الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

عنده ، والشيعة تذهَب الى هذا القول وتعتقده وتروي عنه شعراً قاله للحارث الهمداني :

يا حار همدان مَن يمُتْ يَرَني *** من مؤمن أو مُنافق قبلا

يَعرفُني طَرْفُهُ وأعْرفُهُ *** بعَينِهِ واسمه وما عَمَلا

أقولُ للنار وهي توقد *** للعرض ذريه لا تقربي الرَجُلا

ذريهِ لا تقربيه ان لَهُ *** حَبْلا بحَبْلِ الوصي متصلا

وليسَ هذا بمنكر ان صَحّ انه (عليه السلام) قاله عن نفسه ، ففي الكتاب العزيز ما يدُلُّ على ان أهل الكتاب لا يمُوت منهم مَيت حتى يصدِّق بعيسى بن مريم (عليه السلام) وذلك قوله تعالى : (وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موَته ويَوم القيامة يكون عَليهُم شَهيداً)(1) ، قال كثيرٌ من المفسرين معنى ذلك ان كل ميت من اليهود وغيرهم من أهل الكتب السالفة اذا احتضر رأى المسيح عنده ، فيصدّق به مَن لم يكن في أوقات التكليف مصدّقاً به(2) .


(21) روى العلامة أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى باسناده عن الشعبي عن الحارث ، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال :
مَنْ أحَبني رآني يوم القيامة حيث يحب ، ومَن أبغضني رآني يوم القيامة حيث يكره(3) .


(1) النساء : 159 .
(2) شرح نهج البلاغة : ج1 ص116 . والبحار : ج39 ص244 ـ 245 .
(3) بشارة المصطفى : ص98 ح2 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه