١٨٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان عليّ
إنّ أحد الفصول التربويّة الثمينة الموقظة فى خطب الإمام أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب ¼ ورسائله هى الكلمات التى تعكس أبعاداً من شخصيّته الفريدة . وما سوف نعرضه فى هذا الفصل يمثّل شذرات من تلك الكلمات الدرّيّة ، وستأتى نماذج اُخري من كلماته ¼ فى طيّات فصول الكتاب المتنوّعة . إنّ النظرة السطحيّة العابرة لهذه الكلمات قد توحى بأنّ الإمام كان يمدح نفسه ، ولعلّها تسوق القارئ إلي القول بأنّ مثل هذه الكلمات تتنافي مع قوله تعالي ³ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ² (١) . علماً أنّه ¼ قد أشار إلي ذلك بقوله : "و لولا ما نهي اللهُ عنه من تزكية المرء نفسَهُ ، لَذَكَرَ ذاكرٌ فضائلَ جمّةً"(٢) . (١) النجم : ٣٢ . ١٨٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
وهذا الكلام يمكن أن يكون آيةً علي مسار تزكية النفس وكيفيّته ، وجوازه أو حظره . لا شكّ أنّ الإمام عليّاً ¼ كان يقوم بواجب شرعىّ لا مناص منه ; إذ لو كانت تزكية المرء نفسه كذباً فهى محرّمة ، ولو كانت صدقاً ـ ولا مصلحة ملزمة فيها ـ فهى لا جَرمَ مذمومة ، وأمّا لو كانت ذات مصلحة فهى محمودة لا محالة . وخلاصة القول : لو ترتّبت عليها مصالح مهمّة ملزمة وكانت تصبّ فى اتّجاه إحقاق الحقّ والدفاع عن الحقوق فلا نرتاب فى وجوبها ، وإذا صدف عنها الإنسان بذريعة عدم التحدّث عن النفس فذلك مذموم وحرام ، وهو يمهّد لضياع الحقائق والقيم . . . . ومن هنا فإنّنا حينما نلاحظ كلمات المدح عند الإمام نلمس فيها دفاعاً عن شخصيّة إنسان مظلوم ; ألجأه الواجب إلي إماطة اللثام عن حقٍّ ضائع مكتوم ، فى ظروف لم يَحُلْ فيها مساعير الفتنة دون قول الحقّ فحسب ، بل تقوّلوا وافتَرَوا وتخرّصوا لتشويه صورة الحقّ . ولقد تحدّث الإمام ¼ من أجل قشع الغمائم السوداء عن سماء الحياة الفكريّة للمجتمع ، وإراءة ما كان ، وما جري علي الحقّ ، وإلاّ فإنّ حقيقة حياته الصادقة ¼ وشخصيّته الرفيعة هما أعظم شأناً من أن يتحدّث عن نفسه، أو أن يُمني بحبّ الذات ! ويتسنّي لنا أن نحلّل بعض التساؤلات المثارة حول مدح الإمام ذاته، وتحدّثه بفضائله ومعالم عظمته بما يأتى : ١ ـ امتثال أمر الله تعالي فى بيان نعمه كان الإمام أمير المؤمنين ¼ يلهج بذكر النعم الإلهيّة ، ويتحدّث بفضل الله تعالي عليه، وهو بكلماته البليغة شكور يقدّر النعمة والمنعِم ويثمّنها . ومن ١٨٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
أقواله ¼ : "أنا قاتلُ الأقران، ومجدِّلُ الشجعان . أنا الذى فقأتُ عينَ الشرك، وثَلَلتُ عرشَه ; غير مُمتنٍّ علي الله بجهادى ولا مدلٍّ(١) إليه بطاعتى ، ولكن اُحدّث بنعمة ربّى(٢)"(٣) . ٢ ـ بيان الحقائق التاريخيّة تتبلور كلّ حادثة فى ثنايا التاريخ، وتُنقل علي مرّ الدهور، لكن كيف تُنقل ؟ من الذين كانوا اُولى الدور المؤثّر فى الأحداث ؟ وكيف ظهرت الأحداث ؟ وو و. . . وتبلور الإسلام فى شبه الجزيرة العربيّة كقضيّة عجيبة ، وأنتج ردود فعل كثيرة ، وفتح طريقه من بين المنعطفات الوعرة والوهاد والنجاد التى لا تُحصي ومضي قُدُماً . وكان لعلىّ ¼ الدور الأكبر فيه . بَيْد أنّ الذى كان يقال للأجيال السابقة آنذاك ، هل كان كذلك حقّاً ؟ ! وحين حدث التغيير فى الحكم بعد وفاة النبىّ ½ ، فإنّ هذا التغيير قد استتبع تغييرات كثيرة ، منها وضع لكثير من الشخصيّات، ورفع لكثير غيرها ، ومنها اختلاق لكثير من الشخصيّات ، ومكابرة لكثير غيرها . . . وكان الإمام ¼ هو الذى رفع لواء الحقّ فى وقت قد كُمّت فيه الأفواه، وقُطعت الألسن، وكُسرت الأقلام . وبيّن ¼ حقائق التاريخ كما هى عليه . فمن كان له الدور الأوّل والتأثير الأكبر فى هذا التاريخ غير علىٍّ ¼ ؟ ! (١) مُدِلٌّ: منبسط لا خوف عليه، وهو من الإدلال والدالّة علي من لك عنده منزلة (النهاية: ٢ / ١٣١). ١٩٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
٣ ـ الدفاع عن الحقّ دفاع مظلوم قلنا إنّ التغييرات السياسيّة تستتبع تغييرات اجتماعيّة وثقافيّة كثيرة، وكان الإمام ¼ أكثر الناس ظُلامةً فى ظلّ تلك التغييرات ، وقد صبر مهضوماً مظلوماً لمصلحة الإسلام ـ وقد تحدّثنا عن ذلك فى أحد المواضع(١) ـ بَيْد أنّه حاول أن يتحدّث عن هذه الظلامة ، ويحول دون تحريف التاريخ ما استطاع إلي ذلك سبيلاً(٢) . وعندما بلغت التهديدات ذروتها سكت البعض خوفاً ، واُلجم البعض الآخر حرصاً علي الحياة بعدما كثرت مغرياتها ، فمن يتحدّث عن علىٍّ ¼ ؟ ومن يُفصح عن "حقّ الخلافة" و"خلافة الحقّ" ؟ وأنكي من ذلك كلّه أنّ حزب الطُّلَقاء استحوذ علي مقدّرات الاُمّة ، فنال من علىٍّ ما شاء ، واختلق ـ باطلاً ـ فضائل موهومة لبعض الصحابة كى يقلّل قبساً ولو ضئيلاً من فضائل علىٍّ ، فهل للإمام سبيل غير تعريف نفسه للاُمّة ، والإصحار بفضائله ومناقبه ؟ ! إنّه ¼ بكلماته المذكورة فى موقع الدفاع عن المظلوم ، وهو نفسه المنادى بضرورة الدفاع عن المظلوم، ومقارعة الظالم . ٤ ـ الدفاع عن حقّ الناس عندما تُفْتَعل الأجواء الكاذبة فى المجتمع ، وتجرف الدعايات المسمومة المضادّة بعض الناس باطلاً ، وتقذف ببعضهم الآخر ظلماً ، ويتربّع غير الجُدَراء علي دفّة الحكم ، ويتسلّمون مقاليد الأمر ، وينزوى الجدراء المؤهَّلون ويبتعدون (١) راجع : القسم الرابع . إرجاعات
٧ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة
٤٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الرابع : الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبيّ
١٩١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
عن مسرح الحياة ، فالتقصير علي المجتمع ; إذ أباح ظلمهم ، وضيّع حقّه فى الاستهداء بهم والاستنارة بجدارتهم . فالنضال ضدّ هذه الأجواء الكاذبة ، وإعادة الحقّ إلي نصابه يمثّلان دفاعاً عن حقّ الناس . ومن كان يمترى فى أنّ عليّاً ¼ كان الأجدر الأكفأ ؟ أ لم يَقُل عمر بن الخطّاب : "إنّه لاَحراهم أن يُقيمهم علي طريقة من الحقّ"(١) ؟ فماذا يفعل الناس فى خضمّ حضورهم ؟ ! وإذا عرّف الإمام ¼ نفسه وتحدّث عن جدارته ولياقته فإنّما يدافع عن حقّ الناس الثابت ، أى حقّ معرفة الأجدر ، وتحكيم الأصلح . هذه وغيرها تمثّل سرّ حديث علىٍّ عن علىٍّ ، وبعبارة اُخري ، إنّ عليّ بن أبى طالب يتحدّث عن الإمام علىّ ، وعن أجدر إنسان لتسلّم زمام الاُمور . ٥ ـ الدفاع عن الذات إزاء الهجوم الدعائى العنيف بيد أنّ ما يفوق فى أهميّته جميع الأدلّة التى ذكرناها كبواعث أملت علي الإمام أمير المؤمنين ¼ أن يبادر إلي تبيين فضائله والحديث عن خصائصه بنفسه ، هى طبيعة الأجواء التى أعلن فيها ذلك علي الملأ العام . حياة علىّ ¼ مدهشة حقّاً ; أيّامها ملأي بالدروس ، وتاريخها حافل بالعظات . شخصيّة تتألّق بوهج مضىء مرتفع ، رجل فى مثل هذه الصلابة والرسوخ العظيم ، مؤمن يسمو به إيمانه ، فلا توازيه نجوم السماء علوّاً وجلالاً . شخصيّة كهذه تتبوّأ منصّة كلّ هذه المكرمات ، ثمّ تطلع عليها أجواء محمومة بالدعاية الباطلة ، كيف ستبدو فى عيون جيل راح ينظر إليها وهى تمسك أزمّة الحكم بعد ربع قرن من الغياب ؟ وكيف ستكتسب موقعها فى ذهنه ووعيه ؟ هذا (١) راجع : القسم الرابع / مبادئ خلافة عثمان / رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة . إرجاعات
٩٩ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الثالث : مبادئ خلافة عثمان / رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة
١٩٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
هو السؤال . إنّ دراسة حياة علىّ ¼ المترعة نوراً وحركة ومضاء ، تكشف عن أنّ هذا العظيم لم يتحدّث علي عهد رسول الله ½ عن نفسه قط ، مع ما كانت تزهر به أيّامه من مآثر عظمي وإنجازات باهرة . لكن بعد أن مضي النبىّ الأقدس الي الرفيق الأعلي بادر الإمام فى الأيّام الاُولي التى شهدت تغيّر الحكم وتنكّب الحياة السياسيّة عن اُصولها ; بادر للحديث عن سابقته الوضيئة فى هذا الدين ، وراح يصدع بحقّه فى كلّ مكان ; رغبة منه بإحقاق الحقّ ، وإجهاراً للحقيقة ، ودفاعاً عن موقع "الإمامة" . لكن للأسف لم تُغنِ جهود الإمام شيئاً ، فاختطّت الخلافة مساراً آخر ! غير استثناءات قليلة ومواضع نادرة ، فلاذ الإمام أمير المؤمنين ¼ بصمت رهيب استغرق من عمره سنوات مديدة ، وطوي عن حقّه كَشْحاً ، وكلماته المتوجّعة تقول : "فصبرتُ وفى العين قذيً ، وفى الحلْق شجاً(١)" . ولمّا تسلّل "حزب الطلقاء" الي واقع الحياة الإسلاميّة ، وترسّخت أقدامه علي عهد الخليفة الثالث ، اتّسع حجم الأكاذيب والافتراءات ، وطفقت تنهال من كلّ جانب لا سيما فى الشام ; لتصنع أجواء مكفهرّة نتنة ، تقلب الحقائق ، وتحاصر أهل الحقّ وأنصاره خاصّة الإمام أمير المؤمنين ¼ . وقف الإمام يواجه كلّ هذه الأكاذيب والافتراءات ، والسيول المتدفّقة من التزييف والاتّهام وقلب الحقائق وكتمانها ، يتصدّره بلاط معاويّة المغموس بالخداع والحيلة ، وبإصرار جاهلى عنيد علي إفساد الأذهان ، وتلويث العقول (١) راجع : القسم العاشر / الخصائص الأخلاقيّة / الصبر وفى العين قذي . إرجاعات
١٤٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثاني : الخصائص الأخلاقيّة / الصبر وفي العين قذى
١٩٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه
بموج عارم من الأباطيل والزخارف والسفاهات . ولمّا كان معاويّة يعرف أن شخصيّة علىّ ¼ لو راحت تسطع من وراء غيوم الدعاية المضادّة المتلبّدة الداجية لانهارت حياته السياسيّة والاجتماعيّة ، وذهبت أدراج الرياح ، لذلك حشّد كلّ قواه وإرادته وتصميمه علي استهداف هذه الشخصيّة ، فراح يضخّ م ذاته حتي ينال من علىّ ¼ ما استطاع ، ولم تتهيّأ له وسيلة إلاّ ركبها فى هذه الحرب البغيضة الشعواء ، حتي بلغت به جرأته أن يفرض لعن علىّ ¼ فى "الصلوات" ! تري ماذا عسي الإمام علىّ ¼ أن يفعل فى مواجهة جوّ وبىء مثل هذا يزدحم بالأكاذيب والافتراءات والتضليل ، وتتشابك فيه أحابيل الدعاية المضادّة ؟ ليس أمامه إلاّ أن يجهر بفضائله ، ويكشف عن مثالب "حزب الطلقاء" وسوآتهم . إنّ شطراً عظيماً ممّا نطق به الإمام من فضائله كان لمواجهة فضاء وبىء مسعور مثل هذا . ولا ريب فى أنّ ذلك مهمّة صعبة ، شاقّة ، مجهدة بيد أنّها ضروريّة لا مناص منها . ولمّا كان علىّ ¼ لا يعرف إلاّ الحقّ ، وليس له هدف إلاّ أن يعلو الحقّ ، تحتّم عليه أن ينطق وأن يتحدّث ولو كلّفه ذلك جهداً ومرارة . وهذا ما فعله تماماً إمامُنا سلام الله عليه . ١٩٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله
٣ / ١ ٣ / ١ ـ ١ ٣٥٨٩ ـ الإمام علىّ ¼ ـ فى بيانه قربَه من النبىّ ½ ـ : وقد علمتم موضعى من رسول الله ½ بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخَصيصة ; وضعنى فى حجره وأنا ولد ، يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويمسّنى جسده ، ويشمّنى عَرْفه . وكان يمضغ الشىء ثمّ يُلقمنيه . وما وجد لى كذبة فى قول ، ولا خطلة فى فعل . ولقد قرن الله به ½ ـ من لَدُنْ أن كان فطيماً ـ أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره . ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحراء فأراه ، ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله ½ وخديجة وأنا ثالثهما . أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة . ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحى عليه ½ فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وتري ما أري ، إلاّ أنّك لست بنبىٍّ ، ولكنّك لوزيرٌ ، وإنّك لعلي خير(١) . (١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ ، بحار الأنوار : ٦٣ / ٢٦٤ / ١٤٧ . ١٩٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كنت كجزء منه
٣٥٩٠ ـ عنه ¼ : إنّ رسول الله ½ استوهبنى عن أبى فى صبائى ، وكنت أكيله وشريبه ، ومونسه ومحدِّثه(١) . ٣٥٩١ ـ الإرشاد ـ فى ذكر أحوال الإمام علىّ ¼ بعد الهجرة ـ : أنزله النبىّ ½ عند وروده المدينة داره ، وأحلّه قراره ، وخلطه بحُرَمه وأولاده ، ولم يميّزه من خاصّة نفسه ، ولا احتشمه فى باطن أمره وسرّه(٢) . ٣ / ١ ـ ٢ ٣٥٩٢ ـ الإمام علىّ ¼ : كنت فى أيّام رسول الله ½ كجزء من رسول الله ½ ، ينظر إلىّ الناس كما يُنظر إلي الكواكب فى اُفق السماء ، ثمّ غضّ(٣) الدهر منّى ، فقُرن بى فلان وفلان ، ثمّ قُرنت بخمسة أمثلهم عثمان ، فقلت : وا ذفراه ! ثمّ لم يرض الدهر لى بذلك حتي أرذلنى ، فجعلنى نظيراً لابن هند وابن النابغة ، لقد استنّت الفصال حتي القرعي(٤) (٥) . ٣ / ١ ـ ٣ ٣٥٩٣ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا من رسول الله ½ كالعضد من المنكب ، وكالذراع من (١) الخصال : ٥٧٢ / ١ عن مكحول . إرجاعات
٢٠٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / التقدّم على الأقران / أنا خير منك ومنهما
١٩٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كالضوء من الضوء
العضد ، وكالكفّ من الذراع ، ربّانى صغيراً ، وآخانى كبيراً(١) . ٣ / ١ ـ ٤ ٣٥٩٤ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا من رسول الله كالضوء من الضوء(٢) ، والذراع من العضد(٣) . ٣٥٩٥ ـ عنه ¼ : أنا من أحمد كالضوء من الضوء(٤) . ٣٥٩٦ ـ الإمام الصادق ¼ ـ لمحمّد بن حرب الهلالى ـ : إنّ عليّاً ¼ برسول الله شُرّف ، وبه ارتفع . . . أ ما علمت أنّ المصباح هو الذى يُهتدي به فى الظلمة ، وانبعاث فرعه من أصله ، وقد قال علىّ ¼ : "أنا من أحمد كالضوء من الضوء" ! أ ما علمت أنّ محمّداً وعليّاً صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدى الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفى عام ، وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلاً قد انشعب فيه شعاع لامع ، فقالت : إلهنا وسيّدنا ، ما هذا النور ؟ فأوحي الله عزّ وجلّ إليهم : هذا نور من نورى ، أصله نبوّة ، وفرعه إمامة ، أمّا النبوّة فلمحمّد عبدى (١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٥ / ٦٢٥ . ١٩٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / صنو رسول الله
ورسولى ، وأمّا الإمامة فلعلىّ حجّتى ووليّى(١) . ٣ / ١ ـ ٥ ٣٥٩٧ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا صنو(٢) رسول الله ، والسابق إلي الإسلام ، وكاسر الأصنام ، ومجاهد الكفّار ، وقامع الأضداد(٣) . ٣٥٩٨ ـ عنه ¼ : أنا صنوه ، ووصيّه ، ووليّه ، وصاحب نجواه وسرّه(٤) . ٣ / ١ ـ ٦ ٣٥٩٩ ـ الإمام علىّ ¼ : دينى دين رسول الله ½ ، وحسبى حسب رسول الله ½ ، فمن تناول دينى وحسبى فقد تناول دين رسول الله ½ وحسبه(٥) . (١) معانى الأخبار : ٣٥١ / ١ ، علل الشرائع : ١٧٤ / ١ كلاهما عن محمّد بن حرب الهلالى . إرجاعات
٦٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة
٦٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة / أنا وعليّ من شجرة واحدة
١٩٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كنت آخر الناس عهداً به
٣٦٠٠ ـ عنه ¼ : حسبى حسب النبىّ ½ ، ودينى دين النبىّ ½ ، ومن نال منّى شيئاً فإنّما يناله من النبىّ ½ (١) . ٣٦٠١ ـ عنه ¼ : إنّ حسبى حسب النبىّ ½ ، وعرضى عرضه ، ودمى دمه ، فمن أصاب منّى شيئاً فإنّما أصابه عن(٢) رسول الله ½ (٣) . ٣ / ١ ـ ٧ ٣٦٠٢ ـ الإمام علىّ ¼ : إنّى كنت آخر الناس عهداً برسول الله ، ودليته فى حفرته(٤) . ٣٦٠٣ ـ عنه ¼ : لقد قُبض النبىّ ½ وإنّ رأسه لفى حجرى ، ولقد ولِيتُ غسله بيدى ، تقلّبه الملائكة المقرّبون معى(٥) . ٣٦٠٤ ـ عنه ¼ : إنّ النبىّ ½ كان واضعاً رأسه فى حجرى ، فلم يزل يقول : الصلاة الصلاة ، حتي قُبض(٦) . ٣٦٠٥ ـ عنه ¼ : لقد قبض رسول الله ½ وإنّ رأسه لعلي صدرى ، ولقد سالت نفسه فى كفّى ، فأمررتها علي وجهى . ولقد ولِيتُ غُسله ½ والملائكة أعوانى ، (١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥١٩ عن أبى صادق ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٥ عن كهمس ; تفسير فرات : ٦١ / ٢٤ عن أبى كهمس وليس فيهما ذيله . ١٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / أنا أولي به حيّاً وميّتاً
فضجّت الدار والأفنية ; ملأ يهبط ، وملأ يعرج ، وما فارقت سمعى هينمة(١) منهم ، يُصلّون عليه حتي واريناه فى ضريحه . فمن ذا أحقّ به منّى حيّاً وميّتاً ؟ ! فانفذوا علي بصائركم ، ولتصدق نيّاتكم فى جهاد عدوّكم ، فو الذى لا إله إلاّ هو إنّى لعلي جادّة الحقّ ، وإنّهم لعلي مزلّة الباطل . أقول ما تسمعون وأستغفر الله لى ولكم(٢) . ٣ / ١ ـ ٨ ٣٦٠٦ ـ الإمام علىّ ¼ : أنا أولي برسول الله حيّاً وميّتاً ، وأنا وصيّه ، ووزيره ، ومستودع سرّه وعلمه(٣) . ٣٦٠٧ ـ عنه ¼ : نحن أولي برسول الله حيّاً وميّتاً(٤) . ٣٦٠٨ ـ عنه ¼ : والله ، إنّى لأخوه ، ووليّه ، ووارثه ، وابن عمّه ، فمن أحقّ به منّى ؟ !(٥) (١) الهينمة : الكلام الخفىّ لا يفهم (النهاية : ٥ / ٢٩٠) . إرجاعات
٧٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المنزلة عند النبيّ |