الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج4

(36) وروى العلامة الطبري رحمه الله بأسانيده المفصلة عن أبي الورد قال :

سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول :

اذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد من الأَوّلين والآخرين عُراة حُفاة فيقفون على طريق المحشر حتى يَعرقوا عَرقاً شديداً وتشتَدّ أنفاسهم فيمكثون بذلك ما شاء الله ، وذلك قوله : (لا تسمع الا همسَّا) .
قال : ثم ينادي مناد من تلقاء العرش : اين النبي الامي ؟ قال : فيقول الناس قد اَسمعت فسَمِ باسمه ، فينادي : أين نبي الرحمة محمد بن عبدالله ؟
قال : فيقوم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيتَقدّم امام الناس كلّهم حتى ينتهي الى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء فيقف عليه ثم ينادي بصاحبكم ، فيقوم أمام الناس فيقفُ معه ، ثم يوذن للناس فيَمّرون .
قال ابو جعفر (عليه السلام) : فبين وارد يومئذ وبين مصروف ، فاذا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله)مَنْ يُصَرف عنه من محبّينا بكى وقال : يا ربِّ شيعة علي ، قال : فيبعث الله ملكاً فيقول له : يا محمد ما يُبكيك ؟ فيقول (صلى الله عليه وآله) : وكيف لا أبكي وأناسٌ من شيعة علي بن ابي طالب اَراهُم قد صُرِفوا تِلقاء اصحاب النار ومُنِعُوا من ورود حوضي .
فيقول الله عَزّوجَلّ : يا محمد قد وهبتهم لك وصَفَحتُ لك عن ذنوبهم واَلحقتهم بك ومَن كان يتولّونه من ذرِّيتك وجعلتهم في زمرتك واوردتهم حوضك وقبلت شفاعتك فيهم وأكرمتهم بذلك .
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) : فكم من باك وباكية ينادون يا محمداه اذا رأوا ذلك ، فلا يبقى أحدٌ يومئِذ كان يَتَولانا ويُحبّنا الا كان من حزبنا ومعنا وورد حوضنا(1) .


(1) بشارة المصطفى : ص3 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه