« آخر شعر قاله السيد بن محمد ( رحمه الله ) قبل وفاته بساعة وذلك انه اغمي عليه واسود لونه ثم أفاق وقد أبيض وجهه ، وهو يقول :

احب الذي من مات من أهــل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك (1)
ومن مات يهوى غيـره من عـدوه * فليس لــه إلا الـى النـار مسلك
أبا حسن تفديــك نفسي واسرتـي * وأهلـي ومالـي والمسبب أملــك
أبا حسن إنـي بفضلـك عــارف * وإنـي بحبـل من هواك لممســك
وأنت وصي المصطفى وابن عمـه * وانـا نعــادي مبغضــك ونترك
مواليك ناج مؤمـن بيــن الهـدى * وقاليك معروف الضلالــة مشـرك
ولاح لحانـي في علـي وحزبــه * فقلت لحـاك الله انك اعفك (2) » (3)

____________
(1) نقل في « ط » : هذه الاشعار بزيادة وتغيير في الابيات ، ما نقلناه كما في « م » وهو يطابق المنقول في أمالي الشيخ ورجال الكشي والبحار ، يوجد الاشعار في « ط » كذا :

احب الذي من مـات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك
ومن مات يهوى غيـره من عدوه * فليس لـه إلا الى النــار مسلك
ابا حسن أني بفضلـك عــارف * وإنـي بحبــل من هواك لممسك
أبا حسن حبيبك في الله خالــص * فكيــف على حبيبك في الله اهلك
وأنت أمين الله أرعــاك خلقـه * فإنــا نعـادي مبغضيك ونترك
وأنت وصي المصطفى وابن عمه * فليس هدى إلا بك اليـوم يـدرك
أبا حسن تفديك نفسي واســرتي * وأهلــي ومالي والمسبـب أملك
مواليك ناج مؤمـن بيـن الهـدى * وقاليـك معروف الضلالة مشرك
فدونك من مولاك من جـذم حمير * قوافـي غـر ما لها عنك مزحك
ولاح لحاني في علــي وحزبـه * فقلت لحـاك الله إنـك اعفــك
على حب خير الناس إلا محمــدا * لحــوت لحاك الله من أين تؤفك
فما زلت أرقى سمعه في مقــره * ويرفض من حبك الكلام ويمحك
بقولي حتى قام حيـران نادمــا * على وجهه لون من الخزي أرمك

(2) قال الجوهري : لحيت الرجل لحاء ولحيا إذا لمته ، وقولهم : لحاء الله أي قبحه ولعنه ، اعفك : أحمق .
(3) رواه كما في المتن ، الشيخ في أماليه 1 : 48 ، عنه البحار 47 : 312 ، والقاضي نور الله في
=

( 129 )

76 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول لخيثمة :
« يا خيثمة اقرأ موالينا ( مني ) (1) السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم ، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم وان يتلاقوا في بيوتهم ، فان لقياهم حياة أمرنا ، قال : ثم رفع يده ( عليه السلام ) فقال : رحم الله من أحيى أمرنا » (2) .
77 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن محمد ، قال : أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، قال : حدثنا إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى جميعا ، قالا : حدثنا نصر بن مزاحم ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال :
« كان لي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشر لم يعطهن أحد قبلي ولا يعطاهن أحد بعدي ، قال لي : [ يا علي ] (3) أنت أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، وأنت أقرب الناس مني موقفا يوم القيامة ، ومنزلي ومنزلك في الجنة متواجهين كمثل الأخوين ، وأنت الوصي وأنت الولي ، وانت الوزير ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ، ووليي ولي الله » (4) .
78 ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه بالري بقراءتي
____________
=
مجالسه 2 : 514 ، وبيتان منها في مناقب ابن شهر آشوب 3 : 24 ، أخرجها الكشي في رجاله : 287 بتقديم وتأخير .
(1) ليس في « م » وأمالي الشيخ .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 135 .
(3) من أمالي الصدوق .
(4) رواه الصدوق في أماليه : 72 ، والشيخ في أماليه 1 : 136 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 39 ، ويأتي أيضا بمضمونه في ج 2 : 133 ، وج 7 : الرقم 24 .

( 130 )

عليه في صفر سنة عشر وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عمن رواه ، عن داود الرقي ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) :
« من زار الحسين (1) ( عليه السلام ) في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه » (2) .
79 ـ أحالة على الكتاب المذكور ، قال : حدثنا محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) :
« ان الحسين بن علي عند ربه ينظر إلى موضع معسكره ومن حله من الشهداء معه ، وينظر إلى زواره وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عز وجل من أحدكم بولده ، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له ويسأل آباءه ( عليهم السلام ) ان يستغفروا ، ويقول : لو يعلم زائري ما أعد الله له كان فرحه أكثر من جزعه ، وأن زائره لينقلب وما عليه من ذنب » (3) .
80 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ( رحمه الله ) في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عند باب الوداع ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عباس (4) الدوريستي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، وهو متوجه إلى مكة للحج ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
____________
(1) في « م » : قبر الحسين .
(2) عنه البحار 101 : 100 ، رواه الشيخ في أماليه مع زيادة 1 : 46 .
(3) هذه الرواية لا توجد في « م » ، رواها الشيخ في أماليه 1 : 54 ، عنه البحار 101 : 64 .
(4) في « ط » : أبو جعفر بن محمد بن عباس .

( 131 )

بابويه ، قال : حدثني أبي ( رحمهم الله ) ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه قال :
« حضرت مجلس الرضا وهو بالمدينة ، فشكا إليه رجل أخاه ، فأنشأ ( عليه السلام ) يقول :

اعذر أخاك علـى ذنوبـه * واستـر وغط علـى عيوبه
واصبر على بهـت السفيه * وللزمــان علـى خطوبـه
ودع الجـواب تفـضـلا * وكل الظلـوم إلـى حسيبه »

81 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في الموضع المذكور في السنة المذكورة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال : حدثنا العباس بن بكر ، قال : حدثنا محمد بن زكريا ، قال : حدثنا كثير بن طارق ، قال :
« سألت زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى : ( لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا ) (1) قال زيد : يا كثير ! انك رجل صالح ولست منهم (2) ، واني خائف عليك أن تهلك ، انه إذا كان يوم القيامة أمر الله تعالى باتباع كل إمام جائر الى النار ، فيدعون بالويل والثبور ، ويقولون لإمامهم : يامن أهلكنا هلم الآن فخلصنا مما نحن فيه ، فعندها يقال له : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا [ ثبورا ] (3) كثيرا .
ثم قال زيد بن علي : حدثني أبي عن أبيه الحسين بن علي قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنت يا علي وأصحابك في الجنة ، يا علي أنت وأتباعك في الجنة » (4) .
____________
(1) الفرقان : 14 .
(2) في تأويل الآيات وأمالي الشيخ : بمتهم .
(3) من أمالي الشيخ .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 56 و 138 مع اختلاف ، عنه البحار 7 : 178 و 23 : 101 و 24 : 270 .
أقول : يأتي ذيله في ج 4 : الرقم 27 .

( 132 )

82 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بها ( رحمه الله ) قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن الحسين الحافظ بقراءتي عليه ، قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد قراءة عليه ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني علي بن المغيرة ومحمد بن يحيى الخثعمي ، قالا : حدثنا محمد بن بهلول العبدي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ( عليه السلام ) قال :
« قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما اسري بي إلى السماء وانتهى بي إلى حجب النور كلمني ربي جل جلاله وقال لي : يا محمد بلغ علي بن أبي طالب مني السلام وأعلمه انه حجتي بعدك على خلقي به اسقي العباد الغيث وبه أدفع عنهم السوء . وبه احتج عليهم يوم يلقوني فاياه فليطيعوا ولأمره فليأتمروا وعن نهيه فلينتهوا ، أجعلهم عندي في مقعد صدق وأبيح لهم جناني وان لا يفعلوا أسكنتهم ناري مع الأشقياء من أعدائي ثم لا ابالي » (1) .
83 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه بالري سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رحمهم الله ) املاء بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى باسناده ، عن الباقر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله لأمير المؤمنين :
____________
(1) عنه البحار 38 : 138 ، رواه ابن شاذان في مائة منقبة : 55 ، عنه مدينة المعاجز : 157 ح 430 .
( 133 )

« اكتب ما املي عليك ، فقال : يا نبي الله أو تخاف علي النسيان ؟ قال : لست أخاف النسيان وقد دعوت الله لك [ ان ] (1) يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك ، قلت (2) : ومن شركائي يا نبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك ، تسقى بهم امتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم تنزل الرحمة من السماء وأومأ الى الحسن ( عليه السلام ) فقال : هذا أولهم ، وأومأ الى الحسين ( عليه السلام ) وقال : الأئمة من ولده » (3) .
84 ـ أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن في ذي القعدة سنة اثنتي عشر وخمسمائة قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عند باب الوداع ، قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدورستي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وهو متوجه إلى مكة للحج ، قال : حدثني أبي محمد بن أحمد ، قال : حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثني أبي ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن ياسر الخادم قال :
« لما جعل المأمون علي بن موسى الرضا ولي عهده ، وضربت الدراهم باسمه وخطب ( له ) (4) على المنابر قصده الشعراء من جميع الآفاق ، فكان في جملتهم أبو نواس الحسن بن هاني ، فمدحه كل شاعر بما عنده إلا أبا نؤاس فانه لم يقل فيه شيئا فعاتبه المأمون وقال له : يا أبا نواس أنت (5) مع تشيعك وميلك إلى أهل هذا البيت تركت مدح علي بن موسى الرضا مع اجتماع خصال الخير فيه ، فأنشأ يقول :

قيل لي أنت أشعر الناس (6) طرا * إذ تفوهت بالكـلام البديـــه

____________
(1) من أمالي الصدوق .
(2) في « ط » : فقلت ، وفي الامالي : قال : قلت .
(3) رواه الصدوق في أماليه : 327 مع اختلاف .
(4) ليس في « م » .
(5) في « م » : انت يا أبا نؤاس .
(6) في « م » : أفضل الناس .

( 134 )

لك من جوهر القريض مديــح * يثمــر الدر في يدي مجتنيـه
فلماذا (1) تركت مدح ابن موسى * والخصــال التـي تجمعن فيه
قلت لا استطيـع لمدح إمــام * كــان جبريـل خادما لأبيه (2)
قصرت ألســن المدايح عنـه * ولهــذا القريـض لا يحتويه (3)

قال : فدعا بحقة لؤلؤ فحشا فاه لؤلؤا وهكذا فعل بعلي بن هامان لما جلس علي بن موسى ( عليهما السلام ) في الدست قال له المأمون : يا علي بن هامان ما تقول في علي بن موسى و ( أهل ) (4) هذا البيت ؟ فقال يا أمير المؤمنين ما أقول في طينة عجنت (5) بماء الحيوان وغرس غرس بماء الوحي والرسالة هل ينفح منها إلا رائحة التقى وعنبر الهدى ، فحشا أيضا فاه لؤلؤا .
قال ياسر : خرج علينا علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) من دار المأمون (6) راكبا بغلة فارهة بمراكب حسنة وعليه ثياب فاخرة ، وكان الرضا ( عليه السلام ) أشبه الناس برسول الله وكل من رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المنام رآه في صورته ، فاستقبله أبو نواس في الدهليز فأنشأ يقول :

مطهرون نقيـــات جيوبهـم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبـه * فمـا له في قديـم الدهر مفتخر
الله لما بـرى خلقـا فأتقنــه * صفاكـم واصطفاكـم أيها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكــم * علم الكتاب وما جاءت به السور

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا حسن بن هاني قد قلت أبياتا لم تسبق إلى مثلها فأحسن الله جزاك ، ثم قال لغلامه : كم معنا من النفقة ؟ قال : ثلاثمائة دينار ، قال : احملها إلى أبي نواس ، فلما رجع الغلام قال له : يا غلام لعله استقلها سق إليه البغلة » .
____________
(1) في « ط » : فعلاما .
(2) في « ط » : لا اهتدي .
(3) في « ط » : الفصاحة .
(4) ليس في « م » .
(5) في « م » غرست .
(6) في « م » : خرج الرضا علي بن موسى من دار المأمون .

( 135 )

85 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن الشيخ الفقيه السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسن الكوفي ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد المزني ، قال : حدثنا سلام بن أبي عمرة (1) الخراساني ، عن سعد بن سعيد ، عن يونس بن الحباب ، عن علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم ، فرحوا واستبشروا وإذا ذكر عندهم آل محمد إشمأزت قلوبهم ، والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه بولايتي وولاية أهل بيتي » (2) .
86 ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن الوليد قال :
« دخلنا على أبي عبد الله في زمن بني مروان ، فقال : ممن أنتم ؟ قلنا : من أهل الكوفة ، قال :
ما من أهل البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة ، ان الله هداكم لأمر جهله الناس فاحببتمونا وابغضنا الناس وبايعتمونا (3) وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا ، فأشهد على أبي ( عليه السلام )
____________
(1) في « ط » عميرة .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 140 ، والمفيد في أماليه : 115 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 37 ، وج 6 : الرقم 27 .
(3) في « ط » : تابعتمونا .

( 136 )

انه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا ـ وأومأ بيده إلى حلقه ـ وقد قال الله عز وجل في كتابه : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) (1) فنحن ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » (2) .
87 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو محمد الحسن بن بابويه ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ، قال : أخبرني أبي الحسن بن الحسين بن علي ، قال : أخبرني عمي الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه (3) سادة الأوصياء وان آدم سأل الله عز وجل أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء ، ثم أوحى الله عز وجل إليه : يا آدم اوص إلى إبنك شيث ، فأوصى آدم إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شنان (4) ، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله عز وجل على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيث ، وأوصى شنان إلى مجثب ، وأوصى مجثب إلى محرق (5) ، وأوصى محرق الى عثميشا (6) ، وأوصى عثميشا إلى اخنوخ ، وهو إدريس النبي ، وأوصى إدريس إلى ناحور ، ودفعها ناحور إلى نوح النبي ( عليه السلام ) ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثام (7) ، وأوصى عثام إلى برغيثاشا (8) ،
____________
(1) الرعد : 38 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 .
أقول : يأتي مثله في ج 3 : الرقم 39 .
(3) في الأمالي : أوصيائي .
(4) في الأمالي : شبان .
(5) في الأمالي : مجلث ، محوق .
(6) في « م » : علميشا ، وفي الأمالي : غثميشا .
(7) في « ط » : عيشاص ، وفي الأمالي : عثامر .
(8) في « ط » : برغيثا ، وفي الأمالي : برعيثاشا .

( 137 )

وأوصى برغيثاشا إلى يافث ، وأوصى يافث إلى برة ، وأوصى برة الى حفيشه (1) ، وأوصى حفيشه إلى عمران .
ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى بثرياء (2) ، وأوصى بثرياء إلى شعيب ( عليه السلام ) ، ودفعها ( شعيب ) (3) إلى موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى داود ( عليه السلام ) .
وأوصى داود إلى سليمان ( عليهما السلام ) ، وأوصى سليمان الى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى ( عليه السلام ) ، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا ، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ( عليه السلام ) ، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر ، وأوصى منذر الى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة .
ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ودفعها إلي بردة وأنا ادفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد ، حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك ولتكفرن بك الامة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى للكافرين (4) » (5) .
88 ـ وأخبرني بهذا الحديث ( شيخي الامام ) (6) أبو محمد الحسن بن بابويه وشيخي المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي والشيخ أبو عبد الله محمد بن شهريار الخازن جميعا ، عن الشيخ ( السعيد ) (7) أبي جعفر محمد بن الحسن
____________
(1) في الامالي : جفسيه .
(2) في « ط » : بريشا .
(3) ليس في « ط » .
(4) في « م » : الكافرين .
(5) رواه الصدوق في أماليه : 329 ، والعلل : 328 .
أقول : يأتي بسند آخر في ج 2 : الرقم 88 .
(6 و 7) ليس في « م » .

( 138 )

الطوسي ( رحمهم الله ) ، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمهم الله ) ، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) ، باسناده إلى آخر الخبر .
89 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو النجم محمد بن عبد الوهاب بن عيسى الرازي بالري قراءة عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيشابوري ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الأهوازي ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن سهل الفارسي ، قال : حدثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن موسى الفارسي ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب البلخي ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : حدثنا الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر ، عن محمد بن هارون بن عمارة ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال :
« خرجت مع رسول الله نتماشى حتى انتهينا إلى بقيع الغرقد ، فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات عليها ، فجلس رسول الله تحتها فأورقت الشجرة وأثمرت واستظلت على رسول الله فتبسم وقال ( لي : يا ) (1) انس ادع لي عليا ، فعدوت حتى انتهيت إلى منزل فاطمة ( عليها السلام ) فإذا أنا بعلي يتناول شيئا من الطعام ، فقلت له : أجب رسول الله ، فقال : لخير ادعى ؟ فقلت : الله ورسوله أعلم .
قال : فجعل علي ( عليه السلام ) يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجذبه رسول الله وأجلسه إلى جنبه فرأيتهما يتحدثان ويضحكان ورأيت وجه علي قد استنار فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت (2) والجواهر وللجام أربعة أركان على كل ركن منه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وعلى الركن الثاني : لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب ولي الله وسيفه على القاسطين والناكثين والمارقين (3) ، وعلى الركن الثالث : لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي بن أبي طالب ، وعلى الركن الرابع : نجا المعتقدون
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « ط » : باليواقيت .
(3) في « م » : والناكثين القاسطين والمارقين .

( 139 )

لدين الله الموالون لأهل بيت رسول الله .
وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوان العنب ولا أوان الرطب ، فجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل ويطعم عليا حتى إذا شبعا ارتفع الجام ، فقال لي رسول الله : يا أنس أترى هذه السدرة ؟ قلت : نعم ، قال : قد (1) قعد تحتها ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا ما في النبيين نبي أوجه (2) مني ولا في الوصيين وصي أوجه من علي بن أبي طالب .
يا أنس من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى إبراهيم في وقاره وإلى سليمان في قضائه وإلى يحيى في زهده وإلى أيوب في صبره وإلى إسماعيل في صدقه فلينظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يا أنس ما من نبي إلا وقد خصه الله تبارك وتعالى بوزيره ، وقد خصني الله تبارك وتعالى بأربعة اثنين في السماء واثنين في الأرض ، فأما اللذان في السماء فجبرائيل وميكائيل ، وأما اللذان في الأرض فعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وعمي حمزة » (3) .
90 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي ، قال : أخبرنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الاودي ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا فضيل بن الزبير ، قال : حدثنا أبو عبد الله (4) مولى بني هاشم عن أبي سخيلة قال :
« حججت أنا وسلمان الفارسي ( رحمه الله ) فمررنا بالربذة وجلسنا إلى أبي ذر الغفاري فقال لنا :
انه ستكون بعدي فتنه ولابد منها فعليكم بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فالزموهما ، فاشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أني سمعته يقول : علي أول من
____________
(1) في « م » : لقد .
(2) في « ط » : أشرف .
(3) عنه البحار 39 : 128 ، رواه البحراني في مدينة المعاجز : 245 .
(4) في « ط » : أبو عبيدالله .

( 140 )

آمن بي وأول من صدقني وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الامة يفرق (1) بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين » (2) .
قال ( الشيخ ) (3) الفقيه عماد الدين : اليعسوب أمير النحل وهو قائده يجتمعون إليه ، فإذا رحل رحلوا برحيله .
91 ـ أخبرنا الشيخ أبو علي الطوسي ، قال : أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني محمد بن محمد ، قال : أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول :
« ( ان ) (4) في السماء أربعة ملائكة يقولون في تسبيحهم : سبحان من دل هذا الخلق القليل من هذا الخلق الكثير على هذا الدين العزيز » (5) .
92 ـ أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في صفر سنة عشرة وخمسمائة ، قال : حدثنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( رضي الله عنه ) املاء في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وأربعمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن رياح القرشي إجازة ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن
____________
(1) في « م » : الذي يفرق .
(2) عنه البحار 38 : 217 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 و 213 وبمضمونه 1 : 256 ، والصدوق في أماليه : 172 مع اختلاف ، وابن طاووس في اليقين : 194 و 195 و 197 و 200 و 201 بعبارات مختلفة .
أقول : يأتي مثله في ج 2 : الرقم 130 ، وج 2 : الرقم 142 ، وج 4 : 24 .
(3) ليس في « م » .
(4) ليس في « ط » .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 143 .

( 141 )

محمد ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال :
« ان أبا ذر وسلمان ( رحمهما الله ) خرجا في طلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقيل لهما : انه توجه إلى ( ناحية ) قبا ( فاتبعاه ) (1) ، فوجداه ساجدا تحت شجرة فجلسا ينتظرانه حتى ظنا انه نائم فأهويا ليوقظاه فرفع رأسه إليهما ، ثم قال :
قد رأيت مكانكما وسمعت مقالتكم ولم أكن راقدا ، ان الله بعث كل نبي كان قبلي الى امته بلسان قومه وبعثني إلى كل اسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في امتي خمس خصال لم يعطها نبيا [ كان ] (2) قبلي نصرني بالرعب يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي وأحل لي المغنم وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا ، أين ما كنت منها أتيمم من ترابها (3) واصلي عليها ، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها ، فأعطاهم [ ذلك ] (4) في الدنيا ، وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المذنبين (5) من امتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم وأعطى عليا مفاتيح الكلام ، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة [ الى ] (6) يوم القيامة لمن لقى الله لا يشرك به شيئا ، فيرضى ( بي ) (7) مواليا لوصيي محبا لأهل بيتي » (8) .
قال محمد بن أبي القاسم : آخر هذا الخبر يدل على أن بشارة المصطفى بالشفاعة للمذنبين من امته إنما تخص الشيعة الموالية المحبة لأهل بيته كما ذكره ( صلى الله عليه وآله ) في آخر الكلام .
93 ـ أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن بقراءتي
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) من أمالي الشيخ .
(3) في الأمالي : تربتها .
(4) من الأمالي .
(5) في الأمالي والبحار : المؤمنين .
(6) من الأمالي .
(7) ليس في « ط » ، وفي الأمالي : لا يشرك به شيئا مؤمنا بي .
(8) عنه البحار 16 : 317 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 56 ، عنه البحار 16 : 316 ، روى ذيله الصدوق في الخصال 1 : 292 .

( 142 )

عليه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد الدورستي بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، قال : حدثني أبو عبد الله أحمد بن عبدون بن أحمد البزاز بمدينة السلام سنة أربعمائة ، قال : حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله المطلب الشيباني ، قال : حدثني أحمد بن الحسين العدل الأنباري ، قال :
« قدم أبو نعيم الفضل بن ذكين بغداد ، فنزل الرميلة وهي محلة بها ، فاجتمع إليه أصحاب الحديث ، ونصبوا له كرسيا صعد إليه (1) وأخذ يعظ الناس ويذكرهم ويروي لهم الأحاديث ، وكانت أياما صعبة في التقية ، فقام إليه رجل من آخر المجلس وقال له : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ قال : فكره الشيخ مقالته وأعرض عنه بوجهه وتمثل بهذين البيتين :

وما زال بي حبيك حتى كأنني * برد جواب السائلي عنك أعجم
لا سلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حي من الناس يسلم

قال فلم يفطن الرجل بمراده وعاد إلى السؤال وقال : يا أبا نعيم أتتشيع ؟ فقال : يا هذا كيف بليت بك وأي ريح هبت بك ألي ، نعم ، سمعت الحسن بن صالح بن حي يقول : سمعت جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يقول : حب علي عبادة وخير العبادة ما كتمت » (2) .
94 ـ أخبرني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في شعبان سنة إحدى عشرة وخمسمائة : قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رضي الله عنه ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن
____________
(1) في « م » : عليه .
(2) عنه البحار 39 : 279 .

( 143 )

محمد بن عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم التمار ( رحمه الله ) قال :
« وجدت في كتاب ميثم ( رحمه الله ) يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال لنا :
ليس من عبد امتحن الله قلبه للإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه ، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه ، وأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكأن ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم ، وكأن أبواب الرحمة قد فتحت لأهل الرحمة ، فهنيئا لأهل الرحمة (1) رحمتهم وتعسا لأهل النار مثواهم .
أن عبدا لم يقصر في حبنا لخير جعله (2) الله في قلبه ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع (3) في قلب واحد : ( وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) (4) ، يحب بهذا قوما ويحب بالآخر عدوهم (5) ، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا (6) ، كما يخلص الذهب الذي لا غش فيه ، نحن النجباء وافراطنا افراط الأنبياء ، وأنا وصي الأوصياء وأنا حزب الله ورسوله والفئة الباغية حزب الشيطان ، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه ، فان وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم ان الله تعالى عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين » (7) .
95 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي بن الشيخ السعيد أبو جعفر الطوسي رضي الله عنهما ، عن أبيه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد عيسى ، عن
____________
(1) في « ط » : فهنيئا لأصحاب الرحمة ، وفي أمالي الشيخ : فتحت لأصحاب الرحمة فهنيئا لأصحاب الرحمة .
(2) في « ط » : يجعله .
(3) في « ط » : لم يجتمع .
(4) الأحزاب : 4 .
(5) في « م » : يحب بهذا اعداءهم .
(6) في « ط » : بحبنا .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 147 .

( 144 )

محمد بن خالد ، عن فضالة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال :
« أنا وشيعتنا خلقنا من طينة ( من ) (1) عليين ، وخلق عدونا من طينة خبال (2) من حمأ مسنون » (3) .
96 ـ أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن محمد بن حمزة العلوي بالكوفة في مسجده في صفر سنة ست عشرة وخمسمائة ، وأخبرنا أبو غالب سعيد بن محمد بن أحمد بن أحمد الثقفي الكوفي بها ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان العلوي العلامة ، قال : أخبرنا جعفر بن محمد الجعفري وزيد بن جعفر بن حاجب قراءة عليهما ، قال : حدثنا محمد بن القاسم المحاربي قراءة عليه ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا حرب بن حسن الطحان ، قال : حدثنا يحيى بن مساور ، عن بشير النبال وكان يرمي النبل (4) ، قال :
« اشتريت بعيرا نضوا فقال لي قوم : يحملك ، وقال قوم : لا يحملك ، فركبت ومشيت حتى وصلت المدينة وقد تشقق وجهي ويداي ورجلاي ، فأتيت باب أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت : يا غلام استأذن لي عليه ، قال : فسمع صوتي فقال : ادخل يا بشير مرحبا يا بشير ، ما هذا الذي أرى بك ؟ قلت : جعلت فداك اشتريت بعيرا نضوا فركبت ومشيت فتشقق (5) وجهي ويداي ورجلاي ، فقال : فما دعاك إلى ذلك ؟ قلت : حبكم والله جعلت فداك ، قال : إذا كان يوم القيامة فزع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله وفزعنا الى رسول الله وفزعتم إلينا فإلى أين ترون ، نذهب بكم إلى الجنة (6) ورب الكعبة ، ( إلى الجنة ورب الكعبة ) (7) » .
____________
(1) ليس في البحار .
(2) في النهاية : فيه « من شرب الخمر سقاه الله من طينة الخبال يوم القيامة » ، جاء تفسيره في الحديث : ان الخبال عصارة أهل النار والخبال في الأصل الفساد ويكون من الأفعال والأبدان والعقول .
(3) عنه البحار 67 : 129 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 148 .
(4) في « م » : بالنبل .
(5) في « ط » : فشقق .
(6) في « م » إلى الله .
(7) ليس في « م » .