معجزة اخراج النوق

(وروى بالاسانيد) عن على بن ابى طالب (ع) انه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله حبر من احبار اليهود فقال يا رسول الله قد ارسلني اليك قومي وقالوا انه عهد الينا نبينا موسى بن عمران وقال اذا بعث بعدى نبي اسمه محمد وهو عربى فامضوا اليه واسألوه ان يخرج لكم من جبل هناك سبع نوق حمر الوبر سود الحدق فان اخرجها لكم فسلموا عليه وآمنوا به

[131]

واتبعوا النور الذى انزل معه فهو سيد الانبياء ووصيه سيد الاوصياء وهو منه كمثل اخى هارون منى فعند ذلك قال الله اكبر قم بنا يا اخا اليهود قال فخرج النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون حوله إلى ظاهر المدينة وجاء إلى جبل فبسط البردة وصلى ركعتين وتكلم بكلام خفى واذا الجبل يصر صريرا عظيما فانشق وسمع الناس حنين النوق فقال اليهود مد يدك فانا نشهد ان لا إله الاالله وانك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وان جميع ما جئت به صدق وعدل يا رسول الله فامهلني حتى امضي إلى قومي واخبرهم ليقبضوا عدتهم منك ويؤمنوا بك قال فمضى الحبر إلى قومه بذلك ففروا باجمعهم وتجهزوا للمسير وساروا يطلبون المدينة ليقضوا عدتهم فلما دخلوا المدينة وجدوها مظلمة مسودة بفقد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد انقطع الوحى من السماء وقد قبض صلى الله عليه وآله وجلس مكانه ابوبكر فدخلوا عليه وقالوا انت خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله قال نعم قالوا اعطنا عدتنا من رسول الله * ص * قال وماعدتكم قالوا انت اعلم منا بعدتنا ان كنت خليفته حقا وان لم تكن خليفته فكيف جلست مجلس نبيك بغير حق لك ولست له اهلا فقام وقعد وتحير في امره ولم يعلم ماذا يصنع واذا برجل من المسلمين قد قام وقال اتبعونى حتى ادلكم على خليفة رسول الله - ص - قال فخرج اليهود من بين يدى ابى بكر وتبعوا الرجل حتى اتوا إلى منزل فاطمة الزهراء - ع - فطرقوا الباب وإذا الباب قد فتح وخرج اليهم على وهو شديد الحزن على رسول الله - ص - فلما رآهم قال ايها اليهود تريدون عدتكم من رسول الله - ص - قالوا نعم فخرج معهم إلى ظاهر المدينة إلى الجبل الذى صلى عنده رسول الله - ص - فلما رأى مكانه تنفس الصعداء وقال بأبي وامى من كان بهذا الموضع منذ هنيئة ثم صلى ركعتين واذا بالجبل قد انشق وخرجت النوق وهي سبع نوق فلما رأوا ذلك قالوا بلسان واحد نشهد ان لا إله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وان ما جاء به النبى صلى الله عليه وآله من عند ربنا هو الحق وانك خليفته

[132]

حقا ووصيه ووارث علمه فجزاه الله وجزاك عن الاسلام خيرا ورجعوا إلى بلادهم مسلمين موحدين.