المؤمنين ، ويكسوهُ جبرئيل حُللا من الجنة ، ويضع على رأسه تاج الوقار ورداء الكرامة ، ويجلسه على ناقتي العضباء ، وأعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي ، ونأتي جميعاً ونقوم تحت العرش .
ومنه الحديث : أنت أوّل مَن تنشق عنه الارض بعدي(1) .
(17) روى فرات بن أحمد الكوفي معنعناً عن سعد بن أبي وقاص قال :
صَلى بنا النبي صَلاة الفجر يوم الجمعة ، ثم أقبَلَ علينا بوجهه الكريم الحسن وبيده لواء الحَمد ، وهو يومئِذ شقتان : شقة من السندس وشقة من الاستبرق ، فوثب اليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال : قد أرسَلُوني اليك لأسألك ، فقال : قل يا أخا البادية ، قال : ما تقول في علي بن ابي طالب فقد كثر الاختلاف فيه ؟ فتبسَّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكاً فقال : يا أعرابي ولم كثرت الاختلاف فيه ؟ عليَّ مني كرأسي من بَدَني وزرّي من قميصي ، فوثب الاعرابي مغضباً ثم قال : يا محمد اني اشَدُّ من علي بطشاً فهل يستطيع عليّ أن يحمل لواء الحمد ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : مَهلا يا أعرابي فقد أعطاه الله يوم القيامة خصالا شَتى : حسن يوسف ، وزهد يَحيى ، وصبر أيّوب ، وطول آدم وقوّة جبرئيل عليهم الصلاة السلام ، وبيده لواء الحمد ، وكلُّ الخلائق تحت اللواء ، وتحفُّ به الائمة والمؤذنّون بتلاوة القرآن والأذان ، وهم الذين لا يتدوَّدون في قبورهم ، فوثب الاعرابي مغضباً وقال : اللّهُم اِن يكن ما قال محمد حقّاً فأنزل علي حجراً ، فأنزل
(1) مناقب آل ابي طالب : ج2 ص21 ـ 22 ح8 ـ 16 . والبحار : ج39 ص213 ـ 215 ح5 .