خبر خلق الانوار الخمسة

* ومن فضائله - ع - * مارواه سلمان والمقداد بن الاسود الكندى وعمار بن ياسر العنسي وابوذر الغفار وحذيفة بن اليمان وابوالهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبوالطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهم انهم دخلوا على النبي صلى الله عليه وآله فجلسوا بين يديه والحزن ظاهر في وجوههم فقالوا نفديك يا رسول الله بأموالنا واولادنا وانفسنا وبالآباء والامهات انا نسمع في أخيك علي بن ابي طالب (ع) ما يحزننا أتأذن لنا بالرد عليه فقال صلى الله عليه وآله وما عساهم ان يقولوا في أخى فقال يارسول الله يقولون أى فضل لعلي بن ابي طالب في سبقه الاسلام وانما ادركه طفلا ونحو ذلك فهذا يحزننا فقال النبي صلى الله عليه وآله هذا يحزنكم قالوا نعم يا رسول الله فقال بالله عليكم هل علمتم من الكتب المتقدمة ان ابراهيم الخليل (ع) ذنب ابوه وهو حمل في بطن امه فخافت عليه من النمرود بن كنعان لعنه الله لانه كان يقتل الاولاد ويبقر بطون الحوامل فجاء‌ت به فوضعته بين اثلاث بشاطئ نهر يتدفق يقال له خرزان بين غروب الشمس إلى الليل فلما وضعته واستقرعلى وجه الارض قام تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من الشهادة بالوحدانية ثم اخذ ثوبا فاتشح به وامه ترى ما يصنع وقد ذعرت منه ذعرا شديدا فهرول من يدها مادا عينيه إلى السماء وكان منه انه عند ما نظر الكواكب سبح الله وقدسه وقال سبحان الملك القدوس فقال الله فيه (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السماوات والارض).

الآية وعلمتم ان موسى بن عمران كان قريبا من فرعون وكان فرعون في طلبه وكان يبقر بطون الحوامل من أجله ولدته امه فزعت عليه فأخذته من تحتها وطرحته في التابوت

[127]

وقال لها يا امي القيني في اليم فقالت له وهي مذعورة من كلامه اني اخاف عليك الغرق قال لها لا تخافي ولا تحزني ان الله تعالى رادى عليك ثم القته في اليم كما ذكر لها ثم بقى في اليم لايطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما مدة إلى ان رد على امه وقيل بقى سبعين يوما فأخبر الله تعالى عنه (إذ تمشى اختك فتقول هل ادلكم على من يكفله) الآية وعيسى بن مريم (ع) إذا تكلم مع امه عند ولادته وقصته مشهورة فناداها من تحتها (ان لاتحزني قد جعل ربك تحتك سريا الاية والسلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا وقد علمتم جميعا انى أفضل الانبياء قد خلقت انا وعلي من نور واحد وان نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا وبطون امهاتنا في كل عصر وزمن إلى عبدالمطلب فكان نورنا يظهر في آبائنا فلما وصل إلى عبدالمطلب انقسم النور نصفين نصفا إلى عبدالله ونصفا إلى أبي طالب عمي وانهما كانا جلسا في ملا من الناس يتلالا نورنا في وجهيهما من دونهم حتى ان السباع والهوام كانت تسلم عليهما لاجل نورنا حتى خرجنا إلى دار الدنيا وقد نزل علي جبرئيل عند ولادة ابن عمي وقال يامحمد ربك يقرئك السلام ويقول لك الآن ظهرت نبوتك واعلان وحيك وكشف رسالتك اذايدك الله تعالى بأخيك وخليفتك ووزيرك من بعدك والذى شد به ارزك وأعلن به ذكرك على اخيك وابن عمك فقم اليه واستقبله بيدك اليمينى فانه من اصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلون قال فقمت فوجدت امي بعد امى بين النساء والقوابل من حولها وإذا بحجاب قد ضربه جبرئيل بينى وبين النساء فاذا هي قد وضعته فاستقبلته قال ففعلت ما امرنى به جبرئيل ومددت يدى اليمنى نحو امه فاذا بعلي قد اقبل على يدي واضعا يده اليمنى في اذنه بؤذن ويقيم بالحنفية ويشهد بالوحدانية لله وبرسالتى ثم انثنى إلى وقال السلام عليك يا رسول الله فقلت له اقرأ يا أخى فوالذي نفسي بيده قد ابتدأ بالصحف التى انزلها الله تعالى على آدم واقام بها فتلاها من اولها إلى آخرها

[128]

حتى لو حضر آدم لاقر له انه الفظ لها منه ثم تلا صحف نوح ثم صحف ابراهيم ثم تلا التوراة حتى لو حضر موسى لشهد له انه احفظ لها ثم قرأ الانجيل حتى لو حضر عيسى لاقر له انه احفظ لها منه ثم قرأ القرآن الذى انزل الله علي من اوله إلى آخره ثم خاطبنى وخاطبني وخاطبته بما يخاطب به الانبياء ثم عاد إلى طفوليته وهكذا احد عشراماما من نسله يفعل في ولادته مثل ما فعل الانبياء (ع) فما يحزنكم وما عليكم من قول أهل الشرك بالله تعالى هل تعلمون اني افضل الانبياء وان وصي افضل الاوصياء وان أبي آدم لما رأى اسمى واسم اخي واسماء فاطمة والحسن والحسين مكتوبات على ساق العرش بالنور فقال إلهي هل خلقت خلقا قبلي هو اكرم عليك منى فقال فقال الله تعالى يا آدم لولا هذه الااسماء لما خلقت سماء مبنية ولا ارضا مدحية ولا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولولاهم لما خلقتك فقال إلهي وسيدى فبحقهم عليك الا غفرت لي خطيئتي ونحن كالكلمات التى تلقاها آدم من ربه فقال ابشر يا آدم فان هذه الاسماء من ولدك وذريتك فعند ذلك حمد الله تعالى آدم (ع) وافتخر على الملائكة انه لم يعطي نبيا شيئا من الفضل الا اعطاه لنا فقام سلمان وابوذر ومن معهما وهم يقولون نحن الفائزون فقال (ع) انتم الفائزون ولكم خلقت الجنة ولعدوكم خلقت النار.

ومما رواه ابن مسعود (رض) قال دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت يا رسول الله ارنى الحق لاتصل به فقال يا عبدالله لج المخدع قال فولجت المخدع وعلي بن ابي طالب يصلي وهو يقول في ركوعه وسجوده اللهم بحق محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتى فخرجت حتى اخبرت به رسول الله صلى الله عليه وآله فرأيته وهو يصلي ويقول اللهم بحق علي ابن ابي طالب (ع) عبدك اغفر للخاطئين من امتي قال فاخذني هلع حتى غشى علي فرفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه وقال يا ابن مسعود اكفرا بعد ايمانا فقلت حاشا وكلا يارسول الله صلى الله عليه وآله ولكنى رأيت عليا يسأل الله تعالى

[129]

بك ورأيتك تسأل الله به فلم اعلم ايكم افضل عندالله اجلس فقال ابن مسعود فجلست بين يديه فقال لي اعلم ان الله تعالى خلقني وخلق عليا من نور عظمته قبل ان يخلق الخلق بالفى عام اذ لا تقديس ولا تسبيح ففتق نوري فخلق منه السموات والارض وانا والله أجل من السموات والارض وفتق نور علي بن ابي طالب (ع) فخلق منه العرش والكرسي وعلي بن ابي طالب افضل من العرش والكرسي وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم والحسن افضل من اللوح والقلم وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين والحسين والله أجل من الجنان والحور العين ثم اظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله تعالى ان يكشف عنهم تلك الظلمة فتكلم الله جل جلاله بكلمة فخلق منها روحا ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الروح نورا فاضاف النور إلى تلك الروح واقامها امام العرش فزهرت المشارق والمغارب فهي فاطمة الزهراء ولذلك سميت الزهراء لان نورها زهرت به السموات ياابن مسعود اذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لعلي بن ابي طالب ولي ادخلا الجنة من شئتما وادخلا النار من شئتما وذلك قوله تعالى (القيا في جهنم كل كفار عنيد) فالكافر من جحد نبوتي والعنيد من جحد ولاية على بن ابي طالب فالنار امده والجنة لشيعته ومحبيه.

(قال ابوهاشم بن ابي على) ان الروايات صحت انه لما بلغ امير المؤمنين على بن ابي طالب (ع) ان الناس تحدثوا فيه وقالوا ما باله لم ينازع ابابكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة والزبير وعايشة واجتمع الناس قال فخرج (ع) مرتديا برداء فرقى المنبر فحمد الله واثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وآله وصلى عليه يا معاشر المسلمين قد بلغني ان قوما قالوا ما باله لم ينازع ابابكر وعمر وعثمان كما نازع طلحة و الزبير وعايشة فما كنت بعاجز ولكن لي في سبعة من الانبياء أسوة اولهم نوح (ع) حيث قال تعالى في مخبرا عنه (اني مغلوب فانتصر) فان قلتم انه ما كان مغلوبا فقد كفرتم

[130]

بتكذيب القرآن وان قلتم انه كان مغلوبا فعلى اعذر الثاني ابراهيم (ع) حيث اخبر الله تعالى عنه في قوله لقومه (واعتزلكم وما تدعون من دون الله) فان قلتم انه اعتزله من غير مكروه فقد كذبتم القرآن وان قلتم رأى المكروه فاعتزلهم فعلى اعذر والثالث لوط حيث اخبره الله تعالى عنه في قوله لقومه (لو ان لي بكم قوة آوى إلى ركن شديد) فان قلتم كال له قوة فقد كذبتم القرآن وان قلتم انه لم يكن بهم قوة فعلى اعذر والرابع يوسف (ع) حيث قال (رب السجن احب الي مما يدعونني اليه) فان قلتم انه ما دعى لمكروه يسخط الله فقد كفرتم وان قلتم انه دعى إلى ما يسخط الله تعالى اعذر والخامس موسى بن عمران (ع) حيث اخبر الله تعالى عنه (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلنى من المرسلين) فان قلتم انه فر منهم من غير خوف فقد كذبتم القرآن وان قلتم انه فر خوفا على نفسه فعلى اعذر والسادس اخوه هارون حيث اخبره الله تعالى عنه (يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بى الاعداء) فان قلتم ما كادوا يقتلونه فقد كذبتم القرآن وان قلتم كادوا يقتلونه فعلى اعذر السابع ابن عمي محمد صلى الله عليه وآله حيث هرب من الكفار إلى الغار فان قلتم انه ما هرب من خوف على نفسه فقد كذبتم وان قلتم هرب من خوف على نفسه فالوصي اعذر الناس ما زلت مظلوما مذ ولدتني امى حتى ان اخي عقيلا كان اذا رمدت عينه يقول لاتذروا عيني حتى تذروا عين على فيذروني ما بي من رمد.