الصفحة الرئيسية

المكتبة المختصة

فهرس المجلد الثامن

 

 

١٨٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان عليّ

بحث حول مدح الإمام نفسه

إنّ أحد الفصول التربويّة الثمينة الموقظة فى خطب الإمام أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب  ¼ ورسائله هى الكلمات التى تعكس أبعاداً من شخصيّته الفريدة . وما سوف نعرضه فى هذا الفصل يمثّل شذرات من تلك الكلمات الدرّيّة ، وستأتى نماذج اُخري من كلماته  ¼ فى طيّات فصول الكتاب المتنوّعة .

إنّ النظرة السطحيّة العابرة لهذه الكلمات قد توحى بأنّ الإمام كان يمدح نفسه ، ولعلّها تسوق القارئ إلي القول بأنّ مثل هذه الكلمات تتنافي مع قوله تعالي ³ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ  ²  (١) . علماً أنّه  ¼ قد أشار إلي ذلك بقوله : "و لولا ما نهي اللهُ عنه من تزكية المرء نفسَهُ ، لَذَكَرَ ذاكرٌ فضائلَ جمّةً"(٢) .


(١) النجم : ٣٢ .
(٢) نهج البلاغة : الكتاب ٢٨ ، الاحتجاج : ١ / ٤١٩ / ٩٠ .

 ١٨٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

وهذا الكلام يمكن أن يكون آيةً علي مسار تزكية النفس وكيفيّته ، وجوازه أو حظره .

لا شكّ أنّ الإمام عليّاً  ¼ كان يقوم بواجب شرعىّ لا مناص منه ; إذ لو كانت تزكية المرء نفسه كذباً فهى محرّمة ، ولو كانت صدقاً ـ ولا مصلحة ملزمة فيها ـ فهى لا جَرمَ مذمومة ، وأمّا لو كانت ذات مصلحة فهى محمودة لا محالة .

وخلاصة القول : لو ترتّبت عليها مصالح مهمّة ملزمة وكانت تصبّ فى اتّجاه إحقاق الحقّ والدفاع عن الحقوق فلا نرتاب فى وجوبها ، وإذا صدف عنها الإنسان بذريعة عدم التحدّث عن النفس فذلك مذموم وحرام ، وهو يمهّد لضياع الحقائق والقيم . . . .

ومن هنا فإنّنا حينما نلاحظ كلمات المدح عند الإمام نلمس فيها دفاعاً عن شخصيّة إنسان مظلوم ; ألجأه الواجب إلي إماطة اللثام عن حقٍّ ضائع مكتوم ، فى ظروف لم يَحُلْ فيها مساعير الفتنة دون قول الحقّ فحسب ، بل تقوّلوا وافتَرَوا وتخرّصوا لتشويه صورة الحقّ . ولقد تحدّث الإمام  ¼ من أجل قشع الغمائم السوداء عن سماء الحياة الفكريّة للمجتمع ، وإراءة ما كان ، وما جري علي الحقّ ، وإلاّ فإنّ حقيقة حياته الصادقة  ¼ وشخصيّته الرفيعة هما أعظم شأناً من أن يتحدّث عن نفسه، أو أن يُمني بحبّ الذات ! ويتسنّي لنا أن نحلّل بعض التساؤلات المثارة حول مدح الإمام ذاته، وتحدّثه بفضائله ومعالم عظمته بما يأتى :

١ ـ امتثال أمر الله تعالي فى بيان نعمه

كان الإمام أمير المؤمنين  ¼ يلهج بذكر النعم الإلهيّة ، ويتحدّث بفضل الله تعالي عليه، وهو بكلماته البليغة شكور يقدّر النعمة والمنعِم ويثمّنها . ومن

 ١٨٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

أقواله  ¼ :

"أنا قاتلُ الأقران، ومجدِّلُ الشجعان . أنا الذى فقأتُ عينَ الشرك، وثَلَلتُ عرشَه ; غير مُمتنٍّ علي الله بجهادى ولا مدلٍّ(١) إليه بطاعتى ، ولكن اُحدّث بنعمة ربّى(٢)"(٣) .

٢ ـ بيان الحقائق التاريخيّة

تتبلور كلّ حادثة فى ثنايا التاريخ، وتُنقل علي مرّ الدهور، لكن كيف تُنقل ؟ من الذين كانوا اُولى الدور المؤثّر فى الأحداث ؟ وكيف ظهرت الأحداث ؟ وو و. . . وتبلور الإسلام فى شبه الجزيرة العربيّة كقضيّة عجيبة ، وأنتج ردود فعل كثيرة ، وفتح طريقه من بين المنعطفات الوعرة والوهاد والنجاد التى لا تُحصي ومضي قُدُماً . وكان لعلىّ  ¼ الدور الأكبر فيه .

بَيْد أنّ الذى كان يقال للأجيال السابقة آنذاك ، هل كان كذلك حقّاً ؟ ! وحين حدث التغيير فى الحكم بعد وفاة النبىّ  ½ ، فإنّ هذا التغيير قد استتبع تغييرات كثيرة ، منها وضع لكثير من الشخصيّات، ورفع لكثير غيرها ، ومنها اختلاق لكثير من الشخصيّات ، ومكابرة لكثير غيرها . . . وكان الإمام  ¼ هو الذى رفع لواء الحقّ فى وقت قد كُمّت فيه الأفواه، وقُطعت الألسن، وكُسرت الأقلام . وبيّن  ¼ حقائق التاريخ كما هى عليه . فمن كان له الدور الأوّل والتأثير الأكبر فى هذا التاريخ غير علىٍّ  ¼ ؟ !


(١) مُدِلٌّ: منبسط لا خوف عليه، وهو من الإدلال والدالّة علي من لك عنده منزلة (النهاية: ٢ / ١٣١).
(٢) إشارة إلي الآية ١١ من سورة الضحي .
(٣) شرح نهج البلاغة: ٢٠ / ٢٩٦.

 ١٩٠ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

٣ ـ الدفاع عن الحقّ دفاع مظلوم

قلنا إنّ التغييرات السياسيّة تستتبع تغييرات اجتماعيّة وثقافيّة كثيرة، وكان الإمام  ¼ أكثر الناس ظُلامةً فى ظلّ تلك التغييرات ، وقد صبر مهضوماً مظلوماً لمصلحة الإسلام ـ وقد تحدّثنا عن ذلك فى أحد المواضع(١) ـ بَيْد أنّه حاول أن يتحدّث عن هذه الظلامة ، ويحول دون تحريف التاريخ ما استطاع إلي ذلك سبيلاً(٢) .

وعندما بلغت التهديدات ذروتها سكت البعض خوفاً ، واُلجم البعض الآخر حرصاً علي الحياة بعدما كثرت مغرياتها ، فمن يتحدّث عن علىٍّ  ¼ ؟ ومن يُفصح عن "حقّ الخلافة" و"خلافة الحقّ" ؟ وأنكي من ذلك كلّه أنّ حزب الطُّلَقاء استحوذ علي مقدّرات الاُمّة ، فنال من علىٍّ ما شاء ، واختلق ـ باطلاً ـ فضائل موهومة لبعض الصحابة كى يقلّل قبساً ولو ضئيلاً من فضائل علىٍّ ، فهل للإمام سبيل غير تعريف نفسه للاُمّة ، والإصحار بفضائله ومناقبه ؟ !

إنّه  ¼ بكلماته المذكورة فى موقع الدفاع عن المظلوم ، وهو نفسه المنادى بضرورة الدفاع عن المظلوم، ومقارعة الظالم .

٤ ـ الدفاع عن حقّ الناس

عندما تُفْتَعل الأجواء الكاذبة فى المجتمع ، وتجرف الدعايات المسمومة المضادّة بعض الناس باطلاً ، وتقذف ببعضهم الآخر ظلماً ، ويتربّع غير الجُدَراء علي دفّة الحكم ، ويتسلّمون مقاليد الأمر ، وينزوى الجدراء المؤهَّلون ويبتعدون


(١) راجع : القسم الرابع .
(٢) راجع : القسم العاشر / الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبىّ .


إرجاعات 
٧ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الأوّل : قصّة السقيفة
٤٠٨ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الرابع : الخصائص السياسيّة والاجتماعيّة / المظلوميّة بعد النبيّ

 ١٩١ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

عن مسرح الحياة ، فالتقصير علي المجتمع ; إذ أباح ظلمهم ، وضيّع حقّه فى الاستهداء بهم والاستنارة بجدارتهم .

فالنضال ضدّ هذه الأجواء الكاذبة ، وإعادة الحقّ إلي نصابه يمثّلان دفاعاً عن حقّ الناس . ومن كان يمترى فى أنّ عليّاً  ¼ كان الأجدر الأكفأ ؟ أ لم يَقُل عمر بن الخطّاب : "إنّه لاَحراهم أن يُقيمهم علي طريقة من الحقّ"(١) ؟ فماذا يفعل الناس فى خضمّ حضورهم ؟ ! وإذا عرّف الإمام  ¼ نفسه وتحدّث عن جدارته ولياقته فإنّما يدافع عن حقّ الناس الثابت ، أى حقّ معرفة الأجدر ، وتحكيم الأصلح .

هذه وغيرها تمثّل سرّ حديث علىٍّ عن علىٍّ ، وبعبارة اُخري ، إنّ عليّ بن أبى طالب يتحدّث عن الإمام علىّ ، وعن أجدر إنسان لتسلّم زمام الاُمور .

٥ ـ الدفاع عن الذات إزاء الهجوم الدعائى العنيف

بيد أنّ ما يفوق فى أهميّته جميع الأدلّة التى ذكرناها كبواعث أملت علي الإمام أمير المؤمنين  ¼ أن يبادر إلي تبيين فضائله والحديث عن خصائصه بنفسه ، هى طبيعة الأجواء التى أعلن فيها ذلك علي الملأ العام .

حياة علىّ  ¼ مدهشة حقّاً ; أيّامها ملأي بالدروس ، وتاريخها حافل بالعظات . شخصيّة تتألّق بوهج مضىء مرتفع ، رجل فى مثل هذه الصلابة والرسوخ العظيم ، مؤمن يسمو به إيمانه ، فلا توازيه نجوم السماء علوّاً وجلالاً .

شخصيّة كهذه تتبوّأ منصّة كلّ هذه المكرمات ، ثمّ تطلع عليها أجواء محمومة بالدعاية الباطلة ، كيف ستبدو فى عيون جيل راح ينظر إليها وهى تمسك أزمّة الحكم بعد ربع قرن من الغياب ؟ وكيف ستكتسب موقعها فى ذهنه ووعيه ؟ هذا


(١) راجع : القسم الرابع / مبادئ خلافة عثمان / رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة .


إرجاعات 
٩٩ - المجلد الثالث / القسم الرابع : الإمام عليّ بعد النبيّ / الفصل الثالث : مبادئ خلافة عثمان / رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة

 ١٩٢ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

هو السؤال .

إنّ دراسة حياة علىّ  ¼ المترعة نوراً وحركة ومضاء ، تكشف عن أنّ هذا العظيم لم يتحدّث علي عهد رسول الله  ½ عن نفسه قط ، مع ما كانت تزهر به أيّامه من مآثر عظمي وإنجازات باهرة .

لكن بعد أن مضي النبىّ الأقدس الي الرفيق الأعلي بادر الإمام فى الأيّام الاُولي التى شهدت تغيّر الحكم وتنكّب الحياة السياسيّة عن اُصولها ; بادر للحديث عن سابقته الوضيئة فى هذا الدين ، وراح يصدع بحقّه فى كلّ مكان ; رغبة منه بإحقاق الحقّ ، وإجهاراً للحقيقة ، ودفاعاً عن موقع "الإمامة" .

لكن للأسف لم تُغنِ جهود الإمام شيئاً ، فاختطّت الخلافة مساراً آخر ! غير استثناءات قليلة ومواضع نادرة ، فلاذ الإمام أمير المؤمنين  ¼ بصمت رهيب استغرق من عمره سنوات مديدة ، وطوي عن حقّه كَشْحاً ، وكلماته المتوجّعة تقول : "فصبرتُ وفى العين قذيً ، وفى الحلْق شجاً(١)" .

ولمّا تسلّل "حزب الطلقاء" الي واقع الحياة الإسلاميّة ، وترسّخت أقدامه علي عهد الخليفة الثالث ، اتّسع حجم الأكاذيب والافتراءات ، وطفقت تنهال من كلّ جانب لا سيما فى الشام ; لتصنع أجواء مكفهرّة نتنة ، تقلب الحقائق ، وتحاصر أهل الحقّ وأنصاره خاصّة الإمام أمير المؤمنين  ¼ .

وقف الإمام يواجه كلّ هذه الأكاذيب والافتراءات ، والسيول المتدفّقة من التزييف والاتّهام وقلب الحقائق وكتمانها ، يتصدّره بلاط معاويّة المغموس بالخداع والحيلة ، وبإصرار جاهلى عنيد علي إفساد الأذهان ، وتلويث العقول


(١) راجع : القسم العاشر / الخصائص الأخلاقيّة / الصبر وفى العين قذي .


إرجاعات 
١٤٣ - المجلد التاسع / القسم العاشر : خصائص الإمام عليّ / الفصل الثاني : الخصائص الأخلاقيّة / الصبر وفي العين قذى

 ١٩٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / بحث حول مدح الإمام نفسه

بموج عارم من الأباطيل والزخارف والسفاهات .

ولمّا كان معاويّة يعرف أن شخصيّة علىّ  ¼ لو راحت تسطع من وراء غيوم الدعاية المضادّة المتلبّدة الداجية لانهارت حياته السياسيّة والاجتماعيّة ، وذهبت أدراج الرياح ، لذلك حشّد كلّ قواه وإرادته وتصميمه علي استهداف هذه الشخصيّة ، فراح يضخّ م ذاته حتي ينال من علىّ  ¼ ما استطاع ، ولم تتهيّأ له وسيلة إلاّ ركبها فى هذه الحرب البغيضة الشعواء ، حتي بلغت به جرأته أن يفرض لعن علىّ  ¼ فى "الصلوات" !

تري ماذا عسي الإمام علىّ  ¼ أن يفعل فى مواجهة جوّ وبىء مثل هذا يزدحم بالأكاذيب والافتراءات والتضليل ، وتتشابك فيه أحابيل الدعاية المضادّة ؟ ليس أمامه إلاّ أن يجهر بفضائله ، ويكشف عن مثالب "حزب الطلقاء" وسوآتهم .

إنّ شطراً عظيماً ممّا نطق به الإمام من فضائله كان لمواجهة فضاء وبىء مسعور مثل هذا .

ولا ريب فى أنّ ذلك مهمّة صعبة ، شاقّة ، مجهدة بيد أنّها ضروريّة لا مناص منها .

ولمّا كان علىّ  ¼ لا يعرف إلاّ الحقّ ، وليس له هدف إلاّ أن يعلو الحقّ ، تحتّم عليه أن ينطق وأن يتحدّث ولو كلّفه ذلك جهداً ومرارة . وهذا ما فعله تماماً إمامُنا سلام الله عليه .

 ١٩٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله

٣ / ١

المكانة عند رسول الله

٣ / ١ ـ ١

القرابة القريبة

٣٥٨٩ ـ الإمام علىّ  ¼ ـ فى بيانه قربَه من النبىّ  ½ ـ : وقد علمتم موضعى من رسول الله  ½ بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخَصيصة ; وضعنى فى حجره وأنا ولد ، يضمّنى إلي صدره ، ويكنفنى فى فراشه ، ويمسّنى جسده ، ويشمّنى عَرْفه . وكان يمضغ الشىء ثمّ يُلقمنيه . وما وجد لى كذبة فى قول ، ولا خطلة فى فعل .

ولقد قرن الله به  ½ ـ من لَدُنْ أن كان فطيماً ـ أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره .

ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه علماً ، ويأمرنى بالاقتداء به . ولقد كان يجاور فى كلّ سنة بحراء فأراه ، ولا يراه غيرى . ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ فى الإسلام غير رسول الله  ½ وخديجة وأنا ثالثهما . أري نور الوحى والرسالة ، وأشمّ ريح النبوّة .

ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحى عليه  ½ فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع ، وتري ما أري ، إلاّ أنّك لست بنبىٍّ ، ولكنّك لوزيرٌ ، وإنّك لعلي خير(١) .


(١) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٢ ، بحار الأنوار : ٦٣ / ٢٦٤ / ١٤٧ .

 ١٩٥ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كنت كجزء منه

٣٥٩٠ ـ عنه  ¼ : إنّ رسول الله  ½ استوهبنى عن أبى فى صبائى ، وكنت أكيله وشريبه ، ومونسه ومحدِّثه(١) .

٣٥٩١ ـ الإرشاد ـ فى ذكر أحوال الإمام علىّ  ¼ بعد الهجرة ـ : أنزله النبىّ  ½ عند وروده المدينة داره ، وأحلّه قراره ، وخلطه بحُرَمه وأولاده ، ولم يميّزه من خاصّة نفسه ، ولا احتشمه فى باطن أمره وسرّه(٢) .

٣ / ١ ـ ٢

كنت كجزء منه

٣٥٩٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : كنت فى أيّام رسول الله  ½ كجزء من رسول الله  ½ ، ينظر إلىّ الناس كما يُنظر إلي الكواكب فى اُفق السماء ، ثمّ غضّ(٣) الدهر منّى ، فقُرن بى فلان وفلان ، ثمّ قُرنت بخمسة أمثلهم عثمان ، فقلت : وا ذفراه ! ثمّ لم يرض الدهر لى بذلك حتي أرذلنى ، فجعلنى نظيراً لابن هند وابن النابغة ، لقد استنّت الفصال حتي القرعي(٤) (٥) .

راجع :التقدّم علي الأقران / فيا عجباً للدهر .

٣ / ١ ـ ٣

كالعضد من المنكب

٣٥٩٣ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا من رسول الله  ½ كالعضد من المنكب ، وكالذراع من


(١) الخصال : ٥٧٢ / ١ عن مكحول .
(٢) الإرشاد : ١ / ٥٤ .
(٣) غضَّ : وضع ونقص (لسان العرب : ٧ / ١٩٧) .
(٤) مَثل يضرب للذى يتكلّم مع من لا ينبغى أن يتكلّم بين يديه لجلالة قدره (مجمع الأمثال : ١ / ٣٣٣) .
(٥) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣٢٦ / ٧٣٣ .


إرجاعات 
٢٠٣ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثالث : عليّ عن لسان عليّ / التقدّم على الأقران / أنا خير منك ومنهما

 ١٩٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كالضوء من الضوء

العضد ، وكالكفّ من الذراع ، ربّانى صغيراً ، وآخانى كبيراً(١) .

٣ / ١ ـ ٤

كالضوء من الضوء

٣٥٩٤ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا من رسول الله كالضوء من الضوء(٢) ، والذراع من العضد(٣) .

٣٥٩٥ ـ عنه  ¼ : أنا من أحمد كالضوء من الضوء(٤) .

٣٥٩٦ ـ الإمام الصادق  ¼ ـ لمحمّد بن حرب الهلالى ـ : إنّ عليّاً  ¼ برسول الله شُرّف ، وبه ارتفع . . . أ ما علمت أنّ المصباح هو الذى يُهتدي به فى الظلمة ، وانبعاث فرعه من أصله ، وقد قال علىّ  ¼ : "أنا من أحمد كالضوء من الضوء" ! أ ما علمت أنّ محمّداً وعليّاً صلوات الله عليهما كانا نوراً بين يدى الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفى عام ، وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور رأت له أصلاً قد انشعب فيه شعاع لامع ، فقالت : إلهنا وسيّدنا ، ما هذا النور ؟ فأوحي الله عزّ وجلّ إليهم : هذا نور من نورى ، أصله نبوّة ، وفرعه إمامة ، أمّا النبوّة فلمحمّد عبدى


(١) شرح نهج البلاغة : ٢٠ / ٣١٥ / ٦٢٥ .
(٢) الضوء هو النور ، وعليه يكون معني الحديث قريباً من معني الحديث النبوى المشهور : "أنا وعلىّ من نور واحد" . لكن ورد الحديث فى بعض النسخ هكذا : "كالصِّنو من الصِّنو" والصِّنْو : أن تطلع نخلتان من عِرق واحد (النهاية: ٣/٥٧)، وعليه فيكون المعني مقارباً لما ورد فى النبوى المشهور "أنا وعلىّ من شجرة واحدة".
(٣) نهج البلاغة : الكتاب ٤٥ .
(٤) الأمالى للصدوق : ٦٠٤ / ٨٤٠ عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه (ع) ، بشارة المصطفي : ١٩١ ، روضة الواعظين : ١٤٢ .

