الأمر الثاني
بحـث المهدويـة
وكتب أبو عمر السجودي في الصفحة التاسعة من رسالته ما يلي :
«الإشكال الذي وجّهتموه إلينا يرد على المهديّ في معتقدك، فإنّك تزعم
أنّ محمّداً (صلّى الله عليه وسلّم) نصب الأئمّة الاثني عشر من بعده
خلفاء في أمّته ، فقتل عليّ ثمّ الحسن ثمّ الحسين إلى المهديّ ،
لكنّكم غيّبتم المهديّ قبل ألف ومائتي سنة وتركتم الأمّة الاسلاميّة
بلا خليفة لله في خلقه ، فكيف ترون أنّ ما فعله المهديّ أمر معقول في
حين ان (عدم تعيين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للخليفة) في
رأيكم هو ما يرفضه العقل السليم »؟
ونقول في جوابه :
أوّلاً :
في قولك : «بأ نّك تزعم أنّ محمّداً نصب الأئمّة الاثني عشر ... إلى
المهديّ» .
إنّ الاعتقاد بتعيين النبيّ للأئمّة الاثني عشر إلى المهديّ وكذا
غيبة المهديّ إلى يومنا هذا ليس أمراً يخصّ الشيعة بل قد ورد ذلك في
روايات الفريقين ، وقد ذكرنا الروايات الصحيحة الواردة في مصادر
مدرسة الخلفاء حول إمامة الأئمة الاثني عشر فيما مرّ آنفاً .
وأمّا قوله : «تركتم الأمّة الاسلاميّة بلا خليفة» فينبغي أوّلاً أن
نعرف وظيفة الأئمّة سواء أكانوا من الأنبياء أم الأوصياء لكي نتمكن
من الإجابة عن هذا السؤال، ويتيسّر ذلك بمراجعة القرآن والسنّة
ودراسة سيرة الأنبياء.
جاء في القرآن الكريم :
1 ـ في آية 35 من سورة النحل : (فَهَلْ
عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ ا لْبَلاَغُ
المُبِينُ ) .
2 ـ في آية 99 من سورة المائدة : (ما
عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ ا لْبَلاَغُ ) .
3 ـ في آية 54 من سورة النور : (وَمَا
عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ ا لْبَلاَغُ
المُبِينُ ).
وكتب أبو سلمان في الصفحة التاسعة من كتابه الذي نشره باسم الشاب
الشيعي الجاهل : لكنّكم غيّبتم المهديّ قبل 1200 سنة وتركتم الأمّة
الاسلامية بلا خليفة ، ولا يوجد الآن أحد على وجه الكرة الأرضيّة
يمكنه أن يدعي أ نّه خليفة الله في خلقه . فكيف ترون أنّ ما فعله
المهديّ أمر معقول في حين أن تصرّف النبيّ (عدم تعيينه للخليفة) في
رأيكم هو ما يرفضه العقل السليم .
أقول جواباً عن ذلك : إنّ الاعتقاد بالمهديّ (عليه السلام) لا يختصّ
بالشيعة بل إنّ علماء من مدرسة الخلفاء أيضاً يشاركونهم في ذلك ،
ونورد في ما يأتي الأحاديث الصحيحة المدوّنة في كتبهم عن هذا
الموضوع :