http://www.imamsadeq.orgكتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من ص 319 ـ 353 ص

( 319 )

 

الحكمة 1 اسلوب مواجهة الفتن ـ وَقَالَ (عليه السلام) : كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ (فيحتلب).

الحكمة 2 معرفة الرذّائل الاخلاقية وَقَالَ (عليه السلام) : أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ.

الحكمة 3 معرفة الرذّائل الاخلاقية ـ وَقَالَ(عليه السلام): الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالْفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ.

الحكمة 4 معرفة الرذّائل و الفضائل الاخلاقية ـ وَقَالَ(عليه السلام) : الْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى.

الحكمة 5 معرفة الفضائل الاخلاقية ـ وَقَالَ(عليه السلام) : الْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ، وَالاْدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.

الحكمة 6 فضل التواضّعوحفظ السرّ ـ وَقَالَ (عليه السلام) : صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالاِْحْتَِمالُ قَبْرُ الْعُيُوبِ. و روي أنه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: الْمَسْأَلَةُ خِبَاءُ الْعُيُوبِ، وَمَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ.

الحكمة 7 فضل الاِْنفاق و ذكر القيامة ـ وَقَالَ(عليه السلام) : الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجَالِهِمْ.

الحكمة 8 عجائب في خلقة الانسان ـ وَقَالَ(عليه السلام) : اعْجَبُوا لِهذَا الاِْنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْم، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْم، وَيَسْمَعُ بِعَظْم، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْم!

الحكمة 9 نتائج اقبال وإدبارها الدّنيا ـ وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ (أنفسهم).


( 320 )

الحكمة 10 أسلوب مواجهة النّاس ـ وَقَالَ(عليه السلام) : خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مُتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ (غبتم) حَنُّوا إِلَيْكُمْ.

الحكمة 11 أسلوب مواجهة العدوّ ـ وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.

الحكمة 12 طرُق المودّة ـ وَقَالَ(عليه السلام) : أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ.

الحكمة 13 أسلوب مواجهة النّعم الالهيه ـ وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ.

الحكمة 14 أسلوب التعامل مع الأقرباء وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ ضَيَّعَهُ الاَْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاَْبْعَدُ.

الحكمة 15 أسلوب التعامل مع المفتون ـ وَقَالَ(عليه السلام) : مَا كُلُّ مَفْتُون يُعَاتَبُ.

الحكمة 16    معرفة منزلة التقدير و التّدبير

وَقَالَ(عليه السلام) : تَذِلُّ الاُْمُورُ لِلْمَقَادِيرِ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ.

الحكمة 17 علّة تغيير الشيّب ـ وَسُئِلَ(عليه السلام) عَنْ قُوْلِ الرَّسُولِ(صلى الله عليه وآله وسلم) «غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَتَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» فَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّمَا قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلم)ذلِكَ وَالدِّينُ قُلٌّ، فَأَمَّا الاْنَ وَقدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ، وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ.

الحكمة 18 النتائج الذّميمة للفرار وَقَالَ(عليه السلام) فِي الَّذِينَ اعْتَزَلُوا الْقِتَالَ مَعَهُ: خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ.

الحكمة 19 النتائج الذّميمة لاتّباع الهوى وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ أَمَلِهِ


( 321 )
عَثَرَ بِأَجَلِهِ.

الحكمة 20 أسلوب التعامل مع الكرام ـ وَقَالَ(عليه السلام) : أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُ اللهِ بِيَدِهِ يَرْفَعُهُ.

الحكمة 21 الفضائل و الرّذائل الاخلاقية ـ وَقَالَ(عليه السلام) : قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ.

الحكمة 22 طرق أخذ الحق ـ وَقَالَ(عليه السلام) : لَنَا حَقٌّ، فَإِنْ أُعْطِينَاهُ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الاِْبِلِ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى.

وهذا من لطيف الكلام وفصيحه، ومعناه: أنا إن لم نعط حقنا كنا أذلاء. وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير، كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما.

الحكمة 23 فضل العمل وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ (حسبه).

الحكمة 24    أسلوب خدمة النّاس

وَقَالَ(عليه السلام) : مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ.

الحكمة 25    الخوف من اللّه عند النّعم

وَقَالَ(عليه السلام) : يَابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحانَهُ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ.

الحكمة 26    العلاقة بين الرّوح و البدن

وَقَالَ(عليه السلام): مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ (لفنات) لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ.

الحكمة 27 أسلوب علاج المرض ـ وَقَالَ (عليه السلام): امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ.

الحكمة 28 افضل الزّهد ـ وَقَالَ(عليه السلام): أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.

الحكمة 29    ضرورة ذكر الموت


( 322 )

وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَار، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَال، فَمَا أَسْرَعَ الْمُلْتَقَى!

الحكمة 30 التخذير من الغفلة وَقَالَ(عليه السلام) : الْحَذَرَ الْحَذَرَ! فَوَاللهِ لَقَدْ سَتَرَ، حَتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ.

الحكمة 31    معرفة اقسام الايمان

وَسُئِلَ عَنِ الاِْيمَانِ، فَقَالَ: الاِْيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ (شعب): عَلَى الصَّبْرِ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ. وَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ: فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ  سَلاَ عَنِ الشَّهَوَاتِ; وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الُْمحَرَّمَاتِ; وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ;

وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ. وَ الْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وَسُنَّةِ الاَْوَّلِينَ. فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ;

وَمَنْ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ; وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الاَْوَّلِينَ. وَ الْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى غَائِصِ الْفَهْمِ، وَغَوْرِ الْعِلْمِ، وَزُهْرَةِ الْحُكْمِ، وَرَسَاخَةِ الْحِلْمِ، فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ; وَمَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَر عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ; وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً. وَالْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الاَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْكَافِرِينَ (المنافقين); وَ مَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ; وَ مَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لِلّهِ، غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَ الْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ، وَالتَّنَازُعِ، والزَّيْغِ، وَالشِّقَاقِ: فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ إِلَى الْحَقِّ; وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ; وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ، وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ، وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ; وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ عَلَيْهِ طُرُقُهُ، وَأَعْضَلَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ، وَضَاقَ عَلَيْهِ مَخْرَجُهُ. وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الَّتمَارِي، وَالْهَوْلِ، وَالتَّرَدُّدِ، وَالاِْسْتِسْلاَمِ: فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ دَيْدَناً (ديناً) لَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ; وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ;


( 323 )
وَمَنْ تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبَ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ; وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا.

وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة والخروج عن الغرض المقصود في هذا الباب.

الحكمة 32 فضل فاعل الخير وَقَالَ(عليه السلام) : فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.

الحكمة 33    رعاية العدل في البذل و المحاسبة

وَقَالَ(عليه السلام) : كُنْ سَمَحاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً.

الحكمة 34 طريق الغِنى ـ وَقَالَ(عليه السلام) : أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى.

الحكمة 35 ضرورة معرفة الزّمان وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ بِمَالاَ يَعْلَمُونَ.

الحكمة 36 طول الأمل و سوء العمل وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَطَالَ الاَْمَلَ أَسَاءَ الْعَمَلَ.

الحكمة 37 التحذير من سنن الجاهليّة

وقال(عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الأنبار، فترجلوا له واشتدوا بين يديه، فقال: مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟ فَقَالُوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا، فَقَالَ: وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ فِي دُنْيَاكُمْ، وَتَشْقَوْنَ بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ. وَمَا أَخْسَرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الاَْمَانُ مِنَ النَّارِ!

الحكمة 38    آداب المعاشرة

وَقَالَ(عليه السلام) لابْنِهِ الْحَسَنَ: يَابُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً، وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ: إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ، وَأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ. يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الاَْحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ ; وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ; وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ; وَإِيَّاكَ وَ مُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ


( 324 )
كَالسَّرَابِ: يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.

الحكمة 39 منزلة الواجباتوالمستحبّات ـ وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ.

الحكمة 40    طريق معرفة العاقل و الأحمق

وَقَالَ(عليه السلام) : لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الاَْحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.

وهذا من المعاني العجيبة الشريفة، والمراد به أن العاقل لا يطلق لسانه، إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة. والأحمق تسبق حذفاتُ لسانه وفلتاتُ كلامه مراجعة فكره، ومماخضة رأيه. فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأن قلب الأحمق تابع للسانه.

الحكمة 41 طريق معرفة العاقل و الأحمق وقد روي عنه(عليه السلام) هذا المعنى بلفظ آخر، وهو قوله: قَلْبُ الاَْحْمَقِ فِي فِيهِ، وَلِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ. ومعناهما واحد.

الحكمة 42 المرض و حطّ السّيئات

وَقَالَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ فِي عِلَّة اعْتَلَّهَا : جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حَطّاً لِسَيِّئَاتِكَ، فَإِنَّ الْمَرَضَ لاَ أَجْرَ فِيهِ، وَلكِنَّهُ يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ، وَيَحُتُّهَا حَتَّ الاَْوْرَاقِ. وَإِنَّمَا الاَْجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ، وَالْعَمَلِ بِالاَْيْدِي وَالاَْقْدَامِ، وَإِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ الْجَنَّةَ.

وأقول: صدق(عليه السلام)، إن المرض لا أجر فيه، لأنه ليس من قبيل ما يستحق عليه العوض، لأن العوض يستحق على ما كان في مقابلة فعل الله تعالى بالعبد، من الآلام و الأمراض، وما يجري مجرى ذلك. والأجر والثواب يستحقان على ما كان في مقابلة فعل العبد، فبينهما فرق قد بينه(عليه السلام)، كما يقتضيه علمه الثاقب ورأيه الصائب.

الحكمة 43 خصائص خبّاب بن الأَرت ـ وَقَالَ(عليه السلام) فِي ذِكْرِ خَبَّابِ بْنِ الاَْرَتِّ: يَرْحَمُ اللهُ خَبَّابَ بْنَ الاَْرَتِّ، فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً، وَهَاجَرَ طَائِعاً، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ، وَعَاشَ


( 325 )
مُجَاهِداً.

الحكمة 44    فضل ذكر المعاد

وَقَالَ(عليه السلام) : طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَ عَمِلَ لِلْحِسَابِ، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ.

الحكمة 45    طريق معرفة المؤمن و المنافق

وَقَالَ(عليه السلام) : لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي; وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي. وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ; أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.

الحكمة 46 فضل النّدامة وَقَالَ(عليه السلام): سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ مِنْ حَسَنَة تُعْجِبُكَ.

الحكمة 47 معرفة الفضائل وَقَالَ(عليه السلام) : قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنْفَتِهِ، وَعِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ.

الحكمة 48    حفظ السرّ و الظّفر

وَقَالَ(عليه السلام) : اَلظَّفَرُ بِالْحَزْمِ، وَالْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ، وَالرَّأْيُ بِتَحْصِينِ الاَْسْرَارِ.

الحكمة 49    أسلوب التعامل مع الكريم واللّئيم

وَقَالَ(عليه السلام) : احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ، وَاللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ.

الحكمة 50    الطريق إلى تأليف القلوب

وَقَالَ(عليه السلام) : قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ.

الحكمة 51 القدرة: ستر العيوب وَقَالَ(عليه السلام) : عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ.

الحكمة 52 التعامل مع المغلوب وَقَالَ(عليه السلام) : أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ.


( 326 )

الحكمة 53 السّخاء وَقَالَ(عليه السلام) : السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً; فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَة فَحَيَاءٌ وَتَذَمُّمٌ.

الحكمة 54    الفضائل الاخلاقية

وَ قَالَ(عليه السلام) : لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ ; وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ ; وَ لاَ مِيرَاثَ كَالاَْدَبِ; وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.

الحكمة 55 اقسام الصبّر وَقَالَ(عليه السلام) : الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ .

الحكمة 56 الفقر و الغربة وَقَالَ (عليه السلام) : الغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ.

الحكمة 57 فضل القناعة وَقَالَ(عليه السلام) : الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ. (وقد روي هذا الكلام عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)).

الحكمة 58 المال و الشهّوات وَقَالَ (عليه السلام): الْمَالُ مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ.

الحكمة 59 فضل التّحذير وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ.

الحكمة 60 ضرورة تربية اللِّسان وَقَالَ(عليه السلام): اللِّسَانُ سَبُعٌ، إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ.

الحكمة 61 حلاوة أذى النّساء وَقَالَ (عليه السلام) : الْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ.

الحكمة 62 كيفية مقابلة احسان المحسنين وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا حُيِّيتَ بِتَحِيَّة فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا، وَإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا، وَالْفَضْلُ مَعَ ذلِكَ لِلْبَادِئِ.

الحكمة 63 فضل الشفاعة وَقَالَ(عليه السلام) : الشَّفِيعُ جَنَاحُ الطَّالِبِ.

الحكمة 64 التّحذير من الغفلة وَقَالَ(عليه السلام) : أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْب يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ.

الحكمة 65 عاقبة ترك الأحبّة وَقَالَ(عليه السلام): فَقْدُ الاَْحِبَّةِ غُرْبَةٌ.

الحكمة 66 الطّلب الصحيح وَقَالَ(عليه السلام) : فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا.


( 327 )

الحكمة 67 فضل الإنفاق وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ.

الحكمة 68 نتائج الْعِفَّة و الشكر وَقَالَ(عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، وَالشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.

الحكمة 69 حفظ الرجّاء وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلاَ تُبَلْ مَا كُنْتَ.

الحكمة 70 علامة الجاهل؟ وَقَالَ(عليه السلام): لاَ تَرَى الْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً.

الحكمة 71 علامة كمال العقل وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ.

الحكمة 72 الانسان و الدّنيا وَقَالَ(عليه السلام) : الدَّهْرُ يُخْلِقُ الاَْبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الاْمَالَ (الأعمال)، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ، وَيُبَاعِدُ الاُْمْنِيَّةَ: مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ، وَ مَنْ فَاتَهُ تَعِبَ.

الحكمة 73 ضرورة تأديب النّفس وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْيَبْدَأْ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ; وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِْجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ.

الحكمة 74 ضرورة ذكر الموت وَقَالَ(عليه السلام): نَفَسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ.

الحكمة 75 ضرورة ذكر فناء الدنيا وَقَالَ(عليه السلام): كُلُّ مَعْدُود مُنْقَض (منقص) ، وَكُلُّ مُتَوَقَّع آت.

الحكمة 76 الطريق إلى الإعتبار بالأمور وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ الاُْمُورَ إِذَا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا.

الحكمة 77    معرفة الدنيا

ومن خبر ضرار بن حمزة الضبائي عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أمير المؤمنين، وقال: فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ


( 328 )
تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول:

يَا دُنْيَايَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ؟ لاَ حَانَ حِينُكِ! هَيْهَاتِ! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا! فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ. آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطَّرِيقِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ!

الحكمة 78 منزلة القضاء و القدر

ومن كلام له(عليه السلام) للسائل الشامي لما سأَله: أَكان مسيرنا إلى الشام بقضاء من الله و قدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره :

وَيْحَكَ! لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً لاَزِماً، وَقَدَراً حَاتِماً! وَلَوْ كَانَ ذلِكَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ. إِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً، وَنَهَاهُمْ تَحْذِيراً، وَكَلَّفَ يَسِيراً، وَلَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً; وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرَهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الاَْنْبِيَاءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الْكِتَابَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً، ولاَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا:

(ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا، فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَارِ).(1)

الحكمة 79 فضل الحكمة وَقَالَ(عليه السلام) : خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ فِي صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَلَجْلَجُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ الْمُؤْمِنِ.

الحكمة 80    المؤمن ومعرفة فضل الحكمة

وَقَالَ(عليه السلام) : الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.

الحكمة 81 فضل العلم وَقَالَ(عليه السلام) : قِيمَةُ كُلِّ امْرِئ مَا يُحْسِنُهُ.

وهي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة، ولا توزن بها حكمة، ولا تقرن إليها كلمة.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . ص: 27.

( 329 )

الحكمة 82 نصائح خالدة

وَقَالَ(عليه السلام) : أُوصِيكُمْ بِخَمْس لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الاِْبِلِ لَكَانَتْ لِذلِكَ أَهْلا: لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لاَ أَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الاِْيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَد لاَ رَأْسَ مَعَهُ، وَلاَ فِي إِيمَان لاَ صَبْرَ مَعَهُ.

الحكمة 83    التحذير من الإفراط في الثناء

وَقَالَ(عليه السلام) لِرَجُل أَفْرَطَ فِي الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَكَانَ لَهُ مُتَّهِماً: أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ، وَفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ.

الحكمة 84 النّاس بعد الحرب وَقَالَ(عليه السلام): بَقِيَّةُ السَّيْفِ أَبْقَى عَدَداً، وَأَكْثَرُ وَلَداً.

الحكمة 85 قول لاأدرى وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ تَرَكَ قَوْلَ «لاَ أَدْرِي» أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ.

الحكمة 86    منزلة رأى الشيخ

وَقَالَ(عليه السلام): رَأْيُ الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلاَمِ. وَرُوِيَ «مِنْ مَشْهَدِ الْغُلاَمِ».

الحكمة 87 فضل الاستغفار وَقَالَ(عليه السلام): عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاِْسْتِغْفَارُ.

الحكمة 88    أمانان في الارض

وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام)، أنه قال : كَانَ فِي الاَْرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الاْخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الاَْمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) وَأَمَّا الاَْمَانُ الْبَاقِي فَالاِْسْتِغْفَارُ. قَالَ اللهُ تَعَالى: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).(1) وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط.

الحكمة 89    طريق اصلاح الدنيا والآخرة

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الانفال: 33.

( 330 )

وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ.

الحكمة 90 من هو الفقيه وَقَالَ(عليه السلام) : الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِ اللهِ.

الحكمة 91    الطريق إلى شفاء القلوب

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الاَْبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَها طَرائفَ الحِكَمِ.

الحكمة 92    انواع العلم

وَقَالَ(عليه السلام): اَوْضَعُ الْعِلْمِ ما وُقِفَ على اللِّسانِ وأَرْفَعُهُ ما ظَهَرَ في الجَوارِحِ والاَْرْكَانِ.

الحكمة 93    معرفة الفتن

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ» لاَِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ يَقُولُ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ).(1) وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِطَ لِرِزْقِهِ، وَ الرَّاضِيَ بِقِسْمِهِ، وَإِنْ كَانَ سُبْحانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِنْ لِتَظْهَرَ الاَْفْعَالُ الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ; لاَِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الاِْنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ، وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الْحَالِ. وهذا من غريب ما سمع منه في التفسير.

الحكمة 94    معرفة الخير

وَسُئِلَ عَنِ الْخَيْرِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ. وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ; فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الانفال: 28.

( 331 )

وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ: رَجُل أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكَهَا بِالتَّوْبَةِ، وَرَجُل يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ.

الحكمة 95 فضل العمل مع التّقوى ـ وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟

الحكمة 96    فضل العلم و الطاعة

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالاَْنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاؤُوا بِهِ، ثُمَّ تَلاَ : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) الاْيَةَ(1)، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّد مَنْ أَطَاعَ اللهَ وَإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ، وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّد مَنْ عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ!

الحكمة 97    فضل اليقين

وسمع(عليه السلام) رجلا من الحرورية يتهجد ويقرأ، فقال : نَوْمٌ عَلَى يَقِين خَيْرٌ مِنْ صَلاَة فِي شَكٍّ.

الحكمة 98 لزوم العمل عليم وَقَالَ(عليه السلام) : اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَة لاَ عَقْلَ رِوَايَة، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ.

الحكمة 99 معنى انّالِلّه وسمع رجلا يقول: (إِنَّا ِللهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ قَوْلَنَا: (إِنَّاِ للهِ) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ; وَقَوْلَنَا: (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ.

الحكمة 100 دعاء الامام(عليه السلام) وَقَالَ(عليه السلام)، و مدحه قوم في وجهه، فقال : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ.

الحكمة 101 الطريق إلى رفع الحوائج وَ قَالَ(عليه السلام): لاَ يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلاَّ بِثَلاَث: بِاسْتِصْغَارِهَا لِتَعْظُمَ، وَبِاسْتِكْتَامِهَا لِتَظْهَرَ، وَبِتَعْجِيلِهَا لَتَهْنُؤَ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . آل عمران: 68.

( 332 )

الحكمة 102    المستقبل الممسوخ

وَقَالَ(عليه السلام) : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ (الاجن)، وَلاَ يُظَرَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيهِ غُرْماً، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً، وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاسِ! فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ النِّسَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ!

الحكمة 103    أسلوب مواجهة الدّنيا

ورئي عليه إزار خَلَقٌ مرقوع فقيل له في ذلك، فقال : يَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ، وَتَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ. إِنَّ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ، وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ; فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ الاْخِرَةَ وَعَادَاهَا، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَاش بَيْنَهُمَا; كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِد بَعُدَ مِنَ الاْخَرِ، وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ!

الحكمة 104 1 وصف الزّاهدين وعن نوف البكالي، قال: رأيت أمير المؤمنين(عليه السلام)ذات ليلة، وقد خرج من فراشه، فنظر في النجوم فقال لي: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ فقلت: بل رامق; فقال :

يَانَوْفُ، طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الاْخِرَةِ، أُولئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الاَْرْضَ بِسَاطاً، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً، وَمَاءَهَا طِيباً، وَالْقُرْآنَ شِعَاراً، وَالدُّعَاءَ دِثَاراً، ثُمَ قَرَضُوا الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ.

2 . مكاسب الأسحار

يَا نَوْفُ، إِنَّ دَاوُودَ(عليه السلام) قَامَ فِي مِثْلِ هذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: إِنَّهَا لَسَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً أَوْ عَرِيفاً أَوْ شُرْطِيّاً، أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَة (وهي الطنبور) أَوْ صَاحِبَ كَوْبَة (وهي الطبل. و قد قيل أيضاً: إن العرطبة طبل والكوبة الطنبور).

الحكمة 105 ضرورة العمل بالواجبات ـ وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ فَرَائِضَ، فَلاَ تُضَيِّعُوهَا; وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً، فَلاَ تَعْتَدُوهَا; وَنَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ، فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا; وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ


( 333 )
وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً، فَلاَ تَتَكَلَّفُوهَا.

الحكمة 106 خطر ترك الدّين ـ وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لاِ سْتِصْلاَحِ دُنْيَاهُمْ إِلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ.

الحكمة 107 علّة هلاك العالم وَقَالَ(عليه السلام) : رُبَّ عَالِم قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لاَ يَنْفَعُهُ.

الحكمة 108 عجائب الرّوح

وَقَالَ(عليه السلام) : لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ هذَا الاِْنْسَانِ بَضْعَةٌ هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ. وَذلِكَ أَنَّ لَهُ مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَأَضْدَاداً مِنْ خِلاَفِهَا; فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ، وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ، وَإِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الاَْسَفُ، وَإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ، وَإِنْ اَسْعَدَهُ الرِّضى نَسِىَ التَّحَفُّظَ وَإِنْ غَالَهُ الخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَإِنِ اتَّسَعَ لَهُ الاَْمْرُ (الامن) اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ (العزّة)، وَإِنْ أَفَادَ مَالا أَطْغَاهُ الْغِنَى، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ، وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ شَغَلَهُ الْبَلاَءُ، وَإِنْ جَهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَبِهِ الضَّعْفُ، وَإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ. فَكُلُّ تَقْصِير بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاط لَهُ مُفْسِدٌ.

الحكمة 109    فضائل العترة(عليهم السلام)

وَقَالَ(عليه السلام) : نَحْنُ الُّنمْرُقَةُ الْوُسْطَى، بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي.

الحكمة 110 شرائط إقامة امراللّه وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحانَهُ إِلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ، وَلاَ يُضَارِعُ، وَلاَ يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ.

الحكمة 111 صعوبة حبّ الامام على(عليه السلام) و قال(عليه السلام)، وقد توفي سهل بن حُنَيْف الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين، وكان أحب الناس إليه : لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ.

معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه، فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار والمصطفين الأخيار، وهذا مثل قوله(عليه السلام):

الحكمة 112    مظلوميّة الشّيعة


( 334 )

وقال(عليه السلام) : مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً. «وقد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره».

الحكمة 113 الفضائل الاخلاقيّة

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ، وَلاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ كَرَمَ كَالتَّقْوَى، وَلاَ قَرِينَ كَحُسْنِ الْخُلْقِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالاَْدَبِ، وَلاَ قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ، وَلاَ تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلاَ رِبْحَ كَالثَّوَابِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ، وَلاَ زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ، وَلاَ عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ، وَلاَ عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ، وَلاَ إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ، وَلاَ حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ، وَلاَ شَرَفَ كَالْعِلْمِ، وَلاَ عِزَّ كَالْحِلْمِ، وَلاَ مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ.

الحكمة 114    الزمان وحسن الظّن

وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلاَحُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُل لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ حَوْبَةٌ فَقَدْ ظَلَمَ! وَإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُل فَقَدْ غَرَّرَ!

الحكمة 115 ضرورة ذكر الموت وقيل له(عليه السلام) : كيف نجدك يا أَميرالمؤمنين: فَقَالَ(عليه السلام): كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ، وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَيُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ!

الحكمة 116 الانسان و انواع الفتن وَقَالَ(عليه السلام): كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَج بِالاِْحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُور بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ! وَمَا ابْتَلَى اللهُ أَحَداً بِمِثْلِ الاِْمْلاَءِ لَهُ.

الحكمة 117 رعاية العدل في الحبّ والبغض ـ وَقَالَ(عليه السلام): هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال، وَمُبْغِضٌ قَال.

الحكمة 118 اغتنام الفرص وَقَالَ(عليه السلام): إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ.

الحكمة 119 مَثَلُ الدّنيا وَقَالَ(عليه السلام): مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا، وَالسُّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا، يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ، وَيَحْذَرُهَا ذُواللُّبِّ الْعَاقِلُ!


( 335 )

الحكمة 120    معرفة القبائل القرشية

وسئل(عليه السلام) عن قريش فقال : أَمَّا بَنُو مَخْزُوم فَرَيْحَانَةُ قُرَيْش، نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ، وَالنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ. وَأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْس فَأَبْعَدُهَا رَأْياً، وَأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا. وَأَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا، وَأَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا، وَهُمْ أَكْثَرُ وَأَمْكَرُ وَأَنْكَرُ، وَنَحْنُ أَفْصَحُ وَأَنْصَحُ وَأَصْبَحُ.

الحكمة 121 انواع العمل وَقَالَ(عليه السلام) : شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَل تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ، وَعَمَل تَذْهَبُ مَؤُونَتُهُ وَيَبْقَى أَجْرُهُ.

الحكمة 122    العبرة بالموت

وتبع جنازة فسمع رجلا يضحك، فقال: كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الاَْمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُونَ! نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ! ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظ وَوَاعِظَة، وَرُمِينَا بِكُلِّ فَادِح وَجَائِحَة!!

الحكمة 123    الانسان الكامل

وَقَالَ(عليه السلام): طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ (سيرته)، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ، وَأَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى الْبِدْعَةِ. (أقول: ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك الذي قبله.)

الحكمة 124 نفسيّة الرجال و النّساء وَقَالَ(عليه السلام) : غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغَيْرَةُ الرَّجُلِ إِيمَانٌ.

الحكمة 125 وصف الاسلام وَقَالَ(عليه السلام) : لاََنْسُبَنَّ الاِْسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي. الاِْسْلاَمُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الاِْقْرَارُ، وَالاِْقْرَارُ هُوَ الاَْدَاءُ، وَالاَْدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ.

الحكمة 126    عجائب في معيشة البخيل


( 336 )

وَقَالَ(عليه السلام) : عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ. الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الاْخِرَةِ حِسَابَ الاَْغْنِيَاءِ. وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الّذِى كانَ بِالاَْمْسِ نُطفَةً وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللهِ، وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اللهِ; وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ، وَهُوَ يَرَى (من يموت) الْمَوْتَى; وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الاُْخْرَى، وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الاُْولَى; وَعَجِبْتُ لِعَامِر دَارَ الْفَنَاءِ وَتَارِك دَارَ الْبَقَاءِ.

الحكمة 127    التقصير في العمل

وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ، وَلاَ حَاجَةَ ِللهِ فِيمَنْ لَيْسَ ِللهِ فِي مَالِهِ وَنَفْسِهِ نَصِيبٌ.

الحكمة 128 البرد والسلاّمة وَقَالَ(عليه السلام): تَوَقَّوُا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ، وَتَلَقَّوْهُ فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الاَْبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الاَْشْجَارِ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ، وَآخِرُهُ يُورِقُ.

الحكمة 129 معرفة عظمة اللّه وَقَالَ(عليه السلام) : عِظَمُ الْخَالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الَْمخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ.

الحكمة 130    ضرورة ذكر فناء الدنيا

وَقَالَ(عليه السلام)، وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة : يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ، وَالَْمحَالِّ الْمُقْفِرَةِ، وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ; يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ. أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الاَْزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الاَْمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال :

أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لاََخْبَرُوكُمْ أَنَّ (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى).« بقره 197 »

الحكمة 131   1 توبيخ الذّامّ للّدنيا

وَقَالَ(عليه السلام)، وقد سمع رجلا يذم الدنيا: أَيُّهَا الذَّامُّ لِلدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُورِهَا، الَْمخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا! أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا؟ أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا، أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ؟ مَتَى اسْتَهْوَتْكَ، أَمْ مَتَى غَرَّتْكَ؟


( 337 )
أَبِمَصَارِعِ آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى ؟ كَمْ عَلَّلْتَ بِكَفَّيْكَ، وَكَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ! تَبْتَغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ، وَتَسْتَوْصِفُ لَهُمُ الاَْطِبَّاءَ، غَدَاةَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ دَوَاؤُكَ، وَلاَ يُجْدِي عَلَيْهِمْ بُكَاؤُكَ. لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ، وَلَمْ تُسْعَفْ فِيهِ بِطِلْبَتِكَ، وَلَمْ تَدْفَعْ عَنَّهُ بِقُوَّتِكَ! وَقَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ الدُّنْيَا نَفْسَكَ، وَبِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ.

2 . محاسن الدّنيا

إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْق لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ عَافِيَة لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنًى لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، وَدَارُ مَوْعِظَة لِمَنِ اتَّعَظَ بِهَا. مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اللهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ.

اكْتَسَبُوا فِيهَا الرَّحْمَةَ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ. فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بِفِرَاقِهَا، وَنَعَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا; فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلاَئِهَا الْبَلاَءَ، وَشَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ؟! رَاحَتْ بِعَافِيَة، وَابْتَكَرَتْ بِفَجِيعَة (نجعة)، تَرْغِيباً وَتَرْهِيباً، وَتَخْوِيفاً وَتَحْذِيراً، فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ذَكَّرَتْهُمُ الدُّنْيَا فَتَذَكَّرُوا، وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا، وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا.

الحكمة 132    ذكر الموت

وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ ِللهِ مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْم: لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَاجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ.

الحكمة 133 اصناف النّاس في الدّنيا وَقَالَ(عليه السلام): الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ لاَ دَارُ مَقَرٍّ، وَالنَّاسُ فِيهَا رَجُلاَنِ: رَجُلٌ بَاعَ فِيهَا نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا، وَرَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.

الحكمة 134    حقوق الأصدقاء

وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَث : فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ.

الحكمة 135 أربع فضائل وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعَاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً: مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الاِْجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاِْسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ.


( 338 )

وتصديقُ ذلك كتاب الله، قال الله في الدّعاء: «ادعوني أستجب لكم» وقال في الاستغفار: «ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً» وقال في الشكر: «لئن شكرتم لاََزيدنكم» وقال في التوبة: «انما التوبة على الله للّذين يعملون السّوء بجهالة ثمّ يتوبون من قريب، فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً».

الحكمة 136 فلسفة الاحكام الاسلامية وَقَالَ(عليه السلام) : الصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَالْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيف. وَلِكُلِّ شَيْء زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ.

الحكمة 137 الصّدقة و الرزّق وَقَالَ(عليه السلام) : اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ.

الحكمة 138 أجر الإنفاق وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ.

الحكمة 139 المؤونة والمعونة وَقَالَ(عليه السلام): تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُونَةِ.

الحكمة 140 القناعة و الغناء وَقَالَ(عليه السلام): مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ.

الحكمة 141 الطريق إلى الرّاحة وَقَالَ(عليه السلام) : قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ.

الحكمة 142 علامة العقل وَقَالَ(عليه السلام): التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ.

الحكمة 143 الهمّ و الهرم وَقَالَ(عليه السلام): الْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ.

الحكمة 144 الصبر و المصيبة وَقَالَ(عليه السلام): يَنْزِلُ الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ، وَمَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ حَبِطَ عَمَلُهُ (اَجره).

الحكمة 145 العبادات غير المفيدة وَقَالَ(عليه السلام): كَمْ مِنْ صَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الْجُوعُ وَالظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ السَّهَرُ وَالْعَنَاءُ، حَبَّذَا نَوْمُ الاَْكْيَاسِ وَإِفْطَارُهُمْ!

الحكمة 146 فضل الدعاء و الزّكاة وَقَالَ(عليه السلام): سُوسُوا ( شوبوا) إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَ حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَادْفَعُوا أَمْوَاجَ الْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ.


( 339 )

الحكمة 147

قال كميل بن زياد: أخذ بيدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فأخرجني إلى الجبّان، فلما أصحر تنفس الصّعَداء، ثم قال:

وقال(عليه السلام): يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَاد، إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ:

1 . أصناف النّاس

النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاة، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِق (صائح)، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيح، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْن وَثِيق.

2. فضل العلم

يَا كُمَيْلُ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ. وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الاِْنْفَاقِ، وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ. يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَاد، مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ الاِْنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الاُْحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ. وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.

3 . فضل العلماء

يَا كُمَيْلُ، هَلَكَ خُزَّانُ الاَْمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَ أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.

4 . أصناف المتعلّمين

هَا إِنَّ هاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً (وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً! بَلَى أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُون عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ; أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ، لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ (احيائه)، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لاَِوَّلِ عَارِض مِنْ شُبْهَة.


( 340 )
أَلاَ لاَذَا وَلاَ ذَاكَ! أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَالاِْدِّخَارِ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْء، أَقْرَبُ شَيْء شَبَهاً بِهِمَا الاَْنْعَامُ السَّائِمَةُ! كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ.

5 . خصائص الامام

اللَّهُمَّ بَلَى! لاَ تَخْلُو الاَْرْضُ مِنْ قَائِم لِلّهِ بِحُجَّة، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، وَإِمَّا خَائِفاً (حافياً) مَغْمُوراً، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولئِكَ؟ أُولئِكَ ـ وَاللهِ ـ الاَْقَلُّونَ عَدَداً، وَالاَْعْظَمُونَ عِنْدَ اللهِ قَدْراً. يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ. هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَعْوَرَهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ. وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَان أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالَْمحَلِّ الاَْعْلَى.

أُولئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ. آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ! انْصَرِفْ يَا كُمَيْلُ إِذَا شِئْتَ.

الحكمة 148 معرفة الانسان بكلامه وَقَالَ(عليه السلام) : الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.

الحكمة 149 معرفة الرجل لقدره وَقَالَ(عليه السلام) : هَلَكَ امْرُؤٌ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ.

الحكمة 150 الاخلاق الذّميمة وَقَالَ(عليه السلام) لرجل سأله أن يعظه :

لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الاْخِرَةَ بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَيُرجِّي التَّوْبَةَ بِطُولِ الاَْمَلِ، يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ، وَيَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ; يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيَما بَقِيَ; يَنْهَى وَلاَ يَنْتَهِي، وَيَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي; يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَيُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ; يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ، إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً; يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ، وَيَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ، إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً، وَإِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً; تَغْلِبُه نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ; يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ; إِنِ اسْتَغْنَى بَطِرَ وَفُتِنَ، وَإِنِ افْتَقَرَ قَنِطَ وَ وَهَنَ. يُقَصِّرُ


( 341 )
إِذَا عَمِلَ، وَيُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ; إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ الْمَعْصِيَةَ، وَسَوَّفَ التَّوْبَةَ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ. يَصِفُ الْعِبْرَةَ وَلاَ يَعْتَبِرُ، وَيُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَلاَ يَتَّعِظُ; فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ، وَمِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ، يُنَافِسُ فِيَما يَفْنَى، وَيُسَامِحُ فِيَما يَبْقَى. يَرَى الْغُنْمَ مَغْرَماً، وَالْغُرْمَ مَغْنَماً; يَخْشَى الْمَوْتَ، وَلاَ يُبَادِرُ الْفَوْتَ; يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ; اللَّهْوُ (الّلغو) مَعَ الاَْغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ، وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ; يُرْشِدُ غَيْرَهُ وَيُغْوِي نَفْسَهُ، فَهُوَ يُطَاعُ وَيَعْصِي، وَيَسْتَوْفِي وَلاَ يُوفِي، وَيَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ وَلاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ.

ولو لم يكن في هذا الكتاب إلا هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة، وحكمة بالغة، وبصيرة لمبصر، وعبرة لناظر مفكر.

الحكمة 151 ذكر المستقبل وَقَالَ(عليه السلام): لِكُلِّ امْرِئ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ.

الحكمة 152 ضرورة ذكر فناء الدّنيا وَقَالَ(عليه السلام): لِكُلِّ مُقْبِل إِدْبَارٌ، وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ.

الحكمة 153 الصّبر و الظّفر وَقَالَ(عليه السلام): لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ.

الحكمة 154 الرّضى بفعل قوم وَقَالَ(عليه السلام): الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْم كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ. وَعَلَى كُلِّ دَاخِل فِي بَاطِل إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.

الحكمة 155 ضرورة العمل بالعهود وَقَالَ(عليه السلام): اعْتَصِمُوا (استعصموا) بِالذِّمَمِ فِي أَوْتَادِهَا.

الحكمة 156 معرفة اللّه و طاعته وَقَالَ(عليه السلام): عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ.

الحكمة 157 الانسان و الهداية وَقَالَ(عليه السلام): قَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ.


( 342 )

الحكمة 158    كيفية التعامل مع اصدقاء السّوء

وَقَالَ(عليه السلام): عَاتِبْ أَخَاكَ بِالاِْحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالاِْنْعَامِ عَلَيْهِ.

الحكمة 159    التحذير من مواضع التّهم

وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.

الحكمة 160 القدرة و العدوان وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ.

الحكمة 161    فضل المشورة

وَقَالَ(عليه السلام): مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.

الحكمة 162 ضرورة حفظ السّر وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ بِيَدِهِ.

الحكمة 163 الفقر و الموت وَقَالَ(عليه السلام): الْفَقْرُ الْمَوْتُ الاَْكْبَرُ (الأحمر).

الحكمة 164 أسلوب مواجهة العدّو وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ.

الحكمة 165 التحذير من معصية اللّه وَقَالَ (عليه السلام) : لاَ طَاعَةَ لَِمخْلُوق فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.

الحكمة 166    التحذير من العدوان

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ.

الحكمة 167 خطر الإعجاب وَقَالَ(عليه السلام): الاِْعْجَابُ يَمْنَعُ الاِْزْدِيَادَ.

الحكمة 168 ضرورة ذكر فناء الدنيا وَقَالَ(عليه السلام): الاَْمْرُ قَرِيبٌ وَالاْصْطِحَابُ قَلِيلٌ.

الحكمة 169 ذكر المستقبل وَقَالَ(عليه السلام): قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ.


( 343 )

الحكمة 170 ضرورة ترك المعصية وَقَالَ(عليه السلام): تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ.

الحكمة 171 التحذير من أكلة الحرام وَقَالَ(عليه السلام): كَمْ مِنْ أَكْلَة مَنَعَتْ أَكَلاَت!

الحكمة 172 الجهل و العداوة وَقَالَ(عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.

الحكمة 173 فضل المشورة وَقَالَ(عليه السلام): مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الاْرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَأِ.

الحكمة 174    فضل الغضب لِلّه

وَقَالَ (عليه السلام) : مَنْ أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ ِللهِ قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ (أشدّ) الْبَاطِلِ.

الحكمة 175    الطريق إلى شفاء الخوف

وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.

الحكمة 176 آلة الرّياسة وَقَالَ(عليه السلام): آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ.

الحكمة 177 أسلوب مواجهة الأشرار وَقَالَ(عليه السلام): ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثَوَابِ الُْمحْسِنِ.

الحكمة 178 الطريق إلى قلع الشّر وَقَالَ(عليه السلام): احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.

الحكمة 179 التحذير من اللّجاجة وَقَالَ(عليه السلام) : اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ.

الحكمة 180 التحديز من الطّمع وَقَالَ(عليه السلام): الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.

الحكمة 181 ثمرة الحزم وَقَالَ(عليه السلام): ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ.

الحكمة 182    منزلة السكوت و الكلام

وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ; كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.


( 344 )

الحكمة 183 علّة الاختلاف وَقَالَ(عليه السلام): مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلاَّ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلاَلَةً.

الحكمة 184 خصائص الامام الاعتقادّية وَقَالَ(عليه السلام): مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ.

الحكمة 185 خصائص الامام الاعتقادّية وَقَالَ(عليه السلام): مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي.

الحكمة 186 مستقبل الظّالم وَقَالَ(عليه السلام) : لِلظَّالِمِ الْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ.

الحكمة 187 ضرورة ذكر القيامة وَقَالَ(عليه السلام): الرَّحِيلُ وَشِيكٌ.

الحكمة 188 ضرورة العمل بالحق وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ.

الحكمة 189 فضل الصبر وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ.

الحكمة 190 كيفيّة اختيار الامام وَقَالَ(عليه السلام) : وَاعَجَبَاهُ! أَتَكُونُ الْخِلاَفَةُ بِالصَّحَابَةِ وَلا تَكُونُ بِالصَّحابَةِ وَالْقَرَابَةِ؟ وروي له شعر في هذا المعنى :

فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ *** فَكَيْفَ بِهذا وَ الْمُشِيرُونَ غُيَّبُ؟

وَإِنْ كُنْتُ بِالْقُربَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ *** فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَ أَقْرَبُ

الحكمة 191    الانسان و مشاكل الحياة

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيهِ الْمَنَايَا، وَنَهْبٌ تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبُ; وَمَعَ كُلِّ جُرْعَة شَرَقٌ. وَفِي كُلِّ أَكْلَة غَصَصٌ. وَلاَ يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى، وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ. فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ، وَأَنْفُسِنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ; فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُو الْبَقَاءَ وَهذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْء شَرَفاً، إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعَا؟!

الحكمة 192   التحذير من جمع الأموال


( 345 )

وَقَالَ(عليه السلام): يَا بْنَ آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.

الحكمة 193 الطريق الأمثل لإستعمال القَلب وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالا وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ.

الحكمة 194 التحذير من الغضب وَقَالَ(عليه السلام) يَقُولُ: مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الاِْنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ عَفَوْتَ (غفرت).

الحكمة 195 الاجتناب من البُخل وَقَالَ(عليه السلام) وقد مر بقذر على مزبلة : هذَا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ. وروي في خبر آخر أنه قال: هذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيهِ بِالاَْمْسِ!

الحكمة 196 العبرة من إتلاف المال وَقَالَ(عليه السلام): لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.

الحكمة 197    الطريق إلى شفاء النّفس

وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الاَْبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.

الحكمة 198    ضرورة الحكومة للمجتمع البشري

وَقَالَ(عليه السلام) لما سمع قول الخوارج : (لا حكم إلاّ ِللهِ): كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.

الحكمة 199    صفة الغوغاء

وَقَالَ(عليه السلام) في صفة الْغوغاء : هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا. وقيل: بل قَالَ(عليه السلام):

هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا، فقيل: قد عرفنا مضرّة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ فقال : يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ، فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ، وَالنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ، وَالْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ.

الحكمة 200    فضح اهل الغوغاء


( 346 )

وَقَالَ(عليه السلام) وأتى بجان ومعه غوغاءُ، فقال: لاَ مَرْحَباً بِوُجُوه لاَ تُرَى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَة.

الحكمة 201    الملائكة وحفظ الانسان

وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَان مَلَكَيْنِ يَحْفِظَانِهِ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الاَْجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ.

الحكمة 202    الامام و النّظرة السياسية

وَقَالَ(عليه السلام)، وقد قال له طلحة و الزبير: نبايعك على أنا شركاؤك في هذا الأمر : لاَ، وَلكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُوَّةَ وَالاِْسْتِعَانَةِ، وَعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ وَالاَْوَدِ.

الحكمة 203    التقوى و ذكر الموت

وَقَالَ(عليه السلام) : أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ، وَإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ، وَ إِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ.

الحكمة 204 ضرورة السعى في الخيرات وَقَالَ(عليه السلام): لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْء مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، «وَاللهُ يُحِبُّ الُْمحْسِنِينَ».(1)

الحكمة 205    اتّساع ظرف العلم

وَقَالَ(عليه السلام): كُلُّ وِعَاء يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلاَّ وِعَاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ.

الحكمة 206 نتائج الحلم ـ وَقَالَ(عليه السلام) : أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.

الحكمة 207 فضل التّشبه بالحليم وَقَالَ(عليه السلام): إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ; فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . آل عمران: 134.

( 347 )
تَشَبَّهَ بِقَوْم إِلاَّ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.

الحكمة 208 مراحل تربية النّفس وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ، وَمَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ.

الحكمة 209 الإخبار بظهور المهدى (عج) وَقَالَ(عليه السلام): لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا، وتلاعقيب ذلك : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).(1)

الحكمة 210 التّقوى و المتّقي وَقَالَ(عليه السلام): اتَّقُو اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً، وَجَدَّ تَشْمِيراً، وَكَمَّشَ فِي مَهَل، وَبَادَرَ عَنْ وَجَل، وَنَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ وَعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ، وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ.

الحكمة 211    الفضائل الاخلاقيّة

وَقَالَ(عليه السلام): الْجُودُ حَارِسُ الاَْعْرَاضِ، وَالْحِلْمُ فِدَامُ السَّفِيهِ، وَالْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ، وَالسُّلُوُّ عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ، وَالاِْسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ. وَقَدْ خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ. وَالصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ، وَالْجَزَعُ مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ. وَأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى. وَكَمْ مِنْ عَقْل أَسِير تَحْتَ هَوَى أَمِير!

وَمِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ التَّجْرِبَةِ. وَالْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ. وَلاَ تَأْمَنَنَّ مَلُولا.

الحكمة 212 آفة العقل «العجب» وَقَالَ(عليه السلام): عُجْبُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.

الحكمة 213 الصبر و الرّضى وَقَالَ(عليه السلام): أَغْضِ عَلَى الْقَذَى وَالاَْلَمِ تَرْضَ أَبَداً.

الحكمة 214 التّواضع و النّعم وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ لاَنَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ.

الحكمة 215 آفة الرّأي وَقَالَ(عليه السلام): الْخِلاَفُ يَهْدِمُ الرَّأْيَ.

الحكمة 216 القدرة و العدوان وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . القصص: 5.

( 348 )

الحكمة 217 معرفة الرّجال في الحوادث وَقَالَ(عليه السلام) : فِي تَقَلُّبِ الاَْحْوَالِ، عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ.

الحكمة 218 الحسد آفة المودّة وَقَالَ(عليه السلام): حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ.

الحكمة 219 المطامع آفة العقول وَقَالَ(عليه السلام) : أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ.

الحكمة 220 العدل في القضاء وَقَالَ(عليه السلام): لَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ.

الحكمة 221 مصير الظّالم وَقَالَ(عليه السلام): بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ، الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.

الحكمة 222 تغافل الكريم وَقَالَ(عليه السلام) : مِنْ أَشْرَفِ أَعْمَالِ (احوال) الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ.

الحكمة 223 فضل الحياء وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ، لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.

الحكمة 224    نصائح خالدة

وَقَالَ(عليه السلام) : بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ، وَبِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصِلُونَ وَبِالاِْفْضَالِ تَعْظُمُ الاَْقْدَارُ، وَبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ، وَبِاحْتَِمالِ الْمُؤَنِ يَجِبُ السُّؤْدَدُ، وَبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمَنَاوِئُ، وَبِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الاَْنْصَارُ عَلَيْهِ.

الحكمة 225 الحسد و المرض وَقَالَ(عليه السلام) : الْعَجَبُ لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ، عَنْ سَلاَمَةِ الاَْجْسَادِ!

الحكمة 226 الطمع و الذّلّة وَقَالَ(عليه السلام) : الطَّامِعُ فِي وِثَاقِ الذُّلِّ.

الحكمة 227    اركان الايمان

و سئل عن الإيمان فقال : الاِْيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَ عَمَلٌ بِالاَْرْكَانِ.

الحكمة 228    نصائح خالدة


( 349 )

وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللهِ سَاخِطاً، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشْكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ أَتَى غَنِيّاً فَتَوَاضَعَ لَهُ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ آيَاتِ اللهِ هُزُواً، وَمَنْ لَهِجَ قَلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ قَلْبُهُ مِنْهَا بِثَلاَث: هَمٍّ لاَ يُغِبُّهُ، وَحِرْص لاَ يَتْرُكُهُ، وَأَمَل لاَ يُدْرِكُهُ.

الحكمة 229 فضل القناعة وحسن الخلُق وَقَالَ(عليه السلام) : كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً. وسئل(عليه السلام)عن قوله تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)(1) فَقَالَ: هِيَ الْقَنَاعَةُ.

الحكمة 230 الطريق إلى كسب الرّزق وَقَالَ(عليه السلام) : شَارِكُوا الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنَى، وَأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْهِ.

الحكمة 231 تفسير العدل والاحسان وَقَالَ(عليه السلام) في قوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِْحْسَانِ) الْعَدْلُ: الاِْنْصَافُ، وَالاِْحْسَانُ: التَّفَضُّلُ.

الحكمة 232 فضل الإنفاق وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ يُعْطِ بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ.

أقول: ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر ـ وإن كان يسيراً ـ فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيماً كثيراً، واليدان هاهنا: عبارة عن النعمتين، ففرّق(عليه السلام) بين نعمة العبد ونعمة الرب تعالى ذكره، بالقصيرة والطويلة، فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة، لأن نعم الله أبداً تُضعف على نعم المخلوق أضعافاً كثيرة، إذ كانت نعم الله أصل النعم كلها، فكل نعمة إليها ترجع ومنها تنزع.

الحكمة 233 النّهي عن المبارزة وَقَالَ(عليه السلام) لابنه الحسن(عليه السلام) : لاَ تَدْعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَة، وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغ، وَالْبَاغِيَ مَصْرُوعٌ.

الحكمة 234 خصائص الرجال والنّساء وَقَالَ(عليه السلام) : خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ: الزَّهْوُ، وَالْجُبْنُ، وَالْبُخْلُ; فَإِذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا، وَإِذَا كَانَتْ

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . النحل: 97.

( 350 )
بَخِيلَةً حَفِظَتْ مَالَهَا وَمَالَ بَعْلِهَا، وَإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ مِنْ كُلِّ شَيْء يَعْرِضُ لَهَا.

الحكمة 235 علامة العاقل و قيل له : صف لنا العاقل ، فقَالَ(عليه السلام) : هُوَ الَّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ.

فقيل: فصف لنا الجاهل، فقال: قَدْ فَعَلْتُ.

يعني أن الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه، فكأن ترك صفته صفة له، إذ كان بخلاف وصف العاقل.

الحكمة 236    معرفة الدنيا

وَقَالَ(عليه السلام) : وَاللهِ لَدُنْيَاكُمْ هذِهِ أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عِرَاقِ خِنْزِير فِي يَدِ مَجْذُوم.

الحكمة 237    انواع العبادة

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الاَْحْرَارِ.

الحكمة 238 مسؤوليّة العيال وَقَالَ(عليه السلام) : الْمَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا، وَشَرٌّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَبُدَّ مِنْهَا!

الحكمة 239    الرّذائل الاخلاقّية

وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ أَطَاعَ التَّوَانِيَ ضَيَّعَ الْحُقُوقَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْوَاشِيَ ضَيَّعَ الصَّدِيقَ.

الحكمة 240 حرمة الغصب وَقَالَ(عليه السلام) : الْحَجَرُ الْغَصِيبُ فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا.

ويروى هذا الكلام عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولاعجب أن يشتبه الكلامان، لأن مستقاهما من قليب، ومفروغهما من ذنوب.

الحكمة 241 يوم المظلوم وَقَالَ(عليه السلام) : يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى الْمَظْلُومِ.


( 351 )

الحكمة 242 فضيلة الخوف من اللّه تعالى وَقَالَ(عليه السلام) : اتَّقِ اللهَ بَعْضَ التُّقَى وَإِنْ قَلَّ، وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ سِتْراً وَإِنْ رَقَّ.

الحكمة 243 كيفية الجواب وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ، خَفِيَ الصَّوَابُ.

الحكمة 244 مسؤوليّة النّعم الإلهي وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ ِللهِ فِي كُلِّ نِعْمَة حَقّاً، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ.

الحكمة 245 القدرة والشهّوات وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا كَثُرَتِ الْمَقْدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهْوَةُ.

الحكمة 246 التحذير من نفار النّعم وَقَالَ(عليه السلام) : احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ فَمَا كُلُّ شَارِد بِمَرْدُود.

الحكمة 247 مكاسب السّخاء وَقَالَ(عليه السلام) : الْكَرَمُ أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ.

الحكمة 248 تصديق حسن الظّن وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ.

الحكمة 249 افضل الأعمال وَقَالَ(عليه السلام) : أَفْضَلُ الاَْعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ.

الحكمة 250    الطريق إلى معرفة اللّه

وَقَالَ(عليه السلام): عَرَفْتُ اللهَ سُبْحانَهُ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ، وَحَلِّ الْعُقُودِ، وَنَقْضِ الْهِمَمِ.

الحكمة 251    حلاوة الدنيا و الآخرة

وَقَالَ(عليه السلام): مَرَارَةُ الدُّنْيَا حَلاَوَةُ الاْخِرَةِ، وَحَلاَوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الاْخِرَةِ.

الحكمة 252    فلسفة الاحكام الاسلاميّة

وَقَالَ(عليه السلام): فَرَضَ اللهُ الاِْيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاَةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ، وَالزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، وَالصِّيَامَ ابْتِلاَءً لاِِخْلاَصِ الْخَلْقِ، وَالْحَجَّ  تَقْرِبَةً لِلدِّينِ، وَالْجِهَادَ عِزّاً لِلاِْسْلاَمِ، وَالاَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ


( 352 )
مَنَْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَإِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وَتَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ، وَمُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ، وَتَرْكَ الزِّنَى تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ، وَتَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ، وَالشَّهَادَاتِ اسْتِظْهَاراً عَلَى الُْمجَاحَدَاتِ، وَتَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ، وَالسَّلاَمَ (والاسلام) أَمَاناً مِنَ الَْمخَاوِفِ، وَالأَْمَـانَةَ (الامامة) نِظَاماً لِلاُْمَّةِ، وَالطَّاعَةَ تَعْظِيماً لِلاِْمَامَةِ.

الحكمة 253    كيفية تحليف الظّالم

وكان(عليه السلام) يقول : أَحْلِفُوا الظَّالِمَ ـ إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَهُ ـ بِأَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ حَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ; فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ، وَإِذَا حَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يُعَاجَلْ، لاَِنَّهُ قَدْ وَحَّدَ اللهَ تَعَالى.

الحكمة 254 المبادرة إلى الإنفاق وَقَالَ(عليه السلام) : يَابْنَ آدَمَ، كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ فِي مَالِكَ، وَاعْمَلْ فِيهِ مَا تُؤْثِرُ أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ.

الحكمة 255 الحدّة و الجنون وَقَالَ(عليه السلام): الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ، لاَِنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكِمٌ.

الحكمة 256 الحسد والأمراض وَقَالَ(عليه السلام): صِحَّةُ الْجَسَدِ، مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ.

الحكمة 257 نصائح خالدة ـ وَقَالَ(عليه السلام) لِكُمَيْل بن زياد النخعي:

يَا كُمَيْلُ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ، وَيُدْلِجُوا فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ. فَوَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الاَْصْوَاتَ، مَا مِنْ أَحَد أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلاَّ وَخَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً.

فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ (نازلة) جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الاِْبِلِ.

الحكمة 258 الصدقة والغِنى ـ وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا أَمْلَقْتُمْ فَتَاجِرُوا اللهَ بِالصَّدَقَةِ.

الحكمة 259 منزلة الوفاء وَقَالَ(عليه السلام) : الْوَفَاءُ لاَِهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللهِ، وَالْغَدْرُ بِأَهْلِ


( 353 )
الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللهِ.

الحكمة 260 التحذير من الإملاء وَقَالَ(عليه السلام): كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَج بِالاِْحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُور بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ. وَمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الاِْمْلاَءِ لَهُ.

و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم، إلا أن فيه هاهنا زيادة جيدة مفيدة.