كان أبي يسمر مع علي ، وكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له لو سألته فسأله ، فقال :
إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بَعَث الي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يارسول الله اني أرَمَد العين ، قال : فتفَلَ في عيني وقال : اللهم أذهب عنه الحَرّ والبرد ، فما وجَدتُ حَراً ولا برداً منذ يوَمئذ ، وقال : لأعطينَّ الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليسَ بفرَّار ، فتشرف لها أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فأعطانيها(1) .
الصورة الرابعة : حديث سعد بن أبي وقاص عن ابنه عامر
(ألف)
روى العلامة سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص(2) قال : وقد أخرج مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال :
أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً وقال له : ما منعك ان تسبّ أبا تراب ؟ فقال سعد : أمّا ما ذكرت ثلاث سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالَهُنّ له فلن أسُبَّه أبَداً ، لأن يكون لي واحدة منهن أحَبُّ الي من حمر النعم : وذكر منها حديث الراية ونزول آية
(1) رواة الحديث من الصحابة في احقاق الحق :
عبدالرحمن بن أبي ليلى : ج5 : ص435 وج16 ص228 ، سعد بن مالك : ج5 : ص443 ، وسويد بن غفلة : ج5 : ص444 ، وأمّ موسى : ج5 : ص445 ، وعلي بن عثمان الخطابي : ج5 : ص448 وعمران بن حصين : ج16 : ص260 .
(2) تذكرة الخواص : ص18 ـ 19 ط نينوى طهران .