[ 180 ]

فيما نذكره من الجزء من فضائل مولانا على عليه السلام، جمع أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة (1)، الذي زكاه الخطيب في تاريخه (2) وبالغ في الثناء عليه، مما رواه عنه عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن المهدي الفارسي، من تسمية مناد من بطنان العرش (هذا علي بن أبي طالب وصى رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم). وفي أول الجزء: إن عبد الواحد الفارسي قرئه يوم السبت لليلتين خلتا من ذو الحجة سنة ست واربعمائة. نرويه ونذكره بالفاظه:

حدثنا أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن (3) قال: حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة.

فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الأربعة ؟.

قال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن


 (1) جاء ذكره في إجازة العلامة لبني زهرة، انظر البحار: ج 107 ص 116.

(2) تاريخ بغداد: ج 5 ص 14 رقم 2365.

(3) في المطبوع: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن.

 


[ 181 ]

ياقوتة حمراء تضئ للراكب (4) مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

فيقول الخلائق: من هذا ؟ ملك مقرب ؟ نبي مرسل ؟ حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (5).


 (4) م: الكواكب.

(5) أورده في البحار: ج 37 ص 301 ب 54 ح 22.

 


[ 182 ]

فيما نذكره عن أبي العباس أحمد بن عقدة الحافظ أيضا من تفسير قوله جل جلاله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * (1) أي باسمه تسمون أمير المؤمنين، بلفظه:

حدثنا يونس بن عبد الرحمان عن أبي يعقوب رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) *، قال: لما رأى فلان وفلان منزلة علي عليه السلام يوم القيامة إذا دفع (2) الله تبارك وتعالى لواء الحمد إلى محمد صلى الله عليه وآله تحته (3) كل ملك مقرب وكل نبي مرسل فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام * (سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * أي باسمه تسمون أمير المؤمنين (4).


 (1) سورة الملك: الآية 27.

(2) هكذا في البحار، وفي النسخ: رفع.

(3) في البحار: يجيئه.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 23.


[ 183 ]

فيما نرويه ونذكره عن الحافظ أبي العباس أحمد بن عقدة فيما ذكره في كتابه الذى سماه (حديث الولاية) (1)، ان النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحي إلي في علي عليه السلام انه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين.

رويناه من طرق كثيرة قد ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الإجازات) (2)، منها: عن السيد السعيد فخار بن معد الموسوي عن السيد الكبير علي بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن المختار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي قراءة (3) عليه وانا اسمع بمدينة السلام في جمادي الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الحافظ العدل أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي في رجب سنة سبع وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو المنى دارم بن محمد بن زيد بن أحمد بن بيان بن عثمان بن عيسى النهشلي قراءة في الجامع في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ المعروف بابن عقدة، قال:


 (1) قال ابن الحجر في تهذيب التهذيب: ج 7 ص 337، بعد ذكر حديث الغدير: صححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر. وقال في فتح الباري: أما حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استودعها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحيح وحسان. انظر الغدير: ج 1 ص 153.

(2) هو من الكتب المفقودة اليوم، ذكر المجلسي بعضه الموجود عنده في مجلد الاجازات من البحار: ج 107 ص 45 - 37، الفائدة 9.

(3) م: قرأت.

 


[ 184 ]

حدثنا محمد بن بن الفضل بن إبراهيم الأشعري، قال: حدثنا أبي (4)، قال: حدثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين (5).


(4) م: محمد بن أبي.

(5) انظر الغدير: ج 1 ص 17.

 


[ 185 ]

فيما نذكره عن الحافظ ملك المحدثين أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري ثم الجبائي، في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي. ما هذا لفظه:

حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا عبد الله بن داهر، حدثنا أبي داهر الأحمري المقري (1)، حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.

وقال: يا أم سلمة اشهدي واسمعي، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني (2) في [ الدنيا ] (3) والآخرة ومعي في السنام الأعلى (4).


 (1) ق: أبي داهر بن يحيى المقري، وفي البحار: أبي داهر يحيى المقري.

(2) أي صديقي.

(3) الزيادة من ق.

(4) أورده في البحار: ج 40 ص 14 ب 91 ذيل ح 29.

 


[ 186 ]

فيما نذكره عن النبي صلى الله عليه وآله من تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم الناس سلما وأكثر الناس علما، برواية القاضي أبي الحسن علي بن محمد القزويني من رجالهم. رأينا ذلك في نسخة عتيقة عليها ما يقتضي أنها في حياة مصنفها، بما هذا لفظة كتابه:

قال: حدثنا محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبى إسحاق عن أبي ذر الغفاري (1) عن أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت ليلة أم حبيبة بنت أبي سفيان.

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله بوضوء، فقال: يا أنس، يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم الناس سلما (2) وأكثر الناس علما وأرجح الناس حلما.

قلت: اللهم اجعله رجلا من قومي.

فلم ألبث أن دخل علي بن أبي طالب عليه السلام من الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله يتوضا ويرد الماء على وجه علي عليه السلام حتى امتلأت عيناه من الماء.

فقال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل حدث في حدث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حدث فيك يا علي إلا خير، يا علي أنا منك وأنت مني، تؤدي عني وتفي بذمتي وتغسلني وتواريني في لحدي


(1) في البحار: أبي بشر الغفاري. وفي م: أبي يسر الغفاري.

(2) في المطبوع: اسلاما.

 


[ 187 ]

وتسمع الناس عني وتبين لهم من بعدي: فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أوما بلغت ؟ قال: بلى، تبين لهم ما يختلفون فيه بعدي (3).


 (3) أورده في البحار: ج 40 ص 16 ب 91 ح 32.

 


[ 188 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (القزويني)، في تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين. وهذا القاضي القزويني يقتضي روايته أنه كان يروي عن هارون التلعكبري الذي قال فيه الشيخ الطوسي رضي الله عليه ما هذا لفظه: (هارون بن موسى التلعكبري يكنى أبا محمد جليل القدر عظيم المنزلة واسع الرواية عديم النظير ثقة، روى جميع الأصول والمصنفات، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا) (1).

قال في الكتاب المذكور ما هذا لفظه:

أخبرني هارون بن موسى أبو محمد قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنى يعقوب بن يزيد عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفر: عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * (2).

قال: هي التوحيد وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله أمير المؤمنين.


 (1) رجال الطوسي: باب الهاء من أبواب من لم يرو عنهم عليهم السلام، ص 516.

(2) سورة الروم: الآية 30.

 


[ 189 ]

فيما نذكره من كتاب (القاضي القزويني) أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال في كتابه بلفظه:

الحسن بن علي بن فضال وإبراهيم بن مهزيار، روي عن عقبة (1) بن خالد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حول العرض كتاب خلق مسطورا: (أني أنا الله، لا إله إلا أنا، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين) (2).


 (1) في هامش المطبوع: عنبسة.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 24.

 


[ 190 ]

فيما نذكره من كتاب (القاضي القزويني) أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال في كتابه بلفظه:

أخبرني هارون بن موسى عن محمد بن سهل عن الحميري رفعه قال: قال آدم عليه السلام: يا رب، بحق محمد وعلي والحسن والحسين إلا تبت على.

فأوحى الله إليه: يا آدم، وما علمك بمحمد ؟ قال: حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا: (محمد رسول الله، على أمير المؤمنين).

 


[ 191 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين سماه سيد المرسلين، برجال الجمهور. رأيت ذلك ورويته من كتاب (مولد مولانا علي عليه السلام بالبيت) تأليف أبي جعفر محمد بن بابويه، قد رواه عن رجال الجمهور، فلذلك أذكره واقتصر على المراد منه لأنه نحو خمس قوائم. فقال:

حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن عطا قال: حدثنا شاذان بن العلاء قال: حدثنا يحيى بن أبى يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثني مسلم بن خالد المكي قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد أمير المؤمين عليه السلام.

فقال: آه آه، لقد سئلتني عن خير مولود بعدي على سنة المسيح عليه السلام.

وذكره من اصطفاء الله جل جلاله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ولمولانا علي عليه السلام شيئا عظيما (1).

ثم قال: ومن قبل أن يقع في بطن أمه كان في زمانه رجل راهب عابد يقال له (المبرم بن دعيت) وكان مذكورا في العبادة، قد عبد الله عز وجل مائة وسبعين سنة، وذكر في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المبرم (2) الراهب بشر بولادة علي أمير المؤمنين عليه السلام.


 (1) ق وم: وذكره من اصطفاء الله جل جلاله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا على عليه السلام شيئا عظيما.

(2) في النسخ: اليوم، والظاهر ما ذكرناه.

 


[ 192 ]

وضمن الحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله: إن عليا عليه السلام سمي إمام المتقين وأمير المؤمنين وناصر الدين وقامع المشركين ومغيظ المنافقين وزين العابدين ووصي رسول رب العالمين قبل ولادته.

صلى الله على رسوله وعلى وصيه وعلى من يرضاه الصلاة عليه من الأولين والآخرين.

 


[ 193 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، سماه به سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين. روينا ذلك من كتاب (المعرفة) تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي.

وقد أثنى عليه محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست في الرابع فقال ما هذا لفظه: (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأصفهاني من ثقات العلماء المصنفين)(1).

فقال (2): إن هذا أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي كان من الكوفة ومذهبه مذهب الزيدية ثم رجع إلى اعتقاد الإمامية، وصنف هذا الكتاب المعرفة، فقال له الكوفيون: تتركه ولا تخرجه لأجل ما فيه من كشف الأمور.

فقال لهم: أي البلاد أبعد من مذهب الشيعة ؟ فقالوا: إصفهان.

فرحل من الكوفة إليها وحلف انه لا يرويه إلا بها.

فانتقل إلى اصفهان ورواه بها ثقة منه بصحة ما رواه فيه.

وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

والذي ننقله عنه من الاحاديث رواها برجال المذاهب الأربعة ليكون أبلغ في الحجة.

ووجدنا هذا الكتاب أربعة أجزاء ظاهرا أنها كتبت في حياة أبي إسحاق إبراهيم الثقفي الأصفهاني.

ونرويها بطرقنا التي ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الاجازات) (3).

وننقل ما ذكره (4) في تلك النسخة.

فقال إبراهيم الثقفي الاصفهاني في كتاب (المعرفة) ما هذا لفظه:


 (1) الفهرست لابن النديم: ص 279، الفن الخامس من المقالة السادسة.

(2) مقول القول ليس من كلام ابن النديم، بل نقل لما في النسخة من كتاب الثقفي.

(3) انظر الباب 37، الهاش 2.

(4) ق وم: نذكره.

 


[ 194 ]

في تسمية على عليه السلام بأمير المؤمنين على عهد النبي صلى الله عليه وآله: حدثنا إبراهيم قال: واخبرنا إسماعيل بن أمية (4) المقري قال: حدثنا عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب الأزدي عن علي عليه السلام.

قال: وحدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم عن عبد الله بن شريك عن جندب عن علي عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أناس، قبل أن يحجب النساء.

فأشار بيده أن أجلس بيني وبين عائشة.

فجلست، فقال: تنح عني (5).

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين ؟ ! (6).


 (4) كذا في البحار، وفي ق وم: أمير، وفى المطبوع: اتبر، وفي ق خ ل: أمية.

(5) في م والبحار والمطبوع: تنح كذا.

(6) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 25، كما أورده في البحار أيضا: ج 22 ص 243 ب 4 ح 10.


[ 195 ]

فيما نذكره عن إبراهيم الثقفي أيضا من كتاب (المعرفة) بتسمية مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير المحجلين. فقال إبراهيم الثقفي الأصفهاني في كتاب (المعرفة)، ويحتمل أن يكون في مجلس آخر غير الأول، ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: وأخبرنا إسماعيل بن ابان الأزدي قال: حدثنا صباح المزني قال: حدثني جابر عن إبراهيم عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الله بن الحارث (1): عن علي عليه السلام انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر، فجلس بين رسول الله وعائشة.

فقالت: ما وجدت لأستك مجلسا غير فخذي أو فخذ رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مهلا، لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين يوم القيامة، يقعده الله على الصراط فيدخل أوليائه الجنة واعدائه النار (2).


 (1) م والمطبوع: إسحاق بن عبد الله بن الحارث.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 26، كما أورده في البحار أيضا: ج 22 ص 242 ب 4 ح 6 مع الفرق في متن الحديث.

 


[ 196 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني في تسمية رسول الله صلوات الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجحلين وخاتم الوصيين، ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني إبراهيم بن محمد بن ميمون وعمار بن سعد، قالا (1): حدثنا علي بن عباس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب (2) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء أتوضأ.

ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار - وكتمته - إذ دخل علي بن أبي طالب.

فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي. فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجه علي وعرق وجه علي بوجهه. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي اليوم شيئا ما صنعته بي قط! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم الذي اختلفوا فيه من بعدي(3).


 (1) في النسخ: قال.

(2) في البحار: حيدر.

(3) أورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ذيل ح 30.

 


[ 197 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: واخبرني إبراهيم بن منصور وعثمان بن سعيد قالا: حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك قال: يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين.

فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار حتى قرع الباب فإذا علي (1) عليه السلام فلما دخل عرق وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عرقا شديدا، فمسح رسول الله من وجهه بوجه على.

فقال: مالي يا رسول الله، أنزل في شئ ؟ فقال: أنت مني وتؤدي عني وتبرء ذمتي رسالتي.

قال: يارسول الله، أو لم تبلغ الرسالة ؟ قال: بلى، ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا أو تخبرهم (2).


 (1) في المطبوع: حتى قرع الباب علي.

(2) أورده في البحار: ج 92 ص 92 ب 8 ذيل ح 38.

 


[ 198 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، من تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، سماه به رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله، فقال فيه ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: وحدثنا الحسن بن محبوب قال: حدثنا ثابت الثمالى عن أبي إسحاق عن أنس بنا مالك عن نبي الله صلوات الله عليه وآله بنحوه (1).


 (1) أورده في البحار: ج 92 ص 92 ب 8 ذيل ح 38.

 


[ 199 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، من تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، سماه به رسول الله صلى الله عليه وآله. ننقله من كتاب (المعرفة) المشار إليه بما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: واخبرني عثمان بن سعيد قال: حدثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد عن أبي إدريس عن نافع مولى عائشة قال: كنت خادما لعائشة وانا غلام اعاطيهم (1) إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندها.

فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة إذ جاء جاء فدق الباب.

فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطي، فرجعت إلى عائشة فاخبرتها، فقالت: أدخلها.

فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي رسلو الله صلى الله عليه وآله، فمد يده يأكل.

ثم قال: ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين يأكل معي.

قال عائشة: ومن أمير المؤمنين ؟ فسكت، ثم أعاد فسألت فسكت.

ثم جاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا علي بن أبي طالب، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله واخبرته.

فقال: أدخله، فدخل علي عليه السلام.

فقال: مرحبا وأهلا لقد تمنيتك حتى لو ابطأت على لسئلت الله أن يجئ بك، اجلس فكل فجلس فأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه


 (1) في البحار: اغاطيهم.

 


[ 200 ]

وآله: قاتل الله من يقاتلك ومن يعاديك.

قالت عائشة: ومن يعاديه ؟ قال: أنت ومن معك ! أنت ومن معك (2) !


(1) أورده في البحار: ج 32 ص 282 ب 6 ح 229، نقلا عن كافية المفيد.

 


[ 201 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني في تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله، نذكره بلفظه:

حدثنا إبراهيم، قال: واخبرني محمد بن مروان قال: حدثنا إسماعيل بن ابان قال: حدثنا ناصح أبو عبد الله، وقد وثقه اصحابنا، عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان على عليه السلام يقلو: أرأيتم لو أن نبى صلى الله عليه وآله قبض من كان يكون أمير المؤمنين إلا أنا ؟ وربما قيل له (يا أمير المؤمنين) والنبي صلى الله عليه وآله ينظر إليه وهو يتبسم (1).


 (1) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 27.


[ 202 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا على عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير المؤمين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط.

حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني مخول بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن شيبة المبتلي قال: سمعت جابر الجعفي يقول: أخبرني وصي الأوصياء قال: دخل على عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وعنده عائشة، فجلس قريبا منها.

فقالت: ما وجدت يابن أبي طالب مقعدا إلا فخذي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهرها فقال: يا عائشة، لا تؤذيني في أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط فيدخل اوليائه الجنة واعدائه النار (1).


 (1) أورده في البحار: ج 39 ص 200 ب 84 ح 21.

 


[ 203 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا الحكم بن زهير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله قاعدا مع اصحابه فرأى عليا فقال: هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين.

فجلس بين النبي صلى الله عليه وآله وبين عائشة.

فقالت: يا بن أبي طالب، ما وجدت مقعدا غير فخذي ؟ فضربها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده من خلفها ثم قال: لا تؤذيني في حبيبي فإه لا يبغضه إلا ثلاثة: لزنية أو منافق أو من لغته الله في بعض حيضتها (1).

أقول: كذا الأصل (لغته الله)، ولعلها كانت (حملته أمه) (3).


 (1) في البحار: أو من حملته أمه في بعض حيضتها.

(2) م: لغته أمه.

(3) أورده في البحار: ج 27 ص 155 ب 5 ح 27.

 


[ 204 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، ان البي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. قال: يا رسول الله، وأنت حي ؟ قال: وأنا حي. وهذا الباب يشتمل على ثلاثة أحاديث بثلاثة طرق نذكرها كما ذكرها. قال ما هذا لفظه:

حدثنا إبراهيم قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال: حدثنا زياد [ بن ] (1) المنذر الهمداني عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وآله كان علي عليه السلام صاحب متاعه يضمه إليه.

فإذا نزلنا يتعاهد متاعه، فإن رأى شيئا يرمه رمه (2) وان كان نعل خصفها.

فنزلنا منزلا، فاقبل علي عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله.

فدخل أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذهب فسلم على أمير المؤمنين.

قال: يا رسلو الله، وأنت حي ؟ قال: وأنا حي.

قال: من ذلك ؟ قال: خاصف النعل.

ثم جاء عمر فقلا له رسول الله صلى الله عليه وآله: اذهب فسلم على أمير المؤمنين.

فقال بريدة: وكنت أنا فيمن دخل معهم، فأمرني أن أسلم على علي عليه السلام.

فسلمت عليه كما سلموا.


 (1) الزيادة من البحار.

(2) أي إن رأى شيئا يحتاج إلى الإصلاح أصلحه.

 


[ 205 ]

فقال إسماعيل: وأخبرنا أبو الجارود قال: حدثني حبيب بن يسار وعثمان بن بسط بمثله (3).

حدثنا إبراهيم قال: وحدثني عثمان بن سعيد قال: حدثنا أبو حفص الأعشى قال: حدثنا أبو الجارود عن أبي داود الحازمي (4) عن عبد الله بن بريدة قال: أخبرني أبي عن نبي الله بمثله (5).


 (3) في البحار: بسيط.

(4) خ ل: الخوارزمي.

(5) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 28.

 


[ 206 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم علي عليه السلام بأمير المؤمنين. وفيه حديثان من طريقين بلفظ واحد.

حدثنا إبراهيم قال: واخبرني المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم العبدي عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونحن سبعة وانا أصغر القوم.

وذكر هذا الحديث (1) من طريق آخر فقال: وحدثنا المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم عن أبي داود عن بريدة بمثله (2).


 (1) في النسخ: وذكره لهذا الحديث.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 29.


[ 207 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني من أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين.

حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني عباد بن يعقوب ومحرز بن هشام قال: حدثنا السدي بن عبد الله السلمي عن علي بن حزور قال: حدثنا أبو داود عن بريدة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم (1) أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين.

فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، أمن الله أم من رسوله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل من الله ورسوله (2).


 (1) في المطبوع: كان يأمرهم.

(2) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 30.

 


[ 208 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا من أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على مولانا على عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال ما هذا لفظه:

قال: واخبرني إبراهيم عن مخول بن إبراهيم قال: سئلت موسى بن عبد الله بن الحسن عن حديث أبي العلاء (1) عن أبي داود عن بريدة: إن النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين.

فقال موسى: يحق له، يحق له ! قال: قلت: وما يحق له (2) ؟ قال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) و (من كنت مولاه فعلي مولاه).

وقال إبراهيم: قال مخول: سئلت جعفر بن عبد الله بن الحسن بن علي - وكان فاضلا - عن ذلك، فقال لي قول مثل موسى (3) بن عبد الله: يحق له، يحق له (4).

يقول مولانا الصاحب الصدر الكبير، العالم الفقيه الكامل العلامة الفاضل، الزاهد العابد الورع المجاهد النقيب الطاهر، ذو المناقب والمخافر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد


 (1) ق وم: ابن العلاء.

(2) أي يحق له هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله.

(3) ق: فقال مثل قول موسى.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 31.

 


[ 209 ]

آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس، ابلغه الله أمانيه وكبت اعاديه: هذه خمسة عشر حديثا (5) من رجال الأربعة المذاهب من كتاب (المعرفة) الذي باهل مؤلفه به علماء اصفهان (6)، واحتج به على الأقارب والأجانب وما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله عذرا لأحد يعتذر به يوم القيامة إليه.


 (5) المجموع 13 حديثا، لكن كل من البابين 44 و 54 يشتملان على طريقين والباب 53 على ثلاثة طرق فيكون 17 حديثا.

(6) انظر أول الباب 44.

 


[ 210 ]

في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وقائد الغر المحجلين.

نذكره من كتاب (التنزيل في النص على أمير المؤمنين عليه السلام) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وقد مدحه وأثنى عليه أبو العباس أحمد بن علي النجاشي في كتاب، (الفهرست)، فقال ما هذا لفظه: (محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر يعرف بابن أبي الثلج، هو عبد الله بن إسماعيل الكاتب، ثقة عين كثير الحديث، له كتب منها (كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام) (1).

ونحن نروي هذا من عدة طرق قد ذكرناها في (كتاب الإجازات) (2)، ووجدنا في نسخة عتيقة عسى أن تكون كتابتها في حياة مؤلفها، بأسانيده إلى أبي الجارود في عدة أحاديث.

فمنها ما يأتي لفظه في تأويل قوله تعالى * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (3).

رواه أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال في قوله عز وجل * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * الآية، قال النبي صلى الله عليه وآله: تحشر أمتي يوم القيامة حتى يردوا علي الحوض، فترد راية إمام المتقين وسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وقائد الغر المحجلين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام فاقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟ فيقولون: اما الأكبر فاتبعنا وصدقنا


 (1) رجال النجاشي: ص 296 (2) انظر الباب 37، الهامش 2 (3) سورة آل عمران: الآية 106.

 


[ 211 ]

واطعنا، واما الأصغر فأحببنا ووالينا حتى هرقت دمائنا.

فأقول: ردوا روآء مرويين مبيضة وجوهكم الحوض، وهو تفسير الآية (4).


 (4) أورده في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 18.

 


[ 212 ]

فيما نذكره من كتاب (الثقة أبي بكر محمد بن أبي الثلج) في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، نذكر المراد منه بلفظه:

وقال أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله (1) تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وآله بكراع الغميم (2): * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - في علي - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (3).

فذكر قيام رسول الله صلى الله عليه وآله بالولاية بغدير خم قال: ونزل جبرئيل عليه السلام بقول الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (4).

بعلى أمير المؤمنين في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم وأتم عليكم نعمته ورضي لكم الإسلام دينا. فاسمعوا له واطيعوا تفوزوا واتغنموا (5).


 (1) م والمطبوع: لم يمض إلا بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضي الرب أنزل الله.

(2) ق وم: الغيم والصحيح ما في البحار.

(3) سورة المائدة: الآية 67، وفي النسخ: بلغ ما أنزل الله إليك (4) سورة المائدة: الآية 3.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 137 ب 52 ح 26.

 


[ 213 ]

فيما نذكره من كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج، في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين ما هذا لفظه:

وقوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * (1).

حدث الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر الجعفي (2) عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام:

إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله به ابتداء الخلق حيث أقامهم. فقال: ألست بربكم ؟ قالوا جميعا: بلى. فقال: محمد رسولي ؟ فقالوا جميعا: بلى. فقال: وعلي أمير المؤمنين ؟ فقالوا جميعا (3): لا، استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (4).


 (1) سوره الأعراف: الآية 172، وفى النسخ (ذرياتهم).

(2) في البحار: عن جبير الجعفي، وفى م وق خ ل: خبير.

(3) في البحار وم وق خ ل: فقال الخلق جميعا.

(4) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 43.

 


[ 214 ]

فيما نذكره من كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج، في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال ما هذا لفظه:

القول في قول الله عز وجل * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) * (1).

روي الفضل بن رمز (2) عن أخي بريدة عن النبي صلى الله عليه وآله: قال صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه: سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين. فقال رجل من القوم: لا والله لا تجمع (3) النبوة والخلافة في أهل بيت أبداً. فأنزل الله تعالى هذه الآية: * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) * (4).


 (1) سوره الزخرف: الآية 81.

(2) م: زمر، وق خ ل: زبير.

(3) خ ل: تجتمع.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 305 ب 54 ح 32.

 


[ 215 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب لأهل البيت عليهم السلام) تأليف محمد بن جرير الطبري صالح التاريخ، من تسمية ذي الفقار لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين.

قال في خطبته ما هذا لفظه: (حدثنا الشيخ الموفق (1) محمد بن جرير الطبري ببغداد في مسجد الرصافة، قال: هذا ما ألفته من جميع الروايات من الكوفيين والبصريين والمكيين والشاميين وأهل الفضل كلهم (2) واختلافهم في أهل البيت عليهم السلام، فجمعته وألفته أبوابا ومناقب ذكرت فيه بابا بابا، وفصلت بينهم وبين فضائل غيرهم، وخصصت أهل هذا البيت بما خصهم الله به من الفضل).

قلت انا: وقال أبو بكر أحمد بن ثابت خطيب بغداد في تاريخه في مدح محمد بن جرير الطبري ما هذا لفظه: (استوطن الطبري ببغداد وأقام بها إلى حين وفاته.

وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضيلته (3)، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد، وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءت (4) بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من الخالفين) ثم ذكر أنه بقي أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة.

وذكر عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: ما اعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير الطبري، ولقد ظلمته الحنابلة (5).

وذكر أنه مات يوم


 (1) م، وق خ ل: المدقق.

(2) ق وم: أهل كلهم.

(3) في المصدر: فضله.

(4) ق وم: بالقرآن.

(5) في المطبوع: الخائنة.

 


[ 216 ]

السبت ودفن يوم الأحد في داره لأربع [ بقين ] (6) من شوال سنة ست عشر وثلاثمائة.

ثم ذكر أنه صلى عليه من لا يحصيهم إلا الله وصلى على قبره شهورا ليلا ونهارا (7).

وسيأتي من الثناء على هذا محمد بن جرير الطبري في أواخر هذا الكتاب (8) ما يدل على الاعتماد عليه فيما أسندناه إليه.

أقول: وقد ذكرنا هذا الثناء والمدح من الخطيب على محمد بن جرير الطبري ليكون ما ننقله عن حجة لله جل جلاله ولرسوله صلوات الله عليه وآله.

وقد ذكر في كتاب المناقب المشار إليه من تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين ثلاثة أحاديث نذكرها في ثلاثة أبواب.

فقال ما هذا لفظه: أبو جعفر قال: حدثنا داود بن عمر بن عبد الله بن إسحاق [ قال: وحدثني مسدد بن مسرهد (9) الأسدي ] (10)، قال: حدثني روح بن عبد الله الجرجاني قال: أخبرني أبو الأخوص (11) عبد الله بن يسار قال: أخبرنا زرارة بن أعين عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطاني ربي ذا الفقار (12)، قال يا محمد، خذه وأعطه خير أهل الأرض.

فقلت: من ذلك يا رب ؟ قال: خليفتي في الأرض علي بن ألي طالب عليه السلام.

وان ذا الفقار كان ينطق مع علي عليه السلام ويحدثه حتى أنه هم يوما


 (6) الزيادة من المصدر.

(7) تاريخ بغداد: ج 2 ص 162، الرقم 589.

(8) انظر الباب 187.

(9) الصحيح ما ذكرنا وفي النسخ: (مسرد بن مستر هذا الأسدي).

(10) ما بين المعكوفتين ليست في البحار.

(11) في البحار: الأحوص.

(12) في البحار وم: ان الله تبارك وتعالى اعطاني ذا الفقار.

 


[ 217 ]

بكسره (13) فقال: مه يا أمير المؤمنين، إني مأمور وقد بقي في أجل المشرك (13) تأخير.

أقول أنا: يمكن أن يكون قد سقط بعد قوله (هم يوما بكسره): (وقد ضرب به مشركا فلم يقتله) (15).


 (13) في البحار: يكسره.

(14) في المطبوع: أجل الشرك.

(15) أورده في البحار: ج 42 ص 67 ب 118 ح 13.

 


[ 218 ]

فيما نذكره عن أبي جعفر ابن جرير الطبري برجالهم، في تسمية علي عليه السلام يوم القيامة بأمير المؤمنين، فقال ما هذا لفظه:

أبو جعفر قال: حدثني زريق بن محمد الكوفي قال: أخبرنا محمد بن اليسع عن أبي اليماني عن محمد بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * (1).

فقال: ينادي يوم القيامة: (أين أمير المؤمنين) ؟ فلا يجيب أحد له أحدا (2) ولا يقوم إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ومن معه، وساير الأمم كلهم يدعون إلى النار (3).

فصل :

أقول: كذا رأيت هذا الحديث: (وساير الأمم)، ولعله كان (وساير الائمة)، يعني الذين سماهم الله في كتابه بقوله * (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) * (4)، والله أعلم، أو كان (سائر الفرق).


 (1) سورة بني إسرائيل: الآية 71.

(2) في البحار: فلا يجيب أحدا أحدا.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 305 ب 54 ح 33.

(4) سورة القصص: الآية 41.

 


[ 219 ]

فيما نذكره عن أبي جعفر ابن جرير الطبري برواية رجالهم، ان جبرئيل عليه السلام خاطب عليا عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسماه (أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين) وهذا لفظه:

أبو جعفر قال: حدثنا ناقد بن إبراهيم بن عبد الواحد عن زكريا بن يحيى عن الهيثم بن جابر قال: سمعت أبا سلمان أيوب بن يونس قال: حدثنا الحصين بن سالم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله عليلا وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يحب أن لا يسبقه إليه أحد.

فغدا إليه ذات يوم وهو في صحن داره فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي.

فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: يا حبيبي، أذن مني، لك عندي مدحة نزفها إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين.

لواء الحمد بيدك وتزف أنت وشعيتك معي زنا، قد أفلح من تولاك وخاب وخسر من تخلاك، محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعتي (1). أدنُ مني.

قال: فاخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره.

أقول: كان في الأصل (محبو محمد أحبوك) (2).

 


 (1) كذا في النسخ والبحار، ولكن الظاهر (شفاعتك) أو (شفاعة محمد صلى الله عليه وآله).

(2) أورده في البحار: ج 40 ص 16 ب 91 ح 33.

 


[ 220 ]

فصل :

فقد ذكرنا هذا الحديث فيما تقدم (3) بغير هذا الطريق، وذلك اتم في اللفظ والمعنى وأوضح في التوفيق فمن أراد نظره على التمام فلينظره من هناك.


 (3) انظر الباب 1 و 24.

 


[ 221 ]

فيما نذكره من كتاب (اسماء مولانا علي صلوات الله عليه)، ان الله جل جلاله عهد إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى بالنبيين والكلمة التي الزمها التقوى.

وهذا الكتاب رواية أبي طالب عبيد الله بن أح مد بن يعقوب الأنباري برجالهم من نسخة عتيقة يوشك أن تكون في حياة مؤلفها. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا علي بن عباس عن علي بن المنذر الطريقي عن سكين (1) الرحال عن فضيل الرسان عن أبي داود الهمداني عن أبي نذرة (2) قال:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عز وجل عهد إلى في علي عهدا. فقلت: اللهم بين لي. قال: إسمع. قلت: اللهم قد سمعت. قال: أخبرنا عليا انه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين (3).


 (1) كذا في البحار، وفي النسخ: سلين.

(2) في البحار: أبي برزة، وفي ق والمطبوع: خ ل: أبي بردة.

(3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ح 34.

 


[ 222 ]

فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب (الدلائل) (1) تأليف الشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بتقديم تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، فقال ما هذا لفظه:

وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البزاز قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ البزاز قال: حدثنا أبو سهيل (2) أحمد بن عبد الله بن زياد قال: حدثني أبو العباس عيسى بن إسحاق قال: سئلت إبراهيم بن هراسة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: لو علم الناس متى سمي علي (أمير المؤمنين) ما انكروا ولايته.

قلت: رحمك الله، متى سمي علي (أمير المؤمنين)، قال: كان ربك عز وجل حيث أخذ من بني آدم * (من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) * (3) ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين(4).


 (1) الموجود في كتاب (الدلائل) هو الجزء الثاني وأما الجزء الأول فلم يصل إلى العلامة المجلسي أيضا.

(2) في المطبوع وق خ ل: سهل.

(3) سورة الأعراف: الآية 172.

(4) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ح 35، وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: ج 1 ص 548.

 


[ 223 ]

فيما نذكره من كتاب (الدلائل) من الجزء الأول برواية أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بما يقتضي أن عليا عليه السلام كان يسمى في حياة النبي صلى الله عليه وآله (أمير المؤمنين). نذكره بلفظه لتعلموا (1) أنه رواية من رجالهم.

حدثني القاضي أبو الفرج المعافى قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا القاسم بن هاشم بن يونس النهشلي قال: قال الحسن بن الحسين، قال: حدثنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن سائب عن سعيد بن جبير عن ابن عامر (2) عن قول الله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3)، قال: اجتاز عبد الله بن سلام ورهط (4) معه برسول الله صلى الله عليه وآله.

فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون المسجد.

إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء واقسموا أن لا يخالطوا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا.

فبيناهم يشكون إلى النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فلما قرئها عليهم قالوا: قد رضينا بما رضي الله ورسوله ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين.


 (1) م: ليعلم (2) في البحار وق خ ل: ابن عباس.

(3) سورة المائدة: الآية 55.

(4) في البحار وق خ ل: رهطه.

 


[ 224 ]

واذن بلال العصر وخرج النبي صلى الله عليه وآله فدخل والناس يصلون ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأله (5). فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل أعطاك أحد شيئا ؟ فقال: نعم. قال: ماذا ؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاك ؟ قال: ذاك الرجل القائم.

قال النبي صلى الله عليه وآله: على أي حال اعطاكه ؟ قال: اعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (6).


 (5) ق: يسأل.

(6) أورده في البحار: ج 35 ص 186 ب 4 ح 6.

 


[ 225 ]

فيما نذكره من كتاب (الدلائل) لمحمد بن جرير الطبري، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وسيد الوصيين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا عمران (1) بن محسن بن محمد بن عمران بن طاووس مولى الصادق عليه السلام قال: حدثنا يونس بن زياد الخياط (2) الكفرثوثي (3) قال: حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع: إن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد عليه السلام.

قال: سئلت جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ما كان سببها ؟ فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلائه وعظم عناؤه.

فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج يصلي الصلاة، فصلى معه.

فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأله عن مسيرة ذلك وما صنع فيه.


(1) م: عمر (2) في البحار والمطبوع: الحناط.

(3) م وق: التكبربرني.

 


[ 226 ]

فجعل علي عليه السلام يحدثه وأسارير رسول الله صلى الله عليه وآله تلمع سرورا بما حدثه.

فلما أتى صلوات الله عليه على [ آخر ] (4) حديثه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أبشرك يا أبا الحسن ؟ قال (5): فداك أبي وأمي، فكم من خير بشرت به.

قال: إن جبرئيل عليه السلام هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمد، هذا ابن عمك علي وارد عليك وان الله عز وجل ابلى المسلمين به بلاء حسنا، وأنه كان من صنعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به.

فقال لي: يا محمد، انه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث، ونجا شيث بأبيه آدم ونجا آدم بالله.

يا محمد، ونجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام، ونجا سام بنوح ونجا نوح الله.

يا محمد، ونجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمان وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل، ونجا إسماعيل بإبراهيم، ونجا إبراهيم بالله.

يا محمد، ونجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله.

يا محمد، ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله.

يا محمد، ونجا من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله عز وجل.


(4) الزيادة من ق.

(5) ق خ ل: فقال علي عليه السلام.

 


[ 227 ]

يا محمد، ان الله جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها.

فسجد علي صلوات الله عليه، وجعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى.

وإن الله جل اسمه خلق محمد وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام اشباحا، يسبحون ويهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم باربعة عشر ألف عام، فجعلهم نوار ينقلهم من ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات والمهذبات من النساء من عصر إلى عصر.

فلما أراد الله [ عز وجل ] (6) أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسمه قسمين، جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد مناف (7) فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته وقاضي دينه وكاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه (8).


 (6) الزيادة من ق.

(7) في البحار: وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

(8) أورده في البحار: ج 35 ص 26 ب 1 ح 22.

 


[ 228 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) من الأخبار والروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الصحابة والتابعين بالأسانيد الصحاح، في أن الله تعالى بعث جبرئيل ان يشهد لعلي عليه السلام بالولاية في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وتسميته أمير المؤمنين. رأينا ذلك في نسخة عتيقة جدا، تاريخ كتابتها شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين. فقال ما هذا لفظه:

حدثنا عبد الله بن جبلة قال: حدثنا ذريح المحاربي عن أبي حمزة الثمالي أنه سمع جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن الله بعث جبرئيل أن يشهد لعلى بالولاية في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وتسميته أمير المؤمنين.

فدعا نبي الله صلى الله عليه وآله تسعة رهط فقال: انما دعوتكم لتكونوا من شهداء الله، أقمتم أم كتمتم.

قوموا فسلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين.

فقالوا: عن أمر الله وأمر رسوله سميته أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فقاموا فسلموا عليه.

ثم سمي التسعة (1).


 (1) انظر تفسير العياشي: ج 2 ص 268، وتفسير البرهان: ج 2 ص 383.

 


[ 229 ]

فيما نذكره من أحاديث آخر من كتاب (الإمامة)، بالأسانيد الصحاح عن ثلاثة طرق، في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، ما هذا لفظه:

حدثنا أبو سفيان كليب المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم العبدي عن العلاء بن المسيب عن أبي داود الهمداني عن بريدة بن خصيب الأسلمي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين ونحن سبعة وانا اصغر القوم.

قال يحيى بن سالم: وحدثنا زياد بن المنذر عن أبي داود عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله بمثله.

قال: وحدثنا أبو العلاء عن أبي داود عن بريدة عن نبي الله صلى الله عليه وآله بمثله (1).


 (1) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ذيل ح 29.