فضائل الامام(ع) المقدمة

المقدمة

مناقبه و فضائله

(نظرة اجمالية فيها و في احواله)

نبغ في الازمان على تعاقبها نوابغ يمتازون عن سائر اهل زمانهم و هؤلاء النوابغ يتفاوتون في نبوغهم و صفاتهم التي ميزتهم عمن سواهم سنة الله في خلقه و مهما تكثر النابغون في الازمنة المتطاولة فنابغة الاسلام بل نابغة الكون المتفرد في صفاته الفاضلة و مزاياه الكاملة و اجتماع محاسن الاضداد فيه هو امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ربيب رسول الله (ص) اكمل الخلائق و خريجه.

ذات علي ذات فذة يعسر او يمتنع على الانسان مهما اطال و مهما دقق ان يحيط بجميع ما فيها من سمو و تميز على سائر الخلق و مهما حاول الانسان ان يحيط بجميع صفاته قعد به العجز و استولى عليه البهر كما قال المؤلف من قصيدة علوية تزيد على ثلثمائة بيت وزعناها في هذا الجزء مطلعها:

صفات علي لا يحيط بها الحصر 
و في عدها تفنى الدفاتر و الحبر

و لكن (لا يترك الميسور بالمعسور) و عن المناقب قال النظام:علي بن ابي طالب محنة على المتكلم ان وفاه حقه غلا و ان بخسه حقه اساء و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن صعبة المرتقى الا على الحاذق الدين«ا ه».

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 21

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


(تعداد مناقبه و فضائله على التفصيل)

و هي كثيرة ينبو عنها الحصر و عظيمة يضيق بها الوصف و يقصر دونها الفكر.كما قال‏السيد الحميري:

و له مناقب لا ترام و ان يرد 
ساع تناول بعضها يتذبذب

و قد الفت في فضائله و مناقبه التي اختص بها و امتاز بها عن سائر الصحابة مؤلفات كثيرة عدى ما اودع في مضامين الكتب التي لا تحصى (منها) كتاب خصائصه للنسائي طبع مرارا.و كتاب خصائصه للحافظ ابي نعيم الاصفهاني.و كتاب خصائصه لأبي عبد الرحمن السكري.و كتاب ما نزل فيه من القرآن للحافظ ابي نعيم الاصفهاني و لسنا نحتاج في اثبات عظمته و علو مقامه و امتيازه عن الخلق عدى رسول الله (ص) و مشاركته له في كثير من صفاته و احواله الى روايات الراوين و مؤلفات المؤلفين.بل يكفينا لذلك القاء نظرة واحدة على احواله المسلمة المتواترة من انه كيف وتر العرب في حروبه مع النبي (ص) و قتل صناديدها و رؤساءها فاورث ذلك الاضغان و الاحقاد عليه في قلوبها و كان آباء من قتلهم و ابناؤهم و اخوانهم و عشائرهم لا يزالون موجودين و احقادهم لا تزال كامنة و نيرانها في صدورهم مشتعلة و ان دخلوا في الاسلام فجملة منهم دخلوا فيه كرها و خوفا من السيف و من دخل عن عقيدة لم تكن عقيدته لتغير ما في نفسه و طبعه من الغيظ على قاتل ابيه و اخيه و ابنه و قريبه الا ترى الى سيد ولد آدم كيف لم يستطع ان ينظر الى قاتل عمه حمزة فقال له غيب وجهك عني و هو اكمل الخلق و لما رأى أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و هو مسلم اباه عتبة يجر الى القليب تغير وجهه و لما نهى رسول الله (ص) عن قتل احد من بني هاشم و عن قتل العباس عمه قال أبو حذيفة أ نقتل ابناءنا و اخواننا و عشائرنا و نترك العباس و الله لئن لقيته لالجمنه السيف ثم ما كان من تنويه النبي (ص) بشأنه في مواضع عديدة و اختصاصه به ما زرع بذر الحسد له و غرس العداوة له في قلوب الناس الرجال منهم و النساء سنة الله في خلقه و لن تجد لسنة الله تبديلا حتى قالت اخت علي بن عدي من بني عبد شمس لما سار علي (ع) الى البصرة:

لا هم فاعقر بعلي جمله‏ 
و لا تبارك في بعير حمله‏ 
الا علي بن عدي ليس له

و قد اوضحنا ذلك في الجزء الاول في المقدمات و يدل عليه ايضا ما رواه الكليني في الكافي بسنده عن الباقر (ع) قال لما قبض رسول الله (ص) بات آل محمد باطول ليلة حتى ظنوا ان لا سماء تظلهم و لا ارض تقلهم لان رسول الله (ص) وتر الاقربين و الابعدين في الله‏و تلا ذلك ما كان في دولة بني امية نحوا من ثمانين سنة او اكثر من اظهار بغضه و عداوته و لعنه على المنابر و الاجتهاد في كتمان فضائله و منع احد ان يسمى باسمه او يكنى بكنيته .روى ابو نعيم الاصفهاني في حلية الاولياء بسنده قال كان علي بن عبد الله بن العباس يكنى ابا الحسن فلما قدم على عبد الملك قال له غير اسمك و كنيتك فلا صبر لي على اسمك و كنيتك فقال اما الاسم فلا و اما الكنية فاكتني بابي محمد فغير كنيته و منعوا احدا ان يحدث عنه حتى كان من يحدث عنه لا يذكره باسمه قال المفيد في الارشاد و فيما انتهى اليه الامر من دفن فضائل امير المؤمنين عليه السلام و الحيلولة بين العلماء و نشرها ما لا شبهة فيه على عاقل حتى كان الرجل اذا اراد ان يروي عن امير المؤمنين (ع) رواية لم يستطع ان يصفها بذكر اسمه و نسبه و تدعوه الضرورة الى ان يقول حدثني رجل من اصحاب رسول الله«ص»او يقول حدثني رجل من قريش و منهم من يقول حدثني ابو زينب«ا ه».

فتقرب اليهم الناس ببغضه و رووا لهم الاحاديث في ذمه و غمط فضله.و ما كان في دولة بني العباس من قصد اخمال ذكره و اخفاء فضله و اخماد نوره خوفا من ذريته على الملك.و اخافة كل من ينتسب اليه كما وقع في عهد المنصور و الرشيد و المتوكل و غيرهم الا شاذا كالمأمون و غيره و الناس الا ما ندر اتباع السلطة و السلطان و عبيد الدنيا و الدينار و استمر ذلك في الدول الاسلامية و في المسلمين الى يومنا هذا بما أسسه المؤسسون في غابر الازمان و سطره علماء السوء في كتبهم و توالت عليه القرون و الاحقاب فنرى كثيرا من الناس لا يستطيع ان يسمع له فضيلة او منقبة و نرى جملة من المسلمين عمدوا الى خير كتاب جمع كلامه (نهج البلاغة) و أعظم مفخرة للاسلام فأنكروه و ادعوا انه من وضع الرضي حتى نسب الحافظ الذهبي كلامه الى الركة و مع كل هذا و ذاك و جميع ما هناك فقد انتشر من مناقبه و فضائله و مآثره و جليل صفاته و افعاله ما تواتر نقله و استفاض و ملأ الدفاتر و الاسفار و انتشر في جميع الاقطار و الاعصار و لم يجد محاول انكاره سبيلا الى الانكار حتى قال الامام احمد بن حنبل كما سيأتي ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله«ص»من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و هذا يكاد يلحق بالمعجزات و الآيات الباهرات و العادة جارية بأن من كانت هذه حاله يخمل ذكره و يخفى امره و لا يذكره ذاكر بخير.قال المفيد في الارشاد:و من آياته و بيناته التي انفرد بها ظهور مناقبه في الخاصة و العامة و تسخير الجمهور لنقل فضائله و ما خصه الله به و تسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة هذا مع كثرة المنحرفين‏عنه و الاعداء له و توفير اسباب دواعيهم الى كتمان فضله و جحد حقه و كون الدنيا في يد خصومه و انحرافها عن اوليائه و ما اتفق لاضداده من سلطان الدنيا و حمل الجمهور على اطفاء نوره و دحض امره فخرق الله العادة بنشر فضائله و ظهور مناقبه و تسخير الكل للاعتراف بذلك و الاقرار بصحته و اندحاض ما احتال به اعداؤه في كتمان مناقبه و جحد حقوقه حتى تمت الحجة له و ظهر البرهان بحقه و لما كانت العادة جارية بخلاف ما ذكرناه فيمن اتفق له من اسباب خمول امره ما اتفق لامير المؤمنين«ع»فانخرقت العادة فيه دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه قال و قد شاع الخبر و استفاض عن الشعبي انه كان يقول لقد كنت اسمع خطباء بني امية يسبون امير المؤمنين علي بن ابي طالب على منابرهم و كأنما يشال بضبعه الى السماء و كنت أسمعهم يمدحون اسلافهم على منابرهم و كأنهم يكشفون عن جيفة و قال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما يا بني عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا و رأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين ما زلت اسمع اصحابنا و اهلنا يسبون علي بن ابي طالب و يدفنون فضائله و يحملون الناس على شنآنه فلا يزيده ذلك من القلوب الا قربا و يجهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب الا بعدا قال:و كانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير بل تضرب الرقاب على ذلك و تعرض للناس بالبراءة منه و العادة جارية فيمن اتفق له ذلك ان لا يذكر على وجه الارض بخير فضلا عن ان تذكر له فضائل او تروى له مناقب او تثبت له حجة بحق«ا ه».و قال المفيد في الارشاد:فاما مناقبه الغنية لشهرتها و تواتر النقل بها و اجماع العلماء عليها عن ايراد اسانيد الاخبار بها فهي كثيرة يطول بشرحها الكتاب و في رسمنا منها طرفا فيه كفاية عن ايراد جميعها في الغرض الذي وضعنا له هذا الكتاب«انش».

و في اسد الغابة:روى يزيد بن هرون عن فطر عن ابي الطفيل قال بعض اصحاب النبي«ص»لقد كان لعلي من السوابق ما لو ان سابقة منها بين الخلائق لوسعتهم خيرا.و فيه بسنده عن المدائني :لما دخل علي بن ابي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال و الله يا امير المؤمنين لقد زنت الخلافة و ما زانتك و رفعتها و ما رفعتك و هي كانت أحوج اليك منك اليها.قال ابن ابي الحديد في شرح النهج اما فضائله عليه السلام فانها قد بلغت من العظم و الجلال و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال ابو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل‏و المعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت اني حيث انتهى بي القول منسوب الى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك و وكلت الاخبار عنك الى علم الناس بك.و ما اقول في رجل أقر له اعداؤه و خصومه بالفضل و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله فقد علمت انه استولى بنو امية على سلطان الاسلام في شرق الارض و غربها و اجتهدوا بكل حيلة في اطفاء ذكره و التجديف عليه و وضع المعائب و المثالب له و لعنوه على جميع المنابر و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة او يرفع له ذكرا حتى حظروا ان يسمى احد باسمه فما زاده ذلك الا رفعه و سموا و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه و كلما كتم تضوع نشره و كالشمس لا تستر بالراح و كضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة ادركته عيون كثيرة اخرى .و ما اقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة و تنتهي اليه كل فرقة و تتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و ابو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حلبتها كل من برع فيها بعده فمنه اخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى«ا ه»ثم قال و ما اقول في رجل تحبه اهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لاهل الملة و ما اقول في رجل احب كل احد ان يتكثر به و ود كل احد ان يتجمل به و يتحسن بالانتساب اليه حتى الفتوة التي احسن ما قيل في حدها ان لا تستحسن من نفسك ما تستقبحه من غيرك فان اربابها نسبوا انفسهم اليه و صنفوا في ذلك كتاب و جعلوا لذلك اسنادا انهوه اليه و قصروه عليه و سموه سيد الفتيان و عضدوا مذهبهم بالبيت المروي انه سمع من السماء يوم أحد

لا سيف الا ذو الفقار 
و لا فتى الا علي

«ا ه»و تتبع الحافظ ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 خصائصه و جمعها في كتاب.و قال ابو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين:فضائله عليه السلام اكثر من ان تحصى فأمير المؤمنين عليه السلام باجماع المخالف و الممالي و المضاد و الموالي على ما لا يمكن غمطه و لا ينساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة المكتوبة عند الخاصة تغني عن تفصيله بقول و الاستشهاد عليه برواية.و قال ابن عبد البر المالكي عالم الاندلس و محدثها في الاستيعاب:فضائله لا يحيط بها كتاب و قد اكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها على النكت التي تحسن المذاكرة بها و تدل على ما سواها من اخلاقه و احواله و سيرته و قال‏ايضا قد كان بنو امية ينالون منه و ينتقصونه فما زاده الله بذلك الا سموا و علوا و محبة عند العلماء الى ان قال:قال احمد بن حنبل و اسماعيل بن اسحاق القاضي:لم يرو في فضائل احد من الصحابة بالاحاديث الحسان ما روي في فضائل علي بن ابي طالب و كذلك احمد بن شعيب ابن علي النسائي«ا ه»و روى الحاكم في المستدرك قال سمعت القاضي ابا الحسن علي بن الحسن الجراحي و ابا الحسن محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا ابا حامد محمد بن هرون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت احمد بن حنبل يقول ما جاء لاحد من اصحاب رسول الله«ص»من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب و لم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بشي‏ء و في الكامل لابن الاثير:قال احمد بن حنبل ما جاء لاحد من اصحاب النبي«ص»ما جاء لعلي.و في الاصابة مناقبه كثيرة حتى قال الامام احمد لم ينقل لاحد من الصحابة ما نقل لعلي قال و قال غيره:كان سبب ذلك بغض بني امية له فكان كل من كان عنده علم من شي‏ء من مناقبه من الصحابة يثبته و كلما ارادوا اخماده و هددوا من حدث بمناقبه لا تزداد الا انتشارا ثم قال و تتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد اكثرها جياد«ا ه» (اقول) بل السبب في ذلك كثرة مناقبه التي لم يستطع اعداؤه اخفاءها و كرامة من الله تعالى خصه بها و لله تعالى فيه من خوارق العادات شي‏ء كثير هذا احدها و الى ذلك اشار من قال:ما اقول في رجل اخفى اولياؤه فضائله خوفا و اعداؤه حسدا و ظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين و روى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن عامر بن عبد الله بن الزبير انه سمع ابنا له ينتقص عليا فقال يا بني اياك و العودة الى ذلك فان بني مروان شتموه ستين سنة فلم يزده الله بذلك الا رفعة و ان الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا و ان الدنيا لم تبن شيئا الا عادت على ما بنته فهدمته«ا ه»و حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي.ما يدل على ان اشتهار فضائله و انتشارها كان قبل ظهور دولة بني امية و ان في زمان بني امية لم يجسر احد على رواية خبر عنه فضلا عن ان يروي له فضيلة و هذا مما يبطل ما زعمه هذا البعض في سبب انتشار فضائله قال ابو جعفر:قد صح ان بني امية منعوا من اظهار فضائل علي و عاقبوا ذاكر ذلك و الراوي له حتى ان الرجل اذا روى عنه حديثا لا يتعلق بفضله بل بشرائع الدين لا يتجاسر على ذكر اسمه فيقول عن ابي زينب قال فالاحاديث الواردة في فضله لو لم تكن‏في الشهرة و الاستفاضة و كثرة النقلة الى غاية بعيدة لانقطع نقلها للخوف و التقية من بني مروان مع طول المدة و شدة العداوة و لو لا ان لله تعالى في هذا الرجل سرا يعلمه من يعلمه لم يرو في فضله حديث و لا عرفت له منقبة«ا ه»فهذا هو السبب في انتشار فضائله لا ما ذكره هذا البعض.كيف و كثير من الصحابة كانوا منحرفين عنه فسعد و ابن عمر لم يبايعاه بعد قتل عثمان و بايع الثاني يزيد بن معاوية بعد ذلك و غيرهما من الصحابة لم يبايعه كمحمد ابن مسلمة و اسامة بن زيد و غيرهما فلم يجبرهم و اعتزلوا فقال هؤلاء قوم خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل و اهل الجمل نكثوا بيعته و هم من الصحابة و عداوة ابن الزبير له معلومة و لما روت ام المؤمنين حديث خروج النبي«ص»في مرضه قالت متوكأ على الفضل و رجل آخر و كان الآخر عليا فلم يسعها التصريح باسمه و قولها و سجودها لما جاءها نعيه مشهور و في كشف الغمة عن يونس بن جيب النحوي قال قلت للخليل بن احمد اريد ان اسألك عن مسألة فتكتمها علي فقال قولك يدل على ان الجواب أغلظ من السؤال فتكتمه انت ايضا قلت نعم ايام حياتك قال سل:قلت ما بال اصحاب رسول الله«ص»و رحمهم كأنهم كلهم بنو أم واحدة و علي بن ابي طالب من بينهم كأنه ابن علة (1) فقال ان عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما و بذهم شرفا و رجحهم زهدا و طالهم جهادا و الناس الى اشكالهم و اشباههم أميل منهم الى من بان منهم«ا ه»و روى الصدوق في الامالي و علل الشرائع بسنده عن ابن دريد عن الرياشي عن ابي زيد النحوي سعيد بن اوس الانصاري قال سألت الخليل بن احمد العروضي لم هجر الناس عليا و قرباه من رسول الله«ص»قرباه و موضعه من المسلمين موضعه و غناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر و الله نوره انوارهم و غلبهم على صفو كل منهم و الناس الى اشكالهم اميل أ ما سمعت الاول حيث يقول:

كل شكل لشكله الف‏ 
ا ما ترى الفيل يألف الفيلا

قال و انشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الاحنف:

و قائل كيف تهاجرتما 
فقلت قولا فيه انصاف‏ 
لم يك من شكلي فهاجرته‏ 
و الناس اشكال و الاف

و قال ابن شهر شوب في المناقب:قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي رفضه العامة و له في كل خير ضرس قاطع فقال لان ضوء عيونهم قصير عن نوره و الناس الى اشكالهم اميل.و قال الشعبي ما ندري ما نصنع بعلي بن ابي طالب ان احببناه افتقرنا (اي لمعاداة الناس لنا) و ان ابغضناه كفرنا و روي ان عليا (ع) ناشد الناس في الرحبة ايكم سمع رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا و انس بن مالك حاضر لم يقم فقال له ما يمنعك ان تقوم فقال كبرت و نسيت فقال اللهم ان كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة فبرص قال طلحة بن عمير فو الله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك ابيض بين عينيه و كان يقول هذا من دعوة العبد الصالح قال ابن ابي الحديد و روى ابو اسرائيل عن الحكم عن ابي سليمان المؤذن ان عليا نشد الناس من سمع رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد له قوم و امسك زيد بن ارقم فلم يشهد و كان يعلمها فدعا عليه بذهاب بصره فعمي فكان يحدث الناس بهذا الحديث بعد ما كف بصره.و حال حسان ابن ثابت معه واضحة حتى رماه بقتل عثمان في ابياته المشهورة.و حال ابي موسى الاشعري و تخذيله عنه الناس بالكوفة يوم الجمل و هو عامله و خلعه له من الخلافة يوم الحكمين غير خفية.و أمر معاوية و عمرو بن العاص معه و هما من الصحابة معلوم و جملة من الصحابة كانوا منحازين الى بني امية يمالؤنهم و يداهنونهم و ينالون من دنياهم و يلون لهم الاعمال كالنعمان بن بشير و ابي هريرة و المغيرة بن شعبة و امثالهم و جملة منهم اخذوا الاموال الطائلة و ولوا الولايات الجليلة ليرووا لبني امية في ذمه ما شاؤوا مثل ان آية (و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو الد الخصام و اذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد) نزلت في علي بن ابي طالب.حكى ابن ابي الحديد عن شيخه ابي جعفر الاسكافي انه قال ان معاوية بذل لسمرة بن جندب (و هو صحابي) مائة الف درهم حتى يروي ان هذه الآية نزلت في علي و ان الآية الثانية نزلت في ابن ملجم (و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) فلم يقبل فبذل له اربعمائة الف درهم فقبل و روى ذلك و ليرووا لهم انه غلظ رسول الله (ص) بخطبته بنت ابي جهل حتى قام في ذلك خطيبا و حتى نظم ذلك مروان بن ابي حفصة في قصيدته اللامية متقربا به الى العباسيين فقال:

و غاظ رسول الله اذ غاظ بنته‏ 
بخطبته بنت اللعين ابي جهل

و حكى ابن ابي الحديد في شرح النهج عن شيخه ابي جعفر الاسكافي ان ابا هريرة روى ذلك و ان الحديث مشهور من رواية الكرابيسي ثم قال ابن ابي الحديد ان الحديث مخرج ايضا من صحيحي مسلم و البخاري عن المسور بن مخرمة الزهري«ا ه»و لم يتفطن من افتعل هذا الحديث الى انه يؤول الى القدح في الرسول (ص) و العياذ بالله فانه ليس له ان يغضب مما احله الله و اباحه.قال ابو جعفر الاسكافي:و كان ابو مسعود الانصاري منحرفا عن علي و استشهد لذلك بعدة روايات و استقصاء ذلك يطول به الكلام و لم يكن لكثير منهم الحرص على اثبات مناقبه و اظهارها الا نفر يسير استولى عليهم الخوف و الاضطهاد و في اي زمان كان يجسر احد على ذكر فضائله أ في زمن بني امية الذين منعوا ان يسمى احد باسمه او يكنى بكنيته و منعوا من ذكره و الرواية عنه و جعلوا سبه على المنابر في الاعياد و الجمعات كفرض الصلاة ثمانين سنة او اكثر و كان الناس يتقربون اليهم بذمه و اخفي قبره بعد موته خوفا منهم ام في زمان بني العباس و حالهم مع ذريته و شيعته معلومة حتى بنوا عليهم الحيطان و قتلوهم و شردوهم عن الاوطان و القوهم في المطامير و كانت الناس تتقرب اليهم بتقديم غيره بل بذمه و حال المتوكل في ذلك و قصته مع ابنه المستنصر مشهورة و قصيدة مروان ابن ابي حفصة اللامية التي يذمه و ينتقصه فيها تقربا الى بني العباس اشهر من قفا نبك و قصة النسائي المحدث المشهور مع اهل الشام حين سألوه ايهما افضل معوية ام علي فقال اما يرضى معاوية رأسا برأس و حين سألوه ما تروي في فضل معاوية فاجابهم بما أجابهم فرضوا خصيتيه حتى مات مشهورة و لم يزل هذا الداء المزمن ساريا الى يومنا هذا حتى ان الباعث لهذا البعض الذي ذكره ابن حجر على ذكر هذا السبب هو من هذا البحر و على هذه القافية فانه عظم عليه ان يكون علي بن ابي طالب ورد في فضله ما لم يرد لاحد من الصحابة فاراد مسخ هذه المنقبة و توهينها بان ذلك ليس لزيادة فضله عليهم كيف و هو متأخر بزعمه في الفضل عن جملة منهم بل لما ذكره من العلة و هذه عادتهم و شنشنتهم الا خزمية في كل منقبة تنسب الى علي و اهل بيته لا من عصمة الله و نحن نذكر طرفا مقنعا من فضائله و مناقبه من دون استقصاء فان ذلك يحتاج الى عدة مجلدات و هي على انواع.

تعليقة:

(1) ابن العلة بفتح العين و تشديد اللام هو الاخ لام وحدها اي الاخ من الاب دون الام و ابناء العلات الاخوة لامهات شتى و ابوهم واحد و العلة مأخوذة من العل و هو الشرب الثاني و الشرب الاول يسمى النهل فكأن اباه عل منها بعد ان نهل من غيرها قال الشاعر:

أفي الولائم اولاد لواحدة 
و في الوقائع اولاد لعلات ـ المؤلف ـ

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 1 ص 28

السيد محسن الامين الحسيني العاملي


مدائحه

ما من شخصية في العالم شغلت الشعر بمثل ما شغلته شخصية امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ،فقد وجد شعراء العصور في شخصيته من المناقب اعظم ما يثير شاعرياتهم و يحرك عواطفهم و يلهم اقلامهم،و لا بدع فان سيرته المثلى و ما انطوى عليه من ألمعيات و اريحيات و بطولات،و ما مني به من ظلم و اهتضام و حرمان،و ما اجتمع على حربه من لؤم و عقوق و فجور،كل ذلك جعل منه لدى المنصفين المخلصين اروع صورة انسانية توحي الشعر و تلهم النثر.و النفوس التي لم تدنسها الاغراض و الاهواء و لم يلوثها التقليد و التعصب،النفوس البريئة لا بد ان تهيم ابدا بشخصية علي بن أبي طالب.

و ليس مستطاعا احصاء ما نظمه الشعراء على كل العصور تغنيا به ورثاء له بجميع اللغات الاسلامية من عربية و فارسية و تركية و اوردية،و اننا لنأخذ لهذا الجزء هذه القصائد التالية نماذج لغيرها.

و لا بد من الاشارة الى امر خطير في تاريخ الادب العربي اهمل ذكره او لم ينتبه له مؤرخو هذا الادب،ذلك ان الشعراء الذين نظموا في علي بن أبي طالب قد اوجدواـالى حد ماـالملحمة العربية التي يفتقدها مؤرخو الادب فلا يجدونها في حين ان نواتهاـعلى الاقلـموجودة في الشعر العلوي (1) .

قصيدة السيد الحميري المتوفي سنة 173:

و لقد حلفت و قلت قولا صادقا 
بالله لم آثم و لم اتريب‏ 
لمعاشر غلب الشقاء عليهم‏ 
و هوى امالهم لامر متعب‏ 
من حمير اهل السماحة و الندى‏ 
و قريش الغر الكرام و تغلب‏ 
اين التطرب بالولاء و بالهوى‏ 
أ إلى الكواذب من بروق الخلب‏ 
أ إلى امية ام الى شيع التي‏ 
جاءت على الجمل الخدب الشوقب (2)  
تهوي من البلد الحرام فنبهت‏ 
بعد الهدو كلاب اهل الحوأب‏ 
يحدو الزبير بها و طلحة«عسكرا» 
يا للرجال لرأي ام مشجب (3)  
يا للرجال لرأي ام قادها 
ذئبان يكتنفانها في اذؤب‏ 
ذئبان قادهما الشقاء و قادها 
للحين فاقتحما بها في منشب (4)  
في ورطة لحجا بها فتحملت‏ 
منها على قتب بإثم محقب (5)  
ام تدب الى ابنها و وليها 
بالمؤذيات له دبيب العقرب‏ 
اما الزبير فحاص حين بدت له‏ 
جأواء تبرق في الحديد الاشهب (6)  
حتى اذا امن الحتوف و تحته‏ 
عاري النواهق ذو نجاء ملهب (7)  
اثوى ابن جرموز عمير شلوه‏ 
في القاع مغفرا كشلو التولب (8)  
و اغتر طلحة عند مختلف القنا 
عبل الذراع شديد اصل المنكب (9)  
فاختل حبة قلبه بمذلق‏ 
ريان من دم جوفه المتصبب (10)  
في مارقين من الجماعة فارقوا 
باب الهدى وحيا الربيع المخصب‏ 
خير البرية بعد احمد من له‏ 
مني الهوى و الى بنيه تطربي‏ 
امسي و اصبح معصما مني له‏ 
بهوى و حبل ولاية لم يقصب (11)  
و نصيحة خلص الصفاء له بها 
مني و شاهد نصرة لم يعزب‏ 
و لقد سرى فيما يسير بليلة 
بعد العشاء بكربلا في موكب‏ 
حتى اتى متبتلا في قائم‏ 
القى قواعده بقاع مجدب (12)  
بانيه ليس بحيث يلقى عامرا 
غير الوحوش و غير اصلع اشيب (13)
في مدمج زلق اشمـكأنه‏ 
حلقوم ابيضـضيق مستصعب (14)  
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا 
كالنسر فوق شظية من مرقب (15)  
هل قرب قائمك الذي بوئته‏ 
ماء يصاب فقال ما من مشرب (16)  
الا بغاية فرسخين و من لنا 
بالماء بين نقى و قي سبسب (17)  
فثنى الاعنة نحو وعث فاجتلى‏ 
ملساء تبرق كالجين المذهب (18)  
قال اقلبوها انكم ان تقلبوا 
ترووا و لا تروون ان لم تقلب‏ 
فاعصو صبوا في قلعها فتمنعت‏ 
منهم تمنع صعبة لم تركب (19)  
حتى اذا اعيتهم اهوى لها 
كفا متى ترد المغالب تغلب (20)  
فكأنها كرة بكف حزور 
عبل الذراع دحا بها في ملعب (21)  
فسقاهم من تحتها متسلسلا 
عذبا يزيد على الالذ الاعذب (22)  
حتى اذا شربوا جميعا ردها 
و مضى فخلت مكانها لم يقرب‏ 
اعني ابن فاطمة الوصي و من يقل‏ 
في فضله و فعاله لم يكذب‏ 
ليست ببالغة عشير عشير ما 
قد كان اعطيه مقالة مطنب‏ 
صهر النبي و جاره في مسجد 
طهر بطيبة للرسول مطيب (23)  
سيان فيه عليه غير مذمم‏ 
ممشاه ان جنبا و ان لم يجنب (24)  
و سرى بمكة حين بات مبيته‏ 
و مضى بروعة خائف مترقب (25)  
خير البرية هاربا من شرها 
بالليل مكتتما و لم يستصحب (26)  
باتوا و بات على الفراش ملفعا 
فيرون ان محمدا لم يذهب (27)  
حتى اذا طلع الشميط كأنه‏ 
في الليل صفحة خدادهم مغرب (28)  
ثاروا لاخذاخي الفراش فصادفت‏ 
غير الذي طلبت اكف الخيب‏ 
فوقاه بادرة الحتوف بنفسه‏ 
حذرا عليه من العدو المجلب‏ 
حتى تغيب عنهم في مدخل‏ 
صلى الإله عليه من متغيب‏ 
و جزاه خير جزاء مرسل امة 
ادى رسالته و لم يتهيب‏ 
فتراجعوا لما رأوه و عاينوا 
اسد الإله و عصبوا في منهب (29)  
قالوا اطلبوه فوجهوا من راكب‏ 
في مبتغاه و طالب لم يركب‏ 
حتى اذا قصدوا لباب مغاره‏ 
الفوا عليه نسيج غزل العنكب‏ 
صنع الإله له فقال فريقهم‏ 
ما في المغار لطالب من مطلب‏ 
ميلوا و صدهم المليك و من يرد 
عنه الدفاع مليكه لا يعطب‏ 
حتى اذا امن العيون رمت به‏ 
خوص الركاب الى مدينة يثرب (30)  
فاحتل دار كرامة في معشر 
آووه في سعة المحل الارحب‏ 
و له بخيبر اذ دعاه لراية 
ردت عليه هناك اكرم منقب‏ 
اذ جاء حاملها فاقبل متعبا 
يهوي بها العدوي او كالمتعب‏ 
يهوي بها و فتى اليهود يشله‏ 
كالثور ولى من لواحق اكلب‏ 
غضب النبي لها فانبه بها 
و دعا اخا ثقة لكهل منجب (31)  
رجلا كلا طرفيه من سام و ما 
حام له باب و لا بأبي اب (32)  
من لا يفر و لا يرى في نجدة 
الا و صارمه خضيب المضرب (33)  
فمشى بها قبل اليهود مصمما 
يرجو الشهادة لا كمشي الأنكب (34)  
تهتز في يمنى يدي متعرض‏ 
للموت اروع في الكريهة محرب (35)  
في فيلق فيه السوابغ و القنا 
و البيض تلمع كالحريق الملهب‏ 
و المشرفية في الاكف كأنها 
لمع البروق بعارض متحلب‏ 
و ذوو البصائر فوق كل مقلص‏ 
نهد المراكل ذي سبيب سلهب (36)  
حتى اذا دنت الاسنة منهم‏ 
و رموا فنالهم سهام المقنب (37)  
شدوا عليه ليرجلوه فردهم‏ 
عنه بأسمر مستقيم الثعلب (38)  
و مضى فاقبل مرحب متذمرا 
بالسيف يخطر كالهزبر المغضب (39)  
فتخالسا مهج النفوس فاقلعا 
عن جري احمر سائل من مرحب‏ 
فهوى بمختلف القنا متجدلا 
و دم الجبين بخده المتترب (40)  
اجلى فوارسه و اجلى رجله‏ 
عن مقعص بدمائه متخضب (41)  
فكأن زوره العواكف حوله‏ 
من بين خامعة و نسر اهدب (42)  
شعث لعامظة دعوا لوليمة 
او ياسرون تخالسوا في منهب (43)
فاسأل فانك سوف تخبر عنهم‏ 
و عن ابن فاطمة الأغر الاغلب (44)  
و عن ابن عبد الله عمرو قبله‏ 
و عن الوليد و عن ابيه الصقعب (45)  
و بني قريضة يوم فرق جمعهم‏ 
من هاربين و ما لهم من مهرب‏ 
و موائلين الى أزل ممنع‏ 
راسي القواعد مشمخر حوشب (46)  
رد الخيول عليهم فتحصنوا 
من بعد أرعن جحفل متحزب (47)  
إن الضباع متى تحس بنبأة 
من صوت اشوس تقشعر و تهرب (48)  
فدعوا ليمضي حكم احمد فيهم‏ 
حكم العزيز على الذليل المذنب (49)  
فرضوا بآخر كان اقرب منهم‏ 
دارا فمتوا بالجوار الاقرب (50)  
قالوا الجوار من الكريم بمنزل‏ 
يجري لديه كنسبة المتنسب‏ 
فقضى بما رضي الإله لهم به‏ 
بالحرب و القتل الملح المخرب (51)  
قتل الكهول و كل امرد منهم‏ 
و سبى عقائل بدنا كالربرب (52)  
وقضى عقارهم لكل مهاجر 
دون الالى نصروا و لم يتهيب‏ 
و بخم أذ قال الإله بعزمة 
قم يا محمد بالولاية فاخطب‏ 
و انصب ابا حسن لقومك انه‏ 
هاد و ما بلغت ان لم تنصب‏ 
فدعاه ثم دعاهم فاقامه‏ 
لهم فبين مصدق و مكذب‏ 
جعل الولاية بعده لمهذب‏ 
ما كان يجعلها لغير مهذب‏ 
و له مناقب لا ترام متى يرد 
ساع تناول بعضها يتذبذب (53)  
انا ندين بحب آل محمد 
دينا و من يحببهم يستوجب‏ 
منا المودة و الولاء و من يرد 
بدلا بآل محمد لا يحبب‏ 
و كأن قلبي حين يذكر احمدا 
و وصي احمد نيط من ذي مخلب‏ 
بذرى القوادم من جناح مصعد 
في الجو او بذرى جناح مصوب (54)  
حتى يكاد من النزاع اليهما 
يفري الحجاب عن الضلوع الصلب (55)  
هبة و ما يهب الاله لعبده  
يزدد و مهمالا يهب لا يوهب  
يمحو و يثبت ما يشاء و عنده  
علم الكتاب و علم ما لم يكتب

قصيدة الحاج هاشم الكعبي المتوفى سنة 1221:

أخذوا بمسروب السراب و جانبوا 
عذبا يمير الوافدين برودا 
مصباح ليلتها صباح نهارها 
يمنى نداها تاجها المعقودا 
بشر أقل صفاته ان عاينوا 
منهن ما ظنوا به المعبودا 
ضلت قريش كم تقيس بسابق  
الحلبات ملطوم الجبين مذودا 
يا صاحب المجد الذي لجلاله‏ 
عنت السرايا منصفا و عنيدا 
لك غر أفعال اذا استقريتها 
اخذت علي مفاوزا و نجودا 
و صفات فضل اشكلت معنى فلا 
اطلاق يكشفها و لا تقييدا 
و مراتب قلدتها بمناقب‏ 
كالعقد تلبسه الحسان الخودا 
ما مر يومك ابيضا عند الندى‏ 
الا انثنى بدم العدا خنديدا 
اجيته بابيك وجه خريدة 
فكسوت ابيض خدها التوريدا 
انى يشق غبار شأوك معشر 
كنت الوجود لهم و كنت الجودا 
يجنون ما غرست يداك قضية 
ألقت على شهب العقول خمودا 
انى هم و الخيل ينشر وقعها 
نقعا تخال به السماء كديدا 
و مواقف لك دون أحمد جاوزت‏ 
بمقامك التعريف و التحديدا 
فعلى الفراش مبيت ليلك و العدى‏ 
تهدي اليك بوارقا و رعودا 
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما 
يهدي القراع لسمعك التغريدا 
فكفيت ليلته و قمت معارضا 
بالنفس لا فشلا و لا رعديدا 
و استصبحوا فرأوا دوين مرادهم‏ 
جبلا أشم و فارسا صنديدا 
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى‏ 
او ما دروا كنز الهدى مرصودا 
و غداة بدر و هو أم وقائع‏ 
كثرت و ما زالت لهن ولودا 
قابلتهن فلم تدع لعقودها 
نظما و لا لنظامهن عقيدا 
فالتاح عتبة ثاويا بيمين من‏ 
يمناه أردت شيبة و وليدا 
سجدت رؤوسهم لديك و انما 
كان الذي ضربت عليه سجودا 
و توحدت بعد ازدواج و الذي‏ 
ندبت اليه لتهتدي التوحيدا 
و قضية المهراس عن كثب و قد 
عم الفرار اساودا و اسود 
افشددت كالليث الهزبر فلم تدع‏ 
ركنا لجيش ضلالة مشدودا 
و كشفتهم عن وجه ابيض ماجد 
لم يعرف الادبار و التعريدا 
و عشية الاحزاب لما أقبلت‏ 
كالسيل مفعمة تقود القودا 
عدلت عن النهج القويم و اقبلت‏ 
حلف الضلال كتائبا و جنودا 
فأبحت حرمتها و عدت بكبشها 
في القاع تطعمه السباع حنيدا 
و بني قريضة و النضير و سلحم‏ 
و الواديين و خثعما و زبيدا 
مزقت جيب نفاقهم فتركتهم‏ 
امما لعارية السيوف غمودا 
و شللت عشرا فاقتضت رئيسهم‏ 
و تركت تسعا للفرار عبيدا 
و على حنين اين يذهب جاحد 
لما ثبت به وراح شريدا 
و لخيبر خبر يصم حديثه‏ 
سمع العدى و يفجر الجلمودا 
يوم به كنت الفتى الفتاح‏ 
و الكرار و المحبوب و الصنديدا 
من بعد ما ولى الجبان براية 
الأيمان تلتحف الهوان برودا 
و رأتك فانتشرت بقربك بهجة 
فعل الودود يعاين المودودا 
فنصرتها و نضرتها فكأنما 
غصن يرنحه الصبا املودا 
فغدوت ترقل و القلوب خوافق‏ 
و النصر يرمي نحوك الاقليدا 
فلقيتها و عقلت فارسها و لا 
عجب اذا افترس الهزبر السيدا 
ويل امه أيظنك النكس الذي‏ 
ولى غداة الطعن يلوي الجيدا 
و تبعتها فحللت عقدة تاجها 
بيد سمت و رتاجها الموصودا 
و جعلته جسرا فقصر فاغتدت‏ 
طولى يمينك جسرها الممدودا 
و أبحت حصنهم المشيد فلم يكن‏ 
حصن لهم من بعد ذاك مشيدا 
و حديث اهل النكث عسكر«عسكر» 
بهم البهيمة جندها المحشودا 
لاقاك فارسهم فبغدد هاربا 
لو كان محتوم القضا مردودا 
و على ابن هند طار منك بأشأم‏ 
يوم غدا لبني الولاء سعودا 
ألفى جحاش الكرملين فقادهم‏ 
جهلا فابئس قائدا و مقودا 
فغدوت مقتنصا نفوس كماته‏ 
لله مقتنص يصيد الصيدا 
حتى اذا اعتقد الفنا و رأى القنا 
مذروية و رأى الحسام حديدا 
و بدا له العضب الذي من قبله‏ 
قد فل آباء له و جدودا 
رفع المصاحف لا ليرفعها علا 
لكن ليخفض قدرها و يكيدا 
فجنى بها ثمر الامان و خلفه‏ 
يوم يجرعه الشراب صديدا 
و كذاك اهل النهر ساعة فارقوا 
بفراقهم لجلالك التأييدا 
فوضعت سيفك فيهم فأفادهم‏ 
تلفا فديتك متلفا و مبيدا 
و لقد روى مسروقهم عن امه‏ 
و الحق ينطق منصفا و عنيدا 
قالت هم شر الورى و مبيدهم‏ 
خير الورى اكرم بذاك مبيدا 
سبقت مكارمك المكارم مثلما 
ختمت لعمر فخارك التأبيدا 
اني لأعذر حاسديك على العلا 
و علاك عذري لو عذرت حسودا 
فليحسد الحساد مثلك انه‏ 
شرف يزيد على المدى تجديدا 
ما أنصفتك عصابة جهلتك اذ 
جعلت لذاتك في الوجود نديدا 
ثم ارتقت حتى ابتك رضى بمن‏ 
لم يرض كعبك ان يراه صعيدا 
ضلت أدلتها اتبدل بالعمى‏ 
رشدا و بالعدم المحال وجودا

قصيدة الشيخ كاظم الازري المتوفى سنة 1201 و هذه القصيدة تبلغ ألف بيت أكلت الأرضة منها اكثر من اربعمائة بيت بعد ان احتفظ بها صاحبها في طومار و لم يبق منها الا 578 بيتا نأخذ منها ما يلي:

اسد الله ما رأت مقلتاه‏ 
نار حرب تشب الا اصطلاها 
فارس المؤمنين في كل حرب‏ 
قطب محرابها امام وغاها 
لم يخض في الهياج الا و ابدى‏ 
عزمة يتقي الردى اياها 
ذاك رأس الموحدين و حامي‏ 
بيضة الدين من اكف عداها 
من ترى مثله اذا صرت الحر 
ب و دارت على الكمات رحاها 
ذاك قمقامها الذي لا يروي‏ 
غير صمصامه اوام صداها 
و به استفتح الهدى يوم (بدر) 
من طغاة أبت سوى طغواها 
صب صوب الردى عليهم همام‏ 
ليس يخشى عقبى التي سواها 
يوم جاءت و في القلوب غليل‏ 
فسقاها حسامه ما سقاها 
فأقامت ما بين طيش و رعب‏ 
و كفاها ذاك المقام كفاها 
ظهرت منه في الوغى سطوات‏ 
ما اتى القوم كلهم مأتاها 
يوم غصت بجيش (عمرو بن ود) 
لهوات الفلا و ضاق فضاها 
و تخطى الى المدينة فردا 
بسرايا عزائم ساراها 
فدعاهم و هم الوف و لكن‏ 
ينظرون الذي يشب لظاها 
اين انتم عن قسور عامري‏ 
تتقي الاسد بأسه في شراها 
فابتدى المصطفى يحدث عما 
تؤجر الصابرون في اخراها 
قائلا ان للجليل جنانا 
ليس غير المجاهدين يراها 
أين من نفسه تتوق الى الجن 
ات أو يورد الجحيم عداها 
من لعمرو و قد ضمنت‏ 
على الله له من جنانه اعلاها 
فالتووا عن جوابه كسوام‏ 
لا تراها مجيبة من دعاها 
و اذا هم بفارس قرشي‏ 
ترجف الارض خيفة اذ يطاها 
قائلا ما لها سواي كفيل‏ 
هذه ذمة علي وفاها 
و مشى يطلب الصفوف كما 
تمشي خماص الحشا الى مرعاها 
فانتضى مشرفيه فتلقى‏ 
ساق عمرو بضربة فبراها 
و الى الحشر رنة السيف منه‏ 
يملأ الخافقين رجع صداها 
يا لها ضربة حوت مكرمات‏ 
لم يزن ثقل اجرها ثقلاها 
هذه من علاه احدى المعالي‏ 
و على هذه فقس ما سواها 
و (باحد) كم فل آحاد شوس‏ 
كلما أوقدوا الوغى اطفاها 
يوم دارت بلا ثوابت إلا 
أسد الله كان قطب رحاها 
يوم خانت نبالة القوم عهدا 
لنبي الهدى فخاب رجاها 
و تراءت لها غنائم شتى‏ 
فاقتفى الاكثرون اثر ثراها 
و احاطت به مذاكي الاعادي‏ 
بعد ما اشرفت على استيلاها 
فترى ذلك النفير كما تخبط 
في ظلمة الدجى عشواها 
يتمنى الفتى ورود المنايا 
و المنايا لو تشترى لاشتراها 
كلما لاح في المهامه برق‏ 
حسبته قنا العدى و ظباها 
لم تخلها الا اضالع عجف‏ 
قد براها السرى فحل براها 
لأتلمها لحيرة و ارتياع‏ 
فقدت عزها فعز عزاها 
ان يفتها ذاك الجميل فعذرا 
انما حلية الرجال حجاها 
قد أراها في ذلك اليوم ضربا 
لو رأته الشبان شابت لحاها 
و كساها العار الذميم بطعن‏ 
من حلى الكبرياء قد اعراها 
يوم سالت سيل الرمال و لكن‏ 
هب فيها نسيم فذراها 
لا ترم وصفه ففيه معان‏ 
لم يصفها الا الذي سواها 
و له يوم (خيبر) فتكات‏ 
كبرت منظرا على من رآها 
يوم قال النبي اني لاعطي‏ 
رايتي ليثها و حامي حماها 
فاستطالت أعناق كل فريق‏ 
ليروا أي ماجد يعطاها 
فدعا أين وارث العلم و الحلم‏ 
مجير الايام من بأساها 
أين ذو النجدة الذي لودعته‏ 
في الثريا مروعة لباها 
فأتاه الوصي أرمد عين‏ 
فسقاه من ريقه فشفاها 
و مضى يطلب الصفوف فولت‏ 
عنه علما بأنه أمضاها 
و برى (مرحبا) بكف اقتدار 
أقوياء الاقدار من ضعفاها 
و دحا بابها بقوة بأس‏ 
لو حمتها الافلاك منه دحاها 
عائد للمؤملين مجيب‏ 
سامع ما تسر من نجواها 
من تلقى يد (الوليد) بضرب‏ 
حيدري بري اليراع براها 
و سقى منه (عتبة) كأس بؤس‏ 
كان صرفا الى المعاد احتساها 
و رأى تيه«ذي الحمار»فردا 
ه من الذل بردة ما ارتداها 
و من المهتدي بيوم«حنين» 
حين غاوي الفرار قد اغواها 
حيث بعض الرجال تهرب من  
بيض المواضي و البعض من قتلاها 
حيث لا يلتوي الى الإلف إلف‏ 
كل نفس أطاشها ما دهاها 
من سقاها في ذلك اليوم كأسا 
فايضا بالمنون حتى رواها 
اعجب القوم كثرة العد منها 
ثم ولت و الرعب حشو حشاها 
وقفوا وقفة الذليل و فروا 
من اسود الشرى فرار مهاها 
و علي يلقى الالوف بقلب‏ 
صور الله فيه شكل فناها 
انما تفضل النفوس بجد 
و على قدره مقام علاهما 
لو تراه وجوده مستباح‏ 
قبل كشف العفاة سر عفاها 
خلت من أعظم السحائب سحبا 
سقت الروض قبل ما استسقاها 
و هو للدائرات دائرة السعد 
ألا ساء حظ من ناواها 
لم يدع ذلك الطبيب كلوما 
قد أساءت بالدهر الا اساها 
صادق الفعل و المقالة يحوي‏ 
غرة مثل حسنه حسناها 
لم تفه ملة من الشرك الا 
فض بالصارم الإلهي فاها 
و طواها طي السجل همام‏ 
نشر الحرب علمه و طواها 
كم عرا مشكل فحل عراه‏ 
ليس للمشكلات الا فتاها 
و اسأل الاعصر القديمة عنه‏ 
كيف كانت يداه روح غذاها 
اي نفس لا تهتدي بهداه‏ 
و هو من كل صورة مقلتاها 
«وبخم»ماذا جرى يوم خم‏ 
تلك اكرومة ابت ان تضاهى‏ 
ذاك يوم من الزمان أبانت‏ 
ملة الحق فيه عن مقتداها 
كم حوى ذلك«الغدير»نجوما 
ما جرت أنجم الدجى مجراها 
اذ رقى منبر الحدايج هاد 
طاول السبعة العلى برقاها 
موقفا للانام في فلوات‏ 
و عرات بالقيظ يشوى شواها 
ايها الناس حدثوا اليوم عني‏ 
و ليبلغ ادنى الورى اقصاها 
كل نفس كانت ترانى مولى‏ 
فلتر اليوم حيدرا مولاها 
رب هذي امانة لك عندى‏ 
و اليك الامين قد اداها 
و ال من لا يرى الولاية الا 
لعلي و عاد من عاداها 
ايها الراكب المجد رويدا 
بقلوب تقلبت في جواها 
ان تراءت أرض الغريين فاخضع‏ 
و اخلع النعل دون وادي طواها 
و اذا شمت قبة العالم الأعلى‏ 
و انوار ربها تغشاها 
فتواضع فثم دارة قدس‏ 
تتمنى الافلاك لثم ثراها 
قل له و الدموع سفح عقيق‏ 
و الجوى تصطلي بنار غضاها 
يا بن عم النبي انت يد الله‏ 
التي عم كل شي‏ء نداها 
حسبك الله في مآثر شتى‏ 
هي مثل الاعداد لا تتناهى‏ 
ليت عينا بغير روضك ترعى‏ 
قذيت و استمر فيها قذاها 
يا أبا النيرين انت سماء 
قد محا كل ظلمة قمراها 
لم يزل بانتظارك الدين حتى‏ 
جردت كف عزمتيك ظباها 
فجعلت الرشاد فوق الثريا 
و مقام الضلال تحت ثراها 
انما البأس و التقى و العطايا 
حلبات بلغت اقصى مداها

قصيدة الشيخ عبد المهدي مطر انشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبي الذي اهداه بعض الايرانيين لمقام امير المؤمنين في النجف سنة 1373:

ارصف بباب علي ايها الذهب‏ 
و اخطف بأبصار من سرواو من غضبوا 
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده‏ 
عفوا اذا جئت منك اليوم اقترب‏ 
لعل بادرة تبدو لحيدرة 
ان ترتضيك لها الابواب و العتب‏ 
فقد عهدناه و الصفراء منكرة 
لعينه و سناها عنده لهب‏ 
ما قيمة الذهب الوهاج عنديد 
على السواء لديها التبر و الترب‏ 
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا 
و في البلاد قلوب شفها السغب‏ 
و لا تضجر اكباد مفتتة 
حتى يذوب عليها قلبه الحدب‏ 
أو يسقط الدمع من عيني مولهة 
اجابها الدمع من عينيه ينسكب‏ 
تهفو حشاه لانات اليتيم بلا 
ام تناغي و لا يحنو عليه أب‏ 
هذي هي السيرة المثلى تموج بها 
روح الوصي و هذا نهجه اللحب‏ 
فاحذر دخول ضريح ان تطوف به‏ 
الا بإذن علي أيها الذهب‏ 
باب به ريشة الفنان قد لعبت‏ 
فأودعته جمالا كله عجب‏ 
تكاد لا تدرك الابصار دقته‏ 
مما تماوج في شرطانه اللهب‏ 
كأن لجة أنوار تموج به‏ 
خلالها صور الرائين تضطرب‏ 
سبائك صبها الابداع فارتسمت‏ 
روائع الفن فيها الحسن منسكب‏ 
يدنو الخيال لها يوما لينعتها 
وصفا فيرجع منكوسا و ينقلب‏ 
أدلت بها يد فنان منقمة 
تعنو لروعتها الأجيال و الحقب‏ 
مل‏ء الجوانح مل‏ء العين رهبتها 
و مربض الليث غاب ملؤه رهب‏ 
يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة 
من بعد ما طفحت كأس بمن هربوا 
بابان لم ندر في التبريح ايهما 
اشهى اليك حديثا حين يقتضب‏ 
باب من التبر ام باب يقومه‏ 
مسماره و جذوع النخل و الخشب‏ 
هذا يشع عليه التبر ملتهبا 
و ذاك راح بنار الحقد يلتهب‏ 
و أي داريك أحرى ان نطوف بها 
و ان تجللها الاستار و الحجب‏ 
دار تحج بها الدنيا لمجدك ام‏ 
دار عليك بها العادون قد وثبوا 
هذي تدال بها للحق دولته‏ 
زهوا و في تلك في‏ء الحق يغتصب‏ 
حتى اذا جاءت الدنيا مكفرة 
عما جنته و جاء الدهر يتهب‏ 
شادت عليك ضريحا تستطيل على‏ 
هام السماء به الاعلام و القبب‏ 
و تلك عقبى صراع قد صبرت له‏ 
و ذا فدينك مظلوما هو الغلب‏ 
بلغ معاوية عني مغلغلة 
و قل له و أخو التبليغ ينتدب‏ 
قم و انظر العدل قد شيدت عمارته‏ 
و الجور عندك خزي بيته خرب‏ 
تبني على الظلم صرحا رن معوله‏ 
بجانبيه و هدت ركنه النوب‏ 
ابت له حكمة الباري بصرختها 
ان لا يخلد مختال و مرتكب‏ 
قم و انظر الكعبة العظمى تطوف بها 
حشد الالوف و تجثو عندها الركب‏ 
تأتى له من اقاصي الارض طالبة 
و ليس الا رضا الباري هو الطلب‏ 
قل للمعربد حيث الكأس فارغة 
خفض عليك فلا خمر و لا عنب‏ 
سموك زورا امير المؤمنين و هل‏ 
يرضى بغير (علي) ذلك اللقب‏ 
هذا هو الرأس معقود لهامته‏ 
تاج الخلافة فأخسا ايها الذنب‏ 
يا باب (حطة) سمعا فالحقيقة قد 
تكشفت حيث لا شك و لا ريب‏ 
مواهب الله قد و افتك مجزية 
ما كنت تبذل من نفس و ما تهب‏ 
هذي هي الوقفات الغر كنت بها 
للدين حصنا منيعا دونه الهضب‏ 
هذي هي الضربات الوتر يعرفها 
ضلع بها انقد او جنب بها يجب‏ 
هذي هي اللمعات البيض كان بها 
عن وجه خير البرايا تكشف الكرب‏ 
هذي هي النفس قد روضت جامحها 
فراق للعين منها عيشها الجشب‏ 
فلا الخوان لها يوما ملونة 
منه الطعوم و لا ابرادها قشب‏ 
لا تكتسي و فتاة الحي عارية 
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب‏ 
نفس هي الطهر ما همت بموبقة 
و ليس تعرف كيف الذنب يرتكب‏ 
هذي التي انقادت الاجيال خاشعة 
لهديها و ترامت عندها النجب‏ 
تعيفوا و ركبنا في سفينته‏ 
فميز اللج من عافوا و من ركبوا 
و ساوموا فاشترينا حب حيدرة 
و لا نبيع و لو ان الدنا ذهب‏ 
يا فرصة كنت للاسلام ضيعها 
حقد النفوس و ابلى جدها اللعب‏ 
شجوا برغمك امرا انت تعصبه‏ 
في ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا 
فرحت تنفض من هذا الحطام يدا 
اذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب‏ 
تكالب عنه قد نزهت محتقرا 
له و عندك ما يشفى به الكلب‏ 
فاستنزلوك عن العرش الذي ارتفعت‏ 
بك القواعد منه فهو منتصب‏ 
لو انصفوك لفاض العلم منتشرا 
في الخافقين و سارت بالهدى كتب‏ 
و لازدهى باسمك الاسلام دوحته‏ 
فينانة و فناه مربع خصب‏ 
و لا بتنيت عليه من سماء علا 
ما ليس تأفل عن آفاقها الشهب‏ 
لله انت فقد حملت من محن‏ 
ما لم يطق صابر في الله محتسب‏ 
امر به ضاقت الدنيا بما رحبت‏ 
و لم يضق عنه يوما صدرك الرحب‏ 
جاءتك«فارس»باسم الباب يجذبها 
لك الولاء على شوق فتنجذب‏ 
ان يبعدوا عنك بالاوطان نائية 
فكم لهم قربات باسمها قربوا 
هم في المحاريب اشباح مقوسة 
و في الحروب ليوث غابها اشب

قصيدة الشاعر المصري الشيخ محمد بن عبد المطلب المتوفى سنة 1350:

أبا السبطين كيف تفي المعاني‏ 
نثارا في مديحك او نظاما 
مقام دونه نجب القوافي‏ 
و ان كانت مسمومة كراما 
فحسبك يا اخا الشعراء عذرا 
رميت بها مكانا لن يراما 
و ما ادراك ويحك ما علي‏ 
فتكشف عن مناقبه اللثاما 
و من هو كلما ذكرت قريش‏ 
أناف على غواربها سناما 
تبصر هل ترى الا عليا 
اذا ذكر الهدى ذاك الغلاما 
غلام يبتغي الاسلام دينا 
و لما يعد ان بلغ الفطاما 
اذ الروح الامين بقم فانذر 
أتى طه لينذرهم فقاما 
و امتهم الى الاسلام ام‏ 
غدت بالسبق أو فرهم سهاما 
و صلى حيدر فشأى قريشا 
الى الحسنى فسموه الاماما 
كأني بالثلاثة في المصلى‏ 
جميعا عند ربهم قياما 
تحييهم ملائكة كرام‏ 
و تقرئهم عن الله السلاما 
و ما اعتنق الحنيف بغير رأي‏ 
و لم يسلك محجته اقتحاما 
و لكن النبوة امهلته‏ 
ليجمع رأيه يوما تماما 
فاقبل و الحجى يرخي عليه‏ 
جلالا يصغر الشيخ الهماما 
يمد الى النبي يد ابن عم‏ 
بحبل الله يعتصم اعتصاما 
و اذ يدعو العشيرة يوم جمع‏ 
لينذر في رسالته الاناما 
فكهل في جهالته تولى‏ 
و شيخ في ضلالته تعامى‏ 
و هذا يوسع المختار لوما 
و ذلك عن ملامته تحامى‏ 
و آخر لا يبين له جوابا 
أطاع الصمت و اجتنب الكلاما 
و أيده على التقوى أخوه‏ 
اذا ما خاف كل أخ و خاما 
و لجت في عمايتها قريش‏ 
تصارحه العداوة و الخصاما 
و جاشت بين اضلعها قلوب‏ 
على الاسلام تلتهب احتداما 
فما فعل الفتى و الشر تغلي‏ 
مراجله و تهتزم اهتزاما 
مضى كالسيف لم يعقد ازارا 
على ريب و لم يشدد حزاما 
يروح على مجامعهم و يغدو 
كشبل الليث يعترم اعتراما 
صغير السن يخطر في اباء 
فلا ضيما يخاف و لا ملاما 
و ما زالت به الايام ترقى‏ 
على درج النهى عاما فعاما 
و قد جمع الحجى و الدين فيه‏ 
خلائق تجمع الخير اقتساما 
فما اوفى على العشرين حتى‏ 
شهدنا من عظائمه عظاما 
فلن ينسى النبي له صنيعا 
عشية و دع البيت الحراما 
عشية سامه في الله نفسا 
لغير الله تكبر ان تساما 
فأرخصها فدى لاخيه لما 
تسجى في حظيرته و ناما 
و اقبلت الصوارم و المنايا 
لحرب الله تنتحم انتحاما 
فلم يأبه لها انفا علي‏ 
و لم تقلق بجفنيه مناما 
و اغشى الله أعينهم فراحت‏ 
و لم تر ذلك البدر التماما 
و غادرت البطاح به ركاب‏ 
الى الزوراء تعتزم اعتزاما 
و في ام القرى خلى اخاه‏ 
على وجد به يشكو الاواما 
أقام بها ليقضيها حقوقا 
على الهادي بها كانت لزاما 
فان يك عهده فيها و بالا 
على الطاغوت أوداءا عقاما 
فكم طابت به للحق نفس‏ 
بطيبة حين أوطنها مقاما 
و كم شهدت له الزوراء يوما 
و كم حمد الحنيف له مقاما 
سل الرايات كم شهدت عتيا 
يصرف تحتها الجيش اللهاما 
كأني بابن عتبة يوم بدر 
يعاني تحت مجثمه جثاما 
و لو علم الوليد بمن سيلقى‏ 
لألقى قبل مصرعه السلاما 
رويد بني ربيعة قد ظلمتم‏ 
بني الأعمام و الرحم الحراما 
وصلناكم بها و قطعتموها 
فكان الحزم أن تردوا الحماما 
فهل ينسون للفرقان يوما 
سقاهم من صوارمنا سماما 
و ما صهر النبي اذا تنادوا 
كمن يدعو ربيعة او هشاما 
و من غدت البتول اليه تهدى‏ 
بنى في النجم بيتا لا يسامى‏ 
بامر الله قد زفت اليه‏ 
عشية راح يخطبها و ساما 
كأني بالملائك اذ تدلت‏ 
بذاك البيت تزدحم ازدحاما 
فلو كشف الحجاب رأيت فيه‏ 
جنود الله تنتظم انتظاما 
اطافوا بالحظيرة في جلال‏ 
صفوفا حول فاطمة قياما 
تفيض على منصتها وقارا 
و تكسو حسن طلعتها و ساما 
فلا يحزن خديجة ان تولت‏ 
و لم تبلغ بجلوتها مراما 
تولاها الذي ولى أباها 
رسالته و زوجها الاماما 
قران زاده الاسلام يمنا 
و شمل زاده الحب التئاما 
فان تك خير من عقدت ازارا 
و أكرم كل من ارخت لثاما 
فما شغلته عن خوض المنايا 
اذا التطمت زواخرها التطاما 
فان تسأل فسائل عنه احدا 
غداة هناك طير الموت حاما 
و جاءت في زمامها قريش‏ 
يهزون المثقف و الهذاما 
فقطر كبشها و هوى صريعا 
على الدقعاء يلتهم الرغاما 
هوى من تحت رايتهم فخرت‏ 
بام الارض ترتطم ارتطاما 
فويح المسلمين هناك ولوا 
فرارا لا اسميه انهزاما 
و خلوا ثم احمد في وغاها 
بجند الكفر يصطدم اصطداما 
فأرجف بالنبي هناك قوم‏ 
فعاذوا حول موقفة حياما 
و حطم غمد صارمه علي‏ 
و ذب عن النبي بها و حامى‏ 
و اقبل نحوهم و هوى اليهم‏ 
هوي الباز يعتبط الحماما 
فطاروا عن مواقفهم شعاعا 
و طاحوا في مصارعهم حطاما 
فذاك و لو ترى اذ جاب قوم‏ 
على الاسلام خندقه اقتحاما 
و اقبل في لباس البأس عمرو 
يزيد على مخيلته عراما 
فجال منازلا و دعا مدلا 
فعم الهول حين دعا و غاما 
نزال بني الهدى هل من كمي‏ 
يسوم الخلد بالنفس استياما 
هنالك بادر الكرار لما 
غدوا و الرعب قد منع الكلاما 
اذا ما هم اقعده أخوه‏ 
و زاد الى اللقاء جوى فقاما 
مكانك يا علي فذاك عمرو 
له الابطال يوم وغى تحامى‏ 
فقال و ان يكن عمرا فأني‏ 
علي سوف ألجمه الحساما 
فلم يك غير ان اودى ابن ود 
و خاض السيف في دمه و عاما 
و عاد الى النبي يفيض بأسا 
و يزخر في حميته جماما 
و راح الكفر يرجف جانباه‏ 
و امسى عضب عزته كهاما 
و سائل يوم خيبر عن علي‏ 
تجد فيها مآثره جساما 
اذ الرايات في جهد عليها 
تعاصى الفتح و الهرب استداما 
فاقبل بالعقاب على خميس‏ 
يهرول مسرعا يمضي اماما 
فشد على مناكبها وثاقا 
و لف على معاطسها خطاما 
و لم تغن الحصون و لا الصياصي‏ 
و ان قام الحديد لها دعاما 
و اقبل مرحب في البأس يحبو 
و كان البأس صاحبه لزاما 
و ما علم الفتى ان المنايا 
خططن بذي الفقار له مناما 
و ان له من الكرار يوما 
عبوسا مدينا منه الحماما 
ضفا حلق الحديد عليه مثنى‏ 
و ظاهر فوق بيضته الرخاما 
فشد على الامام بذي شطوب‏ 
تضمن حده موتا زؤاما 
فزال مجنه فاذا رتاج‏ 
هناك تخاله جبلا تسامى‏ 
فسل يسراه كيف تلقفته‏ 
و قد اعيا تحمله فئاما (56)  
علاه بضربة لو ان رضوى‏ 
تلقاها لعاد بها هياما (57)  
فلم يعصمه من حين رخام‏ 
و لم يجد الحديد له عصاما 
و عادت خيبر لله فيئا 
يقسم في كتائبه اقتساما 
فدع عنك المواطن و المغازي‏ 
و من سل الظبا فيها و شاما 
و من اجرى عتاق الخيل قبا 
فأوطأها من الاعداء هاما 
يخوض بها المواطن معلمات‏ 
و نصر الله كان لها علاما 
فما وجدت كحيدرة اماما 
يصيد الصيد فذا او تواما 
و سل اهل السلام تجد عليا 
امام الناس يبتدر السلاما 
حوى علم النبوة في فؤاد 
طما بالعلم زخارا فطاما (58)  
سقاه الحق افواق المعاني‏ 
و هيمه بها حبا فهاما 
رمى في عالم الانوار سبحا 
الى سوح الجلال به ترامى‏ 
و نفسا لم تذق طعم الدنايا 
و لا لذت من الدنيا طعاما 
غذاها الدين مذ كانت فشبت‏ 
على التقوى رضاعا و انفطاما 
و نشأها على كرم وايد 
و صاغ من الجلال لها قواما 
زكت فسمت عن الدنيا طلابا 
و اضنى حبها قوما و تاما (59)  
طوى عنها على الضراء كشحا 
و عن فاني زخارفها تسامى‏ 
و وجها فاض نور الله فيه‏ 
فالبسه المهابة و القساما (60)  
يروع الليث منظره عبوسا 
و يخجل ضاحك الغيث ابتساما 
ترى فيه مخايل خندفي (61)  
بسيما الحق يزدان اتساما 
و فيض يد من الوسمي اندى‏ 
اذا الحي اشتكى سنة ازاما 
على حب الطعام يصد عنه‏ 
ليطعمه الارامل و اليتامى‏ 
سل القرآن او جبريل تعلم‏ 
مكارم لن تبيد و لن تراما 
من الابرار يغتبقون كأسا 
من الرضوان مترعة و جاما 
علي و البتول و كوكباه‏ 
ضياء الارض ان افق اغاما 
ثناء في الكتاب له عبير 
تقصر عنه ارواح الخزامى‏ 
و كم اجرى على المحراب دمعا 
لخوف الله ينسجم انسجاما 
اذا ما قام في المحراب قامت‏ 
له زمر الملائكة احتشاما 
صلاة الليل يجعلها سحورا 
اذا ما في الغداة نوى الصياما 
ترى صبر القنوع له غذاء 
جرى دمع الخشوع له إداما 
رأينا في الكهولة منه شيخا 
حوى الجد اشتمالا و اعتماما 
فما للدهر لم يعرف حقوقا 
له شيخا و لم ينكر ظلاما 
سجا ليل الحوادث بعد طه‏ 
فعم الدين و الدنيا ظلاما 
و حلت بالخلافة مرزئات‏ 
طواحن تحتشي الناس التهاما 
رمت بالمسلمين الى شتات‏ 
و أمسى حبل وحدتهم رماما 
فمنهم من أقام بكسر بيت‏ 
و أخلد للسكينة فاستناما 
و طائفة على الحق استقرت‏ 
فكانت بين إخوتها قواما 
تبايع و هي راضية عليا 
و ترعى في خلافته الذماما 
و أخرى أوضعت في الخلف تغلو 
و لم تحذر عواقبه الوخاما 
رضوا بالسيف لما حكموه‏ 
فقام السيف بالامر احتكاما 
و اقبلت الجياد الجرد تعدو 
على الآكام تحسبها النعاما 
الى صفين تحشدها منايا 
و قد غص الفضاء بها زحاما 
اقام الموت في صفين سوقا 
و ارخصت النفوس بها سواما 
ترى مضرا تبيع بها نزارا 
و لخما تستبيح بها جذاما 
ألا صلى الآله على نفوس‏ 
ترى في الحق مصرعها لزاما 
تموت على منازعها كراما 
فتحيا في منازعها كراما 
فلما كاد حكم السيف يمضي‏ 
و ولى الجمع و استبقوا الخياما 
اناب الى الكتاب دهاء عمرو 
دهاء يأكل السيف الحساما 
و ما هم بالكتاب أبر منه‏ 
و لا أولى بحكمته ائتماما 
و لكن حيلة جرت بلاء 
على الدنيا و اياما و خاما 
اذا الحكمان بالامر استقلا 
فليتهما على النهج استقاما 
لقد قرنوا ابا موسى بعمرو 
و ما ادراك ما عمرو اذا ما 
مضى الحكمان ما حسما خلافا 
و لا فضا لمشكلة ختاما 
أمير المؤمنين ارى زمانا 
لحربك هز مخذمه و شاما 
و اقبل بالوفاء على ابن حرب‏ 
يصافيه المودة و الوئاما 
فما نقمت امية منك حتى‏ 
تناصبك العداء و الانتقاما 
بلى ان الزمان لفي ضلال‏ 
لوى في الحق و انتهك الذماما 
زهاهم زخرف الدنيا فهاموا 
مع الشيطان بالدنيا غراما 
و ليس لطالب الدنيا دواء 
اذا كانت له الدنيا سقاما 
رمى بالخرق اقوام عليا 
و هم أولى بما زعموا اتصاما 
فما شهد الزمان له سفاها 
و لا نكروا له رأيا عقاما 
و لا يغني الاريب حجى و رأي‏ 
اذا قاد الاسافل و الطغاما 
علمنا رأيه فلقا مبينا 
له نهج على الحق استقاما 
رأى و رأوا فسد و ما أصابوا 
و ايقظ حزمه و جثوا نياما 
فاكبر همه مذكان طفلا 
حدود الله يحرص ان تقاما 
فليتهم و عوا خطبا أتتهم‏ 
ضوافي تسمع الصم السلاما 
سوابغ نسج أروع هاشمي‏ 
سما ملك البيان به وسامى‏ 
اذا ابتدر المقالة يوم خطب‏ 
و هز على منصتها الحساما 
اصاخ النجم ابرقت المواضي‏ 
و زايلت الضراغمة الاجاما 
اذا ما رن صوت الحق فيها 
تولى الافك و انحطم انحطاما 
بني الشامات و يحكم افيقوا 
علام تنكب الحسنى علاما 
ظلمتم سيد الابرار لما 
ركبتم في عداوته الثماما 
سلوا الصديق و الفاروق عنه‏ 
كم اعتصما بحكمته اعتصاما 
و كم وردا له رأيا نجيحا 
و كم سلكا به سبلا قواما 
بني الشامات و يحكم شققتم‏ 
عصا الاسلام فانقسم انقساما 
مددتم للخوارج حبل خلف‏ 
به شدوا الى الفتن الحزاما 
فيا قتل الخوارج يوم جروا 
على الاسلام ادهية دهاما 
لقد مردت بفاجرها مراد 
على العدوان لا بلغت مراما 
ألا تبت يد بالغدر ثارت‏ 
تمد الى أبي حسن حساما 
لو ان السيف كان له خيار 
لعرد عنه و انثلم انثلاما 
و لكن القضاء جرى برزء 
له انفصمت عرى الصبر انفصاما 
به فجع المدينة و المصلى‏ 
و زلزل بطن مكة و المقاما 
نعى الناعي ابا حسن فراحت‏ 
بواكي الدين تلتدم التداما 
بنفسي غرة يجري عليها 
دم ازكى من المسك اشتماما 
بنفسي اذ يجود بخير نفس‏ 
تخاف على الحنيفة أن تضاما 
مضى زين الصحابة في سبيل‏ 
الى ملأ بجيرته استهاما 
الى دار السلام مضى علي‏ 
و جاور في منازلها السلاما

من قصيدة لسفيان بن مصعب العبدي المتوفى حدود سنة 120:

ما هز عطفي من شوقي الى وطني‏ 
و لا اعتراني من وجد و من طرب‏ 
مثل اشتياقي من بعد و منترح‏ 
عن (الغري) و ما فيه من الحسب‏ 
اذكى ثرى ضم أزكى العالمين فذا 
خير الرجال و هذي اشرف الترب‏ 
ان كان عن ناظري بالغيب محتجبا 
فانه عن ضميري غير محتجب‏ 
مرت عليه ضروع المزن رائحة 
من الجنوب فروته من الحلب‏ 
بل جادما ضم ذاك الترب من شرف‏ 
مزن المدامع من جار و منكسب‏ 
و لو تكون لي الايام مسعدة 
لطاب لي عنده بعدي و مقتربي‏ 
يا راكبا جسرة تطوي مناسمها 
ملاءة البيد بالتقريب و الخبب‏ 
بلغ سلامي قبرا بالغري حوى‏ 
أوفى البرية من عجم و من عرب‏ 
و اجعل شعارك لله الخشوع به‏ 
و ناد خير وصي صنو خير نبي‏ 
اسمع ابا حسن ان الأولى عدلوا 
عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب‏ 
ما بالهم نكبوا نهج النجاة و قد 
اوضحته و اقتفوا نهجا من العطب‏ 
و دافعوك عن الامر الذي اعتلقت‏ 
زمامه من قريش كف مغتصب‏ 
ظلت تجاذبها حتى لقد خرمت‏ 
خشاشها (62) تربت من كف مجتذب‏ 
و انت توسعه صبرا على مضض‏ 
و الحلم احسن ما يأتي مع الغضب‏ 
و كنت قطب رحى الاسلام دونهم‏ 
و لا تدور رحى الا على قطب‏ 
ما انت الا اخو الهادي و ناصره‏ 
و مظهر الحق و المنعوت في الكتب‏ 
و زوج بضعته الزهراء يكنفها 
دون الورى و ابو ابنائها النجب‏ 
من كل مجتهد في الله معتضد 
بالله معتقد لله محتسب‏ 
و ارين هادين ان ليل الظلام دجا 
كانوا لطارقهم اهدى من الشهب‏ 
لقبت بالرفض لما ان منحتهم‏ 
ودي و افضل ما ادعى به لقبي‏ 
صلاة ذي العرش تترى كل آونة 
على ابن فاطمة الكشاف للكرب

من قصيدة لعبد الباقي العمري المتوفى سنة 1278:

انت العلي الذي فوق العلى رفعا 
ببطن مكة وسط البيت اذ وضعا 
و انت ذاك الهزبر الانزع البطل ال 
ذي بمخلبه للشرك قد نزعا 
و انت يعسوب نحل المؤمنين الى‏ 
اي الجهات انتحى يلقاهمو تبعا 
و انت من حمت الاسلام و فرته‏ 
و درعت لبدتاه الدين فادرعا 
و انت من فجع الدين المبين به‏ 
و من باولاده الاسلام قد فجعا 
و انت انت الذي لله ما وصلا 
و انت انت الذي لله ما قطعا 
لله در فتى الفتيان منك فتى‏ 
ضرع الفواطم في مهد الهدى رضعا 
نهج البلاغة نهج عنك بلغنا 
رشدا به اجتث عرق الغي فانقمعا 
ما فرق الله شيئا في خليقته‏ 
من الفضائل الا عندك اجتمعا 
أبا الحسين انا حسان مدحك لا 
انفك اظهر في انشائه البدعا

من قصيدة لابي تمام الطائي المتوفى سنة 231:

اخوه اذا عد الفخار و صهره‏ 
فلا مثله اخ و لا مثله صهر 
و شد به أزر النبي محمد 
كما شد من موسى بهارونه الازر 
و ما زال صبارا دياجير غمرة 
يمزقها عن وجهه الفتح و النصر 
هو السيف سيف الله في كل مشهد 
و سيف الرسول لا ددان و لا دثر (63)  
فأي يد للذم لم يبر زندها 
و وجه ضلال ليس فيه له إثر 
ثوى و لاهل الدين امن بحده‏ 
و للواصمين الدين في حده ذعر 
يسد به الثغر المخوف من الردى‏ 
و يعتاص (64) من ارض العدوبه الثغر 
بأحد و بدر حين ماج برجله‏ 
و فرسانه احد و ماج بهم بدر 
و يوم حنين و النضير و خيبر 
و بالخندق الثاوي بعقوته عمرو 
سما للمنايا الحمر حتى تكشفت‏ 
و أسيافه حمر و ارماحه حمر 
مشاهد كان الله كاشف كربها 
و فارجه و الامر ملتبس إمر 
و يوم الغدير استوضح الحق أهله‏ 
بفيحاء لا فيها حجاب و لا سر 
أقام رسول الله يدعوهم بها 
ليقربهم عرف و ينآهم نكر 
فكان له جهر باثبات حقه‏ 
و كان لهم في بزهم حقه جهر 
لكم ذخركم ان النبي و رهطه‏ 
و جيليهم ذخري اذا التمس الذخر 
جعلت هواي الفاطميين زلفة 
الى خالقي ما دمت او دام لي عمر

تعليقات:

(1) الناشر.

(2) الخدب بكسر الخاء و فتح الدال و تشديد الباء الضخم (و الشوقب) الطويل.

(3) مشجب مهلك.

(4) الحين بفتح الحاء الهلاك (و المنشب) من نشب في الشي‏ء اذا دخل فيه و علق به كما ينشب الصيد في الحبالة.

(5) الورطة الهلكة (و لحجابها) كعلما اي نشبا بها (و محقب) بوزن اسم المفعول من قولهم احتقب الذنب و اصل الاحتقاب وضع الشي‏ء في الحقيبة و هي وعاء من جلد.

(6) حاص بالحاء و الصاد المهملتين عدل و حاد او حام و يروى جاض بالجيم و الضاد المعجمة اي حاد و عدل (و الجأواء) الكتيبة التي يضرب لونها الى السواد من صدأ الحديد (و الاشهب) الابيض يتخلله سواد.

(7) النواهق العظمان الشاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع اي عاري النواهق من اللحم و يحمد في الفرس ان يكون قليل لحم الخدين (و النجاء) الاسراع (و ملهب) بصيغة اسم الفاعل سريع العدو.

(8) الشلو العضو من اللحم (و التولب) الجحش.

(9) اغتره طلب غرته.

(10) اختل بالخاء المعجمة اي دخل في خلل قلبه.

(11) معصما متمسكا (و يقصب) بالصاد المهملة اي لم يقطع و في نسخة لم يقضب بالضاد المعجمة و هو بمعناه.

(12) اراد بالمتبتل الراهب و سمي متبتلا لقطعه نفسه عن الناس من البتل و هو القطع (و القائم) صومعة الراهب.و هذا البيت و ما بعده الى 13 بيتا اشارة الى ما روي مما حاصله انه لما سار أمير المؤمنين«ع»الى حرب صفين اخذ طريق البر و ترك الفرات و اصاب اصحابه عطش شديد فلاح لهم دير فهتف به فاشرف من صومعته فقال هل قرب قائمك من ماء قال بيني و بين الماء اكثر من فرسخين فسار قليلا و نزل بموضع فيه رمل و اشار الى مكان فكشفوه فاصابوا تحته صخرة بيضاء عظيمة تلمع فامرهم بقلعها فلم يقدروا فاقتلعها بيده و نحاها فاذا تحتها ماء فشرب الناس و ارتووا و حملوا منه«الحديث».

(13) رواه السيد المرتضى (تأتيه ليس بحيث تلقى عامرا) و في نسخة (يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا) و في نسخة عامر بالرفع فيلقى يمكن ان يقرأ بالبناء للفاعل و عامرا مفعول او بالبناء للمفعول و عامر بالرفع نائب فاعل و يمكن ان يقرأ يلفي او يلفي بالفاءـو المراد بالاصلع الاشيب الراهب.

(14) في مدمج بدل من قوله في قائم (و المدمج) قال السيد في الشرح هو الشي‏ء المستور يقال ادمج الرجل و دمج بتشديد الميم اذا دخل في شي‏ء فاستتر به و صومعة الراهب تستر من دخل فيها لا محالة (اه) (اقول) الاولى ان يقرأ مدمج اسم مفعول.في الصحاح دمج الشي‏ء دموجا اذا دخل في الشي‏ء و استحكم فيه و التأم.و في تاج العروس عن الازهري صلح دماج تام محكم قوي و في التاج ايضا ادمجت الماشطة ضفائر المرأة ادرجتها و ملستها و ادمج الحبل اجاد فتله و قيل احكم فتله في رقة و رجل مدمج و مندمج مداخل كالحبل المحكم الفتل و نسوة مدمجات الخلق كالحبل المدمج (اه) فيكون وصف بناء الصومعة بانه مدمج اما لانه قد دخل بعضه في بعض و استحكم و التأم و قوي و لانه كالحبل المداخل المحكم الفتل و هو راجع الى الاول او لانه مدرج مملس كالضفيرة و لعل هذا هو الانسب بقوله زلق (و الزلق) الذي لا تثبت عليه قدم (و الاشم) الطويل المشرف (و الابيض) قال السيد هو ها هنا الطائر الكبير من طيور الماء و العرب تسمي الكبير من طيور الماء ابيض و تشبيه الصومعة الطويلة بحلقوم طائر الماء من اوقع التشبيه اه (و ضيق مستصعب) صفتان لمدمج و في نسخة متصعب.

(15) الماثل المنتصب.و شبه الراهب بالنسر لعلو سنه (و الشظية) قطعة من الجبل منفردة (و المرقب) المكان العالي.

(16) بوئته اسكنته.

(17) النقاقطعة من الرمل محدودبة (و القي) بكسر القاف و تشديد الياء في القاموس قفر الارض و في شرح السيد المرتضى الصحراء الواسعة و يوجد في بعض النسخ الصخرة الواسعة و هو تصحيف (و السبسب) الارض القفر.

(18) الوعث المكان اللين الذي لا يسلك لان الاخفاف تغيب فيه و من الرمل كل لين سهل (و اجتلى) اي نظر الى صخرة ملساء و انجلت لعينه (و اللجين) الفضة.

(19) اعصوصبوا اجتمعوا و صاروا عصبة واحدة.

(20) في نسخة متى ترمي المغالب تغلب و في نسخة متى يوما تغالب تغلب.

(21) الحزور الغلام القوي (و العبل) الغليظ الممتلى‏ء

(22) المتسلسل السلس في الحلق و يقال انه البارد ايضا

(23) اراد بالمسجد مسجد النبي (ص) بالمدينة و هي طيبة (و مطيب) اي طاهر كقوله تعالى فتيمموا صعيدا طيبما و يحتمل ان يكون المراد انه مضمخ بالطيب.

(24) اشارة الى ما روي من ان الله تعالى اوحى الى نبيه (ص) ان يسد جميع الابواب النافذة الى المسجد الا بابه و باب علي (ع) و منع احدا ان يمر في المسجد جنبا غيرهما.

(25) سرى سار ليلا و فاعل سرى و مضى خير البرية في البيت الذي بعده و فاعل بات راجع الى علي (ع) (و مبيته) اي الموضع الذي كان يبيت فيه النبي (ص) و هذا اشارة الى مبيت علي (ع) على فراش الرسول (ص) ليلة الغار (و الروعة) الخوف (و الترقب) الانتظار.

(26) اي عند خروجه من داره لانه كان قد امر صاحبه و هند بن ابي هالة ان يقعدا له بمكان ذكره لهما في طريقة الى الغار.

(27) ملفعا اي مغطى.

(28) الشميط الصبح لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل و كل خليطين فهما شميط (و ادهم) اي فرس ادهم (و مغرب) بالغين المعجمة و ضم الميم و فتح الراء قال السيد في الشرح الفرس المغرب هو الذي ابيضت اشفار عينيه (اه) و في الصحاح المغرب ما ابيض اشفاره من كل شي‏ء و في تاج العروس المغرب من الخيل التي تتسع غرته في وجهه حتى تجاوز عينيه (اه) فوجه التشبيه اختلاط سواده ببياضه و في بعض النسخ معرب بالعين المهملة و هو تصحيف لان المعرب من الخيل الذي ليس فيه عرق هجين و يقال اعرب الفرس فهو معرب اذا صهل فبان عنقه و سلامته من الهجنة و ذلك لا يناسب المقام.

(29) و عصبوا هكذا في بعض النسخ و معناه غير ظاهر و في نسخة (و غيضوا) و لا يظهر له ايضا معنى يناسب و في نسخة (مجالدا) و معناه ظاهر (و منهب) يمكن ان يكون من النهب ضرب من الركض نص عليه اللحياني اي تراجعوا في مركض اي راكضين.

(30) في القاموس الخوص محركة غؤر العين خوص كفرح فهو اخوص (اه) و الخوص هنا جمع خوصاء كحمر و حمراء (و الركاب) الابل و تخصيص خوص الركاب بالذكر كأنه لبيان انها لشدة سيرها غارت عيونها.

(31) اراد بالكهل المنجب ابا طالب والد أمير المؤمنين (ع) .

(32) قال السيد في الشرح يروى اجلى و الاجلى الذي انحسر شعر رأسه حتى بلغ النصف (و سام) والد البيضان (و حام) والد السودان.

(33) النجدة القتال و شدة الباس.

(34) الانكب المنحرف.

(35) المحرب كمنبر الحسن البلاء في الحرب.

(36) المقلص بوزن اسم الفاعل قال السيد ماخوذ من التشمير في الثياب و غيرها و وصف الفرس بذلك لتشمر لحمه و ارتفاعه عن قوائمه (و نهد المراكل) اي كثير لحم المراكل و هي مواضع ركل الفارس برجله يصف جسمه بالحسن و التمام. (و السبيب) و السبيبة خصل شعر الناصية و جمعها سبائب (و السلهب) الطويل.

(37) قال السيد:المقنب كمنبر جماعة الخيل اذا اغارت و ليست بالكثيرة.

(38) ليرجلوه بالراء و الجيم اي ليحطوه عن فرسه و يجعلوه راجلا و يروى ليزحلوه بالزاي و الحاء المهملة اي لينحوه (و الاسمر) الرمح (و الثعلب) طرف الرمح الداخل في السنان و يسمى مدخل الرمح من السنان جبة السنان.

(39) متذمرا قال السيد يحتمل ان يكون من الذمر و هو الشجاع المنكر كانه قال اقبل متشجعا مقدما متهجما و ان يكون من الحث يقال ذمرته اذا حثثته كانه قال اقبل حاتا لنفسه (اه) و يحتمل ان يكون من قولهم ذمر الاسد اي زأر (و يخطر) من قولهم خطر البعير اذا مشى فضرب بذنبه يمينا و شمالا (و الهزبر) الاسد.

(40) مختلف القنا الموضع الذي تختلف فيه جهات الطعن (و متجدلا) ملقى على الجدالة و هي الارض السهلة.

(41) اجلى انكشف (و فوارسه و رجله) اي الفرسان و الرجالة (و المقعص) المقتول و القعص القتل يقال ضربه فاقعسه و مات قعصا اذا اصابته ضربة او رمية فمات في مكانه.

(42) العواكف من العكوف و هو طول المقام (و الخامعة) الضبع لانها تتخمع في مشيها فتمشي كأن بها عرجا و الخمع و الخماع العرج (و الاهدب) كثير اشفار العين قال السيد انما وصفه بانه اهدب لسبوع ريشه و لحوقه بالارض (اه) يعني انه استعار كثرة الاشفار لكثرة الريش

(43) شعث جمع اشعث و هو البعيد العهد بالدهن (و لعامظة) باللام و العين المهملة و الميم و الظاء المعجمة جمع لعموظ كعصفور و هو النهم الشره (و الياسرون) جمع ياسر و هو في الاصل الجزار الذي يلي قسمة الجزور ثم استعمل في الضارب بالقداح و المقامر على الجزور و هو المراد هنا (و تخالسوا) خلس بعضهم بعضا اي اخذه خلسة و غفلة و ذلك شان المتقامرين (و المنهب) موضع النهب و السلب.

(44) ابن فاطمة هو أمير المؤمنين (ع) لان امه فاطمة بنت اسد (و الاغر) قال السيد هو ذو الغرة البيضاء و يوصف بذلك الكريم النجيب (و الاغلب) قال السيد الافعل من الغلبة و هو اشبه ها هنا بالمعنى من ان يريد به القصير العنق الغليظها لان الغلباء من الاعناق القصيرة الغليظة.

(45) ابن عبد الله عمرو هو عمرو بن عبدود و سماه ابن عبد الله نظرا الى الحقيقة (و الوليد) هو ابن عتبة ابن ربيعة قتله علي (ع) يوم بدر و شرك مع عمه حمزة في قتل عتبة (و الصعقب) الطويل من الرجال.

(46) موائلين لاجئين (و الازل) الذي تزل به الاقدام لطوله و وعورة طرقه و هو حصنهم. (و المشمخر) العالي (و الحوشب) بالحاء المهملة و الشين المعجمة العظيم الجنبين.

(47) في لسان العرب الرعن انف يتقدم الجبل و الجمع رعان و منه قيل للجيش العظيم ارعن و جيش ارعن له فضول كرعان الجبال و قيل هو المضطرب لكثرته (و الجحفل) الجيش الكثير الوافر (و متحزب) بالزاي قال السيد مشتق من الحزب و هو الجماعة من الناس و الجمع احزاب اه و في نسخة متحرب بالراء اي غضبان يقال حربته بالتشديد اي حملته على الغضب.و قوله من بعد ارعن متعلق بتحصنوا اي بعد ما جاءهم الجيش الارعن المتحزب دخلوا حصنهم و تحصنوا به من الجيش.

(48) النبأة الصوت (و الاشوس) الرافع رأسه تكبرا و اراد به هنا الاسد (تقشعر) ترجف.

(49) الذليل اذا كان مذنبا كان ذلك اشد لخضوعه و خشوعه.

(50) المت في النسب ان تصل نفسك بغيرك.و لما حوصروا و ضاق ذرعهم دعاهم النبي (ص) لينزلوا على حكمه فابوا و رضوا بحكم سعد بن معاذ لانه كان جارا لهم فظنوا انه يحكم بما يوافقهم فحكم بقتل مقاتليهم و سبي ذراريهم و قسمة اموالهم بين المهاجرين.

(51) الملح المستمر (و المخرب) بالخاء المعجمة فانه اذا استمر عليهم القتل اخلى ديارهم و اخربها.

(52) العقائل جمع عقيلة و هي الكريمة من النساء (و البدن) جمع بادن يقال للمذكر و المؤنث و هي الوافرة لحم الجسم (و الربرب) جماعة بقر الوحش ما كان دون العشرة.

(53) التذبدب الاضطراب و التردد و التحير.

(54) الذرى جمع ذروة و ذروة كل شي‏ء اعلاه (و القوادم) جمع قادمة و هن اربع ريشات في مقدم الجناح و تليهن المناكب ثم الاباهر ثم الخوافي ثم الكلى او الذنابي اربعة اربعة فذلك عشرون ريشة (و المصعد) الصاعد علوا (و المصوب) الهاوي سفلا.و معنى البيتين ان قلبي عند ذكرهما يطير مسرة بهما و اشتياقا اليهما و ينزو و يعلو و يجي‏ء و يذهب ارتياحا و نزاعا حتى كأنه معلق بأعلى ريش طائر ذي مخلب يرتفع به و يهبط و خص ذا المخلب لانه اقوى الطير.

(55) يفري يقطع و اراد بالحجاب حجاب القلب (و الصلب) بضم الصاد و تشديد اللام المفتوحة قال السيد في الشرح هي حجارة المسن،و الصلبـيعني بضم الصاد و سكون اللامـالموضع الغليظ«اه»و هو من الصلابة ضد الرخاوة و لا يخفى ان الصلب بمعنى حجارة المسن لا تناسب المقام و الصلبة ضد الرخوة لا يقال في جمعها صلب الا ان يكون اراد بالصلب الشبيهة بحجارة المسن في الصلابة .ـالمؤلفـ

(56) الفئام الجماعة من الناس.

(57) الهيام الرمل المهيل.

(58) طام حسن عمله.

(59) تام يتم.

(60) القسام الحسن.

(61) خندفي منسوب الى خندف كز برج لقب ليلى بنت حلوان بن عمران زوجة الياس بن مضر من اجداد النبي (ص) و اليها تنسب قريش و كل من ولده الياس.ـالمؤلفـ

(62) الخشاش بالكسر ما يدخل في عظم انف البعير من الخشب.ـالمؤلفـ

(63) الددان كسحاب من لا غناء عنده و السيف الكهام (و الدثر) بالفتح الرجل البطي‏ء الخامل النؤوم.

(64)يعتاص يقوى و يشتد.

في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج 2 ص 314

السيد محسن الامين الحسيني العاملي

اضغط للأعلى