الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

وفي آخره : فقال : معاشر الناس ، قولوا : أعطيناك على ذلك عهداً عن انفسنا وميثاقاً بالسنتنا وصفقة بأيدينا نؤدّيه الى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيداً ، قولوا ما قلت لكم ، وسلّموا على علي بأمره المؤمنين ، وقولوا : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، فان الله يعلم كل صوت وخائنة كل نفس فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله فسيؤتيه أجراً عظيماً ، قولوا ما يرضي الله عنكم فان تكفروا فإن الله غني عنكم .
قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وكان أوّل من صافق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّاً : أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس الى أن صلى الظهرين في وقت واحد ، وامتد ذلك الى أن صلى العشائين في وقت واحد وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً (1) .
750 ـ ورواه أحمد بن محمد الطبري الشهير بالخليلي في كتاب مناقب علي ابن أبي طالب المؤلف سنة 411 بالقاهرة من طريق شيخه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن وفيه :
فتبادر الناس الى بيعته وقالوا : سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ، ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي بايديهم ، وكان أول من صافق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ، ثم باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم ، الى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد ، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً ، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما بايعه فوج بعد فوج يقول : الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين ، وصارت المصافقة سنة ورسماً واستعملها من ليس له حقّ فيها .
751 ـ وفي كتاب النشر والطي فبادر الناس بنعم نعم سمعنا واَطَعنا أمر الله وأمر رسوله واحد وتداكوا على رسول الله وعليّ بايديهم الى أن صلّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم الى أن صليت المغرب والعشاء في وقت واحد ، ورسول الله كان يقول كلّما اتى فوج : الحمد لله الذي فضّلنا على العالمين .
752 ـ وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت . . الخ ، وكان يهنّئ أمير المؤمنين كل صحابي لاقاه .
753 ـ وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفي 903 في روضة الصفا في الجزء الثاني من ج1 : ص173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته :
ثمّ جلس رسول الله في خيمة تخص به وأمر أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) أن يجلس في خيمة أخرى وأمر إطباق الناس بأن يُهنئوا عليّاً في خيمته . ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمهات المؤمنين أن يسرن اليه ويهنئنه ففعلن . وممن هنّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات .


(1) في الغدير 1 : 270 ـ 282 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه