اعتراف عمر بفضل علي

(وعن سليم بن قيس) يرفعه إلى ابي ذر والمقداد وسلمان (رض) قالوا قال لنا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) انى مررت بالصهاكي يوما فقال لي ما مثل محمد في أهل بيته الا كمثل نخلة نبتت في كناسة قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرت ذلك له فغضب غضبا شديدا فقام فخرج مغضبا وصعد المنبر ففزعت الانصار ولبسوا السلاح لما رأوا من غضبه ثم قال ما بال اقوام يعيرون اهل بيتى وقد سمعوني اقول في فضلهم ما اقول وخصصتهم بما خصهم الله تعالى به وفضل عليا (ع) عليهم لا كرامة وسبقه إلى الاسلام وبلائه وانه منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي ثم انهم يزعمون ان مثلي في اهل بيتى كمثل نخلة نبتت في كناسة الا ان الله سبحانه وتعالى خلق خلقه وفرقهم فرقتين وجلعنى في خيرها شعبا وخيرها قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلنى في خيرها بيتا حتى حصلت في اهل بيتي وعشيرتي وبنى ابي انا واخي علي بن طالب ثم ان الله اطلع إلى الارض اطلاعة فاختارنى منهم ثم اطلع عليهم ثانية فاختار اخي وابن عمي ووزير ووارثي ووصى وخليفتى في امتى ومولى كل مؤمن ومؤمنة من بعدي فمن والاه فقد والانى ومن عاداه فقد عادانى ومن عادانى فقد عادى الله ومن احبه فقد احب الله تعالى ومن ابعضه فقد ابغض الله تعالى فلا يحبه الا مؤمن ولا ولا يبغضه الا كافر فهو زين الارض بعدى وزين من اسكنتها وهو كلمة الله التقوى وعروتة الوثقى ثم قال (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره) ايها الناس ليبلغ مقالتي الشاهد منكم الغائب اللهم اشهد عليهم ان الله عزوجل نظر ان اهل الارض نظرة ثالثة فاختار منها احد عشر اماما وهم من أهل بيتى خيار امتي بعد اخى على كلما هلك منهم أحد قام آخر كمثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع آخر وهم ائمة هادون مهديون لايضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم لعن الله من كادهم ومن خذلهم هم حجج الله تعالى في ارضه وشهدائه على خلقه من أطاعهم فقد

[135]

أطاع الله تعالى ومن عصاهم فقد عصى الله تعالى ثم هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه حتى يردوا على الحوض أولهم ابن عمى على بن أبي طالب (ع) وهو خيرهم وافضلهم ثم ابني الحسن ثم ابنى الحسين وامهم فاطمة ابنتي ثم تسعه من ولد الحسين ثم بعدهم جعفر بن ابي طالب ثم عمى حمزة بن عبد المطلب انا أخير النبيين والمرسلين وعلى خير الوصيين وأهل بيتى خير بيوت أهل النبيين وفاطمة ابنتي سيدة نساء أهل الجنة اجمعين ايها الناس اترجون شفاعتى لكم واعجز عن أهل بيتى ايها الناس ما من احد غدا يلقى الله تعالى مؤمنا لا يشرك به شيئا إلا أجره الجنة ولو ان ذنوبه كتراب الارض ايها الناس لو اخذت بحقه باب الجنة ثم تجلى لي؟ الله عزوجل فسجدت بين يديه ثم اذن لي في الشفاعة لم اوثر على أهل بيتى احدا أيها الناس عظموا أهل بيتي في حياتى وبعد مماتي واكرموهم وفضلوهم لايحل لاحد ان يقوم لاحد غير أهل بيتى فانسبونى من انا قال فقام الانصار وقد أخذوا بأيدهم السلاح وقالوا نعوذ الله من غضب الله وغضب رسوله اخبرنا يارسول الله من آذاك يا رسول الله من آذاك في اهل بيتك حتى نضرب عنقه قال انا محمد بن الله عبدالمطلب ثم انتهى بالنسب إلى نزار ثم مضى إلا اسماعيل بن ابراهيم خليل الله ثم مضى منه إلى نوح (ع) ثم قال أنا واهل بيتى كطينة آدم (ع) نكاح غير سفاح سلوني والله لايسألني رجل الا اخبرته عن نسبه وعن ابيه فقام اليه رجل فقال من انا يارسول الله فقال ابوك فلان الذى تدعى اليه قال فارتد الرجل عن الاسلام ثم قال (ع) والغضب ظاهر في وجهه ما يمنع هذا الرجل الذى يعيب على أهل بيتى وأهلى واخى ووزيري وخليفتى من بعدى وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدى ان يقوم ويسألني عن أبيه اين هو في جنة ام في نار قال فعند ذلك خشى الثاني على نفسه ان يذكر رسول الله ويفضحه بين الناس فقام وقال نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ونعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله اعف عنا عفى

[136]

الله عنك اقلنا اقالك الله استرنا سترك الله اصفح عنا جعلنا الله فداك فاستحى النبي وسكت فانه كان من أهل الحلم وأهل الكرم واهل العفو ثم نزل صلى الله عليه وآله (ومما رواه) الحكم بن مروان ان عمر بن الخطاب نزلت قضية في زمان خلافته فقام لها وقعد وارتج ونظر من حوله فقال معاشر الناس والمهاجرين والانصار ماذا تقولون في هذا الامر فقالوا انت أميرالمؤمنين وخليفة رسول الله تعالى والامر بيدك فغضب من ذلك وقال ياايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ثم قال والله لتعلمن من صاحبها ومن هو اعلم بها فقالوا يا امير المؤمنين كأنك اردت على بن أبي طالب قال انا نعدل عنه وهل لقحت حرة بمثله قالوا أنأتيك به يا امير المؤمنين قال هيهات هناك شمخ من هاشم ونسب من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يأتى فقوموا بنا اليه قال فقام عمر ومن معه وهو يقول: (ايحب الانسان ان يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فسوى) ودموعه تهمل على خديه قال فأجهش القوم لبكائه ثم سكت فسكتوا وسأله عمر عن مسئلته فأصدر جوابها فقال اما والله يا ابا الحسن لقد ارادك الله للحق ولكن ابى قومك فقال له اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يا اباحفص عليك من هنا ومن هنا: (ان يوم الفصل كان ميقاتا) قال فضرب عمر بأحدى يديه على الاخرى وخرج مسود اللون كأنما ينظر في سواد وهذا الحديث من كتاب اعلام البنوة في القائمة الاولى وفي وقف الاخلاطية.