أشدّ الناس بغضاً لعلي ، قال : فأتى رجل خالد بن الوليد فذكر انه أخذ جارية من الخمس ، فقال : ما هذا ، ثم جاء آخر ثم جاء آخر ، ثم تتابعت الأَخْبار على ذلك ، فدعاني خالد فقال : يا بريدة قد عرفت الذي صنع ، فانطلق بكتابي هذا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكتب اليه ، فانطلقت بكتابه حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فأخذ الكتاب بشماله ، وكان كما قال الله عَزوجَلّ لا يقرأ ولا يكتب ، وكنت اذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت رأسي فتكلمت ، فوقعَتُ في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي ، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) غضب غضباً لم أره غضب مثله اِلا يوم قريضة والنضير ، فنظر الي فقال :
يا بُريَدة أحِبّ عليّاً فاِنما يفعَلُ ما أُمِرَ به ، فقُمتُ وما من الناس أحدٌ أحبّ الي منه(1) .
الصورة الثالثة :
روى العلامة أبو الحسين عبدالوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي المعروف بابن أخي تبوك والمتوفي 396 في كتاب المسند المطبوع مع مناقب ابن المغازلي(2) باسناده عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال :
كان علي أبغضُ الناس اِلي وكان رجلٌ من قريش أحَبُّ الناس الي ، فبُعثَ علي على خيل ، وبُعثَ ذلك الرجل على خيل ، فصَحِبتُهُ ما أصحبه اِلا على بُغْض
(1) رواه الطبراني في الأوسط . ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص131 ط الحيدرية) وفيه : أنافقت بعدي با بريدة ؟! . والهيثمي في مجمع الزوائد : (ج9 ص128 ط مكتبة القدسي القاهرة) .
(2) الحديث 32 ص444 ط اسلامية ايران .