(12) روى الحافظ الموفّق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بأسانيده المفصّلة عن شريك عن أبي اسحاق، عن الحرث بن الأعور صاحب راية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)قال:
بلَغَنا أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان في جمع من أصحابه فقال: أُريكُم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وإبراهيم في حكمته فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ(عليه السلام).
فقال أبو بكر: يا رسول الله أقِستَ رجلا بثلاثة من الرسل؟ بَخ بَخ لهذا الرجل مَن هو يا رسول الله؟
قال النبي(صلى الله عليه وآله): أوَ لا تعرفه يا أبا بكر؟
قال: الله ورسولُهُ أعلم.
قال(صلى الله عليه وآله): هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.
فقال أبو بكر: بَخ بَخ لك يا أبا الحسن، وأينَ مثلك يا أبا الحسن(1)؟!
ولقد أجاد المفجع البصريّ الشاعر في نظم حديث الأشباه المارّ الذكر في هذه القصيدة(2):
كان في علمه كآدم إذ***علم شرح الأسماء والمكنيّا
وكنوح نجا من الهلك من سير***في الفلك إذ عَلا الجوديّا
وله من صفات اسحاق حال***صار في فضلها لاسحاق سيّا
صبره إذ يتل للذبح حتّى***ظلّ بالكبْش عندها مفديّا
(1) المناقب: (45) ط طهران.
(2) مناقب آل أبي طالب ج 3: ص 242،264.