الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج6

وتغلب كلمة الضلال ، فكن جليس بيتك حتى تقلدها ، فاذا قلّدتها جاشت عليك الصدور وقلّبت لك الأمور ، تقاتل حينئذ على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فليست حالهم الثانية بدون الأولى .
فقلت : يارسول الله فباي المنازل انزل هؤلاء المفتونين من بعدك أبمنزل فتنة أم بمنزلة ردّه ؟ فقال : بمنزلة فتنة يعمهون فيها الى أن يدركهم العدل .
فقلت : يارسول الله ، أيدركهم العدل منا أم من غيرنا ؟ قال بل مِنا ، بنا فتح وبنا يختم وبنا ألف الله القلوب بعد الشرك ، وبنا يؤلّف بين القلوب بعد الفتنة .

فقلت : الحمد لله على ما وهب لنا من فضله .

(7) روي بالأسناد عن أبي مريم ، عن أبي هريرة قال : دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد نزلت هذه الآية : (انماأنت مُنذر ولكل قوم هاد) (1) فقرأها علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)ثم قال : أنما أنا المنذر ، أتعرفون الهادي ؟ قلنا : لا يارسول الله .
قال هو خاصف النعل ، فطوّلت الاعناق اذ خرج علينا علي (عليه السلام) من بعض الحجر وبيده نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثم ألتفت الينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال : الا أنه المبلغ عني والامام بعدي وزوج أبنتي وأبو سبطي ، فنحن أهل بيت أذهب الله عنا الرجس وطهرنا من الدنس ، يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، هو الامام أبو الائمة الزهر (2) .
فقيل : يارسول الله وكم الائمة بعدك ؟ فقال : اثنا عشر عدد نقباء بني


(1) الرعد: 7 .
(2) البحار 36 : 162 / 316 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه