[ 128 ]

 

القسم الاول

من كتاب اليقين

الأحاديث المتضمنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام

بأمير المؤمنين


[ 129 ]

فيما نذكره عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ وطراز المحدثين، من كتاب (المناقب) (1) الذي صنفه واعتمد عليه، من تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام في حضرة سيد المرسلين بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين.فقال ما هذا لفظه:

حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد (2) قال: حدثني محمد بن أبي يعلى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز قال: حدثنا مندل بن علي بن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في صحن الدار، فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.

فدخل علي عليه السلام فقال: كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: بخير.

قال له دحية: اني لأحبك وإن لك مدحة أزفها (3) إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان زنا زفا. قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك.

محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد، ادن مني يا صفوة الله.


 (1) من الكتب المفقودة اليوم وذكر ابن شهر آشوب طريقه إلى مناقب ابن مردويه هكذا: عن الأديب أبي العلاء عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني.

انظر البحار: ج 1 ص 65.

(2) ق: بريد.

(3) أي اهديها.

 


[ 130 ]

فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره.

فقال صلى الله عليه وآله: ما هذه الهمهمة ؟ فاخبره الحديث.

قال صلى الله عليه وآله: لم يكن دحية الكلبي، كان جبرئيل سماك باسم سماك الله به وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (4).

فصل:

 قلت أنا: إن من ينقل هذا عن الله جل جلاله وعن جبرئيل بتقدم الله جل جلاله إليه، وعن محمد صلوات الله عليه وآله لمحجوج يوم القيامة بنقله إذا حضر بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله، وسئله يوم القيامة عن مخالفته لما نقله واعتمد عليه.


 (4) أورده في البحار: ج 37 ص 295 ب 54 ح 12، وبشارة المصطفى ص 120 وأمالى الشيخ ص 31.

كما أورده في الغدير: ج 8 ص 87 عن ابن مردويه.

 


[ 131 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) أيضا للحافظ أحمد بن مردويه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين، ما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن علي بن دحيم (1) قال: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري (2) قال: حدثنا إسماعيل بن ابان قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء أو ماء. فتوضأ وصلى، ثم انصرف فقال: يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين. فجاء علي عليه السلام حتى ضرب الباب. فقال صلى الله عليه وآله: من هذا، يا أنس ؟ قلت: هذا علي.

قال: إفتح له، فدخل (3).


 (1) م والمطبوع: رحيم.

(2) ق: البختري.

(3) أورده في البحار: ج 3 ص 296 ب 54 ح 13، وفي مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 547.

كما أورده في الغدير: ج 8 ص 78 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63.

 


[ 132 ]

فيما رويناه باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) أيضا، في أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في حياته. وهذا لفظ الحافظ ابن مردويه:

حدثنا محمد بن المظفر بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن سالم قال: حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال:

أمرنا رسول الله (1) صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين (2).


 (1) في البحار: النبي.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 290 ب 54 ذيل ح 3. وفي أمالي الشيخ: ص 211.

 


[ 133 ]

فيما رويناه باسانيدنا إلى الحفاظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) أيضا، في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين، بشهادة أبي بكر وعمر.فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم قال: حدثنا المنذر (1) بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب عن أبي عيلان قال: حدثني أبو سعيد، وهو رجل ممن شهد صفين، قال: حدثني سالم المنتوف (2) مولى علي قال: كنت مع علي عليه السلام في أرض له وهو يحرثها، حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا (3): سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

فقيل: كنتم تقولون في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال عمر: هو أمرنا بذلك (4).


 (4) ق وم: المظفر.

(2) خ ل: المشوق.

(3) في البحار: فقالا: ننشدك الله سلام عليك.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 14.

 


[ 134 ]

فيما رويناه أيضا باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين بحضور عائشة، ماهذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد بن السري الكوفي قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي (1) قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب عن جابر بن إبراهيم عن اسحاق بن عبد الله، قال: دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده عائشة، فجلس بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين عائشة.

فقالت عائشة: ما كان لك مجلس غير فخذي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهرها فقال: مه، لا تؤذيني في أخي، فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، يقعد على الصراط يدخل أوليائه الجنة ويدخل اعدائه النار (2).


 (1) م: عمير.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 15.

 


[ 135 ]

فيما رويناه أيضا باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولي الناس بالناس، بمحضر أم حبيبة أخت معاوية بن أبي سفيان، نذكر ذلك باللفظ المذكور:

حدثنا شيخنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن السري قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثنا أبي قال: حثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم قال: حدثني أبان بن تغلب عن ينبع (1) بن الحارث عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقال: يا أم حبيبة، اعتزلينا فإنا (2) على حاجة.

ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء.

ثم قال: [ ان ] (3) أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس.

فقال أنس: فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار.

قال: فدخل علي عليه السلام فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله.

فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح وجهه بيده ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقال علي عليه السلام: وماذاك يا


 (1) في البحار: منيع، وفي ق: يسع (2) ق وم: فاني.

(3) الزيادة من م والبحار.

 


[ 136 ]

رسول الله ؟ قال: إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدى عني وتسمع الناس صوتي وتعلم الناس من كتاب الله مالا يعلمون (4).


 (4) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 16.

 


[ 137 ]

فيما رويناه أيضا من كتاب (المناقب) للحافظ أحمد بن مردويه، في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالمؤمنين وقائد الغر المحجلين. وهذا لفظه (1):

حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري (2) قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا عبد الكريم الجعفي قال: سمعت جابر الجعفي يذكر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله، فبينا انا يوما أوضيه إذ قال: يدخل رجل وهو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالمؤمنين (3) وقائد الغر المحجلين.

قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام (4).


 (1) ق: وما هذا لفظه (2) في البحار: رشيد.

(3) ق خ له: بالناس.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ح 17.

 


[ 138 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين. روينا ذلك باسانيدنا المقدم ذكرها إلى الحافظ أحمد بن مردويه، بما هذا لفظه:

في كتابي (1) عن أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلانى قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزاز قال: حدثنا تليد (2) بن سليمان أبو إدريس عن جابر عن محمد بن علي عن أنس بن مالك قال: بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله [ إذ ] (3) قال: الآن يدخل سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين، إذ (4) طلع علي بن أبي طالب عليه السلام.

فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح العرق من وجهه ويمسح به وجه علي بن أبى طالب عليه السلام، ويمسح العرق من وجه علي عليه السلام ويمسح به وجهه.

فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، نزل في شئ ؟ قال: أم ا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ؟ أنت أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي، تقضي ديني وتنجز وعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل (5).


 (1) في المطبوع: في كتاب.

(2) ق وم والمطبوع: بليد.

(3) الزيادة من البحار.

(4) البحار: إذا (5) أورده في البحار: ج 38 ص 134 ب 61 ح 87.

 


[ 139 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين، من كتاب (المناقب) أيضا. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه:

حدثني محمد بن القاسم بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي (1) قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال: حدثنا محمد بن القيم (2) الكوفي عن إسماعيل بن زياد البزاز عن أبي إدريس عن رافع (3) مولى عائشة، قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذ كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندها أكون قريبا اعاطيها.

قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب. قال: فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطى.

قال: فرجعت إلى عائشة فأخبرتها. قالت: أدخلها. فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله. فجعل يأكل وخرجت الجارية.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي.

فجاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب.


 (1) ق وم: أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندري.

(2) في البحار: القاسم.

(3) كذا في النسخ، والظاهر: نافع.

 


[ 140 ]

قال: فرجعت فقلت: هذا علي [ بن أبي طالب ] (4).

فقال النبي صلى الله عليه وآله: أدخله.

فلما دخل قال النبي صلى الله عليه وآله: مرحبا [ بك ] (5) وأهلا، لقد تمنيتك مرتين حتى لو ابطأت على لسئلت الله عز وجل أن يأتي بك، إجلس فكل معي (6).


 (4) و (5) الزيادتان من ق.

(6) أورده في البحار: ج 38 ص 351 ب 69 ح 3، وفي كشف الغمة: ج 1 ص 342.


[ 141 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) أيضا للحافظ ابن مردويه، أن النبي صلى الله عليه وآله قال عن مولانا علي عليه السلام أنه (سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين. رويناه باسانيدنا عن الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه:

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن الحسين العلكي (1) قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزار الدورقي (2) قال: حدثنا تليد بن سليمان عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن أنس بن مالك، قال: بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ قال: يطلع الآن.

قلت: فداك أبي وأمي، من ذا ؟ قال: سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين.

قال: فطلع علي عليه السلام.

ثم قال لعلي عليه السلام: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (3).


 (1) في البحار: المعلكي.

(2) في المطبوع: الدوقي.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 257 ب 53 ح 13.

 


[ 142 ]

فيما نذكره من إشارة حذيفة بن اليمان أن مولانا عليا عليه السلام (أمير المؤمنين حقا حقا). اعلم أن المفهوم من قول حذيفة بن اليمان الإشارة إلى أن تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين كانت من الله ورسوله صلى الله عليه وآله خلاف من سماه من الناس. روينا ذلك بأسانيدنا إلى الحافظ ابن مردويه بما هذا لفظه:

حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر الأحمر قال: حدثنا مهلهل العبدي عن كريرة (1) الهجري قال: لما أمر علي بن أبي طالب عليه السلام قام حذيفة بن اليمان فتعصب مريضا (2)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، من سره أن يلحق بأمير المؤمنين حقا حقا فليلحق بعلي بن أبي طالب.

فأخذ الناس براو بحرا.

فما جاءت الجمعة حتى مات حذيفة (3).


(1) في البحار: كريزة.

(2) في البحار: قام حذيفة بن اليمان مريضا.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ح 18.

وجاء تفصيل القصة في البحار ج 28 ص 90 الباب 3 عن ارشاد القلوب للديلمي وارود مثله في امالي الطوسي ج 2 ص 101.

 


[ 143 ]

فيما نذكره من زيادة حديث أبي ذر رضوان الله عليه بأن مولانا عليا صلوات الله عليه (أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين). اعلم أن قول أبي ذر رضي الله عنه ذلك، كما أشرنا (1) إليه، في زمان الصحابة من غير تقية دلالة على أن مولانا عليا عليه السلام قد كان يسمى بأمير المؤمنين في حياة النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، لأنه قال ذلك في حياة عمر بن الخطاب ومولانا علي عليه السلام ما بايعوه بهذا الخطاب (2).

روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه:

[ حدثنا محمد بن علي بن دحيم قال ]: (3) حدثنا الحسين بن الحكم الحبري (4) قال: حدثنا سعد بن عثمان الخزاز قال: حدثنا أبو مريم قال: حدثني داود بن أبي عوف قال: حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط ؟ قلت: بلى. قال:

مرض أبو ذر فأوصى إلى علي عليه السلام. فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي عليه السلام ! قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين. والله، انه للربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.


 (1) ق: أشير.

(2) أي ما بايعوا عليا عليه السلام في زمن عمر على انه أمير المؤمنين.

(3) الزيادة من ق وم.

(4) م: الحنري وق والبحار: الخيري، والصحيح ما أوردناه.

 


[ 144 ]

قال: قلت: يا أبا ذر، انا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله احبهم إليك.

قال: أجل: فأيهم أحب إليك ؟ قال: هذا الشيخ، المظلوم المضطهد حقه يعني [ أمير المؤمنين ] (5) علي بن أبي طالب عليه السلام.

 


 (5) الزيادة من ق.

 


[ 145 ]

فيما نذكره من حديث أبي ذر بطريق آخر، وفيه زيادة عن مولانا علي عليه السلام انه (أمير المؤمنين حقا حقا)، سماه أبو ذر بذلك في حياة عمر. وفيه إشارة من أبي ذر رضي الله عنه أن هذه التسمية لمولانا علي عليه السلام عن الله جل جلاله وعن رسوله صلوات الله عليه وآله، وليست من تسمية الناس. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي قال: حدثنا إبراهيم بن...(1) قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا تليد بن سليمان عن أبى الجحاف (2) عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال: مرض أبو ذر رضي الله عنه مرضا شديدا حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقيل له: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من على.

فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنى حقا حقا، وانه لربي (3) الأرض الذي يسكن إليها وتسكن إليه، ولو قد فارقتموه لانكرتم الأرض وانكروكم (4) (5).

 


 (1) كذا بياض في النسخ، وفي البحار: عن ابراهيم عن يحيى.

(2) في النسخ: أبي الحجاف.

(3) الربي منسوب إلى الرب كالرباني ولعله مأخوذة من التربية.

انظر البحار: ج 37 ص 299.

(4) في البحار: انكرتكم.

(5) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 4 ح 19.

 


[ 146 ]

فيما نذكره من طريق آخر عن أبي ذر رضي الله عنه بتسمية مولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين)، سماه أبو ذر بذلك في ولاية عثمان.

اعلم أنا قد روينا فيما تقدم مرض أبي ذر في زمان عمر بن الخطاب، وقوله عن مولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين حقا حقا، مما يقتضي أن تسمية مولانا علي عليه السلام بذلك كان من الله ورسوله صلوات الله عليه وآله، وأنه ليس كمن سماه الناس بهذا، ونذكر الآن مرض أبي ذر في زمان عثمان وما شهد به أبو ذر أيضا رضي الله عنه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا، لأنه الذي شهد له رسول الله صلوات الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.

روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم (1) قال: حدثنا أبو الصلت الهروي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثنا داود بن أبي عوف قال: حدثنا معاوية بن ثعلبة قال: دخلنا على أبي ذر رضي الله عنه نعوده في مرضه الذي مات فيه.

فقلنا: أوص يا أبا ذر.

قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين.

قال: قلنا: عثمان ؟ قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين، والله انه لربي (2) الأرض وانه لرباني هذه الأمة، ولو قد فقدتموه لانكرتم الأرض ومن عليها.


 (1) ق وم وهامش المطبوع: عمران عبد الرحيم وفي البحار: عمر بن عبد الرحيم والصحيح ما ذكرنا.

(2) قد مر في الباب 13، الهامش 3.

 


[ 147 ]

فيما نذكره من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام أنه أمير المؤمنين. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من أحاديثه (إن الجنة مشتاقة إلى أربعة) فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أحمد بن محمد الخياط المقري الكوفي قال: حدثنا الخضر بن ابان الهاشمي قال: حدثنا أبو هدية إبراهيم قال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي.

فهبت أن أسئله من هم ؟ فأتيت أبا بكر فقلت له: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: (ان الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي) (1)، فسله من هم ؟ فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو تيم.

فاتيت عمر فقلت له مثل ذلك، فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو عدي.

فاتيت عثمان فقلت له مثل ذلك، فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو أمية.

فأتيت عليا عليه السلام - وهو في ناضح له - فقلت [ له ] (2): إن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي فاسئله من هم ؟ فقال: والله لاسئلنه، فان كنت منهم لاحمدن الله عز وجل وان لم أكن منهم لأسئلن الله أن يجعلني منهم وأودهم (3).


 (1) أورده في الغدير: ج 9 ص 26.

(2) الزيادة من ق.

(3) ق: أو اودهم.

 


[ 148 ]

فجاء وجئت معه إلى النبي صلى الله عليه وآله، فدخلنا على النبي ورأسه في حجر دحية الكبي.

فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه فقال: خذ برأس ابن عمك يا أمير المؤمنين، فأنت أحق به.

فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وراسه في حجر علي عليه السلام.

فقال له: يا أبا الحسن، ما جئتنا إلا في حاجة.

قال: بابي أنت وأمي يا رسول الله، دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي، فقام إلي وسلم علي وقال: خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني [ يا أمير المؤمنين ] (4).

فقال له النبي صلى الله عليه وآله: فهل عرفته ؟ فقال: هو دحية الكلبي.

فقال له: ذاك جبرئيل.

فقال: بابي وأمي يا رسول الله، أعلمني أنس أنك قلت (ان الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي) فمن هم ؟ فأومئ إليه بيده فقال: أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، ثلاثا.

فقال له: بابي وأمي، فمن الثلاثة ؟ فقال له: المقداد وسلمان وأبو ذر (5).


 (4) الزيادة من م.

(5) أورده في البحار: ج 40 ص 11 ب 91 ح 26.

 


[ 149 ]

فيما نذكره ونرويه من تاريخ الخطيب من تسمية مولانا علي عليه السلام بمناد ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه) فقال ما هذا لفظه:

أخبر به أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الراوندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارا، حدثنا محمد بن منصور بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو عثمان سعيد بن سليمان بن داود السرعى قال: حدثنا أبو الطيب خاتم بن منصور الحنظلي قال: حدثنا الفضل (1) بن سالم - لقيته ببغداد - عن الأعمش عن عباية الأسدي عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة: قال: فقام عمه العباس فقال: فداك أبي وأمي، أنت ومن ؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي (2) علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر، رجلها (3) من زمرد أخضر، مضيت (4) بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوائمها من المسك الأذفر، وعرفها (5) من لؤلؤ، عليها قبة


 (1) في البحار: المفضل.

(2) في المصدر: ابن عمي وصهري.

(3) في المصدر: رحلها.

(4) في المصدر: مضبب.

(5) في المصدر: عنقها.

 


[ 150 ]

من نور، باطنها عفو الله وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد.

فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين ؟ فينادي من مناد من لدن العرش - أو قال من بطنان العرش -: (ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حاملا عرش الله رب العالمين.

هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه).

ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل محمد اكبه الله على منخريه في [ النار ] (6) جهنم (7).

قلت انا: قد نقلنا هذا الحديث في فصول تسمية مولانا على عليه السلام (إمام المتقين) (8)، فيما كتبه جدي ورام رضوان الله جل جلاله عليه عن ابن الحداد، وكان حنبليا.

وما ندري من أي نسخة نقله فإنه مختصر.

ونحن ذكرنا هذا الحديث من أصل وجدناه محررا عليه إجازات، وهو اتم من رواية ابن الحداد وابلغ في موافقه الروايات.


 (6) الزيادة من المصدر.

(7) تاريخ بغداد: ج 13 ص 122 رقم 7106.

والسند هكذا: أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارا، أخبرنا محمد بن نصر بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو عثمان سعد بن سليمان بن داود الشرغي، وحدثنا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي، حدثنا المفضل بن سلم - لقيته ببغداد - عن الأعمش...

الخ.

وفي متنه زيادة واختلاف.

وأورده في البحار: ج 7 ص 134 ب 8 ح 5، وفي هذا الباب من البحار أورد هذا الحديث بطرق كثيرة.

(8) الباب 164 و 168 من هذا الكتاب.

 


[ 151 ]

فيما نذكره من رواية عثمان بن أحمد بن السماك، ان في اللوح المحفوظ تحت العرش (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين).

اعلم أن الذي وقفنا عليه أو رويناه عمن نعتمد عليه من غير كتاب الحافظ (أحمد بن مردويه) في أن الله جل جلاله وجبرئيل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله سموا مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله في حياته (1) من طرق العلماء الأربعة المذاهب يحتاج إلى مجلد، حتى يحتوي على تفصيل رواياته.

ونحن ذاكرون الآن ما يتحمله هذا الكتاب من تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين، وهو في عدة أبواب كل باب باسم من رواه.

أقول: وإنما قدمنا رواية هذا ابن السماك على من سواه لأنه مجمع على عدالته عندهم واعتمادهم على ما رواه، وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد عند ذكره لترجمة اسمه عدة روايات بانه من الثقات وانه كان ثبتا وانه كان صدوقا صالحا (2) وغير ذلك.

فذكر هذا عثمان بن أحمد بن السماك في نسخة عتيقة روى فيها فضائل لمولانا (3) على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وعلى بعض اجزائها خطه، وتاريخه: (ذو الحجة سنة أربعين وثلاثمائة).

قال ما هذا لفظه:


 (1) كذا في النسخ، والظاهر: والصحابة سموا مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله.

(2) تاريخ بغداد: ج 11 ص 302 رقم 6092.

(3) م: مولانا.

 


[ 152 ]

حدثنا الحسين قال: حدثنى أحمد بن الحسين قال: حدثني محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عبيد بن يحيى الثوري عن محمد بن الحسن (4) بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: في اللوح المحفوظ تحت العرش: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (5).


 (4) والمطبوع محمد بن الحسين، وفي البحار: محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

(5) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 17، وتكرر الرقم في البحار سهوا.

 


[ 153 ]

فيما نذكره من رواية عثمان السماك أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين حقا)، فقال له ما هذا لفظه:

حدثنا الحسين قال: حدثني أحمد بن الحسن (1) قال: وحدثني محمد بن علي قال: حدثنا عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال لي عمر بن الخطاب ذات يوم: أنت والله أمير المؤمنين حقا.

قلت: عندك أو عند الله ؟ قال: عندي وعند الله تبارك وتعالى (2).


 (1) م: حدثني أحمد بن الحسن قال: حدثني أحمد بن الحسن.

وفي البحار: أحمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن والصحيح (أحمد بن الحسين) كما مر في السند السابق.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 18، وتكرر الرقم في البحار سهوا.

 


[ 154 ]

فيما نذكره من رواية أبي بكر الخوارزمي تسمية جبرئيل عليه السلام مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله. فقال الخوارزمي ما هذا لفظه:

ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان هذا: حدثنا طلحة بن أحمد بن محمد أبو زكريا النيشابوري عن شابور بن عبد الرحمان عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هشيم بن بشير عن شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت (1) الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي.

فقلت لجبرئيل: ما هذا النور الذي رأيته ؟ قال: يا محمد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب طلعت (2) من قصورها فنظرت إليك فضحكت، فهذا النور خرج من فيها (3)، وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] (4) عليه السلام (5).


 (1) في المصدر: دخلت.

(2) في المصدر: اطلعت.

(3) خ ل: فمها.

(4) الزيادة من ق والمصدر.

(5) مناقب الخوارزمي ص 227، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 39 ص 236 ب 86 ح 21.

 


[ 155 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي اخطب خطباء خوارزم، الذي مدحه محمد بن النجار وزكاه (1)، من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين، من كتابه الذي ذكرناه. نذكر حديثه بلفظه:

قال: وذكر محمد بن أحمد [ بن حسن ] (2) بن شاذان هذا: قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن محمد بن عتية (3) بن رويدة عن بكر بن أحمد (4)، وحدثنا أحمد بن محمد الجراح قال: حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد [ بن محمد بن علي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه ] (5) عن (6) محمد بن علي عليه السلام عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن أبيها (7) وعمها الحسن بن علي عليهم السلام قال: أخبرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت (8) الجنة رأيت شجرة تحمل الحلي والحلل، أسفلها خيل بلق، وأوسطها حور العين، وفي أعلاها


 (1) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب.

(2) ق والمطبوع: محمد بن أحمد بن شاذان، انظر البحار: ج 18 ص 401، الهامش.

(3) في المصدر وكتاب التحصين ب 4 من القسم الأول: عيينة، وفى ق وم: عتبة، وفي البحار: أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن عنبسة عن بكر بن أحمد.

(4) في النسخ زيادة (ح) بعد قوله (أحمد)، وليس في المصدر والبحار شئ.

(5) الزيادة من البحار.

(6) في البحار: حدثنا.

(7) في البحار: عن أبيها الحسين بن علي عليهما السلام.

(8) م والمصدر: أدخلت.

 


[ 156 ]

الرضوان. قلت: يا جبرئيل، لمن هذه الشجرة ؟ قال: هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علي عليه السلام حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق، وينادي مناد: هؤلاء شيعة علي عليه السلام صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا (9) هذا اليوم (10).


 (9) في المصدر: فحبوا اليوم، وفي البحار: فحبوا في هذا اليوم بهذا.

(10) مناقب الخوارزمي: ص 32، الفصل 6، وأورده في البحار: ج 18 ص 401 ب 3 ح 102، وفي العيون أخبار الرضا عليه السلام: ص 199.

 


[ 157 ]

فيما نذكره عن الخوارزمي عن النبي صلى الله عليه وآله أن مناديا ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب وصي نبي رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. نذكره بلفظه:

وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقري، أخبرنا عاصم بن الحسين بن محمد، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن سعيد (1)، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن الأربعة.

فقال العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، من هؤلاء الأربعة ؟ قال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

فتقول الخلائق: من هذا ؟ نبي مرسل ؟ ملك مقرب ؟ حامل عرش ؟


 (1) في المصدر: أحمد بن محمد بن سعيد.

 


[ 158 ]

فينادي مناد من بطنان العرش: ليس [ هذا ] (2) بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصى رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (3).


 (2) الزيادة من المصدر والمطبوع.

(3) مناقب الخوارزمي: ص 259، الفصل 22، وأورده في البحار: ج 40 ص 12 ب 91 ح 27.

 


[ 159 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، الذي أثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد (1)، من كتاب (المناقب) بتسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين) حقا حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده. وقال ما هذا لفظه:

وأنبأني مهذب الأئمة هذا: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن على أخبرني (2) محمد بن محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل، اخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار (3)، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضل بن غزوان، حدثنا غالب الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال: قال [ علي ] (4) عليه السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله: لما أسرى بى إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز وجل، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك.

قال: قد بلوت خلقي فأيهم رأيت (5) أطوع لك ؟ قال: قلت: رب عليا.

قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون ؟ *


 (1) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب.

(2) في النسخ: (عن أخي)، مكان (أخبرني).

(3) في المصدر: الحداد (4) الزيادة من المصدر وم.

(5) في البحار: وجدت.

 


[ 160 ]

قال: قلت: إختر لي فإن خيرتك خيرتي (6).

قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا.

ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده.

يا محمد، علي راية الهدى وإمام من اطاعني ونور أوليائي وهي الكلمة التي الزمتها المتقين.

من أحبه فقد احبني ومن أبغضه فقد أبغضي.

فبشره بذلك يا محمد.

قلت: ربي فقد بشرته.

فقال علي عليه السلام: أنا عبد الله وفي قبضته، ان يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان تمم (7) لي وعدي فالله مولاي.

قال: [ اللهم ] (8) اجل [ قلبه ] (9) واجعل ربيعه الإيمان به (10).

قال: قد فعلت ذلك به يا محمد، غير أني مخصه (11) بشئ من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي.

قال: قلت: ربي أخي وصاحبي ! قال: قد سبق في عملي أنه مبتلي، لولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي (12).


 (6) م: فإن جبرئيل خبرني.

(7) في البحار: يتم.

(8) و (9) الزيادتين من البحار.

(10) في المصدر: قال: اجل.

قلت: يا رب واجعل ربيعه الإيمان.

(11) في المصدر: مختص له، وفي البحار: مختصه، وفي المبطوع: محصته.

(12) مناقب الخوارزمي، ص 215، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 40 ص 13 ب 91 ح 28.

كما أورده في الغدير: ج 3 ص 118 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 67، والرياض النضرة: ج 2 ص 449، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ج 2 ص 449، وفرائد السمطين: ب 30 و 50 بطريقين، وكفاية الكنجي: ص 95، ونزهة المجالس: ج 2 ص 241.

ورواه الشيخ الطوسي بعين الأسناد في أماليه: ج 1 ص 364 (الجزء 12).

 


[ 161 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي الذي اثنى عليه شيخ المحدثين ببغداد من كتاب (المناقب) بتسمية النبي صلى الله عليه وآله (هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه). فقال ما هذا لفظه:

وأنبأني أبو العلاء هذا: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي (1)، حدثنا محمد بن جرير (2)، حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، حدثنا أبو داهر [ بن ] (3) يحيى المقري، حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذ علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

وقال صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، اشهدي واسمعي (4)، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، أخي في الدين (5) وخدني (6) في الآخرة ومعي في السنام الأعلى (7).


 (1) في النسخ: الشامي، صححناه من المصدر.

(2) في النسخ وفي البحار: حريز، صححناه من المصدر.

(3) الزيادة من المصدر.

(4) في المصدر: اشهدي واعلمي واسمعي.

(5) في البحار: في الدنيا.

(6) هو الخليل الذي يتخل به.

(7) مناقب الخوارزمي: ص 86، الفصل 14، وأورده في البحار: ج 40 ص 14 ب 91 ح 29، كما أورده في الغدير: ج 6 ص 80 عن أبي نعيم، والرافعي في التدوين، والكنجي في المناقب والحموئي في فرائد السمطين وحسام الدين في المحلى، وشهاب الدين في توضيح الدلائل والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير.


[ 162 ]

فيما نذكره من حديث آخر عن الخوارزمي، ان جبرئيل عليه السلام خاطب مولانا عليا عليه السلام (أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين)، نذكره بلفظه:

وأخبرنا شهردار هذا اجازة عن الشريف أبي طالب المفضل (1) بن محمد بن طاهر الجعفري باصفهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصفهاني، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثنا محمد بن أبي يعلي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز البصري، حدثنا مندل بن علي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب عليه السلام بالغداة (2)، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.

فقال: السلام عليك (3)، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: بخير، يا أخا رسول الله.

قال: فقال (4): جزاك الله عنا أهل البيت خيرا.

قال له


 (1) في المصدر: الفضل محمد بن طاهر.

(2) في البحار: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغدو إليه علي عليه السلام في الغداة.

(3) في المصدر: عليك.

(5) في المصدر: قال له علي عليه السلام.

 


[ 163 ]

دحية: أني أحبك، وان لك عندي مدحة أزفها (5) إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين.

لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشعيتك مع محمد وحزبه إلى الجنان زفا (6).

قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك (7).

محب محمد محبك ومبغض محمد مبغضك، لن ينال شفاعة محمد صلى الله عليه وآله، أدن مني صفوة الله.

فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره.

فانتبه صلى الله عليه وآله فقال: ما هذا الهمهمة ؟ فاخبره الحديث.

فقال: لم يكن هو دحية الكلبي، كان جبرئيل سماك باسم سماك الله به، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (8).


 (5) أي أهديها.

(6) في المصدر: إلى الجنة زفا زفا.

(7) في المصدر: عاداك.

(8) مناقب الخوارزمي: ص 231، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 37 ص 296 ب 54 ذيل ح 12، كما أورده في البحار أيضا: ج 39 ص 96 ب 76 ح 8.

وكذا في أمالي الشيخ: ص 31 وبشارة المصطفى: ص 120.

 


[ 164 ]

فيما نذكره عن الحافظ موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم الذي أثنى عليه محمد بن النجار (1) [ و ] (2) مصنف خريدة القصر في فضلاء العصر (3)، من كتابه الذي أشرنا إليه بروايته بلفظها (ان الشمس سلمت على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين بامر الله رب العالمين وبحضرة سيد المرسلين) عن رجالهم برواية الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فقال:

واخبرني شهردار هذا إجازة: أخبرنا عبدوس هذا كتابه: حدثنا الشيخ أبو الفرج بن سهل (4)، حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركان (5)، حدثنا زكريا الغلابي (6)، حدثنا الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الخزاز (7)، حدثنا عبد الرحمان بن القاسم الهمداني، حدثنا أبو حازممحمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن


 (1) انظر الباب 26، الهامش 1.

(2) الزيادة منا، انظر الباب 26.

(3) لم يطبع قسم شعراء العجم منه.

(4) في المصدر: محمد بن سهل.

(5) في المصدر: تركان.

(6) في المصدر: حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، وفي البحار: العلائي، وفي المطبوع: البغدادي.

(7) في المصدر: الجزار.

(8) في المصدر: أبو حاتم.

 


[ 165 ]

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الثقة (9) محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، [ عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ] (10)، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، [ عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ] (11) عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عن المصطفى محمد الأمين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليهم أجمعين: انه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا أبا الحسين، كلم الشمس فانها تكلمك.

قال علي عليه السلام: السلام عليك أيها العبد المطيع لله (12).

فقال الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.

يا علي، أنت وشيعتك في الجنة.

يا علي، أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت، وأول من يحيى محمد ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت.

ثم انكب علي عليه السلام ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (13).


 (9) في المطبوع: التقي.

(10) و (11) الزيادتين من المصدر.

(12) في المصدر: أيتها العبدة الصالحة المطيعة لله.

(13) مناقب الخوارزمي: ص 63، الفصل 9، وأورده في البحار: ج 41 ص 169 ب 109، ح 5، وفي كشف الغمة: ص 44.

كما أورده في الغدير: ج 3 ص 392 عن الحموئي في فرائد السمطين: ب 38 والقندوزي في الينابيع: ص 140.

 


[ 166 ]

فيما نذكره من أخطب خطباء خوارزم عن أبي العلاء الهمداني، في تسمية النبي صلوات الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

أعلم أن هذا أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي، من أعظم علماء المذاهب الأربعة، وقد اثنوا عليه في ترجمته وذكروا ما كان عليه من المناقب.

وروينا هذا من الكتاب الذي صنفه في فضائل مولانا علي عليه السلام.

وممن اثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد في تذييله على تاريخ الخطيب، قال عن موفق بن أحمد المكي: (كان خطيب خوارزم وكان فيها فاضلا أدبيا شاعرا بليغا من تلامذة الزمخشري) (1).

وقال مصنف خريدة القصر في فضلاء العصر ما هذا لفظه: (خطيب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي من الأفاضل الأكابر بها فقها وأدبيا، والأماثل الأكارم سببا ونسبا) (2).

وقد ذكرنا من احاديثه في كتابه ما نقلناه بلفظه منه ونذكر منه أيضا ما نسنده عنه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

رواه موفق بن أحمد [ بن محمد ] (3) المكي عن أبي العلاء الهمداني،


 (1) من الكتب المفقودة اليوم، وإنما وجد حرف العين منه وطبع بحيدر آباد - الهند.

(2) لم يطبع قسم شعراء العجم منه.

(3) الزيادة ليست في ق.

 


[ 167 ]

ونحن نروي ما يرويه أبي العلاء الهمداني عن شيخنا محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد، عن المبارك بن أبي الأزهر عن أبي العلاء [ الهمداني ] (4)، وعن عبد الوهاب بن علي عن أبي العلاء، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد (5)، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن عباس عن الحارث بن الحصين (6) عن القاسم بن حيدر (7) عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء.

ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

قال: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار - وكتمته - إذ جاء علي عليه السلام.

فقال صلى الله عليه وآله: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي عليه السلام (8).

فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عليه السلام على وجهه.

فقال: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل.

قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدى (9).


 (4) الزيادة من البحار.

(5) في المصدر: محمد بن علي بن مخلد.

(6) في النسخ والبحار: الحصيرة، صححناه من المصدر.

(7) في المصدر: جندب.

(8) في المصدر: جاء علي عليه السلام.

(9) مناقب الخوارزمي: ص 42، الفصل 7، وأورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ح 30.

 


[ 168 ]

فيما نذكره من رواية الشيخ العالم أبي سعيد مسعود بن الناصر بن أبي زيد الحافظ السجستاني (1) في كتاب (الولاية) (2)، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحى إلي في علي ثلاث: أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.

وهذا من أفاضل علماء الأربعة المذاهب، ومن وقف على تصنيفه عرف من فضله وعلمه ما يغني عن شرح ما يوصف من المناقب. فقال ما هذا لفظه:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد [ بن أحمد البزار فيما قرء عليه من بغداد قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد ] (3) الصيني املاء في صفر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة ثلاثين وثلاثمائة.

وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن بهته (4) وأبو عبد الله الحسين بن هارون (5) بن محمد القاضي الصيني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الألعاني (6) القاصي، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم


 (1) انظر عن الحافظ السجستاني: الغدير ج 1 ص 212.

(2) جاء ذكره في اجازة العلامة لبنى زهرة، انظر البحار: ج 107 ص 84، كما ذكر كلاما مفصلا حول الكتاب في الغدير: ج 1 ص 155.

(3) الزيادة من ق.

(4) خ ل: بهتة.

(5) في النسخ: مروان.

(6) في الغدير: الاكفاني.


[ 169 ]

الأشعري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا المثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه.

فهذا آخر حديث البزاز (7)، وزاد الشروطى في رواياته (8): وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى إلى في علي ثلاث: أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين (9).


 (7) م والمطبوع: زرارة.

(8) م: روايته.

(9) أورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ح 31، كما أورده في الغدير: ج 1 ص 17.

 


[ 170 ]

فيما نذكره من تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس. من رواية القاضي بفرغانة الفاضل أبي نصر منصور بن محمد بن محمد الحربي.

وحدثنا ذلك في نسخة ظاهرها أنها كتبت في حياة مصنفها، عليها (أدام الله عزه)، واسم النسخة ما هذا لفظه: (كتاب التحقيق لما احتج به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على النجباء من الصحابة يوم الشورى).

وقد روي حديث مولانا على عليه السلام واحتجاجه من ثلاث طرق، ثم روي كل معنى من كلام مولانا على عليه السلام باسانيد واضحة وطرق راجحة وكشفها بانوار الحجج الراجحة.

تاريخ كتابته (1) ما هذا لفظه: (فرغ أبو القاسم الليث بن محمد السنجري الكاتب من كتابه هذا الكتاب بكورة باب أحد أعمال فرغانه عشية يوم الجمعة الثاني عشر من جمادي الأولى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة غفر الله له ذنوبه).

فقال الحاكم بفرغانة أبو نصر بن محمد الحربي (2)، ما هذا لفظه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة بالكوفة، قال:


 (1) في النسخ: كتابه.

(2) ق: أبو نصر محمد بن منصور بن محمد.

 


[ 171 ]

حدثني المنذر بن محمد بن سعيد بن أبي الجهم عن ابان بن تغلب عن مقنع (3) بن الحارث عن أبن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم حبيبة (4)، فقال: يا أم حبيبة، اعتزليبنا فانا على حاجة، ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء ثم قال: إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس.

[ قال أنس ] (5): فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار.

قال: فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام.

وذكر الحديث إلى آخره (6).


 (3) في البحار: منيع.

في السند سقط ظاهرا.

(4) زاد في البحار: بنت أبى سفيان.

(5) الزيادة من البحار.

(6) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ذيل ح 16، وأورده في الغدير: ج 7 ص 176، عن مستدرك الحاكم: ج 3 ص 138.


[ 172 ]

فيما نذكره من رواية [ الحاكم ] (1) بفرغانة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، بما هذا لفظه:

أخبرنا أبو العباس أحمد بن عقدة بالكوفة قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد (2) بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.

أقول: إن من العجائب من المسلمين رواية مثل هذه الأحاديث عن سيد المسلمين ويجري الأمر على ما جرى من التقدم على أمير المؤمنين عليه السلام ! (3).


 (1) الزيادة منا بقرينة ما في فهرست المؤلف.

(2) في النسخ: سعيد.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 19.

 


[ 173 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي صلوات الله عليه في حياة سيد المرسلين أنه (أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، من كتاب (ذكر منقبة المطهرين أهل بيت محمد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعليهم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين)، جمع الحافظ أبى نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصفهاني، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أبو الفرج النسائي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا عبد الله بن داهر الرازي قال: حدثني أبي داهر بن يحيى الأحمري المقري قال: حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وقال: يا أم سلمة، اشهدي واسمعي، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني (1) في الآخرة ومعي في السنام الأعلى (2).


 (1) أي صديقي.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 257 ب 53 ح 14.

 


[ 174 ]

فيما نذكره من رواية أبي الفتح محمد بن علي الكاتب الاصفهاني النطنزي من تسمية الله جل جلاله لمولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين.

وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي فقال: (كان نادرة الفلك ويافعة (1) الدهر وفاق أهل زمانه في بعض فضائله) (2)، من كتابه (كتاب الخصائص العلوية على جميع البرية والماثر العلوية لسيد الذرية) (3). فقال ما هذا لفظه:

أخبرني علي بن إبراهيم القاضي بفرات قال: أخبرني والدي قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو أحمد الجرجاني القاضي قال: حدثنا عبد الله بن محمد الدهقان قال: حدثنا إسحاق بن إسرائيل قال: حدثنا حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فالهمه الله: (الحمد لله رب العالمين).

فقال له ربه: يرحمك ربك.

فلما أجسد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب، خلقت خلقا أحب إليك مني ؟ فلم يجب.

ثم قال الثانية فلم يجب.

ثم قال الثالثة فلم يجب.

ثم قال الله عز وجل له: نعم ولولاهم ما خلقتك ! فقال: يا رب فأرنيهم.

فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب ان ارفعوا الحجب.

فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش، فقال: يا رب من


 (1) خ ل: نابغة.

(2) انظر الباب 26، الهامش 1.

(3) انظر كشف الظنون: ج 3 ص 430، وجاء ذكره في البحار: ج 107 ص 132.

 


[ 175 ]

هؤلاء ؟ قال: يا آدم، هذا محمد نبيي، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه، وهذه فاطمة ابنة نبيي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي، ثم قال: يا آدم، هم ولدك.

ففرح بذلك.

فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب، اسئلك بمحمد (4) وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي.

فغفر الله له بهذا.

فهذا الذي قال الله عز وجل: * (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) * (5).

فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه: (محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين).

ويكني آدم بأبي محمد ! (6).


 (4) في البحار: بحق محمد.

(5) سورة البقرة: الآية 37.

(6) أورده في البحار: ج 11 ص 175 ب 3 ح 20، كما أورده في الغدير: ج 7 ص 301.


[ 176 ]

فيما نذكره من رواية الثقة الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله، أبي الفتح محمد بن علي الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي قدمنا ذكره بلفظه:

ولقبه المصطفى صلوات الله عليه بأمير المؤمنين. اخبرنا الأستاذ الإمام أحمد بن الفضل الخواص قال: أخبرنا شجاع بن علي المصقلي قال: حدثنا أحمد بن موسى الحافظ قال: حدثني محمد بن المظفر قال: حدثنا محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن سالم قال: حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال: أمرنا رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ان نسلم على علي بيننا بأمير المؤمنين.

وكذا فسر كلما في القرآن * (يا أيها الذين آمنوا) *: إن عليا عليه السلام أميرها (1).


 (1) أورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ح 20.

ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: ج 1 ص 340 (الجزء 12) بأسناد آخر عن يحيى بن سالم.

 


[ 177 ]

فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله، أبي الفتح محمد بن علي الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي أشرنا إليه، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. وهذا لفظه ما رواه النطنزي:

قرأت على المقري أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن المقري باصفهان من أصل سماعه، قلت له: حدثكم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أح مد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حكي عن ابن عباس (1) عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن محمد بن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء.

ثم قام فصلى ركعتين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.

قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار - وكتمته - إذا جاء (2) علي عليه السلام فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي.

فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق وجه علي بوجهه.


 (1) م: حكى علي بن عباس.

(2) في البحار: إذ جاء.

 


[ 178 ]

فقال علي عليه السلام: صنعت شيئا ما صنعت بي قبل ! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي. رواه جابر عن أبي الطفيل عن أنس نحوه. في هذا الحديث أربع من المناقب، لم يشاركه فيها أحد. هذا آخر لفظة رواية النطنزى (3).


 (3) أورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ح 21، كما أورده في الغدير: ج 8 ص 87 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63.

 


[ 179 ]

فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله أبي الفتح محمد بن بن علي الكاتب الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي اعتمد عليه، بطريق آخر: إن رسول الله صلوات الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين، بما هذا لفظة رواية النطنزي:

حدثنا أبو عبد الله محمد بن المنذر سكر (1) الهروي قال: حدثنا الحسين بن الحكم بن مسلم الكوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسن العرني، حدثنا أبو يعقوب الجعفي عن جابر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك قال: كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، فبينا أنا أوضيه فقال: يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا علي عليه السلام قد دخل.

فعرق وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عرقا شديدا فجعل يمسح عرق وجهه بوجه علي.

فقال: يا رسول الله، مالي ؟ أنزل في شي ؟ قال: أنت مني، تؤدي عني وتبرئ ذمتي وتبلغ عني رسالتي.

قال: يا رسول الله، أو لم تبلغ الرسالة ؟ قال: بلى، ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا أو تخبر (2) (3).


 (1) في البحار: شكر.

(2) في البحار: وتخبرهم.

(3) أورده في البحار: ج 92 ص 91 ب 8 ح 38.