« بنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم ، والذي يحلف به لينتصرن الله بكم كما انتصر بالحجارة » (1) .
12 ـ أخبرنا أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقا البصري بقراءتي عليه بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسين بن عتبة في ربيع الأول سنة ثلاث وستين وأربعمائة بالبصرة في مشهد النخاسين على صاحبه السلام ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن احمد (2) بن خالد المذاري في المحرم سنة ست وثلاثين واربعمائة في مشهد النخاسين ، قال : حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري في صفر سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن مخزوم مولى بني هاشم ، قال : حدثنا الحسن ابن أحمد بن عبد الغفار الأنصاري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أبي زرارة ، عن ابن عباس ، قال :
سمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي ( عليه السلام ) : تختم ( بالعقيق ) (3) في اليمين ، فانها فضيلة من الله للمقربين ، قال علي ( عليه السلام ) : ومن المقربون يارسول الله ؟ قال جبرئيل وميكائيل وما بينهما من الملائكة ، قال : فبم أتختم ؟ قال : تختم بالعقيق الأحمر فانه جبل أقر لله عز وجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك ( بالوصية ولولدك ) (4) بالإمامة ولشيعتك بالجنة ولمبغضيهم بالنار » (5) .
13 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ،
____________
(1) روى صدره المفيد في أماليه : 31 ، ويأتي مثله في ج 2 : الرقم 110 عن الصدوق .
(2) في « ط » محمد بن محمد .
(3) ليس في « ط » .
(4) ليس في « م » .
(5) رواه الخوارزمي في مناقبه : 233 ، المغازلي في مناقبه : 281 ، عنه العمدة : 378 ، أقول : يأتي ما يشابهه في ج 7 : الرقم 20 .

( 29 )

قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان العدل ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، قال : حدثنا أبو الحسن العبدي ، قال : حدثنا سليمان بن مهران ، عن عباية بن ربعي قال :
قلت لعبدالله بن عباس : لم كنى رسول الله عليا أبا تراب ؟ قال : لأنه صاحب الأرض وحجة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها وإليه سكونها ولقد سمعت رسول الله يقول : انه إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال ياليتني كنت ترابا أي ليتني كنت من شيعة علي ( عليه السلام ) (1) ، وذلك قول الله عز وجل : ( ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ) (2) » (3) .
14 ـ وبالإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله : « من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه ، فانها لم تخن أباه » (4) .
15 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رحمه الله ) في السنة المذكورة بالموضع المذكور ، قال : حدثنا السعيد الوالد ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم ، عن المسعودي ، قال : حدثنا الحارث ابن حصيرة ، عن عمران بن الحصين ، قال : « كنت أنا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي وعلي جالس إلى جنبه إذ قرأ رسول الله : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا
____________
(1) في « ط » : ياليتني من شيعة علي ، وفي العلل ، يعني من شيعة علي .
(2) النبأ : 40 .
(3) رواه في علل الشرائع 1 : 156 .
(4) عنه البحار 27 : 147 ، أخرجه الصدوق في أماليه : 488 ، علل الشرائع : 58 ، معاني الأخبار : 51 .

( 30 )

ما تذكرون ) (1) ، قال : فانتفض علي ( عليه السلام ) انتفاض العصفور ، فقال له النبي : ما شأنك تجزع ؟ ( فقال : ومالي لا أجزع ) (2) ، والله يقول : [ انه ] (3) يجعلنا خلفاء الأرض (4) ، فقال له النبي : لا تجزع فوالله لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ( كافر ) (5) منافق » (6) .
16 ـ أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين في شوال سنة اثنتي عشر وخمسمائة ، قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن الخزاعي ، قال : حدثنا أبو الطيب علي بن محمد بن بنان (7) ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكري (8) من كتابه ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ببغداد من كتابه ، قال : حدثنا محمد بن دينار الضبي ، قال : حدثنا عبد الله بن الضحاك ، قال : حدثنا هشام بن محمد ، ( عن أبيه ) (9) ، قال :
« اجتمع الطرماح وهشام المرادي ومحمد بن عبد الله الحميري عند معاوية بن أبي سفيان ، فأخرج بدرة فوضعها بين يديه وقال (10) : يا معشر شعراء العرب قولوا ( قولكم ) (11) في علي بن أبي طالب ولا تقولوا إلا الحق وأنا نفي من صخر بن حرب ان اعطيت هذه البدرة إلا من قال الحق في علي ، فقام الطرماح وتكلم في علي (12) ( عليه السلام ) ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس فقد عرف الله نيتك ورأى (13) مكانك ، ثم قام هشام المرادي ، فقال : أيضا ووقع فيه ، فقال معاوية : اجلس ( مع صاحبك ) (14) فقد عرف الله مكانكما .
____________
(1) النمل : 62 .
(2) ليس في « ط » .
(3) من أمالي الشيخ .
(4) في « ط » : أم من يجعلكم خلفاء الأرض .
(5) ليس في أمالي الشيخ وأمالي المفيد .
(6) رواه الشيخ في أماليه 1 : 75 ، المفيد في أماليه : 307 ، أخرجه في البحار 39 : 266 .
(7) في « م » : نبات .
(8) في « م » : السكوني .
(9) ليس في « م » .
(10) في « م » : ثم قال .
(11) ليس في « م » .
(12) في « م » : فتكلم وقال في علي .
(13) في « ط » : عرف .
(14) ليس في « ط » .



( 31 )

فقال عمرو بن العاص لمحمد بن عبد الله الحميري وكان خاصا به : تكلم ولا تقل إلا الحق ، ثم قال : يا معاوية قد آليت ان لا تعطي هذه البدرة إلا لمن قال الحق (1) في علي ، قال : نعم أنا نفي بن صخر بن حرب ان أعطيتها ( منهم ) (2) إلا من قال الحق في علي ، فقام محمد بن عبد الله فتكلم ثم قال :

بحـق محمـد قـولــوا بحــق * فــان الافـك من شيـم اللئــام
أبعــد محمــد بأبــي وامـي * رسـول الله ذي الشــرف الهمام
أليــس علـي أفضل خلق ربـي * وأشــرف عنـد تحصيـل الأنام
ولايتـه هــي الايمــان حقــا * فذرنــي مـن أباطيــل الكـلام
وطاعــة ربنــا فيهـا وفيهــا * شفــاء للقلــوب مـن السقــام
علـي إمامنــا بأبــي وامــي * أبو الحسـن المطهــر من حـرام
إمـام هــدى أتــاه الله علمــا * به عـرف الحــلال من الحــرام
ولو اني قتلـت النفــس حبــا * له ما كــان فيـهــا من آثــام
يحــل النـار قومـا أبغضــوه * وإن صلـوا وصامـوا ألف عام(3)
ولا والله لا تـزكـــوا صــلاة * بغـيــر ولايـة العــدل الإمـام
أميـر المؤمنيــن بك اعتمــادي * وبالغــر المياميـن إعتصـامــي
( فهذا القـول لــي ديــن وهذا * إلى لقيـاك يـا رب كلامــي )(4)
برئـت من الذي عـادى عليــا * وحـاربــه مـن أولاد الحــرام
تناسوا نصبه(5) في يوم « خم » * من البــاري ومن خيــر الأنـام
برغم الأنف من يشنــأ كلامـي * علي فضـلــه كالبحــر طام(6)
وأبـرء مـن انــاس أخــروه * وكــان هـو المقــدم بالمـقــام

____________
(1) في « م » : قائل الحق .
(2) ليس في « م » .
(3) في « م » : وان صاموا وصلوا .
(4) ليس في « م » .
(5) في « م » : نصه .
(6) في « م » : على فضله كالبحر طام برغمى أنف من يشنأ كلام .

( 32 )

علي مدمــر الابطـال لما * رأوا في كفه لمع الحسام (1)
على آل الرسول صلاة ربي * صلاة بالكمــال وبالتمـام

فقال معاوية : أنت أصدقهم قولا ، فخذ هذه البدرة » .
17 ـ أخبرنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ( رضي الله عنه ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة إحدى عشر وخمسمائة ، قال : حدثنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الحارثي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن سليمان أبو الفضل ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثعلبي الموصلي أبو نوفل ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يقول :
« نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من امة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) » (2) .
18 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) بالري سنة عشرة وخمسمائة ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة ، قال : حدثني المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا رجاء بن ( أبي ) (3) سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال :
« خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بالكوفة عند (4) منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويعيبه (5) ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا فحمد الله
____________
(1) في « ط » : على هزم ، ذات الحسام .
(2) رواه المفيد في أماليه : 308 ، الشيخ في أماليه 1 : 76 ، أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 113 .
(3) ليس في معاني الأخبار .
(4) في المعاني : بعد .
(5) في المعاني : يلعنه .

( 33 )

وأثنى عليه وصلى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال :
لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) (1) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، [ يا ] (2) أيها الناس انه بلغني ما بلغني واني أراني قد أقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، واني تارك فيكم ما تركه رسول الله : كتاب الله وعترتي ، وهي عترة الهادي إلى النجاة ، خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى .
يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر ، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدته ، أنا رحى جهنم الدائرة وأضراسها الطاحنة ، أنا مؤتم البنين والبنات ، وقابض الأرواح ، وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين ، أنا مجدل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيدة نساء العالمين ، فاطمة التقية النقية ، الزكية البرة (3) المهدية ، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد ، هل ينكر أحد ما أقول ، أين مسلمو أهل الكتاب ؟
أنا اسمي في الإنجيل « إليا » ، وفي التوراة « بريا » ، وفي الزبور « اري » (4) ، وعند الهند « كابر » (5) ، وعند الروم « بطريسا » ، وعند الفرس « جبير » (6) وعند الترك « تبير » (7) ، وعند الزنج « حيتر » (8) وعند الكهنة « بوسي » ، وعند الحبشة « بتريك » (9) ،
____________
(1) الضحى : 11 .
(2) من المعاني .
(3) في المعاني : الميرة ، وفي « م » : البرية .
(4) في « ط » : اريا .
(5) في « م » كابن ، وفي المعاني : كبكر .
(6) في « م » : جبير ، وفي المعاني : حيثر .
(7) في « م » : بتير ، وفي المعاني : بثير .
(8) في « ط » : خبير .
(9) في المعاني : بثريك .

( 34 )

وعند امي « حيدرة » ، وعند ظئري « ميمون » ، وعند العرب « علي » ، وعند الأرمن « فريق » ، وعند أبي « ظهيرا » .
ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، يقول الله عز وجل : ( إن الله مع الصادقين ) (1) أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) (2) أنا ذلك المؤذن ، وقال الله تعالى : ( وأذان من الله ورسوله ) (3) فانا ذلك الأذان ، وأنا المحسن يقول الله عز وجل : ( وأن الله لمع المحسنين ) (4) ، وأنا ذو القلب يقول الله عز وجل : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ) (5) ، وأنا الذاكر (6) يقول الله عز وجل : ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) (7) ، ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي ، والله فالق الحب والنوى ، لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة ( لنا ) (8) مبغض يقول الله عز وجل : ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) (9) .
وأنا الصهر يقول الله عز وجل : ( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ) (10) ، وأنا الأذن الواعية يقول الله عز وجل : ( وتعيها اذن واعية ) (11) ، وأنا السلم (12) لرسول الله يقول الله عز وجل : ( ورجلا سلما لرجل ) (13) ، ومن ولدي مهدي هذه الامة .
ألا وقد جعلت محنتكم ، ببغضي يعرف المنافقون وبمحبتي امتحن الله
____________
(1) ليس في المصحف هكذا .
(2) الأعراف : 43 .
(3) التوبة : 3 .
(4) العنكبوت : 69 .
(5) ق : 36 .
(6) في « ط » : الذكر .
(7) آل عمران : 188 .
(8) ليس في « ط » .
(9) الأعراف : 44 .
(10) الفرقان : 56 .
(11) الحاقة : 12 .
(12) في « ط وم » : السالم ، ما أثبتناه من المعاني .
(13) الزمر : 30 .

( 35 )

المؤمنين ، هذا عهد النبي الامي إلي ، انه لا يحبك يا علي إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبي ولا خاف والله موالي (1) ، أنا ولي المؤمنين والله وليي (2) ، يحب (3) محبي أن يحبوا من أحب الله ويحب (4) مبغضي أن يبغضوا من أحب الله ، ألا وانه قد بلغني أن معاوية سبني ولعنني ، اللهم اشدد وطأتك عليه وإنزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين ، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد ، ثم نزل ( عليه السلام ) عن أعواده ، فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله » (5) .
19 ـ أخبرنا الشيخ أبو البقاء البصري إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الوفا المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة بالبصرة في مشهد النخاسين ، على صاحبه السلام ، سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الفقيه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان ، قال : أخبرني علي بن حبشي بن قوني الكاتب ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ، قال : حدثني نصر بن مزاحم ، قال : حدثني محمد بن عمران بن عبد الكريم (6) ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال :
« دخل أبي المسجد فإذا هو باناس من شيعتنا ، فدنا منهم فسلم عليهم ، ثم قال لهم : والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم ، وانكم لعلى دين الله وما بين أحدكم وبين أن يغتبط بما هو فيه إلا أن يبلغ نفسه هاهنا ـ وأشار بيده إلى حنجرته ـ فأعينونا بورع واجتهاد ، ومن يأتم منكم بإمام فليعمل بعمله .
أنتم شرط الله ، وأنتم أعوان الله ، وأنتم أنصار الله ، وأنتم السابقون الأولون ،
____________
(1) في المعاني : ولا خاف وليي .
(2) في « ط » : وليه .
(3 و 4) في المعاني : حب .
(5) رواه في معاني الأخبار : 59 مع توضيحات .
(6) في بشارات الشيعة : عبد الله بن عبد الله بن محمد بن عمران .

( 36 )

وأنتم السابقون الآخرون ، وأنتم السابقون إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنان بأمر الله ورسوله كأنكم في الجنة تتنافسون في فضائل الدرجات ، كل مؤمن منكم صديق وكل مؤمنة منكم حوراء .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا قنبر ! قم فاستبشر ، فالله ساخط على الامة ما خلا شيعتنا ، ألا وأن لكل شيء شرفا وشرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء عمادا وعماد الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجلس شيعتنا ، ألا وإن لكل شيء شهودا وشهود الأرض سكان شيعتنا فيها ، ألا وإن من خالفكم منسوب إلى هذه الآية : ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ) (1) ألا وان من دعا منكم فدعاؤه مستجاب ، ألا وان من سأل منكم حاجة فله بها مائة ، ياحبذا حسن صنع الله اليكم ، نخرج شيعتنا من قبورهم يوم القيامة مشرقة ألوانهم ووجوههم قد اعطوا الأمان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والله أشد حبا لشيعتنا منا لهم » (2) .
20 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، قال : حدثنا السعيد الوالد ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي البغدادي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد الفزاري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر .
قال : وحدثني جعفر بن محمد الحسيني ، قال : حدثتنا أحمد بن عبد المنعم ، قال : حدثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) :
« ألا ابشرك ألا أمنحك ، قال : بلى يارسول الله ، قال : فاني خلقت أنا وأنت من
____________
(1) الغاشية : 2 ـ 4 .
(2) رواه الصدوق في بشارات الشيعة ، عنه البرهان 4 : 454 ، أخرجه الصدوق في أماليه : 500 ، والشيخ في أماليه 2 : 332 مع إختلافات .

( 37 )

طينة واحدة ، ففضلت منها فضلة فخلق منها شيعتنا فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء امهاتهم إلا شيعتك ، فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم » (1) .
21 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي ، عن أبيه رحمة الله عليه قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمة الله عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن قولويه ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام الاسكافي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا الحسن بن سعيد الأهوازي ، قال : حدثنا علي بن حديد ، عن سيف بن عميرة ، عن مدرك بن زهير (2) قال :
قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « يا مدرك ان أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله ، اقرئ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءا (3) اجتر مودة الناس الينا ، فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » (4) .
22 ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شهريار الخازن بمشهد الكوفة على ساكنه السلام في ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه ، قال : حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز المعدل من لفظه وكتابه بمدينة السلام في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمائة ، قال : حدثنا العكبرى أبو الحسن بن رزقويه ، قال : حدثنا أبو عمير بن السماك ، قال : حدثني علي بن محمد القزويني ، قال : حدثنا داود بن سليمان بن وهب بن أحمد القزويني الثغري سنة ست وستين ومائتين ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثنا أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه محمد عن أبيه علي بن الحسين ،
____________
(1) عنه البحار 67 : 126 ، ورواه الشيخ في أماليه 1 : 71 و 77 . أقول : يأتي مثله في ج 1 : الرقم 34 وج 2 : الرقم 103 وج 4 : الرقم 58 .
(2) في أمالي الصدوق : مدرك بن الهزهاز .
(3) في أمالي الصدوق : عبدا .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 84 ، الصدوق في أماليه : 88 باسناد آخر مختصرا . أقول : يأتي مثله ج 2 : الرقم 107 .

( 38 )

عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله :
« من أحب ان يركب سفينة النجاة ويتمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا ( عليه السلام ) بعدي ، وليعاد عدوه ، وليأتم بالهداة الميامين من ولده ، فانهم خلفائي وأحبائي وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادات امتي وقادة الأتقياء إلى الجنة ، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان » (1) .
23 ـ قال : وبالإسناد عن الصدوق ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن سنان ، قال : حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، وأتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله ، وحزبه حزب الله ، وسلمه سلم الله » (2) .
24 ـ وبالإسناد قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن العباس بن معروف ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أتاني جبرئيل من قبل ربي جل جلاله ، فقال : يا محمد ! ان الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك : بشر أخاك عليا بأني لا اعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه » (3) .
25 ـ وبالإسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سليمان ،
____________
(1) رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 292 ، وفي أماليه : 26 مع اختلاف .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 36 ، أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 29 .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 42 ، أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 31 .

( 39 )

عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان عليا وصيي وخليفتي ، وزوجته سيدة نساء العالمين فاطمة ابنتي ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي ، من والهم فقد والاني ، ومن عاداهم فقد عاداني ، ومن ناواهم فقد ناواني ، ومن جفاهم فقد جفاني ، ومن برهم فقد برني ، وصل الله من وصلهم ، وقطع من قطعهم ، ونصر من أعانهم ، وخذل من خذلهم .
اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت ، علي (1) وفاطمة والحسن والحسين أهل بيتي وثقلي ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا » (2) .
26 ـ وبالإسناد قال : حدثنا محمد بن عمر الجعابي الحافظ البغدادي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثابت بن كنانة ، قال : حدثنا محمد [ بن الحسن ] (3) بن العباس أبو جعفر الخزاعي ، قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني (4) ، قال : حدثنا عمر (5) بن ثابت ، عن عطاء بن السايب ، عن ابن يحيى (6) ، عن ابن عباس قال :
« صعد رسول الله المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال : يا معشر (7) المؤمنين ان الله عز وجل أوحى الي اني مقبوض ، وان ابن عمي عليا مقتول ، واني ايها الناس ، أخبركم خبرا ، إن عملتم به سلمتم وان تركتموه هلكتم ، ان ابن عمي عليا هو أخي ووزيري ، وهو خليفتي ، وهو المبلغ عني ، وهو امام المتقين وقائد الغر المحجلين ، ان استرشدتموه أرشدكم وان اتبعتموه نجوتم ، وإن خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ،
____________
(1) في « م » : فعلي .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 56 ، وبسند آخر : 382 .
(3) من الأمالي .
(4) في « ط » : القربى ، وفي الأمالي : العرنى .
(5) في الأمالي : عمرو .
(6) في الأمالي : أبي يحيى .
(7) في الأمالي : مجموعون .

( 40 )

وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، ان الله عز وجل أنزل علي القرآن وهو الذي من خالفه ضل ، ومن ابتغى علمه عند غير علي ( عليه السلام ) هلك .
أيها الناس اسمعوا قولي ، واعرفوا حق نصيحتي ، ولا تخالفوني في أهل بيتي إلا بالذي امرتم به ، ومن حفظهم فقد حفظني ، فانهم حامتي وقرابتي واخواني وأولادي ، فانكم مجمعون (1) ومساءلون عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2) فانهم أهل بيتي ، فمن آذاهم فقد آذاني ، ومن ظلمهم فقد ظلمني ، ومن اذلهم فقد اذلني ، ومن اعزهم فقد اعزني ، ومن اكرمهم اكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى في غيرهم فقد كذبني ، ايها الناس اتقوا الله وانظروا ما انتم قائلون إذا لقيتموني ، فاني خصم لمن آذاهم (3) ، ومن كنت خصمه فقد خصمته ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم » (4) .
27 ـ وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيفه أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي في حوائجهم عندما اضطروا ( إليه ) (5) والمحب لهم بقلبه ولسانه » (6) .
28 ـ قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قال : أخبرنا الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان العلوي ، قال : حدثنا عمر بن إبراهيم الكناني المقري ومحمد بن عبد الرحمان المخلص ، قال : حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي ، أخبرنا علي بن شعيب السمسار ، أخبرنا عبد الرحمان بن قيس بن معاوية (7) البصري الزعفراني ، أخبرنا محمد بن عمر عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة
____________
(1) في الأمالي : مجموعون .
(2) في « ط » : فيهم .
(3) في « ط » : عاداهم وآذاهم .
(4) رواه الصدوق في أماليه : 62 .
(5) ليس في « ط » .
(6) عنه البحار 68 : 123 ، ويأتي في ج 2 : الرقم 1 وج 3 : الرقم 46 بألفاظ اخر .
(7) في « م » : أبو معاوية .

( 41 )

قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ان أول كرامة المؤمن على الله تعالى أن يغفر لمشيعه » (1) .
29 ـ أخبرنا الشيخ الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين بن علي ، عن عمه الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أخبرنا عمر بن أحمد (2) بن حمدان القشيري ، قال : أخبرنا المغيرة بن محمد بن مهلب ، قال : أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن كثير (3) الكلابي الكوفي ، عن عمرو بن ثابت ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« حبي وحب أهل بيتي نافع في سبع مواطن (4) أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط » (5) .
30 ـ وبهذا الأسناد ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن علي ، عن عمه أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر ، والمشرك به كافر ، والمحب له مؤمن ، والمبغض له منافق ، والمقتفي لأثره لاحق ، والمحارب له مارق (6) ، والراد عليه زاهق ، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده ، علي سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى ، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء ، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين ،
____________
(1) في « ط » : المشيعيه .
(2) في الخصال : محمد بن أحمد .
(3) في الخصال : بكير .
(4) في « ط » : مواضع .
(5) رواه الصدوق في الخصال 2 : 36 ، والامالي 2 : 19 وفضائل الشيعة : 6 .
(6) في « ط » : منافق مارق .

( 42 )

لا يقبل الله الايمان إلا بولايته وطاعته » (1) .
31 ـ وبالإسناد قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسيني قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي موسى العجلي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي ، قال : أخبرنا علي بن حاتم المنقري ، قال : حدثنا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله لعلي ( عليه السلام ) :
« يا علي ! شيعتك هم الفائزون يوم القيامة ، فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك ، ومن أهانك فقد أهانني ، ومن أهانني أدخله الله نار جهنم فيها وبئس المصير ، يا علي ! أنت مني وأنا منك ، وروحك من روحي وطينتك من طينتي ، وشيعتك خلقوا من فضل طينتنا ، فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا .
يا علي ! ان شيعتك مغفور لهم ، على ما كان فيهم (2) من ذنوب وعيوب ، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك ، يا علي شيعتك شيعة الله ، وأنصارك أنصار الله ، وأوليائك أولياء الله ، وحزبك حزب الله ، يا علي سعد من تولاك وشقي من عاداك ، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرينها » (3) .
32 ـ وبالإسناد قال : حدثنا محمد بن ابراهيم ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الخزاز ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي السدي ، عن منيع بن الحجاج ، عن عيسى بن موسى ، عن جعفر الأحمر ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليهما السلام ) قال : قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة ( عليهما السلام ) على ناقة من نوق الجنة مدبجة
____________
(1) رواه الصدوق في أماليه : 19 ، أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 54 مثله .
(2) في « ط » : منهم .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 34 ، أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 59 مثله .

( 43 )

الجنبين ، خطامها من لؤلؤ رطب ، قوائمها من الزمرد الأخضر ، ذنبها من المسك الأذفر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، عليها قبة من نور ، يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها ، داخلها عفو الله ، وخارجها رحمة الله ، وعلى رأسها تاج من نور ، للتاج سبعون ركنا ، كل ركن مرصع بالدر والياقوت يضئ كما يضئ الكوكب (1) الدري في افق السماء . وعن يمينها سبعون ألف ملك ، وعن شمالها سبعون ألف ملك وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته : غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد ، فلا يبقى يومئذ نبي ( مرسل ) (2) ولا رسول ولا صديق ولا شهيد إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة .
فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله وتروح (3) بنفسها عن ناقتها وتقول : إلهي وسيدي احكم بيني وبين من ظلمني ، اللهم إحكم بيني وبين من قتل ولدي ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تعطي واشفعي تشفعي وعزتي وجلالي لا جازني (4) ظلم ظالم .
فتقول : إلهي وسيدي ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي ومحبي ومحب ذريتي ، فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها ؟ فيقومون (5) وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة ، فتقدمهم فاطمة حتى تدخلهم الجنة » (6) .
33 ـ قال (7) : وحدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، قال : حدثنا أحمد بن علي الأصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثني
____________
(1) في « ط » : يضئ كالكوكب .
(2) ليس في الأمالي .
(3) في الأمالي : فتزج ، وفي « م » : ترمي .
(4) في « ط » : لا اجازي .
(5) في الأمالي : فيقبلون .
(6) رواه في الأمالي : 25 .
(7) يوجد في « ط » و « م » هذه العبارة ، الظاهر انها من زيادات النساخ : « قال : وبالإسناد حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : أخبرني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معيد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه » .

( 44 )

جعفر بن الحسن بن عبيدالله (1) بن موسى العبسي ، عن محمد (2) بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ( رضي الله عنه ) قال : لقد سمعت رسول الله يقول : في علي (3) ( عليه السلام ) خصال لو كانت واحدة منها في جميع الناس لأكتفوا بها فضلا .
قوله (4) ( صلى الله عليه وآله ) : « من كنت مولاه فعلي مولاه » ، وقوله : « علي مني كهارون من موسى » وقوله : « علي مني وأنا منه » ، وقوله : « علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي » ، وقوله : « حرب علي حرب الله وسلم علي سلم الله » ، وقوله : « ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله » ، وقوله : « علي حجة الله وخليفته على عباده » (5) ، وقوله : « حب علي ايمان وبغضه كفر » ، وقوله : « حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان » ، وقوله : « علي مع الحق والحق مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض » ، وقول : « علي قسيم (6) الجنة والنار » ، وقوله : « من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل » ، وقوله : « شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة » (7) .
34 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن في ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : حدثنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز المعدل ، قال : حدثنا أبو عمير (8) بن السماك ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن المهدي ، قال : حدثنا عمر بن الخطاب السجستاني ، قال : حدثنا إسماعيل بن العباس الحمصي ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، قال :
سمعت رسول الله يقول لعلي ( عليه السلام ) : « ألا ابشرك يا علي ؟ قال : بلى بأبي أنت
____________
(1) في « ط » : عبد الله .
(2) في « ط » : أحمد .
(3) في « ط » : قال : قال رسول الله في علي .
(4) في « ط » : منها قوله .
(5) في « ط » : علي حجة الله على أعدائه .
(6) في « ط » : قاسم .
(7) رواه في الخصال 2 : 496 ، الأمالي : 81 .
(8) في البحار : أبو عمر .

( 45 )

وامي يا رسول الله ، قال : أنا وانت وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) خلقنا من طينة واحدة ، وفضلت منها فضلة فجعل منها شيعتنا ومحبونا ، فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم واسماء امهاتهم ، ما خلا نحن وشيعتنا ومحبونا ، فانهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم » (1) .
35 ـ أخبرنا الشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد القبطي ، قال :
قال الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : « أغفل الناس قول رسول الله في علي بن أبي طالب يوم مشربة ام ابراهيم ، كما أغفلوا قوله فيه يوم غدير خم ، ان رسول الله كان في مشربة ام ابراهيم وعنده أصحابه ، إذا جاءه علي فلم يفرجوا له ، فلما رآهم لم يفرجوا (2) قال ( لهم ) (3) : يا معاشر الناس ! هذا أهل بيتي تستخفون بهم (4) وأنا حي بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فان الله لا يغيب عنكم ، ان الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ومسلم له وللاوصياء من ولده ان حقا علي ان ادخلهم في شفاعتي ، لانهم اتباعي ، فمن تبعني فانه مني ، سنة جرت في من إبراهيم لأني من ابراهيم ، وابراهيم مني ، وفضلي له فضل (5) وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه تصديق [ ذلك ] (6) قول ربي : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) (7) ، وكان رسول الله وثئت رجله في مشربة ام إبراهيم حتى عاده الناس » (8) .
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 2 : 71 ، عنه البحار 67 : 126 . أقول : مر مثله في ج 1 : الرقم 20 وج 2 : 114 وج 4 : الرقم 58 .
(2) في الأمالي : لا يفرجون ، وفي « م » : فلم يفرجوا .
(3) ليس في « م » .
(4) في « ط » : هذا علي من أهل بيتي وتستخفون بهم .
(5) في « ط » : فضله .
(6) من الأمالي .
(7) آل عمران : 24 .
(8) رواه في الأمالي : 98 .