٢٩٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام
٧ / ١ ٣٠٣٤ ـ رسول الله ½ : من زار عليّاً بعد وفاته فله الجنّة(١) . ٣٠٣٥ ـ الإمام الصادق ¼ : بينا الحسن بن علىّ ¤ فى حجر رسول الله ½ إذ رفع رأسه فقال : يا أبه ، ما لمن زارك بعد موتك ؟ فقال : يا بُنىّ ، من أتانى زائراً بعد موتى فله الجنّة ، ومن أتي أباك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتي أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة(٢) . ٣٠٣٦ ـ الإمام الحسن ¼ لرسول الله ½ : يا أبة ما جزاء من زارك ؟ قال (١) المقنعة : ٤٦٢ ، خصائص الأئمّة
(ع) : ٤٠ كلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه
(ع) ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٧ ، عوالى اللآلى : ١ / ٣٠٥ / ٦ من دون إسناد إلي المعصوم نحوه . ٣٠٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ثواب زيارته
رسول الله ½ : بُنىّ من زارنى حيّاً أو ميّتاً ، أو زار أباك ، كان حقّاً علي الله عزّ وجلّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه من ذنوبه(١) . ٣٠٣٧ ـ الإمام الصادق ¼ : أتي أعرابى إلي رسول الله ½ فقال : يا رسول الله ، إنّ منزلى ناء عن منزلك ، وإنّى أشتاقك وأشتاق إلي زيارتك ، وأقدم فلا أجدك وأجد علىّ بن أبى طالب ¼ ، فيؤنسنى بحديثه ومواعظه ، وأرجع وأنا متأسّف علي رؤيتك . فقال ¼ : من زار عليّاً ¼ فقد زارنى ، ومن أحبّه فقد أحبّنى ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، أبلغ قومَك هذا عنّى ، ومن أتاه زائراً فقد أتانى وأنا المُجازى له يوم القيامة ، وجبرئيل ، وصالح المؤمنين(٢) . ٣٠٣٨ ـ الكافى عن يونس بن أبى وهب القصرى : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله ¼ ، فقلت : جعلت فداك ، أتيتك ولم أزُر أمير المؤمنين ¼ ، قال : بئس ما صنعت لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك ، أ لا تزور من يزوره الله مع الملائكة ، ويزوره الأنبياء ، ويزوره المؤمنون ؟ قلت : جعلت فداك ، ما علمت ذلك . قال : اعلمْ أنّ أمير المؤمنين ¼ ، أفضل من الأئمّة كلّهم ، وله ثواب أعمالهم ، وعلي قدر أعمالهم فُضِّلوا(٣) . (١) كامل الزيارات : ٩١ / ٩٢ عن المعلّي بن أبى شهاب عن الإمام الصادق ¼ ، الأمالى للصدوق : ١١٤ / ٩٤ ، بشارة المصطفي : ٢٤٥ كلاهما عن العلاء بن المسيّب عن الإمام الصادق عن آبائه
(ع) وفيهما "من زارنى أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقّاً علىَّ أن أزوره . . ." بدل "من زارنى . . ." . ٣٠١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ثواب زيارته
٣٠٣٩ ـ الإمام الصادق ¼ : من ترك زيارة أمير المؤمنين ¼ لم ينظر الله إليه ، أ لا تزورون من تزوره الملائكة والنبيّون (ع) ؟ إنّ أمير المؤمنين ¼ أفضل من كلّ الأئمة ، وله مثل ثواب أعمالهم ، وعلي قدر أعمالهم فُضِّلوا(١) . ٣٠٤٠ ـ تهذيب الأحكام عن أبى عامر الساجى : أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمّد ¤ فقلت له : يابن رسول الله ، ما لمن زار قبره ـ يعنى أمير المؤمنين ـ وعمّر تربتهـ ؟ قال : يا أبا عامر ، حدّثنى أبى عن أبيه عن جدّه الحسين بن علىّ عن علىّ (ع) أنّ النبىّ ½ قال له : والله لتُقتَلَنّ بأرض العراق ، وتُدفن بها . قلت : يا رسول الله ، ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها ؟ فقال لى : يا أبا الحسن ! إنّ الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة وعرصة من عرصاتها ، وإن الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحنّ إليكم وتحتمل المذلّة والأذي فيكم ، فيعمرون قبوركم ويُكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلي الله مودّة منهم لرسوله ، اُولئك يا علىّ المخصوصون بشفاعتى والواردون حوضى ، وهم زوّارى غداً فى الجنّة . يا علىّ ! من عمّر قبوركم وتعاهدها فكأنّما أعان سليمان بن داود علي بناء بيت المقدس ، ومن زار قبوركم عدل ذلك له ثواب سبعين حجّة بعد حجّة الإسلام ، وخرج من ذنوبه حتي يرجع من زيارتكم كيوم ولدته اُمّه ، فابشِر وبشِّر أولياءك ومحبّيك من النعيم وقرّة العين بما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر . (١) المقنعة : ٤٦٢ ، خصائص الأئمّة
(ع) : ٤٠ ، المناقب لابن شهر آشوب : ٣ / ٣١٧ وفيه إلي "و النبيّون" . ٣٠٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
ولكنّ حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تعيّر الزانية بزناها ، اُولئك شرار اُمّتى ، لا نالتهم شفاعتى ، ولا يرِدون حوضى(١) . ٣٠٤١ ـ تهذيب الأحكام عن جعفر بن محمّد بن مالك عن رجاله يرفعه : كنت عند جعفر بن محمّد الصادق ¤ وقد ذكر أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ فقال ابن مارد لأبى عبد الله ¼ : ما لمن زار جدّك أمير المؤمنين ¼ ؟ فقال : يابن مارد ، من زار جدّى عارفاً بحقّه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة ، والله يابن مارد ما يطعم الله النار قدماً اغبرّت فى زيارة أمير المؤمنين ¼ ماشياً كان أو راكباً ، يابن مارد ! اكتب هذا الحديث بماء الذهب(٢) . ٣٠٤٢ ـ الإمام الصادق ¼ : من زار أمير المؤمنين ¼ ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّة وعمرة ، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجّتين وعمرتين(٣) . ٧ / ٢ ٣٠٤٣ ـ الإمام الصادق ¼ : زار زين العابدين علىّ بن الحسين ¤ قبر أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ ووقف علي القبر فبكي ثمّ قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك يا أمين الله فى أرضه ، وحجّته علي عباده ، أشهد أنّك جاهدت فى الله حقّ جهاده ، وعملت (١) تهذيب الأحكام : ٦ / ٢٢ / ٥٠ ، فرحة الغرى : ٧٧ عن أبى عامر التبانى ، المزار للمفيد : ٢٢٨ / ١٢ نحوه وفيه "هم زوّارى وجيرانى" بدل "هم زوّارى" . ٣٠٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
بكتابه ، واتّبعت سنن نبيّه ½ ، حتي دعاك الله إلي جواره ، وقبضك إليه باختياره ، وألزم أعداءك الحجّة فى قتلهم إيّاك ، مع مالك من الحجج البالغة علي جميع خلقه . اللهمّ فاجعل نفسى مطمئنّة بقدرك ، راضية بقضائك ، مولعة بذكرك ودعائك ، محبّة لصفوة أوليائك ، محبوبة فى أرضك وسمائك ، صابرة علي نزول بلائك ، شاكرة لفواضل نعمائك ، ذاكرة لسوابغ آلائك ، مشتاقة إلي فرحة لقائك ، متزوّدة التقوي ليوم جزائك ، مستنّة بسنن أوليائك ، مفارقة لأخلاق أعدائك ، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك . ثمّ وضع خدّه علي القبر وقال : اللهمّ قلوب المخبتين إليك والهة ، وسبل الراغبين إليك شارعة ، وأعلام القاصدين إليك واضحة ، وأفئدة العارفين منك فازعة ، وأصوات الداعين إليك صاعدة ، وأبواب الإجابة لهم مفتّحة ، ودعوة من ناجاك مستجابة ، وتوبة من أناب إليك مقبولة ، وعبرة من بكي من خوفك مرحومة ، والإعانة لمن استعان بك موجودة ، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة ، وعِداتك لعبادك منجّزة ، وزلل من استقالك مقالة ، وأعمال العاملين لديك محفوظة ، وأرزاقك إلي الخلائق من لدنك نازلة ، وعوائد المزيد لهم متواترة ، وذنوب المستغفرين مغفورة ، وحوائج خلقك عندك مقضيّة ، وجوائز السائلين عندك موفّرة ، وعوائد المزيد إليهم واصلة ، وموائد المستطعمين معدّة ، ومناهل الظماء مترعة . اللهمّ فاستجب دعائى ، واقبل ثنائى ، وأعطنى جزائى ، واجمع بينى وبين أوليائى بحقّ محمّد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، إنّك ولىّ نعمائى ، ومنتهي رجائى ، وغاية مناى فى منقلبى ومثواى . ٣٠٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
أنت إلهى وسيّدى ومولاى اغفر لأوليائنا ، وكفّ عنّا أعداءنا ، واشغلهم عن أذانا ، وأظهر كلمة الحقّ واجعلها العليا ، وأدحض كلمة الباطل واجعلها السفلي ، إنّك علي كلّ شىء قدير(١) . ٣٠٤٤ ـ الإمام الباقر ¼ : مضيت مع والدى علىّ بن الحسين ¤ إلي قبر جدّى أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ¼ بالنجف بناحية الكوفة ، فوقف عليه ثمّ بكي ، وقال : السلام علي أبى الأئمّة ، وخليل النبوّة ، والمخصوص بالاُخوّة ، السلام علي يعسوب الإيمان ، وميزان الأعمال ، وسيف ذى الجلال ، السلام علي صالح المؤمنين ، ووارث علم النبيّين ، الحاكم فى يوم الدين ، السلام علي شجرة التقوي ، السلام علي حجّة الله البالغة ، ونعمته السابغة ، ونقمته الدامغة ، السلام علي الصراط الواضح ، والنجم اللائح ، والإمام الناصح ورحمة الله وبركاته . ثمّ قال : أنت وسيلتى إلي الله وذريعتى ، ولى حقّ موالاتى وتأميلى ; فكن لى شفيعى إلي الله عزّ وجلّ فى الوقوف علي قضاء حاجتى ; وهى فكاك رقبتى من النار ، واصرفنى فى موقفى هذا بالنجح ، وبما سألته كلّه برحمته وقدرته . اللهمّ ارزقنى عقلاً كاملاً ، ولبّا راجحاً ، وقلباً زاكياً ، وعملاً كثيراً ، وأدباً بارعاً ، ٣٠٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
واجعل ذلك كلّه لى ، ولا تجعله علىّ ، برحمتك يا أرحم الراحمين(١) . ٣٠٤٥ ـ المزار عن صفوان : سألت الصادق ¼ ، فقلت: كيف تزور أمير المؤمنين ¼ ، فقال . . . قل : السلام علي أبى الأئمّة وخليل النبوّة المخصوص بالاُخوّة . السلام علي يعسوب الدين والإيمان وكلمة الرحمن . السلام علي ميزان الأعمال ، ومقلّب الأحوال ، وسيف ذى الجلال ، وساقى السلسبيل الزلال . السلام علي صالح المؤمنين ، ووارث علم النبيّين ، والحاكم يوم الدين . السلام علي شجرة التقوي ، وسامع السرّ والنجوي . السلام علي حجّة الله البالغة ، ونعمته السابغة ، ونقمته الدامغة . السلام علي الصراط الواضح ، والنجم اللائح ، والإمام الناصح ، والزناد القادح ورحمة الله وبركاته . ثمّ تقول : اللهمّ صلّ علي أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب أخى نبيّك ، ووليّه ، وناصره ، ووصيّه ، ووزيره ، ومستودع علمه ، وموضع سرّه ، وباب حكمته ، والناطق بحجّته ، والداعى إلي شريعته ، وخليفته فى اُمته ، ومفرّج الكرب عن وجهه ، قاصم الكفرة ، ومرغم الفجرة ، الذى جعلته من نبيّك بمنزلة هارون من موسي . اللهمّ والِ من والاه ، وعادِ من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، والعن من نصب له من الأوّلين والآخرين ، وصلّ عليه أفضل ما صلّيت علي أحد من أوصياء أنبيائك يا ربّ العالمين(٢) . ٣٠٤٦ ـ الإمام الصادق ¼ : إذا أردت زيارة قبر أمير المؤمنين ¼ فتوضّأ واغتسل (١) مستدرك الوسائل : ١٠ / ٢٢٢ / ١١٩٠٠ نقلا عن المزار القديم ، المزار للشهيد الأوّل : ٤٦ نحوه إلي "و رحمة الله وبركاته" ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٣٠ / ٢٩ . ٣٠٦ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
وامشِ علي هُنيئتك وقل : الحمد لله الذى أكرمنى بمعرفة رسول الله ½ ، ومَن فرض طاعته رحمة منه وتطوُّلاً منه علىّ بالأيمان . الحمد لله الذى سيّرنى فى بلاده ، وحملنى علي دوابّه ، وطوي لى البعيد ، ودفع عنّى المكروه حتي ادخلنى حرم أخى رسوله ½ فأرانيه فى عافية . الحمد لله الذى جعلنى من زوّار قبر وصىّ رسوله . الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنّا لنهتدى لولا أن هدانا الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، جاء بالحقّ من عنده ، وأشهد أنّ عليّاً عبد الله وأخو رسوله ¤ . ثمّ تدنو من القبر وتقول : السلام من الله ، والتسليم علي محمّد أمين الله علي رسالته ، وعزائم أمره ، ومعدن الوحى والتنزيل ، الخاتم لما سَبَق ، والفاتح لما استُقبِل ، والمهيمن علي ذلك كلّه ، والشاهد علي الخلق ، السراج المنير ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . اللهمّ صلّ علي محمّد وأهل بيته المظلومين أفضل وأكمل وأرفع وأنفع وأشرف ما صلّيت علي أنبيائك وأصفيائك . اللهمّ صلّ علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيّك وأخى رسولك ووصىّ رسولك الذى بعثته بعلمك ، وجعلته هادياً لمن شئت من خلقك ، والدليل علي من بعثته برسالاتك ، وديّان الدين بعدلك ، وفصل قضائك بين خلقك ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . اللهمّ صلّ علي الأئمّة من ولده القوّامين بأمرك من بعده ، المطهّرين الذين ارتضيتهم أنصاراً لدينك ، وحَفَظة علي سرّك ، وشهداء علي خلقك ، وأعلاماً لعبادك ، وصلّ عليهم جميعاً ما استطعت . السلام علي خالصة الله من خلقه ، السلام علي المؤمنين الذين قاموا بأمرك ، وآزروا أولياء الله وخافوا لخوفهم . السلام علي ملائكة الله . ٣٠٧ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا حبيب حبيب الله ، السلام عليك يا صفوة الله ، السلام عليك يا ولىّ الله ، السلام عليك يا حجّة الله ، السلام عليك يا عمود الدين ، ووارث علم الأوّلين والآخرين ، وصاحب المقام والصراط المستقيم ، أشهد أنّك قد أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتّبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته ، ووفيت بعهد الله ، وجاهدت فى الله حقّ جهاده ، ونصحت لله ولرسوله ، وجدت بنفسك صابراً ، مجاهداً عن دين الله موقياً لرسوله طالباً لما عند الله ، راغباً فيما وعد الله من رضوانه ، مضيت للذى كنت عليه شاهداً وشهيداً ومشهوداً ، فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام وأهله أفضل الجزاء ، ولعن الله من قتلك ، ولعن الله من بايع علي قتلك ولعن الله من خالفك ، ولعن الله من افتري عليك وظلمك وغصبك ، ومن بلغه ذلك فرضى به ، أنا إلي الله منهم برىء ولعن الله اُمّة خالفتك ، واُمّة جحدت ولايتك ، واُمّة تظاهرت عليك واُمّة ، قتلتك واُمّة قاتلتك واُمّة خذلتك وخذّلت عنك ، الحمد لله الذى جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود . اللهمّ العن اُمّة قتلت أنبياءك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك ، وأصلهم حرّ نارك ، والعن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات والعُزّي والجبت والطاغوت وكلّ ندّ يُدعي من دون الله وكلّ محدث مفتر ، اللهمّ العنهم وأشياعهم وأتباعهم ومحبيّهم وأولياءهم لعناً كثيراً . اللهمّ العن قتلة الحسين ـ ثلاثاً ـ اللهمّ عذّبهم عذاباً لا تعذّبه أحداً من العالمين ، وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك ، وأعدّ لهم عذاباً لم تحلّه بأحد من خلقك ، اللهمّ وأدخِلْ علي قتلة أنصار رسولك وأنصار أمير المؤمنين وعلي قتلة الحسين وأنصار الحسين ، وقتلة من قُتِل فى ولاية آل محمّد (ع) أجمعين عذاباً مضاعفاً فى أسفل درك الجحيم لا ٣٠٨ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
يخفّف عنهم العذاب وهم فيه مبلسون ، ملعونون ناكسو رؤوسهم قد عاينوا الندامة والخزى الطويل بقتلهم عترة نبيّك ورسولك وأتباعهم من عبادك الصالحين . اللهمّ والعنهم فى مستسرّ السرّ وظاهر العلانية ، وسمائك وأرضك . اللهمّ اجعل لى لسان صدق فى أوليائك وحبّب إلىّ مشهدهم ومشاهدهم حتي تلحقنى بهم وتجعلنى لهم تبعاً فى الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين . واجلس عند رأسه وقل : سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين والمسلِّمين بقلوبهم ، والناطقين بفضلك ، والشاهدين علي أنّك صادق صدّيق عليك يا مولاى ، صلّي الله علي روحك وبدنك ، طُهْرٌ طاهر مطهّر من طُهْر طاهر مطَهَّر أشهَدُ لك يا ولىّ الله وولىّ رسوله بالبلاغ والأداء ، وأشهد أنّك حبيب الله ، وأنّك باب الله ، وأنّك وجه الله الذى منه يؤتي ، وأنّك سبيل الله وأنّك عبد الله ، وأنّك أخو رسوله ، أتيتك وافداً لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله ، متقرّباً إلي الله بزيارتك ، طالباً خلاص رقبتى ، متعوّذاً بك من نار استحققتها بما جنيت علي نفسى ، أتيتك انقطاعاً إليك وإلي ولدك الخَلَف من بعدك علي تزكية الحقّ ، فقلبى لكم مُسلِّم ، وأمرى لكم متّبِع ، ونصرتى لكم معدّة ، أنا عبد الله ومولاك وفى طاعتك الوافد اليك ، التمسُ بذلك كمال المنزلة عند الله ، وأنت ممّن أمرنى الله بصِلته ، وحثّنى علي برّه ، ودلّنى علي فضله وهدانى بحبّه ، ورغّبنى فى الوفادة إليه ، وألهمنى طلب الحوائج من عنده ، أنتم أهل بيت ; سعدَ من تولاّكم ولا يخيب من أتاكم ولا يخسر من يهواكم ولا يسعد من عاداكم ، لا أجد أحداً أفزع إليه خيراً لى منكم ، أنتم أهل بيت الرحمة ودعائم الدين وأركان الأرض والشجرة الطيّبة . اللهمّ لا تُخيّب توجّهى إليك برسولك وآل رسولك ، ولا تردّ استشفاعى بهم إليك . اللهمّ أنت مننت علىّ بزيارة مولاى وولايته ومعرفته ، فاجعلنى ممّن ٣٠٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
ينصره وممّن ينتصر به ، ومُنَّ علىّ بنصرى لدينك فى الدنيا والآخرة ، اللهمّ إنّى أحيا علي ما حيى عليه علىّ بن أبى طالب ¼ ، وأموت علي ما مات عليه علىّ بن أبى طالب ¼ (١) . ٣٠٤٧ ـ عنه ¼ ـ فى زيارة أمير المؤمنين ¼ ـ : يا صفوان إذا حدث لك إلي الله حاجة فزرْه بهذه الزيارة من حيث كنت : السلام عليك يا رسول الله . السلام عليك يا صفوة الله . السلام عليك يا أمين الله . السلام علي من اصطفاه الله واختصّه واختاره من بريّته . السلام عليك يا خليل الله ما دجي الليل وغسق ، وأضاء النهار واشرق . السلام عليك ما صمت صامت ، ونطق ناطق ، وذرّ شارق ورحمة الله وبركاته . السلام علي مولانا أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب ، صاحب السوابق والمناقب والنجدة ، ومبيد الكتائب ، الشديد البأس ، العظيم المراس ، المكين الأساس ، ساقى المؤمنين بالكأس من حوض الرسول المكين الأمين . السلام علي صاحب النُّهي والفضل والطوائل ، والمكرمات والنوائل ، السلام علي فارس المؤمنين ، وليث الموحّدين ، وقاتل المشركين ، ووصىّ رسول ربّ العالمين ورحمة الله وبركاته . السلام علي من أيّده الله بجبرئيل وأعانه بميكائيل وأزلفه فى الدارين ، وحباه بكلّ ما تقرّ به العين ، وصلّي الله عليه وعلي آله الطيّبين الطاهرين ، وعلي أولاده المنتجبين وعلي الأئمّة الراشدين الذين أمروا بالمعروف ونَهَوا عن المنكر ، وفرضوا علينا الصلوات ، وأمروا بإيتاء الزكاة ، وعرّفونا صيام شهر رمضان وقراءة القرآن . ٣١٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
السلام عليك يا أمير المؤمنين . السلام عليك يا يعسوب الدين ، وقائد الغرّ المحجّلين . السلام عليك يا باب الله ، السلام عليك يا عين الله الناظرة ، ويده الباسطة واُذنه الواعية ، وحكمته البالغة ، ونعمته السابغة ، السلام علي قسيم الجنّة والنار ، السلام علي نعمة الله علي الأبرار ونقمته علي الفجّار . السلام علي سيّد المتّقين الأخيار . السلام علي أخى رسول الله وابن عمّه ، وزوج ابنته والمخلوق من طينته . السلام علي الأصل القديم والفرع الكريم . السلام علي الثمر الجنىّ . السلام علي أبى الحسن علىّ . السلام علي شجرة طوبي وسدرة المنتهي . السلام علي آدم صفوة الله ، ونوح نبى الله ، وإبراهيم خليل الله ، وموسي كليم الله ، وعيسي روح الله ، ومحمّد حبيب الله ، ومَن بينَهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً . السلام علي نور الأنوار وسليل الأطهار وعناصر الأخيار . السلام علي والد الأئمّة الأبرار . السلام علي حبل الله المتين ، وجنبه المكين ورحمة الله وبركاته . السلام علي أمين الله فى أرضه وخليفته فى عباده ، والحاكم بأمره ، والقيّم بدينه ، والناطق بحكمته ، والعامل بكتابه ، أخى الرسول ، وزوج البتول ، وسيف الله المسلول . السلام علي صاحب الدلالات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات ، والمنجى من الهلكات الذى ذكره الله فى محكم الآيات ، فقال تعالي : ³ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ² (١) . السلام علي اسم الله الرضىّ ، ووجهه المضىء ، وجنبه العلىّ ورحمة الله وبركاته . السلام علي حجج الله وأوصيائه ، وخاصّة الله وأصفيائه ، وخالصته واُمنائه ، ورحمة الله وبركاته ، قصدتك يا مولاى يا أمين الله وحجّته زائراً عارفاً (١) الزخرف : ٤ . ٣١١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
بحقّك ، موالياً لأوليائك ، معادياً لأعدائك ، متقرّباً إلي الله بزيارتك ، فاشفع لى عند الله ربّى وربّك فى خلاص رقبتى من النار ، وقضاء حوائجى حوائج الدنيا والآخرة . ثمّ انكبّ علي القبر فقبّلْه وقل : سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين ، والمسلّمين لك بقلوبهم يا أمير المؤمنين ، والناطقين بفضلك ، والشاهدين علي أنّك صادق أمين ، وأشهد أنّك طُهرٌ طاهر مطهّر من طُهر طاهر مطهّر . اشهد لك يا ولىّ الله وولىّ رسوله بالبلاغ والاداء ، وأشهد أنّك جنب الله وبابه ، وحبيب الله ووجهه الذى يؤتي منه ، وأنّك سبيل الله ، وأنّك عبد الله وأخو رسول الله ½ ، أتيتك متقرّباً إلي الله عزّ وجلّ بزيارتك ، راغباً إليك فى الشفاعة ، أبتغى بشفاعتك خلاص رقبتى من النار ، متعوّذاً بك من النار هارباً من ذنوبى التى احتطبتها علي ظهرى ، فزعاً إليك رجاء رحمة ربّى ، أتيتك استشفع بك يا مولاى ، وأتقرّب إلي الله ليقضى بك حوائجى ، فاشفع يا أمير المؤمنين إلي الله فإنّى عبد الله ومولاك وزائرك ، ولك عند الله المقام المحمود ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير ، والشفاعة المقبولة . اللهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد ، وصلّ علي أمير المؤمنين ، عبدك المرتضي ، وأمينك الأوفي ، وعروتك الوثقي ، ويدك العليا ، وجنبك الأعلي ، وكلمتك الحسني ، وحجتك علي الوري ، وصدّيقك الأكبر ، وسيّد الأوصياء ، وركن الأولياء ، وعماد الأصفياء ، أمير المؤمنين ، ويعسوب الدين ، وقدوة الصالحين ، وإمام المخلصين ، والمعصوم من الخلل ، المهذَّب من الزلل ، المطهَّر من العيب المنزّه من الريب ، أخى نبيّك ووصىّ رسولك ، البائت علي فراشه ، والمواسى له بنفسه ، وكاشف الكرب عن وجهه ، الذى جعلته سيفاً لنبوّته ، وآية ٣١٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
لرسالته ، وشاهداً علي اُمّته ودلالة لحجّته ، وحاملاً لرايته ، ووقاية لمهجته ، وهادياً لاُمّته ، ويداً لبأسه ، وتاجاً لرأسه ، وباباً لسرّه ، ومفتاحاً لظفره ، حتي هزم جيوش الشرك بإذنك ، وأباد عساكر الكفر بأمرك ، وبذل نفسه فى مرضاة رسولك ، وجعلها وقفاً علي طاعته ، فصلّ اللهمّ عليه صلاة دائمة باقية . ثمّ قل : السلام عليك يا ولىّ الله والشهاب الثاقب ، والنور العاقب ، يا سليل الأطائب . يا سرّ الله ، إنّ بينى وبين الله تعالي ذنوباً قد أثقلت ظهرى ، ولا يأتى عليها إلاّ رضاه ، فبحقّ من ائتمنك علي سرّه ، واسترعاك أمر خلقه ، كن لى إلي الله شفيعاً ، ومن النار مجيراً ، وعلي الدهر ظهيراً ; فإنّى عبد الله ووليّك وزائرك صلّي الله عليك(١) . ٣٠٤٨ ـ عنه ¼ : إذا أردت الزيارة لأمير المؤمنين ¼ فاغتسل حيث تيسّر لك ، وقل حين تعزم : اللهمّ اجعل سعيى مشكوراً ، وذنبى مغفوراً ، وعملى مقبولاً ، واغسلنى من الخطايا والذنوب ، وطهّر قلبى من كلّ آفة ، وزكّ عملى ، وتقبّل سعيى ، واجعل ما عندك خيراً لى ، اللهمّ اجعلنى من التوّابين ، واجعلنى من المتطهّرين ، والحمد لله ربّ العالمين . ثمّ امشِ وعليك السكينة والوقار حتي تأتى باب الحرم فقم علي الباب وقل : اللهمّ إنّى اُريدك فأرِدْنى ، وأقبلت بوجهى إليك ; فلا تُعرض بوجهك عنّى ، وإنّى قصدت إليك فتقبّل منّى ، وإن كنت ماقتاً فارضَ عنّى ، وإن كنت ساخطاً علىّ فاعفُ عنّى ، وارحم مسيرى إليك برحمتك أبتغى بذلك رضاك ; فلا تقطع رجائى ولا تخيّبنى يا أرحم الراحمين . اللهمّ أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك (١) المزار الكبير : ٢١٥ / ٥ عن صفوان ، مصباح الزائر : ١٤٩ نحوه ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٠٥ / ٢٣ . ٣١٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
يعود السلام ، وأنت معدن السلام ، حَيّينا ربّنا منك بالسلام . الحمد لله الذى لم يتّخذ صاحبه ولا ولداً ، والحمد لله الذى خلق كلّ شىء فقدّره تقديراً . السلام عليك يا أبا الحسن ، أشهد أنّك قد بلّغت عن رسول الله ما أمرك به ، ووفيت بعهد الله ، وتمّت بك كلمات الله ، وجاهدت فى سبيل الله حتي أتاك اليقين ، لعن الله من قتلك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضى عنه ، أنا بأبى أنت وأمىّ ولىّ لمن والاك ، وعدوّ لمن عاداك أبرأ إلي الله ممّن برئت منه وبرئ منكم . ثمّ تقول : السلام عليك يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته ، أشهد أنّك تسمع صوتى ، أتيتك متعاهداً لدينى وبيعتى ، ائذن لى فى بيتك ، أشهد أنّ روحك المقدّسة اُغيبت بالقدس والسكينة ، جعلت لها بيتاً تنطق علي لسانك . ثمّ ادخل وقل : السلام علي ملائكة الله المقرَّبين ، السلام علي ملائكة الله المردِفين ، السلام علي حملة العرش الكُروبيّين(١) ، السلام علي ملائكه الله المنتجبين السلام علي ملائكة الله المسوّمين ، السلام علي ملائكة الله الذين هم فى هذا الحرم بإذن الله مقيمون . الحمد لله الذى أكرمنى بمعرفته ومعرفة رسوله ومَن فَرضَ طاعته رحمة منه وتطوّلاً منه علىّ بذلك . الحمد لله الذى سيّرنى فى بلاده ، وحملنى علي دوابّه ، وطوي إلىّ البعيد ودفع عنّى المكاره حتي أدخلنى حرم ولىّ الله وأرانيه فى عافية . الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنّا لنهتدى لولا أن هدانا الله ، أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، جاء بالحقّ من عنده ، وأشهد أنّ عليّاً عبد الله وأخو رسوله ، اللهمّ عبدك وزائرك متقرّب إليك بزيارة أخى رسولك ، وعلي كلّ مزور حقّ علي من أتاه ٣١٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
وزاره ، وأنت أكرم مزور وخير مأتىّ ، فأسألك يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، أن تصلّى علي محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل تحفتك إيّاى من زيارتى فى موقفى هذا فكاك رقبتى من النار ، واجعلنى ممّن يسارع فى الخيرات رغَباً ورهَباً ، واجعلنى من الخاشعين . اللهمّ إنّك بشّرتنى علي لسان نبيّك فقلت : ³ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ² (١) ، اللهمّ فإنّى بك مؤمن ، وبجميع آياتك موقن ، فلا تُوقِفنى بعد معرفتهم موقفاً تفضحنى علي رؤوس الخلائق ، بل أوقفنى معهم وتوفّنى علي تصديقى ; فإنّهم عبيدك ، خصصتهم بكرامتك ، وأمرتنى باتّباعهم . ثمّ تدنو من القبر وتقول : السلام من الله علي رسول الله محمّد بن عبد الله خاتم النبيّين وإمام المتّقين . السلام علي أمين الله علي رسالاته ، وعزائم رسله ، ومعدن الوحى والتنزيل ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما استُقبِل ، والمهيمن علي ذلك كلّه ، والشاهد علي الخلق والسراج المنير ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . اللهمّ صلّ علي محمّد وأهل بيته المظلومين ، أفضل وأكمل وأرفع وأنفع وأشرف ما صلّيت علي أحد من أنبيائك وأصفيائك . اللهمّ صلّ علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيّك ووصىّ رسولك ، الذى انتجبته بعلمك ، وجعلته هادياً لمن شئت من خلقك ، والدليل علي من بعثته برسالاتك ، وديّان يوم الدين بعدلك ، وفصل خطابك من خلقك ، والمهيمن علي ذلك كلّه ، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته . اللهمّ وصلّ علي الأئمّة من ولده ، القوّامين بأمرك من بعد نبيّك ، المطهّرين الذين ارتضيتهم أنصاراً لدينك وأعلاماً لعبادك . (١) يونس : ٢ . ٣١٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
ثمّ تقول : السلام علي الأئمّة المستودَعين . السلام علي خالصة الله من خلقه أجمعين . السلام علي المؤمنين الذين قاموا بأمر الله وخالفوا لخوفه العالمين . السلام علي ملائكة الله المقرّبين . ثمّ تقول : السلام عليك يا أمين الله . السلام عليك يا حبيب الله . السلام عليك يا ولىّ الله . السلام عليك يا حجّة الله . السلام عليك يا إمام الهدي . السلام عليك يا علم التُّقي . السلام عليك أيّها البرّ التقىّ . السلام عليك أيها السراج المنير . السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا أبا الحسن والحسين ، السلام عليك يا وصىّ الرسول ، السلام عليك يا عمود الدين ووارث علم الأوّلين والآخرين وصاحب الميسم ، والصراط المستقيم ، السلام عليك يا ولىّ الله ، أنت أوّل مظلوم ، وأوّل من غصب حقّه ، صبرت واحتسبت حتي أتاك اليقين ، وأشهد أنّك لقيت الله وأنت شهيد ، عذّب الله قاتلك بأنواع العذاب . جئتك يا ولىّ الله عارفاً بحقّك ، مستبصراً بشأنك ، معادياً لأعدائك ومن ظلمك ، ألقي علي ذلك ربى إن شاء الله ، إنّ لى ذنوباً كثيرة ، فاشفع لى فيها عند ربّك ; فإنّ لك عند الله مقاماً محموداً ، وإنّ لك عنده جاهاً وشفاعة ، وقد قال الله تعالي : ³ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَىٰ ² (١) . السلام عليك يا نور الله فى سمائه وأرضه ، واُذنه السامعة ، وذكره الخالص ، ونوره الساطع . أشهد أنّ لك من الله المزيد ، وأنّ وجهك إلي قِبَل رب العالمين ، وأنّ لك من الله رزقاً جديداً تغدو عليك الملائكة فى كلّ صباح ، ربّ اغفر لى ، وتجاوز عن سيّئاتى ، وارحم طول مكثى فى القيامة به ; فإنّك علاّم الغيوب ، (١) الأنبياء : ٢٨ . ٣١٦ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
وأنت خير الوارثين . ثمّ تقول : السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله . السلام عليك يا وارث نوح نبىّ الله . السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله . السلام عليك يا وارث هود نبىّ الله . السلام عليك يا وارث داود خليفة الله . السلام عليك يا وارث عيسي روح الله . السلام عليك يا وارث محمّد حبيب الله . السلام عليك يا ولىّ الله . السلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد . السلام عليك وعلي الأرواح التى حلّت بفنائك وأناخت برَحلك . السلام علي ملائكة الله المحدِقين بك . أشهد أنّك أقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، واتّبعت الرسول ، وتلوت الكتاب حقّ تلاوته ، وبلّغت عن رسول الله ، ووفيت بعهد الله ، وتمّت بك كلمات الله ، وجاهدت فى سبيل الله حقّ جهاده ونصحت لله ولرسوله ، وجُدتَ بنفسك صابراً محتسباً ومجاهداً عن دين الله ، موقياً لرسول الله ½ ، طالباً ما عند الله ، راغباً فيما وعد الله ، ومضيت للذى كنت عليه شاهداً ومشهوداً ، فجزاك الله عن رسوله وعن الإسلام وأهله أفضل الجزاء . وكنت أوّل القوم إسلاماً ، وأخلصهم إيماناً ، وأشدّهم يقيناً ، وأخوفهم لله ، وأعظمهم عناء ، وأحوطهم علي رسول الله ½ ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشرفهم منزلة ، وأكرمهم عليه ، قويت حين ضعف أصحابه ، وبرزت حين استكانوا ، ونهضت حين وهنوا ، ولزمت منهاج رسول الله ½ ، وكنت خليفته حقّاً برغم المنافقين ، وغيظ الكافرين ، وكيد الحاسدين ، وضغن الفاسقين ، فقمتَ بالأمر حين فشلوا ، ونطقت حين تتعتعوا ، ومضيت بنور الله إذ وقفوا ، فمن اتّبعك فقد هُدِى . كنت أقلّهم كلاماً ، وأصوبهم منطقاً ، وأكثرهم رأياً ، وأشجعهم قلباً ، وأشدّهم يقيناً وأحسنهم عملاً ، وأعرفهم ٣١٧ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
بالله ، كنت للدين يعسوباً أوّلاً حين تفرّق الناس ، وآخراً حين فشلوا ، كنت للمؤمنين أباً رحيماً إذ صاروا عليك عيالاً ، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا ، وحفظت ما أضاعوا ، ورعيت ما أهملوا ، وشمّرت إذ جَنَبُوا ، وعلوت إذ هلعوا ، وصبرت إذ جزعوا ، كنت علي الكافرين عذاباً صبّاً وغلظة وغيظاً ، وللمؤمنين عيناً وحصناً وعلماً ، لم تفلل(١) حجّتك ، ولم يرتَب قلبك ، ولم تضعف بصيرتك ، ولم تجبن نفسك ، وكنت كالجبل لا تحرّكه العواصف ، ولا تزيله القواصف(٢) ، وكنت ـ كما قال رسول الله ½ ـ قويّاً فى أمر الله ، وضيعاً فى نفسك ، عظيماً عند الله ، كبيراً فى الأرض جليلاً فى السماء ، لم يكن لأحد فيك مهمز ، ولا لقائل فيك مغمز ، ولا لأحد عندك هوادة ، الضعيف الذليل عندك قوىّ عزيز حتي تأخذ له بحقّه ، والقوىّ العزيز عندك ضعيف ذليل حتي تأخذ منه الحقّ ، والقريب والبعيد عندك فى ذلك سواء شأنك الحقّ والصدق والرفق ، وقولك حكم وحتم ، وأمرك حكم وحزم ، ورأيك علم وعزم ، اعتدل بك الدين ، وسهل بك العسير ، واطفئت بك النيران ، وقوى بك الإسلام والمؤمنون ، وسبقت سبقاً بعيداً ، وأتعبت مَن بعدك تعباً شديداً ، فعظمت رزيّتك فى السماء ، وهدّت مصيبتك الأنام ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون . . . اللهمّ العن قتلة أمير المؤمنين ، اللهمّ العن قتلة الحسن والحسين اللهمّ عذّبهم عذاباً لا تعذّبه أحداً من العالمين وضاعف عليهم عذابك بما شاقّوا ولاة أمرك ، وعذّبهم عذاباً لم تحلّه بأحد من خلقك . اللهمّ أدخل علي قتلة رسولك ، وأولاد رسولك ، وعلي قتلة أمير المؤمنين ، وقتلة أنصاره ، وقتلة الحسن والحسين (١) الفَلّ : الثَّلم (لسان العرب : ١١ / ٥٣٠) . ٣١٨ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
وأنصارهما ، ومن نصب لآل محمّد وشيعتهم حرباً من الناس أجمعين ، عذاباً مضاعفاً فى أسفل الدرك من الجحيم لا يخفّف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ، ملعونون ، ناكسو رؤوسهم عند ربّهم ، قد عاينوا الندامة والخزى الطويل ، بقتلهم عترة أنبيائك ورسلك وأتباعهم من عبادك الصالحين . اللهمّ العنهم فى مستسرّ السرّ وظاهر العلانية فى سمائك وأرضك . اللهمّ اجعل لى لسان صدق فى أوليائك ، وحبّب إلىّ مشاهدهم حتي تلُحقنى بهم ، وتجعلنى لهم تبعاً فى الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين(١) . ٣٠٤٩ ـ المزار ـ فى أعمال اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ـ : روى أنّ جعفر بن محمّد الصادق ¤ زار أمير المؤمنين ¼ فى هذا اليوم بهذه الزيارة ، وعلّمها لمحمّد بن مسلم الثقفى فقال : إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين ¼ فاغتسل للزيارة والبس أنظف ثيابك وشمّ شيئاً من الطيب وعليك السكينة والوقار . فإذا وصلت إلي باب السلام فاستقبل القبلة وكبّر الله ثلاثين مرّة وقل : السلام علي رسول الله . السلام علي خيرة الله . السلام علي البشير النذير ، السراج المنير ، ورحمة الله وبركاته . السلام علي الطُّهْر الطاهر . السلام علي العلم الزاهر . السلام علي المنصور المؤيَّد . السلام علي أبى الق اسم محمّد ، ورحمة الله وبركاته . السلام علي أنبياء الله المرسلين ، وعباد الله الصالحين . السلام علي ملائكة الله الحافّين بهذا الحرم وبهذا الضريح اللائذين به ورحمة الله بركاته . ثمّ ادنُ من القبر وقل : السلام عليك يا وصىّ الأوصياء ، السلام عليك يا عماد الأتقياء ، السلام عليك يا ولىّ الأولياء . السلام عليك يا سيّد الشهداء . السلام (١) المزار الكبير : ٢٢٥ / ٦ عن يوسف الكناسى ومعاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٣٤ / ٣٢ . ٣١٩ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
عليك يا آية الله العظمي . السلام عليك يا خامس أهل العباء . السلام عليك يا قائد الغر المحجَّلين الأتقياء . السلام عليك يا زين الموحّدين النجباء . السلام عليك يا خالص الأخلاّء . السلام عليك يا والد الأئمّة الاُمناء . السلام عليك يا صاحب الحوض وحامل اللواء . السلام عليك يا قسيم الجنّة ولظي . السلام عليك يا من شرفت به مكّة ومني ، السلام عليك يا بحر العلوم وكهف الفقراء ، السلام عليك يا من وُلِد فى الكعبة ، وزُوِّج فى السماء بسيّدة النساء ، وكان شهودها الملائكة السَّفَرة الأصفياء . السلام عليك يا مصباح الضياء . السلام عليك يا من خصّه النبىّ بجزيل الحِباء(١) . السلام عليك يا من بات علي فراش خاتم الأنبياء ، ووقاه بنفسه شرّ الأعداء ، السلام عليك يا من رُدّت له الشمس فسامي شمعون الصفاء . السلام عليك يا من أنجي الله سفينة نوح باسمه واسم أخيه حيث التطم حولها الماء وطمي . السلام عليك يا من تاب الله به وبأخيه علي آدم إذ غوي ، السلام عليك يا فلك النجاة الذى من ركبه نجا ومن تأخّر عنه هوي . السلام عليك يا من خاطب الثعبان وذئب الفلا . السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا حجّة الله علي من كفر وأناب ، السلام عليك يا إمام ذوى الألباب . السلام عليك يا معدن الحكمة وفصل الخطاب . السلام عليك يا من عنده علم الكتاب . السلام عليك يا ميزان يوم الحساب ، السلام عليك يا فاصل الحكم الناطق بالصواب . السلام عليك أيّها المتصدّق بالخاتم فى المحراب . السلام عليك يا من كفي الله المؤمنين القتال به يوم الأحزاب . السلام عليك يا من أخلص لله الوحدانية وأناب ، السلام عليك يا قاتل خيبر وقالع الباب . السلام ٣٢٠ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
عليك يا من دعاه خير الأنام إلي المبيت علي فراشه ، فأسلم نفسه إلي المنيّة وأجاب . السلام عليك يا من له طوبي وحسن مآب ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا ولىّ عصمة الدين ويا سيّد السادات . السلام عليك يا صاحب المعجزات . السلام عليك يا من كتب اسمه فى السماء علي السرادقات(١) ، السلام عليك يا مظهر العجائب والآيات . السلام عليك يا أمير الغزوات . السلام عليك يا مخبراً بما غَبَر وبما هو آت . السلام عليك يا مخاطب ذئب الفلوات ، السلام عليك يا خاتم الحصي ومبيّن المشكلات . السلام عليك يا من عجبت من حملاته فى الوغي ملائكة السماوات ، السلام عليك يا من ناجي الرسول فقدّم بين يدى نجواه الصدقات . السلام عليك يا والد الأئمّة البررة السادات ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا تالى المبعوث . السلام عليك يا وارث علم خير موروث ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا سيّد الوصيّين السلام عليك يا إمام المتّقين . السلام عليك يا غياث المكروبين . السلام عليك يا عصمة المؤمنين . السلام عليك يا مظهر البراهين . السلام عليك يا طه ويس . السلام عليكَ يا حبل الله المتين . السلام عليك يا من تصدّق بخاتمه علي المسكين . السلام عليك يا قالع الصخرة عن فم القَلِيب ومظهر الماء المعين . السلام عليك يا عين الله الناظرة فى العالمين ، ويده الباسطة ولسانه المعبر عنه فى بريّته أجمعين . السلام عليك يا وارث علم النبيّين ، ومستودع علم الأوّلين والآخرين ، ويا صاحب لواء الحمد ، وساقى أوليائه من (١) السُّرادِق : هو كُلّ ما أحاطَ بشىء من حائط أو مضرَب أو خِباء (النهاية : ٢ / ٣٥٩) . ٣٢١ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
حوض خاتم النبيّين . السلام عليك يا يعسوب الدين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، ووالد الأئمّة المرضيّين ورحمة الله وبركاته . السلام علي اسم الله الرضىّ ووجهه المضى ، وجنبه القوىّ ، وصراطه السوىّ ، السلام علي الإمام النقىّ ، المخلص الصفىّ . السلام علي الكوكب الدرّى . السلام علي الإمام أبى الحسن علىّ ورحمة الله وبركاته . السلام علي أئمّة الهدي ، ومصابيح الدُّجي ، وأعلام التُّقي ، ومنار الهدي ، وذوى النُّهي ، وكهف الوري ، والعروة الوثقي ، والحجّة علي أهل الدنيا ورحمة الله وبركاته . السلام علي نور الأنوار وحجج الجبّار ، ووالد الأئمّة الأطهار ، وقسيم الجنّة والنار ، المخبر عن الآثار ، المدمّر علي الكفّار ، مستنقذ الشيعة المخلصين من عظيم الأوزار . السلام علي المخصوص بالطاهرة التقيّة ابنة المختار ، المولود فى البيت ذى الأستار ، المتزوّج فى السماء بالبَرّة الطاهرة الرضيّة المرضيّة ابنة الأطهار ورحمة الله وبركاته . السلام علي النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون ، وعليه يُعرضون ، وعنه يُسألون . السلام علي نور الله الأنور ، وضيائه الأظهر ورحمة الله وبركاته . السلام عليك يا ولىّ الله وحجّته ، وخالصة الله وخاصّته ، أشهد يا ولىّ الله وحجّته ، وخالصة الله ، وولىّ رسوله ، لقد جاهدت فى سبيل الله حقّ جهاده ، واتّبعت منهاج رسول الله ½ ، وحلّلت حلال الله ، وحرّمت حرامه ، وشرّعت أحكامه ، وأقمت الصلاة ، وآتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، ٣٢٢ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما يقال فى زيارته
وجاهدت فى سبيل الله صابراً ناصحاً مجتهداً محتسباً عند الله عظيم الأجر ، حتي أتاك اليقين ; فلعن الله من دفعك عن حقّك ، وأزالك عن مقامك ، ولعن الله من بلغه ذلك فرضى به ، اُشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أنّى وال لمن والاك ، وعاد لمن عاداك ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته . ثمّ انكب علي القبر فقبِّله وقل : أشهد أنّك تسمع كلامى وتشهد مقامى ، وأشهد لك يا ولىّ الله بالبلاغ والأداء . يا مولاى ، يا حجّة الله ، يا أمين الله ، يا ولىّ الله ، إنّ بينى وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً قد أثقلت ظهرى ومنعتنى من الرقاد ، وذكرها يُقلقِل أحشائى ، وقد هربت إلي الله تعالي وإليك ; فبحقّ من ائتمنك علي سرّه ، واسترعاك أمر خلقه ، وقرن طاعتك بطاعته ، وموالاتك بموالاته ، كن لى إلي الله شفيعاً ، ومن النار مجيراً ، وعلي العدوّ نصيراً ، وعلي الدهر ظهيراً . ثمّ انكب علي القبر وقل : يا ولىّ الله ، يا حجّة الله يا باب حِطّة الله ، وليّك وزائرك واللائذ بقبرك ، والنازل بفنائك ، والمُنِيخ رحله فى جوارك يسألك أن تشفع له إلي الله فى قضاء حاجته ونجح طلبته فى الدنيا والآخرة ; فإنّ لك عند الله الجاه العظيم والشفاعة المقبولة ، فاجعلنى يا مولاى من همّك ، وأدخلنى فى حزبك . والسلام عليك وعلي ضجيعيك آدم ونوح . والسلام عليك وعلي ولديك الحسن والحسين ، وعلي الأئمّة الطاهرين من ذرّيّتك ، ورحمة الله وبركاته . ثمّ صلّ ست ركعات : لأمير المؤمنين ¼ ركعتين زيارة ، ولآدم ¼ ركعتين زيارة ولنوح ¼ ركعتين زيارة ، وادع الله كثيراً يجاب إن شاء الله تعالي(١) . ٣٠٥٠ ـ الإمام الهادى ¼ ـ ما يقال عند قبر أمير المؤمنين ¼ ـ : السلام عليك يا (١) المزار للشهيد الأوّل : ٨٩ ، الإقبال : ٣ / ١٣٠ نحوه ، بحار الأنوار : ١٠٠ / ٣٧٣ / ٩ . ٣٢٣ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما ظهر عند قبره من الكرامات
ولىّ الله ، أنت أوّل مظلوم ، وأوّل من غُصب حقّه ، صبرت واحتسبت حتي أتاك اليقين ، وأشهد أنّك قد لقيت الله وأنت شهيد ، عذّب الله قاتلك بأنواع العذاب ، وجدّد عليه العذاب ، جئتك عارفاً بحقّك ، مستبصراً بشأنك ، معادياً لأعدائك ومن ظلمك ، ألقي علي ذلك ربّى إن شاء الله ، يا ولىّ الله إنّ لى ذنوباً كثيرة ، فاشفع لى إلي ربّك عزّ وجلّ ; فإنّ لك عند الله مقاماً محموداً ، وإنّ لك عند الله جاهاً وشفاعة . وقال الله تعالي : ³ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَىٰ ² (١) . ٧ / ٣ أقول : إنّ ما ظهر من الكرامات عند قبر الإمام علىّ ¼ وفى مشهده الشريف أكثر من أن يذكر جزءٌ منه فى هذا الكتاب ، فضلاً عن استقصائه ; فإنّه بحاجة إلي كتاب مستقلّ ، بل قد يكون ذا عدّة أجزاء . ولكن نشير هنا إلي عدّة نماذج منها : ٧ / ٣ ـ ١ كرامة له فى حق كمال الدين القمّى ٣٠٥١ ـ إرشاد القلوب عن كمال الدين غياث القمّى : دخلت حضرة مولانا أمير المؤمنين ¼ ثمّ قمت ، فتعلّق مسمار من الضريح المقدّس فى قبائى فخرّقه ، فقلت مخاطباً لأمير المؤمنين ¼ : ما أعرف عوض هذا إلاّ منك . وكان إلي جانبى رجل رأيه غير رأيى ، فقال مستهزئاً : ما يعطيك عوضه إلاّ ٣٢٤ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / كرامة له فى رجل فاقد البصر
قباءً ورداءً ! وانفصلنا عن الزيارة وجئنا إلي الحلّة ، وكان كمال الدين بن قشم الناصرى هيّأ لشخص يريد أن ينفذه إلي بغداد قباءً ورداءً ، فخرج الخادم علي لسان ابن قشم وقال : اطلبوا كمال الدين القمّى ، فجئت وأخذ بيدى إلي الخزانة وألبسنى قباءً ورداءً ، فخرجت ودخلت حتي اُسلّم علي ابن قشم واُقبّل كفّه ، فنظر إلىّ نظراً عرفت الكراهية فى وجهه ، والتفت إلي الخادم وقال له : طلبت فلاناً ! فقال الخادم : إنّما طلبت كمال الدين القمّى ، فشهد الجماعة الذين هم جلساء الأمير أنّه [أمر(١) ]بحضور كمال الدين القمّى المذكور . فقلت : أيّها الأمير ، ما خلعت أنت علىّ هذه الخلعة بل أمير المؤمنين خلعنى ، فالتمس منّى الحكاية ، فحكيت له ، فخرّ ساجداً وقال : الحمد لله ربّ العالمين إذ كانت الخلعة علي يدى(٢) . ٧ / ٣ ـ ٢ ٣٠٥٢ ـ فرحة الغرى عن الشيخ حسين بن عبد الكريم الغروى : كان قد وفد إلي المشهد الشريف الغروى ـ علي ساكنه السلام ـ رجلٌ أعمي من أهل تكريت(٣) ، وكان قد عمى علي كبر ، وكانت عيناه ناتئتين علي خدّه وكان كثيراً ما يقعد عند المسألة ويخاطب الجناب الأقدس بخطاب خشن ، وكنت تارة أهمّ بالإنكار عليه وتارة يراجعنى الفكر فى الصفح عنه ، فمضي علي ذلك مدّة ، فإذا أنا فى (١) ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار . ٣٢٥ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / كرامة له فى حقّ رجل نصراني
بعض الايام قد فتحت الخزانة إذ سمعت ضجّة عظيمة ، فظننت أنّه قد جاء للعلويين برّ من بغداد أو قد قتل فى المشهد قتيل ، فخرجت ألتمس الخبر ، فقيل لى : هاهُنا أعمي قد رُدّ بصره ، فرجوت أن يكون ذلك الأعمي ، فلمّا وصلت إلي الحضرة الشريفة وجدته ذلك الأعمي بعينه ، وعيناه كأحسن ما تكون ، فشكرت الله تعالي علي ذلك . وزاد والدى علي هذه الرواية أنّه كان يقول له من جملة كلامه كخطاب الأحياء : وكيف يليق أن أجىء وأمشى فيشتفى من لا يحب(١) . ٧ / ٣ ـ ٣ ٣٠٥٣ ـ إرشاد القلوب عن علىّ بن يحيي بن حسين الطحّال المقدادى : أخبرنى أبى ، عن أبيه ، عن جدّه ، أنّه أتاه رجل مليح الصورة ، نقىّ الأثواب دفع إليه دينارين وقال لى : أغلق علىّ باب القبة وذرنى وحدى أعبد الله ، فأخذهما منه وأغلق الباب ، فنام فرأي أمير المؤمنين ¼ فى منامه وهو يقول : اقعد أخرجه عنّى ; فإنه نصرانى ، فنهض علىّ بن طحال وأخذ حبلاً فوضعه فى عنق الرجل وقال له : اخرج ، تخدعنى بالدينارين وأنت نصرانى ؟ ! فقال له : لست بنصرانى . قال : بلي إن أمير المؤمنين ¼ أتانى فى المنام وأخبرنى أنّك نصرانى وقال : أخرجه عنى ، فقال : امدد يدك ، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين خليفة الله ، والله ما علم أحد بخروجى من الشام ، ولا عرفنى أحد من العراق ، ثمّ حسن إسلامه(٢) . (١) فرحة الغرى : ١٤٤ ، بحار الأنوار : ٤٢ / ٣١٧ / ٤ . ٣٢٦ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما حصل لأبى البقاء قيّم مشهد أمير المؤمنين
٧ / ٣ ـ ٤ ما حصل لأبى البقاء قيّم مشهد أمير المؤمنين ٣٠٥٤ ـ فرحة الغرى : فى سنة إحدي وخمس خمسمائة بِيعَ الخبز بالمشهد الشريف الغروى كلّ رطل بقيراط ، بقى أربعين يوماً ، فمضي القوم من الضرّ علي وجوههم إلي القري ، وكان من القوم رجل يقال له أبو البقاء بن سويقة ، وكان له من العمر مائة وعشر سنين ، فلم يبقَ من القوم سواه ، فأضرّ به الحال ، فقالت له زوجته وبناته : هلكنا ! امضِ كما مضي القوم ، فلعلّ الله تعالي يفتح بشىء نعيش به ، فعزم علي المضىّ ، فدخل إلي القبة الشريفة صلوات الله علي صاحبها وزار وصلّي ، وجلس عند رأسه الشريف وقال : يا أمير المؤمنين لى فى خدمتك مائة سنة ما فارقتك ، ما رأيت الخلة ولا السكون ، وقد أضرّ بى وبأطفالى الجوع ، وها أنا مفارقك ويعزّ علىّ فراقك ، أستودعك الله هذا فراق بينى وبينك . ثمّ خرج ومضي مع المكاريّة حتي يعبر إلي الوقف وسوراء ، وفى صحبته وهبان السلمى وأبو كردى وجماعة من المكاريّة طلعوا من المشهد ، وأقبلوا إلي أبى هبيش قال بعضهم لبعض : هذا وقت كثير ، فنزلوا ونزل أبو البقاء معهم ، فنام فرأي فى منامه أمير المؤمنين ¼ وهو يقول له : يا أبا البقاء ، فارقتنى بعد طول هذه المدّة ؟ ! وعد إلي حيث كنت ، فانتبه باكياً فقيل له : ما يُبكيك ؟ فقصّ عليهم المنام ورجع ، فحيث رأينه بناته صرخن فى وجهه ، وقصّ عليهنّ القصة وطلع ، وأخذ مفتاح القبّة من الخازن أبى عبد الله بن شهريار القمّى ، وقعد علي عادته ، بقى ثلاثة أيام ففى اليوم الثالث أقبل رجل وبين كتفيه مخلاة كهيئة المشاة إلي طريق مكّة ، فحلّها وأخرج منها ثياباً لبسها ، ودخل إلي القبة الشريفة وزار وصلّي ، ودفع إلىّ خفيفاً وقال : ائت بطعام نتغدّي ، فمضي القيّم أبو البقاء وأتي ٣٢٧ - المجلد السابع / القسم الثامن : استشهاد الإمام علىّ / الفصل السابع : زيارة الإمام / ما حصل لأبى البقاء قيّم مشهد أمير المؤمنين
بخبز ولبن وتمر ، فقال له : ما يؤكل لى هذا ولكن امضِ به إلي أولادك يأكلونه ، وخذ هذا الدينار الآخر واشترِ لنا به دجاجاً وخبزاً ، فأخذت له بذلك ، فلمّا كان وقت صلاة الظهر صلّي الظهرين وأتي إلي داره والرجل معه ، فأحضر الطعام وأكلا ، وغسل الرجل يديه وقال لى : ائتنى بأوزان الذهب ، فطلع القيّم أبو البقاء إلي زيد بن واقصة ـ وهو صائغ علي باب دار التقى بن اُسامة العلوى النسّابة ـ فأخذ منه الصينية وفيها أوزان الذهب وأوزان الفضة فجمع الرجل جميع الأوزان فوضعها فى الكفّة حتي الشعيرة والارزة وحبة الشبّه ، وأخرج كيساً مملوّاً ذهباً ، وترك منه بحذاء الأوزان وصبّه فى حجر القيّم ونهض ، وشَدَّ ما تخلّف عنه وبدّل لباسه ، فقال له القيّم : يا سيّدى ما أصنع بهذا ؟ قال له : هو لك ، قال : ممّن ؟ قال : من الذى قال لك : ارجع إلي حيث كنت . قال لى : أعطه حذاء الأوزان ، ولو جئت بأكثر من هذه الأوزان لأعطيتك ، فوقع القيّم مغشيّاً عليه ، ومضي الرجل ، فزوّج القيم بناته وعمّر داره وحسنت حاله(١) . |