الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج1

فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً. قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين، ثمّ غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسَّم عليّ(عليه السلام) على المنبر ثم قال: مالكم؟ هذا أخي الخضر.
ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه(صلى الله عليه وآله) ثم قال للحسن(عليه السلام): يا حَسَن قم فاصعد المنبر فتكلَّم بكلام لا تُجهِّلك قريش من بعدي فيقولون: إنّ الحسن بن علي لا يُحسِن شيئاً.
قال الحسن(عليه السلام): يا أبت كيف أصعدُ وأتكلّم وأنتَ في الناس تَسمعُ وترى؟
قال له: بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمعُ وأرى وأنتَ لا تراني.
فصعد الحسن(عليه السلام) المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ(صلى الله عليه وآله) صلاة موجزة ثم قال: أيّها الناس سمعت جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها، وهل تُدخل المدينة إلاّ من بابها».
ثمّ نزل، فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فحمله وضمّه إلى صدره. ثمّ قال للحسين(عليه السلام): يا بُني قُم فاصعد المنبر وتكلّم بكلام لا تُجَهِّلك قريش من بَعدي فيقولون: إنّ الحسين بن عليّ لا يُبصِر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك، فصعد الحسين(عليه السلام)المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه صلاةً موجزةً، ثمّ قال: معاشر الناس سَمِعتُ جَدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «إنّ عليّاً هو مدينة هدى، فمن دَخَلها نَجا، ومَن تَخَلَّف عنها هَلَك».
فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فَضَمَّه إلى صدره وقَبَّلَه، ثمّ قال:
«معاشر الناس، اشهدُوا أنـَّهما فرخا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ووديعته التي استَودعَنيها وأنا أستَودِعكُمُوها، معاشر الناس ورسول الله سائِلكم عنهما».

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه