[ 1 ]

 

بحوث حول الكتاب

ان السيد المؤلف يمتاز في تآليفه القيمة - على اختلاف موضوعاتها - بميزات هامة وهي تتجلى في كتابه هذا كما يلي:

1 - انه قدس سره بثاقب نظره وحدة فكره وتدبره العميق في مطاوي القرآن العظيم وكلام المعصومين عليهم السلام جمع منها كل ما يدل على موضوع البحث ولو كانت بدلالة رمزية أو إيمائية.

وذلك لأن كلام الله المجيد وأحاديث أهل البيت عليهم السلام مضافا إلى مصبها الأصلي ودلالتها المطابقية، لها دلالات أخرى تضمنية والتزامية ودلالات بالإشارة والفحوي.

فقد أورد المصنف كل حديث فيه دلالة أو إشارة إلى موضوع بحثنا وهو كلمة (أمير المؤمنين).

فبينما الراوي يروي مثلا معجزة من معجزاته عليه السلام يذكر فيه أن الجمل خاطب عليا عليه السلام بأمير المؤمنين، فيورده المصنف في الكتاب.

2 - حيث أن كلام المعصومين عليهم السلام بما هو معصومون حجة - على ما قرر في محله - فان السيد كرس جهده في جمع النصوص الصادرة عنهم عليهم السلام المحتوية على تسمية الامام عليه السلام بلقب (أمير المؤمنين) واكثر ذلك بلسان الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وفي عصره.

 


[ 2 ]

فهو رحمه الله انتخب أقرب الطرق لإثبات المهمة وابعدها عن اللجاج والإنكار.

فإذا كان الصادع بالوحي الذي لا ينطق عن الهوى قد خصه بهذا اللقب الذي يلازم الخلافة فكيف يجوز لأحد أن يتقمصها دونه أو يحولها إلى غيره ؟!

3 - وان من ميزاته انتقائه الجيد من مختلف المؤلفات التي ألفت قبله في الموضوع، وخاصة الكتب التي هي من عيون التراث ونفائس التصانيف وجلائل الآثار التي كان أكثرها محفوظا في مكتبته القيمة فاستخدمها كمصادر لبحثه.

فإن كتابنا مضافا إلى ما فيه من الأحاديث حول تسمية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين، فهو في نفس الوقت مجموعة من المعجزات والإخبارات عن أحوال القيامة وشئ من تاريخ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وربما يتفرد بنقل الكثير من ذلك سيدنا المؤلف رحمه الله.

4 - إنه رحمه الله لشدة حرصه على إحكام اسناد الروايات وتقوية اعتبارها قد وصف كل كتاب إستفاد منه بدقة، بتعيين اسم الكتاب واسم مؤلفه والمكتبة الموجودة فيها تلك النسخة وخصوصيات النسخة المنقولة عنها بما فيها من الاجازات وبلاغات الأقراء والانهاء وما عليها من خطوط العلماء والأفاضل المشاهير، كل ذلك توثيقا للنص وتحقيقا بمزيد من العناية به والإعتماد عليه.

كما يهتم بتعيين مواضع النقل من الأجزاء والملازم والصفحات والأسطر وحتى حجم النسخة وقالبها أحيانا، بما يقصر عنه أحدث الأساليب في الإستفادة من المصادر في العصر الحاضر.

5 - إن كثيرا من المصادر والمؤلفات التي اعتمد عليها السيد، هي اليوم مفقودة العين بل الأثر وغير متداولة وغير مذكورة إلا في مؤلفات هذا السيد العظيم، فتكون شهادته قدس سره بوجود تلك النسخ خاصة مع ذكره لأوصافها وانه رأى بعضها بخط مؤلفيها ثروة علمية ضخمة لأهل التحقيق واستحكامها لأسناد كثير من الأحاديث. فنعم الشاهد ونعمت الشهادة.

 


[ 3 ]

وقد تفحصنا عن وجود تلك المصادر فعثرنا على نسخ مخطوطة من بعضها ذكرنا تفصيلها في الباب الذي ورد فيه ذكرها.

وسنورد اسم المصادر المستفاد منها في هذا الكتاب في فهرس خاص آخر الكتاب.

6 - انه رحمه الله أحسن التبويب وأجمل الترتيب بالإضافة إلى ما هو عليه من جمال العرض وقوة الاستدلال وروعة المواضيع التي انتخبها للبحث والتأليف.

وبعد ذلك كله يعلم ما لمؤلفات السيد من مقام جليل وخطير في الأوساط العلمية والتراثية، ولا بد أن تحظى بتقدير فائق من العلماء والمحققين.

ولنقف على وصف لمحتويات هذين الكتابين (اليقين) و (التحصين)، بالإضافة إلى الكتاب المفقود الذي نفس الموضوع وهو (الأنوار الباهرة) وكذلك كتاب (نور الهدى) الذي هو مصدر لكتاب التحصين في جميع أبوابه.

***

1 - الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة.

هكذا سماه السيد في خطبة كتابي (اليقين) ما يوهم بأنه كان قد سماه أولا كتاب (التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين علي على بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين).

وهذا الكتاب من آثار المؤلف المفقودة اليوم، فلنذكر ما وجدناه حول الكتاب: قال السيد في خطبة كتابه (التحصين): (وكان من أواخر ما صنفته - وقد تجاوز عمري عن السبعين ومفارقتي


[ 4 ]

للدنيا الداثرة ومجاوزتي لسعادتي في الآخرة - كاب (الانوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرإة بالحجج القاهرة) وكتاب (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين)، وسبق هذا الكتاب في منهاجه من لم يدكره من الماضين....

وقد ضمنته ثلثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه (أمير المؤمنين)....

وذكرت فيه أحدا وخمسين حديثا في تسميته عليه السلام (امام المتقين) ما يفهم منه الخلافة على المسلمين، وأحدا وأربعين حديثا في تسميته عليه السلام (يعسوب المؤمنين)....

وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثا في معاني أبواب كتاب (اليقين) مصنفها غير من ذكرنا....).

أقول: يمكن أن تكون عدة الأحاديث المذكورة هنا التي تبلغ واحدا واربعمائة حديث هي عدد أحاديث كتاب (الأنوار الباهرة) أو المجموع منه ومن كتاب (اليقين) يحتوى على 220 بابا.

ولا يخفى اجمال الكلام.

وقال في خطبة كتاب (اليقين) بعدما ذكر وصف الكتاب وما تضمنه من المطالب: (وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب (الانوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة) نحكي كل حديث بالفاطة ومعانيه ونجعل ما يليق به فيه... وهذا عدد أبواب كتاب اليقين...).

وقال بعد ذلك بأسطر: (وحيث قد تكملت أبواب كتاب (اليقين) وبلغت إلى مائة وأحد وتسعين) فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة) وسميناه هناك (كتاب التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين على علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين) وخطبة ذلك الكتاب على ما تضمنه من الصواب).

أقول: لا يوجد على الحديث 191 من كتاب (اليقين) علامات الختم ولا شئ يوجب ذكر خطبة كتاب الأنوار عندما وصل الكتاب إلى هذا الباب.

 


[ 5 ]

وقال في خطبة كتاب (الأنوار) التي أوردها بعينها في أول كتاب (اليقين): (وبعد فانني كنت قد سمعت - وقد تجاوز عمري عن السبعين - ان بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سميم مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته، ولا اعلم هل قال ذلك عن عناد أو قصور في المعرفة والإجتهاد.

فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوى وإيضاح الغلط فيها لأهل التقوى، فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا باسعاده وإنجاده في إظهار ما نذكره من الأنوار الظاهرة والحجج القاهرة وانتصار العترة الطاهرة، ومفكرون مالا ينكره إلا معاند لآيات الله جل جلاله الباهرة).

وقال في الباب 27 من الفصل الثاني من كتابه (الملاحم والفتن): (فذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وهو من علماء الجمهور وقد ذكرت ثنائهم عليه في كتاب (الأنوار الباهرة) (1).

وقال في خاتمة كتاب اليقين: (وقد أوضحنا في كتاب الأنوار الباهرة في انتصار عترته الطاهرة من الأحاديث المتظاهرة التي رواها رجالهم حتى صارت في حكم المتواترة ومن الحجج التي من وقف بها وعرفها على التحقيق لم يبق عنده شك فيما كشفناه من صحيح الطريق وسبيل التوفيق).

أقول: وهذا الكلام كما ترى صريح في ما التزمه في كتابه هذا من كون الاسانيد عامية كما التزم ذلك في كتابه اليقين دون التحصين.

هذا ما عثرنا عليه من نصوص المصنف حول الكتاب، رأينا أن نذكرها أولا.


 (1) الملاحم والفتن: ص 81.

 


[ 6 ]

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (وذكر في اول كتابه اليقين أنه لما كان كتاب اليقين وكتاب الأنوار الباهرة في موضوع واحد وهو اختصاصه عليه السلام بإمرة امؤمنين فلم يكتب له خطبة مستقلة بل أورد عين خطبة الأنوار) (2).

أقول: في النسخ الموجودة ذكر خطبة مستقلة لكتاب اليقين ثم أورد بعدها خطبة الأنوار، لما فيها من الأشارة إلى سبب التأليف وبعض الفوائد الأخر.

مع أن ما ذكره من قول السيد في اتحاد موضوع الكتابين لم نجده في خطبة اليقين.

ويظهر من قوله رحمه الله (وقد تجاوز عمري عن السبعين) ان تأليفه كان حدود سنة 660 ه‍ ق.

هذا منتهى ما وجدناه حول الكتاب، ومما يحتمل في شأن الكتاب أنه كان كتابا كبيرا في مختلف المسائل التي ترتبط بالأئمة الطاهرين عليهم السلام ونصرتهم وكان من جملة أبوابه باب حول (امرة أمير المؤمنين عليه السلام) ويدل على ذلك أمور: 1 - اسمه الذي لا يبدو منه إختصاصه بمسألة (امرة أمير المؤمنين) ولا بأمير المؤمنين عليه السلام نفسه، بل الظهر انه في (انتصار العترة الطاهرة) كلهم.

2 - قوله (فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في كتاب الأنوار الباهرة...وسميناه هناك كتاب التصريح...) فان لفظة (في) تدل على جزئية ما كشفه لكتاب الأنوار.

3 - قوله: (وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب الأنوار الباهرة).

فان في هذا الكلام إشارة إلى أن (باب إمرة أمير المؤمنين) كان بابا في كتاب الأنوار ووافقه كتاب اليقين في موضوعه.


 (2) الذريعة: ج 2 ص 418 رقم 1656.

 


[ 7 ]

4 - ومما يؤيد ما ذكرناه أن هذا الكتاب لم يعلم من مصيره شئ ولا جاء ذكره في كتب الأصحاب ولا أشاروا إليه بينما صرحوا باسماء كتابي (اليقين) و (التحصين) وساير مصنفات المؤلف.

فلعله كان كتابا كبيرا مشتملا على اجزاء منها كتاب (التصريح) ومنها كتابا (اليقين) و (التحصين).

هذا ولسنا على يقين من قصة الكتاب أبدا، وقد ذكرنا ما وجدنا من الأسانيد حول الكتاب وما خطر بالبال، وعلى القارئ النظر.

* * *

2 - اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بامرة المؤمنين:

ولنبحث حول الكتاب من جهات:

ألف - اسم الكتاب.

سماه المؤلف في خطبة الكتاب بما ذكرناه في العنوان، وأورد اسمه في خطبة كتاب التحصين باسم (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بامرة المؤمنين).

قال الشيخ الحر في إثبات الهداة: ج 1 ص 29: (كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين).

وقال في امل الآمل: ج 2 ص 206: قد رأيت من مصنفاته كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين).

قال العلامة النوري في مستدرك الوسائل: (كتاب اليقين أو كشف اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بامرة المؤمنين) (3).

كما توجد على ظهر نسخة المشكاة المخطوطة من كتاب اليقين بخطه رحمه الله تسميته كذلك مرددا بين الاسمين وترى صورة خطه بعد صفحات.


 (3) مستدرك الوسائل: ج 3 ص 370.

 


[ 8 ]

وقال العلامة الاميني في الغدير: (اليقين في أن عليا أمير المؤمنين) (4)، كما سماه الكنتوري في (كشف الحجب والاستار) بهذا الاسم (5).

وقال في كشف الظنون: (اليقين بامرة المؤمنين) (6) وفي هدية العارفين (7) وإيضاح المكنون (8): (اليقين باختصاص علي عليه السلام بامرة المؤمنين).

قال الكثنوي في هداية الأسماء: (كتاب اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام).

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (وليعلم أن المجلسي أورد كثيرا من أحاديث هذا الكتاب بعنوان (كشف اليقين) وجعل زمره في بحار الأنوار (شف).

لكلن تخيل بعض أن هذا رمز لكشف اليقين للعلامة الحلي، مع أنه لم يجعل لهذا الكتاب رمزا بل صرح باسمه عند النقل عنه.

وعند ذكر الرموز قال: (شف: لكتاب اليقين لانا وجدنا في بعض النسخ كشف اليقين) (9).

أقول: قال في البحار المطبوع عند ذكر المصادر: (وكتاب كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام) (10).

وقال في الرموز: (شف لكشف اليقين) (11).

فما ذكره في الذريعة من قول المجلسي (لانا وجدنا بعض النسخ كشف اليقين) ليس موجودا في البحار المطبوع.

ثم إن ممن اشتبه عليه الأمر، المحدث القمى رحمه الله في مقدمة سفينة البحار وفي كتابه بيت الأحزان ص 70 حيث عبر عنه بكشف اليقين.


 (4) الغدير: ج 4 ص 405.

(5) كشف الحجب والأستار: ص 606 رقم 3410.

(7) هدية العارفين: ج 1 ص 710.

(8) ايضاح المكنون: ج 2 ص 731.

(9) الذريعة: ج 25 ص 279 رقم 115.

(10) البحار: ج 1 ص 12 وقال مثل ذلك البحراني في اول عوالم العلوم.

(11) البحار: ج 1 ص 47.

 


[ 9 ]

ب - وجه التسمية.

لقد سمى السيد كتابه باسم طابق المسمى فان ما ذكره من الأحاديث يوصل إلى اليقين بالمقصد الذي أراده.

يقول في خطبة الكتاب: (وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة و المصنفين...

مما لا يبقى فيه شك عمن وقف وعرفه من المصنفين).

يقول في خاتمة الكتاب: (وإياك أن تقول: فكيف تهنأ مخالفة سيد المرسلين وخاتم النبيين في مثل هذه النصوص الصريحة التي قد بلغت حدود اليقين).

ج - كلمات حول الكتاب.

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (انتهى فيه إلى 220 بابا وبعد ذكر فهرسها ذكر أنه لما وصل إلى الباب 191 أراد أن يكتب خطبة له، لكن لما كان كتاب اليقين وكتاب الأنوار الباهرة في موضوع واحد وهو اختصاصه بامرة المؤمنين، ما كتب له خطبة مستقلة بل أورد خطبة كتابه الأنوار الباهرة) (12).

أقول: الفهرس لم يكن موجودا في النسخ التي كانت في متناول أيدينا في الطبعة الأولى وعثرنا بعد ذلك على نسخة مكتبة آية الله المرعشي قدس سره ووجدناها مشتملة على الفهرس فادرجناه في موضعه من متن الكتاب.

ثم ان ما في الذريعة من جعل خطبة الأنوار خطبة لكتاب اليقين فليس بذلك تصريح في خطبة اليقين مع ما هو الموجود في أول كتاب اليقين من الخطبة التي لا يتقصر عن خطبة الأنوار، ولا مجال لتوهم زيادة الخطبة من الناسخين لأن المتن يوافق سياق كلام السيد، ولأنه صرح في خاتمة الكتاب بوضع خطبة لكتاب اليقين حيث يقول: (وقد قدمنا في خطبة الكتاب ما بلغت إليه...).

وقد عرفت فيما اشرنا إليه من كلامه في أول كتاب التحصين ما يوهم أن


 (12) الذريعة: ج 25 ص 279 رقم 115.

 


[ 10 ]

كتاب اليقين كان مشتملا على 401 بابا بينما الموجود منه يحتوي على 220 بابا، وكلا الأمرين معارضان لتصريحه في خطبة كتاب اليقين باشتمال الكتاب على 191 بابا.

هذا وقد ذكر الكنتوري في كشف الحجب والاستار: (ان السيد قد نقل فيه إختصاص علي عليه السلام بامرة المؤمنين مما يزيد على ثلاثمائة طريق) (13).

وأعجب من ذلك كله كلام تلميذ المنصف علي بن عيسى الإربلي في كشف الغمة ج 1 ص 340 حيث قال: (قد كان السعيد رضى الدين علي بن موسى بن طاووس رحمه الله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونقل ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق).

وقال في ج 1 ص 347: (قد أورد السيد السعيد هذه الأحاديث من ثلاثمائة طريق وزيادة).

وقال العلامة الحلي - وهو أيضا من تلاميذ المصنف - في كتابه (كشف اليقين): ص 58: (البحث العاشر في مخاطبته عليه السلام بإمرة المؤمنين...

وهذه الأحاديث وردت من أزيد من ثلاثمائة طريق).

والظاهر أنه إشارة إلى كتاب اليقين.

أقول: لعل جميع ذلك مستندة إلى قوله رحمه الله في مقدمة كتاب (التصحين): (وكان قد ضمنته ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث).

د - منهج تأليف الكتاب:

الأنسب بالمنهج العلمي أن نقف على ما ذكره المصنف في مقدمة الكتاب نفسه من بيان موضوعه ومنهج تأليفه وتاريخه وما تضمنه الكتاب ومصادره، ونحن نوضح أحيانا بعض كلامه: قال في الخطبة: (وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة والمصنفين


 (13) كشف الحجب والأستار: ص 606.

 


[ 11 ]

والعلماء الماضين برجال المخالفين الذين لا يتهمون فيما يروونه وينقلونه، من التعبير على مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بامير المؤمنين، مما لا يبقى شك فيه عمن وقف عليه وعرفه من المصنفين...

وقد سبقنا إلى ذكر تخصيصه ما اشرنا إليه خلق من أهل الاصطفاء حتى مدح به على لسان الشعراء...

وربما تكلمت الأحاديث بتسمية مولانا علي عليه السلام بامير المؤمنين وبإمام المتقين وبسيد المسلمين وبيعسوب الدين ما يكشف عنها عدد الأبواب في هذا الكتاب.

لانا نذكر في كل باب حديثا واحدا ومن أي كتاب نقل منه وما نجده من مصنف أو راو أخذ ذلك عنه.

وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة) نحكي كل حديث بالفاظه ومعانيه ونجعل ما يليق به فيه.

وهذا عدد أبواب كتاب اليقين نذكرنا أولا على التعيين ليعلم الناظر لها ما اشتمل الكتاب عليه فيقصد منه الموضع الذي يحتاج إليه انشاء الله تعالى).

أقول: الفهرس موجود في نسخة مكتبة المرعشي ومكتبة مجلس الشورى ولم نجده في ساير النسخ التي بأيدينا وفي نسخة (المشكاة) تجد هنا بياضا بقدر سطر يوهم وجود كلام هيهنا، وفى نسخة (ملك) هنا كلمتان لم تقرأ.

نعم زاد في أول نسخة المشكاة قبل الشروع في الكتاب فهرسا في 16 صفحة ذكر عدد الأبواب إلى الباب 129، وليس عليه أي علامة يدل على جزئيته للكتاب.

ونحن وضعنا فهرسا يتضمن بيان عدد الأبواب ومحتواها تراه آخر الكتاب في الفهارس الموضوعة هناك.

ثم قال: (وحيث قد تكملت أبواب كتاب اليقين وبلغت إلى مائة وأحد وتسعين فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة...

وخطبة ذلك الكتاب على ما تضمنه من الصواب).

 


[ 12 ]

أقول: هذا الكلام صريح في أن ابواب كتاب اليقين استكملت 191 بابا بينما الموجود من النسخ يحتوي على 220 بابا، بالإضافة إلى ما ذكره في خطبة كتاب التحصين مما يوهم اشتماله بنفسه أو هو مع كتاب الأنواب على 401 بابا.

ونحن نحتمل قويا أنه لم يرد ختم الكتاب، بل حيث بلغت الأبواب 191 بابا أورد خطبة الأنوار ثم وجد أحاديث أخرى فزادها، كما ترى ذلك في آخر القسم الأول من كتاب (التحصين) حيث يقول: (وحيث قد ذكرنا ما حضرنا من الأخبار المتضمنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين، وجعلنا بعده أوراقا بياضا لأجل ما عساه يحضرني من هذه الاخبار اتفاقا من غير كشف ولا اعتبار لكتب المصنفين، لأنني عازم على أننى ما بقيت اطلب الزيادة...).

ه‍ - سبب التأليف.

ثم ذكر خطبة كتاب الأنوار وبين فيها السبب في تأليف الكتب الثلاثة وقال: (وبعد، فإنني كنت قد سمعت - وقد تجاوز عمري عن السبعين - ان بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته: ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمى مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته، ولا أعلم هل قال ذلك عن عناد أو عن قصور في المعرفة والإجتهاد.

فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوى وايضاح الغلط فيها لأهل التقوى فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا باسعاده...).

أقول: المحتمل قويا أن مراده ببعض المخالفين إبن أبي الحديد المعتزلي المتولد 568 والمتوفي 656 الذي كان معاصرا للسيد المؤلف وتوفي قبله بثمان سنين.

فقد نص على هذا المدعى في شرحه على نهج البلاغة: ج 1 ص 12:


[ 13 ]

(وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين والانصار، ولم يثبت ذلك في أخبار المحدثين) !

و - الاسانيد عامية.

التزحم رحمه الله في كتاب اليقين ان تكون الاسانيد عامية وهذا ما لم يلتزمه في كتابه (التحصين)، يقول في خطبة الكتاب: (واعلم أننا نذكر في كتابنا هذا تسمية الله جل جلاله مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم وان اتفق ان بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الامامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة...

وجميع ذلك رويناه من طرقهم وعن علمائهم الممدوحين).

ويقول في خاتمة الكتاب: (ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات، وما هم ممن يتعصب لمولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه) أقول: وذكر في صدر الأبواب ما ورد من المدح في ناقل الحديث على لسان العامة ليكون آكد في الحجة، فتراه مثلا يقول في الباب 1: (عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ وطراز المحدثين من كتاب المناقب الذي صنفه واعتمد عليه).

كما يقول في الباب 17: (وانما قدمنا رواية هذا ابن سماك علي من سواه لأنه مجمع على عدالته عندهم، واعتمادهم على ما رواه وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد عند ذكره لترجمة اسمه عدة روايات بانه من الثقات وانه كان ثبتا وانه كان صدوقا صالحا).

وقال في الباب 20: (عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي.... الذي مدحه محمد بن النجار وزكاه).

وقال في الباب 26: (اعلم أن هذا اخطب خطباء خوارزم موفق بن


[ 14 ]

أحمد المكي من أعظم علماء المذاهب الأربعة وقد أثنوا عليه في ترجمته وذكروا ما كان عليه من المناقب...).

وقال في الباب 27: (وهذا (أي الحافظ السجستاني) من أفاضل علماء الأربعة المذاهب، ومن وقف على تصنيفه عرف من فضله وعلمه ما يغني عن شرح ما يوصف من المناقب).

وقال في الباب 31: (وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي فقال: كان نادرة الفلك ويافعة الدهر وفاق أهل زمانه في بعض فضائله).

إلى غير ذلك مما ذكره في صدر الأبواب من مدح الراوين للأحاديث.

ثم إن قوله: (واتفق ان بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الامامية) اشارة إلى: 1 - كتاب (مولد مولانا علي عليه السلام بالبيت)، للصدوق، في الباب 43.

2 - كتاب (الدلائل) لأبي جعفر الطبري الامامي، في الأبواب 65 و 66 و 67.

3 - (المائة حديث)، لابن شاذان، في الأبواب: 76 وإلى 86.

4 - كتاب (البهار)، للحسين بن سعيد الأهوازي) في الأبواب: 117 - 114 .

5 - كتاب (الاستنصار) للكراجكي، في البا 133.

6 - كتاب (أخبار الزهراء عليها السلام) للصدوق، في الباب 158.

7 - كتاب (الأنوار)، للصاحب بن عباد، في البابين 174 و 175.

8 - كتاب (سنة الأربعين)، للراوندي، في البابين 179 و 214.

9 - مجموعة ورام، في الباب 189.

ولا بأس أن نشير إلى أن السيد المؤلف ذكر رواية في الباب 22 من القسم


[ 15 ]

الأول من كتاب التحصين وقال بعده: (وقد رويناه في كتاب اليقين من كتاب كنز الفوائد تصنيف الكراجكي).

مع انا لم نجد في الكتاب رواية عن الكنز، نعم هناك رواية واحدة عن الاستنصار للكراجكي في الباب 133 وهو غير ما ذكره.

 

لفت نظر :

قال في الذريعة: (ولما كان صريح كلامه اقتصاره على ذكر أحاديث العامة فلذلك اعتذر في الباب 174 عما نقله من (الأنوار) تأليف الصاحب بن عباد من الأحاديث في أن أول الائمة علي عليه السلام له اسماء كثيرة...

فقال: (الصاحب الفاضل إسماعيل بن عباد وان كان في تصانيفه ما يقتضي موافقته للشيعة في الاعتقاد إلا أننا وجدنا شيخ الامامية في زمانه المفيد محمد بن محمد بن النعمان قد نسبه إلى جائب المعتزلة في خطبه نهج الحق وكذلك رأينا المرتضى قد ينسب إسماعيل هذا الى جانب المعتزلة في كتابه الإنصاف الذي رد فيه على ابن عباد وتعصب للجاحظ).

نقلت كلامه بلفظه لغرابته وتعجبي منه (14).

أقول: ميل الصاحب بن عباد إلى المتعزلة في بعض المسائل ورد الشيخ المفيد والسيد المرتضى عليه من بعض الجهات لا ينافي الاتفاق على أنه من أعاظم علماء الشيعة (15).

ز - مصادر الكتاب :

لقد مر عليك أن من أهم ما يستفاد من كتب السيد رحمه الله، ان أكثر المصادر والمؤلفات التي استفاد منها هي اليوم مفقودة العين بل الأثر وبعضها غير متداولة وغير مذكورة الا في مؤلفات هذا السيد العظيم، مع ما هو دأبه من ذكر خصوصيات الكتاب.


 (14) الذريعة: ج 25 ص 282، أنظر عن كتاب (الأنوار) الذريعة: ج 2 ص 411.

(15) انظر عن الصاحب بن عباد: الغدير: ج 4 ص 80 - 40.

 


[ 16 ]

ويكفينا في الاستناد إليها، شهادة هذا السيد العظيم بوجودها وان لم نرها ولم نجدها فيما بعده من السنين بل تكون كنسخ صحيحة لما سوف يوجد منها بعد قرون ينبغي المقابلة عليها للتصحيح.

يقول رحمه الله في خاتمة (اليقين): (وجميع الكتب التي روينا منها هذة الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على اولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور).

ومما ينبغي لفت النظر إليه قوله رحمه الله بعد ذلك: (ولم نعتبرها جميعها (أي جميع كتب الخزانة) على التفصيل، وانما نظرنا ما وقع في خاطرنا انه يتضمن ذكر تسمية مولانا علي عليه السلام بهذه الاسماء بحسب ما هدانا إليه وجود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل.

فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة باسنادها الذي لا يبلغ الاجتهاد إلى اقصاه، فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب).

أقول: كان ينبغي - كما كان يرجوه - أن يؤلف مستدركا لما فات عنه رحمه الله، ولو كان وفق لذلك لكان مجلدا ضخما أكبر من الكتب الثلاثة. نرجو من الله التوفيق لذلك انشاء الله.

ج - تبويب الكتاب :

والسيد يخبرنا عن عدم تبويبه للكتاب حسب الموضوعات ويقول في آخر الخطبة: (وإذا فكر الناظر في تسليم كل من سلم عليه بإمرة المؤمنين ممن ذكرناهم عرف أن الجميع عن رب العالمين.

ولما كان الأمر على ذلك عند أهل اليقين ما رتبنا التسمية منهم بأمير المؤمنين على ترتيب رواياتهم ومقاماتهم، بل أردنا أن يكون ما رواه كل عالم ومصنف في ترجمته ومذكورا في روايته).

 


[ 17 ]

أقول: يعني أن المراد من نقل هذه الأحاديث هو الإبانة عن تسمية مولانا بأمير المؤمنين، ولا خصوصية فيما ورد في الأبواب غير هذه الجهة، وعليه فلا يحتاج إلى التبويب حسب الموضوع.

ط - ترتيب الكتاب :

جعل المصنف كتابه هذا في ثلاثة أقسام: فالقسم الأول في تسمية الامام عليه السلام بأمير المؤمنين، ذكر فيه 174 حديثا في 174، وفي الباب 175 ذكر كلاما مجملا يحتمل أن يكون من كلام الصاحب بن عباد وليس بعنوان الحديث.

ثم زاد حديثين في بابين يستفاد منهما إمرة المؤمنين، يقول بعد الباب 175.

(وحيث قد انتهينا إلى ما شرفنا الله جل جلاله بالاطلاع عليه، وهدانا إليه من جميع الأحاديث والآثار التي تضمنت التصريح بتسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين....

فقد رأينا في خاطرنا وفي الاستخارة اننا نلحق بعض الأحاديث التي وردت بما معناه: (أنه ما أنزلت في القرآن آية * (يا أيها الذين آمنوا) * الا وعلي أميرها).

وذكر انه رحمه الله روى هذا الحديث باكثر من 34 طريقا واقتصر هنا على هذين الطرفين.

وبهذين الحديثين ينتهي القسم الأول من الكتاب.

ومن الباب 178 يبدأ بالقسم الثاني من الكتاب، الخاص بما ورد في تسمية الامام عليه السلام بامام المتقين.

يقول: (وبندأ الآن بالأحاديث المتضمنة بتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بامام المتقين، متصلا ذلك بعدد الأبواب...).

ويذكر في هذا القسم 24 حديثا في 24 باب، وقد يذكر في هذه الأبواب ما يتضمن تسميته عليه السلام بمثل (أمير الغر المحجلين) و (إمام الأمة).

وفي الباب 201 ينتهي القسم الثاني من الكتاب.

 


[ 18 ]

ثم يبدأ بالقسم الثالث فيقول: (ولما رأينا من فضل الله جل جلاله علينا تأهيلنا لاستخراج هذه الأحاديث من معادنها....

ووجدنا تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام (يعسوب الدين) مشابهة لتسميته عليه السلام بأمير المؤمنين إقتضى ذلك إثباتها في هذا الكتاب اليقين).

وهذا القسم خاص بما ورد في تسميته عليه السلام ب‍ (يعسوب المؤمنين) وان جعل العنوان (يعسوب الدين)، يذكر فيه 19 حديثا في 19 بابا، وفي الباب 220 ينتهي الأبواب ويقول عند ذلك: (هذا ما أردنا الاقتصار عليه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وامام المتقين ويعسوب المؤمنين، مع ما اشتملت عليه أبوابها من زيادة المعاني المقتضية لرياسة مولانا علي عليه السلام على المسلمين في أمور الدين والدنيا).

وذكر بعده كلاما مفصلا هو خاتمة الكتاب.

ولا بأس أن نشير إلى أن الأحاديث المذكور في الأبواب 87 و 88 و 89 و 92 و 93 تكرر بعينه في الأبواب 146 و 143 و 145 و 147 و 144، ولم نعرف وجه ذلك فليراجع.

ي - الغاية الملحوظة في تأليف الكتاب.

وفي خاتمة الكتاب ساق كلامه نحو ما ذكره في أول الكتاب، وكأنه رحمه الله يهدف في ذلك ان لا ينسى أخذ النتيجة مما أجهد نفسه فيه ورد ما قد يتوهم من أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه ولاله والتابعين ومن جاء بعدهم كيف خالفوا سيد المرسلين في مثل هذه النصوص الصريحة التى بلغت حدود اليقين.

وملخص كلامه في ذلك: (ان كل عاقل قد يترك العمل بالعقل الواضح الراجح، ويعدل عنه إلى فعل متكبر أو فاضح أو جارح، وانه في تلك الحال يكون قد كابر الحق والصدق.

ومتى نظرت في التواريخ لا تجد عصرا من الأعصار ولا أمة من الامم إلا وقد ترك فرقة منهم أو أكثرهم المعلوم اليقين من الصواب في كثير من الأسباب وعدلوا إلى ما يضرهم في الدنيا ويوم الحساب).

 


[ 19 ]

ثم استشهد بحديثين من صحيحي مسلم والبخاري حول قضية الكتف.

وأن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا، فقال عمر: ما شأنه هجر ! فقال رحمه الله بعد نقله هذا الحديث بطوله: (اعترفوا أن الحاضرين ما قبلوا نص النبي صلى الله عليه وآله على هذا الكتاب الذي أراد أن يكتبه لئلا يضلوا بعده أبدا، وانهم ما قبلوا هذه السعادة التى هلك باهمالها اثنان وسبعون فرقة).

ثم ذكر إمارة أسامة بن زيد بنص الرسول صلى الله عليه وآله وعدم قبولهم تلك الأمارة بعده صلى الله عليه وآله، مثالا لما فعلوه في شأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وأشار إلى أن العلة في جميع ذلك انهم يرون مصلحة أنفسهم لا مصلحة الإسلام.

ثم أورد حديثين أولهما كلام ابن عباس مع عمر، والثاني كلام العباس مع عمر واقرار عمر على نفسه ان الأحق بالأمر هو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.

وفي نهاية المطاف يذكر أن ما أورده من الروايات في هذا الكتاب وكذلك كتاب (الأنوار) صارت في حكم المتواترة بحيث لا يبقى شك عند من وقف بها وعرفها على التحقيق.

ك - نسخ الكتاب :

كان الكتاب متداولاً بين السف والنسخ الخطية منه كانت كثيرة.

وقد عثرنا على ذكر 15 نسخة خطية منه والموجود منها ثلاث نسخ.

ولنذكر اجمالها أولا ثم نورد النصوص وتفصيل النسخ الموجودة:

1 - نسخة بخط الملا محمد كاظم بن محمد زمان الجابري سنة 1044، ذكرها في الذريعة.

2 - نسخة الملا علي الخياباني، ذكرها في الذريعة ومجلة لغة العرب.

 


[ 20 ]

3 - نسخة العلامة الطهراني بسامراء، التى طبع الكتاب عليها سنة 1369 وذكرها في الذريعة.

4 - نسخة شير محمد الهمداني، ذكرها في الذريعة.

5 - نسخة السيد أبو القاسم الاصفهاني المحرر، ذكرها في الذريعة.

6 - نسخة مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء.

7 - نسخة أخرى منضمة إلى منية المريد في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء، ذكرها في الذريعة.

8 - نسخة خزانة الصدر، ذكرها في الذريعة.

9 - نسخة السيد محمد علي الروضاتي، ذكرها في الذريعة ورأيتها.

10 - نسخة مجموعة بوهار في المكتبة الوطنية بمدينة كلكته - الهند رقمها 304، ذكرها في برو كلما الآلمانية.

11 - نسخة الشيخ حسين الحلي النجفي، التي قوبل المطبوع من الكتاب سنخ 1369 عليها.

12 - النسخة المنتزعة من بحار الأنوار.

13 - نسخة مكتبة (آستان قدس) بالمشهد الرضوي رقمها 8160.

14 - نسخة المكتبة المركزية بجامعة طهران في مجموعة (المشكاة)، وهي نسخة العلامة النوري صاحب مستدرك الوسائل.

15 - نسخة مكتبة ملك بطهران رقمها 946.

16 - نسخة العلامة الأميني، ذكرها في مقدمة (الغدير).

17 - نسخة مكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة، رقمها 6682.

18 - نسخة مكتبة صابح العبقات بلكنهوء، ذكرت في فهرست مكتبته الموجود في مخطوطات مكتبة السيد المرعشي بقم ص 95.

19 - نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران في مجموعة الطباطبائى.

 

واليك النصوص في ذلك:

ألف - قال في الذريعة: (توجد نسخة منه بخط الملا محمد كاظم بن


[ 21 ]

محمد زمان الجابري الأنصاري في 1044 عند الشيخ هادي كاشف الغطاء، ونسخ أخرى عند الملا علي الخياباني والطهراني بسامراء وشير محمد الهمداني والسيد أبي القاسم الأصفهاني المحرر، لكنها كلها جديدة الخط، ونسختان في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء، إحداهما مستقلة والأخرى منضمة إلى منية المريد للشهيد، ونسخة في خزانة الصدر، وأخرى عند السيد محمد علي الروضاتي بخط جده السيد جلال الدين) (16).

أقول: النسخة الأولى مما ذكر في الذريعة وهي نسخة الجابري الأنصاري هي التي كتبت نسخة مكتبة (آستان قدس) عليها كما سيجئ تفصيله والنسخة الأخيرة للسيد الروصاتي رأيتها وسأذكر وصفها.

واما نسخة الشيخ محمد الهمداني فهي موجودة في مكتبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) العامة في النجف الاشرف في مجموعة رقمها 3229 وقد تم تحريرها في سنة 1347 (ه‍.ق) على نسخة الجابري الانصاري.

ب - جاء ذكر الكتاب في مجلة (لغة العرب) وذكر له نسخة خطية في خزانة الحاج الملا علي آقا الخياباني صاحب وقايع الأيام بتبريز، التي فهرسها محمد مهدي العلوي وهو تحت الرقم 97 من ذلك الفهرس (17).

أقول: هي النسخة الثانية مما ذكره في الذريعة.

ج - جاء ذكره في بروكلمان الآلمانية، عند ذكر سيدنا المؤلف وعداد كتبه وذكر له نسخة خطية في مكتبة (بوهار) بمدينة كلكته بالهند، تحت الرقم 304 (18).

أقول: (مكتبة بوهار) مجموعة مخطوطات تنسب إلى قرية (بوهار) حيث مصدرها، وقد الحقت بالمكتبة الوطنية في مدينة كلكته بالهند، وصدرت عنها فهرس بوهار في سنة 1923 م.


 (16) الذريعة: ج 25 ص 282.

(17) مجلة لغة الغرب، السنة، 7، ج 3 ص 226، طبع بغداد سنة 1928 م.

(18) بروكلمان، الذيل الاول: ص 912، انظر عن مكتبة (بوهار) كتاب (فهرس المخطوطات العربية في العالم) لسزگين: ج 2 ص 326.

 


[ 22 ]

د - قد نص في الصفحة الأخيرة من طبعة الكتاب في سنة 1369، على وجود نسختين خطيتين طبع الكتاب عليها، واليك نص ذلك: (طبع على نسخة العلامة الحجة آية الله الشيخ ميرزا محمد الطهراني نزيل سامراء، وقد تفضل بها ايده الله تسهيلا للوقوف عليها، وهذه عادته الطيبة،...

وقوبلت على نسخة شيخنا حجة الاسلام الشيخ حسين الحلي النجفي أدام الله تعالى تأييده وكثر أمثاله في العلماء العاملين) (19).

أقول: نسخة العلامة الطهراني هي ثالثة المخطوطات في الذريعة.

ثم أن النسخة المطبوعة وان كانت كثيرة الاغلاط إلا أنا اعتبرناها كنسخة بل كنسختين من الكتاب.

ه‍ - جاء ذكر الكتاب في كتاب (آشنائي باچند نسخهء خطى)، تأليف: رضا استادى، فيما ذكره العلامة النوري نفسه في عداد كتب مكتبته بهذا العنوان: (كشف اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بامير المؤمنين للسيد الجليل علي بن طاووس) (20).

أقول: النسخة المذكورة هنا هي الموجودة في مجموعة مشكاة بالمكتبة المركزية بجامعة طهران، وعليها خط العلامة النوري كما سنذكرها.

و - جاء ذكر (اليقين) في مقدمة الغدير (ج 1 ص 80) حيث قال: (... فجد (العلامة الأميني) بالقيام باستنساخ جملة من الكتب التي كان بحاجة إليها آنذاك، وبذل قصارى جهده في كتابتها بخطه الرائع الجميل، وكان مما استنسخه... (اليقين في إمرة المؤمنين عليه السلام).... وكتب بحثا شافيا حول محتوياته وأسنادا حاديثه).

وأما الموجود من النسخ التي بايدينا فهي ستة عثرنا عليها بعد الفحص عنها في مظانها، بالإضافة إلى كتاب (البحار) الذي أورد أكثر أحاديث كتاب


 (19) اليقين، الطبعة القديمة: ص 207.

(20) آشنائي باچند نسخة خطى: الدفتر الأول ص 147.

 


[ 23 ]

اليقين.

الاول: نسخة مكتبة (آستان قدس) وهي مكتبة الإمام الرضا عليه السلام بمشهد تحت الرقم 8160 والنسخة تقع في مجموعة تحتوي عليها وعلى كتاب (الزام النواصب).

ويوجد الميكرو فيلم منه في نفس المكتبة.

جاء ذكرها في فهرس المكتبة هكذا: (كتبت بالنسخ في 25 من جميدي الأولى سنة 1347 ه‍ ق في 89 ورقة، كاتبها محمد حسين بن زين العابدين الأرموي، استنسخها عن نسخة تاريخها يوم السبت 24 صفر سنة 1044 ه‍ ق، كاتبها محمد كاظم بن محمد زمان الجابري الأنصاري).

وقد مر ذكر النسخة التي كتبها الجابري الأنصاري أول النسخ في الذريعة وهي عند الشيخ هادي كاشف الغطاء.

وقد تمت المقابلة على هذه النسخة ورمزنا إليها بحرف (ق).

الثاني: نسخة المكتبة المركزية بجامعة طهران من الكتب المهداة من قبل السيد محمد المشكاة.

جاء ذكرها في المجلد الخامس من فهرس كتب المشكاة في عداد كتب الاخبار في ص 1486، تحت الرقم 912، وفيما يلي معربه مختصرا: (تحتوي على 220 بابا، كتبت بالنسخ في 56 ورقة، وفي الورقة الاولى منها شهادة العلامة النوري انه استكتبها لنفسه.

زاد في أوله 16 ورقة وأورد فيها بنفس الخط فهرس الكتاب إلى الباب 129).

أقول: ليس على هذه النسخة تاريخ التحرير إلا ما كتبه العلامة النوري على ظهر الصفحة الأولى، وقد مر أن هذه النسخة نفس نسخة العلامة النوري ونقل عنه في مؤلفاته كالمستدرك: ج 3 ص 247، ونفس الرحمان: ص 78، 102، وفصل الخطاب: ص 50، 125، 260.

وإليك نص ما كتبه رحمه الله بخطه على الصفحة الاولى من الكتاب،


[ 24 ]

وهي هذه: (كتاب اليقين أو كشف اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، للسيد السند المؤيد المسدد صاحب الكرامات الباهرة الجلية فخر الشيعة، تاج الشريعة، رضى الملة والاسلام والدين، أبي القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله ترتبه الزكية.

استكتبه لنفسه، وأنا المذنب المسئ حسين بن محمد تقي بن على (؟) محمد تقي النوري الطبرسي، في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة 1281 قمري).

ثم إنه لم يتيسر لنا المقابلة على هذه النسخة باجمعها، نعم راجعناها في بعض العبارات المغلقة والكلمات التي لم تقرء في سائر النسخ، ورمزنا إليها بكلمة (المشكاة).

الثالث: نسخة مكتبة (ملك) بطهران التابعة لمكتبة (آستان قدس) بالمشهد الرضوي ويوجد الميكرو فيلم منها في مكتبة (آستان قدس).

جاء ذكرها في المجلد الأول من فهرس مكتبة ملك في عداد الكتب العربية في ص 594، وفيما يلي معربه مختصرا: (كتبت بالنسخ في القرن الثالث عشر في 152 ورقة، تقع آخر ورقة منها على الباب 170 وسقط باقي الكتاب من النسخة).

وقد تمت المقابلة على الميكرو فيلم من هذه النسخة ورمزنا إليها بحرف (م).

الرابع: نسخة العلامة السيد محمد على الروضاتي بإصفهان.

تفضل سماحته حفظه الله بإرسال النسخة إلينا من مكتبته الخاصة في إصفهان ورأيتها في سنة 1410 ه‍.

وهي مجموعة تتضمن ثلاثة كتب: بغية الطالب، الرسالة الصومية للشيخ جعفر كاشف الغطاء وكتاب اليقين وهذا وصف النسخة: كتب بخط النسخ، استكتبها السيد ميرزا جلال الدين الچهار سوقي ابن ابن صاحب روضات الجنات، يبدء بالكتابين الاول والثاني ويختم في الورقة 80 وكتب في آخره صورة تاريخ المنتسخ هكذا: (...اول نهار الجمعة ثامن


[ 25 ]

عشر شهر محمر الحرام سنة 1203 من الهجرة في محروسة إصفهان وقد كتبه لى ملا حسين على بن آقازمان في ربيع الثاني سنة 1266 وانا محمد كاظم بن الحاج محمد صادق).

ثم يبدء كتاب اليقين من الورقة 82 إلى الورقة 192 وبقي النسخة ناقصة على الباب 181 وبعده أوراق بياض ليس فيها علامات الختم ولا التاريخ).

الخامس: نسخة مكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقم المقدسمة، رقمها 6682 جاء ذكرها في الملجد 17 من فهرس المكتبة ص 243، وفيما يلي معربه مختصرا: كتبه بخط النسخ هداية الله بن عناية الله الدزفولي في 136 ورقة في 4 رجب 1016. وقوبل بنسخة اخرى).

ويوجد الميكرو فيلم منه في نفس المكتبة.

أقول: تحتوي النسخة في أوله بعد الخطبة على فهرس وضعه المؤلف للكتاب في 22 ورقة وإتماما للعمل نورده في هذه الطبعة.

السادس: نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران، وهى في مجموعة مخطوطات الطباطبائى برقم 432 وولم يطبع الفهرس الذي يتضمن ذكرها.

وفيما يلي وصف النسخة: (كتبه بخط النسخ حسين بن محمد الگلپايگانى في يوم الاحد، الرابع من شهر رجب سنة 1281، وهي في القطع المتوسط 5 / 13 / 22 في 112 ورقة وتتضمن النسخة الفهرس الذي وضعه المؤلف.

السابع: أورد العلامة المجلسي أكثر أحاديث كتاب اليقين في (0 بحار الأنوار)، حتى الأحاديث المذكورة آخر الكتاب بعد الأبواب، وما لم يذكره في البحار إنما هو المتكرر منها في الأغلب.

ولذلك استخرجنا منها جميع ما أورده من أحاديث اليقين وكتبنا موضعها من البحار في الهامش، واستقصينا تلك في جميع مجلدات البحار ال‍ 110.

وحيث أن النسخة الموجودة من الكتاب عند العلامة المجلسي كان أقدم النسخ الموجودة.

أشرنا في الهامش إلى ما اختلف بينها وبين النسخ الأخرى، ورمزنا إليها بكلمة (البحار).

 


[ 26 ]

قال رحمه الله في البحار ج 52 ص 219: (إعلم أن النسخة كانت سقيمة).

ل - طبعة الكتاب.

1 - طبع الكتاب مرة بدون التحقيق في 214 صفحة في النجف الاشرف بالمطبعة الحيدرية سنة 1369 (21)، وقد طبع عليها بالأوفست مرات عديدة في النجف الاشرف وفي قم المقدسة.

2 - وطبع محققا في 720 صفحة في بيروت بإهتمام مؤسسة الثقلين لإحياء التراث الاسلامي، أصدرها دار العلوم في سنة 1410 ه‍.

3 - وهذه طبعه ثانية بالأوفست على الطبعة الاولى المحققة، اضيف إليها بعض ما وجده المحققات حول الكتاب بعد الطبعة الاولى مع إعادة النظر فيها بكاملها وقد قام قاصدارها مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر بقم في سنة 1413.

 

3 - التحصين لاسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين:

هكذا سماه المؤلف في خطبة الكتاب، وأورد صاحب الرياض اسمه هكذا: (كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين) (22).

وذكره الكنتوري في كشف الحجب والاستار تحت الرقم 465 وسماه: (التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين).

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (عده العلامة المجلسي في أول (البحار) من مصادره، وينقل عنه الأمير محمد أشرف (سبط المحقق الداماد) في (فضائل السادات)، وحكي عنه شيخنا في خاتمة المستدرك ما نقله فيه عن كتاب (نور الهدى والمنجي من الردى)، فيظهر وجود النسخة عندهم، وصرح صاحب الرياض بأن جميع


 (21) انظر فهرست كتب چاپى عربي، تأليف: خانبابا مشار: ص 1013، حرف الياء.

(22) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

 


[ 27 ]

اخباره مقصورة على ما في كتاب (نور الهدى) إلا قليلا مما أورده في أواخر الكتاب.

فظهر منه أنه لما فرغ من كتاب (اليقين باختصاص مولانا على عليه السلام بامرة المؤمنين) ظفر بكتاب (نور الهدى) ووجد فيه الأخبار التي تصلح لادراجها في كتاب (اليقين). وبما أنه ألف كتاب (اليقين) بعد كتابه (الأنوار الباهرة).... يكون استدراك اليقين قريبا من وفاته سنة 664 ه‍ ق ولعله آخر تصانيفه) (23).

ولنذكر ملاحظات حول الكتاب:

الأولى: قول صاحب الذريعة (فألف كتبا التحصين من هذه الأخبار (أي أخبار كتاب نور الهدى) وقليل من غيرها) لعله استفاده هذا من كلام صاحب الرياض، فلنورد نص كلامه ونوضح مراده: قال في الرياض: (وجميع أخبار كتاب التحصين المذكورة منحصرة في الأحاديث المنقولة عن كتاب نور الهدى المزبور إلا ما أورده في أواخر الكتاب وهو قليل) (26).

أقول: يعني أن السيد المؤلف لم يذكر في التحصين قليلا مما أورده مؤلف (نور الهدى) في أواخر كتابه، لا ان قليلا من آخر التحصين لم يؤخذ من نور الهدى.


 (23) الذريعة: ج 3 ص 398.

(24) البحار: ج 13 وعده البحراني ايضا من مصادرة في اول كتاب عوالم العلوم.

(25) فضائل السادات: ص 323، السند 96.

(26) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

 


[ 28 ]

والحق أن كتاب (التحصين) ينطبق تماما على كتاب (نور الهدى) ويشهد لذلك امران:

1 - نص كلامه رحمه الله في نهاية الباب 17 من القسم الأول من كتاب التحصين، حيث يقول: (وهذا الحديث ذكرناه في كتاب اليقين بهذا الطريق، لكننا حيث ذكرنا ما تضمنه كتاب (نور الهدى) من أحاديثه رأينا أن يذكر في جملتها لئلا يتفرق بعضها عن بعض).

ويؤيد ذلك أن الحديثين الأخيرين من الكتاب ليس فيهما تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين ولا إمام المتقين، وانما أورده لئلا يفوته شئ من كتاب نور الهدى.

2 - إن النسخة الوحيدة الموجودة التي هي الأصل في طبعتنا، جميع أخبارها منقولة عن نور الهدى بلا استثناء.

ولعل الأمر اشتبه على صاحب الرياض، ولكن حسن الظن بخبير مثله يلجئنا إلى القول بأن نسخة نور الهدى أو التحصين الموجودة عنده كانت مغايرة للأصل بالزيادة والنقصان.

الثانية: إن المولف ذكر في مقدمة الكتاب أنه وجد في كتاب (نور الهدى) نحوا من خمسين حديثا، بينما الموجود في كتاب (التحصين) وهو المنقول عن (نور الهدى) يبلغ 56 حديثا.

ولعل السيد اعتبر الأحاديث الستة داخلة في كلمة (نحو).

الثالثة: الذي يبدو من أسانيد روايات التحصين، انها جلها بل كلها اسانيد شيعية اما جميعا أو في صدر السند على الاقل، وهذا بعكس ما التزمه في كتاب (الأنوار) و (اليقين) تماما حيث التزم هناك أن تكون الروايات من طريق العامة، فليراجع.

الرابعة: أوردنا كلاما مختصرا حول كتاب (نور الهدى) ومؤلفه فيما بعد، فليلاحظ.

 


[ 29 ]

منهج تأليف الكتاب :

ولنذكر نصوص ما ذكره المؤلف في خطبة الكتاب نفسه من بيان موضوعه ومنهج تأليفه وتاريخه: قال رحمه الله: (وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثا في معاني أبواب كتاب اليقين، مصنفها غير من ذكرناه، إذ طرقها غير ما تضمنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين.

وأشفقت أن تضيع باهمالها، وأن لا يظفر غيرنا بمحالها، وان أكون يوم القيامة مطالبا بجمع شتاتها ونفع مهماتها.

فصل: واقتضت الاستخارة انني أفردها، وما عساه فات في كتاب واصف لما أستر من اسرارها وكاشف لأنوارها، وان أجلو على أهل الجهالة وجوه جمالها، وان أدعو إلى أهل بيت الرسالة بلسان حالها.

فصل: وان يكون زيادة في الحجج البالغة والآيات القاطعة الدامغة، وقد سميته (كتاب التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين).

أقول: جعل السيد تابه هذا في قسمين، فالقسم الأول في تسمية الامام عليه السلام بأمير المؤمنين، ذكر فيه 29 حديثا في 29 بابا.

وفي بعض أبوابه جاء تسميته عليه السلام ب‍ (إمام كل مؤمن) و (سيد المؤمنين) و (أمير الغر المحجلين).

وفي الباب 29 ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم بطولها.

وبهذا الحديث ينتهي القسم الاول وقال في نهايته: (يقول على بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس: وحيث قد ذكرنا ما حضرنا من الأخبار المتضممنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (أمير المؤمنين) وجعلنا بعده أوراقا بياضا لاجل ما عساه يحضرني من هذه الأخبار اتفاقا من غير كشف ولا اعتبار لكتب المصنفين، لأنني عازم على أنني - ما بقيت - اطلب


[ 30 ]

الزيادة على ما صنفته، ففيه كفاية وحجة على المقرين والجاحدين).

وهذا الكلام يدل على مدى اصرار السيد على تكميل البحث وسعيه في تقديم الأكمل والافضل، بالرغم من تأليفه ثلاثة كتب في الموضوع ذاته.

ثم يبدأ بالقسم الثاني الخاص بما ورد في تسميته عليه السلام ب‍ (امام المتقين) يذكر فيه 27 حديثا في 27 بابا.

وقد يورد ما يتضمن تسميته عليه السلام ب‍ (إمام كل مسلم بعده) و (إمام المرحومين) و (أمير المؤمنين) و (إمام الخلق) و (إمام الأمة) و (إمام الأولياء) و (الإمام بعده) و (إمام الهدى) و (أمير الامة) و (أمير البررة).

وفي الباب الأخير (27) ذكر حديثا طويلا جاء فيه ما دار بين جمع من الاحبار وعمر، وفيه عجز عمر عن إجابة الاحبار.

ثم قام الامام عليه السلام بالحق في ردهم، وفيه ذكر قصة أصحاب الكهف بطولها.

وينتهي الكتاب في هذه الصفحة.

 

نسخ الكتاب :

يظهر من كلام العلامة المجلسي وصاحب فضائل السادات وصاحب المستدرك حيث عدوه من مصادرهم أن نسخا من الكتاب كانت عندهم وكذلك صاحب الرياض حيث صرح بذلك حيث يقول: (وقد رأيتها (أي كتاب الامامة)....

والآن موجودة عند المولى بهاء الدين الهندي في مجموعة فيها كتاب التحصين لابن طاووس) (27).

قال في الذريعة: (والمولى بهاء الدين الهندي هو صاحب كشف اللثام) (28).

والنسخة الوحيدة الموجودة من الكتاب هي المخطوطة التي توجد في مكتبة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي قدس سره بقم المقدسة في مجموعة


 (27) رياض العلماء: ج 4 ص 269.

(28) الذريعة: ج 2 ص 331 رقم 1316.

 


[ 31 ]

برقم 4636، ويقع كتابنا في الصفحات من 33 و، إلى 109 ظ) وتحتوي المجموعة على: 1 - كتاب مائة منقبة لابن شاذان.

2 - كتاب التحصين الذي تقدم له.

3 - كلمات حكمية.

جاء وصف المجموعة في فهرس مخطوطات مكتبة السيد المرعشي: ج 12 ص 202، وفيما يلي معربه مختصرا: (كتب بخط النسخ، كاتبه نعمة الله بن محمد أمير حسني لاريجاني، يوم السبت آخر ربيع الأول سنة 1108، في المدرسة الكافورية باصفهان).

وقد تمت المقابلة على هذه النسخة، وإليك صوره الصفحتين الأولى والأخيرة منها فيما سيأتي.

 

4 - نور الهدى والمنجي من الردى، ومؤلفه:

قال صاحب الرياض: (الشيخ الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي، له كتاب نور الهدى والمنجي من الردى في فضائل علي عليه السلام.

وكان من قدماء الأصحاب، إذ يروى بقوله (حدثنا) عن جماعة من القدماء، منهم علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه، ويروي عن مشايخ الصدوق والمفيد والشيخ وأضرابهم أيضا من دون التصدير ب‍ (حدثنا)....

ويروي السيد ابن الطاووس عن كتابه هذا في كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام....

والجاوابي بالجيم المفتوحة والألف الساكنة ثم الواو وبعدها ألف أخرى ثم باء موحدة، على ما وجد مضبوطا بخط ابن طاووس في كتابه التحصين (29) ولم اعلم النسبة فلاحظ) (30).


 (29) كما هو كذلك في نسختنا.

(30) رياض العلماء: ج ج 1 ص 156.

 


[ 32 ]

وقال في هامش الرياض: (في الحلة محلة معروفة باسم (الجاوبيين) ولعل المترجم له منسوب إلى هذه المحلة فهو حلى.

وقال العلامة الطهراني في الذريعة: (نور الهدى والمنجي من الردى في فضائل علي عليه السلام)، للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاواني من الجاونيين اكراد الحلة الذين ذكرنا بعضهم في الأنوار الساطعة: ص 29) (31).

وقال في الثقات العيون: (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي صاحب كتاب نور الهدى والمنجي من الردى، الذي ينقل عنه ابن الطاووس في كتابه التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين) (32).

وقال السيد المؤلف في الباب الأول من القسم الأول من كتاب التحصين: (رأينا ذلك في كتاب نور الهدى والمنجي من الردى...

وعليه خط الشيخ السعيد الحافظ محمد بن محمد المعروف بابن الكامل بن هارون وانهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه).

وقال في الباب الأول من القسم الثاني: (ومن كتاب نور الهدى والمنجى من الردى...

وعليه كما ذكرناه خط المقري الصالح محمد بن هارون بن كامل بانه قد اتفق مع مصنفه على تحقيق ما تضمنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال).

قال العلامة الطهراني في الثقات العيون (يظهر منه أن المصنف كان معاصرا لابن الكال الذي كتب ما يشبه التقريظ لكتابه.

وابن الكال من مشايخ محمد بن المشهدي، ويروي مصنف نور الهدى...

في كتابه المذكور عن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن، تلميذ شيخ الطائفة الذي كان حيا إلى (سنة) 514) (33).


 (31) الذريعة: ج 26 ص 387.

(32) الثقات العيون: ص 54.

(33) الثقات العيون: ص 54.

 


[ 33 ]

لكن صاحب الرياض تعجب من كلام السيد وقال: (وفي المقام شئ وهو أنه كيف يصح حينئذ أن يروي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن، مع أن ابن شهريار الخازن يروي عن الشيخ الطوسي فتأمل) (34).

* * *

ثم أن الظاهر من كلام صاحب الرياض أنه رأى نسخة كتاب (نور الهدى) حيث أخبر أن جميع أخبار كتاب التحصين منحصرة في أحاديث نور الهدى إلا قليلا مما أورده في أواخر الكتاب (35).

وقد تفحصنا عن الكتاب فحصا تاما ولم نظفر به.

فهو إذا من الكتب المفقودة اليوم، وعلى هذا ففي إحياء كتاب (التحصين) إحياء الأصله المأخوذ منه وهو كتاب (نور الهدى)، وتلك خدمة مزدوجة في طريق احياء تراث اهل البيت عليهم السلام.

* * *


(34) و (35) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

 


[ 34 ]

 

منهج التحقيق

ألف - تمت مقابلة كتاب اليقين على أربع نسخ كما يلي:

1 - نسخة (آستان قدس) ورمزنا إليها ب‍ (ق) وهى أصح من النسخ الأخرى.

2 - نسخة (ملك) الناقصة، ورمزنا إليها ب (م) وهي وان كانت كثيرة الأغلاط إلا إنا استفدنا منها في تصحيح كثير من الغات والجمل المبهمة والمشطوب عليها.

3 - النسخة المنتزعة من البحار وقد ذكرنا اسم (البحار) عند الاشارة إليها.

4 - النسخة المطبوعة سنة 1369 التي قوبلت بنسختين وقد اشرنا إليها بكلمة (المطبوع).

ولم يتيسر لنا المقابلة على نسختي مكتبة آية الله المرعشي ومكتبة جامعة طهران تماما إلا مراجعات في بعض الموارد مع الاشارة الى اسمهما في الهامش.

كما تم الاستنساخ عن النسخة الوحيدة من كتاب (التحصين) والمقابلة عليها.وإليك في الصفحات الآتية صورا من هذه النسخ.

ب - عثرنا على بعض مصادر الكتاب المخطوطة كما تمكنا من المطبوعة منها، فاستخرجنا الأحاديث منها، واشرنا إلى خصوصيات النسخ الخطية.

 


[ 35 ]

ج - استخرجنا الآيات وأشرنا إلى مواضعها من المصحف الشريف واشرنا إلى اختلاف القراءة الموجودة بين نسخنا والمصحف وذلك لقدمة الكتاب .

د - ولا بأس بالإشارة إلى الرموز المستعملة في الكتاب:

ب = الباب.

ج = المجلد.

ح = الحديث.

خ ل = في بعض النسخ.

ص = الصفحة.

ق = نسخة آستان قدس.

م = نسخة ملك.

ه‍ - جمعت لدينا طيلة سنتين - ين الطبعة الأولى والثانية - حقايق عن الكتاب واطلعنا على مخطوطتين منها كما عثرنا على مصادر لبعض أحاديثها، وأعدنا النظر فيها بكاملها مرة أخرى.

فرأينا أن نضيف تلك الإطلاعات إلى الكتاب في هذه الطبعة، فخرجت إلى عالم النور كما تريها بين يديك.

* * *

هذا ما ساعدنا عليه التوفيق الإلهى من نصرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، ونرجو أن نكون من مصاديق (اللهم انصر من نصره)، وحيث لم نكن في ذلك الزمان فننصره في ذلك الرهط القليل فلننصره الآن.

وكل ذلك ببركة من تمسكنا بحبل ولائه، وشرفنا الله بمحبته ومحبة أولاده المعصومين، صاحب الولاية الكبرى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

 


[ 36 ]

ولا ننسى ما هدانا الله إليه ببركة ولي نعمتنا الامام أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء، واخته كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها، حيث كنا أيام تحيقنا حول الكتاب مشرفين بزيارتهما ومجاورتهما وحصل لنا ببركتهما ما لم نكن نرجوه.

ومن الواجب أن نقدم مزيد الشكر والتقدير إلى من أعاننا في هذا الطريق، بتقديم المعونة والإرشاد إلى الصواب، وإلى كل من كان له سهم في تطوير العمل وانجازه بهذا الشكل.

نسأل الله جميعا التوفيق والتأييد والتسديد في القول والعمل، إنه حميد مجيد.

اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا مماتهم، واحشرنا في زمرتهم وارزقنا شفاعتهم وصل عليهم أجمعين، والعن اللهم اعدائهم من الأولين والآخرين إلى يوم الدين.

محمد باقر الانصاري

محمد صادق الانصاري

عيد الغدير المبارك / 1412 ه‍ .ق


[ 37 ]

نماذج مصورة من نسخ الكتاب


[ 38 ]

نموذج (1): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة آستان قدس (مكتبة الامام الرضا (ع) بمشهد المقدسة.

 


[ 39 ]

نموذج (2): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة آستان قدس (مكتبة الامام الرضا (ع) بمشهد المقدسة.

 


[ 40 ]

نموذج (3): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة جامعة طهران


[ 41 ]

نموذج (4): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة جامعة طهران.

 


[ 42 ]

نموذج (5): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة (ملك) بطهران.

 


[ 43 ]

نموذج (6): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة (ملك) بطهران.

 


[ 44 ]

نموذج (7): الصفحة الأولى من كتاب (اليقين) لمكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقيم


[ 45 ]

نموذج (8): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) لمكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقم


[ 46 ]

نموذج (9): الصفحة الأولى من كتاب (اليقين) لمكتبة العلامة الروضاني بإصفهان


[ 47 ]

نموذج (10): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) لمكتبة العلامة الروضاتي بإصفهان


[ 48 ]

نموذج: الصفحة الاولى من نسخة كتاب (اليقين) لمكتبة مجلس الشورى القديم بطهران.

 


[ 49 ]

نموذج (12): الصفحة الاخيرة من نسخة كتاب (اليقين) لمكتبة مجلس الشورى القديم بطهران.

 


[ 50 ]

نموذج (13): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) المبطوع سنة 1369 ه‍ ق.

 


[ 51 ]

نموذج (14): الصفحة الأولى من كتاب (التحصين) لمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة.

 


[ 52 ]

نموذج (15): الصفحة الأخيرة من كتاب (التحصين) لمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة.

(الف) استدراك نسخة كتاب (اليقين) في مكتبة آستان قدس بمشهد ظفرنا على نسخة مخطوطة من الكتاب في مكتبة آستان قدس بمشهد وذلك في سنة 1413.

وحيث لم يمكن ادراجها في هذه الطبعة الجديدة وضعناها بصورة الاستدراك في هذه الورقة، ففى أحد وجهى الورقة أذكر توصيف النسخة بكاملها وفي الوجه الاخر اورد صورة عن الصفحة الاولى والاخيرة من المخطوطة.

وعلى هذا يبلغ عدد مخطوطات كتاب اليقين الى 20 نسخة.

فاليك وصف النسخة: مخطوطة في مكتبة آستان قدس رقمها 17593، كتبه بخط النسخ عبد العلى بن سلطان محمد وقابلها عبد الكريم بن سلطان محمد على نسخة غير مصححة بأمر السيد حسين بن الشيخ حيد الكركي العاملي، وفرغ منها في يوم الغدير من سنة 1080.

والنسخة في 157 ورقة 24 / 17 سم، كل صفحة 18 سطرا.

كانت النسخة في المدرسة السميعية (الباقرية) في مشهد ثم نقلت الى مكتبة آستان قدس.

من ميزات هذه النسخة انها تضمنت الفهرست الذى وضعه المؤلف نفسه في أول الكتاب والذى كان موجودا في مكتبة السيد المرعشي أيضا.

* * *

(ب)