[ 464 ]

 

القسم الثاني

من كتاب اليقين

الأحاديث المتضمنة لتسميته عليه السلام بإمام المتقين


[ 465 ]

 

فصل

ونبدأ الآن بالآحاديث المتضمنة بتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بامام المتقين، متصلا ذلك بعدد الأبواب، لأجل ما رجونا أن يكون أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى.


[ 466 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الخامس والأربعين منه، فيما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام أنه سيد المسلمن وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه:

الباب الخامس والأربعون في تخصيص علي عليه السلام بثلاث خصال، خصه النبي صلى الله عليه ولاله بها:

أخبرنا عبد العزيز بن محمد الصاحلى بجامع دمشق، أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن بن هبة الله الشافعي، أخبرنا أبو الفتح (1) يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان (2)، أخبرنا أبو منصرو شجاع بن علي بن شجاع، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا يحيى بن كثير (3)، حدثنا جعفر بن الأقمر عن هلال الصدفي، حدثنا أبو كثير الأنصاري عن عبد اللن بن أسعد بن زرارة، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسرى بي إلى السماء انتهى بى إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من آذهب يتلألأ، وأوحى الله إلي وأمرني في علي بثلاث خصال: بأنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد لغر المحجلين(4).


(1) في المطبوع: (آخر نهار الفتح) مكان (أخبرنا أبو الفتح)!

(2) في المطبوع وم: أخ برنا أبو الفتح عن يوسف بن عبد الواحد بن ماهان.

(3) في المصدر: أبي كثير.

(4) كفاية الطالب: ص 189 ب 45، وأورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91 ح 38.

 


[ 467 ]

فيما نذكره من كتاب (سنة الأربعين في سنة الاربعين) (1) رواية السعيد الكامل فضل الله بن علي الراوندي، وفى اسناده من رجال الجمهور، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أنه سيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين. فقال ما هذا لفظه:

الحديث السادس والعشرون: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: أخبرنا السيد أبو الحسين على بن أحمد بن القاسم الحسيني، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الخطيب، قال: أخبرنا على بن مهرويه القزويني، قال: أخبرنا داود بن سيليمان الغازي (2) عن الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين وأمير المؤمنين (3). والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وقسيم الجنة والنار (4).

والوصي فيما وصفه عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب في كتابه المسمى (مواليد ووفيات أهل البيت عليهم السلام واين دفنوا) (5).


 (1) جاء ذكره في البحار: ج 107 ص 166.

(2) م: القارى.

(3) ق: يعسوب المؤمنين.

(4) أورده في البحار: ج 40 ص 22 ب 91 ح 39.

(5) في البعارة أغلاق وسقط في جميع النسخ. وفي نسخة (ق) هكذا: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين... (بياض بقدر سطر)... مولانا على عليه السلام بسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم وقسيم النار


[ 468 ]

روينا ذلك عن الفقيه الصفي محمد بن معد في العشر الأخير من صفر سنة عشرة وستمائة بما تضمنه إسناده من رجال الجمهور، فقال: أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي الدين أبو جعفر محمد بن معد الموسوي أطال الله في الصلاح بقاءه ودام بالفلاح ارتقائه في العشر الأخير من صفر سنة ستة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الأجل السيد العالم الكبير الجليل زين الدين أبو العز أحمد بن سعيد جلال الدين أبو المظفر محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر أحسن الله له الخاتمة وأعانة على أمور الدنيا والآخرة قراءة عليه فأقر به، وذلك في آخر نهار الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة السلام بدرب الدواب قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد أطال الله بقاءه قال: قرأت على الشيخ أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسين بن خيرون (6) المقري يوم السبت الخامس والعشرين من محرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، من أصله بخطه بخط عمه في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أخبركم أبو الفضل أحمد بن الحسن فأقر به، قال: أخبرنا أبو على الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن روما (7) قراءة عليه وأنا أسمع في نسة خمس وستين وثلثمائة قال: حدثنا حرب بن محمد المؤدب، قال: حدثنا الحسن بن محمد العمي البصري، قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.

وأخبرنا الزارع قال: حدثنا صدقة بن موسى أبو العباس، قال: حدثنا أبي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر محمد بن على عليهما السلام وذكر ما يختص (8).


والوصي فيما صنفه عبد الله بن أحمد...

وهه القطعة محذوفة من نسخة مكتبة اية الله المرعشي من قوله (والوصي فيما وصفه...) الى آخر الحديث.

ولكن يظهر من الفهرس الذي وضعه المؤلف أنه بقيه الباب 175 ويؤيد ذلك ان الباب 175 خال عن ذكر المصدر المنقول عنه فراجع.

وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق السيد الجلالى دام ظله بعنوان (تاريخ اهل البيت عليهم السلام) ويوجد الحديث في ص 129 منه بهذا اللفظ: (لقب علي بن أبي طالب عليه السلام: سيد الأوصياء، قائد الغر المحجلين، الصديق الأكبر، الفاروق الأعظم، قسيم الجنة والنار، الوصي).

(6) م والمطبوع: جيرون.

(7) ق: ح دوما.

(8) كذا في النسخ.

 


[ 469 ]

فيما نذكره من تسمة الله جل جلاله بالوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلة الاسرى بتسمية مولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. ننقله من كتاب (الخصائص بالنطنزي لأنه من أفضل علمائهم ورواتهم للأحاديث النبوية. قال ما هذا لفظه:

أخبرنا الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أحمد بن الفضل بن أحمد الخواص قراءة عليه وأنا أسمع سنة إحدى وخمسمائة، قال: حدثني عمر بن عبدويه، قال: حدثنا أبو عسيد محمد بن علي بن عمرو قال: حدثنا [ أبو محمد علي بن ] (1) محمد بن جعفر بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن جرير (2) قال: حدثنا هارون بن حاتم، قال: حدثنا رياح بن خالد الأسدي عن جعفر الأحمر عن هلال بن مقلاص عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه، قال:

قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسرى بي إلى السماء أوحى إلي في علي بن أبى طالب عليه السلام بثلاث خصال: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (3).


 (1) ما بين المعكوفتين في البحار. وفي ق: أبو علي محمد بن جعفر بن مخلد.

(2) في البحار: حريز.

(3) أورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 40 والغدير ج 8 ص 88 عن البراني في معجمه.

 


[ 470 ]

فيما نذكره عن الحافظ المذكور محمد بن على الكاتب المعروف بالنطنزي من كاب (الخصائص) بطريق آخر برجالهم، إن عليا عليه السلام سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا الإمام أبو القسام إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، قال: حدثنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله [ بن مندة ] (1)، قال: أخبرني محمد بن الحسن القطان، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي، قال: أخبرنا أبو كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرراة عن أبيه، قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: لما أسرى بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي أنه لعلي عليه السلام وأوحى إلى في على بثلاث خصال: إنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (2).


 (1) الزيادة من (ق) (2) أورده في البحار ج 40 ص 23 ب 91 ح 41.

 


[ 471 ]

فيما نذكره عن الحفاظ المذكور محمد بن علي الكاتب المعروف بالنطنزي المعتمد عليه من كتابه (كتاب الخصائص) المشار إليه في أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين. فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا أبو على الحداد، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القصباني (1) القاضي، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي (2) قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي، قال: حدثنا علي عليه السلام قال: قال رسول اله صلى الله عليه وآله: مرحبا بسيد المسلمين، وامام المتقين.

فقيل لعلي عليه السلام: فأي شئ كان من شكرك ؟ قال: حمدت الله على ما آتاني، وسئلته الشكر على ما أولاني.

وان يزيد فيما أعطاني (3)


(1) في البحار: القضاني وفي ق: الغضباني وفي م والمطبوع: القضباني، والصحيح ما ذكرناه.

(2) ق: النحلي.

(3) أورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 41.

 


[ 472 ]

فيما رواه عثمان بن أحمد المعروف (1) بأبي عمرو بن السماك عن النبي صلى الله عليه وآله في كتاب له في فضائل علي عليه السلام أن عليا عليه السلام خير الوصيين وإمام الغر المحجلين. ذكر الخطيب في تاريخه في مدح هذا عثمان بن سماك: (إنه كان ثقة ثبتا وكان يسمى النار الأبيض وروى أنه الثقة المأمون) وقال: (كان صدوقا صالحا) (2) فقال من نسخة عليها خطه تاريخ سنة أربعين وثلاثمائة ما هذا لفظه:

قال عثمان بن سماك: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الحسن بن علي عن يحيى بن هلال عن [ حسن ] (3) بن الحسين عن الحكم بن عبد الرحمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا مع أصحابه فرأى عليا عليه السلام فقال: هذا خبر الوصيين، وأمير الغر المحجلين (4).


 (1) في النسخ: عثمان بن أحمد بن عبد المعروف.

(2) تاريخ بغداد: ج 11 ص 302، الرقم 6092.

(3) الزيادة من البحار.

(4) أورده في البحار: ج 38 ص 16 ب 56 ح 28.

 


[ 473 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا على عليه السلام إمام المتقين، وفيه إشاره إلى ضلال من خالفه بعد النبي صلى الله عليه وآله.

رويناه من كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) تأليف الحافظ أسعد بن عبد القاهر الأصبهاني، وهو أحد الشيوخ الذين روينا عنهم، وصل إلى بغداد في سنة خمس وثلاثين وحضر عندي في داري في الجانب الشرقي عند المأمونية في درب البدريين.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله (1): تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق: فرقة أهل حق لا يشوبون بباطل، مثلهم كمثل الذهب كلما صهرته بالنار ازاداد (2) جمالا وحسنا وإمامهم الهادي، هذا لأحد الثلاثة (3).

وفرقة أهل باطل لا يشوبون بحق مثلهم كمثل خبث الحديد كلما فتنته بالنار ازداد خبثا ونتنا وإمامهم هذا لأحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة وفرقة، مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء إمامهم هذا لأحد الثلاثة. فسألته (4) عن أهل الحق وإمامهم. فقال: هذا علي بن أبي طالب إمام المتقين، وامسك عن الاثنين فجهدت أن يسمهيم فلم يفعل. وكذلك بالإسناد السابق عن الشيخ الإمام أبى بكر أحمد بن مردويه: انبأنا


 (1) كذا في النسخ بحذف الأسناد.

(2) في النسخ: ازدادوا.

(3) ق: كلما فتنته بالنار ازادا حسنا وضياء.

وفي البحار: كلما فتنته بالنار ازداد جودة وطيبا وامامهم هذا لأحد الثلاثة وهو الذي أمر الله به في كتابه إماما ورحمة.

(4) في النسخ: فسألتهم.

 


[ 474 ]

الطبراني سليمان بن أحمد رحمه الله، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا جندل بن واثق (5)، حدثنا محمد بن حبيب عن زياد بن المنذر عن عبد الرحمان بن مسعود عن عليم عن سلمان (6) رضي الله عنه.

وبالإسناد السابق عن صدر الائمة أخطب خوارزم رحمه الله قال: أخبرنا قاضي القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن محمد البغدادي فيما كتب إلى من همدان، أخبرنا، أخبرنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي رحمهم الله عن الإمام الحافظ محمد بن بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، حدثنا محمد بن محمد بن مرة عن الحسن بن علي العاصمي (7) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي (8) عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن سلمان (9) رضي الله عنه (10).


 (5) في البحار: والق.

(6) ق والمطبوع: سليمان.

(7) ق: العاصي.

(8) ق: الصنيعي.

(9) ق والمطبوع: سليمان.

(10) أورده في البحار: ج 28 ص 10 ب 1 ح 16.

 


[ 475 ]

فيما نذكره من روايات الحافظ ابن مردويه وقد قدمنا أنه يسمى الإمام الحافظ الناقد ملك الحفاظ طراز المحدثين أحمد بن موسى بن مردويه، روى في كتابه كتاب (المناقب) المشار إليه، أن عليا عليه السلام إمام المتقين وضلال من خالفه بعد سيد المسلمين صلوات الله عليهم. رواه من أربع طرق في ترجمة ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: علي امام المتقين، نذكر منها طريقين.

قال: حدثني إسماعيل بن علي بن رزين الواسطي قال: حدثنا الهيثم بن عدي الطائي قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنى أبي هاشم بن البريد وابن أذينة عن ابان بن تغلب عن مسلم، قال: سمعت أبا ذر والمقدار بن الأسود وسلمان رضي الله عنهم قالوا: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ما معنا غيرنا إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تفترق أمتى ثلاث فرق: فرقة أهل حق لا يشوبون بباطل مثلهم كمثل الذهب كلما فتنته بالنار ازداد حسنا وثناءا إمامهم هذا لأحد الثلاثة.

وفرقة أهل باطل لا يشوبون بحث مثلهم كمثل الحديد كلما فتنته بالنار ازادا خبثا ونتنا وامامهم هذا لأحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هولاء إمامهم، هذا لأحد الثلثة.

قال: فسألته عن أهل الحق وإمامهم فقال: علي بن أبي طالب إمام المتقين.

وامسك عن الاثنين، فجهدت أن يفعل (1) فلم يفعل.


 (1) ق خ ل: أن يسميهما.

 


[ 476 ]

فيما نذكره من الحديث الآخر عن الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحي إلي في علي ثلاث خصال انه سيد المسلمين، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدى قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا هلال بن أبي الحميد الوزان عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (1).


 (1) أورده في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 208 ح 12. والسند هكذا: محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن أيوب عن عمر بن الحصين العقيلي عن يحيى بن العلاء عن هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه. وأورده في الغدير: ج 7 ص 176 عن مستدرك الحاكم: ج 3 ص 138.

 


[ 477 ]

فيما نذكره عن الحافظ محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الأمير بعدي.

قد قدمنا في هذا الكتاب (1) بعض ما ذكره الخطيب في تاريخ بغداد من مدح محمد بن جرير الطبري وأنه ما كان تحت أديم السماء مثله، وبعض ما ذكره ابن الأثير من تاريخه عنه انه كان لا يأخذه في الله لومة لائم، فقال: محمد بن جرير الطبري المذكور في كتاب (مناقب أهل البيت) عليهم السلام في باب الهاء من حديث نذكر اسناده والمراد منه بلفظه:

أبو جعفر، قال: حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، ثم ذكر فيه عن سلمان الفارسي ما هذا لفظه: وقام سلمان رحمة الله عليه فقال: يا معاشر المسلمين، أنشدكم (2) بالله وبحق رسول الله صلى الله عليه وآله، ألستم تشهدون أن النبي صلى الله عليه وآله قال: سلمان منا أهل البيت. فقالوا: بلى والله نشهد بذلك. قال: فأنا أشهد به اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين وهو الأمير من بعدي (3).


 (1) انظر الباب 61 من هذا الكتاب.

(2) في البحار: نشدتكم.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 331 ب 54 ج 69.

 


[ 478 ]

فيما نذكره عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الذي مدحه الدارقطني (1) وقال عنه (إنه أصل (2) لوثاقته)، في أن عليا عليه السلام أمام المتقين وسيد المسلمين وخير الوصيين. وقد ذكرنا تفصيل المدح له والثناء عليه في كتابنا المسمى بري الظمآن (3) من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان، فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا محمد، حدثنا الحسن بن عثمان الصيرفي، حدثنا محمد بن سعيد الزجاجي، حدثنا عبد الكريم بن يعفور الجعفي عن جابر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وآله فقال لي: يا أنس بن مالك، يدخل علي رجل أمام المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين فضرب الباب فإذا علي بن أبي طالب، عليه السلام فدخل يعرق (4) فجعل النبي صلى الله عليه وآله يمسح العرق عن وجهه، ويقول: أنت تؤدي عني أو تبلغ عني. فقال: يا رسول الله، أو لم تبلغ رسالات ربك ؟ ! قال: بلى، ولكن أنت تعلم الناس (5).


 (1) انظر عن محمد بن عبد الله بن سليمان: ميزان الاعتدال: ج 3 ص 607.

(2) ق: جبل.

(3) قال في الذريعة: ج 11 ص 342 رقم 2038: ري الظمآن من روي محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي الذي مات 297 وكانت ولادته 202...

هذا الكتاب مما لم يذكره (السيد) في اجازته الموجودة.

(4) ق: بعرق.

(5) أورده في البحار: ج 38 ص 17 ب 56 ح 29.

 


[ 479 ]

فيما نذكره من خط جدي السعيد ورام بن أبي فراس قدس الله روحه ونور ضريحه في تسمية مولانا علي عليه السلام وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. مما حكاه في مجموعه اللطيف عن ناظر الحلة ابن الحداد مما انتقاه من تاريخ الخطيب وكان ابن الحداد حنبليا ولعله اختصر الحديث، فقال ما يأتي لفظه:

فيما كتبه جدي ورام عنه رضي الله عنه مما انتقاه ابن الحداد من تاريخ الخطيب، يرفعه عن جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما في القيامة راكب غيرنا أربعة.

فقال له عمه العباس: ومن هم يا رسول الله ؟ فقال: أما أنا فعلى البراق، ووصفها فقال: وجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ مسموط، وأذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة، ووصفها صلى الله عليه وآله بوصف طويل.

قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وأخي صالح على ناقة الله وسقياها التي عقرها قومه.

قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء.

قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وأخي علي عليه السلام على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ ربط، عليها محمل من ياقوت أحمر، نصابها (1) من الدر الأبيض، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المحث ثلاثة أيام، عليه حلتان خضراوان، وبيده لواء الحمد،


 (1) في البحار: قضبانها.

 


[ 480 ]

وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. يقول الخلايق: ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، أو حامل عرش. فينادي مناد: ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (2).


 (2) لم نجده في تنبيه الخواطر المعروف بمجموعة ورام. وأورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 43.

 


[ 481 ]

فيما نذكره من كتاب (مناقب أهل البيت) عليهم السلام تأليف القاضي علي بن محمد بن الطيب الجلابي (1) الشافعي، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه:

أنبأنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه (2) الخزاز إجازة، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال حدثنا إبراهيم بن عباد الكرماني، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر، أنبأنا معد (3) بن زياد عن هلال الوزان عن أبي كثير الأسدي عن عبد الله بن أسعد بن زرارة (4) قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى وأوحى إلي في علي ثلاث: إنه إمام المتقين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (5).


 (1) خ ل: المغازلي.

(2) في النسخ: (جودة، صححناه على المصدر).

(3) في المصدر: جعفر.

(4) الظاهر أن لفظة (عن أبيه) سقطت.

(5) المناقب لابن المغازلي: ص 105 ح 147، وأورده في البحار: ج 18 ص 402 ب 3 ح 104.

 


[ 482 ]

فيما نذكره من طريق آخر عن القاضي علي بن محمد بن محمد الطيب المغازلي المذكور، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.

بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما كان ليلة أسري بى إلى السماء إذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ، فأوحى إلي في علي: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (1).


 (1) المناقب لابن المغازلي: ص 104 ح 147، وأورده في البحار: ج 18 ص 402 ب 3 ح 105 وأيضا: ج 40 ص 22 ب 91، ذيل ح 38. والسند في المصدر هكذا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إلي يخبرني أن أبا أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي حدثهم، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، حدثنا محمد بن عديس، حدثنا جعفر الأحمر حدثنا هلال الصواف عن عبد الله بن كثير - أو كثير بن عبد الله - عن ابن أخطب عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه.

 


[ 483 ]

فيما نذكره من كتاب (الحلية) لأبي نعيم الحافظ، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني (1)، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي (2)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق (3) السبيعى عن أبيه عن الشعبي، قال:

قال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين. فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك ؟ فقال: حمدت الله عز وجل على ما أتاني، وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني فيما أعطاني (4).


 (1) في النسخ: الغضباني، صححناه على المصدر.

(2) ق: النحلي.

(3) ق: إبراهيم بن يوسف بن إسحاق.

(4) حلية الأولياء: ج 1 ص 66 عند ذكر اسم علي بن أبي طالب عليه السلام. وأورده في البحار: ح 40 ص 23 ب 91 ذيل ح 41.

 


[ 484 ]

فيما نذكره أيضا من روايتهم، أن عليا عليه السلام إمام المتقين وقائد الغر المحجلين. من كتاب رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده في نبي هاشم، صنفه أبو الحسن (1) النسابة من نسخة عتيقة ذكر في أولها أن تأليفها في شوال سنة عشرة وثلثمائة فقال ما هذا لفظه:

حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، [ قال: حدثنا كادح بن رحمة (2) ] قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمان بن زياد عن مسلم بن يسار عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت إمام المتقين وقائد الغر المحجلين (3).


 (1) في البحار: أبو الحسين.

(2) ما بين المعكوفتين ليست في البحار.

(3) أورد في البحار ج 40 ص 24 ب 91 ح 44.

 


[ 485 ]

فيما نذكره من رواية أبي العلا الهمداني من تسمية مولانا علي عليه السلام ولي الله وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين من الجزء الذي فيه مولد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو أكثر من سبع قوائم. وقد مدح شيخ المحدثين محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب هذا أبا العلاء الهمداني أبلغ المدايح، حتى قال فيه: (إنه تعذر وجود مثله في اعصار كثيرة فائق على أهل زمانه) (1). نذكر منه موضع الحاجة إليه بلفظه ونبدأ بإسناده، قال:

أخبرني السيد الإمام العالم الزاهد العابد، كما الدين شرف الإسلام، رب الفصاحة سيد العلماء، حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني قدس الله روحه ونور ضريحه قراءة عليه في السبت سادس عشر جمادي الآخرة من سنة عشرين وستمائة، قال: أخبره الإمام المحدث كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الرشيد بن محمد الأصفهاني قراءة عليه في العاشر من رجب سنة ثلاث عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام البارع الناقد قطب الدين شيخ الإسلام أبو العلا الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني قدس الله روحه إجازة، قال: حدثنا الإمام ركن الدين أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدثنا فاروق الخطابي، قال: حدثنا حجاج بن منهال عن الحسن بن عمران القسري عن شاذان بن العلاء، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن مسلم بن خالد المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: آه آه، لقد سألت يا جابر عن خير مولود في شبه المسيح، إن


 (1) أنظر الباب 36. الهامش 1 من هذا الكتاب.

 


[ 486 ]

الله تبارك وتعالى خلق عليا نورا من نوري، وخلقني نورا من نوره، وكلانا من نور واحد. ثم شرح صلى الله عليه وآله مبدأ ولادة علي عليه السلام، وان رجلا كان يسمى (المبرم) في ذلك الزمان قد عبد الله مائتي سنة وسبعين سنة، أسكن الله عز وجل في قلبه الحكمة وألهمه بحسن طاعة ربه وإنه بشر أبا طالب بما هذا لفظه:

أبشر يا هذا، بأن لعلي الأعلى ألهمني إلهاما فيه بشارتك. قال أبو طالب: وما هو ؟ قال: يولد من ظهرك [ من ] (1) هو ولي الله عز وجل وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين، فإن أنت أدركت ذلك المولد فاقرئه مني السلام، وقل له: إن المبرم يقرأ عليك السلام، ويقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وبه تتم النبوة وبعلي تتم الوصية).

ثم ذكر الحديث إلى آخره، وهذا ما أردنا منه (2).


 (1) الزيادة منا.

(2) أورده في البحار: ج 38 ص 135 ب 1 ح 72، وأورده في الغدير: ج 7 ص 347 عن كفاية الطالب: ص 260.

 


[ 487 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب الدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين والحامل غدا لواء رب العالمين ، ننقله مما رواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وهو من أعظم وأزهد علماء الأربعة المدأهب في كتابه كتاب (مناقب أهل البيت عليهم السلام)، لأجل ما قدمنا (1) ذكره من ثناء الخطيب عليه وإنه ما كان تحت أديم السماء مثله. وذكر أيضا أحمد بن كامل بن شجرة في كتابه الملحق بتاريخ الطبري عن محمد بن جرير الطبري: (إنه بقى قبره شهورا يصلي الناس عليه). روى ابن الاثير في تاريخ سنة عشر وثلثمائة في مدح محمد بن جرير الطبري: إنه كان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم وأن أهل الورع والدين غير منكرين علمه وفضله وزهده وتركه للدنيا مع إقبالها عليه وقناعته بما كان يرد عليه من قرية خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة (2)، قال: (ومناقبه كثيرة). فقال: هذا محمد بن جرير الطبري في كتابه مناقب أهل البيت عليهم السلام مما لم يذكر فيه لفظه أمير المؤمنين عليه السلام وفيه تصريح بالنص الصحيح على علي بن أبي طالب وعترته الطاهرين عليهم السلام ما هذا لفظه:

أبو جعفر قال: حدثنا زرات بن يعلى بن أحمد البغدادي قال: أخبرنا أبو قتادة عن جعفر بن محمد عن محمد بن بكير عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا رسول الله، من الخليفة بعدك حتى نعلمه ؟ قال لي: [ يا ] (3) سلمان، ادخل علي أبا ذر والمقداد وأبا أيوب الأنصاري،


 (1) أنظر الباب 61 من هذا الكتاب.

(2) الكامل في التاريخ: ج 3 ص 135، وفي النسخ: بما كان يرد عليه من قوته.

(3) الزيادة من البحار.

 


[ 488 ]

وأم سلمة زوجة النبي من وراء الباب ثم قال: إشهدوا وافهموا عني: إن علي بن أبي طالب عليه السلام وصيي ووارثي وقاضي ديني وعدتي وهو الفاروق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، والحامل غدا لواء رب العالمين.

هو وولده من بعده، ثم من الحسين (4) ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة.

أشكو إلى الله اجحود أمتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقه.

قال: فقلنا له: يا رسول الله، ويكون ذلك ؟ قال: نعم، يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا، ويوجد عند ذلك صابرا.

قال: فلما سمعت ذلك فاطمة عليها السلام أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب، وهي باكية.

فقال [ لها ] (5) رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا بنية ؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمك (6) وولدي ما تقول.

قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين، وأنت أول أهل بيتي لاحق بي (7) بعد أربعين.

يا فاطمة، أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، أستودعك الله تعالى وجبرئيل وصالح المؤمنين.

قال: قلت: يا رسول الله، من صالح المؤمنين ؟ قال: علي بن أبي طالب (8).

 

فصل:

أقول: فهل ترى ترك النبي صلى الله عليه وآله حجة أو عذرا لأحد على الله جل جلاله، وعليه ولو لم يرد في الإسلام إلا هذا الحديث المعتمد عليه لكان حجة كافية لعلي عليه السلام وللنبي صلى الله عليه وآله الذي نص عليه بالخلافة وعلى الأئمة من ذريته وقد ذكرنا ما مدحوه به لمحمد بن جرير الطبري وشهدوا له من علمه وثقته.


 (4) في البحار: ولد له ثم من ولد الحسين عليه السلام.

(5) الزيادة من البحار.

(6) في البحار: ابن عمي.

(7) في البحار: لحوقا بي.

(8) أورده في البحار: ج 36، ص 264، ب 41 ح 85.

 


[ 489 ]

فيما نذكره عن الثقة محمد بن العباس بن مروان من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي صلى الله عليه وآله) وأن عليا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصين. روينا ذلك بأسانيدنا إليه ما هذا لفظه:

حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق بن بريد عن سهل بن سليمان عن محمد بن سعد (1) عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي عليه السلام الناس فحمد اله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، أنا يعسوب الممنين وغاية السابقين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ووارث الوراث.

أنا قسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض، وليس منا أحد إلا وهو عالم بجميع أهل ولايته، وذلك قوله جل وعز * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (2)) * (3).


 (1) في البحار: سعيد.

(2) سورة الرعد: الآية 7.

(3) أورده البحار: ج 39 ص 346 ب 90 ح 18.


[ 490 ]

فيما نذكره من رواية العدل علي بن محمد بن محمد الطيب الجلابي من كتاب (المناقب) بطريق آخر في أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين. فقال ما هذا لفظه:

أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسان البصري أجازة، أن أبا علي الحسن (1) بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عامر (2) الطائى، قال: حدثنا أحمد (3) بن عامر، قال: حدثنى [ علي بن موسى الرضا قال: حدثني ] (4) أبي موسى بن جعفر، حدثنى أبي جعفر بن محمد، حدثني أب ي محمد بن على، حدثني أبي على بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين (5).

قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى بن ثعلب (6) عن اليعسوب، قال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها (7).


 (1) في المصدر: الحسين.

(2) في المصدر: أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر. وفي ق: ابن أبي عامر.

(3) في المصدر: أبي احمد.

(4) الزيادة من البحار.

(5) في المصدر: يعسوب المؤمنين.

(6) في المصدر: أحمد بن يحيى ثعلب، وهو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني المعروف بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة والحديث ولد سنة مائتين وعاش دهرا طويلا ما بين سنتي 200 - 201 وما نقل عنه في معنى اليعسوب مذكور في مواضع من كتابه (مجالس ثعلب) راجع القسم الأول ص 87 و 129 و 277.

(7) المناقب لابن المغازلي: ج 40 ص 24 ب 91 كما ورد في صحيفة الرضا عليه السلام: ص 6.

 


[ 491 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنى علي بن موسى الرضا، قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني ابي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (1).


 (1) أورده في البحار: ج 28 ص 126 ب 61 ح 72.

 


[ 492 ]

فيما نذكره من كتاب (مختصر الأربعين في مناقب أهل البيت الطاهرين) تخريج الشيخ الجليل يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي باسناده في كتابه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي بسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجلين.

في الحديث الرابع، فقال ما هذا لفظه: وبالإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

يا على إنك سيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى بن ثعلب (1) عن اليعسوب، فقال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها ويحامي عنها (2).


 (1) أحمد بن يحيى ثعلبا، أنظر الباب 197، وفي النسخ: أحمد بن يحيى بن تغلب.

