(3) وروى الحافظ البرسي في «مشارق أنوار اليقين»(1) عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت حبابة الوالبية على ابي جعفر (عليه السلام) فقالت : أخبرني أيُّ شيء كنتم فى الاظِلة ؟
قال : كنّا نوراً بين يدي الله قبل خَلقِهِ الخلق ، فلما خلق الخلق سَبّحنا فسَبّحوُا ، وهلّلنا فهَلّلوا وكبّرنا فكبروا ، وذلك قوله تعالى : (وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقاً) ومعناه لو استقاموا على حب علي كنا وضَعَنا اَظِلّتهم في الماء الفرات ، وهو حب علي لنفتنهم فيه ، يعني في حب علي ، ومَن يعرض عن ذكر ربِّه يعني عن ذكر علي ، وفي هذه لغات كثيرة :
الاول : ان الرب هنا المولى وعلي هو المولى ومعناه : مَن يعرض عن ذكر مولاه .
الثاني : ان ذكر علي في القرآن .
الثالث : ان ذكر المولى هو ذكر الرب العلي .
? دليل ذلك ما رواه ابن عبّاس عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه كان يكتب الى شيعة علي (عليه السلام) : «الى المختارين في الاظلة ، المنتجبين في الملة ، المسارعين في الطاعة ، المُبصرين في الكرَّة ، سلامٌ عليكم تحية منا اليكم ، أما بعد فقد دعاني الكتاب اليكم لاستبصاركم من العمى ، ودخولكم في باب الهدى ، فاسلكوا في سبيل السلامة . فاِنها جوامع الكرامة ، اِن العبد اذا دخل حفرته جاءه ملكان فسألاه عن ربِّه ونبيِّه ووليِّه ، فاِن اجابَ نجا ، وان انكر هوى .
(1) مشارق أنوار اليقين : ص40 .