الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

معَاشِرَ الناس ، فضِّلوه ما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيّ ، وكلُّ علم عُلِّمتُ فقد أحصيته في إمام المتقين ، وما من علم إلاّ وقد علَّمته عليّاً ، وهو الإمام المبين الذي ذكره الله في سورة يس : (وكلَّ شيء أحصيناه في إمام مبين) .
معَاشِرَ الناس ، لا تضلَّوا عنه ولا تنفروا منه ، ولا تستنكفوا من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ، ويزهق الباطل وينهى عنه ، ولا تأخذه في الله لومةُ لائم ، أوّل من آمن بالله ورسوله لم يسبقه إلى الإيمان بي أحد ، والذي فدى رسول الله بنفسه ، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره ، أوّل الناس صلاة وأوّلُ من عبد الله معي ، أمرته عن الله أن ينام في مضجعي ، ففعل فادياً لي بنفسه .
معَاشِرَ الناس ، فضِّلوه فقد فضله الله ، واقبلوه فقد نصبه الله .
معَاشِرَ الناس ، إنة إمام من الله ، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له ، حتماً على الله أن يفعل ذلك بمن خالف امره وان يعذّبه عذاباً نكراً أبَدَالآباد ودهر الدهور . فاحذروا ان تخالفوه فتصلوا ناراً وقودها الناس والحجارة أعدَّت للكافرين .
معَاشِرَ الناس ، بي والله بشَّر الأولون من النبيِّيين والمرسلين ، وانا والله خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السَّماوات والأرضين . فمن شك في ذلك فقد كفر كفر الجاهلية الأولى ، ومن شك في شيء من قولي هذا فقد شكّ في كلِّ ما أُنزل إليّ ، ومن شك في واحد من الأئمة فقد شك في الكلّ منهم ، والشاكّ فينا في النار .
معَاشِرَ الناس ، حَباني الله عزّ وجلّ بهذه الفضيلة منّاً منه عليّ واحساناً منه إليّ ولا إله إلاّ هو ألا له الحمد منّي أَبَدا الآبدين ودَهرَ الداهرين وعلى كلِ حال .
معَاشِرَ الناس ، فضلوا عليّاً فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى ما أنزَلَ الله الرزق وبقي الخلقَ . ملعونٌ معلون ، مغضوب مغضوب من ردّ علي قولي هذا ولم يوافقه ، إلاّ ان جبرئيل خبَّرني عن الله تعالى بذلك ويقول : من عادى عليّاً ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي ، (ولتنظر نفس ما قدّمت لغد واتقوا الله ـ ان تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها ـ إن الله خبير بما يعملون) .
معَاشِرَ الناس ، إنه جنبُ الله الذي ذَكَرَ في كتابه العزيز ، فقال تعالى مخبراً عمّن يخالفه : (أنْ تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله) .
معَاشِرَ الناس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتبعوا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه