فقال رجلٌ من شرطة الخميس : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين ؟
قال (عليه السلام) : ومالي لا اعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهنّ موتات حصد نبات ونشر أموات ، واعجبا كل العجب بين جمادي ورجب !
قال أيضاً رجل : يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجَب منه ؟
قال (عليه السلام) : ثَكَلَتْكَ الاخرى مَه واَيُّ عجب اعجب منه امَوات يشربون هام الاحَياء ؟
قال : اَنّى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟
قال (عليه السلام) : والذي فَلَق الحبَّة وبرأ النسمة ، كأني انظُر قد تَخَلَّلوُا سكك الكوفة وقد شَهَروا سيوفهم على مناكبهم يَضربوُن كل عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين ، وذلك قول الله تعالى : (يا ايّها الذين آمنوا لا تَتوَلوا قوماً غضب الله عَلَيهِم قد يَئِسُوا مِن الآخرة كما يَئِسَ الكفّار من اَصحاب القبور) .
اَلا يا ايّها الناس ، سَلوني قبل اَن تفقدوني اني بطرق السماء اَعلم من العالم بطرق الارض ، اَنا يَعسُوب الدين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتم الوصيّين ووارث النَبيّين وخليفة ربّ العالمين ، اَنا قسيم النار وخازن الجنان وصاحبُ الحوض وصاحبُ الاعراف ، وليسَ منّا أهل البيت امامٌ الا عارف بجميع أهل ولايته وذلك قول الله تبارك وتعالى : (انما أنت منذرٌ ولكل قوم هاد) .
ايّها الناس ، سَلوني قبل اَن تشرع برجلها فتنة شرقية ، وتطَأ في حطامها بعد موت وحياة ، او تشب نارٌ بالحطب الجزل غَربي الارض رافعة ذيلها تدعوا يا ويلها بذحله او مثلها فاذا استدار الفلك قلت مات أو هلك بأي واد سلك ، فيومئذ