حقي عليه ، ولولاك لم يعرف حزب الله ، وبك يُعرف عدو الله ، ولو لم يلقوه بولايتك مالقوه بشيء وأن مكاني لأعظم من مكان من أتبعني ، ولقد أنزل الله فيك : (ياأيها الرسول بلغ مااُنزلَ اليك من ربَكَ وان لم تفعل فما بلغت رسالته) (1)فلو لم أبلّغ ما اُمرتُ بي لحبط عملي بتوعد .
ما أقول لك الا ما يقول ربي ، وأن الذي أقول لك لمن الله نزل فيك ، فالى الله اشكو تظاهر أمتي عليك بعدي (ما يرتكبونه منك بعدي) أما انه ياعلي ما ترك قتالي من قاتلك ، ولاسلم لي من نصبك ، وأنك لصاحب الأكواب ، وصاحب المواقف المحمودة في ظل العرش أينما اوقف ، فتدعى اذا دعيت ، وتحيى اذا حييت ، وتكسى اذا كسيت ، حقت كلمة العذاب على من لم يصدق قولي فيك ، وحقت كلمة الرحمة لمن صدقني ، وماركبت بأمر الا وقد ركبت به ، وما اغتابك مغتاب ولا أعان عليك الا وهو في حيز ابليس ، ومن والاك ووالى من هو منك من بعدك كان من حزب الله ، وحزب الله هم المفلحون (2) .
(2) روى المفيد اعلى الله مقامه بأسناده عن طريق العامه عن أبن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : أعطاني الله تعالى خمساً وأعطى علياً خمساً : أعطاني جوامع الكلم وأعطى علياً جوامع العلم ، وجعلني نبياً ، وجعله وصياً ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الألهام ، وأسرى بي اليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر اليونظرت اليه .
قال : ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وأمي ؟ فقال : يا
(1) المائده 67 .
(2)تفسير فرات : 62 و 63 ، بحار 36 : 99 / 139 ـ 140.