 ١٩٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / صنو رسول الله

ورسولى ، وأمّا الإمامة فلعلىّ حجّتى ووليّى(١) .

راجع :علىّ عن لسان النبىّ / الخلقة / أنا وعلىّ من نور واحد .

٣ / ١ ـ ٥

صنو رسول الله

٣٥٩٧ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا صنو(٢) رسول الله ، والسابق إلي الإسلام ، وكاسر الأصنام ، ومجاهد الكفّار ، وقامع الأضداد(٣) .

٣٥٩٨ ـ عنه  ¼ : أنا صنوه ، ووصيّه ، ووليّه ، وصاحب نجواه وسرّه(٤) .

راجع : علىّ علي لسان النبىّ / الخلقة / أنا وعلىّ من شجرة واحدة .

٣ / ١ ـ ٦

دينى دينه وحسبى حسبه

٣٥٩٩ ـ الإمام علىّ  ¼ : دينى دين رسول الله  ½ ، وحسبى حسب رسول الله  ½ ، فمن تناول دينى وحسبى فقد تناول دين رسول الله  ½ وحسبه(٥) .


(١) معانى الأخبار : ٣٥١ / ١ ، علل الشرائع : ١٧٤ / ١ كلاهما عن محمّد بن حرب الهلالى .
(٢) الصِّنْو : الغصن الخارج عن أصل الشجرة ، يقال : هما صِنوَا نخلة ، وفلان صِنوُ أبيه (مفردات ألفاظ القرآن : ٤٩٤) .
(٣) غرر الحكم : ٣٧٦١ .
(٤) الأمالى للمفيد : ٦ / ٣ ، الأمالى للطوسى : ٦٢٦ / ١٢٩٢ ، بشارة المصطفي : ٤ ، كشف الغمّة : ٢ / ٣٨ كلّها عن الأصبغ بن نباتة .
(٥) الأمالى للمفيد : ٨٨ / ٣ ، الأمالى للصدوق : ٤٩٩ / ٦٨٥ كلاهما عن أبى صادق ، روضة الواعظين : ٣٠٠ كلاهما نحوه .


إرجاعات 
٦٤ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة
٦٧ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / الخِلْقَة / أنا وعليّ من شجرة واحدة

 ١٩٨ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / كنت آخر الناس عهداً به

٣٦٠٠ ـ عنه  ¼ : حسبى حسب النبىّ  ½ ، ودينى دين النبىّ  ½ ، ومن نال منّى شيئاً فإنّما يناله من النبىّ  ½ (١) .

٣٦٠١ ـ عنه  ¼ : إنّ حسبى حسب النبىّ  ½ ، وعرضى عرضه ، ودمى دمه ، فمن أصاب منّى شيئاً فإنّما أصابه عن(٢) رسول الله  ½ (٣) .

٣ / ١ ـ ٧

كنت آخر الناس عهداً به

٣٦٠٢ ـ الإمام علىّ  ¼ : إنّى كنت آخر الناس عهداً برسول الله ، ودليته فى حفرته(٤) .

٣٦٠٣ ـ عنه  ¼ : لقد قُبض النبىّ  ½ وإنّ رأسه لفى حجرى ، ولقد ولِيتُ غسله بيدى ، تقلّبه الملائكة المقرّبون معى(٥) .

٣٦٠٤ ـ عنه  ¼ : إنّ النبىّ  ½ كان واضعاً رأسه فى حجرى ، فلم يزل يقول : الصلاة الصلاة ، حتي قُبض(٦) .

٣٦٠٥ ـ عنه  ¼ : لقد قبض رسول الله  ½ وإنّ رأسه لعلي صدرى ، ولقد سالت نفسه فى كفّى ، فأمررتها علي وجهى . ولقد ولِيتُ غُسله  ½ والملائكة أعوانى ،


(١) تاريخ دمشق : ٤٢ / ٥١٩ عن أبى صادق ، شرح نهج البلاغة : ٤ / ١٠٥ عن كهمس ; تفسير فرات : ٦١ / ٢٤ عن أبى كهمس وليس فيهما ذيله .
(٢) كذا فى المصدر ، والظاهر أنّها "من" .
(٣) شرح الأخبار : ١ / ٢٠٩ / ١٧٦ عن كميل .
(٤) الخصال : ٥٧٢ / ١ عن مكحول .
(٥) الأمالى للمفيد : ٢٣٥ / ٥ ، الأمالى للطوسى : ١١ / ١٣ ، كشف الغمّة : ٢ / ٥ كلّها عن الأصبغ بن نباتة ، وقعة صفّين : ٢٢٤ عن أبى سنان الأسلمى .
(٦) خصائص الأئمّة (ع) : ٥١ وراجع المناقب للكوفى : ١ / ٣٨٢ / ٣٠٠ .

 ١٩٩ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام علىّ / الفصل الثالث : علىّ عن لسان علىّ / المكانة عند رسول الله / أنا أولي به حيّاً وميّتاً

فضجّت الدار والأفنية ; ملأ يهبط ، وملأ يعرج ، وما فارقت سمعى هينمة(١) منهم ، يُصلّون عليه حتي واريناه فى ضريحه .

فمن ذا أحقّ به منّى حيّاً وميّتاً ؟ ! فانفذوا علي بصائركم ، ولتصدق نيّاتكم فى جهاد عدوّكم ، فو الذى لا إله إلاّ هو إنّى لعلي جادّة الحقّ ، وإنّهم لعلي مزلّة الباطل .

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لى ولكم(٢) .

٣ / ١ ـ ٨

أنا أولي به حيّاً وميّتاً

٣٦٠٦ ـ الإمام علىّ  ¼ : أنا أولي برسول الله حيّاً وميّتاً ، وأنا وصيّه ، ووزيره ، ومستودع سرّه وعلمه(٣) .

٣٦٠٧ ـ عنه  ¼ : نحن أولي برسول الله حيّاً وميّتاً(٤) .

٣٦٠٨ ـ عنه  ¼ : والله ، إنّى لأخوه ، ووليّه ، ووارثه ، وابن عمّه ، فمن أحقّ به منّى ؟ !(٥)

راجع : علىّ عن لسان النبىّ / المنزلة عند النبىّ .


(١) الهينمة : الكلام الخفىّ لا يفهم (النهاية : ٥ / ٢٩٠) .
(٢) نهج البلاغة : الخطبة ١٩٧ ، غرر الحكم : ١٠١٤٥ وفيه إلي "حيّاً وميّتاً" .
(٣) الاحتجاج :١ / ١٨٢ / ٣٦ عن أبى المفضّل محمّد بن عبد الله الشيبانى بإسناده عن رجاله .
(٤) الإمامة والسياسة : ١ / ٢٩ .
(٥) خصائص أمير المؤمنين للنسائى : ١٣٠ / ٦٥ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ٢ / ٦٥٣ / ١١١٠ ، المستدرك علي الصحيحين : ٣ / ١٣٦ / ٤٦٣٥ ، المعجم الكبير : ١ / ١٠٧ / ١٧٦ ، تفسير ابن أبى حاتم : ٢ / ٥٨١ / ١٥٥٣ ; الأمالى للطوسى : ٥٠٢ / ١٠٩٩ ، الاحتجاج : ١ / ٤٦٦ / ١١٠ وليس فيهما "و وليّه" ، المناقب للكوفى : ١ / ٣٣٩ / ٢٦٥ كلّها عن ابن عبّاس .


إرجاعات 
٧٦ - المجلد الثامن / القسم التاسع : الآراء حول شخصيّة الإمام عليّ / الفصل الثاني : عليّ عن لسان النبيّ / المنزلة عند النبيّ