الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

واليه الأشارة بقوله : ضرَبةُ علي يوم الخندق أفضَل من عبادة الثقلين فهذه ضربة واحدة بسيفه في الله قاومت أعمال الجن والأنس .
وأما حقه على الرسول فاِنه ساواه بنفسه وواساه بمهجته ، وخاض دونه الغمرات وكشف عن وجهه الكربات ، فهو أسدهُ الباسل وليثه الحلاحل .
وأما حقه على الأسلام فاِنه به أعشوشب واديه ، واخضوضل ناديه ، ومدّت في الأفاق أياديه ، وأمّا حقه على الشرع والأحكام فيه وضحت الدلائل وحَققت المسائل ، وأقمرت الدجنات وحلّت المشكلات .
وأما حقه على البيت الحرام فاِن ابراهيم رفع شُرَفَه ، وعلي رفع شَرفَه ، وأين رفع الشُرَف من رفع الشَرَف ؟
وأمّا حقه على الرسل الكرام فانهم به كانوا يدينون وبحبه كانوا يشهدون ، وبه دعوا عند القيام والظهور ، وسرّهم في الأصَلاب والظهور .
وأمّا حقه من المؤمنين فانه بحُبه تختم الأعمال وتبلغ الآمال .
و أما حقه على الملائكة المقربين فانه هو النور الذي علَّمهم التسبيح وأوَقَدَ لهم في رواق القدس من الذكر المصابيح .
وأما حقه على جنات النعيم ودركات الجحيم ، فانه يحشر أهل هذه اليها ويُلقي حطب هذه عليها .
وأمّا حقه على الخاص والعام من سائر الأنَام ، فانه لولاه لما كانوا لأنه العلّة في وجودهم ، والفضل عند موجودهم .

يؤيد هذا التأويل ما روي عن عائشة من كتاب المقامات قالت :

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيتي اذ طرق الباب ، فقال لي : قومي وافتحي الباب

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه