الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

قبره رهيناً بذنوبه!

ثم بكى وقال: ان من اعظم الامور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله) واباح الخمر وخرّب الكعبة!

ولم اذق حلاوة الخلافة فلا اتقلد مرارتها فشأنكم أمركم!

والله لئن كانت الدنيا خيراً فقد نلنا منها حظاً، ولئن كانت شراً فكفى ذريّة ابي سفيان ما اصابوا منها!
ثم تغيّب في منزله حتى مات بعد أربعين يوماً وقد انصف من ابيه وعرف الامر لأهله.
وفي رواية المؤرخ اليعقوبي(1) ذكر الخطبة هكذا: أمّا بعد حمد الله والثناء عليه، أيها الناس فانا بُلينا بكم وبليتم بنا فما نجهل كراهتكم لنا وطعنكم علينا، الا وان جدّي معاوية ابن ابي سفيان نازع الامر من كان اولى به منه في القرابة برسول الله، واحقّ في الاسلام، سابق المسلمين، اَول المؤمنين، وابن عمّ رسول رب العالمين، وابا بقية خاتم المرسلين، فركب منكم ما تعلمون، وركبتم منه مالاتنكرون، حتى اتته منيته وصار رهنا بعمله، ثم قلد ابي وكان غير خليق للخير، فركب هواه، واستحسن خطأه، وعظم رجاؤه، فأخلفه الامل، وقصر عنه الاجل، فقلَّت منعته، وانقطعت مدَّته، وصار في حفرته رهناً بذنبه واسيراً بجرمه. (الخ الخطبةالتي مرت).


(1)تاريخ اليعقوبي ط. دار صادر ج1 ص254.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه