(1) في المجالس للمفيد قدّس سره باسناده الى ابي اسحاق السبيعي قال :
دخلنا على مسروق الاجدعي فاذا عنده ضيف له لا نعرفه ، فقال الضيف : كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحنين (وفي نسخة بخيبر) ثم قال : اَلا اُحدَّثكم بما حدّثني به الحرث الاعور ، قلنا بلى ، قال : قال : دخَلتُ على علي بن ابي طالب(عليه السلام) فقال : ما جاء بك يا اُعور قال : قلت حبّك يا أمير المؤمنين ، قال : الله ، قلت : الله ، فناشدني ثلاثاً ثم قال :
«أما انه ليسَ عبد من عباد الله ممن امتحَنَ الله قلبه بالايمان اِلا وهو يَجدُ مَودّتنا على قلبه فهو يُحبّنا وليس عبد من عباد الله ممّن سخط الله عليه الا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا ، فأصبح محبّنا ينتظر الرحمة فكأن أبواب الرحمة قد فتحت له ، وأصبح مُبغضنا على شفا جُرف هار فانهار به في نار جهنم فهنيئاً لأهل الرحمة رحمتهم وتَعساً لأهل النار مثويهم(1) .
(1) رواه في القطرة : (ج1 ص81 ح26) . ورواه العلامة الطبري رحمه الله في «بشارة المصطفى» (ص48 وفي ط 17) باسناده عن ابي اسحاق السبيعي عن الحارث الاعور بنفس اللفظ عن امير المؤمنين (عليه السلام) وله تتمة نذكرها:
«ان عبداً لم يقصِّر في حبّنا لخير يجعله الله في قلبه ، ولَن يُحبّنا من يحب مُبغضنا ، اِن ذلك لم يجتمع في قلب واحد ، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يُحبّ بهذا قوماً ويحبُّ بالآخر عدوّهم ، والذي يُحبّنا فهو يخلص بحبّنا كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه . ==