(14) و روى ابن حجر أيضاً في « الصواعق المحرقة »(1) قال :
و قدمت بنت أبي لَهَب المدينة مُهاجرةً فقيل لها : لا تُغني عَنكِ هجرتكِ ، أنت بنت حطب النار ! فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاشتدَّ غضبُه ، ثمّ قال على منبره : «ما بال أقوام يؤذوني في نسبي و ذوي رحمي ، ألا و مَن آذى نسبي و ذوي رحمي فقد آذاني ، و مَن آذاني فقد آذى اللّه» أخرجه ابن أبي عاصم و الطبراني و ابن مندة و البيهقي بألفاظ متقاربة ، و سمّيت تلك المرأة في رواية : درّة ، و في أُخرى : سبيعة ، فأمّا هما لواحدة اسمان أو لقب و اسم أو لامرأتين و تكون القصة تعدّدت لهما .
(15) و روى ابن حجر أيضاً في « الصواعق المحرقة »(2) قال :
و يوضح ذلك أحاديث نذكرها مع ما يَتعَلّق بها تتميماً للفائدة فنقول : صحَّ عنه عليه الصلاة و السلام أنّه قال على المنبر : ما بال أقوام يقولون إنّ رحم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) لا ينفع قومه يومَ القيامة ، بلى و اللّه إنّ رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة ، و إنّي أيّها النّاس فَرطٌ لكم على الحوض .
و في رواية ضعيفة ! و إنْ صحّحها الحاكم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بَلَغهُ أنّ قائلاً قال لبريدة : انّ محمّداً لَن يغني عنك من اللّه شيئاً فخطب ثم قال : ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا ينفع ، بل حتى ـ جباً و حكم - أي هما قبيلتان من اليمن - ، إنّي لأشفع فأشفع حتّى أنّ مَن أشفع له فيشفع حتّى انّ ابليس ليتطاول طمعاً في
(1) الصواعق المحرقة ص172 ط2 .
(2) ص155 - 156 ط2 .