==
ص19 ط مصر ) ، و السيد الحداد العلوي في « القول الفصل » ( ص482 ط مصر ) .
- و روى الحافظ أحمد بن حجر الهيثمي في « الصواعق المحرقة » ( ص227 الطبعة الثانية سنة 1385 ) في باب وصية النبي (صلى الله عليه وآله) بهم قال :
قال (صلى الله عليه وآله) : « ألا إنّ عَيبَتي التي آوي إليها أهل بيتي ، و انّ كرشي الأنصار ، فاعْفُوا عن مسيئهم و اقبلوا من
محسنهم » حديث حسن .
و في رواية : ألا إنّ عيبتي و كرشي أهل بيتي و الأنصار فاقبلوا من مُحسنهم و تجاوَزوا عن مسيئهم أي : إنّهم جَماعَتي و أصحابي الذين أثِقُ بهم و أطلعهم على أسراري ، و أعتَمِدُ عليهم . و كرشي : باطني . و عَيبتي : ظاهري و جمالي . و هذا غاية في التعطّف عليهم و الوصية بهم . و معنى و تجاوَزُوا عن مُسيئهم : أقيلوهم عثراتهم .
و صحّ من طرق عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنّه فسّر قوله تعالى : ( قُلْ لاَ أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْرَاً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) بأنّ المراد منه أنّه ما من بطن من قريش إلاَّ و للنبي (صلى الله عليه وآله) اليها ولادة و قرابة قريبة .
أقول : و هذا هو رأي ابن حجر في أبعاد هذه الفضيلة و غيرها من الفضائل عن علي و أهل بيته (عليهم السلام) و إشراك بقيّة الصحابة معهم في الفضل ، و هذا دأبه و عادته دائماً ! و أنّى له بذلك !
و أضاف ابن حجر : و لكن خالفه أجَلّهُم تلميذه الإمام سعيد بن جبير ففَسّر بحضرته الآية بأنّ المراد :
(قُل لا أسألُكُم) أيّها الناس مالاً على ما بَلَّغتُهُ إليكم ، و إنّما الّذي أسألكمُوهُ أن تَصلُوا قرابتي و تودُّوني فيهم ، جاء ـ من طرق ضعيفة !! ـ أنّ ابن عبّاس فَسّرها بما به فسّر به ابن جبير ، و رفع ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله)فقال : قالوا : يا رسول الله ـ عند نزول الآية ـ مَن قرابتك هؤلاء الّذين وَجَبَت عَلَينا مَوَدّتهم ؟ قال : «عليّ وفاطمة وابناهما» .
و في طريق ضعيف أيضاً ! روى رواية أخري ليبعد مضمون الآية عن أهل البيت (عليهم السلام)ونزولها فيهم !