(2) أورده في البحار: ج 28 ص 126 ب 61 ح 74.

 


[ 493 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. نذكره من كتاب (أسماء مولانا علي صلوات الله عليه) من نسخة تاريخها سنة تسع وسبعين وثلثمائة، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أبو حمزة وجعفر بن سليمان ومسلمة بن عبد الملك وأحمد بن عبد الله وعلى بن محمد، قالوا: حدثنا داود بن سليمان، قال: حدثنى الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله الله عز وجل * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * (1) قال: يدعون بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم.

وقال: يا علي، إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (2).


 (1) سورة بني إسرائيل: الآية 71.

(2) أورده في البحار: ج 38 ص 126 ب 61 ح 75.

 


[ 494 ]

فيما نذكره مما رواه الحافظ المسمى بنادرة الفلك محمد بن أحمد بن علي النطنزي في كتابه الذى قدمنا الإشارة إليه (1) عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام وصيه وإمام أمته وخليفته عليها، وإن من ولده القائم صلوات الله عليه وذكر أمته وطول غيبته. وقد زكاة محمد بن النجار في تذييله كما قدمناه (2) وقال: إنه كان نادرة الفلك وفاق أهل زمانه في بعض فضائله، فقال فيه ما هذا لفظه:

فقرأت على أبي الحسن (3) بن أحمد بن الحسين المقرى، قلت له: أخبركم علي بن شجاع بن علي الصيقلى، قال: حدثني الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن على بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام [ بجلولا ] (4)، قال: أخبرنا الحسن بن إبراهيم بن محمد بن هشام، قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن على بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن علي بن أبي طالب وصيى وإمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما،


 (1) وهو كتاب (الخصائص العلوية على جميع البرية والماثر العلوية لسيد البرية)، أنظر الباب 21 من هذا الكتاب.

(2) أنظر الباب 31 من هذا الكتاب.

(3) في البحار: فقرأت على الحسن.

(4) الزيادة من (ق).

 


[ 495 ]

والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري.

فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال: أي وربي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (5).

يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله عز وجل وسر من سر الله علمه مطوى عن عباد الله، إياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر (6).

 

فصل:

أقول: ومن نظر في هذا الحديث المعظم الذي هو حجة على من وصل إليه عرف أن النبي صلى الله عليه وآله ما ترك لأحد حجة عليه في علي سلام الله عليه، وفي ولده المهدي صلوات الله عليه وطول غيبته، وكان ذك من آيات الله جل جلاله، وحجج محمد رسوله صلى الله عليه وآله، أخبر بولادة آباء المهدى صلوات اله عليهم وولادته قبل وجوده وأخبر بتكامل صفاتهم في العلم والعمل كما كانوا عليه بعد وجودهم، ثم أخبر بطول غيبة المهدي عليه السلام قبل أن يعلم بما انتهت إليه حال المهدي عليه السلام في الغيبة إليه فلله جل جلاله ولمحمد صلى الله عليه وآله الحجة البالغة على من أرسل إليه في دار الفناء ويوم الجزاء.


 (5) سورة آل عمران، آية 141.

(6) أورده في البحار ج 38 ص 126 ب 61 ح 76.

 


[ 496 ]

 

القسم الثالث

من كتاب اليقين

الأحاديث المتضمنة لتسميته عليه السلام

بيعسوب المؤمنين


[ 497 ]

فصل:

يقول مولانا، المولى الصاحب الصدر الكبير، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمراتب، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، أفضل السادة عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي سرف الله قدره وقدس في الملأ الأعلى ذكره:

ولما رأينا من فضل الله جل جلاله علينا تأهلينا لاستخراج هذه الأحاديث من معادنها واظهارها من مواطنها، وكشف أسرارها وظهور أنوارها، ووجدنا تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام يعسوب الدين (1) مشابهة لتسميته بأمير المؤمنين اقتضى ذلك اثباتها في هذا الكتاب اليقين.

وقد ذكر الجوهري في كتاب الصحاح في اللغة في تفسير اليعسوب ما هذا لفظه: واليعسوب سلطان النحل ومنه قيل: السيد يعسوب قومه.


 (1) جعل (ره) العنوان (يعسوب الدين) مع أن المذكور في جميع أحاديث الأبواب (يعسوب المؤمنين).

 


[ 498 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا محمد بن ضريس، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (1).


 (1) أورده في البحار: ج 40 ص 25 ب 91 ح 47 وأورده في الغدير ج 8 ص 89 عن الدميري في حيوة الحيوان ج 2 ص 412 وابن حجر في الصواعق: ص 75.

 


[ 499 ]

في تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية الحافظ ابن مردويه أيضا، روينا ذلك بأسانيدنا إليه من كتابه المشار إليه بلفظه:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل [ عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ] (1) قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع [ عن أبي رافع ] (2) عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام.

أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة (3).


 (1) الزيادة من البحار.

(2) الزيادة من ق.

(3) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ح 17.

 


[ 500 ]

فيما نذكره من رواية عبد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين، من كتاب الحافظ ابن مردويه بلفظه:

حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن داهر، قال: حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس، قال: ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وهو آخذ بيد علي بن ابي طالب عليه السلام: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي اوتى منه (1).


 (1) أورده في البحار: ج 38 ص 214 ب 65 ح 18.

 


[ 501 ]

فيما نذكره أيضا عن طريق آخر عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين روينا ذلك بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت (1) قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع [ الرافعي ] (2) مولى النبي صلى الله عليه وآله، قال: حدثني أبي عن جدي عن أبي رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (3).


 (1) في م والمطبوع: عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت.

(2) الزيادة من ق.

(3) أورده في البحار: ج 38، ص 227 ب 65 ح 33 وكما أورده في البحار أيضا ج 38 ص 213 ب 65 ذيل ح 17.

 


[ 502 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية رجال الجمهور من كتاب ترجمته كما قدمناه (1) ما هذا لفظه: (ذكر رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده من بني هاشم صنفه أبو الحسن النسابة، من نسخة عتيقة ذكر أن تاريخها في شوال سنة عشر وثلثمائة). ما هذا لفظه:

أخبرنا محمد بن صالح قال: حدثنا عبد السلام بن صالح القرشي قال: حدثنا علي بن هاشم قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثني أبي عن جدى عن أبي ذر قال: سمعت النبي صلى الله على وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت يعسوب المؤمنين (2).


 (1) انظر الباب 193 من هذا الكتاب.

(2) أورده في البحار: ج 40 ص 25 ب 19 ح 48.

 


[ 503 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين في المنتفى من مناقب أمير المؤمنين علي المرتضى عليه السلام) تأليف أحمد بن إسماعيل القزويني، فقال ما هذا لفظه:

الباب الحادي والعشرون في أسماء كريمة وأوصاف جليلة لعلي المرتضى عليه السلام [ قال: أخبرنا داهر ] (1) قال: أخبرنا البيهقي، (2) قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن علي الأسفرائيني (3) حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السيوطي، حدثنا مذكور بن سليمان (4) حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق [ الأعظم ] (5) تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (6).


 (1) ما بين المعكوفتين ليست في ق.

(2) زاد في ق: (إذنا) وكلمة لم تقرء.

(3) في البحار: البيهقي عن محمد بن علي الإسفرائيني.

(4) في البحار: مذكور بن سليمان عن عبد السلام بن صالح.

(5) ما بين المعكوفتين ليست في ق.

(6) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ذيل ح 33.

 


[ 504 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين بغير الطرق (1) المتقدمة ووجدت ذلك في كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان ومائتين (2) هجرية، ترجمته: كتاب فيه خطبة [ أمير المؤمنين ] (3) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، وهي التي تسمى القاصعة، وأخبار حسان لأهل البيت صلوات الله عليهم، بإسناد في أوله ما هذا لفظه: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام. ثم قال ما هذا لفظه:

أنا كنت معه يوم، قال: يأتي تسع نفر من حضرموت فيسلم منهم ستة ولا يسلم منهم ثلاثة.

فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع.

فقلت أنا: صدق الله ورسوله، هو كما قلت يا رسول الله.

فقال: أنت الصديق الأكبر ويعسوب المؤمنين، وأمامهم وترى ما أرى وتعلم ما أعلم، وأنت أول المؤمنين إيمانا وكذلك خلقك الله، ونزع منك الشك والضلاك، فأنت الهادي الثاني، والوزير الصادق.

فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وقعد في مجلسه ذلك، وأنا عن يمينه أقل التسعة رهط من حضرموت حتى دنوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلموا (4)


 (1) في النسخ: الطريق.

(2) في البحار: والمطبوع: ثمان وثمانين، واستظهر المجلسي (ره): إن الصحيح ثمان وثمانين ومائة، لكن الصحيح ما ذكرناه من نسخة (ق). وقد صحف مائتين بثمانين. انظر الباب 142، و 154 من هذا الكتاب.

(3) الزيادة من المطبوع.

(4) ق: وسلم وسلموا.

 


[ 505 ]

فرد عليهم السلام. وقالوا: يا محمد، أعرض علينا الإسلام، فأسلم منهم ستة ولم يسلم الثلاثة، فانصرفوا. فقال: النبي صلى الله عليه وآله للثلاثة: أما أنت يا فلان فستمون بصاعقة من السماء وأنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا وكذا، وأما أنت يا فلان تخرج من طلب ماشية وإبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك.

فوقع في قلوب الذين أسلموا، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهم: ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الإسلام ولم يسلموا ؟ فقالوا: والذي بعثك بالحق نبيا، ما جاوزوا ما قلت وكل مات بما قلت، وإنا جئناك لنجدد الإسلام، ونشهد أنك رسول الله صلى الله عليك أنك (5) الأمين على الأحياء والأموات، بعد هذا وهذه (6).


 (5) في المطبوع: أنت.

(6) أورده في البحار: ج 18 ص 121 ب 9 ح 35 كما أورده أيضا: ج 38 ص 214 ب 65 ح 19.


[ 506 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) تأليف أبى الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني وأصله من مدرسة أم الخليفة الناصر، وهو الحديث الحادي والعشرون، نذكره بإسناده ولفظه:

قال: أخبرنا داهر، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي إذنا، قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا علي بن هاشم، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (1).


(1) أورده في الغدير: ج 2 ص 312، عن الطبراني عن سلمان وأبي ذر، وعن البيهقي والعدني عن حذيفة وعن الهيثمي في المجمع: ج 9 ص 102، والحافظ الكنجي في الكفاية: ص 79 من طريق الحافظ ابن عساكر. والمتقي الهندي في كنزل العمال: ج 6 ص 56.

 


[ 507 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين عن الأربعين) تأليف أبى سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري (1) وهو الحديث الثلاثون، نذكره بلفظه:

وعنه رضي الله عنه، قال: أخبرنا الشيخ أبو سعيد (2) قال: أخبرنا أبو رشيق العدل، حدثنا محمد بن زريق بن جامع المزني، حدثنا أبو حسين بن سفيان بن بشر (3) الأسدي الكوفي، حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب (4) الظلمة (5).


 (1) جاء ذكره في البحار: ج 107 ص 167، وفي الذريعة: ج 1 ص 432، وتوجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة آستان قدس بمشهد الرضا عليه السلام بخراسان، رقم 7875 ونسخة أخرى بمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة تقع في مجموعة رقمها 990.

(2) في البحار: عبد الرزاق بن محمد بن مردك، مكان (أبو سعيد).

(3) في البحار: أبو حسين سفيان بن بشر.

(4) في المصدر المخطوط: والمال يعسوب الكفار.

(5) المصدر المخطوط، الحديث الثلاثون، والسند هكذا: أخبرنا عبد الرزاق أحمد بن مردك أبو الفتح بقرائتي عليه بعدما كتبه لي بخطه، قال: حدثنا محمد بن أبي جعفر بن الفضل المقري بفسطاط مصر، قال: حدثنا ابن دستور رجل رشيق العدل، قال: حدثنا محمد بن زريق أبو جامع المدني (خ ل: ابن لجامع المزني)، قال: حدثنا أبو الحسن سفيان بن بشر الأسدى الكوفي، قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع عن أبي ذر (ره). وأورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 56 ذيل ح 33.

 


[ 508 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من النسخة العتيقة التي قدمنا ذكرها. أن أولها (ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت أخي في الدنيا والآخرة) نذكره بلفظه:

وعن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، أنه قال: بينما نحن جلوس ذات يوم بباب رسول الله صلى الله عليه وآله ننتظر خروجه إلينا، إذ خرج فقمنا له تفخيما وتعظيما وفينا علي بن أبي طالب، فقام فيمن قام، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله بيده فقال: يا علي، إني [ أحاجك ! فدمعت عيناه وقال: يا رسول الله، فيم ] (1) تحاجني، وقد تعلم أني لم أعاتبك في شئ قط.

قال: أحاجك بالنبوة، وتحاج الناس من بعدي باقام الصلوة وإيتاء الزكوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقسمة بالسوية وإقامة الحدود.

ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: هذا أول من آمن بي، وأول من صدقني وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق الأكبر الذي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، وضياء في ظلمة الضلال (2).


(1) الزيادة من البحار.

(2) أورده في البحار: ج 38 ص 215 ب 65 ح 20.

 


[ 509 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الرابع والأربعين في تسمية النبي صلى الله عليه وآله أنه فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين، فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو القاسم [ بن ] (1) السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا عبد الرحمان بن عمرو الفارسي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا أبي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس، قال: ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيد علي عليه السلام وهو يقول: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي (2).


 (1) الزيادة من المصدر وق.

(2) كفاية الطالب: ص 187، ب 44. وأورده في البحار: ج 38 ص 127 ب 61 ح 77. وفي الغدير: ج 10 ص 49 عن الاستيعاب ج 2 ص 657 والإصابة: ج 4 ص 171.

 


[ 510 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي قدمنا ذكره في أن النبي صلى الله عليه وآله قال: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين من الباب السادس والخمسين بما هذا لفظه:

أخبرنا بقية السلف عبد العزيز بن محمد بن الحسين (1) الصالحي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي (2)، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا محمد بن أحمد بن هلال، حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس، حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن هلال [ العلوي ] (3)، حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين (4).


 (1) في المصدر والبحار: الحسن.

(2) في المصدر: أبو القاسم علي بن حسن الشافعي، أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي.

(3) الزيادة من البحار، وفي المصدر وق: عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، حدثني أبي عبد أبيه...الخ.

(4) كفاية الطالب: ص 216 ب 56. وأورده في البحار: ج 40 ص 24 ب 91 ح 45.


[ 511 ]

فيما نذكره من كتاب (سنة الأربعين) للسعيد الكامل فضل الله الراوندي من الحديث الرابع والعشرين وفيه من رجال الجمهور، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

الحديث الرابع والعشرون: أخبرنا أبو النور (1) الباقي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد [ الرزاز ] (2) قال: أخبرنا أبو بكر بن مردويه، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن [ عبد ] (3) الخالق، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار (4).


 (1) في البحار: أبو الثور.

(2) الزيادة من (ق).

(3) الزيادة من البحار.

(4) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ذيل ح 17.

 


[ 512 ]

فيما نذكره من الجزء الثاني من (فضايل أمير المؤمنين) تأليف عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك الذي أثنى عليه الخطيب في تاريخه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا الحسين، قال: وجدت في كتابي: حدثنا أبو حاتم الرازي [ عن بلال بن محمد الأشعري ] (1) قال: حدثنا عيسى بن محمد القرشي عن سعيد بن جمال عن أبي أسيد الأسدي عن أبي سخيلة النميري، قال: خرجنا حجاجا مع سليمان (2) فلما انتهينا إلى الرخمة (3) ملت إلى أبي ذر فقعدنا إليه.

فبينما هو يحدث إذ قال: انه ستكون فتنة فإن أدركتماها (4) فعليكما بإثنين: كتاب الله عز وجل وعلي بن أبي طالب عليه السلام (5) وإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله آخذ بيده وهو يقول: هذا أول من آمن بي وصدقني وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو الفاروق بين الحق والباطل (6).


 (1) الزيادة من البحار.

(2) في البحار: سلمان الفارسي.

(3) في البحار: الرحبة، وفي ق: الرحمة ولعله (الربذة).

(4) في البحار: أدركتما.

(5) في النسخ وفي البحار: رضوان الله عليه.

(6) أورده في البحار: ج 38 ص 210 ب 65 ح 10 كما ورد في ارشاد المفيد: ص 14 وكشف الغمة: ص 26. ورواه في البحار: ج 22 ص 424 ح 34 عن أمالي الشيخ الطوسي.

 


[ 513 ]

فيما نذكره من كتاب (مناقب علي بن أبي طالب وفضائل بني هاشم) من نسخة عتيقة يقارب تاريخها ثلاثمائة سنة، رواية محمد بن يوسف القراء المقرى، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار وفيه من رجال الجمهور، فقال ما هذا لفظه:

أخبرني محمد بن علي بن أبي جعفر (1) المقرى، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشعري (2)، قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده علي بن أبي رافع عن أبي ذر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار (3).


 (1) ق: محمد بن علي أبو جعفر.

(2) ق: لعله (الأشقر) أو (الأشعر).

(3) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ح 34.

 


[ 514 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا الذي أشرنا إليه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا الحكم بن سليمان، قال: أخبرنا يحيى بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن علي عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي أول من آمن بي.

وأخبرني إبراهيم بن ميمون الأزدي، قال: حدثنا علي بن هاشم عن أبي رافع عن أبيه عن جده علي بن أبي رافع، أنه سمع أبا ذر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين.

 


[ 515 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين فقال ما هذا لفظه:

أخبرني أبو زكريا يحيى بن صالح الحريري (1) قال حدثنا الحسين الأشقر عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي ذر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين (2).


 (1) في البحار: الجريري.

(2) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ذيل ح 34.

 


[ 516 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا، في تسمية النبي لعلي صلوات الله عليهما أنه يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين. فقال ما هذا لفظه:

أخبرني مخول بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمان بن أبي رافع عن أبيه عن أبى ذر قال: لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة أتيته أسلم عليه فقال أبو ذر لي ولأناس معي عدة: (1) إنها ستكون فتنة ولست أدركها فمن أدركها ولعلكم تدركونها، فاتقوا الله وعليكم الشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول له: أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة (2).


 (1) أي وعدة من الناس معي.

(2) أورد في الغدير: ج 2 ص 313 عن الحموئي في الفرائد في الباب الرابع والعشرين. وعن ابن أبي الحديد عن أبي رافع في شرح النهج: ج 3 ص 257، وعن القاضي الايجى في المواقف: ج 3 ص 276 وعن الصفوري في نزهة المجالس: ج 2 ص 205.

 


[ 517 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين. ننقله من كتاب الشيخ العالم الحافظ إسماعيل بن أحمد البستي في فضل مولانا علي عليه السلام وقدمنا ذكر هذا الكتاب (1) وأن مصنفه من علماء الجمهور:

فقال في الفصل السابع من كتابه المذكور في شرف مولانا علي عليه السلام في أسمائه ما هذا لفظه:

ومن أسمائه يعسوب المؤمنين. قال له الرسول صلى الله عليه وآله: اليعسوب أمير النحل وأنت امير المؤمنين.


 (1) أنظر البابين: 118 و 119 من هذا الكتاب.

 


[ 518 ]

 

كلام المصنف ختاماً

لكتاب

اليقين


[ 519 ]

يقول مولانا الصاحب، الصدر الكبير، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمفاخر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، ملك العلماء والسادات في العالمين، جمال العارفين، أنموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الأعراق الزكية والأخلاق النبوية، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي أسبغ الله عليه نعمه الباطنة والظاهرة، وجمع له بين سعادة الدنيا والآخرة.

هذا ما أردنا الإقتصار عليه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب المؤمنين، مع ما اشتملت عليه أبوابها من زيادة المعاني المقتضية لرياسة مولانا علي عليه السلام على المسلمين في امرو الدنيا والدين.

وجميع الكتب التي روينا منها هذه الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها، مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على أولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور.

 


[ 520 ]

ولم نعتبرها جميعها على التفصيل وإنما نظرنا ما وقع في خاطرنا أنه يتضمن ذكر تسمية مولانا على عليه السلام بهذه الأسماء بحسب ما هدانا إليه جود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل، فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة بأسنادها التي لا يبلغ الإجتهاد إلى أقصاه فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب.

فصل:

وإياك أن تقول: فكيف تهنأ مخالفة سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله في مثل هذه النصوص الصريحة التي قد بلغت حدود اليقين، فإننا قد قدمنا في خطبة هذا الكتاب ما بلغت إليه مكابرة ذوي الألباب والعدول عن المعلوم من الصواب في الدنيا ويوم الحساب.

فصل:

وقد عرفت من بعد، كل عاقبل يترك العمل بالعقل الواضح الراجح، ويعدل عنه إلى فعل متكبر أو فاضح أو جارح، وإنه في تلك الحال قد كابر الحق والصدق، وعدل عنه وترك نص الله جل جلاله على اتباع العقل وتعوض بالجهل وبما نصره بما لابد منه.

فصل:

ومتى نظرت في التواريخ والأديان من لدن آدم عليه السلام إلى الآن عساك أن لا تجد عصر من الأعصار، ولا أمة من الأمم إلا وقد ترك فرقة منهم أو أكثرهم المعلوم اليقين من الصواب في كثير من الأسباب، وعدلوا إلى ما يضر منهم في الدنيا ويوم الحساب.

وقد روينا من الكتابين المعروفين بالصحيحين الذين سماههما الجمهور صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهذان الكتابان عندهم حجة فيما تضمناه من الأمور، من الحديث الرابع من مسند عبد الله بن عبد الله من المتفق على


[ 521 ]

صحته والمعلوم بينهم بثبوت روايته من كتاب الجمع بين الصحيحين جمع الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي من نسخة عليها عدة سماعات وإجازات تاريخ بعضها سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ما هذا لفظه: قال: قال ابن عباس: يوم الخميس - في رواية: ثم بكى حتى بل دمعه الحصى - فقلت: يابن عباس، وما يوم الخميس ؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه، فقال: إيتوني بكتف اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا، فقال: لا ينبغي عندي التنازع، فقالوا: ما شأنه هجر استفهموه ! فذهبوا يرددون عليه، فقال: ذروني [ دعوني ] (1) فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه (2).

وفي رواية من الحديث الرابع من الصحيحين: فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (3).

وروى حديث الكتاب الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته لامانهم من الضلال عن رسالة جابر بن عبد الله الأنصاري في المتفق عليه من صحيح مسلم، فقال في الحديث السادس والتسعين من افراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله ما هذا لفظه: قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة عند موته فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده وكثر اللغط وتكلم عمر فرفضها صلى الله عليه وآله (4).

أقول: فإذا [ كان قد ] (5) شهدوا ان النبي صلى الله عليه وآله سئلهم ان يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده ابدا، فقالوا: ما شأنه هجر. وفي هذا المجلد.


 (1) الزيادة من المطبوع.

(2 و 3) صحيح البخاري: ج 5 ص 127 و 128.

وأورده الشيخ أبو الحسن المرندى في مجمع النورين نقلا عن هذا الكتاب.

(4) صحيح مسلم: ج 11 ص 89 كتاب الوصية باب الوقف.

(5) الزيادة من المطبوع.

 


[ 522 ]

الثاني من صحيح مسلم فقالوا: إن رسول الله هجر.

ومعنى الهجر: الهذيان، كما ذكره مصنف كتاب اللغة في الصحاح وغيره، واعترفوا ان الحاضرين ما قبلوا نص النبي صلى الله عليه وآله على هذا الكتاب الذي أراد أن يكتبه لئلا يضلوا بعده ابدا، ومع كونهم ما قبلوا هذه السعادة التي هلك باهمالها اثنان وسبعون فرقة ممن ضل عن الايجاب، وكان في قبولها اعظم النفع لجميع الأديان حتى قالوا في وجهه الشريف انه يهجر ونسبوه - وحاشاه - الى الهذيان وقد نزهه من اصطفاه عما اقدموا عليه من البهتان، فقال جل جلاله: * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * (6) بشهادة القرآن، ولقد توعدهم جل جلاله متى خاطبوه كبعضهم انهم هالكون في قوله جل جلاله: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط اعمالكم وانت لا تشعرون) * (7).

فكيف بقي نستبعد ترك النصوص على علي بن أبي طالب عليه السلام وقد عادى في الله جل جلاله كل قبيلة قتل من اهلها من قتله (8) في حياة النبي عليه افضل الصلاة وهم أصحاب القوة والكثرة في تلك الأوقات.

فصل:

وقد كان النبي صلى الله عليه وآله بلا خلاف بين أهل الاسلام نص قبل وفاته صلوات الله عليه على أسامة بن زيد بامارة معلومة وعلى رعيته الذين يتوجهون في صحبته، ثم توفي النبي صلى الله عليه وآله فلم يستقر امارة اسامة بن زيد ولا لزوم رعيته حكم الامتثال لرعايته ورأوا المصلحة في أن يكون اسامة بن زيد رعيتة ومأمورا وبعض رعيته حاكما عليه وأميرا (9).

وما كان الجماعة الذين تقدموا على مولانا علي صلوات الله عليه يخفى


 (6) سوره الحجرات: الآية 2.

(7) سورة النجم: الآيات 4 - 3.

(8) ق: قتل.

(9) أنظر الباب 16 من هذا الكتاب.


[ 523 ]

عنهم استحقاقه للتقدم عليهم والنصوص عليه، ولكنهم قالوا ان العرب وقريش وكل من عادى مولانا عليا صلات الله عليه لا يوافقوان على تقدمه عليهم، وانه لا مصلحة لهم في العمل بالنصوص عليه، كما رأوا انه لا مصلحة في الكتاب الذي اراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب لهم ليسلموا من الاختلاف الذي انتهيت حال المسلمين إليه.

فصل:

وقد ذكر الحافظ المسمى طراز المحدثين أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) فيما جرت الحال عليه من كتاب محرر عليه ما يقتضى الاعتماد عليه، فقال، ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: ام والله يا بني عبد المطلب لقد كان صاحبكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر.

فقلت في نفسي: لا اقالني الله ان اقلتك.

فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين، وأنت وصاحبك الذان وثبتما وانتزعتما منا الأمر، دون الناس ؟ فقال: اليكم يا بني عبد المطلب، أما انكم أصحاب عمر بن الخطاب - وتأخرت وتقدم هنيئة - فقال: سر لا سرت، فقال: اعد على كلامك.

فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه، ولو سكت سكتنا.

فقال والله إنا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، ولكن استصغرناه وخشينا ان لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها.

فاردت ان اقول: كان رسول اله صلى الله عليه وآله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره انت وصاحبك، فقال: لا جرم فكيف ترى، والله ما نقطع امرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه (10).

 


 (10) أورده في البحار الطبعة القديمة: ج 8، ص 209.

 


[ 524 ]

أقول: هذا لفظ ما ذكره ورواه الحافظ احمد بن موسى بن مردويه من كتاب المناقب الذي اشرنا إليه واعتمد [ نا ] (11) عليه والدرك عليه.

فصل: وروى ايضا الحافظ أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) في المعنى الذي اشرنا إليه ما هذا لفظه: حدثنا احمد بن ابراهيم بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن سعد أبو الحسين عن الحسن بن عمارة عن الحكيم بن عتبة عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله (12)، قال: خرج عمر بن الخطاب الى الشام واخرج معه العباس بن عبد المطلب، قال: فجعل الناس يتلقون العباس ويقولون: (السلام عليك يا أمير المؤمنين)، فكان العباس رجلا جميلا، فيقول: هذأ صاحبكم فلما كثر عليه التفت إلى عمر، فقال: ترى أنا، والله احق بهذا الأمر منى ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة على بن أبي طالب عليه السلام (13) فصل: وها إنا قد أوضحنا أحاديث هذه النصوص الصريحة التى لا تحتمل تأويل المتأولين ولا اعتذار المعتذرين، ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات وما هم ممن يتهم بالتعصب على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

وقد اراد الله جل جلاله اخراجها على ايدينا في هذا الوقت الذي اختاره لها المتأولين ولا اعتذار المعتذرين، ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات وما هم ممن يتهم بالتعصب على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

وقد اراد الله جل جلاله اخراجها على ايدينا في هذا الوقت الذي اختاره لها فهدانا لاستخراج هذه الأحاديث كما اشرنا إليه، وكان ذلك من رحمته لنا وعنايته بنا وفضله علينا الذي نعجز عن الشكر عليه.

اللهم وقد تقربنا بذلك اليك ونحن نعرضه عليك، فاجعله من الوسائل لديك في كل ما يقتضيه كامل جودك ومقدس وعودك، وبلغ سيدنا رسولك صلواتك وسلامك عليه وآله


 (11) الزيادة من المطبوع.

(12) ف خ ل: عبد الله.

(13) أورده في البحار، الطبعة القديمة، ج 8 ص 209.

 


[ 525 ]

ومولانا عليا سلامك جل جلالك عليه وعترتهما الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين.

إننا اجتهدنا فيما نعتقد برأينا الى رضاك، ومدخلا لنا في حماك وأمانا ليوم نلقاك وإننا ما قد قصدنا تعصبا على مذهب من المذاهب إلا تأدية لاداء الحق الواجب، وقد اوضحنا في كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار عترته الطاهرة) من الأحاديث المتظاهرة التي رواها رجالهم حتى صارت في حكم المتواترة، ومن الحجج التي من وقف بها وعرفها على التحقيق لم يبق عنده شك فيما كشفناه من صحيح الطريق وسبيل التوفيق، وصلى الله عليه سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما [ كثيرا ] (14) و [ الحمد لله رب العالمين ] (15).

***