الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد العاشر

 

٣١٧ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

٥٦٩١ ـ العلاّمة الأمينى فى الغدير : لم أرَ فى التاريخ قبل مولانا أمير المؤمنين مَن عرض نفسه لمعضلات المسائل وكراديس الأسئلة ، ورفع عَقِيرته(١) بجأش رابط بين الملأ العلمى بقوله : سلونى ، إلاّ صنوه النبىّ الأعظم ; فإنّه  ½ كان يكثر من قوله : "سلونى عمّا شئتم" ، وقوله : "سلونى ، سلونى" ، وقوله : "سلونى ، ولا تسألونى عن شىء إلاّ أنبأتكم به" . فكما ورث أمير المؤمنين علمه  ½ ورث مكرمته هذه وغيرها ، وهما صنوان فى المكارم كلّها .

وما تفوّه بهذا المقال أحد بعد أمير المؤمنين  ¼ إلاّ وقد فُضح ووقع فى رَبِيكة(٢) ، وأماط بيده الستر عن جهله المطبق ، نظراء :

١ ـ إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومى


(١) العَقِيْرة : الصَّوْت (النهاية : ٣ / ٢٧٥) .
(٢) يقال : إرْتَبَك الرجُلُ فى الأمر : أى نَشِب فيه ولم يَكَدْ يتخلّص منه . وارْتَبَك فى كلامه : تَتَعْتَعَ (انظر لسان العرب : ١٠ / ٤٣١) .

 ٣١٨ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

القرشى والى مكّة والمدينة والموسم لهشام بن عبد الملك ، حجّ بالناس سنة (١٠٧) ، وخطب بمني ، ثمّ قال : سلونى ; فأنا ابن الوحيد ، لا تسألوا أحداً أعلم منّى !

فقام إليه رجل من أهل العراق ، فسأله عن الاُضحيّة أ واجبة هى ؟ فما دري أىّ شىء يقول له ، فنزل عن المنبر(١) .

٢ ـ مقاتل بن سليمان : قال إبراهيم الحربى : قعد مقاتل بن سليمان فقال : سلونى عمّا دون العرش إلي لويانا(٢) !

فقال له رجل : آدم حين حجَّ مَن حلَق رأسه ؟

قال : فقال له : ليس هذا من عملكم ، ولكنّ الله أراد أن يبتلينى بما أعجبتنى نفسى !(٣)

٣ ـ قال سفيان بن عيينة : قال مقاتل بن سليمان يوماً : سلونى عمّا دون العرش !

فقال له إنسان : يا أبا الحسن ، أرأيت الذرّة أو النملة أمعاؤها فى مقدّمها أو مؤخّرها ؟

قال : فبقى الشيخ لا يدرى ما يقول له . قال سفيان : فظننت أنّها عقوبة عوقب بها(٤) .


(١) راجع : تاريخ دمشق : ٧ / ٢٦١ / ٥٣٥ وتاريخ الطبرى : ٧ / ٥٣ .
(٢) كذا فى المصدر .
(٣) راجع : تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٣ / ٧١٤٣ وتهذيب الكمال : ٢٨ / ٤٤٧ / ٦١٦١ .
(٤) راجع : تاريخ بغداد : ١٣ / ١٦٦ / ٧١٤٣ وتهذيب الكمال : ٢٨ / ٤٤٧ / ٦١٦١ .

 ٣١٩ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

٤ ـ قال موسي بن هارون الحمّال : بلغنى أنّ قتادة قدم الكوفة ، فجلس فى مجلس له وقال : سلونى عن سنن رسول الله  ½ حتي اُجيبكم .

فقال جماعة لأبى حنيفة : قم إليه فسلْه . فقام إليه فقال : ما تقول يا أبا الخطّاب فى رجل غاب عن أهله فتزوّجت امرأته ، ثمّ قدم زوجها الأوّل فدخل عليها وقال : يا زانية ، تزوّجت وأنا حىّ ؟ ! ثمّ دخل زوجها الثانى فقال لها : تزوّجت يا زانية ولك زوج ؟ ! كيف اللعان ؟

فقال قتادة : قد وقع هذا ؟

فقال له أبو حنيفة : وإن لم يقع نستعدّ له !

فقال له قتادة : لا اُجيبكم فى شىء من هذا ; سلونى عن القرآن .

فقال له أبو حنيفة : ما تقول فى قوله عزّ وجلّ : ³ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ  ²  (١) ; من هو ؟

قال قتادة : هذا رجل من ولد عمّ سليمان بن داود ; كان يعرف اسم الله الأعظم .

فقال أبو حنيفة : أ كان سليمان يعلم ذلك الاسم ؟

قال : لا .

قال : سبحان الله ! ويكون بحضرة نبىّ من الأنبياء من هو أعلم منه ؟ !

قال قتادة : لا اُجيبكم فى شىء من التفسير ; سلونى عمّا اختلف الناس فيه .

فقال له أبو حنيفة : أ مؤمن أنت ؟

قال : أرجو .


(١) النمل : ٤٠ .

 ٣٢٠ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

قال له أبو حنيفة : فهلاّ قلت كما قال إبراهيم فيما حكي الله عنه حين قال له : ³ أَوَ لَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ  ²  (١) .

قال قتادة : خذوا بيدى ; والله لا دخلت هذا البلد أبداً !(٢)

٥ ـ وحكى عن قتادة أنّه دخل الكوفة فاجتمع عليه الناس ، فقال : سلوا عمّا شئتم ، وكان أبو حنيفة حاضراً وهو يومئذ غلام حدث ، فقال : سلوه عن نملة سليمان أ كانت ذكراً أم اُنثي ؟ فسألوه فاُفحم .

فقال أبو حنيفة : كانت اُنثي . فقيل له : كيف عرفت ذلك ؟ فقال : من قوله تعالي : ³ قَالَتْ  ²  (٣) ، ولو كانت ذكراً لقال : قال نملة ; مثل الحمامة والشاة فى وقوعها علي الذكر والاُنثي(٤) .

٦ ـ قال عبيد الله بن محمّد بن هارون : سمعت الشافعى بمكّة يقول : سلونى عمّا شئتم اُحدّثكم من كتاب الله وسنّة نبيّه .

فقيل : يا أبا عبد الله ، ما تقول فى محرم قتل زنبوراً ؟

قال : ³ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ  ²  (٥) (٦) (٧) .


(١) البقرة : ٢٦٠ .
(٢) راجع : الانتقاء لإبن عبد البرّ : ١٥٦ .
(٣) النمل : ١٨ .
(٤) راجع : حياة الحيوان الكبري : ٢ / ٣٦٨ والكشّاف : ٣ / ١٣٧ وفيض القدير : ٤ / ٦٧٣ وبحار الأنوار : ١٤ / ٩٥ .
(٥) الحشر : ٧ .
(٦) راجع : تذكرة الحفّاظ : ٢ / ٧٥٥ / ٧٥٦ والسنن الكبري : ٥ / ٣٤٧ / ١٠٠٥٥ .
(٧) الغدير : ٦ / ١٩٥ .

 ٣٢١ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

٥٦٩٢ ـ قال زين الدين العاملى فى الصراط المستقيم : ممّا سمعناه مذاكرةً أنّ ابن الجوزى قال علي المنبر : سلونى قبل أن تفقدونى . فسألته امرأة عمّا روى أنّ عليّاً سار فى ليلة إلي سلمان فجهّزه ورجع .

فقال : روى ذلك .

قالت : وعثمان تمّ ثلاثة أيّام منبوذاً فى مزابل البقيع ، وعلىّ حاضر ؟

قال : نعم .

قالت : فقد لزم الخطأ لأحدهما !

فقال : إن كنت خرجت من بيتك بغير إذن بعلك فعليك لعنة الله وإلاّ فعليه !

فقالت : خرجت عائشة إلي حرب علىّ بإذن النبىّ أو لا ؟ ! فانقطع(١) .

راجع : القسم الثالث عشر / إخباره بالأمور الغيبيّة .


(١) الصراط المستقيم : ١ / ٢١٨ .


إرجاعات 
١٠٧ - المجلد الحادي عشر / القسم الثالث عشر : آيات الإمام عليّ / الفصل الثالث : إخباره بالاُمور الغيبيّة

 ٣٢٢ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / خزى من قال : "سلونى" غير النبىّ والإمام

 ٣٢٣ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

٥٦٩٣ ـ نهج البلاغة : قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيّكم حتي اختلفتم فيه !

فقال  ¼ له : إنّما اختلفنا عنه لا فيه(١) ، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتي قلتم لنبيّكم : ³ اجْعَل لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ  ²  (٢) ! (٣)

٥٦٩٤ ـ نهج البلاغة : سئل  ¼ : كيف يحاسب الله الخلق علي كثرتهم ؟ !

فقال  ¼ : كما يرزقهم علي كثرتهم .

فقيل : كيف يحاسبهم ولا يرونه ؟

فقال  ¼ : كما يرزقهم ولا يرونه(٤) .


(١) أى فى أخبار وردت عنه ، لا فى صدق نبوّته .
(٢) الأعراف : ١٣٨ .
(٣) نهج البلاغة : الحكمة ٣١٧ ، الأمالى للسيّد المرتضي : ١ / ١٩٨ وراجع جواهر المطالب : ١ / ٢٥٩ .
(٤) نهج البلاغة : الحكمة ٣٠٠ ، الأمالى للسيّد المرتضي : ١ / ١٠٣ ، روضة الواعظين : ٤١ ، بحار الأنوار : ٧ / ٢٧١ / ٣٧ .

 ٣٢٤ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

٥٦٩٥ ـ الأمالى للسيّد المرتضي : قال له  ¼ ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين السماء والأرض ؟

قال : دعوة مستجابة(١) .

٥٦٩٦ ـ نهج البلاغة : سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ، فقال  ¼ : مسيرة يوم للشمس(٢) .

٥٦٩٧ ـ الغارات عن أبى عمرو الكندى ـ فى ذكر أسئلة ابن الكوّاء منه  ¼ ـ :

قال [ ابن الكوّاء ] : فكم بين السماء والأرض ؟

قال : مدّ البصر ، ودعوة بذكر الله فيُسمع . لا نقول غير ذلك ; فاسمع ، لا أقول غير ذلك(٣) .

٥٦٩٨ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ حين قال له ابن الكوّاء : يا أمير المؤمنين ، كم بين موضع قدمك إلي عرش ربّك ؟ قال ـ : ثكلتك اُمّك يابن الكوّاء ! سل متعلّماً ولا تسأل متعنّتاً ; مِن موضع قدمى إلي عرش ربّى أن يقول قائل مخلصاً : لا إله إلاّ الله(٤) .

٥٦٩٩ ـ عنه  ¼ ـ فى جواب سائل ـ : أمّا الابن الذى أكبرُ من أبيه وله ابن أكبر منه فهو عزير ; بعثه الله وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشر سنين(٥) .


(١) الأمالى للسيّد المرتضي : ١ / ١٩٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٨٣ ، بحار الأنوار : ١٠/٨٤/٥ .
(٢) نهج البلاغة : الحكمة ٢٩٤ ، الغارات : ١ / ١٨٠ ، بحار الأنوار : ٥٨ / ١٦٦ / ٢٥ .
(٣) الغارات : ١ / ١٨٠ ، بحار الأنوار : ٥٨ / ٩٣ / ١٣ ، نهج السعادة : ٢ / ٦٣٢ / ٣٤٢ ; كنز العمّال : ١٣ / ١٦١ / ٣٦٤٩٢ نقلا عن ابن منيع عن زاذان وفيهما "قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك" .
(٤) الاحتجاج : ١ / ٦١٤ / ١٣٩ ، بحار الأنوار : ١٠ / ١٢٢ / ٢ .
(٥) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٣٨٥ ، الصراط المستقيم : ٢ / ١٩ نحوه ، بحار الأنوار : ١٠ / ٨٨ / ٧ وراجع تفسير العيّاشى : ١ / ١٤١ / ٤٦٨ .

 ٣٢٥ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

٥٧٠٠ ـ خصائص الأئمّة (ع) : قال كعب الأحبار : . . .أخبرنى يا أبا الحسن عمّن لا أب له ، وعمّن لا عشيرة له ، وعمّن لا قبلة له ؟

قال : أمّا من لا أب له فعيسي  ¼ ، وأمّا [من](١) لا عشيرة له فآدم  ¼ ، وأما من لا قبلة له فهو البيت الحرام ; هو قبلة ولا قبلة لها .

هات يا كعب .

فقال : أخبرنى يا أبا الحسن عن ثلاثة أشياء لم ترتكض فى رحم ولم تخرج من بدن ؟

فقال  ¼ : هى عصا موسي  ¼ ، وناقة ثمود ، وكبش إبراهيم .

ثمّ قال : هات يا كعب .

فقال : يا أبا الحسن ، بقيت خصلة ; فإن أنت أخبرتنى بها فأنت أنت ! قال : هلمّها يا كعب .

قال : قبرٌ سار بصاحبه ؟

قال : ذلك يونس بن متّي إذ سجنه الله فى بطن الحوت(٢) .

٥٧٠١ ـ تذكرة الخواصّ عن ابن المسيّب : كتب ملك الروم إلي عمر : . . . أمّا بعد ; فإنّى مُسائلك عن مسائل ، فأخبرنى عنها : ما شىء لم يخلقه الله ؟ وما شىء لا يعلمه الله ؟ و. . . فقرأ علىٌ  ¼ الكتاب ، وكتب فى الحال خلفه : بسم الله الرحمن الرحيم ، . . . أمّا الذى لا يعلمه الله فقولكم : له ولد وصاحبة وشريك ; ³ مَا اتَّخَذَ


(١) إضافة يقتضيها السياق .
(٢) خصائص الأئمّة (ع) : ٨٩ وراجع الخصال : ٤٥٦ / ١ وبحار الأنوار : ١٠ / ٣ / ١ .

 ٣٢٦ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ  ²  (١) ; ³ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ  ²  (٢) .

وأمّا الذى ليس عند الله : فالظلم ; ³ وَمَا رَبُّكَ بِظَـلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ  ²  (٣) .

وأمّا الذى كلّه فم : فالنار تأكل ما يُلقي فيها .

وأمّا الذى كلّه رجل : فالماء .

وأمّا الذى كلّه عين : فالشمس .

وأمّا الذى كلّه جناح : فالريح .

وأمّا الذى لا عشيرة له : فآدم  ¼ .

وأمّا الذين لم يحمل بهم رحم : فعصا موسي ، وكبش إبراهيم ، وآدم ، وحوّاء .

وأمّا الذى يتنفّس من غير روح : فالصبح ; لقوله تعالي : ³ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ  ²  (٤) . . . .

وأمّا الظاعِن(٥) : فطور سيناء(٦) ; لمّا عصت بنو إسرائيل ، وكان بينه وبين الأرض المقدّسة أيّام ، فقلع الله منه قطعة وجعل لها جناحين من نور ، فنَتَقَه(٧)


(١) المؤمنون : ٩١ .
(٢) الإخلاص : ٣ .
(٣) فصّلت : ٤٦ .
(٤) التكوير : ١٨ .
(٥) اسم فاعل من ظَعَن يظْعَن : أى ذَهَب وسارَ (انظر لسان العرب : ١٣ / ٢٧٠) .
(٦) طُور سَيْناء : سينا ـ بفتح السين أو كسرها ـ اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال : طُور سَيْناء ، الجبل الذى كلّم الله تعالي عليه موسي بن عمران  ¼ (معجم البلدان : ٣ / ٣٠٠) .
(٧) النَّتْق : أن تَقْلَع الشيءَ فتَرفَعه من مكانه لِتَرمى به (النهاية : ٥ / ١٣) .

 ٣٢٧ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

عليهم ; فذلك قوله : ³ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُـلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ  ²  (١) ، وقال لبنى إسرائيل : إن لم تؤمنوا وإلاّ أوقعته عليكم ، فلمّا تابوا ردّه إلي مكانه .

وأمّا المكان الذى لم تطلع عليه الشمس إلاّ مرّة واحدة : فأرض البحر لمّا فلقه الله لموسي  ¼ ، وقام الماء أمثال الجبال ، ويبست الأرض بطلوع الشمس عليها ، ثمّ عاد ماء البحر إلي مكانه .

وأمّا الشجرة التى يسير الراكب فى ظلّها مائة عام : فشجرة طوبي ; وهى سدرة المنتهي فى السماء السابعة ، إليها ينتهى أعمال بنى آدم ، وهى من أشجار الجنّة ، ليس فى الجنّة قصر ولا بيت إلاّ وفيه غصن من أغصانها . ومثلها فى الدنيا الشمس أصلها واحد وضوؤها فى كلّ مكان .

وأمّا الشجرة التى نبتت من غير ماء : فشجرة يونس ، وكان ذلك معجزة له ; لقوله تعالي : ³ وَأَ نْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ  ²  (٢) .

وأمّا غذاء أهل الجنّة : فمثلهم فى الدنيا الجنين فى بطن اُمّه ; فإنّه يغتذى من سرّتها ولا يبول ولا يتغوّط .

وأمّا الألوان فى القصعة الواحدة : فمثله فى الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان .

وأمّا الجارية التى تخرج من التفّاحة : فمثلها فى الدنيا الدودة تخرج من التفّاحة ولا تتغيّر .

وأمّا الجارية التى تكون بين اثنين : فالنخلة التى تكون فى الدنيا لمؤمن مثلى


(١) الأعراف : ١٧١ .
(٢) الصافّات : ١٤٦ .

 ٣٢٨ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

ولكافر مثلك ، وهى لى فى الآخرة دونك ; لأنّها فى الجنّة وأنت لا تدخلها !

وأمّا مفاتيح الجنّة : فلا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله .

قال ابن المسيّب : فلمّا قرأ قيصر الكتاب قال : ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة !(١)

٥٧٠٢ ـ بحار الأنوار : قضي [علىّ  ¼ ] بالبصرة لقوم حدّادين اشتروا باب حديد من قوم ، فقال أصحاب الباب : كذا وكذا منّاً ، فصدّقوهم وابتاعوه ، فلمّا حملوا الباب علي أعناقهم قالوا للمشترى : ما فيه ما ذكروه من الوزن ، فسألوهم الحطيطة فأبوا ، فارتجعوا عليهم ، فصاروا إلي أمير المؤمنين  ¼ ، فقال : أدلّكم ; احملوه إلي الماء . فحُمل فطُرح فى زورق صغير وعُلّم علي الموضع الذى بلغه الماء . ثمّ قال : أرجِعوا مكانه تمراً موزوناً . فما زالوا يطرحون شيئاً بعد شىء موزوناً حتي بلغ الغاية . قال : كم طرحتم ؟ قالوا : كذا وكذا منّاً ورطلا . قال  ¼ : وزنه هذا(٢) .

٥٧٠٣ ـ الفضائل : روى أنّ امرأة تركت طفلاً ابن ستّة أشهر علي سطح ، فمشي الصبىّ يحبو حتي خرج من السطح وجلس علي رأس الميزاب ، فجاءت اُمّه علي السطح فما قدرت عليه ، فجاؤوا بسلّم ووضعوه علي الجدار فما قدروا علي الطفل ; من أجل طول الميزاب وبعده عن السطح ، والاُمّ تصيح وأهل الصبىّ كلّهم يبكون ، وكان فى أيّام عمر بن الخطّاب ، فجاؤوا إليه فحضر مع القوم فتحيّروا فيه ، وقالوا : ما لهذا إلاّ علىّ بن أبى طالب ! فحضر علىّ  ¼ ، فصاحت اُمّ الصبىّ


(١) تذكرة الخواصّ : ١٤٥ ; الغدير : ٦ / ٢٤٨ عن ابن المسيّب .
(٢) بحار الأنوار : ٤٠ / ٢٨٦ / ٤٥ نقلا عن كتاب صفوة الأخبار .

 ٣٢٩ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

فى وجهه ، فنظر أمير المؤمنين إلي الصبىّ ، فتكلّم الصبىّ بكلام لا يعرفه أحد ، فقال  ¼ : أحضِروا هاهنا طفلاً مثله ، فأحضروه ، فنظر بعضهما إلي بعض وتكلّم الطفلان بكلام الأطفال ، فخرج الطفل من الميزاب إلي السطح ، فوقع فرح فى المدينة لم يُرَ مثله(١) .


(١) الفضائل لإبن شاذان : ٥٦ ، بحار الأنوار : ٤٠ / ٢٦٧ / ٣٦ .

 ٣٣٠ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب الحادى عشر : سرعة البديهة

 ٣٣١ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / كلام ابن أبى الحديد فى علوم الإمام

قال ابن أبى الحديد فى مقدّمة شرح نهج البلاغة : قد عرفت أنّ أشرف العلوم هو العلم الإلهى ; لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم ، ومعلومه أشرف الموجودات ، فكان هو أشرف العلوم . ومن كلامه  ¼ اقتبس ، وعنه نقل ، وإليه انتهي ، ومنه ابتدأ .

فإنّ المعتزلة ـ الذين هم أهل التوحيد والعدل ، وأرباب النظر ، ومنهم تعلّم الناس هذا الفنّ ـ تلامذته وأصحابه ; لأنّ كبيرهم واصل بن عطاء تلميذُ أبى هاشم عبد الله بن محمّد ابن الحنفيّة ، وأبو هاشم تلميذ أبيه ، وأبوه تلميذه  ¼ .

وأمّا الأشعريّة : فإنّهم ينتمون إلي أبى الحسن علىّ بن إسماعيل بن أبى بشر الأشعرى ، وهو تلميذ أبى علىّ الجبّائى ، وأبو علىّ أحد مشايخ المعتزلة ، فالأشعرية ينتهون بأخرة إلي اُستاذ المعتزلة ومعلّمهم ، وهو علىّ بن أبى طالب  ¼ .

وأمّا الإماميّة والزيديّة فانتماؤهم إليه ظاهر .

ومن العلوم علم الفقه ، وهو  ¼ أصله وأساسه ، وكلّ فقيه فى الإسلام فهو عيال

 ٣٣٢ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / كلام ابن أبى الحديد فى علوم الإمام

عليه ، ومستفيد من فقهه .

أمّا أصحاب أبى حنيفة ، كأبى يوسف ومحمّد وغيرهما ، فأخذوا عن أبى حنيفة .

وأمّا الشافعى فقرأ علي محمّد بن الحسن ، فيرجع فقهه أيضاً إلي أبى حنيفة .

وأمّا أحمد بن حنبل فقرأ علي الشافعى ، فيرجع فقهه أيضاً إلي أبى حنيفة ، وأبو حنيفة قرأ علي جعفر بن محمّد  ¼ ، وقرأ جعفر علي أبيه  ¼ ، وينتهى الأمر إلي علىّ  ¼ .

وأمّا مالك بن أنس فقرأ علي ربيعة الرأى ، وقرأ ربيعة علي عِكْرمة ، وقرأ عكرمة علي عبد الله بن عبّاس ، وقرأ عبد الله بن عبّاس علي علىّ بن أبى طالب . وإن شئت فرددت إليه فقه الشافعى بقراءته علي مالك كان لك ذلك .

فهؤلاء الفقهاء الأربعة .

وأمّا فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر . وأيضاً فإنّ فقهاء الصحابة كانوا : عمر بن الخطّاب ، وعبد الله بن عبّاس ; وكلاهما أخذ عن علىّ  ¼ .

وأمّا ابن عبّاس فظاهر ، وأمّا عمر فقد عرف كلّ أحد رجوعه إليه فى كثير من المسائل التى أشكلت عليه وعلي غيره من الصحابة ، وقوله غير مرّة : "لولا علىّ لهلك عمر !" ، وقوله : "لا بقيتُ لمعضلة ليس لها أبو الحسن !" ، وقوله : "لا يُفتِينَّ أحد فى المسجد وعلىّ حاضر" .

فقد عُرف بهذا الوجه أيضاً انتهاء الفقه إليه .

وقد روت العامّة والخاصّة قوله  ½ : "أقضاكم علىّ" . والقضاء هو الفقه ، فهو إذاً أفقههم .

 ٣٣٣ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / كلام ابن أبى الحديد فى علوم الإمام

وروي الكلّ أيضاً أنّه  ¼ قال له وقد بعثه إلي اليمن قاضياً : "اللهمّ اهدِ قلبه ، وثبِّت لسانه" . قال : فما شككتُ بعدها فى قضاء بين اثنين .

وهو  ¼ الذى أفتي فى المرأة التى وضعت لستّة أشهر ، وهو الذى أفتي فى الحامل الزانية ، وهو الذى قال فى المِنْبريّة(١) : "صار ثُمنها تُسعاً" . وهذه المسألة لو فكّر الفَرَضى(٢) فيها فكراً طويلا لاستُحسن منه بعد طول النظر هذا الجواب ، فما ظنّك بمن قاله بديهةً ، واقتضبه ارتجالاً !

ومن العلوم علم تفسير القرآن ، وعنه اُخذ ، ومنه فرّع . وإذا رجعت إلي كتب التفسير علمت صحّة ذلك ; لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عبّاس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس فى ملازمته له وانقطاعه إليه ، وأنّه تلميذه وخرّيجه . وقيل له : أين علمك من علم ابن عمّك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلي البحر المحيط .

ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوّف ، وقد عرفت أنّ أرباب هذا الفنّ فى جميع بلاد الإسلام إليه ينتهون ، وعنده يقفون . وقد صرّح بذلك الشِّبْلى ، والجُنَيد ، وسَرِىّ ، وأبو يزيد البسْطامى ، وأبو محفوظ معروف الكرخى ، وغيرهم .

ويكفيك دلالة علي ذلك ، الخِرقة التى هى شعارهم إلي اليوم ، وكونهم يسندونها بإسناد متّصل إليه  ¼ .

ومن العلوم علم النحو والعربيّة ، وقد علم الناس كافّة أنّه هو الذى ابتدعه


(١) راجع : علم الحساب .
(٢) هو الذى يعرف الفرائض (لسان العرب : ٧ / ٢٠٢) .


إرجاعات 
٢٩٧ - المجلد العاشر / القسم الحادي عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / الباب السابع : علم الحساب

 ٣٣٤ - المجلد العاشر / القسم الحادى عشر : علوم الإمام علي‏ / الفصل الرابع : قبسات من علمه / القبس الثالث : الفروع المختلفة من العلوم / كلام ابن أبى الحديد فى علوم الإمام

وأنشأه ، وأملي علي أبى الأسود الدؤلى جوامعه واُصوله ; من جملتها : الكلام كلّه ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف . ومن جملتها : تقسيم الكلمة إلي معرفة ونكرة ، وتقسيم وجوه الإعراب إلي الرفع والنصب والجرّ والجزم ، وهذا يكاد يُلحق بالمعجزات ; لأنّ القوّة البشريّة لا تفى بهذا الحصر ، ولا تنهض بهذا الاستنباط(١) .


(١) شرح نهج البلاغة : ١ / ١٧ .