الحسين الأنباري قال: قدم أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد فنزل الرميلة وهي محلة بها، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ونَصَبوا له كرسيّاً صعد عليه وأخذ يعظ الناس ويذكّرهم ويروي لهم الأحاديث، وكانت أيّاماً صعبة في التقيّة، فقام رجل من آخر المجلس وقال له: يا أبا جعفر أتتشيّع؟ قال: فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه، وتمثّل بهذين البيتين:
وما زال بي حبيّك حتى كأنّني***بردّ جواب السائلي عنك أعجم
لأسلم من قول الوشاة وتسلمي***سلمت وهَلْ حيٌّ من الناس يَسلَمُ
قال: فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال: يا أبا نعيم أتَتشيّع؟
فقال: يا هذا كيف بُليتُ بك وأيُّ ريح هَبّت بك إليّ؟ نعم، سمعت الحسن بن صالح بن حيّ يقول: سمعت جعفر بن محمّد يقول: حُبُّ عليّ عبادة وخيرُ العبادة ما كُتِمَت(1).
هـ ـ وروى الشيخ الصدوق(قدس سره) بإسناده عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن ابن جبير، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
«ولاية عليّ بن أبي طالب ولاية الله، وحبُّه عبادة الله، واتّباعُه فريضة الله، و أولياؤه أولياء الله، وأعداؤه أعداء الله، وحربُه حربُ الله، وسِلمُهُ سِلمُ الله عزّ وجلّ»(2).
و ـ في المحاسن: عليّ بن الحكم أو غيره عن حفص الدهان قال: قال أبو
(1) ـ رواه في «بشارة المصطفى»: ص 104 .في ط.: ص 86. ـ ورواه الخوارزمي في «المناقب»: ص 227 عن سفيان الثوري قال: حبُّ عليّ(عليه السلام) عبادة، وأفضل العبادة ما كُتِمَ. ـ والبحار ج 39: ص 278 ح 58.
(2) أمالي الصدوق: ص 21.
ـ ورواه الطبري في «بشارة المصطفى» (ص 153) وفي (ص 16): وحزبه حزب الله. والبحار ج 40: ص 5/4.