فقال: مابك؟ فقلت: دَينٌ أتى مُطالبٌ به، فأشار الى حَجَر ملقى وقال: خذ هذا فاقْض منه دَينك.
فقال عمار: انه الحجَر!
فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): ادعُ الله بي يحوله لك ذهباً. فقال عمار: فدعَوت باسمه فصَار الحجر ذهباً، فقال لي: خذ منه حاجتك، فقلت: وكيف تلين؟ فقال: ياضعيف اليقين ادعُ الله بي تلين فاِن إسمي الان الله الحديد لداود(عليه السلام).
قال عمار: فدعَوت الله باسمه فلان فأخذت منه حاجتي.
ثم قال: ادعُ الله باسمي حتى يصير باقيه حَجَراً كما كان.
? وقال الحافظ البرسي رحمه الله: اعلم ان اسرافيل(عليه السلام) لَقّنه الله كلمة بها ينفخ في الصور فيصعق أهل السماوات والأرض، وهي الأسم الذي قامت به السماوات والأرض، ثم يناديهم بها فيقوم بها الأموات، ويحيى الرفات، ويجمع الشتات من العظام الدارسات وتعود بادرة كما ناداها الجبار في الأزل فأجابت بالكلمات التامة التي لها التفريق والجمع والموت والحياة، وهي رموزمستورة في القرآن.
أما عرفت ان الله بريءٌ عن الصورة المثلى وانه الحي الكريم المتعال وان باسمه وقدرته وأمره يوجد الأشياء ويعدها اذا شاء، وانه ليس هناك جوارح تفعل ولا حركات ولكنها رموز مبهمات وكلمات تامات، واليه الأشارة بقوله خمرتُ طينة آدم بيدي: أي بقدرتي، ومثله إن الله خلق آدم على صورته: أي على الصورة التي كان عليها من الطين لم ينتقل من العلقة الى المضغة، بل يقول: كُن فيكون، فلوا اطلعَت على الِسر المصون في قوله: «كن فيكون» لعرفت ما بين الكاف والنون!