فقال : يا محمد هؤلاء الحجج ، وهو الثائر من عترتك ، فوعزتي وجلالي انه الناصر لأوليائي ، والمنتقم لأعدائي ، ولهم الحجة الواجبة وبهم يُمسك الله السماوات أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه(1) .
هم العروة الوثقى لمعتصم بها***مناقبهم جاءت بوحي وانزالِ
مناقبُ في شورى وسورة هل أتى***وفي سورة الأحزاب يعرفها التالي
وهم آل بيت المصطفى فودادهم***على الناس مفروض بحكم واسجال(2)
324 ـ روى الفقيه ابن شاذان القمي (رحمه الله) بسنده من طريق العامّة عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد منصرفه من حجة الوداع : أيّها الناس إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند ربي جلّ جلاله فقال : يا محمد إن الله تعالى يقول : إني قد اشتقت الى لقائك فأوصِ بخير وتقدم في أمرك .
أيها الناس إني قد اقترب أجلي وكأني بكم وقد فارقتموني وفارقتكم ، فاذا فارقتموني بأبدانكم فلا تفارقوني بقلوبكم .
أيها الناس ، انه لم يكن لله نبي قبلي خُلِّد في الدنيا فأخلَّد ، فإن الله تعالى قال : (وما جعلنا لبشر من قبلِكَ الخلد أفأنْ متَّ فهم الخالدون كلَّ نفس ذائقة الموت)(3) الا وان ربي أمرني بوصيّتكم (بوصيّكم) .
الا وان ربي أمرني أنْ أدلُكم على سفينة نجاتكم وباب حطّتكم ، فمن أراد منكم النجاة بعدي والسلامة من الفتن المردية ، فليتمسك بولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه الصدِّيق الأكبر ، الفاروق الأعظم ، وهو امام كلِ مسلم بعدي ، من أحبّه واقتدى به في الدنيا ورد علي حوضي ، ومن خالفه لم أره ولم يرني واختلج
(1) رواه ابن شاذان في مائة منقبة : المنقبة 17 ص37 ـ 40 ، البحار 27 : 199 ح67 ، مدينة المعاجز : ص143 ح405 ، اربعين الخاتون آبادي : ح17 ، رواه الخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) 1 : 95 ، والسيد ابن طاووس في الطرائف : ص172 ح270 ، حلية الأبرار2 : 720 ح129 ، ينابيع المودّة للقندوزي : ص 486 ، الصراط المستقيم للبياضي 2 : 117 ، غاية المرام : ص35 ح21 ، وص27 ح5 وص695 ح27 ، الزام الناصب 1 : 186 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين 2 : 319 ح571 عن الخوارزمي ، ورواه الشيخ الطوسي في الغيبة : 95 بسنده عن أبي سلمى ، والحر العاملي في اثبات الهداة 2 : 462 ح374 و3 : 222 ح209 ، وأخرجه في البحار 36 : 261 ح82 وص280 ح100 ، ورواه فرات الكوفي في تفسيره : ص5 و7 بطريقين ، ورواه النعماني في الغيبة : ص93 ح24 ، غاية المرام أيضاً : ص189 ح105 وص256 ح24 وص194 ح39 وص250 ح2 وص691 ح1 ، وأخرجه في الجواهر السنية : ص312 ، والصدوق في كمال الدين 1 : 252 ح2 ، تأويل الآيات : 35 عن أبي سلمى ، المحتضر : ص106 ، كفاية المهتدي : 130 .
(2) الفصول المهمة لابن الصباغ : 29 .
(3) انبياء : 34 .