الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

قال : اسكت ، أما عرفت قديماً سحر بني هاشم بن عبد المطّلب(1) .

أخذت الولاية على جميع الاشياء

888 ـ روى المفيد (رحمه الله) بسنده عن قنبر مولى أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :
كنت عند أمير المؤمنين (عليه السلام) اذ دخل رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا أشتهي بطّيخاً ، قال : فأمرني أمير المؤمنين (عليه السلام) بشراء بطيخ ، فوجهت بدرهم ، فجاؤونا بثلاث بطيخات ، فقطعت واحدة فاذا هو مرٌ ، فقلت : مُر يا أمير المؤمنين ، فقال : اِرم به من النار والى النار !
قال : وقطعت الثاني فاذا هو حامض فقلت : حامض يا أمير المؤمنين ، فقال: اِرْمِ من النار والى النار !
قال : فقطعت الثالث فاذا مدوّدة ! فقلت : مدوّدة يا أمير المؤمنين ، فقال : ارْم به من النار والى النار . قال : ثم وجهت بدرهم آخر فجاؤونا بثلاث بطيخات ، فوثبت على قدمي، فقلت : أعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه ـ كأنه تأشم بقطعه ـ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : اجلس يا قنبر فإنها مأمورة .
فجلست فقطعت واحدة فاذا هو حلو ، فقلت : حُلو يا أمير المؤمنين ، فقال : كُل وأطعمنا فأكلت ضِلعاً وأطعمته ضلعاً وأطعمت الجليس ضلعاً .

فالتفت إليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال :

يا قنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الأرض من الجن والأنس والثمر وغير ذلك ، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب ، ومالم يقبل منه خبث وردئَ ونتن(2) .
889 ـ وروى المفيد (عليه السلام) بسنده عن المفضل بن عمر قال :

قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) :

إن الله تبارك وتعالى توحد بملكه فعرّف عباده نفسه ، ثم فوضّ اليهم أمره وأباح لهم جنته ، فمن اراد الله أن يُطهِّر قلبه من الجنّ والأنس عرفّه ولايتنا ، ومن اراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفتنا .
ثم قال (عليه السلام) : يا مفضل ، والله ما أستوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلاّ بولاية علي (عليه السلام) ، وما كلّم الله موسى تكليماً إلاّ بولاية علي (عليه السلام) ، ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين الا بالخضوع لعلي (عليه السلام) ، ثم قال : أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النظر اليه إلاّ بالعبودية لنا (3) .
890 ـ روى المفيد (عليه السلام) عن الصادق (عليه السلام) قال :
إن الله تبارك وتعالى أوجب عليكم حُبّنا وموالاتنا ، وفرض عليكم طاعتنا ، الا فمن كان منّا فليقتد بنا ، وان


(1) المصدر السابق 8 : 81 .
(2) البحار 7 : 419 ، الاختصاص : 249 .
(3) البحار ج7 : ص344 ، الاختصاص : 250 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه