http://www.imamsadeq.orgكتاب نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من ص 354 ـ 387 ص

( 354 )

فصلٌ في غرائب كلامه

نذكر فيه شيئاً من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير

1 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

ظهور الامام المهدى (عج) : فَإِذَا كَانَ ذلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ. اليعسوب: السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ، والقزع: قطع الغيم التي لا ماء فيها.

2 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

فنّ الخطابة : هذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ.

يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها، وكل ماض في كلام أو سير فهو شحشح، والشحشح في غير هذا الموضع: البخيل الممسك.

3 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

اجتناب العداوة : إِنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً.

يريد بالقحم المهالك، لأنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف في الأكثر. ومن ذلك «قمحة الأعراب» وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم فذلك تقحمها فيهم. وقيل فيه وجه آخر: وهو أنها تُقْحِمُهُمْ بلادَ الريف، أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو.


( 355 )

4 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

تكفّل امور النّساء : إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى.

والنص: منتهى الأشياء ومبلغ أقصاها كالنص في السير، لأنه أقصى ما تقدر عليه الدابة. و تقول: نصصت الرجل عن الأمر، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه. فنص الحقائق يريد به الإدراك، لأنه منتهى الصغر، والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير، و هو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر وأغربها. يقول: فاذا بلغ النساء ذلك فالعصَبة أولى بالمرأة من أمها، إذا كانوا محرماً، مثل الإخوة والأعمام; وبتزويجها إن أرادوا ذلك. والحقاق: محّاقة الأم للعصَبة في المرأة، وهو الجدال والخصومة، وقول كل واحد منهما للآخر: «أنا أحق منك بهذا» يقال منه: حاققته حقاقاً، مثل جادلته جدالا. وقد قيل: إن «نص الحقاق» بلوغ العقل، وهو الإدراك; لأنه(عليه السلام) إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه الحقوق والأحكام، ومن رواه «نص الحقائق» فإنما أراد جمع حقيقة. هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام، والذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرفها في حقوقها، تشبيهاً بالحقاق من الإبل، و هي جمع حِقّة وحِقّ وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة، وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يتمكن فيه من ركوب ظهره، ونصه في السير، والحقائق أيضاً: جمع حِقة. فالروايتان جميعاً ترجعان إلى معنى واحد، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا.

5 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

تأثير الايمان في الرّوح

إِنَّ الاِْيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً (الّلمظةُ) فِي الْقَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الاِْيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ. واللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض. ومنه قيل: فرس ألمظ، إذا كان بجحفلته شيء من البياض.


( 356 )

6 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

ضرورة دفع الزّكاة

إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونَ، يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ، لِمَا مَضَى، إِذَا قَبَضَهُ.

فالظنون : الذي لا يعلم صاحبه أيقبضه من الذي هو عليه أم لا، فكأنه الذي يظن به، فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه. وهذا من أفصح الكلام، وكذلك كل أمر تطلبه ولا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظنون، و على ذلك قول الأعشى:

مَا يَجْعَلُ الْجُدَّ الظَّنُونَ الَّذِي *** جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الْمَاطِرِ

مِثْلَ الْفُرَاتِيِّ إِذَا مَا طَمَا *** يَقْذِفُ بِالْبُوصِيِّ وَالْمَاهِرِ (السَّاهِر)

والجُدّ: البئر العادية في الصحراء، والظنون: التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا.

7 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

الاخلاق العسكرّية : أنه شيع جيشاً بغزية فقال : اعْذِبُوا عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ.

ومعناه: اصدفوا عن ذكر النساء وشغل القلب بهن، وامتنعوا من المقاربة لهن، لأن ذلك يَفُتّ في عضد الحميّة، ويقدح في معاقد العزيمة، ويكسر عن العَدْوِ ويلفت عن الإبعاد في الغزو، و كل من امتنع من شيء فقد عذب عنه. والعاذب والعذوب: الممتنع من الأكل والشرب.

8 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

الاَْمل في الانتصار : كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزِة مِنْ قِدَاحِهِ.

الياسرون هم الذين يتضاربون بالقداح على الجزور، والفالج: القاهر والغالب، يقال: فلج عليهم و فلجهم، وقال الراجز: لما رأيت فالجاً قد فلجا.


( 357 )

9 ـ وفي حديثه (عليه السلام)

شجاعة الرّسول الأعظم : كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ.

ومعنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو، واشتد عضاض الحرب، فزع المسلمون إلى قتال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، فينزل الله عليهم النصر به، ويأمنون مما كانوا يخافون بمكانه. و قوله: «إذا احمر البأس» كناية عن اشتداد الأمر، وقد قيل في ذلك أقوال أحسنها: أنه شبه حَمْيَ الحرب بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة يفعلها ولونها. ومما يقوي ذلك قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، و قد رأى مُجْتَلَدَ الناس يوم حنين وهي حرب هوازن: «الآن حَمِيَ الوَطِيسُ» فالوطيس: مستوقد النار، فشبه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ما استحرّ من جلاد القوم باحتدام النار وشدة التهابها.

انقضى هذا الفصل، ورجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب.

 

 


( 358 )

الحكمة 261 مظلوميّة الامام على(عليه السلام)وقال(عليه السلام): لما بلغه اغارة أصحاب معاوية على الأنبار، فخرج بنفسه ماشياً حتى أتى النّخَيْلَة فأدركه الناس، وقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم، فقال: مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكمْ، فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ؟ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ رُعَاتِهَا، وَإِنَّنِي الْيَوْمَ لاََشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي، كَأَنَّنِىَ الْمَقُودُ وَهُمُ الْقَادَةُ، أَوِ الْمَوْزُوعُ وَهُمُ الْوَزَعَةُ!.

فلما قال(عليه السلام) هذا القول، في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب، تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما: اني لا أملك إلا نفسي وأخي، فمر بأمرك يا أمير المؤمنين نَنْقَدْ له، فقال(عليه السلام): وَأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ؟

الحكمة 262 المنحرفون عن الحق ـ وقيل: إن الحارث بن حَوْط أتاه فقال: أتراني أظنّ أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟

فقَالَ(عليه السلام) : يَا حَارِثُ، إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ وَلَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ! إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ، وَلَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ (اِباهُ). فقال الحارث: فإني أعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمر، فقال(عليه السلام) : إِنَّ سَعِيداً وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ، وَلَمْ يَخْذُلاَ الْبَاطِلَ.

الحكمة 263    صاحب السّلطان

وَقَالَ(عليه السلام) : صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الاَْسَدِ: يُغْبَطُ بِمَوْقِعِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ.

الحكمة 264 فضل الإحسان وَقَالَ(عليه السلام): أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ.

الحكمة 265    كلام الحكماء

وَقَالَ (عليه السلام): إِنَّ كَلاَمَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً، وَإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.

الحكمة 266 كيفية الجواب ـ وسأله رجل أن يعرفه الإيمان فقَالَ(عليه السلام): إِذَا كَانَ الْغَدُ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ، فَإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ، فَإِنَّ الْكَلاَمَ كَالشَّارِدَةِ، يَنْقُفُهَا هذَا وَيُخْطِئُهَا هذَا. (وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب وهو قوله: «الإيمان على أربع


( 359 )
شعب»).

الحكمة 267 الإجتناب من الحرص ـ وَقَالَ(عليه السلام): يَابْنَ آدَمَ، لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ (عمرك) الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.

الحكمة 268 رعاية العدل في المودّة والعداوة وَقَالَ (عليه السلام) : أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا، عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.

الحكمة 269    انواع الناس في الدنيا

وَقَالَ(عليه السلام) : النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلاَنِ: عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ، وَيَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ; وَعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَل، فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً، وَمَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، فَأَصْبَحَ وَجِيهاً عِنْدَ اللهِ، لاَيَسْأَلُ اللهَ حَاجَةً (شيئاً) فَيَمْنَعُهُ.

الحكمة 270    القرآن و أموال الكعبة

وروي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة وكثرته، فقال قوم: لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للأجر، وما تصنع الكعبة بالحلي؟ فهم عمر بذلك، و سأل عنه أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقال(عليه السلام):

إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وَالاَْمْوَالُ أَرْبَعَةٌ: أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ; وَالْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ; وَالْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللهُ حَيْثُ وَضَعَهُ;

وَالصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللهُ حَيْثُ جَعَلَهَا. وَكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذ، فَتَرَكَهُ اللهُ عَلَى حَالِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ مَكَاناً، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ. فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. وترك الحلي بحاله.

الحكمة 271    طريق القضاء


( 360 )

و روي أنه(عليه السلام) رفع إليه رجلان سرقا من مال الله، أحدهما عبد من مال الله، والآخر من عروض الناس.

فَقَالَ(عليه السلام) : أَمَّاهذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللهِ وَلاَحَدَّ عَلَيْهِ، مَالُ اللهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً; وَأَمَّا الاْخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ الشَّدِيدُ. فقطع يده.

الحكمة 272    الجدّ في اقتلاع المفاسد

وَقَالَ(عليه السلام) : لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هذِهِ الْمَدَاحِضِ لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.

الحكمة 273    التوّكل على اللّه في الرّزق

وَقَالَ(عليه السلام) : اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ ـ وَإِنْ عَظُمَتْ حِيْلَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ طِلْبَتُهُ، وَقَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ ـ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَلَمْ يَحُلْ (يجعل) بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ، وَبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ. وَالْعَارِفُ لِهذَا، الْعَامِلُ بِهِ، أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَة، وَالتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلا فِي مَضَرَّة. وَرُبَّ مُنْعَم عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمَى، وَرُبَّ مُبْتَلًى مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى! فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ، وَقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَقِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ.

الحكمة 274 ضرورة العمل وَقَالَ (عليه السلام) : لاَ تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلا، وَيَقِينَكُمْ شَكّاً. إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا، وَإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.

الحكمة 275    الرّذائل الاخلاقيّة

وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِر، وَضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ. وَرُبَّمَا شَرِقَ شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ; وَكُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ. وَالاَْمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ، وَالْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ.

الحكمة 276    الإجتناب من النّفاق


( 361 )

وَقَالَ(عليه السلام) : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لاَمِعَةِ الْعُيُونِ عَلاَنِيَتِي، وَتُقَبِّحَ فِيَما أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي، مُحَافِظاً عَلَى رِثَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي، فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي، وَأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي، تَقَرُّباً إِلَى عِبَادِكَ، وَتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ.

الحكمة 277 حلف الامام(عليه السلام)وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ وَالَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبْرِ لَيْلَة دَهْمَاءَ، تَكْشِرُ عَنْ يَوْم أَغَرَّ، مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

الحكمة 278 فضل استمرار العمل وَقَالَ(عليه السلام): قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أَرْجَى مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.

الحكمة 279 منزلة الواجباتوالمستحبّات وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بِالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا.

الحكمة 280 ضرورة ذكر المعاد وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ.

الحكمة 281 فضل التعقّل على المشاهدة وَقَالَ(عليه السلام) : لَيْسَتِ الرَّوِيَّةُ كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الاِْبْصَارِ; فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا، وَ لاَ يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ.

الحكمة 282 آفة الموعظة وَقَالَ(عليه السلام): بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ.

الحكمة 283 علل هلاك الشّعب وَقَالَ(عليه السلام): جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ، وَعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ.

الحكمة 284 فضيلة العلم وَقَالَ(عليه السلام) : قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ.

الحكمة 285 اغتنام الفرص ـ وَقَالَ(عليه السلام): كُلُّ مُعَاجَل يَسْأَلُ الاِْنْظَارَ، وَكُلُّ مُؤَجَّل يَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ.

الحكمة 286    حلاوة الدنيا و غرورها

وَقَالَ (عليه السلام) : مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْء «طُوبَى لَهُ» إِلاَّ وَقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْء.


( 362 )

الحكمة 287 صعوبة معرفة القدر ـ وسئل عن القدر، فقال: طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلاَ تَسْلُكُوهُ، وَبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلاَ تَلِجُوهُ، وَسِرُّ اللهِ فَلاَ تَتَكَلَّفُوهُ.

الحكمة 288 آفة العلم وَقَالَ(عليه السلام) : إِذَا أَرْذَلَ اللهُ عَبْداً حَظَرَ عَلَيْهِ الْعِلْمَ.

الحكمة 289    خصائص الانسان الكامل

وَقَالَ(عليه السلام) : كَانَ لِي فِيَما مَضَى أَخٌ فِي اللهِ، وَكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ. وَكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ، فَلاَ يَشْتَهِي مَالاَ يَجِدُ، وَلاَ يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ. وَكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً، فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ، وَنَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ. وَكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً! فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَاب، وَصِلُّ وَاد، لاَ يُدْلِي بِحُجَّة حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً. وَكَانَ لاَ يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ، حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ; وَكَانَ لاَ يَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ بُرْئِهِ; وَكَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ وَلاَ يَقُولُ مَا لاَ يَفْعَلُ; وَكَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلاَمِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ، وَكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ; وَكَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فَيُخَالِفُهُ، فَعَلَيْكُمْ بِهذِهِ الْخَلاَئِقِ (الاخلاق) فَالْزِمُوهَا وَتَنَافَسُوا فِيهَا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ.

الحكمة 290    مسؤوليّة النّعم

وَقَالَ (عليه السلام) : لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ اللهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ لَكَانَ يَجِبُ أَلاَّ يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ.

الحكمة 291 طريقة التعزية و قال(عليه السلام)، وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له :

يَا أَشْعَثُ، إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدْ اسْتَحَقَّتْ مِنْكَ ذلِكَ الرَّحِمُ، وَإِنْ تَصْبِرُ فَفِي اللهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَة خَلَفٌ. يَا أَشْعَثُ، إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْجُورٌ، وَإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْزُورٌ. يَا أَشْعَثُ، ابْنُكَ سَرَّكَ وَهُوَ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ، وَحَزَنَكَ وَهُوَ ثَوَابٌ وَرَحْمَةٌ.

الحكمة 292    عزاء رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)

وقال(عليه السلام) ، على قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ساعة دفنه: إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلاَّ عَنْكَ، وَإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ


( 363 )
إِلاَّ عَلَيْكَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ، وَإِنَّهُ قَبْلَكَ وَبَعْدَكَ لَجَلَلٌ.

الحكمة 293    التحذير من مودّة الأحمق

وَقَالَ (عليه السلام) : لاَ تَصْحَبِ الْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ.

الحكمة 294    المسافة ما بين المشرق و المغرب

وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب، فقَالَ(عليه السلام) : مَسِيرَةُ يَوْم لِلشَّمْسِ.

الحكمة 295    الاصدقاء و الاعداء

وَقَالَ(عليه السلام) : أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ، وَأَعْدَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ; فَأَصْدِقَاؤُكَ: صَدِيقُكَ، وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ، وَعُدُوُّ عَدُوِّكَ. وَأَعْدَاؤُكَ: عَدُوُّكَ، وَعَدُوُّ صَدِيقِكَ، وَصَدِيقُ عَدُوُّكَ.

الحكمة 296    الإجتناب من العدوان

وَقَالَ(عليه السلام) ، لرجل رآه يسعى على عدوٍّ له، بما فيه إضرار بنفسه : إِنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ.

الحكمة 297 فضل الإعتبار وَقَالَ(عليه السلام): مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وَأَقَلَّ الاِْعْتِبَارَ!

الحكمة 298 العدل في الخُصومة وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظَلَمَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ مَنْ خَاصَمَ.

الحكمة 299    الاستعانة بالصّلوة

وَقَالَ (عليه السلام) : مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأَسْأَلَ اللهَ الْعَافِيَةَ.

الحكمة 300 عجائب ارتزاق النّاس وسئل(عليه السلام) : كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم؟ فقَالَ(عليه السلام): كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ. فقيل: كيف يحاسبهم ولا يرونه؟ فقَالَ(عليه السلام): كَمَا يَرْزُقُهُمْ وَلاَ يَرَوْنَهُ.


( 364 )

الحكمة 301 علامة العقل وَقَالَ(عليه السلام) : رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ، وَكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ!

الحكمة 302 الانسان و الدّعاء وَقَالَ(عليه السلام) : مَا الْمُبْتَلَى الَّذِي قَدِ اشْتَدَّ بِهِ الْبَلاَءُ، بِأَحْوَجَ إِلَى الدُّعَاءِ مِنَ الْمُعَافِي الَّذِي لاَ يَأْمَنُ الْبَلاَءَ!

الحكمة 303 فضل حبّ الدّنيا وَقَالَ(عليه السلام): النَّاسُ أَبْنَاءُ الدُّنْيَا، وَلاَ يُلاَمُ الرَّجُلُ عَلَى حُبِّ أُمِّهِ.

الحكمة 304 إجابة الفقير ـ وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللهِ، فَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللهَ، وَمَنْ أَعْطَاهُ فَقَدْ أَعْطَى اللهَ.

الحكمة 305 عصمة الغيور وَقَالَ (عليه السلام): مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ.

الحكمة 306 الأجل و حراسة الانسان وَقَالَ(عليه السلام): كَفَى بِالاَْجَلِ حَارِساً!

الحكمة 307 مشكلة الحرب وَقَالَ(عليه السلام): يَنَامُ الرَّجُلُ عَلَى الثُّكْلِ، وَلاَ يَنَامُ عَلَى الْحَرَبِ.

ومعنى ذلك أنه يصبر على قتل الأولاد،ولايصبر على سلب الأموال.

الحكمة 308 أثر مودّة الآباء أبنائهم وَقَالَ(عليه السلام): مَوَدَّةُ الاْبَاءِ قَرَابَةٌ بَيْنَ الاَْبْنَاءِ، وَالْقَرَابَةُ إِلَى الْمَوَدَّةِ أَحْوَجُ مِنَ الْمَوَدَّةِ إِلَى الْقَرَابَةِ.

الحكمة 309    ظنون المؤمنين

وَقَالَ (عليه السلام) : اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.

الحكمة 310    الاعتماد على اللّه تعالى

وَقَالَ (عليه السلام) : لاَ يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْد، حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ.

الحكمة 311    لعن أنس بن مالك


( 365 )

و قال(عليه السلام) لأنس بن مالك،وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير لما جاء إلى البصرة يذكرهما شيئاً مما سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في معناهما، فلوى عن ذلك، فرجع إليه، فقال:

إِنِّي أُنْسِيتُ ذلِكَ الاَْمْرَ، فَقَالَ(عليه السلام) : إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللهُ بِهَا بَيْضَاءَ لاَمِعَةً لاَ تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ.

يعني البرص، فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد في وجهه، فكان لا يرى إلا مبرقعاً.

الحكمة 312 التعامل مع الفرائض و النوافل وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالا وَإِدْبَاراً; فَإِذَا أَقْبَلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى النَّوَافِلِ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ فَاقْتَصِرُوا بِهَا عَلَى الْفَرَائِضِ.

الحكمة 313    كمال القرآن الكريم

وَقَالَ (عليه السلام) : وَفِي الْقُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ.

الحكمة 314    أسلوب مواجهة العدوّ

وَقَالَ (عليه السلام) : رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ، فَإِنَّ الشَّرَّ لاَ يَدْفَعُهُ إِلاَّ الشَّرُّ.

الحكمة 315 أسلوب الكتابة وَقَالَ(عليه السلام) لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: أَلِقْ دَوَاتَكَ، وَأَطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ، وَفَرِّجْ بَيْنَ السُّطُورِ، وَقَرْمِطْ بَيْنَ الْحُرُوفِ: فَإِنَّ ذلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الْخَطِّ.

الحكمة 316 امام المؤمنين وقائد الفجّار وَقَالَ(عليه السلام): أَنَا يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْفُجَّارِ. ومعنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني، والفجار يتبعون المال كما تتبع النحل يعسوبها، وهو رئيسها.

الحكمة 317 اعوجاج اليهود وقال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه!.

فقَالَ(عليه السلام) له: إِنَّمَا اخْتَلَفْنَا عَنْهُ لاَ فِيهِ، وَلكِنَّكُمْ مَا جَفَّتْ أَرْجُلُكُمْ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى قُلْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ:


( 366 )
(اجْعَلْ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ).(1)

الحكمة 318 شجاعة الامام(عليه السلام) ـ و قيل له : بِأَيِّ شَيْء غَلَبْتَ الأقران؟ فقَالَ(عليه السلام) : مَا لَقِيتُ رَجُلا إِلاَّ أَعَانَنِي عَلَى نَفْسِهِ. يومئ بذلك إلى تمكن هيبته في القلوب.

الحكمة 319 الآثار الذّميمة للفقر وَقَالَ(عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية : يَا بُنَيَّ، إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْفَقْرَ، فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْهُ، فَإِنَّ الْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ لِلدِّينِ، مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ، دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ !

الحكمة 320 اهداف السؤال وَقَالَ(عليه السلام) لِسَائل سأَله عن معضلة: سَلْ تَفَقُّهاً، وَلاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ (المتعنّف) شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ الْمُتَعَنِّتِ.

الحكمة 321 عزم القائد في المشورة وَقال(عليه السلام) لعبد الله بن العباس، و قد أشار عليه في شيء لم يوافق رأيه : لَكَ أَنْ تُشِيرَ عَلَيَّ وَأَرَى، فَإِنْ عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي.

الحكمة 322    تقوية النّفوس بعد الحرب

وروي أنه(عليه السلام)، لما ورد الكوفة قادماً من صفين مر بالشّباميين، فسمع بكاء النساء على قتلى صفين، وخرج إليه حرب بن شُرَحْبِيل الشّبامي، وكان من وجوه قومه، فقال(عليه السلام) له:

أَتَغْلِبُكُمْ (لايغليكم) نِسَاؤُكُمْ عَلَى مَا أَسْمَعُ؟ أَلاَ تَنْهَوْنَهُنَّ عَنْ هَذَا الرَّنِينِ؟. و أقبل حرب يمشي معه، وهو(عليه السلام) راكب، فقال(عليه السلام): أرْجِعْ، فَإِنَّ مَشْيَ مِثْلِكَ مَعَ مِثْلِي فِتْنَةٌ لِلْوَالِي، وَمَذَلَّةٌ لِلْمُؤْمِنِ.

الحكمة 323 علل انحراف الخوارج ـ وَقَالَ(عليه السلام)، وقد مر بقتلى الخوارج يوم النَّهْرَوَان : بُؤْساً لَكُمْ، لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ. فقيل له: مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ المؤْمنين؟ فقال: الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ، وَالاَْنْفُسُ الاَْمَّارَةُ بِالسُّوءِ، غَرَّتْهُمْ بِالاَْمَانِيِّ، وَفَسَحَتْ لَهُمْ بِالْمَعَاصِي، وَوَعَدَتْهُمُ الاِْظْهَارَ، فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الاعراف: 138.

( 367 )

الحكمة 324    تقوى اللّه في الخلوات

وَقَالَ (عليه السلام): اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللهِ فِي الْخَلَوَاتِ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ.

الحكمة 325 فضيلة محمد بن ابي بكر وقال(عليه السلام)، لما بلغه قتل محمد بن أبي بكر: إِنَّ حُزْنَنَا عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ سُرُورِهِمْ بِهِ، إِلاَّ أَنَّهُمْ نَقَصُوا بَغِيضاً، وَنَقَصْنَا حَبِيباً.

الحكمة 326 مهلة التوبة وَقَالَ (عليه السلام) : الْعُمْرُ الَّذِي أَعْذَرَ اللهُ فِيهِ إِلَى ابْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً.

الحكمة 327 الغالب بالشّر وَقَالَ(عليه السلام) : مَا ظَفِرَ مَنْ ظَفِرَ الاِْثْمُ بِهِ، وَالْغَالِبُ بِالشَّرِّ مَغْلُوبٌ.

الحكمة 328 مسؤوليّة الأغنياء ـ وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ فَرَضَ فِي مَالِ الاَْغْنِيَاءَ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ: فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ، وَاللهُ تَعَالى سَائِلُهُمْ عَنْ ذلِكَ.

الحكمة 329 الاستغناء عن العذر وَقَالَ(عليه السلام) : الاِْسْتِغْنَاءُ عَنِ الْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ الصِّدْقِ بِهِ.

الحكمة 330 مسؤوليّة النّعم وَقَالَ(عليه السلام): أَقَلُّ مَا يَلْزَمُكُمْ للهِِ أَلاَّتَسْتَعِينُوا بِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ.

الحكمة 331    فضيلة الطّاعة

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ جَعَلَ الطَّاعَةَ غَنِيمَةَ الاَْكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ الْعَجَزَةِ!

الحكمة 332 مسؤوليّة القائد وَقَالَ(عليه السلام): السُّلْطَانُ وَزَعَةُ اللهِ فِي أَرْضِهِ.

الحكمة 333    خصائص المؤمن

وَقَالَ(عليه السلام) في صفة المؤمن : الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ، وَحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ، أَوْسَعُ شَيْء صَدْراً، وَأَذَلُّ شَيْء نَفْساً. يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ. طَوِيلٌ غَمُّهُ، بَعِيدٌ هَمُّهُ، كَثِيرٌ صَمْتُهُ، مَشْغُولٌ وَقْتُهُ. شَكُورٌ صَبُورٌ، مَغْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ، ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ، سَهْلُ الْخَلِيقَةِ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ! نَفْسُهُ أَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ، وَهُوَ أَذَلُّ


( 368 )
مِنَ الْعَبْدِ.

الحكمة 334 ذكر المعاد وَقَالَ(عليه السلام) : لَوْ رَأَى الْعَبْدُ الاَْجَلَ وَمَصِيرَهُ، لاََبْغَضَ الاَْمَلَ وَغُرُورَهُ.

الحكمة 335 آفة الأموال وَقَالَ (عليه السلام): لِكُلِّ امْرِئ فِي مَالِهِ شَرِيكَانِ: الْوَارِثُ وَالْحَوَادِثُ.

الحكمة 336 مسؤوليّة الوعد وَقَالَ(عليه السلام): الْمَسْؤُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدَ.

الحكمة 337 ضرورة العمل وَقَالَ(عليه السلام): الدَّاعِي بِلاَ عَمَل كَالرَّامِي بِلاَ وَتَر.

الحكمة 338 انواع العلم وَقَالَ(عليه السلام): الْعِلْمُ عِلْمَانِ : مَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعٌ، وَلاَ يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ.

الحكمة 339    القدرة و صواب الرّأي

وَقَالَ(عليه السلام): صَوَابُ الرَّأْيِ بِالدُّوَلِ: يُقْبِلُ بِإِقْبَالِهَا، وَيَذْهَبُ بِذَهَابِهَا.

الحكمة 340 فضل العفاف وَقَالَ(عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، وَالشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.

الحكمة 341 يوم الظّالم المؤلم وَقَالَ(عليه السلام): يَوْمُ الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ!

الحكمة 342 الغنى الحقيقي وَقَالَ(عليه السلام): الْغِنَى الاَْكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.

الحكمة 343    معرفة النّاس

وَقَالَ(عليه السلام) : الاَْقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ، وَالسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ، وَ «كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ»، وَالنَّاسُ مَنْقُوصُونَ مَدْخُولُونَ إِلاَّ مِنْ عَصَمَ اللهُ: سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، وَمُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ، يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ الرِّضَى وَالسُّخْطُ، وَيَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً تَنْكَؤُهُ اللَّحْظَةُ، وَتَسْتَحِيلُهُ الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.

الحكمة 344 ذكر فناءِ الدنيا


( 369 )

وَقَالَ(عليه السلام): مَعَاشِرَ النَّاسِ (المسلمين)، اتَّقُو اللهَ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّل مَا لاَ يَبْلُغُهُ، وَبَان مَالاَ يَسْكُنُهُ، وَجَامِع مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ، وَلَعَلَّهُ مِنْ بَاطِل جَمَعَهُ، وَمِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ، أَصَابَهُ حَرَاماً، وَاحْتَمَلَ بِهِ آثَاماً، فَبَاءَ بِوِزْرِهِ، وَقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ، آسِفاً لاَهِفاً، قَدْ (خَسِرَ الدّنيا وَالاْخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسْرانُ الْمُبِينُ). (1)

الحكمة 345 طريق العصمة وَقَالَ(عليه السلام): مِنَ الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي.

الحكمة 346 ذلّة السؤال وَقَالَ(عليه السلام): مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ السُّؤَالُ، فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ.

الحكمة 347    العدل في الثّناء

وَقَالَ (عليه السلام): الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاِْسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ، وَالتَّقْصِيرُ عَنِ الاِْسْتِحْقَاقِ عِيٌّ أَوْ حَسَدٌ.

الحكمة 348 اَشدّ الذّنوب وَقَالَ(عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ.

الحكمة 349    نصائح خالدة

وَقَالَ (عليه السلام) : مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ، وَمَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اللهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ، وَمَنْ كَابَدَ (كايَدَ) الاُْمُورَ عَطِبَ، وَمَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ، وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ. وَمَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ، وَمَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ. وَمَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ، فَأَنْكَرَهَا، ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ، فَذلِكَ الاَْحْمَقُ بِعَيْنِهِ. وَالْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ. وَ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيَما يَعْنِيهِ.

الحكمة 350 نفسيّة الظّالم وَقَالَ(عليه السلام): لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَات: يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الحج: 11.

( 370 )
بِالْمَعْصِيَةِ، وَمَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ، وَيُظَاهِرُ الْقَوْمَ الظَّلَمَةَ.

الحكمة 351    مآل الشدّائد

وَقَالَ(عليه السلام): عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ، وَعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاَءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ.

الحكمة 352    الاشتغال بامور العيال

وَقَالَ(عليه السلام) لبعض أصحابه : لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَوَلَدِكَ : فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ، وَإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللهِ، فَمَا هَمُّكَ وَشُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اللهِ؟!

الحكمة 353 أكبر العيب وَقَالَ(عليه السلام): أَكْبَرُ (اكثر) الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ.

الحكمة 354 طريق التهنئة للولد ـ وهنأَ بحضرته رجل رجلا بغلام ولد له فقال له: لِيَهْنِئْكَ الْفَارِسُ; فقَالَ(عليه السلام): لاَ تَقُلْ ذلِكَ، وَلكِنْ قُلْ: شَكَرْتَ الْوَاهِبَ، وَبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ.

الحكمة 355    علامة الغنى

وبنى رجل من عماله بناءً فخماً، فقَالَ(عليه السلام) : أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ رُؤُوسَهَا! إِنَّ الْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ الْغِنَى.

الحكمة 356    قدرة اللّه في الرزق و الأجل

وقيل له(عليه السلام) : لو سُدَّ على رجل بابُ بيته، وتُرِكَ فيه، من أَين كان يأْتيه رزقه؟ فقَالَ(عليه السلام): مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ.

الحكمة 357 طريقة التعزية

وَ عَزَّى قوماً عن ميت مات لهم فقَالَ(عليه السلام): إِنَّ هذَا الاَْمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ، وَلاَ إِلَيْكُمُ انْتَهَى، وَقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هذَا يُسَافِرُ، فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِه (سفراته)، فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَإِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.


( 371 )

الحكمة 358    مسؤولّية النّعم

وَقَالَ(عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ، لِيَرَكُمُ اللهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ! إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَمَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولا.

الحكمة 359 تربية النّفس وَقَالَ(عليه السلام): يَا أَسْرَى (أسارى) الرَّغْبَةِ أَقْصِرُوا، فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ عَلَى الدُّنْيَا لاَ يَرُوعُهُ مِنْهَا إِلاَّ صَرِيفُ أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ. أَيُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا، وَ اعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ عَادَاتِهَا.

الحكمة 360    التحذير من سوءِ الظّن

وَقَالَ (عليه السلام) : لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سُوءاً، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلا.

الحكمة 361    طريقة السؤال من اللّه تعالى

وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ; فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ، فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الاُْخْرَى.

الحكمة 362 الاجتناب من المجادلة وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ.

الحكمة 363 علامة الأحمق وَقَالَ(عليه السلام): مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجِلَةُ قَبْلَ الاِْمْكَانِ، وَالاَْنَاةُ بَعْدَ الْفُرْصَةِ.

الحكمة 364 منزلة السؤال وَقَالَ(عليه السلام): لاَتَسْأَلْ عَمَّا لا يَكُونُ، فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ.

الحكمة 365 الفضائل الاخلاقيّة وَقَالَ(عليه السلام): الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَالاِْعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ. وَكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.


( 372 )

الحكمة 366 وحدة العلم والعمل وَقَالَ(عليه السلام): الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ: فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ; وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ، فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ.

الحكمة 367    أسلوب مواجهة الدنيا

وَقَالَ(عليه السلام): يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ! قُلْعَتُهَا أَحْظَى مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا، وَبُلْغَتُهَا أَزْكَى مِنْ ثَرْوَتِهَا (اثراثها). حُكِمَ عَلَى مُكْثِر مِنْهَا بِالْفَاقَةِ، وَأُعِينَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا بِالرَّاحَةِ (بالرّحمة). مَنْ رَاقَهُ زِبْرِجُهَا أَعْقَبَتْ نَاظِرَيْهِ كَمَهاً، وَمَنِ اسْتَشْعَرَ الشَّغَفَ بِهَا مَلاََتْ ضَمِيرَهُ أَشْجَاناً، لَهُنَّ رَقْصٌ عَلَى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ: هَمٌّ يَشْغَلُهُ، وَغَمٌّ يَحْزُنُهُ، كَذلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ فَيُلْقَى بِالْفَضَاءِ، مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ، هَيِّناً عَلَى اللهِ فَنَاؤُهُ، وَعَلَى الاِْخْوَانِ إِلْقَاؤُهُ. وَإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بِعَيْنِ الاِْعْتِبَارِ، وَيَقْتَاتُ مِنْهَا بِبَطْنِ الاِْضْطِرَارِ، وَيَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ وَالاِْبْغَاضِ، إِنْ قِيلَ أَثْرَى قِيلَ أَكْدَى! وَإِنْ فُرِحَ (فرج) لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ! هذَا وَلَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ.

الحكمة 368 فلسفة العذابوالثّواب وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَالْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، زِيَادَةً لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَ حِيَاشَةً لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ.

الحكمة 369    الإخبار عن المستقبل

وَقَالَ(عليه السلام) : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ رَسْمُهُ، وَمِنَ الاِْسْلاَمِ إِلاَّ اسْمُهُ، وَمَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذ عَامِرَةٌ مِنَ الْبِنَاءِ، خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، سُكَّانُهَا وَعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الاَْرْضِ، مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ، وَإِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطِيئَةُ; يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا، وَيَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا. يَقُولُ اللهُ سُبْحانَهُ : فَبِي حَلَفْتُ لاََبْعَثَنَّ عَلَى أُولئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ، وَقَدْ فَعَلَ، وَنَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.

الحكمة 370    ضرورة التقوى

وروي أنه(عليه السلام) قَلَّما اعتدل به المنبر إلا قال أمام الخطبة : أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُو اللهَ، فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ


( 373 )
عَبَثاً فَيَلْهُوَ، وَلاَ تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ! وَمَا دُنْيَاهُ الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَف مِنَ الاْخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ، وَمَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ كَالاْخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الاْخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ.

الحكمة 371 نصائح خالدة

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الاِْسْلاَمِ، وَلاَ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى، وَلاَ مَعْقِلَ أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ، وَلاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ، وَلاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ، وَلاَ مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ. وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ، وَتَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ. وَالرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ، وَمَطِيَّةُ التَّعَبِ، وَالْحِرْصُ وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُدَ وَاع إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ، وَالشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ.

الحكمة 372 قوام الدّين و الدّنيا

وَ قَالَ(عليه السلام) لجابر بن عبد الله الأنصاري: يَا جَابِرُ، قِوَامُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا بِأَرْبَعَة: عَالِم مُسْتَعْمِل عِلْمَهُ، وَجَاهِل لاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَجَوَاد لاَ يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ، وَفَقِير لاَ يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ; فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ.

يَا جَابِرُ، مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَمَنْ قَامَ ِللهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَالْبَقَاءِ، وَمَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَالْفَنَاءِ.

الحكمة 373 مراحل الامر بالمعروف و النّهي عن المنكر

وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه ـ وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الأشعث ـ أنه قال فيما كان يحض به الناس على الجهاد: إني سمعت علياً رفع الله درجته في الصالحين، وأثابه ثواب الشهداء والصدّيقين، يقول يوم لقينا أهل الشام :

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَبَرِئَ; وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ; وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ هِيَ السُّفْلَى، فَذلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبِيلَ الْهُدَى، وَقَامَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَنَوَّرَ فِي قَلْبِهِ


( 374 )
الْيَقِينُ.

الحكمة 374 مراتب الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر

وفي كلام آخر له يجري هذا المجرى: فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ لِلْمُنْكَرِ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ، فَذلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ; وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَالتَّارِكُ بِيَدِهِ، فَذلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتَيْنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ وَمُضَيِّعٌ خَصْلَةً; وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ، وَالتَّارِكُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، فَذلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ مِنَ الثَّلاَثِ، وَتَمَسَّكَ بِوَاحِدَة، وَمِنْهُمْ تَارِكٌ لاِِنْكَارِ الْمُنْكَرِ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَيَدِهِ، فَذلِكَ مَيِّتُ الاَْحْيَاءِ. وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، عِنْدَ الاَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، إِلاَّ كَنَفْثَة فِي بَحْر لُجِّيٍّ. وَإِنَّ الاَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ لاَ يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَل، وَلاَ يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْق، وَأَفْضَلُ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْل عِنْدَ إِمَام جَائِر.

الحكمة 375 مراحل الجهاد وعن أبي جُحَيْفَةَ قال: سمعت أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول : أَوَّلَ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ; فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً، وَ لَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً، قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ، وَ أَسْفَلَهُ أَعْلاَهُ.

الحكمة 376 مستقبل الحق والباطل وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيٌ، وَإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيٌ.

الحكمة 377 الخوف والرّجاء وَقَالَ(عليه السلام): لاَ تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هذِهِ الاُْمَّةِ عَذَابَ اللهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالى: (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (1) وَلاَ تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هذِهِ الاُْمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللهِ لِقَوْلِهِ تَعَالى: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).(2)

الحكمة 378    نتائج السّوء للبُخل

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الاعراف: 99.
2 . يوسف: 87.

( 375 )

وَقَالَ(عليه السلام): الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ، وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوء.

الحكمة 379    الوان الرّزق

وَقَالَ(عليه السلام): يَابْنَ آدَمَ، الرِّزْقُ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ. فَلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ! كَفَاكَ كُلُّ يَوْم عَلَى مَا فِيهِ; فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمْرِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَد جَدِيد مَاقَسَمَ لَكَ; وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيَما لَيْسَ لَكَ; وَلَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، وَلَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ.

وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم من هذا الباب، إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح، فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول الكتاب.

الحكمة 380 ذكر الموت وَقَالَ(عليه السلام): رُبَّ مُسْتَقْبِل يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ، وَمَغْبُوط فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ، قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.

الحكمة 381 حفظ السّر ـ وَقَالَ(عليه السلام): الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ; فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةِ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً.

الحكمة 382 فضل السّكوت وَقَالَ(عليه السلام) : لاَ تَقُلْ مَالاَ تَعْلَمُ، بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ، فَإِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

الحكمة 383 السّعي في طاعة اللّه ـ وَقَالَ(عليه السلام) : احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ، وَيَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ، فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ.

الحكمة 384    نصائح خالدة

وَقَالَ(عليه السلام): الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ، وَالتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ، وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَد قَبْلَ الاِْخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ.


( 376 )

الحكمة 385    هوان الدنيا

وَ قَالَ(عليه السلام) : مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِتَرْكِهَا.

الحكمة 386 نتيجة الطلب وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ.

الحكمة 387 الخير والشّر وَقَالَ(عليه السلام): مَا خَيْرٌ بِخَيْر بَعْدَهُ النَّارُ، وَمَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، وَكُلُّ نَعِيم دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ، وَكُلُّ بَلاَء دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ.

الحكمة 388    الطريق إلى معرفة السّلامة

وَ قَالَ (عليه السلام) : أَلاَ وَإِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ، وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ، وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ. أَلاَ وَإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.

الحكمة 389 نصائح خالدة وَقَالَ(عليه السلام) : مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.

و في رواية أُخرى : مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ آبَائِهِ.

الحكمة 390    نظم المعيشة

وَقَالَ(عليه السلام): لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَات: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيَما يَحِلُّ وَيَجْمُلُ. وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَلاَث: مَرَمَّة لِمَعَاش، أَوْ خُطْوَة فِي مَعَاد، أَوْ لَذَّة فِي غَيْرِ مُحَرَّم.

الحكمة 391    مكاسب الزهد

وَقَالَ(عليه السلام): ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللهُ عَوْرَاتِهَا، وَلاَتَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُول عَنْكَ!

الحكمة 392 الطريق إلى معرفة الرجال وَقَالَ(عليه السلام): تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.

الحكمة 393 أسلوب مواجهة الدنيا وَقَالَ(عليه السلام): خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ، وَتَوَلَّ عَمَّا


( 377 )
تَوَلَّى عَنْكَ; فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ.

الحكمة 394 فضل الكلام وَقَالَ(عليه السلام): رُبَّ قَوْل أَنْفَذُ مِنْ صَوْل.

الحكمة 395 فضل القناعة وَقَالَ(عليه السلام): كُلُّ مُقْتَصَر عَلَيْهِ كَاف.

الحكمة 396    نصائح خالدة

وَقَالَ(عليه السلام): الْمَنِيَّةُ وَلاَ الدَّنِيَّةُ! وَالتَّقَلُّلُ وَلاَ التَّوَسُّلُ. وَمَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً، وَالدَّهْرُ يَوْمَانِ: يَوْمٌ لَكَ، وَيَوْمٌ عَلَيْكَ; فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلاَ تَبْطَرْ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ!

الحكمة 397 افضل الطّيب وَقَالَ(عليه السلام): نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ، خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ، عَطِرٌ رِيحُهُ.

الحكمة 398 الإجتناب من العُجب وَقَالَ(عليه السلام): ضَعْ فَخْرَكَ، وَاحْطُطْ كِبْرَكَ، وَاذْكُرْ قَبْرَكَ.

الحكمة 399 الحقوق المتبادلة بين الوالد و الولد وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً، وَإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً. فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْء، إِلاَّ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ سُبْحانَهُ ; وَ حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ، وَيُحَسِّنَ أَدَبَهُ، وَيُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ.

الحكمة 400 معرفة الحق والباطل وَقَالَ(عليه السلام): الْعَيْنُ حَقٌّ، وَالرُّقَى حَقٌّ، وَالسِّحْرُ حَقٌّ، وَالْفَأْلُ حَقٌّ، وَالطَّيَرَةُ لَيْسَتْ بِحَقٍّ، وَالْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ، وَالطِّيبُ نُشْرَةٌ، وَالْعَسَلُ نُشْرَةٌ، وَالرُّكُوبُ نُشْرَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ.

الحكمة 401    أسلوب مواجهة النّاس

وَقَالَ(عليه السلام) : مُقَارَبَةُ (مفارقة) النَّاسِ فِي أَخْلاَقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ.

الحكمة 402 معرفة النّاس وَقال(عليه السلام) لبعض مخاطبيه، وَقد تكلم بكلمة يستصغر مثله عن قوله مثلها : لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً، وَهَدَرْتَ سَقْباً.


( 378 )

والشكير هاهنا: أول ما ينبت من ريش الطائر، قبل أن يقوى ويستحصف. والسقب: الصغير من الإبل، ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.

الحكمة 403 الاجتناب من الأعمال المتنوعة وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتِ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ.

الحكمة 404    تفسير: لا حول ولا قوّة الاّ باللّه

وَقَالَ(عليه السلام)، وقد سُئِلَ عن معنى قولهم: ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ): إِنَّا لاَ نَمْلِكُ مَعَ اللهِ شَيْئاً، وَلاَ نَمْلِكُ إِلاَّ مَا مَلَّكَنَا; فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّفَنَا، وَمَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.

الحكمة 405    فضح المغيرة بن شعبة

وَقَالَ(عليه السلام) لعمار بن ياسر; وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً : دَعْهُ يَا عَمَّارُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلاَّ مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَعَلى عَمْد لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ، لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ.

الحكمة 406 اخلاق الفقراء والأغنياء وَقَالَ(عليه السلام): مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الاَْغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللهِ! وَأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الاَْغْنِيَاءِ اتِّكَالا عَلَى اللهِ.

الحكمة 407 قيمة العقل وَقَالَ(عليه السلام): مَا اسْتَوْدَعَ اللهُ امْرَأً عَقْلا إِلاَّ اسْتَنْقَذَهُ بِهِ يَوْماً مَا!

الحكمة 408 مصير مكافحة الحق وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.

الحكمة 409 ضرورةوحدة القلب والعين وَقَالَ(عليه السلام): الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ.

الحكمة 410 قيمة التّقوى وَقَالَ(عليه السلام): التُّقَى رَئِيسُ الاَْخْلاَقِ.

الحكمة 411 فضل المعلّم

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ، وَبَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ.

الحكمة 412 طريقة تربية النّفس وَقَالَ(عليه السلام): كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ


( 379 )
مِنْ غَيْرِكَ.

الحكمة 413 الصبر و التّغافل وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الاَْحْرَارِ، وَإِلاَّ سَلاَ سُلُوَّ الاَْغْمَارِ.

الحكمة 414 الصبر و التّغافل و في خبر آخر أنّه(عليه السلام) قال للأشعث بن قيس معزياً عن ابن له : إنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الاَْكَارِمِ، وَإِلاَّ سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.

الحكمة 415 حقيقة الدنيا وَقَالَ(عليه السلام) في صفة الدنيا: تَغُرُّوَ تَضُرُّ وَتَمُرُّ، إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لاَِوْلِيَائِهِ، وَلاَ عِقَاباً لاَِعْدَائِهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْب بَيْنَاهُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا.

الحكمة 416    أسلوب مواجهة الدّنيا

وقال لابنه الحسن(عليهما السلام) : لاَ تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَإِنَّكَ تُخَلِّفُهُ لاَِحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ، وَإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ; فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ. ويروى هذا الكلام على وجه آخر وهو : أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْل بَعْدَكَ، وَإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لاَِحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُل عَمِلَ فِيَما جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ; أَوْ رَجُل عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ. وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ أَهْلا أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَلاَ أَنْ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ، فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللهِ، وَلِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللهِ.

الحكمة 417 شرائط الاستغفار

وَقَالَ(عليه السلام) لقائل قال بحضرته: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ»: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الاِْسْتِغْفَارُ؟ الاِْسْتِغْفَارُ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّنَ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَان: أَوَّلَهَا النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى، وَالثَّانِي الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً، وَالثَّالِثُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الَْمخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ، وَالرَّابِعُ أَنْ


( 380 )
تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَة عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا، وَالْخَامِسُ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ فَتُذِيبَهُ بِالاَْحْزَانِ، حَتَّى تُلْصِقَ الْجِلْدَ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ، وَالسَّادِسُ أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ».

الحكمة 418 فضل الحلم وَقَالَ(عليه السلام): الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ.

الحكمة 419 معرفة الانسان و قَالَ(عليه السلام) : مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ: مَكْتُومُ الاَْجَلِ، مَكْنُونُ الْعِلَلِ، مَحْفُوظُ الْعَمَلِ. تُؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ، وَتَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ، وَتُنْتِنُهُ الْعَرْقَةُ.

الحكمة 420 طريق السلامة من الشهوات وروي أنه(عليه السلام) كان جالساً في أصحابه، فمرت بهم امرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم، فقال(عليه السلام): إِنَّ أَبْصَارَ هذِهِ الْفُحُولِ طَوَامِحُ; وَإِنَّ ذلِكَ سَبَبُ هَبَابِهَا، فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَة تُعْجِبُهُ فَلْيُلاَمِسْ (فليلمس) أَهْلَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ كَامْرَأَتِهِ. فقال رجل من الخوارج: «قاتله الله كافراً ما أفقهه» فوثب القوم ليقتلوه، فقال(عليه السلام): رُوَيْداً إِنَّمَا هُوَ سَبٌ بِسَبٍّ، أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْب!

الحكمة 421 مكاسب العقل وَقَالَ(عليه السلام): كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ.

الحكمة 422 فضل الإحسان وَقَالَ(عليه السلام): افْعَلُوا الْخَيْرَ وَلاَ تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ، وَلاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي، فَيَكُونَ وَاللهِ كَذلِكَ. إِنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَهْلا، فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ.

الحكمة 423 ثمرات تربية النّفس وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلاَنِيَتَهُ، وَمَنْ عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِيَما بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَحْسَنَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ.

الحكمة 424 نصائح خالدة وَقَالَ(عليه السلام): الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ، وَالْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وَ قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.


( 381 )

الحكمة 425 مسؤولّية الأغنياء وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ ِللهِ عِبَاداً يَخْتَصُّهُمُ اللهُ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، فَيُقِرُّهَا فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا; فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.

الحكمة 426 منزلة العافية والغنى وقَالَ(عليه السلام): لاَ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ: الْعَافِيَةِ وَالْغِنَى. بَيْنَا تَرَاهُ مُعَافًى إِذْ سَقِمَ; وَبَيْنَا تَرَاهُ غَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ.

الحكمة 427 آثار الشكوى وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِن، فَكَأَنَّهُ شَكَاهَا إِلَى اللهِ، وَمَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِر، فَكَأَنَّمَا شَكَا اللهَ.

الحكمة 428 حقيقة العيد وَقَالَ(عليه السلام) في بعض الأعياد: إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللهُ صِيَامَهُ وَشَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْم لاَ يُعْصَى اللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ.

الحكمة 429    أعظم الحسرات

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةُ رَجُل كَسَبَ مَالا فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ، فَوَرِثَهُ رَجُلٌ فَأَنْفَقَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ سُبْحانَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ، وَدَخَلَ الاَْوَّلُ بِهِ النَّارَ.

الحكمة 430    أخسر النّاس

وَقَالَ(عليه السلام): إنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً، وَأَخْيَبَهُمْ سَعْياً، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ فِي طَلَبِ مَالِهِ، وَلَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِهِ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ، وَقَدِمَ عَلَى الاْخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ.

الحكمة 431    انواع الرّزق

وَقَالَ(عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ. فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ، حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا; وَمَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.

الحكمة 432 خصائص اولياء اللّه

وَقَالَ(عليه السلام): إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا


( 382 )
بِآجِلِهَا إِذَا اشْتَغَلَ (اشتغلوا) النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ، وَتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُمْ، وَرَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلاَلا، وَدَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً، أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ، وَسَلْمُ مَا عَادَى النَّاسُ! بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وَبِهِ عَلِمُوا، وَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا، لاَ يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ (خوف) مَا يَرْجُونَ، وَلاَ مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ.

الحكمة 433 مآل اللّذات وَقَالَ(عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ اللَّذَّاتِ، وَ بَقَاءَ التَّبِعَاتِ.

الحكمة 434 ضرورة الاختبار وَقَالَ(عليه السلام): اخْبُرْ تَقْلِهِ.

و من الناس من يروي هذا للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ومما يقوي أنه من كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام) ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي. قال المأمون: لولا أن علياً قال «اخبر تقله» لقلت: اقْلِهِ تَخْبُرْ.

الحكمة 435 نصائح خالدة وَقَالَ(عليه السلام) : مَا كَانَ اللهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْد بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْد بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الاِْجَابَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ لِعَبْد بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ.

الحكمة 436 الأولى بالكرم وَقَالَ(عليه السلام): أَوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِهِ الْكِرَامُ.

الحكمة 437 العدل و الجود و سئل(عليه السلام) : أيهما أفضل : العدل ، أو الجود؟. فقَالَ(عليه السلام) : الْعَدْلُ يَضَعُ الاُْمُورَ مَوَاضِعَهَا، وَالْجُودُ يُخْرِجُهَا مِنْ جِهَتِهَا، وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا.

الحكمة 438 الجهل و العداوة وَقَالَ(عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.

الحكمة 439 حقيقة الزّهد وَ قَالَ (عليه السلام): الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ: قَالَ اللهُ سُبْحانَهُ: (لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ، وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ).(1) وَمَنْ لَمْ يَأْسَ عَلَى الْمَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بِالاْتِي، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الحديد: 23.

( 383 )

الحكمة 440 النّوم و فسخ العزائم وَقَالَ(عليه السلام): مَا أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ!

الحكمة 441 كيف يُعرف الرجال وَقَالَ(عليه السلام): الْوِلاَيَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ.

الحكمة 442 خير البلاد وَقَال (عليه السلام) : لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ البِلادِ مَا حَمَلَكَ

الحكمة 443    خصائص مالك بن الأشتر

وقال(عليه السلام): وقد جاءه نعي الأشتر(قدس سره): مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ! وَاللهِ لَوْ كَانَ جَبَلا لَكَانَ فِنْداً، وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً، لاَ يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ، وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ الطَّائِرُ. والفند: المنفرد من الجبال.

الحكمة 444 فضل الاستمرار في العمل وَقَالَ(عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.

الحكمة 445 معرفة الانسان وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا كَانَ فِي رَجُل خَلَّةٌ رَائِقَةٌ فَانْتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا.

الحكمة 446 وجوب اداء الدّيون و قال(عليه السلام) لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق، في كلام دار بينهما : مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكَثِيرَةُ؟ قَالَ: دَغْدَغَتْهَا الْحُقُوقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فقَالَ(عليه السلام): ذلِكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا.

الحكمة 447 ضرورة التفّقه في التّجارة وَقَالَ(عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه فَقَدِ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.

الحكمة 448 أسلوب مواجهة المصائب ـ وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.

الحكمة 449 أسلوب مواجهة الشهّوات وَقَالَ(عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهَوَاتُهُ.

الحكمة 450 الإجتناب من المزاح وَقَالَ(عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ (رجل) مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ


( 384 )
عَقْلِهِ مَجَّةً.

الحكمة 451    أسلوب مواجهة النّاس

وَقَالَ(عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظٍّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.

الحكمة 452 الفقر و الغنى الحقيقيان وَقَالَ(عليه السلام): الْغِنَى وَالْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.

الحكمة 453    فضح الزبير بن العوام

وَقَالَ(عليه السلام): مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْؤُومُ عَبْدُ اللهِ.

الحكمة 454 طريقة اقتلاع العُجب وَقَالَ(عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، وَلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدْفَعُ حَتْفَهُ.

الحكمة 455 أشعر الشعراء وَسُئِل: من اشعر الشعراء؟ فقال(عليه السلام): إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَة تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا، فَإِنْ كَانَ وَلاَبُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ. يريد امرأ القيس.

الحكمة 456 ثمن الانسان وَقَالَ(عليه السلام) : أَلاَحُرٌّ يَدَعُ هذِهِ اللُّمَاظَةَ لاَِهْلِهَا؟ إِنَّهُ لَيْسَ لاَِنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ، فَلاَ تَبِيعُوهَا إِلاَّ بِهَا.

الحكمة 457 منهومان لايشبعان وَقَالَ(عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم وَطَالِبُ دُنْيَا.

الحكمة 458    علامات الايمان

وَقَالَ(عليه السلام): (علامة) الاِْيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ، عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وَأَلاَّ يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ (علمك)، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.

الحكمة 459 التقدير أم التدبير وَقَالَ(عليه السلام) : يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ، حَتَّى تَكُونَ


( 385 )
الاْفَةُ فِي التَّدْبِيرِ.

قال الرضي: وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف هذه الألفاظ.

الحكمة 460 فضل الحلم و الأناة وَقَالَ(عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.

الحكمة 461 العجز و الغيبة وَقَالَ(عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزُ.

الحكمة 462 استماع الثّناء وَقَالَ(عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.

الحكمة 463 الدّنيا للآخرة وَقَالَ(عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، وَلَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.

الحكمة 464 مستقبل بنى اميّة الدّامي وَقَالَ(عليه السلام) : إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ، وَلَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيَما بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.

والمِرْوَدُ هنا مِفْعَل من الإرْواد، وهو الإمهال والإظهار، وهذا من أفصح الكلام وأغربه، فكأنه(عليه السلام) شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية، فاذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها.

الحكمة 465 خصائص الأنصار وَقَالَ(عليه السلام) في مدح الأنصار: هُمْ وَاللهِ رَبَّوُا الاِْسْلاَمَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ مَعَ غَنَائِهِمْ، بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ، وَأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاَطِ.

الحكمة 466 منزلة العين وَقَالَ(عليه السلام): الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ.

وهذه من الاستعارات العجيبة، كأنه يشبه السه بالوعاء، والعين بالوكاء، فإذا أطلق الوكاء لم ينضبط الوعاء. وهذا القول في الأشهر الأظهر من كلام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد رواه قوم لأميرالمؤمنين(عليه السلام)، وذكر ذلك المبرد في كتاب «المقتضب» في باب «اللفظ بالحروف». وقد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم: «بمجازات الآثار النبوية».

الحكمة 467    خصائص القيادة


( 386 )

وَقَالَ(عليه السلام) في كلام له : وَوَلِيَهُمْ وَال فَأَقَامَ وَ اسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ.

الحكمة 468    مستقبل المسلمين السىّء

وَقَالَ(عليه السلام): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ، يَعَضُّ الْمُوسِرُ فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذلِكَ، قَالَ اللهُ سُبْحانَهُ : (وَ لاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ).(1) تَنْهَدُ فِيهِ الاَْشْرَارُ، وَ تُسْتَذَلُّ الاَْخْيَارُ، وَيُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) عَنْ بِيَعِ الْمُضْطَرِّينَ.

الحكمة 469 الاعتدال في محبّة الامام(عليه السلام) ـ وَقَالَ(عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر. (وهذا مثل قوله(عليه السلام) : هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبّ غَال، وَمُبْغِضٌ قَال.)

الحكمة 470 التوحيد والعدل ـ وسئل عن التوحيد والعدل; فقال(عليه السلام): التَّوْحِيدُ أَلاَّ تَتَوَهَّمَهُ، وَالْعَدْلُ أَلاَّ تَتَّهِمَهُ.

الحكمة 471    معرفة منزلة السكوت و الكلام

وَقَالَ(عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.

الحكمة 472 الدعاء للمطر وقال(عليه السلام) في دعاء استسقى به : اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا.

و هذا من الكلام العجيب الفصاحة، وذلك أنه(عليه السلام) شبه السحاب ذوات الرعود والبوارق والرياح والصواعق بالإبل الصعاب التي تقمص برحالها وتقص بركبانها، وشبه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيعة وتقتعد مسمحة.

الحكمة 473 فضل الخضاب وقيل له(عليه السلام): لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال(عليه السلام):

الْخِضَابُ زِينَةٌ وَنَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَة! (يريد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)).

ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . البقرة: 237.

( 387 )

الحكمة 474 فضل العفيف وَقَالَ(عليه السلام): مَا الُْمجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ: لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ.

الحكمة 475 فضل القناعة وَقَالَ(عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ. وقد روى بعضهم هذا الكلام لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).

الحكمة 476 الطريقة المثلى لادارة المجتمع الانساني وَقَالَ(عليه السلام) لزياد بن أبيه ـ وقد استخلفه لعبد الله ابن العباس على فارس وأعمالها، في كلام طويل كان بينهما، نهاه فيه عن تقدم الخراج ـ : اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ، وَاحْذَرِ الْعَسْفَ وَالْحَيْفَ، فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلاَءِ، وَالْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ.

الحكمة 477 اَشدّ الذُّنوب وَقَالَ(عليه السلام) : أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.

الحكمة 478 مسؤولّية العالم والجاهل وَقَالَ(عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.

الحكمة 479 شرّ الإخوان وَقَالَ(عليه السلام): شَرُّ الاِْخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ.

لأن التكليف مستلزم للمشقة، ومن هو شر لازم عن الأخ المتكلف له، فهو شرّ الإخوان.

الحكمة 480    آفة الصداقة

وَقَالَ(عليه السلام): إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ.

يقال: حشمه وأحشمه إذا أغضبه، وقيل: أخجله، «أو احتشمه» طلب ذلك له، وهو مظنة مفارقته. وهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أمير المؤمنين(عليه السلام)، حامدين لله سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه، وتقريب ما بعد من أقطاره. وتقرر العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب، ليكون لاقتناص الشارد، واستلحاق الوارد، وما عسى أن يظهر لنا بعد الغموض، ويقع إلينا بعد الشذوذ، وما توفيقنا إلا بالله: عليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وذلك في رجب سنة أربع مائة من الهجرة، وصلى الله عليه سيدنا محمد خاتم الرسل، والهادي إلى خير السبل، وآله الطاهرين، وأصحابه نجوم اليقين.





تنويه

قام الشيخ محمد الدشتي (رحمه الله) بترجمة «نهج البلاغة» إلى اللغة الفارسية، ترجمة جميلة ودقيقة وقد طبعت هذه الترجمة عدة طبعات.

وقبل وفاته (رحمه الله) بمدة اتحفنا بالملف الكامل لهذه الترجمة.

ونقتصر هنا بايراد المتن العربي «لنهج البلاغة» والّذي صححه وضبط حركاته المرحوم الدشتي فشكر الله سعيه وجعله له من الباقيات الصالحات..

ندعو الله له بالرحمة الواسعة والرضوان

موقع               

مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)