الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

بدم عثمان، ومعه أبان بن عثمان وولد عثمان، حتى استمالوا أهل الشام واجتمعت كلمتهم.
ولم يزل معاوية على ذلك عشرين سنة، ذلك عمله في جميع أعماله، حتى قدم عليه طغاة الشام وأعوان الباطل، المنزلون له بالطعام والشراب، يعطيهم الاموال ويقطعهم القطائع حتى نشأ عليه الصغير، وهَرَم عليه الكبير، وهاجر عليه الاعرابي، وترك اهل الشام لعن الشيطان وقالوا: لعن علي وقاتل عثمان، فاستقرّ على ذلك جملة الامة، واتباع أئمة الضلالة، والدعاة الى النار، فحسبُنا الله ونعم الوكيل. ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ولكن الله يفعل ما يشاء.(1)


(14)محاورة بين معاوية وابن عباس(2)

روى المفيد أعلا الله مقامه بسنده عن عبدالله بن مصعب، عن أبيه قال: حضر عبدالله بن عباس مجلس معاوية بن أبي سفيان، فأقبل عليه معاوية فقال: يا ابن عباس انكم تريدون ان تحرزوا الامامة كما اختصصتم بالنبوّة؟ والله لايجتمعان أبدا، ان حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس، انكم تقولون: نحن اهل بيت النبي فما بال خلافة النبوة في غيرنا؟ وهذه شبهة لانها تشبه الحق وبها مسحة من العدل، وليس الامر كما تظنّون! ان الخلافة تتقلّب في احياء قريش برضى العامّة وشورى الخاصّة، ولسنا نجد الناس يقولون: ليت بني هاشم ولّونا، وان ولّونا كان خيراً لنا في دنيانا وأخرانا، ولو كنتم زهدتم فيها امس كما تقولون ما قاتلتم عليها اليوم،


(1) كتاب سليم بن قيس: ص158 / 159.
(2) أمالي المفيد: 3/14 ـ 17.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه