[ 53 ]

 

ترجمة المؤلف

نسبه

أولاده

أنساب آل طاووس

حياته إجمالا

نشأته العلمية

حياته بالتفصيل

النقابة

اسفاره

التصدي للفتيا

قصة المغول

الثناء عليه

شيوخه في العلم والرواية

تلامذته والراوون عنه

تآليفه وآثاره العلمية

خزانة كتبه

نظمه وشعره

وفاته ومدفنه

مصادر الترجمة


[ 54 ]

 

ترجمة المؤلف

آل طاووس أسرة علمية علوية جليلة وبيت كبير في الحلة، وقد أخرجت هذه الأسرة جملة الاعلام في المائتين السابعة والثامنة، تولوا شؤون الزعامة الروحية في أواخر عصور الدولة العباسية ثم في الدولة الإيلخانية المغولية، ومارسوا الكتابة والتأليف في علوم الدين والفقه والشريعة وما شاكلها من المواضيع.

وكان أبرز اعلام هذه الأسرة السيد النقيب رضي الدين علي بن طاووس رحمه الله عليه.

نسبه :

هو رضي الدين أبو القاسم (وأبو الحسن) علي بن السيد الزاهد سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس ابن اسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليهما السلام (1).

كان جده صهر الشيخ الطوسي على بنته (2)، وكان جده السادس أبو


(1) البحار: ج 107 ص 44، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 467، عمدة الطالب: ص 178.

(2) الاقبال: ص 334، وللعلامة النوري في المستدرك ملاحظة دقيقة حول الموضوع، انظر: ج 3 ص 472 و 481.

والفوائد الرضوية للمحدث القمي: ص 386.

 


[ 55 ]

عبد الله محمد رائع الحسن جميل الوجه، ولم تكن قدماه مناسبتين لحسن صورته فلقب بالطاووس.

وكان إسحاق جده السابع يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، خمسمائة عن نفسه وخمسمائة عن والده، كما عن مجموعة الشهيد.

وكانت أمه بنت الشيخ ورام بن أبي فراس المالكي النخعي المتوفي سنة 605 ه‍ ق، وكانت أم والده موسى حفيدة الشيخ أبو جعفر الطوسي المتوفي 460 ه‍.

وكان داود جده الحادى عشر، رضيع الامام الصادق عليه السلام، حبسه المنصور وأراد قتله، ففرج الله عنه بالدعاء الذي علمه الصادق عليه السلام لأمه ويعرف بدعاء (أم داود) يدعي به في النصف من رجب، مذكور في الإقبال وغيره.

أولاده:

خلّف رضي الدين أربعة من الأولاد: ابنين هما محمد و علي، وبنتين هما شرف الاشراف وفاطمة.

1 - ابنه النقيب جلال الدين محمد.

ولد في الثالث من المحرم سنة 643 ه‍ ق ببلد الحلة (3).

وقد كتب والده كتاب (كشف المحجة) وصية إليه وهو صغير، وصرح فيه بالإجازة له ولاخيه الأصغر منه.

وقد ذكر في (سعد السعود) أنه أوقف عليه مصحفا كما أوقف مصحفا آخر على أخيه الأصغر منه (4).

تولى النقابة بعد والده سنة 664 إلى أن توفي سنة 680 (5).


 (3) كشف المحجة: ص 4 و 151.

(4) سعد السعود: ص 25 و 26.

(5) الأنوار الساطعة: ص 164، تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 5 ص 547.

 


[ 56 ]

وقبره مشهور بالحلة يقع في الشارع العام الذي يخترق البلد من باب النجف جنوبا إلى الشط، وقد أنشئت حوله حسينية كبيرة تقام بها ذكريات أهل البيت عليهم السلام.

ويحتمل كونه قبر ابن عمه محمد بن عز الدين الحسن بن موسى بن جعفر الذي خرج إلى هلاكو وصنف له (البشارة) وكان السبب في سلامة النيل والمشهدين من القتل والنهب (6).

2 - ابنه الثاني المرتضى رضى الدين أبو القاسم علي.

الموافق لأبيه إسما وكنية ولقبا.

ولد في الثامن من المحرم سنة 647 ه‍ ق بالنجف الأشرف (7).

تولى النقابة بعد وفاة أخيه محمد سنة 680.

وله كتاب (زوائد الفوائد) (8)، صرح فيه بالنقل عن والده من كتبه (9).

وهو من مصادر بحار الأنوار (10) كما نقل عنه المجلسي في زاد المعاد أيضا.

توفي رحمه الله في شهر رمضان سنة 711 ه‍ ق، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام (11).

3 - بنته شرف الأشراف.

كانت حافظة لكتاب الله المجيد، حفظته وعمرها اثنتا عشرة سنة.

وقد اوقف عليها رضى الدين مصحفا في أربعة أجزاء (12).


 (6) البابليات: ج 1 ص 64.

راجع كشف اليقين للعلامة الحلي: ص 18.

(7) كشف المحجة: ص 4.

(8) لصاحب الرياض تحقيق تحقيق لطيف حول الكتاب، راجع الرياض: ج 4 ص 161.

وقال المحدث القمي في الفوائد الرضوية ص 338: رأيت نسخة منه في المشهد الغروى عليه السلام.

وتوجد نسخة منه في المكتبة المركزية بجامعة طهران.

(9) الأنوار الساطعة: ص 107.

(10) انظر البحار: ج 1 ص 13 قال: (وكتاب زوائد الفوائد لولده الشريف).

(11) تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 5 ص 489 رقم 1028.

(12) سعد السعود: ص 26.

 


[ 57 ]

4 - ابنته الثانية فاطمة.

وكانت أيضا حافظة للقرآن الكريم، حفظته وعمرها دون تسع سنين.وقد اوقف عليها أيضا مصحفا في أربعة أجزاء (13).

ولا بأس هاهنا أن نذكر مشجرة أنساب آل طاووس نقلا عن عمدة الطالب (14).

 

انساب آل طاووس :

السيد الزاهد سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس، كان له أربع بنين:

 

جدول يبين أنساب آل طاووس


(13) سعد السعود: 27.

(14) عمدة الطالب: 178.


[ 58 ]

 

حياته اجمالاً :

ولد قبل ظهر يوم الخميس منتصف المحرم سنة 589 (15) ه‍ ق. أصله من مدينة سوراء بالقرب من حلة من اعمال بابل (16) وكانت ولادته بالحلة (17) ونشأ بها وترعرع.

هاجر في شبابه إلى بغداد وأقام بها نحوا من خمس عشرة سنة، وأسكنه المستنصر العباسي دارا في الجانب الشرقي منها (18).

ثم رجع إلى الحلة حدود ع أم 640 ه‍ ق في أواخر عهد المستنصر (19) وولد له فيها ابنه محمد سنة 643 (20). ثم انتقل منها إلى النجف الأشرف فبقي فيها ثلاث سنين (21) وولد له هناك ولده علي سنة 647 (22).

ثم انتقل إلى كربلاء وكان ينوي الإقامة فيها ثلاث سنين (23) ولا ندري هل تحققت نيته أم لا.

ثم عاد إلى بغداد سنة 652 وبقي فيها إلى حين إحتلال المغول بغداد، فعاش أهوالها وشملته آلامها (24).

وفي سنة 661 ولى نقابة الطالبيين (25)


 (15) كشف المحجة: ص 4.

(16) معجم البلدان: ج 5 ص 168.

(17) كشف المحجة: ص 4.

(18) البحار: ج 107 ص 45، اليقين: الباب 98.

(19) كشف المحجة: ص 115.

(20) كشف المحجة: ص 4 و 151.

(21) كشف المحجة: ص 118.

(22) كشف المحجة: ص 4.

(23) كشف المحجة: ص 118.

(24) الاقبال: ص 589.

(25) الاقبال: ص 586، والحوادث الجامعة: ص 350.

 


[ 59 ]

وبقي نقيبا إلى أن توفي يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة 664، رحمه الله ورضوانه عليه (26).

 

نشأته العلمية :

تحدث هو في كتابه كشف المحجة عن تاريخ نشأته ودراسته، فقال: (أول ما نشأت بين يدي جدي ورام ووالدي...

وتعلمت الخط والعربية وقرأت في علم الشريعة المحمدية.... وقرأت كتبا في أصول الدين....

واشتغلت بعلم الفقه، وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعدة سنين، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم وفضلت عليهم.....

وابتدأت بحفظ الجمل والعقود....

وكان الذين سبقوني ما لأحدهم إلا الكتاب الذي يشتغل فيه، وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي ورام، أنتقلت إلي من والدتي (رض) بأسباب شرعية في حياتها....

فصرت أطالع بالليل كل شئ يقرء فيه الجماعة الذين تقدموني بالسنين، وأنظر كل ما قاله مصنف عندي وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف مالا يعرفون وأناظرهم.....

وفرغت من الجمل والعقود وقرأت النهاية.

فلما فرغت من الجزء الأول منها استظهرت على العلم بالفقه حتى كتب شيخي محمد بن نما خطه لي على الجزء الأول وهو عندي الآن.....

فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضا ومن كتاب المبسوط، وقد استغنيت عن القراءة بالكلية. وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح، بل للرواية المرضية.... وسمعت ما يطول ذكر تفصيله) (27).


 (26) الحوادث الجامعة: ص 356.

(27) كشف المحجة: ص 109، 129، 130.

 


[ 60 ]

حياته بالتفصيل :

إن كل من درس حياة سيدنا المترجم له يعرف أن له مقاما شامخا في قداسة النفس ووفور العلم وشدة الاحتياط والورع الكثير والحذر عما يسخط المولى سبحانه مضافا إلى ما تحمله من الجهد في إسعاف الأمة بما يهذبها ويسلك بها الين أوج النزاهة.

إما بنصائحه البالغة وارشاداته القيمة كما يدل عليه رسالته إلى ولده التي سماها كشف المحجة.

وإما بادلاء الحجج والبراهين لمعرفة الدين ومن هم الوسائط الى الله كما يرشد إليه كتابه (اليقين) وكتاب (الطرف) وكتاب (الطرائف).

وإما بالزامهم بالغاية من الخلقة وهي العبادة لله جل شأنه والزلفى لديه، ويدل عليه كتاب (الاقبال) وكتاب (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع) و (مهج الدعوات).

وإما بلفت الأنظار إلى صحيح التاريخ الذي هو العبرة للمعتبر والدعى الى السير وراء آثار السلف الصالح والتحذر عما أوجب تدهور الماضين الى الضياع، وينبئ عنه كتابه (الاصطفاء الى تاريخ الخلفاء).

واما بالهداية الى فقه الشريعة والارشاد الى كيفية استنباط الاحكام من أحاديث آل الرسول عليهم السلام ويدل عليه كتابه (غياث سلطان الورى لسكان الثرى) في المواسعة والمضايقة (1).

الى غير ذلك من تآليفه القيمة التى بها اصبح شاخصا أمام أعين القراء ماثلا بين العلماء له مكانة في القلوب خالدة على امتداد الأيام.

وهذا كله بعد أن تحلى بالملكات الفاضلة التي جعلته فائقا بين أفراد نوعه وأهلته التشرف بمشافهة حجة الله الامام المنتظر عجل الله فرجه ولنيل كرامات


 (1) للسيد رحمه الله كلام حول عدم دخوله في الفتوى سيجئ.

 


[ 61 ]

اثبتها الجوامع وتحدثت بها الثقات وحدث بجملة منها هو نفسه أعلى الله مقامه (2)، امتثالا لقوله سبحانه وتعالى * (وأما بنعمة ربك فحدث) *.

وفي ذلك يقول العلامة الحلي في اجازته الكبيرة لبني زهرة: (كان رضي الدين على بن طاووس صاحب كرامات، حكي لى بعضها وروي لي والدى رحمه الله البعض الآخر) (3).

وفي (أمان الأخطار) و (مهج الدعوات) و (غياث سلطان الورى) شئ كثير منها.

فان تفق الانام وأنت منهم * * * فان المسك بعض دم الغزال

 

النقابة :

وهي تولي شؤون العلويين وتدبير أمورهم ورفع ما ينالهم من العدوان، ولقد تولاها من هذا البيت جد المترجم له (أبو عبد الله محمد الملقب بالطاووس) فكان أول نقيب بسوراء (4).

كما تولاها أخو المترجم له (أحمد) في هذا البلد وتولاها ابن أخ المترجم له (مجد الدين محمد بن عز الدين) فانه خرج إلى السلطان (هلاكو) وصنف له كتاب (البشارة) وأصبح سببا في تخليص الحلة والنيل والمشهدين من القتل والنهب وعين نقيبا في بلاد الفرات.

وتولاها ابن أخ المترجم له وهو (عبد الكريم بن جمال الدين كما تولاها حفيد المترجم له (أحمد) وولده (عبد الله).

وتولاها في نصيبين من أهل هذا البيت (أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى) وكان أديبا شجاعا كريما فاضلا.

وحيث أن سيدنا المترجم أغرق نزعا في مقام التجرد عن عالم المادة


 (2) انظر النجم الثاقب للعلامة النوري: ص 254 - 245، والفوائد الرضوية: ص 336 - 333.

(3) البحار: ج 107 ص 63.

(4) الفوائد الرضوية: ص 334.

 


[ 62 ]

واتجه صوب الزهد والقداسة لم يقبل تولي النقابة في زمان المستنصر العباسي، غير أنه في الآونة الأخيرة ترجح في نظره أن ينهض بصالح العلويين ويدرء عنهم الهوان ويسير بهم في خطة سلفهم الطاهرين سيرا سجحا، فتقلدها من قبل العلامة نصير الدين الطوسي عن (هلاكو خان) مدة ثلاث سنين وأحد عشر شهرا وحصل له ما أراد من الغاية المتوخاة له (5).

قال ابن الفوطي: (إنه ولى نقابة الطالبيين بالعراق سنة 661 وتوفي سنة 664) (6).

 

أسفاره :

هاجر رضي الدين في شبابه الى بغداد وأقام بها نحوا من خمس عشرة سنة، ويحدثنا عن سبب الهجرة فيقول: (ثم اتفق لوالدي قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما تزويجي....

وكنت كارها لذلك....

فادى ذلك إلى التوجه الى مشهد مولانا الكاظم عليه السلام، وأقمت به حتى اقتضت الاستخارة التزويج بصاحبتي (زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي) رضوان الله عليها وعليه، وأوجب ذلك طول الاستيطان ببغداد) (7).

ولقي ببغداد من ضروب الحفاوة الشئ الكثير، وكان من جملتها صلاته الوثقى بفقهاء النظامية والمستنصرية ومناقشاته ومحاوراته معهم وصلاته الوثقى أيضا بالوزير القمي وولده والوزير مؤيد لادين محمد بن أحمد بن العلقمي وأخيه وولده عز الدين أبى الفضل محمد بن صاحب المخزن.

 

التصدي للفتيا :

وطلبه الخليفة المستنصر للفتوى على عادة الخلفاء ولكنه رفض ذلك


 (5) البحار: ج 107 ص 208، الفائدة 24.

(6) الحوادث الجامعة: ص 350.

(7) كشف المحجة: ص 111.

 


[ 63 ]

المنصب، ثم طلب منه تولي نقابة جميع الطالبيين فامتنع من ذلك عدة سنين، فهدده إن لم يقبل، ولكنه لم يعتن بالتهديد.

ثم إن بعض أعلام عصره طلب منه التصدى للفتيا والقضاء الشرعي، اعتمادا على فقهه العميق وورعه الذى لا يتسرب إليه الشك، ومن ذلك يحدثنا فيقول: (وأراد بعض شيوخي أن أدرس وأعلم الناس وأفتيهم وأسلك سبيل الرؤساء المتقدمين، فوجدت الله جل جلاله يقول في القرآن الشريف: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين) * (8)، فرأيت أن هذا تهديد من رب العالمين فكرهت وخفت من الدخول في الفتوى حذرا من أن يكون فيها تقول عليه وطلب رئاسة لا أريد بها التقرب إليه فاعتزلت) (9).

ثم اجتمع عندي من أشار الى أن أكون حاكما بين المختلفين على عادة الفقهاء والعلماء من السلف الماضين ومصلحا لأمور المتحاكمين، فاعتزلت) (10).

 

قصة المغول :

ولما تغلب التتار على بلاد خراسان وطمعوا في بلاد العراق خاف السيد على بيضة الاسلام وقام باصلاح الأمر، وهو يخبرنا عن ذلك فيقول: (انه كان قد غلب التتار على بلاد خراسان وطمعوا في هذه البلاد ووصلت سراياه الى نحو مقاتلة بغداد في زمن الخليفة المستنصر - جزاه الله عني بما هو أهله - كتبت الى الأمير (قشتمر)، وكان إذ ذاك مقدم العساكر خارج بلد بغداد، وهم مبرزون بالخيم والعدد والاستظهار ويخافون أن تأتيهم عساكر التتار وقد نودي في باطن البلد بالخروج الى الجهاد، فقلت له بالمكاتبة:


 (8) سورة الحاقة: الآية 44.

(9) كشف المحجة: ص 109.

(10) كشف المحجة: ص 110.

 


[ 64 ]

(استأذن لي الخليفة واعرض رقعتي عليه في أن يأذن في التدبير، ويكونون حيث أقول يقولون وحيث أسكت يسكتون، حتى اصلح الحال بالكلام، فقد خيف على بيضة الاسلام وما يعذر الله جل جلاله من يترك الصلح بين الأنام) (11).

وذكرت في المكاتبة: (أنني ما أسير بدرع ولا عدة إلا بعادتي من ثيابي، ولكني أقصد الصلح ولا أبخل بشئ لابد منه، وما أرجع بدون الصلح فانه مما يريده الله عز وجل ويقربني منه) (12).

ولكن الحاكمين اعتذروا وأرادوا غير ما أراد رضوان الله تعالى عليه.

قال رحمه الله: (ثم حضرت عند صديق لنا - وكان استاذ دار - وقلت له: تستأذن لي الخليفة في أن أخرج أنا وآخرون ونأخذ معنا من يعرف لغة التتار ونلقاهم ونحدثهم....

لعل الله جل جلاله يدفعهم بقوله أو فعل أو حيلة عن هذه الديار.

فقال: نخاف تكسرون حرمة الديوان ويعتقدون أنكم رسل من عندنا.

فقلت: أرسلوا معنا من تختارون ومتى ذكرناكم أو قلنا أننا عنكم حملوا رؤسنا إليكم وانجاكم ذلك وأنتم معذورون ونحن إنما نقول: (أننا اولاد هذه الدعوة النبوية والمملكة المحمدية وقد جئنا نحدثكم عن ملتنا وديننا، فإن قبلتم وإلا فقد اعذرنا).

فقام وأجلسني في موضع منفرد أشار إليه، وظاهر الحال أنه أنهى ذلك الى المستنصر....

ثم أطال وطلبني من الموضع المنفرد وقال ما معناه: (إذا دعت الحاجة إلى مثل هذا اذنا لكن لان القوم الذين قد أغاروا مالهم متقدم تقصدونه وتخاطبونه، وهؤلاء سرايا متفرقة وغارات غير متفقة) (13).


 (11) كشف المحجة: ص 146.

(12) كشف المحجة: ص 147.

(13) كشف المحجة: ص 148.

 


[ 65 ]

بقي السيد في بغداد إلى حين احتلال المغول فاصابته أهوال الاحتلال وشملته آلامه، وفى ذلك يقول: (تم احتلال بغداد من قبل التتر في يوم الاثنين، 18 محرم سنة 656، وبتنا في ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال) (14).

ولما تم احتلال بغداد أمر هلاكو أن يستفتي العلماء: (أيما أفضل، السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر ؟) ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك.

فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين على بن طاووس حاضرا هذا المجلس وكان مقدما محترما، فلما رآى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده (15).

وقد سببت فتياه هذه خيرا عميما للأمة، وكان من فوائد ذلك ما أشار إليه بقوله: (ظفرت بالأمان والإحسان وحقنت فيه دمائنا وحفظت فيه حرمنا وأطفالنا ونساؤنا وسلم على أيدينا خلق كثير) (16).

قال المحدث القمي: رأيت في كتاب من كبت الانساب: (أنه لما تولى السيد رضي الدين النقابة وجلس على مرتبة خضراء، وكان الناس عقيب واقعة بغداد قد رفعوا السواد (الشعار العباسي) ولبسوا لباس الخضرة، قال علي بن حمزة العلوي الشاعر: فذاك علي نجل موسى بن جعفر * * * شبيه علي نجل موسى بن جعفر فذاك بدست للإمامة أخضر

* * *

وهذا بدست للنقابة أخضر (17) لأن المأمون لما عهد الى الامام الرضا عليه السلام ألبسه لباسا أخضر


 (14) الاقبال: ص586 .

(15) تاريخ الفخري: ص 13.

(16) الاقبال: ص 588.

(17) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327، والدست هو الثياب.


[ 66 ]

وأجلسه على وسادتين خضراوين وغير السواد الذي هو شعار الدولة العباسية (18).

 

الثناء عليه :

1 - روى في البحار عن خط الشهيد قوله: (صاحب الكرامات... لم يزل على قدم الخير والآداب والعبادات والتنزه عن الدنيات إلى أن توفي) (19).

2 - قال تلميذه العلامة في منهاج الصلاح: (... وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه) (20).

3 - قال العلامة الحلي في إجازته لبني زهرة: (ومن ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال احمد ابنا موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحهما وروياه وأجيز لهما روايته عني عنهما، وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكي لى بعضها وروى لي والدي البعض الآخر) (21).

4 - قال في جامع الرواة: (من اجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة رضي الله عنه) (22).

5 - قال العلامة المجلسي في أول البحار: (السيد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين).

6 - قال الشيخ الحر في أمل الآمل: (حاله في الفضل والعلم والزهد


 (18) البابليات: ج 1 ص 65 من غاية الاختصار.

(19) البحار: ج 107 ص 208، الفائدة 24.

(20) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327، المستدرك: ج 3 ص 469.

(21) لؤلؤة البحرين: ص 235، البحار: ج 107 ص 63.

(22) جامع الرواة: ج 1 ص 63.

 


[ 67 ]

والعبادة والثقة الفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضا شاعرا أديبا ومنشئا بليغا) (23).

7 - قال في روضات الجنات: (من جمله العبدة الزهدة المستجابي الدعوة بنص الموافقين لنا والمخالفين، ومنها كونه في فصاحة المنطق وبلاغة الكلام بحيث تشتبه كثيرا ما عبارات دعواته الملهمة وزياراته الملقمة بعبارات أهل بيت العصمة عليهم السلام) (24).

8 - قال في حاشية باب الكنى من البلغة: (أنه صاحب الكرامات والمقامات ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع) (25).

9 - قال السيد في النقد: (إنه من اجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة) (26).

10 - قال في ريحانة الأدب: (من أعاظم علماء الشيعة الامامية وفحولها، عالم فقيه جليل القدر عظيم المنزلة، أديب شاعر، منشئ بليغ عابد زاهد متقي، جامع الفضائل والكمالات العالية، المتخلى من الصفات الرذيلة، المتحلي بالأخلاق الفاضلة، المتجلي باتيان الوظائف الشرعية، أورع أهل زمانه وأتقيها وأزهدها واعبدها، الموصوف في كلمات أجله العلماء (بقدوة العارفين ومصباح المتهجدين).

تنسب إليه الكرامات الباهرة كثيرا، ونقل أنه كان مستجاب الدعوة وواقفا على الاسم الاعظم، ويستظهر من بعض تآليفه أن باب ملاقاة الحجة (عج) كان مفتوحا عليه.

ومن كثرة ورعه وتقواه كان ممتنعا من الافتاء في الأحكام الشرعية ولم يصنف في الفقه إلا كتاب (غياث سلطان الورى).

وبالجملة


 (23) امل الآمل: ج 2 ص 205.

(24) روضات الجنات: ج 4 ص 330.

(25) تنقيح المقال: ج 2 ص 310، منتها المقال: ص 357.

(26) تنقيح المقال: ج 2 ص 310، نقد الرجال: ص 244.

 


[ 68 ]

فجلاله العلمية والعملية واضحة كالشمس في رابعة النهار، لا تحتاج الى إقامة بينة وبرهان) (27).

11 - قال العلامة النوري في المستدرك: (السيد الأجل الأكمل الأسعد الأورع الأزهد صاحب الكرامات الباهرة....

الذي ما اتفقت كلمة الاصحاب على اختلاف مشاربهم وطريقهم على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو تأخر عنه غيره) (28).

12 - وقال المحدث القمي في الكنى والألقاب: (السيد الأجل الأورع الأزهد، قدوة العارفين....

وكان رحمه الله من عظماء المعظمين لشعائر الله تعالى، لا يذكر في أحد تصانيفه الاسم المبارك (الله) إلا ويعقبه بقوله (جل جلاله)....

وكان رأيه في زكاة غلاته كما ذكره في كتاب كشف المحجة أن يأخذ العشر منها ويعطى الفقراء الباقي منها) (29).

13 - قال الشيخ اسد الله التستري في المقابيس: (السيد السند المعظم المعتمد العالم العابد الزاهد الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السني واللطف الخفي والجلي) (30).

 

شيوخه في العلم والرواية :

كان له شيوخ كثيرون لا يتسع المجال لذكر جميعهم، نذكر منهم (31):


 (27) ريحانة الادب: ص 76.

(28) المستدرك: ج 3 ص 467 (29) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327.

(30) المقابيس: ص 12.

(31) انظر عن مشايخ السيد: المستدرك: ج 3 ص 472، الأنوار الساطعة: ص 116 ومصفى المقال: ص 301.

 


[ 69 ]

1 - الشيخ ورام بن أبي فراس (1).

2 - الشيخ حسين بن أحمد السوراوي عن الشيخ عماد الدين الطبري صاحب (بشارة المصطفى) (2).

3 - أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط الفقيه الجليل عن جماعة ذكرهم في المستدرك (3).

4 - الشيخ اسعد بن عبد القاهر بن اسعد بن سفرويه الأصفهاني أبو السعادات صاحب كتاب (رشح الولاء في شرح دعاء صنمي قريش) (4).

5 - الشيخ نجيب الدين محمد بنما (5).

6 - السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

7 - الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي يروي عنه صحيح مسلم (6).

8 - الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي.

9 - الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي صاحب (المنهاج) في الكلام (7).

10 - السيد أبو حامد محيى الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسينى الاسحاقي، ابن أخي ابن زهرة الحلبي.

11 - نجيب الدين محمد السوراوي.


 (1) كشف المحجة: ص 109.

(2) جمال الاسبوع: ص 23 وفى المستدرك: ج 3 ص 472: حسين بن محمد، انظر كتاب اليقين: الباب 98.

(3) المستدرك: ج 3 ص 472، وفيه: الحناط أو الخياط.

(4) جمال الاسبوع: ص 169، سعد السعود: ص 233، اليقين: الباب 184، روضات الجنات: ج 1 ص 155، والفوائد الرضوية: ص 43.

(5) كشف المحجة: ص 129.

(6) الفوائد الرضوية: ص 109.

(7) البحار: ج 107 ص 43، الفوائد الرضوية: ص 199.

 


[ 70 ]

12 - محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار مؤلف (ذيل تاريخ بغداد) (8).

13 - كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني، قرء عليه أياما كثيرة (9).

14 - يحيى بن محمد السوراوي.

15 - يروى عن ابن شيرويه الإصفهاني.

 

تلامذته والراوون عنه :

تخرج عليه فطاحل العلماء واستجازوه في الرواية وقرؤوا عليه، نص عليهم العلامة النوري في خاتمة مستدرك الوسائل والعلامة الطهراني في الأنوار الساطعة (10)، وإليك اسمائهم:

1 - الشيخ علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة.

2 - الشيخ سديد الدين يوسف بن على المطهر والد العلامة الحلي.

3 - الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي.

4 - آية الله العلامة الحلي جمال الدين حسن بن يوسف.

5 - السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس ابن أخي المترجم له.

6 - الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلي.

7 - الشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني.

8 و 9 و 10 - أبناء الشيخ القسيني المذكور وهم الشيخ إبراهيم والشيخ جعفر والشيخ علي.

11 - السيد أحمد بن محمد العلوي.

12 - السيد نجم الدين محمد بن الموسوي.

 


 (8) الاقبال: 585، الامان: 107، سعد السعود: 73.

(9) اليقين: الباب 191.

(10) المستدرك: ج 3 ص 472، الأنوار الساطعة: ص 117.

 


[ 71 ]

13 - الشيخ محمد بن بشير (1).

وشارك هؤلاء الثلاثة مع المذكورين في تلك الإجازة.

14 - وقد كتب (كشف المحجة) إجازة لولديه محمد وعلي وأختيهما.

 

تآليفه وآثاره العلمية :

خلف رضي الدين من بعده من المؤلفات مجموعة قيمة في بابها، بلغت حسب إحصائنا 57 كتابا.

وتعتبر هذه المؤلفات - بما فيها من الفوائد ومن النقول عن بعض المصادر المفقودة حاليا - على جانب كبير من الأهمية.

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (السيد رضي الدين علي بن طاووس بتأليفه أجزاء كتاب التتمات وجمعها من تلك الكتب حق عظيم على جميع الشيعة وكل من ألف بعده كتابا في الدعاء فهو عيال عليه مغترف من حياضه متناول من موائده ويحق علينا تقدير علمه) (2).

وقد ذكر فهرس بعض تآليفه في كتاب (الإجازات لكشف طرق المفازات)، طبع بعضه في مجلد (الإجازات) من البحار (3).

وذكر بعض تصانيفه في (أمل الآمل) وبعضها في (الذريعة)، ونحن نورد فيما يلي جدولا بأسمائها على حروف المعجم:

1 - الإبانة في معرفة اسماء كتب الخزانة، ذكره مؤلفه في سعد السعود: ص 24 و 25.

2 - الإجازات لما يخصني من الإجازات، هكذا سماه مؤلفه في الإقبال: ص 542 و 658.

وفي كتاب اليقين: ب 37 ومواضع أخرى منه، وطبع بعضه في


 (1) مقدمة كشف المحجة: ه‍.

(2) الذريعة: ج 2 ص 265.

(3) البحار: ج 107 ص 45 - 27، الفائدة 9.

 


[ 72 ]

البحار: ج 107 ص 45 - 37، نقله المجلسي عن مجموعة الشيخ شمس الدين محمد الجبعي جد البهائي عن خط الشهيد الأول محمد بن مكي، وسماه الطهراني في الذريعة: ج 1 ص 127، (الاجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصني من الاجازات)، وذكره في مصفى المقال ص 298 وقال في كتابه (المشيخة) ص 64: (ويظهر من الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة أن تمام هذا الكتاب كان موجودا في عصره فأحال معرفة تفاصيل الطرق والمشايخ إليه).

أقول: صرح الشيخ الحر العاملي برؤية الكتاب حيث قال في أمل الآمل: ج 2 ص 206: قد رأيت من مصنفاته...

كتاب الإجازات السابق ذكره الذي ذكر فيه من مؤلفاته.

3 - الاختيارات من كتاب أبي عمرو الزاهد، في الحديث، ذكره المؤلف في اجازته.

4 - الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار، ذكره المؤلف في الأمان: ص 76، 89، 130، وسماه الطهراني في الذريعة: ج 1 ص 396 (ادعية الساعات).

5 - اسرار الصلوة، ذكره الطهراني في الذريعة: ج ص 49، واشار إلى وجود كراسة من أوله بخط عتيق في مكتبة السيد حسن الصدر.

قال مؤلفه: (اننى أصونه مدة حياتي عن كل أحد إلا أن يأذن من له الاذن في نبأه احدا قبل وفاتي).

6 - الاصطفاه، هكذا سماه في كشف المحجة: ص 3 و 112 و 114 ومواضع أخرى، ولكنه عاد فسماه (الاصطفاء والبشارات) في كشف المحجة أيضا: ص 34، و (كتاب البشارات) في الاقبال: ص 469، و (الاصطفاء في تاريخ الملوك والخلفاء) في كشف المحجة: ص 138.

7 - إغاثة الداعي وإعانة الساعي، ذكره في الإقبال: ص 187، ومهج الدعوات: ص 129 و 177 و 366.

8 - الاقبال بالأعمال الحسنة، فيما يعمل مرة في السنة، طبع في إيران.

 


[ 73 ]

9 - الأمان من أخطار الاسفار والأزمان، طبع في النجف في 181 صفحة سنة 1370 ه‍ ق وجدد طبعه بالأوفست سنة 1400 ه‍ ق.

ومنه نسخ خطية في مكتبات إيران والعراق والهند كما طبع في بيروت سنة 1407.

10 - الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة، ذكره مؤلفه في الملاحم والفتن: ص 80 وفي خطبة كتابي اليقين والتحصين، وسماه فيهما: (التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين على علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين) أيضا، وقد مر الكلام حول الكتاب.

11 - اسرار الدعوات القضاء الحاجات وما لا يستغنى عنه.

12 - البهجة لثمرة المهجة في مهمات الأولاد، وهي غير كشف المحجة، ذكره في سعد السعود: ص 79 وكشف المحجة: ص 17 و 86 و 111 و 138 وقال عنه: (يتضمن حال بدايتى ومعرفتي وطلبي الأولاد).

13 - التحصيل من التذييل، تذيشيخه ابن النجار على تاريخ بغداد، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 685 و 701، وفي محاسبة النفس: ص 11، وفى الملاحم والفتن: ص 111 و 144 و 150.

14 - التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين وهو كمستدرك لكتاب اليقين، وقد مر الكلام حول الكتاب.

15 - التراجم فيما نذكره عن الحاكم، ذكره في الأمان: ص 30، وأشار إلى جزءه الثاني.

16 - التشريف بتعريف وقت التكليف، كانت نسخته موجودة عند الشيخ حر العاملي، انظر الفوائد الرضوية: ص 331.

17 - التعريف للمولد الشريف، ذكره في الاقبال: ص 598 و 599 و 603 ومواضع أخرى منه.

18 - التمام لمهام شهر الصيام، ذكره المؤلف في الأمان: ص 77.

 


[ 74 ]

19 - التوفيق للوفاء بعد التفريق في دار الفناء، ذكره المؤلف في كشف المحجة: ص 139.

20 - جمال الاسبوع بكمال العمل المشروع، ذكره في الاقبال: ص 623، وفي الأمان: ص 77، وفى محاسبة النفس: ص 11، طبع في إيران سنة 1303 ه‍ ق وجدد طبعه بالأوفست سنة 1405 ه‍ ق، كما طبع مع ترجمته بالفارسية في 541 صفحة في إيران سنة 1330 ه‍ ق.

21 - الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل مثله في أيام كل شهر على التكرار، ذكره مؤلفه في الأمان: ص 77، وذكر الطهراني في الذريعة: ج 8 ص 146 عدة نسخ خطية منه.

22 - ربيع الألباب، قال في كشف المحجة ص 125 و 138: (قد خرج منه ست مجلدات تشتمل على روايات وحكايات من آثار الاخيار وفوائد الاتقياء وهو في ستة أجزاء).

ولكن لم نظفر بها حتى اليوم، وقد نقل عنه في البحار (1).

23 - ربيع الشيعة، هذا الكتاب متحد مع كتاب (اعلام الورى) لأمين الإسلام الطبرسي المفسر (2).

24 - روح الأسرار وروح الأسمار، ذكره المؤلف في اجازاته المطبوعة في البحار: ج 107 وقال: (مختصر التمسه مني الشيخ العالم محمد بن علي بن زهرة الحلبي رضوان الله عليه حين ورد إلى الحج وكان ضيفا لنا ببلد الحلة....

وهو كتاب لطيف أمليته وأنفذته إليه).

25 - ري الظمآن من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان، ذكره في اليقين: الباب 188.


 (1) الفوائد الرضوية: ص 312.

(2) الذريعة: ج 2 ص 340، المستدرك: ج 3 ص 469، ومقدمة البحار.

 


[ 75 ]

26 - زهرة الربيع في أدعية الأسابيع، ذكره في الأمان: ص 77، مهج الدعوات: ص 321 و 340.

27 - السالك إلى خدمة المالك، ذكره المحدث القمي في الفوائد الرضوية: ص 332 نقلا عن الشيخ محمد أمين الكاظمي في هداية المحدثين.

28 - السعادات بالعبادات، هكذا سماه المؤلف في الاقبال: ص 592 والأمان: ص 69 و 75، وسعد السعود: ص 137 وسماه في مهج الدعوات: ص 129 بكتاب (السعادة).

29 - سعد السعود، طبع في النجف الأشرف سنة 1369 ه‍ ق، وقد أعيد طبعه عدة مرات، وجدد طبعه بالأوفست سنة 1406 ه‍ ق.

قال المؤلف في آخر ص 298 أنه الجزء الأول وقال في مقدمته: (وجدت في خاطري يوم الأحد في ذي القعدة سنة 651 في أن أصنف كتابا اسميه سعد السعود أذكر فيه من كل كتاب وقفته على ذكور أولادي وذكور، أولادهم).

وقد جمع فيه فوائد من تلك الكتب لينتفع بها بعد ضياعها.

30 - شفاء العقول من داء الفضول، قال في الاجازات: (أنه مقدمة في علم الكلام كتبتها ارتجالا) (1).

كما ذكره في اجازته لجمال الدين يوسف بن حاتم الشامي المطبوعة في البحار: ج 107 ص 46.

31 - شرح نهج البلاغة وتوجد منه نسخ خطية.

32 - صلوات ومهمات للأسبوع.

33 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ذكره المؤلف في اجازاته المطبوعة في البحار: ج 107 ص 37، والاقبال: ص 467 و 595، وسعد السعود: ص 69 و 91 ومواضع أخرى منه، وكشف المحجة: ص 36 و 41، وطرف الانباء: ص 4.

طبع الكتاب في إيران على الحجر سنة


(1) البحار: ج 107 ص 45 - 37.

 


[ 76 ]

1320 ه‍ ق 176 صفحة كما طبع في 568 صفحة سنة 1400 ه‍ ق.

سمى المؤلف نفسه في هذا الكتاب (عبد المحمود بن داود) وافترض انه رجل من أهل الذمة يريد البحث في المذاهب الإسلامية بحرية رأي وتجرد.

وقد ترجم الكتاب بالفارسية.

34 - طرف من الانباء والمناقب، ذكره المؤلف في الاجازات المطبوعة في البحار وكشف المحجة: ص 139، طبع في النجف الأشرف سنة 1369 في 50 صفحة.

35 - عمل ليلة الجمعة ويومها.

36 - غياث السلطان الورى لسكان الثرى، ذكره مؤلفه في اجازاته المبطوعة في البحار، وفي فرج المهموم: ص 42 وكشف المحجة: ص 138، والملهوف: ص 11 وقال: (إنه في قضاء الصلاة الفائتة عن الأموات وانه لم يؤلف غيره في الفقه لأنه لا يريد الدخول في الفتوى.).

ذكر في مجلة لغة العرب أنه توجد نسخة خطية منه في مكتبة صاحب ريحانة الأدب بتبريز كما طبع أخيرا شطرا منه في قم.

37 - فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب في الاستخارات، ذكره المؤلف في اجازاته في البحار، وفي الأمان: ص 9 و 84 وكشف المحجة: ص 121.

38 - فتح الجواب الباهر، هكذا سماه في كشف المحجة: ص 131 و 138، وسماه في اجازاته: (فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر.

39 - فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من النجوم، ذكره مؤلفه في الأمان: ص 89، طبع الكتاب بالنجف سنة 1368 ه‍ ق في 220 صفحة وجدد طبعه بالأوفست في إيران سنة 1405، جاء في آخره: (كان الفراغ من تأليفه يوم الثلثاء، العشرين من شهر المحرم سنة 650 هلالية بمشهد مولانا الشهيد المعظم الحسين عليه السلام).

 


[ 77 ]

40 - فرحة الناظر وبهجة الخواطر، قال في الاجازات: (مما رواه والدي موسى بن جعفر بن محمد طاووس.... ونقله في أوراق وأدراج وانتقل إلى الله... فجمعته بعد وفاته... ويكمل أربع مجلدات لكل مجلد خطبة، وسميته بهذا الاسم المذكور).

41 - فلاح السائل ونجاح المسائل، ذكره في الامان: ص 76 و 79 و 128 و 130، وفي جمال الأسبوع: ص 190 و 224، وفي محاسبة النفس: ص 17 وفي مهج الدعوات: ص 340.

والكتاب في مجلدين لم نظفر بالمجلد الثاني منه، وقد طبع المجلد الأول مرتين.

42 - القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح، ذكره في الاجازات، وهو مختصر كتاب (الجليس الصالح الكافي والانيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا المذكور في كشف الظنون: ج 1 ص 593.

43 - الكرامات، ذكره المؤلف في الامان: ص 115، في موضعين.

44 - كشف المحجة لثمرة المهجة، ذكره مؤلفه في كتاب اجازاته وقال: (وجعلت له اسما آخر: اسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد). ألفه في سنة 649 وكان آنذاك في كربلاء. طبع في النجف سنة 1370 ه‍ ق في 196 صفحة وطبع عدة مرات في إيران وقد ترجم بالفارسية.

والكتاب مؤلف على شكل رسالة يوجهها رضي الدين لولديه محمد وعلي وكانا حين التأليف طفلين.

45 - لباب المسرة من كتاب (مزار) ابن أبى قرة، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 470، كما ذكره ابن أخيه ناسبا أياه لعمه في فرحة الغرى: ص 40 و 77.

46 - المجتنى من الأدعية، ذكره المجلسي في مقدمة البحار، والخوانساري في روضات الجنات: ج 4 ص 330، طبع في بومياي الهند سنة 1317 ه‍ ق.

47 - محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام.

 


[ 78 ]

48 - محاسبة النفس، ذكرها العاملي في أمل الآمل والمجلسي في مقدمة البحار، طبعت في النجف في 23 صفحة ومعها رسالة تنبيه الراقدين لمحمد طاهر بن محمد، وطبع في إيران سنة 1317، وطبع أيضا مع كشف الريبة للشهيد الثاني.

49 - مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج، ذكره المؤلف في الاجازات، وفي الاقبال: ص 360 وكشف المحجة: ص 145.

50 - مصباح الزائر وجناح المسافر، ذكره المؤلف في الاقبال: ص 274 ومواضع أخرى منه، والامان: ص 33 و 121 و 125، وجمال الأسبوع: ص 180 و 232 وكشف المحجة: ص 139، والملهوف: ص 5، وصرح انه من أول مؤلفاته.

51 - المضمار، هكذا سماه مؤلفه في الاقبال: ص 554 و 635، والامان: ص 22 و 77، وكشف المحجة: ص 144 ولكنه في الإجازات: (مضمار السبق في ميدان السبق).

52 - الملاحم والفتن، طبع بهذا الاسم في النجف الأشرف سنة 1368 ه‍ ق في 165 صفحة ولكن المؤلف يذكر في اثناء كتابه ص 165، ان اسمه (كتاب التشريف بالمنن في الملاحم والفتن)، وهو عبارة عن تلخيص ثلاثة كتب: كتاب الفتن لنعيم بن حماد الخزاعي، وكتاب الفتن لابي صالح السليلي، وكتاب الفتن لزكريا بن يحيى البزاز.

53 - المهلوف على قتلى الطفوف، وقذ يذكر باسم اللهوف، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 562، وكشف المحجة: ص 138، وطبع في النجف وإيران غير مرة. وقد ترجم الكتاب بالفارسية مرتين.

54 - المنتقي، ذكره مؤلفه في الامان: ص 71 و 77، وكشف المحجة: ص 136.

55 - مهج الدعوات ومنهج العبادات، ذكره مؤلفه في سعد السعود:


[ 79 ]

ص 175، وقد في بومياي الهند سنة 1299 ه‍ ق وفي إيران سنة 1318 ه‍ ق في 450 صفحة كما جدد طبعه بعد ذلك.

56 - مهمات في صلاح المتعبد وتتمات بصلاح المتهجد في تتميم مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي، في سبعة مجلدات، وهو مجموعة من الكتب قد مر ذكرها ونعيدها مرة أخرى: اسرار الصلوة، الاقبال، جمال الأسبوع، الدروع الواقية، زهرة الربيع، فلاح السائل، كتاب السالك.

57 - اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بامرة المؤمنين، ذكره مؤلفه في الملاحم والفتن: ص 125، وقد مر الكلام حول الكتاب وهو هذا الكتاب الموجود بين يدي القارئ.

 

خزانة كتبه :

كان رضي الدين رضوان الله عليه يمتلك خزانة كتب غنية بالذخائر والنفائس مما لم يكن لها وجود غالبا في ساير الخزانات.

وقد بلغ عدد كتبها في سنة 650 عند تأليفه الإقبال - كما تحدثنا الروايات - 1500 كتابا (1).

وكان صاحب الخزانة كثير الإهتمام والشغف بها، حتى أنه وضع فهرسا لها سماه (الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة) وهو من الكتب المفقودة اليوم مع مزيد الأسف.

كما وضع فها فهرسا آخر سماه (سعد السعود) فهرس فيه كتب خزانته بتسجيل مختارات مما ضمته تلك الكتب من معلومات وفوائد، وقد طبع الموجود منه وهو الأول من اجزاءه - وقد اختص بالكتب السماوية وعلوم القرآن - ولا ندري هل فقد الباقي منه أو أن المؤلف لم يتمه.

ولقد أشار رضي الدين في اثناء مؤلفاته بهذه الخزانة كثيرا ولكن باختصار وإيجاز.

فهو مثلا يقول: (في خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين


 (1) الذريعة: ج 1 ص 58.

جاء ذكر خزانة المؤلف في كتاب (خزائن الكتب القديمة في العراق): ص 270.

 


[ 80 ]

مجلدا في الدعوات) (2).

ويقول: (ان عنده كتبا جليلة في تفسير القرآن) (3) وكذلك الانساب (4) وفى الطب (5) وفي النجوم وغيرها من العلوم (6) وفي اللغة والأشعار (7) وفي الكيميا (8) والطلسمات والعوذ والرقي والرمل (9)، وفي النبوة والإمامة، والزهد وتواريخ الخلفاء والملوك وغيرهم (10) وكتب كثيرة في كل فن من الفنون (11).

وفي أواخر أيام حياته وقف هذه الخزانة على ذكور أولاده وذكور أولادهم وطبقات ذكرها بعد نفادهم (12).

ثم انقطعت عنا أخبارهم بعد وفاة صاحبها فلم نعد نقرء لها ذكرا أو نسمع لها اسما فيما روى الرواة وألف المؤلفون.

وبالنظر إلى أهمية هذه الخزانة ونفاسة كتبها، جرد في كتاب (السيد علي آل طاووس) فهرسا لمحتوياتها آخذا ذلك من مؤلفات السيد وكتبه، يقع الفهرس في 35 صفحة يتضمن ذكر 488 كتابا فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك.

 

نظمه وشعره :

ذكر ابن أخيه السيد عبد الكريم غياث الدين، ان لعمه نظما ونثرا (1).


(2) مهج الدعوات: ص 423.

(3) كشف المحجة: ص 130.

(4) كشف المحجة: ص 131.

(5) كشف المحجة: ص 132.

(6) كشف المحجة: ص 137.

(7) كشف المحجة: ص 134.

(8) كشف المحجة: ص 135.

(9) كشف المحجة: ص 136.

(10) كشف المحجة: ص 125.

(11) كشف المحجة: ص 127.

(12) سعد السعود: ص 3.

(1) البحار: ج 25 ص 100 ط قديم.

 


[ 81 ]

وقال العلامة في منهاج الصلاح: (وكان مجمع الكمالات السامية حتى الشعر والأدب والإنشاء) (2).

وقال الشيخ الحر العاملي في ترجمته: (وكان أيضا شاعرا أديبا منشئا بليغا) (3).

ولم نعثر على شعر له سوى ما رواه الشيخ الشهيد شمس الدين محمد بن مكي حيث قال: (كتبت من خط رضي الدين بن طاووس قدس الله روحيهما (4):

خبت نار العلى بعد اشتعال * * * ونادى الخير حي على الزوال

عدمنا الجود إلا في الأماني * * * وإلا في الدفاتر والعوالي(5)

فياليت الدفاتر كن قوما * * * فأثرى الناس من كرم الخصال

ولو أني جعلت أمير جيش * * * لما حاربت إلا بالسؤال

لأن الناس ينهزمون منه * * * وقد ثبتوا لأطراف العوالي

ولم يثبت أنها للسيد لأن مجرد النقل عن خطه لا يثبت ذلك. قال في البابليات: والبيتان الأخيران تضمين في أبيات السيد فقد أوردهما الحموي في ترجمة أبي هلال الحسن العسكري من أعلام الأدب في القرن الرابع، عند ذكره في المعجم (6).

 

وفاته ومدفنه :

توفي رحمه الله ببغداد صباح الخامس من ذي القعدة سنة 664، وحمل


 (2) البابليات: ج 1 ص 65.

(3) امل الآمل: ص 70، ط قديم.

(4) البحار: ج 107 ص 34.

(5) خ ل: الأمالي.

(6) البابليات: ج 1 ص 65.

 


[ 82 ]

إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام (1).

ذكر رحمه الله في أحكام الأموات من فلاح السائل، بعدما ذكر كيفية الغسل والكفن وفضل تهيأته على الوجه الحسن: أنه كيف بارك كفنه بالمواضع المحترمة، من حين وقوفه بعرفات، برفعه ثمة على كيفية إلى غروب عرفة، ثم بسطه على الكعبة المعظمة والحجر الأسود، ثم على حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وروضة أئمة البقيع عليهم السلام بالمدينة الطيبة.

ثم بضريح سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف، ثم بالضريح الحسيني بكربلاء، ثم بالكاظمي بدار السلام ثم بمشهد العسكريين عليهما السلام ومحلة غيبة الامام الحجة عليه السلام، وجعله كل ذلك وسيلة إلى نيل شفاعتهم والنجاة من أفزاع الآخرة بحرمتهم.

ثم قال: (وهو عندي الآن ومن قلبي في أعز مكان).

ثم قال: (وأنا أخرج كفني وانظره في كل وقت أستصوب النظر إليه وكأنه أشاد عرضي على الله جل جلاله وأنا لابسه وقائم بين يديه).

(...وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام متضيفا ومستجيرا ووافدا وسائلا وآملا ومتوسلا بكل ما توسل به أحد من الخلائق إليه.

وجعلته تحت فدمي والدي رضوان الله جل جلاله عليهما، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما).

(وكان جدي ورام بن أبي فراس - قدس الله جل جلاله روحه - وهو ممن يقتدي بفعله، قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء الائمة عليهم السلام.

وفنقشت أنا فصا عقيقا عليه: (الله ربي ومحمد نبيي وعلي إمامي وسميت الأئمة عليهم السلام إلى آخرهم ائمتي ووسيلتي)،


 (1) الحوادث الجامعة لابن الفوطي: ص 356، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 472.

 


[ 83 ]

وأوصيت أن يجعل في فمي بعد الموت ليكون جواب الملكين عند المسألة في القبر انشاء الله تعالى) (2).

وكلامه رحمه الله في حفر القبر لنفسه يقتضي أنه أوصى بحمله إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه فيه كما ذكره ابن الفوطي، لكن في الحلة خارج البلد في آخر بساتين (الجامعين) مشهد يعرف بقبر (السيد علي بن طاووس) يزوره الناس، كما أن هناك مزارا بمقربة من بناية سجن الحلة المركزي الحالي تنسب إليه وبقربه من الجهة الخلفية مرقد ابن أخيه غياث الدين (3).

ولا يخفى بعد هذه النسبة لو كانت الوفاة ببغداد.

وقال بعضهم: انه دفن بالكاظمية فمن الممكن أنه نقل بعد دفنه في الحلة أو الكاظمية إلى النجف الأشرف، والأثر الموجود في الحلة هو موضع تربته كما اتفق ذلك للشريف الرضي رحمه الله.

وإذا تحقق نقل رضي الدين إلى مشهد جده على قول ابن الفوطي، فالقبر الموجود في الحلة هو قبر ولده أبي القاسم رضي الدين علي بن طاووس المتحد مع أبيه اسما ولقبا وكنية وكان يلقب به في حياته (4).

 

* * *

إلى هنا نختتم الكلام حول المؤلف الجليل السيد علي بن طاووس، وفي الختام نحمد الله ونصلي على رسوله وأهل بيته الطاهرين.


 (2) فلاح السائل: ص 5، 6، 68، 72.

(3) فقهاء الفيحاء: ج 1 ص 148.

(4) البابليات: ج 1 ص 66.

 


[ 84 ]

مصادر الترجمة :

كان المصدر الرئيسي لنا في هذه الترجمة كتاب (السيد علي آل طاووس) تأليف الشيخ محمد حسن آل ياسين، كما وقد استفدنا من مصادر أخرى من مؤلفات السيد المؤلف وغيرها، وإليك اسمائها:

1 - الاقبال، للمؤلف.

2 - أمل الآمل، للشيخ حر العاملي.

3 - الأنوار الساطعة للعلامة الطهراني.

4 - البابليات.

5 - بحار الأنوار.

6 - تاريخ الفخري لابن الطقطقي.

7 - تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي.

8 - تنقيح المقال للمامقاني.

9 - جامع الرواة للأردبيلي.

10 - جمال الأسبوع للمؤلف.

11 - الحوادث الجامعة لابن الفوطي.

12 - الذريعة للعلامة الطهراني.

13 - رياض العلماء.

14 - روضات الجنات، للخوانساري.

15 - ريحانة الأدب للخياباني.

16 - سعد السعود، للمؤلف.

17 - عمدة الطالب.

18 - فقهاء الفيحاء.

19 - فلاح السائل للمؤلف.

20 - الفوائد الرضوية للمحدث القمي.

21 - كشف المحجة، للمؤلف.

22 - الكنى والألقاب، للمحدث القمي.

23 - لؤلؤة البحرين.

24 - مستدرك الوسائل، للعلامة النوري.

25 - مصفى المقال، للعلامة الطهراني.

26 - معجم البلدان.

27 - المقابيس، للتستري.

28 - منتهى المقال.

29 - مهج الدعوات، للمؤلف.

30 - النجم الثاقب، للعلامة النوري.

31 - نقد الرجال، للتفريشي.

32 - اليقين، للمؤلف.