الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

عنهم السوء وبه احتج عليهم يوم يلقوني فإياه فليطيعوا ولأمره فليأتَمِروا وعن نهيه فلينتهوا اجعلهم عندي في مقعد صدق وأبيح لهم جناني وان لم يفعلوا أسكنهم ناري مع الاشقياء من اعدائي ثم لا أبالي(1) .
883 ـ روى الشيخ المفيد (رحمه الله) بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمعته يقول : يا علي ما بعث الله نبياً الا وقد دعاه الى ولايتك طائعاً أو كارهاً (2) .
884 ـ روى العلامة المفيد أيضاً بسنده عن معاوية بن عمّار الدهنيّ ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : دخل أبو بكر على علي (عليه السلام) فقال له : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحدث الينا في أمرك حدثاً بعد يوم الولاية ، وأنا أشهد أنك مولاي مقرّ لك بذلك ، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بإمرة المؤمنين ، وأخبرنارسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنك وصيّه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه ولم يحل بينك وبين ذلك ، وصار ميراث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اليك ، وأمر نسائه ، ولم يخبرنا بانك خليفته من بعده ولا جرم لنا في ذلك فيما بيننا وبينك ولا ذنب بيننا وبين الله عزّ وجلّ .
فقال له علي (عليه السلام) : إن أريتك رسول الله (عليه السلام) حتى يخبرك بأني أولى بالمجلس الذي أنت فيه ، وأنك إن لم تنحّ عنه كفرت ، فما تقول ؟
فقال : إن رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به !

قال : فوافني اذا صلّيت المغرب .

قال : فرجع بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه الى مسجد قبا ، فاذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس في القبلة ، فقال : يا عتيق وثبت على علي وجلست مجلس النبوّة وقد تقدّمت اليك في ذلك ، فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخلّه لعليّ والاّ فموعدك النار .
قال : ثم أخذ بيده فأخرجه ، فقام النبي (عليه السلام) عنهما ، وانطلق أمير المؤمنين (عليه السلام) الى سلمان فقال له : يا سلمان أما علمت أنه كان من الأمر كذا وكذا ؟ فقال سلمان : ليشهرن بك وليبدينّه الى صاحبه وليخبرنه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال : أما ان يخبر صاحبه فسيفعل ، ثم لا والله لا يذكر انه ابداً الى يوم القيامة ، هما أنظر لأنفسهما من ذلك .
فلقى أبو بكر عمر فقال : إن عليّاً أتى كذا وكذا وصنع كذا وكذا وقال لرسول الله كذا وكذا فقال له عمر : ويلك ما أقل عقلك ، فوالله ما أنت فيه الساعة إلاّ من بعض سحر ابن أبي كبشه قد نسيت سحر بني هاشم ومن اين يرجع محمدولا يرجع من مات ، إن ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم فتقلد هذاالسربال ومر فيه(3) .


(1) القطرة 1 : ص125 ح113 .
(2) الاختصاص : 343 .
(3) البحار 8 : 81 وفي 9 : 563 ، اختصاص المفيد : ص273 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه