الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

جعلوك رابعهم أبا حسن***ظلموك حقّ السبق والصهر

والى الخلافة سابقوك وما***سبقوك في أُحُد ولا بدر

723 ـ قال الله عزّ وجلّ : (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(1) .
قال الكراجكي (رحمه الله) : فقوله سبحانه : (وليّكم) المراد بن الأولى بكم والأحق بتدبيركم والقيم بأموركم ومن تجب طاعته عليكم ، والمراد به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأنه كان قد تصدّق بخاتمه وهو راكع في الصلاة . فتقدير الآية : انما المدبّر لكم والمتوليّ لأموركم والذي تجب طاعته عليكم : الله ورسوله وعليّ بن أبي طالب .
وهذا نص من القرآن على امامة أمير المؤمنين (عليه السلام)(2) .
724 ـ روى العلامة الأميني (قدس سره) بسنده عن عمر بن ميمون عن ابن عباس في حديث طويل قال :
إني جالس الى ابن عبّاس اذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عبّاس إما أن تقوم معناه ، واما أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، فقال ابن عبّاس : بل أنا أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فانتدبوا فحدّثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاى ينفض ثوبه وهو يقول :
أُف وتف ، وقعوا في رجل له بضع عشر فضايل ليست لأحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لأبعثن رجلاً لا يُخزيه الله أبداً يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله فاستشرف مستشرف ، فقال : اين عليّ ؟ فقالوا : انه في الرحى يطحن قال : وما كان احد ليطحن ؟ قال : فجاء وهو ارمد لا يكاد أن يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء عليّ بصفية بنت حيّ .
قال ابن عبّاس : ثم بعث رسول الله فلاناً بسورة التورية فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلاّ رجلٌ هو منّي وأنا منه .
فقال ابن عبّاس : وقال النبي لبني عمّه : ايّكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا ، قال : وعليّ جالس معهم ، فقال علي : أنا أو اليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه وأقبل على رجل رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والاخرة فقال لعلي : أنت ولييّ في الدنيا والاخرة .
قال ابن عبّاس : وكان علي أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها .
قال : وأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين وقال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّركم تطهيراً) .


(1) المائدة : 55 .
(2) المصدر السابق : ص332 ـ 334 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه