قال العلامة الشهيد القاضي نور الدين الحسيني المرعشي التستري (قدس سره) في احقاق الحق(1) :
العاشر في مسند أحمد من عدة طرق وصحيح مسلم والبخاري من طرق متعددة ، وفي الصحاح الستة أيضاً عن عبدالله بن بريدة ، قال : سمعت أبي يقول : حاصرنا خيبر وأخذ اللواء أبو بكر فأنصرف ولم يفتح له ، ثم أخذها عمر من الغد ، فرجع ولم يفتح ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : اني دافع الراية غداً الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله له ، فبات الناس يتداولون ليلتهم أيّهم يعطاها ، فلما أصبح الناس غدوا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلهم يرجون ان يُعطاها ، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : انه أرمَدَ العين ، فأرسل اليه فأتى فبصق رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عينه ودَعا له فبَرأ ، فأعَطاه الراية ومضى علي (عليه السلام) فلم يرجع حتى فتح الله على يديه .
ثم قال :
هذه فضيلة لا يكاد يشاركه فيها أحد ، فقوله (صلى الله عليه وآله) : اني دافع الراية غداً الى رجل يحب الله ورسوله الى آخره ، يدلُّ دلالة قطعية على ان هذه الأوصَاف ماكانت في أبي بكر وعمر ، الا ترى ان السلطان اذا أرسل رسولا في بعض مهمّاته ولم يكف الرسول ذلك المهمّ على وفق رأي السلطان فيقول السلطان : لأرسلن في ذلك المهم رسولا كافياً عالماً بالأمور ، دَلّ دلالة قطعية على ان هذه الصفات ماكانت ثابتة في الرسول الأوّل ، وأن الرسول الثاني أفضل من الأول ، وكذا ههنا .
(1) احقاق الحق : ج7 ص432 .