غششتني ؟
قال : لا .
قال : بلى يوم أشَرتَ علَيَّ بمبارزة علي وأنت تعلم ماهو(1) !
(11) روى العلامة الطريحي رحمه الله في المنتخب عن الشيخ الصدوق باسناده عن الهيثم بن عدي بن أرطأة :
قال معاوية لعمرو بن العاص : يا أباعبدالله أيُّنا أدهى ؟ فقال عمرو : أنا للبديهة وأنت للرويّة
فقال له معاوية : قد قضيتَ لي على نفسك فأنا أدهى منك للبديهة أيضاً ، فقال له عمرو : أين كان دهاؤك يوم رُفعِت المصاحف على الرماح ؟ فقال : بها غَلَبتني ، أفلا أسألك عن شيء تصدقني فيه ؟
فقال : والله ان الكذب لقبيح ! فسَل عَما بدالك فأني أصدقك .
فقال له : أغَشَشتني مُذ نصحتني ؟ قال : لا .
قال : بلى والله قد غششتني ، أما أني لا أقول في كل المواطن ولكن في مَوطِن واحد !
قال : وأيّ مَوطن هذا ؟
قال : يوم دَعاني علي بن أبي طالب للمبارزة الى الحرب فأستَشرتُكَ فقُلتُ لك ما ترى يا عَمرو ؟ فقُلتَ كَفوٌ كريمٌ ، فأشَرَتَ عَلي بمبارزته وأنتَ تعلَمُ من هو فعَلِمتُ انكَ غَشَشتني !
(1) فرائد السمطين : ج1 ص376 ح306 .