الفهرس

الباب التاسع والعشرون - [باللّفظ المطلق] وهو فصل واحد : مائة وعشرة حكم

 

    فَمِنْ ذَلِكَ قَوله عليه السّلام :

10129 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الْاخِرَةَ أَنْ يَرْغَبَ فيها [1] .
10130 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ زَوالَ [2] الدُّنْيا أَنْ يَزْهَدَ فيها .
10131 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ اللهَ أَنْ يَرْغَبَ فيما لَدَيْهِ .
10132 ـ يَنْبَغي لِمَنْ رَضِيَ بِقَضاءِ اللهِ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ .
10133 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ أَنْ لا يُفارِقَهُ الْحُزْنُ وَ الْحَذَرُ .
10134 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الْزَّمانَ أَنْ لَا يَأْمَنَ صُرُوْفَهُ وَ الْغِيَرِ .
10135 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ النّاسَ أَنْ يَزْهَدَ فيما في أَيْديهِمْ .
10136 ـ يُمْتَحَنُ الرَّجُلُ بِفِعْلِه لا بِقَوْلِه .
10137 ـ يُنْبى ءُ عَنْ قيمَةِ كُلِّ امْرِى ءٍ عِلْمُهُ وَ عَقْلُهُ .
10138 ـ يَحْتَاجُ الْإِسْلامُ إِلى الْإِيْمان .
10139 ـ يَحْتاجُ الْإِيْمانُ إِلى الْإِيقانِ .
10140 ـ يَحْتاجُ الْعَمَلُ إِلى الْعِلْمِ [3] .
10141 ـ يَسيرُ الطَّمَعِ يُفْسِدُ كَثيرَ الْوَرَعِ .
10142 ـ يَسيرُ الْحِرْصِ يَحْمِلُ عَلى كَثيرِ الطَّمَعِ .
10143 ـ يَحْتاجُ الشَّرَفُ إِلى التَّواضُعَ [4] .
10144 ـ يَسيرُ الْهَوى يُفْسِدُ الْعَقْلَ .
10145 ـ يَسيرُ الْأَمَل يُفْسِدُ الْعَمَلَ [5] .
10146 ـ يَسيرٌ يَكْفي خَيْرٌ مِنْ كَثْيرٍ يُطْغي .
10147 ـ يَسيرُ الْعِلْمِ يَنْفي كَثيرِ الْجَهْلِ .
10148 ـ يَسيرُ الْعَطاءِ أَحْسَنُ [6] مِنَ التَّعلُّلِ بِالْإِعْتِذارِ .
10149 ـ يَسِّرُوا وَ لا تُعَسِّرُوا وَ خَفِّفُوا وَ لا تُثقِّلُوا .
10150 ـ يَحْتاجُ الْإِيْمانُ إِلى الْإِخْلاصِ .
10151 ـ يُمْتَحَنُ الْمُؤْمِنُ بِالْبَلاءِ كَما يُمْتَحَنُ بِالنّارِ الْخَلاصُ .
10152 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى دينِ الرَّجُلِ بِصِدْقِه وَ وَرَعِه [7] .
10153 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى شَرِّ الرَّجُلِ بِكَثْرَةِ شَرَهِه وَ شِدَّةِ طَمَعِه .
10154 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى عَقْلِ الرَّجُلِ بِحُسْنِ مَقالِه وَ عَلى طَهارَةِ أَصْلِه بِجَميلِ أَفْعالِه .
10155 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى نُبْلِ الرَّجُلِ بِقِلَّةِ مَقالِه وَعَلى تَفَضُّلِه بِكَثْرَةِ احْتِمالِه .
10156 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْكَريمِ بِحُسْنِ بِشْرِه وَ بَذْلِ بِرِّه .
10157 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى زَوالِ [8] الدُّوَلِ بِأَرْبَعٍ : تَضْييع الْاُصُولِ ، وَ التَّمَسُّكِ بِالْفُرُوعِ ، وَ تَقْدُّمِ الْأَراذِلِ ، وَ تَأْخيرِ الْأَفاضِلِ .
10158 ـ يَا ابْنَ آدَمَ إِذا رَأْيتَ اللهَ يُتابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ فَاحْذَرْهُ وَ حَصِّنِ النِّعْمَةَ بِشُكْرِها .
10159 ـ يَكْتَسِبُ الصّادِقُ بِصِدْقِه ثَلاثاً : حُسْنَ الثِّقَةِ بِه ، وَ الْمَحَبَّةَ لَهُ ، وَ الْمَهابَةَ مِنْهُ.
10160 ـ يَكْتَسِبُ الْكاذِبُ بِكذِبِه ثَلاثاً : سَخَطَ اللهِ عَلَيْهِ ، وَ اسْتِهانَةَ النّاسِ بِه ، وَ مَقْتَ الْمَلائِكَةِ لَهُ .
10161 ـ يَا عَبْدَ اللهِ لا تَعْجَلْ في عَيْبِ عَبْدٍ بِذَنْبِه فَلَعَلَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ وَ لا تَأْمَنْ عَلى نَفْسِكَ صَغيرَ مَعْصِيَةٍ فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَيْها .
10162 ـ وَ قال عليه السّلام في حَقِّ مَنْ ذَمَّهُ [9] يَقُولُ فِي الدُّنْيا بِقوْلِ الزّاهِدينَ وَ يَعْمَلُ فيها بِعَمَلِ الرّاغِبينَ ، يُظْهِرُ شيمَةَ الصّالِحينَ وَ يُبْطِنُ عَمَلَ الْمُسيئينَ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِه وَ لا يَتْرُكُها فِي حَياتِه، يُسْلِفُ الذَّنْبَ وَ يُسَوِّفُ بِالتَّوْبَةِ ، يُحِبُّ الصَّالِحينَ وَ لا يَعْمَلُ أَعْمالَهُمْ ، يُبْغِضُ الْمُسيئينَ وَ هُوَ مِنْهُمْ ، يَقُولُ لَمْ أَعْمَلْ فَأَتَعَنّى بَلْ أَجْلِسُ فَأَتَمَنّى ، يُبادِرُ دائِباً مَا يَفْنى وَ يَدَعُ أَبَداً مَا يَبْقى ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ وَ يَبْتَغي الزِّيادَةَ فيما بَقِيَ ، يُرْشِدُ غَيرَهُ وَ يُغْوي نَفْسَهُ وَ يَنْهَى النّاسَ بِما لا يَنْتَهي وَ يَأْمُرُهُمْ بِما لا يَأْتي ، يَتَكَلَّفُ مِنَ النّاسِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ وَ يُضَيِّعُ مِنْ نَفْسِه مَا هُوَ أَكْثَرُ ، يَأْمُرُ النّاسَ وَ لا يَأْتَمِرُ وَ يُحَذِّرُهُمْ وَ لا يَحْذَرُ ، يَرْجُو ثَوابَ مَا لَمْ يَعْمَلُ وَ يَأْمَنُ عِقابَ جُرْمٍ مُتَيَقِّنٍ ، يَسْتَميلُ وُجُوهَ النّاسِ بِتَدَيُّنِه وَ يُبْطِنُ ضِدَّ مَا يُعْلِنُ ، يَعْرِفُ لِنَفْسِه عَلى غَيْرِه وَ لا يَعْرِفُ عَلَيْها لِغَيْرِه ، يَخافُ عَلى غَيْرِه بِأَكْثَرَ مِنْ ذَنْبِه وَ يَرْجُو لِنَفْسِه أَكْثَرَ مِنْ عَمَلِه وَ يَرْجُو اللهَ فِي الْكَبيرِ وَ يَرْجُو الْعِبادَ فِي الصَّغْيرِ فَيُعْطي الْعَبْدَ مَا لا يُعْطي الرَّبَّ ، يَخافُ الْعَبيدَ فِي الرَّبِّ وَ لا يَخافُ فِي الْعَبيدِ الرَّبَّ .
10163 ـ يُعْجِبُني مِنَ الرَّجُلِ أَنْ يُرى عَقْلُهُ زائِداً عَلى لِسانِه وَ لا يُرى لِسانُهُ زائِداً عَلى عَقْلِه .
10164 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ [شَرَفَ نَفْسَهُ أَنْ يُنزِّهَها عَنْ دَناءَ ةِ الدُّنْيا .
10165 ـ يُكْرَمُ السُّلْطانُ لِسُلْطانِه وَ الْعالِمُ لِعِلْمِه وَ ذُو الْمَعْروفِ لِمَعْروفِه وَ الْكَبيرُ لسِنِّه [10] .
10166 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى إِيمانِ الرَّجُلِ بِلُزُومِ الطّاعَةِ وَ التَّحَلّي بِالْوَرَعِ وَ الْقَناعَةِ [11] .
10167 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ اللهَ سُبْحانَهُ أَنْ لا يَخْلُوَ قَلْبُهُ مِنْ خَوْفِه وَ رَجائِه .
10168 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ دارَ الْفَناءِ أَنْ يَعْمَلَ لِدارِ الْبَقاءِ .
10169 ـ يَنْبَغي لِمَنْ رََضِيَ بِقَضَاءِ اللهَ أَنْ يَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ .
10170 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الْأَشْرارَ أَنْ يَعْتَزِلَهُمْ .
10171 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الْفُجّارَ أَنْ لا يَعْمَلَ عَمَلَهُمْ .
10172 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يَكْتَسِبَ بِمالِهِ الْمَحْمَدَةَ وَ يَصُونَ نَفْسَهُ عَنِ الْمَسْألَةِ .
10173 ـ يَبْلُغُ الصّادِقُ بِصِدْقِه مَا لا يَبْلُغُهُ الْكاذِبُ بِحيلَتِه .
10174 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يُخاطِبَ الْجاهِلَ مُخاطَبَةَ الطَّبيبِ الْمَريضَ .
10175 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يَحْتَرِسَ مِنْ سُكْرِ الْمالِ وَ سُكْرِ الْقُدْرَةِ وَ سُكْرِ الْعِلْمِ وَ سُكْرِ الْمَدْحِ وَ سُكْرِ الشَّبابِ فَإِنَّ لِكُلِّ ذلِكَ ريحاً خَبيثَةً تَسْلُبُ الْعَقْلَ وَ تَسْتَخِفُّ الْوَقارَ .
10176 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْإِدْبارِ بِأَرْبَعٍ : سُوءِ التَّدْبيرِ ، وَ قُبْحِ التَّبْذيرِ ، وَ قِلَّةِ الْإِعْتِبارِ ، وَ كَثْرَةِ الْإِغْتِرارِ .
10177 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْإِيْمانِ بِكَثْرَةِ التُّقى وَ مِلْكِ الشَّهْوَةِ وَ غَلَبَةِ الْهَوى .
10178 ـ يَسيرُ الـرِّياءِ شِـرْكٌ .
10179 ـ يَسيـرُ الظَّـنِّ شَـكٌّ .
10180 ـ يَسـيرُ الْغيبَـةِ إِفْـكٌ .
10181 ـ يَسيرُ الشَّكِّ يُفْسِدُ الْيَقينَ .
10182 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ إِذا عَلَّمَ أَنْ لا يُعنِّفَ وَ إِذا عُلِّمَ أَنْ لا يَأْنَفَ (وَ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمَعادِ فَكَمْ مِنْ ذاهِبٍ مَا عادَ وَاللهُ بَصيرٌ بِالْعِبادِ)[12].
10183 ـ يَا أَيُّها النّاسُ اقْبلُوا النَّصيحَةَ مِمَّنْ نَصَحَكُمْ وَ تَلَقَّوْها بِالطّاعَةِ مِمَّنْ حَمَلَها إِلَيْكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سُبْحانَهُ لَمْ يَمْدَحْ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا أَوْعاها لِلْحِكْمَةِ وَ مِنَ النّاسِ إِلَّا أَسْرَعَهُمْ إِلى الْحَقِّ إِجابَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْجِهادَ الْأَكْبَرَ جِهادُ النَّفْسِ فَاشْتَغِلُوا بِجِهادِ أَنْفُسِكُمْ تَسْعَدُوا وَ ارْفُضُوا الْقيلَ وَ الْقالَ تَسْلَمُوا وَ أَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ تَغْنَمُوا وَ كُونُوا عِبادَ اللهِ إِخْواناً تَفُوزُوا لَدَيْهِ بِالْنَّعيمِ الْمُقيمِ .
10184 ـ يَا أَيُّها النّاسُ إِلى كَمْ تُوعَظُونَ فَلا تَتَّعِظُونَ وَ كَمْ قَدْ وَعَظَكُمْ الْواعِظُونَ وَ حَذَّرَكُمُ الْمُحَذِّرُونَ وَ زَجَرَكُمُ الزّاجِرُونَ وَ بَلَّغَكُمُ الْعالِمُونَ وَ عَلى سَبيلِ النَّجاةِ دَلَّكُمُ الْأَنْبِياءُ الْمُرْسَلُونَ وَ أَقامُوا عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ وَ أَوْضَحُوا لَكُمُ الْمَحَجَّةَ فَبادِرُوا الْعَمَلَ وَ اغْتَنِمُوا الْمَهَلَ فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لا حِسابَ وَ غَداً حِسابٌ [13] وَ لا عَمَلَ وَ سَيَعْلَمُ الَّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .
10185 ـ يَا أَبا ذَرٍّ إِنَّكَ غَضِبْتَ لِلّهِ فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ فَإِنَّ الْقَوْمَ خافُوكَ عَلى دُنْياهُمْ وَ خِفْتَهُمْ عَلى دينِكَ فَاتْرُكْ في أَيْدِيهِمْ مَا خافُوكَ عَلَيْهِ وَ اهْرَبْ مِنْهُمْ بِما خِفْتُمْ عَلَيْهِ فَما أَحْوَجَهُمْ إِلى مَا مَنَعْتَهُمْ وَ مَا أَغْناكَ عَمّا مَنَـعُوكَ وَ لوْ أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا عَلى عَبْدٍ رَتْقاً ثُمَّ اتَّقَى اللهَ لَجَعَلَ لهُ مِنْهُما مَخْرَجاً فَلا يُؤْنِسْكَ إِلَّا الْحَقُّ وَ لا يُوحِشْكَ إِلَّا الْباطِلُ فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْياهُمْ لَأَحَبُّوكَ وَ لَوْ قَرَضْتَ مِنْها لَامَنُوكَ .
10186 ـ يَا عَبيدَ الدُّنْيا الْعامِلينَ لَها إِذا كُنْتُمْ فِي النَّهارِ تَبيعُونَ وَ تَشْتَرُونَ وَ فِي اللَّيلِ عَلى فُرُشِكُمْ تَتَقَبَّلُونَ وَ تَنَامُونَ وَ فيما بينَ ذلك عَنِ الاخِرَةِ تَغْفُلُونَ وَ بِالْعَمَلِ تُسَوِّفُونَ فَمَتى تُفَكِّرُونَ فِي الْإِرْتِيادِ وَ مَتى تُقَدِّمونَ الزّادَ وَ مَتى تَهْتَمُّونَ لِيَوْمِ الْمَعادِ .
10187 ـ يَنْبَغي أَنْ يَسْتَحْيِيَ الْمُؤْمِنُ إِذا اتَّصَلَتْ لَهُ فِكْرَةٌ في غَيرِ طاعَةٍ .
10188 ـ يَنْبَغي أَنْ يَتَداوى الْمَرْءُ مِنْ أَدْواءِ الدُّنْيا كَما يَتَداوى ذُو الْعِلَّةِ ، وَ يَحْتَمي مَِنْ لَذّاتِها وَ شَهَواتِها كَحِمْيَةِ الْمَريضِ .
10189 ـ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ عِلْمُ الرَّجُلِ زائِداً عَلى نُطْقِه وَ عَقْلُهُ غالِباً عَلى لِسانِه .
10190 ـ يُنْبِى ءُ عَنْ عَقْلِ كُلِّ امْرِى ءٍ مَا يَجْري عَلى [14] لِسانِه .
10191 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْمُحْسِنينَ بِما يَجْري لَهُمْ عَلى أَلْسُنِ الْأَخْيارِ مِنْ حُسْنِ السِّيرَةِ وَ الْفِعْلِ .
10192 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْمُرُوَّةِ بِكَثْرَةِ الْحَياءِ وَ بَذْلِ النَّدى وَ كَفِّ الْأَذى .
10193 ـ يَسيرُ الدُّنْيا يُفْسِدُ الدِّينَ .
10194 ـ يَسيرُ الدِّينِ خَيرٌ مِنْ كَثيرِ الدُّنْيا .
10195 ـ يُفْسِدُ الْيَقينَ الشَّكُّ وَ غَلَبَةُ الْهَوى .
10196 ـ يَسيرُ الْحَقِّ يَدْفَعُ كَثيراً مِنَ الْباطِلِ[15].
10197 ـ يُسْتَثْمَرُ الْعَفْوُ بِالْإِقْرارِ أَكْثَرَ مِنَ اسْتِثْمارِه بِالْإِعْتِذارِ .
10198 ـ يُبْتَلى مُخالِطُ النّاس بِقَرينِ السَّوْءِ وَمُداجاةِ الْعَدُوِّ .
10199 ـ يَحْتاجُ ذُو النّائِلِ إِلى السّائِلِ .
10200 ـ يَحْتاجُ الْعِلْمُ إِلى الْحِلْمِ .
10201 ـ يَحْتَاجُ الْحِلْمُ إِلى الْكَظْمِ .
10202 ـ يَنامُ الرَّجُلُ عَلى الثُّكْلِ وَ لا يَنامُ عَلى الظُّلْمِ .
10203 ـ يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الظّالِمِ عَلى الْمَظْلُومِ .
10204 ـ يَشْفيكَ مِنْ حاسِدِكَ أَنَّهُ يَغْتاظُ عِنْدَ سُرُورِكَ .
10205 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى فَضْلِكَ بِعَمَلِكَ وَ عَلى كَرَمِكَ بِبَذْلِكَ .
10206 ـ يَغْلِبُ الْأَقْدارُ عَلى التَّقْديرِ حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبيرِ .
10207 ـ يَجْرِي الْقَضاءُ بِالْمَقاديرِ عَلى خِلافِ الْإِخْتِيارِ وَ التَّدْبيرِ .
10208 ـ يُعْجِبُني أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ حَسَنَ الْوَرَعِ مُتَنَزِّهاً عَنِ الطَّمَعِ كَثير الْإِحْسانِ قَليلَ الْإِمْتِنانِ .
10209 ـ وَ قال عليه السّلام في وصف الْمنافقين يَمْشُونَ الْخَفاءَ وَ يَدُبُّونَ الضَّرّاءَ قَوْلُهُمُ الدَواءُ وَ فِعْلُهُمُ الدّاءُ الْعَياءُ ، يَتَقارَضُونَ الثَّناءَ وَ يَتَراقَبُونَ الْجَزاءَ ، يَتَوَصَّلُونَ إِلى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ وَ يَقُولُونَ فَيُشَبَّهُونَ ، يُنافِقُونَ فِي الْمَقالِ وَ يَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ[16].
10210 ـ وَ قال عليه السّلام في حَقّ منْ أَثْنى عَليه يَعْطِفُ الْهَوى عَلى الْهُدى إِذا عَطَفُوا الْهُدى عَلى الْهَوى ، [وَ] يَعْطِفُ الرَّأْي عَلى الْقُرْآنِ إِذا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلى الرَّأْيِ .
10211 ـ يَأْتي عَلى النّاسِ زَمانٌ لا يَبْقى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ مِنَ الْإِسْلامِ إِلَّا اسْمُهُ مَساجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عامِرَةٌ مِنَ الْبَناءِ خالِيَةٌ مِنَ الْهُدى .
10212 ـ يَأْتي عَلى النّاسِ زَمانٌ لا يُقَرَّبُ فيهِ إِلَّا الْماجِنُ [17] وَ لا يُسْتَطْرَفُ فيهِ إِلَّا الْفاجِرُ وَ لا يُضَعِّفُ فيهِ إِلَّا الْمُنْصِفُ يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ غُرْماً وَ صِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً وَ الْعِبادَةَ اسْتِطالَةً عَلى النّاسِ وَ يَظْهَرُ عَلَيْهِمُ الْهَوى وَ يَخْفى بَيْنَهُمُ الْهُدى .
10213 ـ يُنْبِى ءُ عَنْ عِلْمِ كُلِّ امْرِى ءٍ لِسانُهُ وَ يَدُلُّ عَلى فَضْلِه حُسْنُ بَيانِه .
10214 ـ يَؤُلُ أَمْرُ الصَّبُورِ إِلى إِدْراكِ بُغْيَـتِه وَ بُلُوغِ أَمَلِه .
10215 ـ يَطْلُبُكَ رِزْقُكَ أَشَدَّ مِنْ طَلَبِكَ لَهُ فَأَجْمِلْ في طَلَبِه .
10216 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى عِلْمِ الرَّجُلِ بِقِلَّةِ كَلامِه وَ عَلى مُرُوَّتِه بِجَزيلِ إِنْعامِه [18] .
10217 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى خَيرِ كُلِّ امْرِى ءٍ وَ شَرِّه وَ طَهارَةِ أَصْلِه وَ خُبْثِه بِفِعْلِه [19] .
10218 ـ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ فِعْلُ الرَّجُلِ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِه وَ لا يَكُونَ قَوْلُهُ أَحْسَنَ مِنْ فِعْلِه .
10219 ـ يَقْبَحُ بِالرَّجُلِ أَنْ يَقْصُرَ عَمَلُهُ عَنْ عِلْمِه وَ يَعْجِزَ فِعْلُهُ عَنْ قَوْلِه .
10220 ـ يَنْبَغي أَنْ يُهانَ مُغْتَنِمُ مَوَدَّةِ الْحَمْقى .
10221 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يَتجَنَّبَ مُخالَطَةَ أَبْناءِ الدُّنْيا [20] .
10222 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ أَنْ لا يُفارِقَهُ الْحَذَرُ وَ النَّدَمُ خَوْفاً أَنْ يَزِلَّ بِه بَعْدَ الْعِلْمِ الْقَدَمُ .
10223 ـ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ التَّفاخُرُ بِعُلُوِّ الْهِمَمِ وَ الْوَفاءِ بِالذِّمَمِ وَ الْمُبالَغَةِ فِي الْكَرَمِ لا بِبَوالِي الرِّمَمِ وَ رَذائِلِ الشِّيَمِ .
10224 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ لا يَخْلُوَ في كُلِّ حالٍ مِنْ طاعَةِ رَبِّه وَ مُجاهَدَةِ نَفْسِه .
10225 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يَعْمَلَ لِلْمَعادِ وَ يَسْتَكْثِرَ مِنَ الزّادٍ قَبْلَ زُهُوقِ نَفْسِه وَ حُلُولِ رَمْسِه .
10226 ـ يَنْبَغي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَلْزَمَ الطّاعَةَ وَ يَلْتَحِفَ الْوَرَعَ وَ الْقَناعَةَ .
10227 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ أَنْ يَلْزَمَ الْقَناعَةَ وَ الْعِفَّةَ .
10228 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الدُّنْيا أَنْ يَزْهَدَ فيها وَ يَعْزِفَ عَنْها .
10229 ـ يَنْبَغي لِمَنْ أَيْقَنَ بِبَقاءِ الْاخِرَةِ وَ دَوامِها أَنْ يَعْمَلَ لَها .
10230 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ سُرْعَةَ رِحْلَتِه أَنْ يُحْسِنَ التَّـأَهُّبَ لِنَقْلَتِه .
10231 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يُقَدِّمَ لِاخِرَتِه وَ يَعْمُرَ دارَ إِقامَتِه .
10232 ـ يَنْبَغي لِلْعاقِلِ أَنْ يُكْثِرَ صُحْبَةَ الْعُلَماءِ الْأَبْرارِ وَ يُجَنِّبَ مُقارَنَةَ الْأَشْرارِ وَ الْفُجّارِ .
10233 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى اللَّئيمِ بِسُوءِ الْفِعْلِ وَ قُبْحِ الْخُلْقِ وَ ذميمِ الْبُخْلِ .
10234 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى الْيَـقينِ بِقَصْرِ الْأَمَلِ وَ إِخْلاصِ الْعَمَلِ وَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيا .
10235 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى مَا لَمْ يَكُنْ بِما قَدْ كانَ .
10236 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى مُرُوَّةِ الرَّجُلِ بِبَثِّ الْمَعْرُوفِ وَ بَذْلِ الْإِحْسانِ وَتَرْكِ الْإِمْتِنانِ.
10237 ـ يُسْتَدَلُّ عَلى عَقْلِ الرَّجُلِ بِكَثْرَةِ وَقارِه وَ حُسْنِ احْتِمالِه وَ [عَلى كَرَمِ أَصْلِه بِجَميلِ أَفْعالِه .
10238 ـ يَسيرُ الدُّنْيا يَكْفي وَ كَثيرُها يُرْدي .
10239 ـ يَسيرُ التَّوْبَةِ وَ الْإِسْتِغْفارِ يُمَحِّصُ الْمَعاصيَ وَ الْإِصْرارَ .
10240 ـ يَسيرُ الدُّنْيا خَيرٌ مِنْ كَثيرِها وَ بُلْغَتُها أَجْدَرُ مِنْ هَلْكَتِها .
10241 ـ يا أُسَراءَ الرَّغْبَةِ أَقْصِرُوا فَإِنَّ الْمُعرِّجَ عَلى الدُّنْيا لا يُرَوِّعُهُ مِنْها إلَّا صَريفُ أَنْيابِ الْحِدْثانِ .
10242 ـ يَا أَهْلَ الْمَعْرُوفِ وَ الْإِحْسانِ لا تَمُنُّوا بِإِحْسانِكُمْ فَإِنَّ الْإِحْسانَ وَ الْمَعْرُوفَ يُبْطِلُهُما قُبْحُ الْإِمْتِنانِ .
10243 ـ يَا أَيُّها النّاسُ ازْهَدُوا فِي الدُّنْيا فَإِنَّ عَيْشَها قَصيرٌ وَ خَيرَها يَسيرٌ وَ إِنَّها لَدارُ شُخُوصٍ وَ مَحَلَّةُ تَنْغيصٍ وَ إِنَّها لَتُدْني الْاجالَ وَ تَقْطَعُ الْامالَ أَلا وَ هِيَ الْمُتصَدِّيَةُ الْعَنُونُ وَ الجامِحَةُ الْحَرُونُ وَ الْمانِيَةُ الْخَؤونُ .
10244 ـ يَا أَهْلَ الْغُرُورِ مَا أَلْهَجَكُمْ بِدارٍ خَيرُها زَهيدٌ وَ شَرُّها عَتيدٌ وَ نَعيمُها مَسْلُوبٌ [وَ عَزيزُها مَنْكوبٌ] وَ مُسالِمُها مَحْرُوبٌ وَ مالِكُها مَمْلُوكٌ وَ تُراثُها مَتْرُوكٌ.
10245 ـ يَحْتاجُ الْإِمامُ إِلى قَلْبٍ عَقُولٍ وَ لِسانٍ قَؤولٍ وَ جَنانٍ عَلى إِقامَةِ الْحَقِّ صَؤولٍ .
10246 ـ وَ قال عليه السّلام في حَقِّ مَنْ ذَمَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطاعَ وَ يَعْصي وَ يَسْتَوْفِيَ وَلا يُوفي [21] ، يُحِبُّ أَنْ يُوصَفَ بِالْسَّخاءِ وَ لا يُعْطي وَ يَقْـتَضِيَ وَ لا يَقْضِي [22] .
10247 ـ يُفْسِدُ الطَّمَعُ الْوَرَعَ وَ الْفُجُورُ وَ التَّقْوى .
10248 ـ يُغْتَنَمُ مُؤاخاةُ الْأَخْيارِ وَ يُتَجَنَّبُ مُصاحَبَةُ الْأَشْرارِ وَ الْفُجّارِ .
10249 ـ يُعْجِبُني مِنَ الرَّجُلِ أَنْ يَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ وَ يُعْطِيَ مَنْ حَرَمَهُ وَ يُقابِلَ الْإِساءَ ةَ بِالْإِحْسانِ .
10250 ـ يَكْثُرُ حَلْفُ الرَّجُلِ لِأَرْبَعٍ : مَهانَةٍ يَعْرِفُها مِنْ نَفْسِه ، أَوْ ضَراعَةٍ يَجْعَلُها سَبيلاً إِلى تَصْديقِه ، أَوْ عَيٍّ بِمَنْطقِه فَيَتَّخِذُ الْإِيْمانَ حَشْواً وَ صِلَةً لِكَلامِه ، أَوْ لِتُهْمَةٍ قَدْ عُرِفَ بِها .
10251 ـ يَقْبَحُ عَلى الرَّجُلِ أَنْ يُنْكِرَ عَلى النّاسِ مُنْكَراتٍ وَ يَنْهاهُمْ عَنْ رَذائِلَ وَ سَيِّئاتٍ وَ إِذا خَلا بِنَفْسِه ارْتَكَبَها وَ لا يَسْتَنْكِفَ مِنْ فِعْلِها .
10252 ـ يَا دُنْيا يَا دُنْيا إِلَيْكِ عَنِّي ! أَبي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ لا حانَ حينُكَ غُرّي غَيري لا حاجَةَ لي فيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاثاً لا رَجْعَةَ لي فيها فَعَيْشُكِ قَصيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقيرٌ ، آهْ ! مِنْ قِلَّةِ الزّادِ وَ طُولِ الطَّريقِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ .
10253 ـ يَا أَيُّهَا النّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلّهِ سُبْحانَهُ حُجَّةٌ في أَرْضِه أَوْكدُ مِنْ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِه وَ سَلَّمْ وَ لا حِكْمَةٌ أَبْلَغُ مِنْ كِتابِهِ الْعَظيمِ وَ لا مَدَحَ اللهُ تَعالى مِنْكُمْ إِلَّا مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِه وَ اقْتَدى بِنَبِيِّه وَ إِنَّما هَلَكَ مَنْ هَلَكَ عِنْدَمَا عَصاهُ وَ خالَفَهُ وَ اتَّبَعَ هَواهُ فَلِذلِكَ يَقُولُ عَزَّ مِنْ قائِلٍ : «فَلْيَحْذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِه أَنْ تُصيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصيبَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ» .


الهامش


(1) لم ترد في الغرر .
(2) في الغرر 11 : لمن علم سرعة زوال ..
(3) في الغرر 13 : العلم إلى العمل .
(4) لم ترد في الغرر و لا في نهج البلاغة و لا البحار .
(5) في الغرر 11 : يوجب فساد العمل .
(6) في الغرر : خير .
(7) في الغرر : بحسن تقواه و صدق ورعه .
(8) في الغرر 12 : إدبار .
(9) الغرر 31 ، و رواها الشريف الرضي في نهج البلاغة برقم 150 من قصار الحكم هكذا : و قال (عليه السّلام) لرجلٍ سأله أن يعظه : لا تكن مِمَّن يرجو الآخرة بغير العمل و يُرَجّي التوبة بطول الأمل بقول في الدنيا .. نحوه مع مغايرات كثيرة و زيادات و نقيصة .
(10) في الغرر 2 مثله مع تقديم و تأخير .
(11) في الغرر 1 : بالتسليم و لزوم الطاعة ، 2 ـ يستدل على عقل الرجل بالتحلّي بالعفّة و القناعة ، فكأن المصنف جمعهما في حكمة واحدة .
(12) ما بين القوسين لم يرد في الغرر .
(13) يجوز فيه الرفع و النصب .
(14) في الغرر : ما ينطق به .
(15) في الغرر 14 : كثير الباطل .
(16) الغرر 32 ، و لاحظ الخطبة 194 من نهج البلاغة .
(17) في الغرر و النهج 102 من قصار الحكم : الماحل .
(18) لم ترد في الغرر .
(19) في الغرر 17 : بما يظهر من أفعاله .
(20) في الغرر 30 : ينبغي لمن أراد صلاح نفسه و إحراز دينه أن يجتنب مخالطة أبناء الدنيا .
(21) غرر الحكم 8 ، و هي شطر من كلامه برقم 150 من قصار نهج البلاغة ، لكن ما بعدها لم يرد فيه .
(22) كذا في الغرر طبعة النجف ، و في طبعة طهران و الأصل : يُقْتَضى .

 

 طباعة

عيون الحكم والمواعظ

الصفحة السابقة