الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج4

واعلموا ان الله تبارك وتعالى يبغضُ من عباده المتلوِّن ، فلا تَزُولوُا عن الحَقِّ وولاية أهل الحقّ ، فاِنه من استبدل بنا هلك ، ومن اتبع أثرنا لحق ، ومَن سلك غير طريقنا غَرق ، وان لمحبّينا أفواجاً من رحمة الله ، وان لمُبغضينا أفواجاً من عذاب الله .

طريقنا القصد ، وأمرنا الرشد .

أهل الجنة ينظُرون الى منازل شيعتنا كما يرى الكوكب الدرّي في السماء .
لا يَضِلّ مَن اتّبعنا ولا يهتدي من أنكرنا ، ولا ينجُوا من أعان علينا عدوّنا ، ولا يُعان من أسلمنا ، فلا تخلَّفوا عنا لطمع دنيا بحُطام زائل عنكم واَنتم تزولون عنه ، فاِنه من آثر الدنيا علينا عظمت حَسرته وقال الله تعالى : (يا حَسْرَتي على ما فَرطتُ في جَنّبِ الله)(1) .
سراجُ المؤمن معرفة حقّنا ، وأشدُّ العمى مَن عمى عن فَضلنا ، وناصَبَنا العداوة بلا ذَنب الا ان دعوناه الى الحَقِّ ودَعاه غيرنا الى الفتنة فآثرها علينا .
لنا راية مَن استَظَلَّ بها كَنّتهُ ، ومَن سبق اليها فاز ، ومَن تخَلّف عنها هلك ، ومَن تمسّك بها نَجا ، انتم عمّار الارض الذين استخلفكم فيها ، لينظر كيف تعملون، فراقبوا الله فيما يرى منكم ، وعليكم بالمحجة العظمى فاسلكوها ، لا يستبدل بكم غيركم ، (سابقوا الى مغفرة من ربّكم وجَنّة عرضها السماوات والأرض اُعِدّت للمتقين)(2) ، فاعلموا انكم لَن تنالوها اِلا بالتقوى ، ومَن ترك الأخذ عمّن أمر الله بطاعته قيض الله له شيطاناً فهو له قرين .


(1) الزمر : آية 56 .
(2) الحديد : آية 21 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه