(1) روى ابن الشيخ رحمه الله باسناده عن الحسين بن عون قال :
دَخَلتُ على السيّد بن محمد الحميري عائداً في علَّته التي مات فيها ، فوجَدتُه يُساق به ووجَدتُ عنده جماعة من جيرانه ، وكانوا عثمانية ، وكان السيّد جميل الوجه رحب الجبهة عريضٌ ما بين السالفتين ، فبَدَت في وجهه نكتة سَوداء مثل النقطة من المداد ، ثُمَّ لم تزل تزيد وتنمي حتى طبقت وجهه ـ يعني اسوداداً ـ فاغتمّ لذلك من حَضَره من الشيعة ، وظهَرَ من الناصبة سرور وشماتة ، فلم يلبث بذلك الا قليلا حتى بدَت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء ، فلم تزل تزيد أيضاً وتنمي حتى أسفرَّ وجهه وأشرَقَ ، وأفتر السيّد ضاحكاً وأنشأ يقول :
كذب الزاعِمُون ان عَليّاً *** لَنْ يُنَجّي مُحبّه مَنْ هَناة
قد ورَبّي دخلت جنة عدن *** وعَفا لي الاله عن سيّئاتِ
فَابْشروا اليوم أولياء علي *** وتوَلوْا عليّاً حتى المماتِ
ثُمّ من بعده تَولوا بنيه *** واحداً بعد واحد بالصفاتِ
ثم أتبع قَوله هذا : أشهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا الله حَقّاً حَقّاً ، أشهَدُ انْ مُحمّداً رسول الله حَقّاً حَقّاً ، أشهَدُ انْ عَليّاً أمير المؤمنين حَقّاً حَقّاً ، وأشهَدُ انْ لا اِله اِلا الله ثم أغمض عينه لنفسه ، فكأنما كانت روحه زبالة طفئت أو حَصاة سقطت .