عهد إليّ ربي واني لعلى بيِّنة من ربي بيّنها لنبيّه وبيّنها النبي لي واني لعلى الطريق الواضح الفظه لفظاً صدقت والله وقلت الحق فلعن الله من ساواك بمن ناواك والله جلّ اسمه يقول : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فلعن الله من عدل بك من فرض الله عليه ولايتك وأنت ولي الله واخو رسوله والذاب عن دينه والذي نطق القرآن بتفضيله(1) .
393 ـ وفيه : أشهد أنك المخصوص بمدحة الله المخلص لطاعة الله ، لم تبغ بالهدى بدلاً ولم تُشرك بعبادة ربِّك أحداً ، وان الله تعالى استجاب لنبيِّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك دعوته ، ثم أمره باظهار ما أولاك لأمّته اعلاءً لشأنك واعلاناً لبرهانك ودحضاً للأباطيل وقطعاً للمعاذير .
فلما اشفق من فتنة الفاسقين ، واتقى فيك المنافقين ، أوحى اليه رب العالمين : (يا أيها الرسول بلِّغ ما أُنزل اليك من ربِّك وان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس) فوضع على نفسه أوزار المسير ونهض في رمضاءِ الهجير ، فخطب واسمع ونادى فابلغ ، ثم سئلهم أجمع فقال : هل بلّغت ؟ فقالوا : اللهم بلى ، فقال : اللهم اشهد .
ثم قال : الست أولى بالمؤمنين من انفسهم ؟ فقالوا : بلى ، فأخذ بيدك وقال : من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيِّه الاّ قليل ، ولا زاد اكثرهم غير تخسير .
ولقد انزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون : (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوق يأتي الله بقوم يُحبَّهم ويُحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولَّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون * ربنا آمنّا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين * ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب) .
اللهم إنا نعلم أن هذا هو الحق من عندك فالعن من عارضه واستكبر وكذّب به وكفر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون(2) .
394 ـ وفي آخره : اللهم العن قتلة أنبيائك واوصيائك بجميع لعناتك واصلهم حر نارك والعن من غصب وليك حقه وانكر عهده وجحده بعد اليقين والاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين ، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين
(1) المصدر السابق : ص 367 .
(2) المصدر السابق : ص 368 .