النهل فكأن اباه عل منها بعد ان نهل من غيرها قال الشاعر:
أفي الولائم اولاد لواحدة في رحاب ائمة اهلالبيت(ع) ج 1 ص 28 السيد محسن الامين الحسيني العاملي مدائحهما من شخصية في العالم شغلت الشعر بمثل ما شغلته شخصية امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ،فقد وجد شعراء العصور في شخصيته من المناقب اعظم ما يثير شاعرياتهم و يحرك عواطفهم و يلهم اقلامهم،و لا بدع فان سيرته المثلى و ما انطوى عليه من ألمعيات و اريحيات و بطولات،و ما مني به من ظلم و اهتضام و حرمان،و ما اجتمع على حربه من لؤم و عقوق و فجور،كل ذلك جعل منه لدى المنصفين المخلصين اروع صورة انسانية توحي الشعر و تلهم النثر.و النفوس التي لم تدنسها الاغراض و الاهواء و لم يلوثها التقليد و التعصب،النفوس البريئة لا بد ان تهيم ابدا بشخصية علي بن أبي طالب. و ليس مستطاعا احصاء ما نظمه الشعراء على كل العصور تغنيا به ورثاء له بجميع اللغات الاسلامية من عربية و فارسية و تركية و اوردية،و اننا لنأخذ لهذا الجزء هذه القصائد التالية نماذج لغيرها. و لا بد من الاشارة الى امر خطير في تاريخ الادب العربي اهمل ذكره او لم ينتبه له مؤرخو هذا الادب،ذلك ان الشعراء الذين نظموا في علي بن أبي طالب قد اوجدواـالى حد ماـالملحمة العربية التي يفتقدها مؤرخو الادب فلا يجدونها في حين ان نواتهاـعلى الاقلـموجودة في الشعر العلوي (1) . قصيدة السيد الحميري المتوفي سنة 173:
و لقد حلفت و قلت قولا صادقا قصيدة الحاج هاشم الكعبي المتوفى سنة 1221:
أخذوا بمسروب السراب و جانبوا قصيدة الشيخ كاظم الازري المتوفى سنة 1201 و هذه القصيدة تبلغ ألف بيت أكلت الأرضة منها اكثر من اربعمائة بيت بعد ان احتفظ بها صاحبها في طومار و لم يبق منها الا 578 بيتا نأخذ منها ما يلي:
اسد الله ما رأت مقلتاه قصيدة الشيخ عبد المهدي مطر انشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبي الذي اهداه بعض الايرانيين لمقام امير المؤمنين في النجف سنة 1373:
ارصف بباب علي ايها الذهب قصيدة الشاعر المصري الشيخ محمد بن عبد المطلب المتوفى سنة 1350:
أبا السبطين كيف تفي المعاني من قصيدة لسفيان بن مصعب العبدي المتوفى حدود سنة 120:
ما هز عطفي من شوقي الى وطني من قصيدة لعبد الباقي العمري المتوفى سنة 1278:
انت العلي الذي فوق العلى رفعا من قصيدة لابي تمام الطائي المتوفى سنة 231:
اخوه اذا عد الفخار و صهره تعليقات: (1) الناشر. (2) الخدب بكسر الخاء و فتح الدال و تشديد الباء الضخم (و الشوقب) الطويل. (3) مشجب مهلك. (4) الحين بفتح الحاء الهلاك (و المنشب) من نشب في الشيء اذا دخل فيه و علق به كما ينشب الصيد في الحبالة. (5) الورطة الهلكة (و لحجابها) كعلما اي نشبا بها (و محقب) بوزن اسم المفعول من قولهم احتقب الذنب و اصل الاحتقاب وضع الشيء في الحقيبة و هي وعاء من جلد. (6) حاص بالحاء و الصاد المهملتين عدل و حاد او حام و يروى جاض بالجيم و الضاد المعجمة اي حاد و عدل (و الجأواء) الكتيبة التي يضرب لونها الى السواد من صدأ الحديد (و الاشهب) الابيض يتخلله سواد. (7) النواهق العظمان الشاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع اي عاري النواهق من اللحم و يحمد في الفرس ان يكون قليل لحم الخدين (و النجاء) الاسراع (و ملهب) بصيغة اسم الفاعل سريع العدو. (8) الشلو العضو من اللحم (و التولب) الجحش. (9) اغتره طلب غرته. (10) اختل بالخاء المعجمة اي دخل في خلل قلبه. (11) معصما متمسكا (و يقصب) بالصاد المهملة اي لم يقطع و في نسخة لم يقضب بالضاد المعجمة و هو بمعناه. (12) اراد بالمتبتل الراهب و سمي متبتلا لقطعه نفسه عن الناس من البتل و هو القطع (و القائم) صومعة الراهب.و هذا البيت و ما بعده الى 13 بيتا اشارة الى ما روي مما حاصله انه لما سار أمير المؤمنين«ع»الى حرب صفين اخذ طريق البر و ترك الفرات و اصاب اصحابه عطش شديد فلاح لهم دير فهتف به فاشرف من صومعته فقال هل قرب قائمك من ماء قال بيني و بين الماء اكثر من فرسخين فسار قليلا و نزل بموضع فيه رمل و اشار الى مكان فكشفوه فاصابوا تحته صخرة بيضاء عظيمة تلمع فامرهم بقلعها فلم يقدروا فاقتلعها بيده و نحاها فاذا تحتها ماء فشرب الناس و ارتووا و حملوا منه«الحديث». (13) رواه السيد المرتضى (تأتيه ليس بحيث تلقى عامرا) و في نسخة (يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا) و في نسخة عامر بالرفع فيلقى يمكن ان يقرأ بالبناء للفاعل و عامرا مفعول او بالبناء للمفعول و عامر بالرفع نائب فاعل و يمكن ان يقرأ يلفي او يلفي بالفاءـو المراد بالاصلع الاشيب الراهب. (14) في مدمج بدل من قوله في قائم (و المدمج) قال السيد في الشرح هو الشيء المستور يقال ادمج الرجل و دمج بتشديد الميم اذا دخل في شيء فاستتر به و صومعة الراهب تستر من دخل فيها لا محالة (اه) (اقول) الاولى ان يقرأ مدمج اسم مفعول.في الصحاح دمج الشيء دموجا اذا دخل في الشيء و استحكم فيه و التأم.و في تاج العروس عن الازهري صلح دماج تام محكم قوي و في التاج ايضا ادمجت الماشطة ضفائر المرأة ادرجتها و ملستها و ادمج الحبل اجاد فتله و قيل احكم فتله في رقة و رجل مدمج و مندمج مداخل كالحبل المحكم الفتل و نسوة مدمجات الخلق كالحبل المدمج (اه) فيكون وصف بناء الصومعة بانه مدمج اما لانه قد دخل بعضه في بعض و استحكم و التأم و قوي و لانه كالحبل المداخل المحكم الفتل و هو راجع الى الاول او لانه مدرج مملس كالضفيرة و لعل هذا هو الانسب بقوله زلق (و الزلق) الذي لا تثبت عليه قدم (و الاشم) الطويل المشرف (و الابيض) قال السيد هو ها هنا الطائر الكبير من طيور الماء و العرب تسمي الكبير من طيور الماء ابيض و تشبيه الصومعة الطويلة بحلقوم طائر الماء من اوقع التشبيه اه (و ضيق مستصعب) صفتان لمدمج و في نسخة متصعب. (15) الماثل المنتصب.و شبه الراهب بالنسر لعلو سنه (و الشظية) قطعة من الجبل منفردة (و المرقب) المكان العالي. (16) بوئته اسكنته. (17) النقاقطعة من الرمل محدودبة (و القي) بكسر القاف و تشديد الياء في القاموس قفر الارض و في شرح السيد المرتضى الصحراء الواسعة و يوجد في بعض النسخ الصخرة الواسعة و هو تصحيف (و السبسب) الارض القفر. (18) الوعث المكان اللين الذي لا يسلك لان الاخفاف تغيب فيه و من الرمل كل لين سهل (و اجتلى) اي نظر الى صخرة ملساء و انجلت لعينه (و اللجين) الفضة. (19) اعصوصبوا اجتمعوا و صاروا عصبة واحدة. (20) في نسخة متى ترمي المغالب تغلب و في نسخة متى يوما تغالب تغلب. (21) الحزور الغلام القوي (و العبل) الغليظ الممتلىء (22) المتسلسل السلس في الحلق و يقال انه البارد ايضا (23) اراد بالمسجد مسجد النبي (ص) بالمدينة و هي طيبة (و مطيب) اي طاهر كقوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبما و يحتمل ان يكون المراد انه مضمخ بالطيب. (24) اشارة الى ما روي من ان الله تعالى اوحى الى نبيه (ص) ان يسد جميع الابواب النافذة الى المسجد الا بابه و باب علي (ع) و منع احدا ان يمر في المسجد جنبا غيرهما. (25) سرى سار ليلا و فاعل سرى و مضى خير البرية في البيت الذي بعده و فاعل بات راجع الى علي (ع) (و مبيته) اي الموضع الذي كان يبيت فيه النبي (ص) و هذا اشارة الى مبيت علي (ع) على فراش الرسول (ص) ليلة الغار (و الروعة) الخوف (و الترقب) الانتظار. (26) اي عند خروجه من داره لانه كان قد امر صاحبه و هند بن ابي هالة ان يقعدا له بمكان ذكره لهما في طريقة الى الغار. (27) ملفعا اي مغطى. (28) الشميط الصبح لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل و كل خليطين فهما شميط (و ادهم) اي فرس ادهم (و مغرب) بالغين المعجمة و ضم الميم و فتح الراء قال السيد في الشرح الفرس المغرب هو الذي ابيضت اشفار عينيه (اه) و في الصحاح المغرب ما ابيض اشفاره من كل شيء و في تاج العروس المغرب من الخيل التي تتسع غرته في وجهه حتى تجاوز عينيه (اه) فوجه التشبيه اختلاط سواده ببياضه و في بعض النسخ معرب بالعين المهملة و هو تصحيف لان المعرب من الخيل الذي ليس فيه عرق هجين و يقال اعرب الفرس فهو معرب اذا صهل فبان عنقه و سلامته من الهجنة و ذلك لا يناسب المقام. (29) و عصبوا هكذا في بعض النسخ و معناه غير ظاهر و في نسخة (و غيضوا) و لا يظهر له ايضا معنى يناسب و في نسخة (مجالدا) و معناه ظاهر (و منهب) يمكن ان يكون من النهب ضرب من الركض نص عليه اللحياني اي تراجعوا في مركض اي راكضين. (30) في القاموس الخوص محركة غؤر العين خوص كفرح فهو اخوص (اه) و الخوص هنا جمع خوصاء كحمر و حمراء (و الركاب) الابل و تخصيص خوص الركاب بالذكر كأنه لبيان انها لشدة سيرها غارت عيونها. (31) اراد بالكهل المنجب ابا طالب والد أمير المؤمنين (ع) . (32) قال السيد في الشرح يروى اجلى و الاجلى الذي انحسر شعر رأسه حتى بلغ النصف (و سام) والد البيضان (و حام) والد السودان. (33) النجدة القتال و شدة الباس. (34) الانكب المنحرف. (35) المحرب كمنبر الحسن البلاء في الحرب. (36) المقلص بوزن اسم الفاعل قال السيد ماخوذ من التشمير في الثياب و غيرها و وصف الفرس بذلك لتشمر لحمه و ارتفاعه عن قوائمه (و نهد المراكل) اي كثير لحم المراكل و هي مواضع ركل الفارس برجله يصف جسمه بالحسن و التمام. (و السبيب) و السبيبة خصل شعر الناصية و جمعها سبائب (و السلهب) الطويل. (37) قال السيد:المقنب كمنبر جماعة الخيل اذا اغارت و ليست بالكثيرة. (38) ليرجلوه بالراء و الجيم اي ليحطوه عن فرسه و يجعلوه راجلا و يروى ليزحلوه بالزاي و الحاء المهملة اي لينحوه (و الاسمر) الرمح (و الثعلب) طرف الرمح الداخل في السنان و يسمى مدخل الرمح من السنان جبة السنان. (39) متذمرا قال السيد يحتمل ان يكون من الذمر و هو الشجاع المنكر كانه قال اقبل متشجعا مقدما متهجما و ان يكون من الحث يقال ذمرته اذا حثثته كانه قال اقبل حاتا لنفسه (اه) و يحتمل ان يكون من قولهم ذمر الاسد اي زأر (و يخطر) من قولهم خطر البعير اذا مشى فضرب بذنبه يمينا و شمالا (و الهزبر) الاسد. (40) مختلف القنا الموضع الذي تختلف فيه جهات الطعن (و متجدلا) ملقى على الجدالة و هي الارض السهلة. (41) اجلى انكشف (و فوارسه و رجله) اي الفرسان و الرجالة (و المقعص) المقتول و القعص القتل يقال ضربه فاقعسه و مات قعصا اذا اصابته ضربة او رمية فمات في مكانه. (42) العواكف من العكوف و هو طول المقام (و الخامعة) الضبع لانها تتخمع في مشيها فتمشي كأن بها عرجا و الخمع و الخماع العرج (و الاهدب) كثير اشفار العين قال السيد انما وصفه بانه اهدب لسبوع ريشه و لحوقه بالارض (اه) يعني انه استعار كثرة الاشفار لكثرة الريش (43) شعث جمع اشعث و هو البعيد العهد بالدهن (و لعامظة) باللام و العين المهملة و الميم و الظاء المعجمة جمع لعموظ كعصفور و هو النهم الشره (و الياسرون) جمع ياسر و هو في الاصل الجزار الذي يلي قسمة الجزور ثم استعمل في الضارب بالقداح و المقامر على الجزور و هو المراد هنا (و تخالسوا) خلس بعضهم بعضا اي اخذه خلسة و غفلة و ذلك شان المتقامرين (و المنهب) موضع النهب و السلب. (44) ابن فاطمة هو أمير المؤمنين (ع) لان امه فاطمة بنت اسد (و الاغر) قال السيد هو ذو الغرة البيضاء و يوصف بذلك الكريم النجيب (و الاغلب) قال السيد الافعل من الغلبة و هو اشبه ها هنا بالمعنى من ان يريد به القصير العنق الغليظها لان الغلباء من الاعناق القصيرة الغليظة. (45) ابن عبد الله عمرو هو عمرو بن عبدود و سماه ابن عبد الله نظرا الى الحقيقة (و الوليد) هو ابن عتبة ابن ربيعة قتله علي (ع) يوم بدر و شرك مع عمه حمزة في قتل عتبة (و الصعقب) الطويل من الرجال. (46) موائلين لاجئين (و الازل) الذي تزل به الاقدام لطوله و وعورة طرقه و هو حصنهم. (و المشمخر) العالي (و الحوشب) بالحاء المهملة و الشين المعجمة العظيم الجنبين. (47) في لسان العرب الرعن انف يتقدم الجبل و الجمع رعان و منه قيل للجيش العظيم ارعن و جيش ارعن له فضول كرعان الجبال و قيل هو المضطرب لكثرته (و الجحفل) الجيش الكثير الوافر (و متحزب) بالزاي قال السيد مشتق من الحزب و هو الجماعة من الناس و الجمع احزاب اه و في نسخة متحرب بالراء اي غضبان يقال حربته بالتشديد اي حملته على الغضب.و قوله من بعد ارعن متعلق بتحصنوا اي بعد ما جاءهم الجيش الارعن المتحزب دخلوا حصنهم و تحصنوا به من الجيش. (48) النبأة الصوت (و الاشوس) الرافع رأسه تكبرا و اراد به هنا الاسد (تقشعر) ترجف. (49) الذليل اذا كان مذنبا كان ذلك اشد لخضوعه و خشوعه. (50) المت في النسب ان تصل نفسك بغيرك.و لما حوصروا و ضاق ذرعهم دعاهم النبي (ص) لينزلوا على حكمه فابوا و رضوا بحكم سعد بن معاذ لانه كان جارا لهم فظنوا انه يحكم بما يوافقهم فحكم بقتل مقاتليهم و سبي ذراريهم و قسمة اموالهم بين المهاجرين. (51) الملح المستمر (و المخرب) بالخاء المعجمة فانه اذا استمر عليهم القتل اخلى ديارهم و اخربها. (52) العقائل جمع عقيلة و هي الكريمة من النساء (و البدن) جمع بادن يقال للمذكر و المؤنث و هي الوافرة لحم الجسم (و الربرب) جماعة بقر الوحش ما كان دون العشرة. (53) التذبدب الاضطراب و التردد و التحير. (54) الذرى جمع ذروة و ذروة كل شيء اعلاه (و القوادم) جمع قادمة و هن اربع ريشات في مقدم الجناح و تليهن المناكب ثم الاباهر ثم الخوافي ثم الكلى او الذنابي اربعة اربعة فذلك عشرون ريشة (و المصعد) الصاعد علوا (و المصوب) الهاوي سفلا.و معنى البيتين ان قلبي عند ذكرهما يطير مسرة بهما و اشتياقا اليهما و ينزو و يعلو و يجيء و يذهب ارتياحا و نزاعا حتى كأنه معلق بأعلى ريش طائر ذي مخلب يرتفع به و يهبط و خص ذا المخلب لانه اقوى الطير. (55) يفري يقطع و اراد بالحجاب حجاب القلب (و الصلب) بضم الصاد و تشديد اللام المفتوحة قال السيد في الشرح هي حجارة المسن،و الصلبـيعني بضم الصاد و سكون اللامـالموضع الغليظ«اه»و هو من الصلابة ضد الرخاوة و لا يخفى ان الصلب بمعنى حجارة المسن لا تناسب المقام و الصلبة ضد الرخوة لا يقال في جمعها صلب الا ان يكون اراد بالصلب الشبيهة بحجارة المسن في الصلابة .ـالمؤلفـ (56) الفئام الجماعة من الناس. (57) الهيام الرمل المهيل. (58) طام حسن عمله. (59) تام يتم. (60) القسام الحسن. (61) خندفي منسوب الى خندف كز برج لقب ليلى بنت حلوان بن عمران زوجة الياس بن مضر من اجداد النبي (ص) و اليها تنسب قريش و كل من ولده الياس.ـالمؤلفـ (62) الخشاش بالكسر ما يدخل في عظم انف البعير من الخشب.ـالمؤلفـ (63) الددان كسحاب من لا غناء عنده و السيف الكهام (و الدثر) بالفتح الرجل البطيء الخامل النؤوم. (64)يعتاص يقوى و يشتد. في رحاب ائمة اهلالبيت(ع) ج 2 ص 314 السيد محسن الامين الحسيني العاملي
|