كالنبي (صلى الله عليه وآله)، بل يكفي في الدلالة على امامته مجرَّد دلالتها على أفضليته من جميع الامة .
ويستفاد من الرازي في تفسير الآية تسليم دلالتها على أفضليته من الصحابة ، لانه نقل عن الشيخ محمود بن الحسن الحمصي انه استدل بجعل علي (عليه السلام) نفس النبي (صلى الله عليه وآله) على كونه أفضل من جميع الانبياء سوى محمد (صلى الله عليه وآله) لان النبي أفضل منهم وعلي نفسه .
ونقل عن الشيعة قديماً وحديثاً الاستدلال بذلك على فضل علي على جميع الصحابة ، ومااجاب الرازي الا عن الاول بدعوى الاجماع على ان الانبياء أفضل من غيرهم قبل ظهور الشيخ محمود ، وفيه : ان الاجماع انما هو على فضل صنف الانبياء على غيره من الاصناف وفضل كل نبي على جميع امته لافضل كل شخص من الانبياء على كل من عداهم حتى لو كان من امم غيرهم ، فذلك نظير تفضيل صنف الرجال على صنف النساء حيث انه لم يناف فضل بعض النساء على كثير من الرجال ، ولم يختص تفضيل أمير المؤمنين على من عدا محمد من الانبياء بالشيخ محمود حتى ينافي ما ادعاه الرازي من الاجماع ، بل قال به الشيعة قبل وجود الشيخ محمود وبعده مستدلين بالآية الكريمة وغيرها من الآيات والاخبار المتظافرة التي ليس المقام محل ذكرها وستعرف بعضها .
وكيف كان ، فقد استفاضت الاخبار بنزول الآية باهل الكساء ، حتى روى مسلم والترمذي كلاهما في باب فضائل علي (عليه السلام) عن سعد بن أبي وقاص قال :
لما نزلت هذه الآية : (قُل تعالوا ندعُ ابناءنا وابناءكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفسنا وأنفسكم ) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء اهلي .