الجزء الثالث



( 182 )


( 183 )

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه في مشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، والشيخ الرئيس أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) ، قالوا (1) : أخبرنا الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال :
« دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا ، فودعناه وقلنا له : اوصنا يابن رسول الله ، فقال :
ليعن قويكم ضعيفكم وليعطف غنيكم على فقيركم ولينصح الرجل أخاه كنصحه (2) لنفسه واكتموا أسرارنا (3) ولا تحملوا الناس على أعناقنا وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا
____________
(1) في « ط » : قال .
(2) في « ط » : النصيحة .
(3) في « م » : سرنا .

( 184 )

فردوه ، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا ، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره فمات منكم ( ميت ) (1) قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه (2) عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا » (3) .
2 ـ وجدت مكتوبا بخط والدي أبي القاسم الفقيه ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن عدي بجرجان ، عن أبي يعقوب الصوفي ، عن ابن عبد الرحمان الأنصاري ، عن الأعمش سليمان (4) ، قال :
« بعث إلي أبو جعفر أمير المؤمنين وهو نازل بطريايا ، فأتاني رسوله بالليل ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : فقلت في نفسي : ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الليلة إلا ليسألني عن فضائل علي ، فلعلي إن أخبرته قتلني ، قال : فكتبت وصيتي ولبست كفني ثم خرجت ، فلما دخلت عليه قلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : وعليك السلام يا سليمان ما هذه الريح ؟
قال : قلت : يا أمير المؤمنين أتاني رسولك بالليل (5) ، فقلت : ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي ( عليه السلام ) ، فلعلي إن أخبرته قتلني ، فكتبت وصيتي ولبست كفني ، قال ـ وكان أبو جعفر متكئا فاستوى قاعدا ـ ثم قال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم قال : يا سليمان كم تروي في فضائل علي ( عليه السلام ) ؟ قال : قلت : كثيرا يا أمير المؤمنين ، فقال : والله لاحدثك بحديثين لم تسمع بمثلهما قط ، قال : قلت : حدث يا أمير المؤمنين ، قال :
كنت هاربا من بني مروان وأنا في اطمار (6) لي رثة وكنت أتقرب إلى الناس
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) في « م » : يريد به .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 237 .
(4) هو سلمان بن مهران الأعمش ، من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، راجع رجال الشيخ : 206 ، ومعجم رجال الحديث 8 : 280 .
(5) في « م » : في الليل .
(6) الأطمار : جمع الطمر ـ بالكسر ـ هو الثوب الخلق العتيق والكساء البالي من غير الصوف .

( 185 )

بحب علي ( عليه السلام ) فيطعموني ويقربوني حتى مررت ذات عشية بمسجد قد اقيمت فيه صلاة المغرب فقلت في نفسي : لو دخلت المسجد فصليت وسألت أهله عشاء ، قال : فلما صليت دخل المسجد غلامان ، فلما نظر إليهما إمام المسجد قال : مرحبا بكما وبمن اسمكما على اسمهما ، فقلت لشاب إلى جانبي (1) : من الغلامان من الشيخ ؟ فقال : ابنا ابنه وليس في المدينة أحد يحب عليا حبه فلذلك سمى أحدهما الحسن والآخر الحسين ، قال : فقمت إليه فقلت : أيها الشيخ ألا احدثك حديثا أقر به عينك ؟ قال : إن أقررت عيني أقررت عينك .
قال : فقلت : أخبرني أبي ، عن جدي ، عن ابن عباس ، قال : بينا نحن قعود عند رسول الله إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك يا فاطمة ؟ فقالت : يا نبي الله غاب عني الحسن والحسين البارحة فما أدري أين باتا ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا تبكي يا فاطمة ان لهما ربا يحفظهما ، ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ثم قال : اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما .
قال : فأتاه جبرئيل فقال : يارسول الله لا تحزن هذا الحسن والحسين في حضيرة بني النجار ، وقد وكل بهما ملكا يحفظهما ، قد فرش أحد جناحيه لهما وأظلهما بالآخر .
قال : فقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقام معه أصحابه حتى دخل الحظيرة ، فإذا الحسن والحسين معانق أحدهما صاحبه ، قد فرش ( لهما ) (2) الملك أحد جناحيه وأظلهما بالآخر ، فأقبل النبي حتى عانقهما ثم بكى وأخذهما ، ثم حمل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر .
قال : فلما خرج من الحضيرة قال أبو بكر : يارسول الله أعطني أحد الغلامين احمله عنك ، فقال : يا أبا بكر نعم الحامل ونعم المحمولان وأبوهما أفضل منهما ، ثم قال عمر مثل ما قال أبو بكر ، فقال ( له ) (3) النبي ( صلى الله عليه وآله ) : مثل ما قال (4) لأبي بكر ، ثم
____________
(1) في « ط » : لجانبي .
(2) ليس في « م » .
(3) ليس في « ط » .
(4) في « م » : مقالته .

( 186 )

قال النبي : والله لأشرفكما كما شرفكما الله من فوق عرشه .
قال : فلما أتى المسجد قال : يا بلال هلم علي الناس ، فلما اجتمعوا صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ثم قال : يا أيها الناس ألا أخبركم اليوم بخير الناس جدا وجدة ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فان جدهما رسول الله وجدتهما خديجة ( الكبرى ) (1) بنت خويلد سيدة نساء الجنة .
ثم قال : يا أيها الناس ألا اخبركم اليوم بخير الناس أبا وخيرهم اما ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فان أباهما شاب يحب الله ورسوله ( ويحبه الله ورسوله ) (2) وامهما فاطمة بنت رسول الله (3) سيدة نساء العالمين .
ثم قال : يا أيها الناس ألا اخبركم بخير الناس عما وخيرهم عمة قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين فان عمهما ذو الجناحين الطيار في الجنة وعمتهما ام هاني بنت أبي طالب .
ألا اخبر بخير الناس خالا وخالة ، قالوا : بلى يارسول الله ، قال : عليكم بالحسن والحسين ، فان خالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله ، ثم أقبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) علينا ثم قال :
اللهم إنك تعلم إن الحسن في الجنة والحسين في الجنة وجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأباهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالتهما في الجنة ، اللهم إنك تعلم أن محبهما في الجنة ومبغضهما في النار .
قال : فقال الشيخ : من أنت يافتى ؟ قلت : من العراق ، قال : عربي أم مولى ؟ قال : قلت : بل عربي ، قال : فأنت تحدث ( الناس بحديث ) (4) مثل هذا الحديث وأنت على مثل هذا الحال ، قال : فكساني خلعة وأعطاني بغلة ، قال : فبعتها في ذلك الزمان بثلاثمائة دينار ، ثم ( قال لي : قد ) (5) أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قلت : ما حاجتك ؟
____________
(1) ليس في « م » .
(2) ليس في « ط » .
(3) في « م » : بنت محمد .
(4) ليس في « م » .
(5) ليس في « ط » .

( 187 )

قال : هاهنا أخوان أحدهما إمام والآخر يؤذن ، فأما الإمام فلم يزل محبا لعلي ( عليه السلام ) منذ خرج من بطن امه ، وأما المؤذن فلم يزل مبغضا لعلي منذ خرج من بطن امه فأت الإمام حتى تحدثه ، قال : قلت : دلني على منزله . فأشار إلى منزله ، فعرفت الباب فقرعته فخرج إلي شاب فسلمت عليه فعرف الكسوة و ( عرف ) (1) البغلة فقال : اعلم إن الشيخ لم يكسك خلعته (2) ويعطيك بغلته (3) إلا وأنت تحب عليا فحدثني في فضائل علي ( عليه السلام ) .
قال : قلت : أخبرني أبي ، عن جدي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : بينا نحن عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يا فاطمة قالت : يارسول الله عيرتني نساء قريش آنفا زعمن أنك زوجتني رجلا معدما لا مال له . قال : لا تبكين يا فاطمة فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق العرش وأشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل ، ألا وان الله اطلع من فوق عرشه فاختارني من خلقه وبعثني نبيا ثم اطلع ثانية (4) فاختار من الناس عليا فجعله وارثا ووصيا فعلي أشجع الناس قلبا وأكثرهم علما وأعدلهم في الرعية وأقسمهم بالسوية والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة واسمهما في توراة موسى شابير وشابور لكرامتهما (5) على الله .
يا فاطمة لا تبكين إذا كسيت غدا كسي علي معي ، وإذا حبيت غدا حبي علي معي ، يا فاطمة لواء الحمد بيدي والناس تحت رايتي يوم القيامة فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل ، يا فاطمة علي عوني على مفاتيح الجنة ، يا فاطمة علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
قال : فلما حدثته بهذا الحديث ، قال : يافتى من أنت (6) ؟ قلت : من أهل العراق ،
____________
(1) ليس في « م » .
(2) الخلعة ـ بكسر الخاء ـ : الثوب الذي يعطى منحة ، كل ثوب تخلعه عنك ، خيار المال .
(3) في « ط » : خلعه الكسوة ويعطيك البغلة .
(4) في « م » : الثانية .
(5) في « ط » : بكرامتهما .
(6) في « م » : اين أنت .

( 188 )

قال : عربي أم مولى ؟ قلت : عربي ، قال : فانت تحدث بهذا (1) الحديث وأنت على مثل هذا الحال فكساني ثلاثين ثوبا وأمر لي بعشرة آلاف درهم ، ثم قال : قد أقررت عيني ولي إليك حاجة ، قال : ( قلت : ) (2) ما حاجتك ؟ قال : تأتي صلاة الغداة مسجد بني فلان أو مسجد بني مروان حتى يأتيك الأخ المبغض (3) عليا قال : فطالت علي تلك الليلة فلما أصبحت غدوت إلى المسجد .
قال : فبينا أنا اصلي وإذا بشاب يصلي (4) إلى جانبي وعليه عمامة إذ سقطت العمامة عن رأسه ، فإذا رأسه رأس خنزير والله ما دريت ما أقول في صلاتي فلما انصرف قلت له : ويلك ما الذي أرى بك من سوء الحال ؟ قال : فقال لي : لعلك صاحب أخي ، قال : قلت : نعم ، فأخذ بيدي ثم خرج بي من المسجد وهو يبكي بكاء ( شديدا ) (5) حتى أتى بي داره ، ثم قال لي : ترى هذه الدار ؟ قال : قلت : نعم .
قال : فأنا كنت مؤذنا والعن (6) عليا في كل يوم ألف مرة ـ وفي رواية اخرى مائة مرة ـ حتى إذا كان يوم من الأيام لعنته عشرة آلاف مرة ـ وفي رواية اخرى ألف مرة ـ فخرجت من المسجد ، ثم انصرفت إلى داري هذه ونمت في هذا المكان فرأيت فيما يرى النائم كأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد أقبل ومعه أصحابه والحسن والحسين عن يمينه ويساره ، فجلس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه والحسن والحسين ( عليهم السلام ) واقفان ، وفي يد الحسن كأس وفي يد الحسين أبريق ( يسقي الناس ) (7) فرفع النبي رأسه ، فقال يا حسن اسقني ، فمد الحسن يده بالكأس إلى الحسين ، فقال : يا حسين صب ، فصب من الابريق في الكأس ، فناول الحسين (8) ( عليه السلام ) النبي ( صلى الله عليه وآله ) فشرب ، ثم قال : اسق أصحابي ، فسقاهم ، ثم قال : إسق النائم على الدكان .
____________
(1) في « م » : بمثل هذا .
(2) ليس في « ط » .
(3) في « م » : بني حران تأتيك أخ المبغض .
(4) في « م » : بينما أنا اصلي إذ نظرت إلى شاب يصلي .
(5) ليس في « م » .
(6) في « م » : كنت العن .
(7) ليس في « م » .
(8) في « م » : الحسن .

( 189 )

قال : وكان الحسن والحسين يبكيان ، فقال لهما النبي : ما يبكيكما ؟ فقالا : يارسول الله فكيف نسقيه وهو يلعن أبانا في كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم عشرة آلاف مرة .
قال : فرأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قام مغضبا حتى أتاني ، فقال : أتلعن عليا وأنت تعرف انه بالمكان الذي هو به مني ثم ، ضربني ، وقال ( صلى الله عليه وآله ) : قم غير الله ما بك ( من ) (1) خلقة ، فقمت ورأسي ووجهي هكذا .
ثم قال : يا سليمان هل سمعت مثل هذين الحديثين قط ؟ ( قال : ) (2) قلت : لا يا أمير المؤمنين ، ثم قلت : يا أمير المؤمنين الأمان (3) ، قال : لك الأمان ، قلت : فما تقول في قاتل الحسن والحسين ؟ قال : في النار يا سليمان ، قال : قلت : فما تقول في قاتل أولاد الحسين ؟ قال : فسكت مليا ، ثم قال : يا سليمان الملك عقيم ، إذهب فحدث في فضائل علي ( عليه السلام ) ما شئت » (4) .
قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر قد سمعته ورويته بأسانيد مختلفة وألفاظ تزيد وتنقص ، وقد أوردته هاهنا على هذا الوجه وفي آخره قد أدخل كلام بعض في بعض ، والله أعلم بالصواب .
3 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر الطوسي ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ( رحمه الله ) ، قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه أبي النضر محمد بن مسعود العياشي (5) ، قال : حدثنا القاسم بن
____________
(1) ليس في « ط » .
(2) ليس في « ط » .
(3) في « م » : الأمان يا أمير المؤمنين .
(4) أقول : يأتي في ج 4 : الرقم 79 هذا الحديث مفصلا .
(5) في « ط » : أبي منصور محمد بن مسعود العباسي .

( 190 )

محمد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : أخبرنا علي بن صالح ، قال : حدثنا سفيان الحريري (1) ، قال : حدثنا عبد المؤمن الأنصاري ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ، قال :
« سألته من كان آثر الناس عند رسول الله فيما رأيت ؟ قال : ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب ان كان يبعث إليه في جوف الليل فيخلو به حتى يصبح (2) ، هذا كان له عنده حتى (3) فارق الدنيا ( قال : ) (4) ولقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : يا أنس تحب عليا ؟ قلت : يارسول الله إني لاحبه (5) لحبك إياه ، فقال : أما إنك إن أحببته أحبك الله تعالى وإن أبغضته أبغضك الله وإن أبغضك الله أولجك النار (6) » (7) .
4 ـ أخبرنا السيد الزاهد أبو طالب يحيى بن محمد بن الحسن الحسيني الجواني في شهر شوال سنة تسع وخمسمائة لفظا منه وقابلته بأصله ، قال : حدثنا السيد الزاهد أبو عبد الله الحسين بن علي بن الداعي الحسيني ، قال : حدثنا السيد الجليل أبو إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني ، قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي ، قال : حدثنا المنذر بن محمد اللخمي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عمي ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن أرقم قال :
« إني لعند النبي (8) ( صلى الله عليه وآله ) أنا وعلي والحسن والحسين ، فقال رسول الله : أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم » (9) .
____________
(1) في « ط » : سفيان بن الحرير ، وفي الامالي : سفيان بياع الحرير .
(2) في الأمالي : كان يبعثني في جوف الليل إليه فيستخلي به حتى يصبح .
(3) في « ط » : هكذا كان له عنده منزلة حتى .
(4) ليس في « ط » .
(5) في « م » : أحبه .
(6) في الأمالي : في النار .
(7) رواه الشيخ في أماليه 1 : 237 .
(8) في « ط » : لعند رسول الله .
(9) عنه البحار 37 : 82 و 37 : 43 بإسناد آخر ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 345 باختلاف ما .
أقول : مر في ج 2 : الرقم 44 و 50 مثله .

( 191 )

5 ـ أخبرنا الشيخ الفقيه أبو علي الحسن ابن أبي جعفر الطوسي ( رحمه الله ) بالموضع المقدم ذكره في التاريخ المذكور ، عن أبيه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا المظفر بن محمد ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج (1) ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الهاشمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الرازي ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي زكريا الموصلي ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) :
« أنت (2) الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق ، حيث أقامهم أشباحا ، فقال لهم : ألست بربكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ومحمد رسول الله ؟ قالوا : بلى ، قال : وعلي أمير المؤمنين ؟ فابى الخلق جميعا استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل ، وهم أقل القليل ، وهم أصحاب اليمين » (3) .
6 ـ أخبرنا الفقيه الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه ( رحمه الله ) إجازة سنة عشرة وخمسمائة ونسخت من أصله وقابلت من كتابه مع ولده الموفق أبي القاسم (4) بالري ، قال : أخبرني عمي أبو جعفر محمد بن الحسن ( عن أبيه الحسن ) (5) بن الحسين ، عن عمه : الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( رحمهم الله ) ، عن أبيه ( رحمه الله ) قال : حدثني ( محمد بن ) (6) يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي ، عن منصور بن يونس ، عن بشير الدهان ، عن كامل التمار قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) :
« قد أفلح المؤمنون أتدري من هم ؟ قلت : أنت أعلم ، قال : قد أفلح المسلمون ان المسلمين هم النجباء والمؤمن غريب ، ثم قال : طوبى للغرباء » (7) .
____________
(1) في « م وط » : أبي الفلج ، وما أثبتناه من البحار والأمالي .
(2) في « ط » : إنك أنت .
(3) عنه البحار : 67 : 127 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 237 ، عنه البحار 26 : 272 ، و 24 : 2 .
(4) في « م » : قابلت به مع ولده أبي القاسم .
(5 و 6) ليس في « ط » .
(7) رواه في البرهان 3 : 107 عن البرقي ، رواه أيضا فيه عن سعد بن عبد الله باختلاف .

( 192 )

7 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي بقراءتي عليه في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : أخبرنا السعيد الوالد أبو جعفر ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني المظفر بن محمد البلخي ، قال : حدثنا محمد بن جرير ، قال : حدثنا عيسى ، قال : أخبرنا محول بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمان بن الأسود ، عن محمد بن عبد الله ، عن عمر بن علي ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله عهد إلي عهدا فقلت : يا رب (1) بينه لي ، قال : اسمع ، قلت : سمعت ، قال : يا محمد ان عليا راية الهدى بعدك وإمام أوليائي ونور من أطاعني ، وهي الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك » (2) .
8 ـ أخبرني والدي أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفقيه ( رحمهم الله ) ، وعمار بن ياسر ( رحمه الله ) ، وابنه أبو القاسم بن عمار جميعا ، عن الشيخ الزاهد ابراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيد الزاهد محمد بن حمزة الحسيني (3) المرعشي ( رحمه الله ) ، قال : حدثني الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه ، عن أخيه الشيخ السعيد الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( رحمهم الله ) ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين ابن أخ دعبل بن علي الخزاعي ، عن أبيه ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، قال :
____________
(1) في « ط » : ربي .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 251 ، والصدوق في أماليه : 386 ، والشيخ منتجب الدين في أربعينه : 58 ، أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 : 66 ، والحافظ أبو بكر في تاريخ بغداد 14 : 98 أقول : يأتي مثله في ج 4 : الرقم 21 ، وج 6 : الرقم 8 .
(3) في « م » : الحسني .

( 193 )

حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال :
« ان (1) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تلا هذه الآية : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) ، فقال : أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدي وأقر بولايته ، وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدي » (2) .
9 ـ أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي في التاريخ والموضع المقدم ذكرهما ، عن أبيه ( رحمهم الله ) ، قال : أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي ، قال : حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير (3) ، قال : حدثني أبي ، عن منصور بن مسلم بن سابور ، عن عبد الله بن عطا ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :
« قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم [ من ] (4) بعدي » (5) .
10 ـ وبهذا الإسناد عن أبي العباس بن سعيد بن عقدة الحافظ ، قال : حدثنا الحسن بن عتبة الكندي ، عن محمد بن عبد الله (6) ، عن أبي عبيدة ، عن محمد بن عمار بن ياسر ، عن أبيه ، عن عمار بن ياسر ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« اوصي من آمن بي وصدقني بالولاية لعلي ، فانه من تولاه تولاني ، ومن تولاني تولى الله ، ومن أحبه أحبني ومن أحبني أحب الله ، ومن أبغضه أبغضني (7) ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل » (8) .
____________
(1) في « ط وم » : قال ، ما أثبتناه من الأمالي .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 374 .
(3) في أمالي الشيخ : ظهير .
(4) من الامالي .
(5) رواه الشيخ في أماليه 1 : 253 .
(6) في الأمالي : عبيد الله .
(7) في « ط » : فقد تولاني ، فقد تولى الله ، فقد أحبني ، فقد أحب الله ، فقد أبغضني .
(8) عنه البحار 39 : 281 ، رواه الشيخ في أماليه 1 : 254 . =