اِن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : اللهم انك تعلم انَّ هؤلاء أهل بيتي واكرم الناس عليَّ فأحِب من يُحبهم وأبغض مَن يبغضهم ، ووال من والاهم وعادِ من عاداهم وأعِن من أعانهم واجعلهم مطهّرين من كل رجس معصومين من كل ذنب وأيِّدهم بروح القدس منك(1) .
(1) ورواه أبو جعفر الطبري في بشارة المصطفى (ص177) بعين ما تقدم سَنداً ولفظاً وأضاف اليه : ثم قال(صلى الله عليه وآله) : يا علي أنت اِمام أمتي وخليفتي عليها بعدي وأنت قائد المؤمنين الى الجنة ، وكأني انظر الى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور عن يَمينها سبعون الف ملك وعن شمالها سبعون الف ملك وبين يَديَها سبعون الف مَلَك وخَلْفها سبعون الف ملك تقود مؤمنات أُمّتي الى الجنة فأيّما امرأة صلت في اليَوم والليلة خمس صلوات وصامت شهر رمضان وحَجّت بيت الله الحرام وزَكَت مالها وأطاعت زوجها ووالت عليّاً بعدي دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة وانها لسيّدة نساء العالمين .
فقيل يا رسول الله أهي سيدة نساء عالمها ؟
فقال عليه وآله السلام : ذاك لمريم بنت عمران فأما ابنتي فهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون الف ملك من الملائكة المقرِّبين وينادونها بما نادت به الملائكة المقرَّبون مريم فيقولون يا فاطمة ان الله اصطفاكِ وطهّركِ على نساء العالمين .
ثم التفت الى علي (عليه السلام) فقال : يا علي ان فاطمة بضعة مني هي نور عيني وثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها ويَسرُّني ما سَرّها وانها أول لحوق يلحقني من أهل بيتي فأحْسن اليها من بعدي والحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي وهما سيّدا شباب أهل الجنة فليكونا عليك كسمعك وبصرك .
ثم رفع (صلى الله عليه وآله) يده الى السماء فقال :
اللهُم اني أشهَدُ اني مُحبٌّ لِمَن أحبّهُم ومُبْغِضٌ لمن أبَغَضَهم وسلمٌ لمن سالمهم وحربٌ لمن حاربهموعدُوٌّ لمن عاداهم ووَليٌّ لِمَن والاهُم .
ورواه في احقاق الحق : ج18 ص429 .