ما نزل من القرآن في عليّ(ع) (4)
1 / قوله تعالى : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ) (الآية: 41). 1 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)
قال: بعليّ.(1) ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)
«نزلت في عليّ بن أبي طالب إنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين والمارقين بعدي».(2) ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)
قال: ذهب نبيّه، وبقيت نقمته في عدوّه.(3) ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) (الآية: 57). 4 . ابن مردويه، عن عليّ قال: فيَّ نزلت هذه الآية: ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(4) 5 . ابن مردويه، حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد بن أحمد بن محمّد، حدّثنا أحمد ابن الحسن، حدّثنا أبي، حدّثنا حصين، عن سعيد، عن الأصبغ، عن عليّ(ع) قال: قال النبيّ(ص): «يا عليّ، إنّ فيك مثلاً من عيسى، أحبّه قوم فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فهلكوا فيه»، فقال المنافقون: أما رضي له مثلاً إلّا عيسى. فنزلت: ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(5) 3 / قوله تعالى : ( الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ* وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيَِّاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) (الآية: 1 - 2).
6 . ابن مردويه، عن عليّ (ع) قال: سورة محمّد« آية فينا وآية في بني أُمية.(6) ( وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَلَكُمْ) (الآية: 30). 7 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ)
قال: ببغضهم عليّ بن أبي طالب2.(7) ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَآقُّواْ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيًْا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَلَهُمْ) (الآية: 32). 9 . ابن مردويه، عن أبي جعفر في قوله تعالى: ( وَشَآقُّواْ الرَّسُولَ مِنم بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)
قال: في أمر عليّ.(9) 6 / قوله تعالى : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) (الآية: 1). 10 . ابن مردويه، عن أنس، في قوله تعالى:
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا)
، قال: فتح خيبر.(10) ( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا) (الآية: 29). 12 . ابن مردويه، عن ابن عباس - في حديث -:
( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا)
عليّ.(12)
( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا)
أنّها نزلت في عليّ.(13) ( فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) (الآية: 29).
14 . ابن مردويه، عن الحسن (البصري) قال: استوى الإسلام بسيف عليّ(ع).(14) ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) (الآية: 29). 16 . ابن مردويه، عن ابن عباس:
( لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)
بعليّ.(16) 10 / قوله تعالى : ( أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (الآية: 24).
18 . ابن مردويه، عن عباية بن ربعي، أنّ المأمورَيْن بالإلقاء النبيّ وعليّ.(18) 11 / قوله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى) (الآيات: 4-1).
19 . ابن مردويه، عن حبّة العرني قال: إن رسول اللَّه(ص) حيث أمر بسدّ الأبواب عن المسجد إلّا باب عليّ قال بعضهم: أخرجَ عباساً وأبابكر وعمر وعثمان وغيرهم، وأحلّ محلّه ابن عمه. ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى).(19)
20 . ابن مردويه، عن أبي الحمراء وحبّة العرني قالا: أمر
رسول الله (ص) أن تُسدّ الأبواب الّتي في المسجد. فشق عليهم. ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى).(20) 12 / قوله تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ) (الآية: 54 - 55).
21 . ابن مردويه، عن جابر بن عبداللَّه قال: كنا عند رسول اللَّه(ص) فتذاكر أصحابنا الجنّة، فقال رسول اللَّه(ص): «إن أوّل أهل الجنّة دخولاً إليها عليّ بن أبي طالب»(ع). ( فِى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِم).(21) 13 / قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّايَبْغِيَانِ * فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) (الآيات: 22-19). 22 . ابن مردويه، عن أنس بن مالك في قوله تعالى: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: عليّ وفاطمة - رضي اللَّه عنهما - ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)
قال: الحسن والحسين - رضي اللَّه عنهما -.(22) ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: عليّ وفاطمة - رضياللَّهعنهما -. ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) قال:النبيّ. ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)
قال: الحسن والحسين - رضي اللَّه عنهما-.(23) 14 / قوله تعالى : ( وَالسَّبِاقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئكَ الْمُقَرَّبُونَ) (الآية: 11-10). 24 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: سألت رسول اللَّه عن قوله تعالى: ( وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ)
فقال«: «قال لي جبرئيل: ذلك عليّ».(24) ( وَالسَّابِقُونَ السَّباِقُونَ)
قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعليّ بن أبي طالب2 سبق إلى
رسول الله (ص) .(26)
قال: نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار الّذي ذكر في يس، وعليّ بن أبي طالب
(ع)، وكلّ رجل سابق أُمّته، وعليّ أفضلهم سبقاً.(28) 15 / قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) (الآية: 19).
29 . ابن مردويه، أخبرنا جدّي، أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى، حدّثنا محمّد بن عثمان بن سعيد، حدّثنا الحسن بن عبدالرحمان بن أبيليلى، حدّثنا أبي، عن أبي ليلى، عن عيسى بن عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي ليلى قال: قال رسول اللَّه(ص): «الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزبيل مؤمن آل فرعون، وعليّ بن أبي طالب الثالث، وهو أفضلهم».(29) 16 / قوله تعالى : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) (الآية: 12).
30 . ابن مردويه، عن عليّ (ع) قال: ما عمل بها أحد غيري حتّى نسخت، وماكانت إلّا ساعة. يعني: آية النجوى.(30) ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم. فكنت كلّما ناجيت النبي (ص) قدّمت بين يدي درهماً. ثمّ نُسخت، فلم يعمل بها أحد، فنزلت: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرُ بِمَا تَعْمَلُونَ).(31) 32 . ابن مردويه، عن مجاهد قال: لقد نزلت آية ما عمل بها أحد قبل عليّ، وما عمل بها أحد بعده: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ).
كان عنده دينار، فصرّفه بعشرة دراهم، فكان كلّما ناجى النبيّ تصدق بدرهم حتّى نفذت. ثمّ نسخت.(32) ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) الآية، قال لي النبي (ص) : «ما ترى؟ ديناراً». قلت: لايطيقونه. قال: «فنصف دينار؟» قلت: لايطيقونه. قال: «فكم؟» قلت: شعيرة. قال: «إنّك لزهيد». قال: فنزلت: ( ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة)
الآية. قال: فبي خفّف اللَّه عن هذه الأُمة.(34) 17 / قوله تعالى : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ) (الآية: 14).
35 . ابن مردويه، بثلاثة طرق، عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين، عن جعفربن محمّد(ع) قال: أشهد لقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين ابنعليّ(ع) قال: لمّا جاءت الأنصار تبايع رسول اللَّه على العقبة قال: «قم يا عليّ»، فقال عليّ: على ما أبايعهم يا رسول اللَّه؟ قال: «على أن يُطاع اللَّه فلا يعصى، وعلى أن يمنعوا رسول اللَّه وأهل بيته وذريّته مما يمنعون منه أنفسهم وذراريهم»، ثمّ إنّه كان الّذي كتب الكتاب بينهم.(35) 18 / قوله تعالى : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاه وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (الآية: 4). 36 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)
قال: هو عليّ بن أبي طالب2.(36) ( وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)
عليّ بن أبي طالب2».(37) ( يَوْمَ لَايُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ) (الآية:8). 38 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: أوّل من يُكسى من حلل الجنّة إبراهيم(ع)، لخلّته من اللَّه تعالى، ثمّ محمّد«؛ لأنّه صفوة اللَّه، ثمّ عليّ يزفّ بينهما إلى الجنان زفّاً. ثمّ قرأ: ( يَوْمَ لَايُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ).(38)
39 . ابن مردويه، حدّثنا جدي، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن جرير ابنيزيد، حدّثنا محمّد بن عيسى الدامغاني، حدّثنا محمّد بن حسان، عن أبي الأحوص، عن زبيد الأيامي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: 20 / قوله تعالى : ( لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ) (الآية: 12). 40 . ابن مردويه، عن بريدة قال: لمّا نزلت: ( وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ)
قال رسول اللَّه: «يا عليّ، فأنت واعية».(40) 42 . ابن مردويه، عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (ص) لعليّ: «أمرني ربّي أن أدنيك ولاأقصيك، وأن أعلّمك، وأن تسمع وتعي». قال: فنزلت: ( وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ).
قال عليّ: فما سمعت من نبي اللَّه كلاماً إلّا وعيته وحفظته، فلم أنسه.(42) ( وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ)
قال رسول الله (ص) : «سألت ربّي أن يجعلها أُذن عليّ». قال مكحول: فكان
عليّ (ع) يقول: ما سمعت من رسول الله (ص) شيئاً فنسيته.(43)
قال: قال رسول الله (ص) : «سألت اللَّه أن يجعلها أُذنك يا عليّ». فما سمعت من
رسول الله (ص) شيئاً فنسيته.(44)
ثمّ أقبل على عليّ فقال: «إنّي سألت اللَّه أن يجعلها أُذنك». وكان عليّ يقول: ما سمعت من نبي اللَّه كلاماً إلّا وعيته وحفظته، فلم أنسه(45). 46 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَبَهُ بِيَمِينِهِ)
هو عليّ بن أبي طالب.(46)
قال: هو عليّ بن أبي طالب.(47) 22 / قوله تعالى : ( سَأَلَ سَآئلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) (الآية: 1). 48 . ابن مردويه، عن سفيان بن عيينة، أنّه سُئل عن قول اللَّه ( سَأَلَ سَآئلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)(48) فيمن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسئلة ما سألني عنها أحد قبلك. حدّثني جعفر بن محمّد عن آبائه: أنّ رسول الله (ص) لمّا كان بغدير خمنادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فشاعذلك وطار في البلاد، فبلغذلك الحارثبنالنعمان الفهري، فأتى رسول الله (ص) على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها، فقال: يا محمّد، أمرتنا عناللَّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللَّهوأنّك رسول اللَّه فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاةفقبلنا، وأمرتنا أننصوم شهراً فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضله علينا! وقلت: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من اللَّه؟ فقال له النبي (ص) : «والّذي لا إله إلّا هو إن هذا من اللَّه»، فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته وهو يقول: اللهمّ إن كان مايقوله محمّد حقاً، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم! فما وصل إلى راحلته حتّى رماه اللَّه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل اللَّه: ( سَأَلَ سَآئلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ* لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).(49) 23 / قوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (الآية: 8).
49 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب2 وفاطمة بنت
رسول الله (ص) .(50) (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
قال: نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب(ع) وفاطمة بنت رسول اللَّه(ص)، ظلّا صائمين حتّى إذا كان آخر النهار واقترب الإفطار قامت فاطمة(س) إلى شيء من طحين كان عندها فخبزته قرص ملة، وكان عندها «نحي» فيه شيء من سمن قليل، فأدّمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها إفطارهما، فأقبل مسكين رافع صوته ينادي: المسكين الجائع المحتاج، فهتف على بابهم فقال عليّ(ع) لفاطمة: عندك شيء تطعمينه هذا المسكين؟ ( وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(51).
فقامت فاطمة(س) بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم ممّا في حضنها، فلم تجز بعيداً حتّى أقبل أسير من اُسراء المشركين ينادي: الأسير الغريب المسكين الجائع، فلمّا نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبي من حضنها، أقبل إليها فقال: يا أمة اللَّه أطعميني ممّا أراك تطعمينه هذا الصبي. 24 / قوله تعالى : (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا) (الآية: 12). 51. ابن مردويه، أنّه قال سعيد بن المسيب: كان عليّ يقرأ: (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا) قال: فوالّذي نفسي بيده، لتخضبنّ هذهِ من هذا، وأشار إلى لحيته ورأسه(52). 52. ابن مردويه، عن عليّ قال: قال لي رسول الله (ص) : «يا عليّ، مَن أشقى الأوّلين؟» قلت: عاقر الناقة. قال: «صدقت». قال: «فمن أشقى الآخرين؟» قلت: لا أدري. قال: «الّذي يضربك على هذه، كما أن عاقر الناقة أشقى بني فلان من ثمود». ونسبه« إلى فخذه الأدنى دون ثمود، أو كما قال«.(53) 25 / قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (الآية:7). 53 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية: (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ أُوْلَل-ِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، قال رسول الله (ص) لعليّ (ع): «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين»(54). 54 . ابن مردويه، عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذه الآية، قال« لعليّ: «هو أنت وشيعتك. تأتي يوم القيامة أنت وشيعتك راضين مرضيين. ويأتي عداك غضاباً مقمحين». فقال عليّ: يا رسول اللَّه مَن عدوّي؟ قال: «من تبرّأ منكَ ولعنكَ». ثمّ قال رسول الله (ص) : «من قال: رحم اللَّه عليّاً رحمه اللَّه»(55). 55 . ابن مردويه، عن ابن عباس، أن النبي (ص) قال: لعليّ: «جاء خير البريّة، أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين».(56). 56. ابن مردويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن السري، حدّثنا المنذر بن محمّد ابنالمنذر، حدّثني أبي، حدّثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر، حدّثني يزيد بن شراحيل الأنصاري -كاتب عليّ7- قال: سمعت عليّاً(ع) يقول: حدّثني رسول اللَّه9 وأنا مسنده إلى صدري فقال: «أي عليّ! ألم تسمع قول اللَّه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ أُوْلَل-ِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)! أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأُمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين».(57) 26 / قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنساَنَ لَفِى خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) (الآيات: 1 - 3). 57 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَنَ لَفِى خُسْرٍ) يعني: أباجهل بن هشام. (إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ) عليّاً وسلمان.(58) 27 / قوله تعالى : (وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ) (الآية: 3). 58 . ابن مردويه، عن ابن عبّاس2 قال: (وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ) نزلت في عليّبن أبي طالب.(59) 28 / قوله تعالى : (إِنَّآ أَعْطَيْنَكَ الْكَوْثَرَ) (الآية: 1). 59 . ابن مردويه، عن أنس، قال: دخلت على رسول الله (ص) فقال: «قد أُعطيتُ الكوثر». قلت: يا رسول اللَّه، ما الكوثر؟ قال: «نهر في الجنّة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لايشرب منه أحد فيظمأ، ولايتوضأ منه أحد فيتشعث أبداً، لايشرب منه من أخفر ذمتي، ولامن قتل أهل بيتي».(60) 29 / قوله تعالى : (إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا) (الآيات: 1 - 3). 60 . ابن مردويه، عن عليّ قال: لمّا نزلت هذه السورة على النبي (ص) (إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) أرسل النبي (ص) إلى عليّ فقال: «يا عليّ، إنّه قد جاء نصر اللَّه والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين اللَّه أفواجاً، فسبحت ربّي بحمده، واستغفرت ربّي إنّه كان توّاباً، إنّ اللَّه قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف نقاتلهم وهم يقولون قد آمنا؟ قال: «على إحداثهم في دينهم، وهلك المحدّثون في دين اللَّه»(61).
*** |
الهوامش |
1 . مفتاح النجا، ص 41. |